اتصل بنا مؤمنــــة البطاقات انتصار الدم مساجد البصرة واحة الصائم المرجعية الدينية الرئيسية

النبي إسحاق (عليه السلام) البشارة

  ولادة إسحاق (عليه السلام)

  بعدما طغى بوم نبي الله لوط(عليه السلام)، بعث الله عزوجل ثلاثة من ملائكته، لينزلوا بهم العذاب الذي يستحقونه، فمروا بإبراهيم(عليه السلام)، وكان متزوجاً من سارة بنت بتوايل بن ناحور إبنة عمه وابنة خالته، وكان قد بلغ من الغمر عتياً، دون أن يرزق منها بولد .
  وعمد خليل الرحمن (عليه السلام) إلى عجل سمين أتى به وذبحه إكراماً لأضيافه، وهو لايعرف أنهم من الملائكة، ولماذا جاؤوا .
  فلما انتهى من إعداد الطعام، وقدمه للضيوف، فوجئ (عليه السلام) بأن الضيوف لايأكلون.. فأوجس منهم خيفة، وبدت عليه علامات الخوف والإستغراب، فأدرك الملائكة ذلك فقالوا له: {لاتخف إنا رسل ربك إلى قوم لوط}.
  هدأ روع إبراهيم (عليه السلام) قليلاً ولكنه جاهر بخوفه قائلاً: {إنا منكم وجلون}. وعاد الملائكة إلى طمأنة خليل الله (عليه السلام) فقالوا له: {لاتوجل إنا نبشرك بغلام عليم}.
  كان إبراهيم عليه السلام قد بلغ سن الهرم واليأس من الإنجاب، وكانت زوجته سارة هي الأخرى واقفة لاتصدق ماتسمع أذناها، قال إبراهيم(عليه السلام): {أبَشرتموني على أن مسّني الكبر! فبم تبشرون} وقالت سارة: {ياويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً! إن هذا لشئ عجيب} فما كان من الملائكة إلا أن أكدوا لهما حصول الولادة في هذا الوقت قائلين: {أتعجبين من أمر الله ؟ رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد}.. {كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم}.
  وبعد ولادة إسماعيل بن إبراهيم (عليه السلام) بخمس سنوات وبعد أن بلغ خليل الله إبراهيم مئة وعشرين سنة من العمر، ولد إسحاق بن إبراهيم (عليه السلام) غلاماً عليماً ثم شاباً صادقاً وسيماً كأن وجهه شقة قمر، ومن ثم {نبياً من الصالحين}.

  زواجــه (عليه السلام)

  أدرك الكبر إبراهيم (عليه السلام) وعجز عن الحركة ومباشرة الأعمال بنفسه، وكان إسحاق قد بلغ سن الزواج، فأمر إبراهيم (عليه السلام) أحد خدمه وهو العازر، أن يسعى لتزويج إسحاق (عليه السلام) من عشيرته وقبيلة بني أبيه، الذين كانوا لايزالون في العراق، الموطن الأصلي لخليل الله إبراهيم (عليه السلام)، وأمره أن يحمل معه من الهدايا والجواهر مايليق بالعروس وأهلها.
  وتهيأ ألعازر للسفر، وقد أخذ معه الهدايا والتحف الثمينة، وساق من الجمال والدواب ما يجعله لأهل من ستكون عروساً لإسحاق (عليه السلام)، وتوجه نحو العراق، قاصداً منازل أسرة النبي إبراهيم (عليه السلام)، فلما وصل إلى هناك، وصار قريباً من ديارهم، حط الرحال في مكان يقال له: فدان آرام، وفيها أبناء أخي إبراهيم ناحور بن تارح الذي كان قد توفي وترك الرئاسة لابنه بتوئيل بن ناحور .
  أقام ألعازر قريباً من منازل بتوئيل، مما أتاح له رؤية فتاة كريمة جميلة، كانت تحمل جرة ماء، فأوقفها وسألها أن تسقيه من الماء الذي تحمله، فرحبت به وأنزلت جرتها وسقته .
  ثم إن ألعازر راح يحادثها، ويسألها من تكون ؟ فإذا هي رفقة إبنة بتوئيل بن ناحور أخي إبراهيم (عليه السلام) فقال في نفسه: هذه هي العروس المناسبة لإسحاق، وسألها ألعازر ما إذا كان عند والدها مكان للضيافة، فقالت: نعم .
  وعرّف ألعازر رفقة بنفسه، وأنه رسول عمها إبراهيم إليهم، وأنه جاء يطلب زوجة لابن عمها إسحاق بن إبراهيم (عليه السلام)، وإنه اختارها هي لتكون تلك الزوجة، ثم إنه ألبسها من الحلي والجواهر وطلب إليها أن تذهب لتخبر أهلها بقدومه إليهم .
  عادت رفقة إلى أهلها، وأخبرتهم بنبأ الضيف العزيز، فقام أخوها لأبان بن بتوئيل، لملاقاته واصطحابه إلى ديارهم، حيث أتى به وأكرمه وسط مظاهر الفرح والبهجة .
  وبعد أن ارتاح ألعازر قليلاً، أخبر مضيفه لابان بسبب زيارته لهم، وطلب منه أن يوافق على أن يصطحب أخته رفقة معه إلى فلسطين حيث ابن عمه إسحاق (عليه السلام) لتكون له زوجة ، فأجابه لابان إلى طلبه، وقد وافقت رفقة على ذلك .
  أعطي ألعازر الهدايا التي حملها معه من فلسطين إلى رفقة، وخلع عليها الحلى والثياب، كما أعطى أهلها بعضاً من تلك الهدايا التي كان يحملها، ثم استأذن بالعودة، فجهزة لابان أخته رفقة بما تحتاجه استعداداً للرحيل .
  وعاد ألعازر ومعه رفقة، فلما وصلوا إلى فلسطين حيث إسحاق (عليه السلام) وكان والده ووالدته قد توفيا، فرح كثيراً برفقة، وكانت له عزاء عن فقدهما .
  وهكذا، تزوج إسحاق (عليه السلام) من ابنة عمه رفقة، ورزقه الله منها بولدين توأمين هما: العيص ويعقوب .

  وفاة إسحاق (عليه السلام)

  عاش إسحاق عليه السلام، محباً لولديه، متعلقاً بهما، بحيث كان دائم الدعاء لهما، فقد كان (عليه السلام) يدعو لولده العيس بالملك والسلطنة في ولده ومن تبعه، وفي المقابل كان يدعو لولده يعقوب بالرياسة على إخوته وأهله والنبوة في ولده..
  وعمَّرَ إسحاق (عليه السلام) كثيراً، حيث فقد بصره قبل أن يوافيه أجله وله من العمر مائة وخمسة وثمانون عاماً، توفي بعدها في مسقط رأسه فلسطين، ودفن فيها مع والده إبراهيم الخليل (عليه السلام) في جيرون على بعد ثمانية عشر ميلاً من بيت المقدس في المسجد المعروف بمسجد إبراهيم الخليل (عليه السلام)، فسلام الله عليه وعلى والده خليل الرحمن .

Copyright © 2018 bascity Network, All rights reserved
                   BASRAHCITY.NET