وردت كلمة «الثَّقَلان» في القرآن الكريم بمعنى الجنّ والإنس، سُمِّيا بذلك لأنّهما كالثَّقَل للأرض وعليها، أو لفضلهما على سائر الحيوانات بالتمييز (1). قال تعالى: سَنَفْرُغُ لكم أيُّها الثَّقَلان (2).
أمّا في كتب الحديث والتفسير واللغة، فقد استُعمل هذا التعبير أيضاً في معنى آخر هو: القرآن والعترة، إذ سمّاها النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله ثقلَين، إعظاماً لقدْرهما وتفخيماً لشأنهما، أو لأنّ الأخذ بهما ثقيل، والعمل بهما ثقيل (3)، والعرب تقول لكلّ شيءٍ نفيس خطير قصون «ثَقَل»، فوظّفَ النبيُّ صلّى الله عليه وآله هذا اللفظَ للدلالة على القرآن والعترة. وقد ورد في حديث الثقلين المعروف المتواتر الذي رواه علماء المسلمين أنّ النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله قال غير مرّة:
«إنّي تاركٌ فيكم الثَّقلَين: كتابَ الله، وعترتي أهلَ بيتي» (4).
والثَّقَل الأكبر يُراد به الكتاب، والثقل الأصغر: العترة عليهم السّلام (5).
وفي حديثه صلّى الله عليه وآله: إنّ لكلّ نبيّ أهلاً وثقلاً، وهؤلاء ـ يعني عليّاً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام ـ أهلُ بيتي وثقلي (6).
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
الهوامش
1 ـ لسان العرب، لابن منظور 114:2 و 115. مجمع البحرين، للطريحي 244:1.
2 ـ الرحمن / 31.
3 ـ لسان العرب 114:2. مجمع البحرين 245:1.
4 ـ مسند أحمد 17:3/ ح 10747. المصنَّف، لابن أبي شيبة 176:7/ ح 5.
5 ـ مجمع البحرين 245:1.
6 ـ الكافي 227:1/ ح 1.
|