أصحاب الرَّسّ: الرَّسّ هي البئر التي لم تُطوَ (1)، أو التي طويت بالحجارة (2). وقيل: إنّه نهر في بلاد الشرق نُسب إليه أصحاب الرسّ (3).
وقد ورد ذكر أصحاب الرَّسّ في القرآن الكريم في موضعين: أوّلهما في سورة الفرقان، في الآيتين 38 و 39.
وعاداً وثَمودَ وأصحابَ الرَّسِّ وقُروناً بَين ذلك كثيراً ، والثاني في سورة ق، في الآية 12: كَذّبت قَبلَهم قومُ نوحٍ وأصحابُ الرَّسِّ وثَمود .
ولم يَرِد في القرآن الكريم شيء آخر يمكن أن يُلقي ضوءاً على هؤلاء القوم، لذا لم يَقطع المفسّرون في شأنهم بشيء، بَيد أنّ القرآن لمّا ذكرهم شَفَعهم بقوم عادٍ وثمود فلعلّهم ـ كما في التفاسير القديمة ـ من بقايا أو من مجاوري قوم عاد وثمود من العرب البائدة الذين عاشوا في جنوب بلاد الحجاز. كما احتمل بعض المفسّرين بأنّ
«البئر المُعطَّلة» و «القصر المَشِيد» اللذَين أشارت إليهما الآية الكريمة وبئرٍ معطّلةٍ وقَصرٍ مَشِيد (4) يتعلّقان بأصحّاب الرسّ، وأنّهم عاشوا في أرض حضرموت.
أمّا نبيّ أصحاب الرسّ فقيل أنّه شُعيب، أو حنظلة بن صفوان، أو موسى (غير نبيّ بن إسرائيل).
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم القمّيّ: إنّ أصحاب الرسّ هنّ اللواتي باللواتي، وهن الرسِّيّات (5). إشارة إلى عادة السُّحق التي تفشّت بين نسائهم.
وفي التفسير أنّ أصحاب الرسّ كانوا قوماً بعد ثمود نازلين على بئر، أرسل الله إليهم رسولاً فكذّبوا به فأهلكم الله (6). وقيل إنّهم كذّبوه ورسّوه في بئر (7)، أي دسّوه فيها حتّى مات (8).
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
الهوامش
1 ـ تفسير الميزان، للطباطبائي 236:15.
2 ـ مجمع البحرين، للطريحي 698:2 مادّة «رسس».
3 ـ انظر: معاني الأخبار، للشيخ الصدوق 48:1.
4 ـ الحجّ / 45.
5 ـ تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي 113:2.
6 ـ تفسير الميزان 236:15.
7 ـ معاني الأخبار 48:1. مجمع البحرين 699:2.
8 ـ لسان العرب، لابن منظور 210:5 مادّة «رسس».
|