تولّى يوشَعُ بنُ نون قيادة قومه، بعد التحاق موسى (عليه السلام) بالملأ الأعلى.
وخرج بهم من أرض التيه، بعد أربعين سنةً تاهوا فيها، حيارى،.. إلى أرض فلسطين، لقتال أعدائهم، وما زال ينتقلُ بهم من نصرٍ إلى نصرٍ، حتّى دانَ لهم الأعداءُ وخضعت لهم الرقابُ، فحكموا بشريعة السماء!.
وكانوا يُقدِّمون أمامَهم، في كلِّ المعارك التي خاضوها، "تابوت العهد"،.. وفيه بقيةٌ ممّا ترك موسى وهرونُ: من عصا موسى، إلى الألواح المقدسة، إلى بعض دروعٍ وسلاحٍ.. وهكذا كانت بيارقُ النصر تُرفرف فوق هذا التابوت المقدس باستمرارٍ،.. الذي كان نعمةً أنعمها الله على بني إسرائيل!..
ولكنَّهم - كعادتهم- مالبثوا أن انحرفوا عن طريق الحقِّ، وجادّة الصواب.. فسلّط الله عليهم "الفلسطينيينَ" حتى ذلُّوا، وهانوا، وباؤوا بغضبٍ من الله وخذلان!..