باب حطّة

  الحَطّ إنزال الشيء من عُلْوٍ، وقد حَطَطت الرَّحْل: إذا أنزلته (1).
  و «باب حِطّة» مصطلح منتزع من القرآن الكريم، يُقصد به ـ كما في الروايات التي تناقلتها الموسوعات الحديثية الإسلاميّة ـ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام والأئمّة الأطهار عليهم السّلام.
  وأصله ما ورد في سورة البقرة، الآية 58، خطاباً لبني إسرائيل: وإذ قُلنا ادخُلوا هذه القريةَ فكُلوا منها حيثُ شِئتم رَغَداً وادْخُلُوا البابَ سُجَّداً وقولوا حِطّة نَغفِرْ لكم خطاياكم .
  حيث أُمِروا أن يقولوا كلمةً ليحطّ الله عنهم أوزارهم، لكنّهم بدّلوا غير الذي قيل لهم .
  وروى أبو ذرّ الغفاري وأبو سعيد الخُدري وابن عبّاس، عن النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله أنّه قال:«إنمّا مَثَلُ أهل بيتي في أمّتي مَثَلُ باب حطّة في بني إسرائيل: مَن دخله نجا، ومَن لم يدخله هلك» (2).
  وفي رواية أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام قال: «هؤلاء بنو إسرائيل نُصِب لهم بابُ حطّة، وأنتم ـ يا معشَر أمّة محمّد ـ نُصب لكم باب حطّة: أهل بيت محمّد عليهم السّلام، وأُمرتم باتّباع هُداهم ولُزوم طريقتهم ليغفر لكم بذلك خطاياكم وذنوبكم، وليزداد المحسنون منكم، وباب حطّتكم أفضل من باب حطّتهم...» (3).
  ورُوي عن الإمام الباقر عليه السّلام في قوله تعالى: وقولوا حطّة نغفرْ لكم خطاياكم قال: نحن باب حطّتكم (4).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ المفردات، للراغب الإصفهاني 122.
2 ـ المعجم الأوسط، للطبراني 85:6 / ح 5870. فضائل الصحابة، لأحمد بن حنبل 785:2/ ح 1402.
3 ـ بحار الأنوار، للشيخ المجلسيّ 122:23 / ح 47.
4 ـ تفسير نور الثقلين، للحويزي 83:1. تفسير الدرّ المنثور، للسيوطي 71:1.