اُولو العزم

  في اللغة بمعنى ذوي الحَزم والجِدّ والصبر، أمّا في الاصصلاح القرآني فبمعنى طائفة معيّنة من الأنبياء عَزَموا على أمر الله فيما عهد إليهم (1).
  وفي رواية عن الإمام زين العابدين عليه السّلام أنّه سئل: ما معنى «اُولو العزم» ؟
  قال: بُعِثوا إلى شرقِ الأرض وغربها، جِنِّها وإنسها (2).
  وعن الإمام الرضا عليه السّلام قال: إنّما سُمّي اُولو العزم اُولي العزم لأنّهم كانوا أصحاب الشرائع والعزائم (3).
  قال تعالى: فاصبِر كما صَبرَ اُولو العَزمِ من الرُّسُلِ ولا تَستعجِلْ لهم (4).
  ومع أنّ الأقوال في عدد الأنبياء اُولي العزم تراوحت ـ اختلافاً ـ بين ثمانية عشر نبيّاً وخمسة أنبياء، فقيل ـ دعماً للقول الأوّل ـ إنّهم هم الذين ذكرهم الله تعالى في سورة الأنعام، وعقّب على ذِكرهم بقوله: أولئكَ الذينَ هَدَى اللهُ فَبِهُداهُمُ اقتَدِهْ (5).
  وقيل: هم تسعة نفر: نوح عليه السّلام الذي صبر على أذى قومه طويلاً، وإبراهيم عليه السّلام الذي لم يتزلزل حين أُلقي في أتون النار، وإسماعيل عليه السّلام الذي امتثل لأمر أبيه حين قال له يا بُنيّ إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك فانظُرْ ماذا ترى (6)، ويعقوب عليه السّلام الذي صبر على فراق يوسف عليه السّلام، ويوسف عليه السّلام الذي صبر على البئر والسجن، وأيوّب عليه السّلام الذي صبر على الضرّ، وموسى عليه السّلام الذي قال له قومه إنّا لَمُدرَكون فقال: إنّ معي ربّي سَيَهدينِ (7)، وداود عليه السّلام الذي بكى على خطيئته أربعين سنة، وعيسى عليه السّلام الذي لم يضع لبنة فوق لبنة، وقال: إنّ الدنيا دار ممرّ .
  وقيل: اُولو العزم ستّة، وهم الأنبياء الذين أُمروا بالجهاد، وهم: نوح، وهود، وصالح، وموسى، وداود، وسليمان عليهم السّلام، وهو قول ابن عبّاس ومقاتل.
  إلاّ انّ القول الأصح المرويّ عن الإمامَين الباقر والصادق عليهما السّلام (8) ـ ورواه الطبري والبغوي وابن كثير (9) ـ أنّ أولي العزم خمسة نفر: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمّد على نبيّنا وآله وعليهم الصلاة والسّلام .
  قال الشاعر في ذلك:
اُولو العزم نوحٌ والخليلُ iiالممجَّدُ      وموسى وعيسى والحبيبُ محمّدُ
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
  الهوامش

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 194:9 «عزم».
2 ـ بحار الأنوار، للشيخ المجلسيّ 33:11 حديث 25.
3 ـ عيون أخبار الرضا عليه السّلام، للشيخ الصدوق 80:2 حديث 13.
4 ـ الأحقاف: 35.
5 ـ الأنعام: 90.
6 ـ الصافّات: 102.
7 ـ الشعراء: 61.
8 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسيّ 143:9. وتفسير الميزان، للطباطبائي 236:18 ـ 237.
9 ـ تفسير جامع البيان، للطبري 37:26. وتفسير البغوي 176:4. وتفسير ابن كثير 470:3.