أيّوب (عليه السّلام)

  من أنبياء الله العظام، وقد تناقلت الألسن قصّة صبره على المحنة والنَّصَب اللذينِ ابتُلي بهما ، حتّى ضُرب بصبره المَثَل.
  وفي قاموس الكتاب المقدّس أنّ «أيّوب» في العبرية بمعنى «الأوّاب»، وقد وصف القرآن الكريم أيّوب بالأوّاب، في قوله تعالى في قصّة أيّوب:
  إنّا وَجَدناه صابِراً نِعمَ العبدُ إنّه أَوّاب (1).
  كما ورد ذكره ضمن الأنبياء الذين أوحى الله تعالى إليهم، في قوله تعالى: «إنّا أوْحَينا إليكَ كما أوحَينا إلى نوحٍ والنَّبيّين مِن بعدِه وأوحَينا إلى إبراهيمَ وإسماعيلَ وإسحاقَ ويعقوبَ والأسباطِ وعيسى وأيّوبَ ويونُسَ وهارونَ وسُليمانَ وآتينا داودَ زَبورا» (2).
  ونقل القرآن قصّة أيّوب عليه السّلام في سورة الأنبياء، في قوله تعالى: وأيّوبَ إذ نادى رَبَّهُ أنّي مَسَّنيَ الضُرُّ وأنتَ أرحمُ الراحيمن * فَاسْتَجَبنا له فكَشَفنا ما به مِن ضُرٍّ وآتيناه أهلَهُ ومِثْلَهم معهم رحمةً مِن عندِنا وذِكرى للعابدين (3).
  وفي سورة ص، قوله تعالى: واذكُر عبدَنا أيّوبَ إذ نادى ربَّه أنّي مَسَّنِي الشَّيطانُ بنُصبٍ وعَذاب * اركُضْ برِجلِكَ هذا مُغتَسَلٌ باردٌ وشَراب * ووهبنا له أهلَهُ ومِثلَهم معهم رحمةً منّا وذِكرى لاُولي الألباب * وخُذْ بيدِكَ ضِغْثاً فاضرِبْ به ولا تَحنَثْ إنّا وجدناه صابراً نِعمَ العبدُ إنّه أوّاب (4).
  وملخّص قصّته أنّ الله تعالى ابتلاه بالضرّ في نفسه وأولاده، فصبر على المحنة، فمدحه سبحانه وأثنى عليه فعدّه صابراً أوّاباً، وقال عنه بأنّه نِعم العبد.
  ثمّ فرّج الله تعالى عنه، فعافاه وآتاه أهله ومثلهم معهم، وأمره أن يضرب امرأته ولا يحنث في يمينه ـ وقد كان نذر يوماً أن يضربها عقوبةً على حادثة، لو عُوفي ـ فأخذ عِذقاً فيه مائة شمراخ، فضربها ضربة واحدة فخرج من يمينه (5).

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ سورة ص / 44.
2 ـ النساء / 163.
3 ـ الأنبياء / 83 و 84.
4 ـ ص / 41.
5 ـ تفسير الميزان، للطباطبائي 224:17 ـ 227 ملخّصاً .