تكرر اصطلاح «الاستدراج» في موضعَين من القرآن الكريم، هما: الآية 182 من سورة الأعراف، والآية 44 من سورة القلم، وقد ثماثلت الآيتان في التعبير: سَنستَدْرِجُهم مِن حيثُ لا يَعلمون .
يقال: استَدرجَه أي: رَقّاه من درجة إلى درجة، أو أنزله على التدريج. ويماثل الاستدراج المكر والإمهال الإلهيّ للعبد العاصي، وجعله إيّاه متدرّجاً في معصيته، سادراً في هواه، حتّى يُشرف على الهلاك. قال تعالى: ومَكروا ومَكَرَ اللهُ واللهُ خيرُ الماكرين (1)، وقال تعالى: إنّما نُملي لهم لِيزدادوا إثماً (2).
ويحصل الاستدراج ـ عادةً ـ بتجديد الله عزّوجلّ النعمةَ تِلو النعمة للعاصين بلا استحقاقٍ منهم، فلا يزالون مستزيدين من النعم والملاذّ، غافلين عن التوبة، لاهين عن الموت الذي يترصّدهم، حتّى يُلاقوا يومَهُم الذي يُوعدون (3).
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
الهوامش
1 ـ آل عمران / 54.
2 ـ آل عمران / 178.
3 ـ لاحظ مادّة «الإمهال» ومادّة «المكر» من هذا القاموس.
|