من أنبياء الله تعالى، وهو من أُولي العزم الذين أُرسِلوا بشريعة .
وُلد عيسى ابن مريم عليه السّلام سنة 622 قبل هجرة النبيّ صلّى الله عليه وآله في ناحية بيت المَقدِس، وقد ولدته أمّه مريم العذراء دون أن يَمسّها زوج، فعُدّت ولادته من الإعجاز الإلهيّ.
وقد غالى المسيحيون في أمر عيسى المسيح عليه السّلام، فسمّوه تجسّداً لكلمة الله، وحلولاً للاّهوت في الناسوت ( أي حلول الله تعالى في الإنسان)، وعدّوه الأُقنوم الثاني من الأقانيم الثلاثة في عقديتهم بالتثليث ( الأب ـ الابن ـ روح القدس )، وسمّوه ابناً لله تعالى .
وقد صرّح القرآن الكريم بكفر هذه الاعتقادات ونهى عنها، وقال إن مَثَل عيسى في خلق الله إيّاه من غير أب، كمَثَل آدم في خلق الله إيّاه من غير أب ولا أمّ، فليس هو بأبدع ولا أعجب من آدم.
فكيف أنكروا هذا وأقرّوا بذلك (1) ؟! قال تعالى: إنّ مَثَلَ عيسى عندَ اللهِ كمثَلِ آدَمَ خَلَقهُ مِن تُرابٍ ثُمّ قالَ لَهُ كُنْ فيكون (2).
ويظهر من الآية الكريمة أنّ خلقة عيسى كخلقة آدم خلقة طبيعيّة كونيّة، وإن كانت خارقة للسُنّة الجارية في النسل، وهي حاجة الوَلَد إلى والد (3).
أمّا أسماء عيسى عليه السّلام في القرآن الكريم، فهي: عيسى بن مريم ( ردّاً على مقولة مَن قال بأنّه ابن الله تعالى )، المسيح، رسول الله، كلمة الله، روح الله. وقد ورد اسم هذا النبيّ في القرآن 28 مرّة (4).
وفي الحديث عن النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله: كيف أنتم إذا نَزل ابنُ مريم فيكم وإمامكم منكم ؟! (5).
وفي حديث عن النبيّ الأكرم صلّى عليه وآله في نزول عيسى عليه السّلام قال: فيلتفت المهدي وقد نزل عيسى كأنّما يقطر من شعره الماء، فيقول المهدي: تَقَدَّمْ صَلِّ بالناس، فيقول عيسى: إنّما أُقيمت الصلاة لك. فيصلّي عيسى خلف رجلٍ من ولدي ـ الحديث (6).
وقد وردت أحاديث متكاثرة في نزول عيسى عليه السّلام وصلاته خلف المهدي عليه السّلام، وإعانته له على تأدية مهمّته الكبرى في نشر العدل في أرجاء البسيطة.
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
الهوامش
1 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 759:2.
2 ـ آل عمران: 59.
3 ـ تفسير الميزان، للطباطبائي 232:2.
4 ـ انظر: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، لمحمّد فؤاد عبدالباقي، مادّتَي: « مسح » و « عيس ».
5 ـ صحيح البخاري 205:4 ـ باب نزول عيسى. صحيح مسلم 94:1 ـ باب نزول عيسى. مسند أحمد 336:1.
6 ـ البيان، للكنجي الشافعي 114 ـ الباب 7. عقد الدرر، للشافعي السلمي 192 ـ الباب 10. الصواعق المحرقة، لابن حجر 164.
|