ذكر القرآن الكريم الصابئين ثلاث مرّات (1)، وارتأى البعض أنّهم معدودون في عداد المؤمنين واليهود والنصارى والمجوس، إلاّ أنّ سياق الآيات الكريمة يُفيد بأنّ مجرّد التسمّي باسمٍ معيّن لا يُوجب عند الله أجراً ولا أمناً من العذاب، وأنّ سبب الكرامة والسعادة الأُخرويّة هو حقيقة إيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح (2).
يقال: صَبَأ يَصْبَأ صَبْأً وصُبُوءاً: خَرَج من دِينٍ إلى آخر، كما تَصبَأُ النجوم أي تخرج من مطالعها (3) وكانت العرب تسمّي النبيّ صلّى الله عليه وآله الصابئ، لأنّه خرج من دين قُريش إلى الإسلام (4).
وأمّا أصل دين الصابئين، فقيل أنّهم كانوا على دين نوح فمالوا عنه (5)، وقيل: هم قومٌ عدلوا عن اليهوديّة والنصرانيّة وعبدوا الملائكة (6).
وقد سئل الإمام الصادق عليه السّلام عن علّة تسميتهم بالصابئين، فقال عليه السّلام: إنّهم صَبَوا إلى تعطيل الأنبياء والرُّسل والمِلل والشرائع وقالوا: كلّ ما جاؤوا به باطل! فجحدوا توحيد الله تعالى ونبوّة الأنبياء ورسالة المرسَلين ووصيّة الأوصياء، فهم بلا شريعة ولا كتاب ولا رسول، وهم مُعطِّلة العالَم (7).
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
الهوامش
1 ـ في الآية 62 من سورة البقرة، والآية 69 من سورة المائدة، والآية 17 من سورة الحجّ.
2 ـ انظر: تفسير الميزان، للطباطبائي 194:1.
3 ـ لسان العرب، لابن منظور 267:7 «صبأ».
4 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1001:2. لسان العرب 267:7.
5 ـ المفردات، للراغب الإصفهاني 274.
6 ـ تفسير الكشّاف، للزمخشري 146:1.
7 ـ مختصر بصائر الدرجات، للشيخ حسن بن سليمان الحلّي 181.
|