شُعَيب: من أنبياء الله تعالى، كان يُقال له «خطيب الأنبياء» لحُسن مراجعته قومَه (1). رُوي أنّه بُعث لأمّتَين: أصحاب مَدْيَن وأصحاب الأيْكة، فأُهلِكتْ مَديَن بصيحة جبرئيل عليه السّلام، وأُهلك أصحاب الأيكة بعذاب يوم الظُّلّة (2).
ورد ذكره في سورة الأعراف، الآيات 85 ـ 93، وقد تلا في النبوّة نوحاً وهوداً وصالحاً ولوطاً عليهم السّلام (3)، كما ورد ذكره في سورة هود، الآية 89.
دعا شُعيب قومه ـ وكانت أرضهم ما بين طور سيناء والفرات ـ إلى عبادة الله الواحد الأحد، وإيفاء الكَيل والميزان إذا باعوا، وأن لا يحتالوا على الناس إذا باعوهم أو اشتروا منهم، لأنّ ذلك أكلٌ لأموال الناس بالباطل. ووعظهم أن لا يُفسدوا في الأرض بالكفر والمعاصي، فقال له أشراف قومه بإنّهم سيطردونه ومَن آمن معه أو لَيَرجِعُنّ إلى دينهم وطريقتهم. قال شعيب: إنّ مَن يرتدّ عن الإيمان أعظم كُفراً، وما ينبغي لنا ـ بعد إذ نجّانا الله من دينكم وطريقتكم الفاسدة ـ أن نرجع إليها. ثمّ دعا ربّه ليحكم بينه وبينهم، فأُهلكوا بالزلزلة الشديدة حتّى غدت مساكنهم أثراً بعد عَين (4).
وقد أشار القرآن الكريم في سورة القصص إلى شعيب النبيّ عليه السّلام في قصّة لجوء موسى عليه السّلام إليه بعد فراره من قوم فرعون، وزواجه بإحدى بنتي شعيب عليه السّلام (5).
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
الهوامش
1 ـ تفسير القرطبي 247:7.
2 ـ مجمع البحرين، للطريحي 953:2.
3 ـ انظر الآيات 59 ـ 85 من سورة الأعراف، فقد ذكرت ذلك مفصّلاً.
4 ـ تفسير الميزان، للطباطبائي 194:8 ـ 202 ملخّصاً.
5 ـ انظر الآيات 21 ـ 29 من سورة القصص.
|