ملائكة الرحمة في الزيارة المليونية

تاليف : السيد شبّر السويج

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم
  إنَ عمُاّلَ الله وجنودَه في الأرض كُثُر، وقد سخَرهم لخدمة عياله، وقضاء حوائجهم، فمنهم مَنْ يعملُ بلسانه، كعمُاَل المآذن الذّين يُعلون ذكرَه، وتوحيده في أرجاء المعمورة، ومنهم مَنْ يعملْ بنفسه وبماله كخُدَام المواكب والحسينيات الذّين يبذلون الجهد ، لتسهيل قصد المؤمنين وسيرهم حتى يصلوا إلى رياض الجنَة في أرضه المقدسة كربلاء الشهادة ومنهم مَنْ يعملْ على طهارة الرُوح، وترصين العقيدة، وتهذيب الأخلاق وهم خُدَام الكلمة والمنبر، وحمَلة العلم بالقلم، إذ أَمَرَهم الباري (عزوجل) أنْ يَتعلَموا بالقلم، ويُعلِموا به {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِكَ الَذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُكَ الأكْرَمُ (3) الذِي عَلَمَ باِلقَلَمِ (4) عَلَمَ الإنْسَانَ مَا لمَ يَعْلَمْ (5) } . ومنهم مَنْ يعملْ على نقاءِ الجسد، وسلامته، وهم الموصوفون لدى الناس بأنهَم ملائكة الرحمة، وأقرب الناس إلى الناس، وأخدمهم لهم، ولباسهم النقاء في بياضه، وشعارهم الوقاية قبل العلاج، وهو أولى من اليأس، فرحمةُ الله أوسع، وهو أرأف بعباده إذ سخّرَ لهم مَنْ تجلّتْ فيه الإنسانيَة بمعانيها، ونَذَر نفسه لصيانة أبدانم، وعالج ما أصابهم، وقد مثَلتْ فيهم هذه الصفات في أكمل صورها وأجملها في زيارة الأربعين المليونيَة ، إذ شمَر الخُدَام من منتسبي الصحة عن سواعدهم واستنفروا كلَ طاقاتهم، وبذلوا قُصارى جهدهم لنيل شرف القرب من بارئ الخلائق في خدمة عياله، وأسّسوا مفارز صحيَة على طول الطريق بجوار مواكب الخدمة، وقد وَفِقَ الله كادر التوثيق في مركز تراث البصرة التابع لقسم شؤون المعارف الإسلاميَة والإنسانيَة في العتبة العباسيَة المقدَسة لتوثيق خدمة هؤلاء العمُاَل أهل النقاء في بعض نقاط المسير من بصرة الخير إلى أهوارها في شمال المحافظة، وسندرج في هذا الكُتيِب نماذج من هذه الخدمة الجليلة والعمل الإنسانيّ الذي قام به موظَفو صحّة البصرة بقسميها الحكوميّ والأهليّ مُرفقةً بالصور تخليداً وتثميناً هذه الخطوات الخيرَة، والمبادرة الإنسانيَة النبيلة ، لتكون خَيرْ أُسوةٍ لكلِ المؤمنين في بذل العَون ونشر روح الإيثار في نفوس أهلنا، وأجيالنا اللاَحقة، وقد رُتِبتْ بحسب مواقع المسير، فابتدأنا الكلام عن مستشفى البصرة المتنقل الذي وثَقناه لعامين متتالين وهو يتنقل في خِدمته على طول مسير الزائرين متخطياً المناطق التابعة لفيحاء الخير إذ امتدتْ خدمتهُ إلى محافظة ذي قار (الناصريَة) .

تعريف مستشفى البصرة المتنقل
  هي عبارة عن عجات متحرّكة تحوي أجهزة وتجهيزات طبيَة مُتنوعة أُعدَتْ في صناعتها معالجة عِدَة حالات، وهي جوَالة بطبيعتها ، ذلك ليتسنَى لها الحركة والوصول إلى المناطق النائية، والأرياف في الأقضية والنواحي، وتُستخدم أيضاً في الحالات الاستثنائيَة التي تتطلب أن يتنقل المستشفى إلى الأماكن مورد الحاجة كجبهات القتال، وفي المناسبات الدينيَة والوطنيَة


  وهذه المستشفى تتكون من ستَ عشرةَ عجلةً بمواصفات خاصة، وإمكانيات جيِدة بالإضافة إلى عجلة المامو كرافي (أشعة كشف سرطان الثدي المبكر) التي كانتْ موجودة سابقاً، وقد دخلتْ الخدمة بتأريخ (13 / 5 / 2013 م) ، وهي منحة من (شركة كونكا) التابعة لجمهورية كوريا الجنوبية، وقد صُنِعتْ هذه العجلات طبقاً لمواصفاتٍ خاصة طلبتها هيأة الإدارة، فقد أُوفد الأخ الدكتور فلاح مطشر حميد مدير المستشفى إلى الجهات المُصنِعة في جمهورية كوريا الجنوبية (بلد المنشأ) للإشراف على تصنيع هذه العجلات طبقاً للمواصفات التي حدَدتهْا هيأة الإدارة، وقد أضيفتْ عجلة الصيدليِة، وكذلك الصحيَات التي تفتقر إليها المستشفيات المماثلة، مع إضافة مواصفاتٍ أخرى .


  وقد باشرتْ المستشفى بعملها في التنقل بين القرى والأرياف في محافظة البصرة بالتنسيق مع موظفي الصحة، وكوادرها في مختلف التخصصات، فكان لها ما يقرب من ثلاثين طلعةً ميدانيةً في عِدَة مناطق في جنوب مدينة البصرة وشمالها .



  وقد أُجري إحصاء نسبي لعدد المراجعين في هذه الجولات الميدانيَة فبلغ ما يزيد على تسعمائة مراجع في حالات مختلفة في الطلعة الواحدة، ولها مشاركاتٌ أخرى في المناسبات الدينيَة والوطنيَة، منها افتتاح المدينة الرياضية، وزيارة الرسول الأعظم (ص) في جامع أمير المؤمنين (ع) (الخطوة) ، وغيرهما من المناسبات، وقد وَثّقَ عملَها كادرُ مركزِ تراث البصرة في زيارة الأربعين المليونيَة للعامين : 1435 هـ و 1436 هـ في مواقعَ متعددة .



يتكوّن المستشفى من عدة عيادات متنقلة وهي :
  1 ـ عيادة الفحص السريري التي يعمل فيها مجموعة من الأطباء الأكفاء، منهم معاون مديريَة الصحَة في البصرة الدكتور نمير محمد وداد، ومدير المستشفى الدكتور فلاح مطشر وغيرهما من الكفاءات المُنسَبة من دائرة الصحّة في البصرة بحسب الحاجة، وموقع العمل .



  2 ـ الصيدليَة، ويعمل فيها كادرٌ يَبذل الجهد في خدمة الزائرين، منهم الدكتور الصيدلاني حيدر صبيح، والمعاون الصيدلانية معتز صادق، والمعاونة الصيدلانية الأخت زينب حبيب المنسَبة من مستشفى المْدَيْنَة العام في أثناء زيارة الأربعين .
  والصيدليَة تزود المرضى من الزائرين بكلِ أنواع الأدوية للعلاج المرحلي، وكذلك الحالات المزمنة، ويصُرف الدواء منها مجاناً .



  3 ـ ردهةَ الإفاقة، وتضمُ مجموعةً من الأسرَة للمنام في الحالات الطارئة، وهي مجهَزة بوسائل الراحة للمرضى، وفيها يعمل عدد من الإخوة الكرام الذين يتم تنسيبهم بحسب الحاجة إضافة إلى المتطوعين الذين يشاركون في الخدمة .


  4 ـ عيادة الوظائف الخاصة ،التي هي عبارة عن مختبر متطور تجُرى فيه التحاليل لكشف الحالات المرضيَة، وهو جُهَز بأجهزة حديثة وافية بالغرض، ويعمل فيه عيِنة من أهل الخبرة منهم السيد فرزدق .


  5 ـ العيادة النسائيَة، وهي من أولويات المستشفى وهي مجهَزة لاستقبال الحالات الخاصة بالأمراض النسائيَة، وقد ضمَتْ العيادة كادراً نسوياً متمرساً يتناوب العمل بحسب التنسيب، ويشمل التخصصات الأخرى لعلاج النساء


  والأطفال، بالإضافة إلى الإرشادات الصحيَة والوقائيَة التي يُقدِمها المستشفى من خلال الأخوات العاملات في هذه العيادة .
  6 ـ مركز الأشعة وآخر للسونار يخدم فيها مجموعة من الإخوة والأخوات أصحاب التخصّص في العمل هذه الأجهزة الدقيقة، مُضافاً إلى عربة المامو كراي التي بُيِنتْ وظيفتها آنفاً .



  7 ـ عيادة طب الأسنان، التي يحتوي على أجهزة متطورة تعمل عليها أيادٍ ماهرةٌ، وقد وثق المركز عمل أحد الأطباء المنسَبين في الزيارة المليونيَة وهو الدكتور مِقدام مسلم المتخصص في طبِ الأسنان، الذي لم يقتصر عمله على تخصّصه، بل كان يُعالِج حالات أخرى كتنظيم



  جرعات مرضى السكريّ، ومباشرة علاج التشنجات الطارئة التي تُصيب السائرين، والإعانة في الصيدليَة .



  8 ـ في المستشفى عيادة فحص العيون و (u.n.t) الأنف، والإذن، والحنجرة المجهَزة بأجهزة تقنيةٍ حديثة (كجهاز تخطيط السمع) ، يعمل فيها الدكتور فلاح مطشرَ بحسب ممارسته، ويشاركه في العمل بعض الأطباء المُنسَبين أثناء التنقل ما بين الأقضية والنواحي .



  9 ـ عيادة الجراحة، وهي عبارة عن صالة عمليَات مصغَرة لعلاج الحالات الجراحيَة الصغيرة والحالات الطارئة، وقد زُوِدتْ العيادة بأفضل الإمكانيات لإجراء هذه العمليَات بأيدي الكوادر المُنسَبة بحسب المناسبات والحاجة .



  10 ـ سيَارات الإسعاف، وفيها إمكانيات جيِدة كجهاز الشكِ الكهربائي، وهي تُستخدم لنقل الحالات الخطرة التي تحتاج إمكانات أعلى من قُدرات المستشفى المتنقل، كصالات العمليَات الجراحيَة، ويقودها الأخ نَورس شياع وهو من الكادر المؤهل لقيادة كُلِ العجلات، وفيه أيضاً عجلة الإدارة، وعربة الصحيَات، وحوضيَة الماء الصالح للشرب .



موقع المستشفى
  يقع مقرُ المستشفى الدائم (إدارياً) في البصرة القبلة حيِ الجامعة، إلى جنب مستشفى الطفل، ومنه ينطلق إلى الأقضية والنواحي .



  ويتولىَ إدارة المقر ـ نيابةً ـ السيد محمد محيي معاون المدير، ويُشرف على إدارة المستشفى في أثناء طلعاته مديره الدكتور فلاح مطشر، وقد كانتْ خدماته في زيارة الأربعين مُنسَقةً من دائرة الصحَة في البصرة بحسب نقاط الحاجة في مسير الزائرين، فموقعه الأول كان في مدخل ناحية الدير، فهي محلُ تجمّع الزائرين ومبيتهم بعد انطلاقهم من مركز المدينة، ثُمَ ينتقل المستشفى إلى قضاء القرنة قرب الجسر الأنبوبي ،



  وبعدها ينتقل إلى ناحية الهوير، ثُمَ إلى قضاء الِمْدَيْنَة قرب التقاطع إلى جنب



  موكب أهالي الِمْدَيْنَة، وآخر نقطة له في حدود البصرة في منطقة السورة داخل الأهوار ،ثُمَ ينتقل إلى البطحة في محافظة الناصريَة، وفي كلِ هذه المواقع يُباشرُ


  المستشفى عمله في استقبال الزائرين، ويُقدِمُ لهم مخُتلفَ الخدمات الصحيَة، والعلاجات الفوريَة، والإرشادات الوقائيَة، ويعمل في وحدات المستشفى بعض المتطوعين الموثَقين إلى جانب الكادر المُختص من المنسَبين من دائرة صحّة البصرة .



  وقد لقي المستشفى ترحيباً فائق النظر، واستقبل زخماً كبيراً من الزائرين لما وجدوه من الخدمات العلاجيَة ورحابة الصدر والخصال المحمودة التي يتحلىَ لها الكادر المشرف على الخدمة، وقد تجلّتْ في خدمتهم أسمى معاني الإنسانيَة، فكانوا من أوضح مصاديق (أخدم الناس لعيال الله) ، وقد ورد أنَ أقرب الناس إلى الله يوم القيامة الذين أحسنوا في الحياة الدنيا، إذ قال الله تعالى : {مَنْ جَاءَ باِلْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آَمِنُونَ} النمل : 89 لهذا استحقُوا ـ بجدارة اسم ملائكة الرحمة .



شعارٌ وعهدٌ
  صدَر الإخوة الكرام العاملون في المستشفى شِعار (لبيك يا حسن) من مواقع خدمتهم، وهو يُنبئ عن ولائهم لرسول الله (ص) وأهل بيته الكرام (ع) ، مُدوِنين ما خُطَ في قلوبهم، وما تلهجُ به أفئدتهم، مُتمنيِن على الله أن يتقبَل تقربّهم إليه بخدمتهم لزوار حبيبه وشفيع دار البقاء عنده، ومتوسِلين بسيِد الشهداء (ع) أنْ يكتبهم من خُدَام زائريه، مُعاهدين وليَ الله الأعظم إمام العصر والزمان (عج) وولي ثأر المظلوم غريب كربلاء أن يكونوا جنوداً أوفياء مُلبيِن نداءه، متأهبين لخِدمته وخِدمة أوليائه، مُنتظرين ظهورَه بالجدِ والاجتهاد في تزكية النفس، وبثِ روح الإيثار والتضحية .



تلبيةٌ ووفاءٌ بالعهد

  (لبيك يا حسين) كلمةٌ دوَنها الإخوة، ولهجوا بها تلبية، وهي عهدٌ قطعوه على أنفسهم إمام زمانهم، وولي أمرهم، فما أنْ وجَه (نائب الإمام (ع)) المرجع الأعلى دام ظله الوارف نداء (حيَ على الجهاد) حتَى هبَ الإخوة الكرام للوفاء بالعهد إذ كانتْ لهم عِدَة مشاركاتٌ، مبتدئين عملهم الجهادي بتغطية الحاجة في معسكرات التدريب في الشعيبة، ومن ثمَ انتقلوا إلى الدعم الميداني في محاور عِدَة من جبهات الحق، فكان لهم حضور مشُرِفٌ في قاطع تكريت والعوجة، وسامراء، ومكيشيفة، وغيرها، وقد أسهم الأطباء الكرام والكوادر الأخُرى بالحضور الميدانيّ في مختلف الاختصاصات، منها الجراحة العامة، وجراحة الصدر ، والأوعية الدمويَة، والكسور، والتخدير، والباطنية، والأشعة، وغيرها .
  ومَا يُثلج القلب، ويُدخل عليه السرورَ استجابةُ بعض الإخوة المسيحين من المختصين لدعوة الجهاد ، ليتكرر حضور وهب الكلبي (1) في صفوف عسكر المُلَبّينْ لنداء : (لبيَكَ يا حسينُ) .

خدماتهم في زيارة الأربعين

  بذل الإخوة الكرام قصارى جَهدهم بروح مِلؤها الإيثار من أجل نيل شرف خدمة زوار أبي عبد الله (ع) ، فتكلّلتْ جهودُهم بتلك الخدمة النوعيَة، إذ شهد مستشفاهم إقبالاً كثيفاً من الزوار .



  وهذا يُنبئ عن حاجة الزوار إلى مَنْ يرعاهم من الناحية الصحيَة والعلاجيَة، فوجدوا في هذا المستشفى المساير هم خيرَ مُعينٍ، إذ توافرتْ فيه كلُ المستلزمات العلاجيَة التي يحتاجها الزائر، من أدوية وعلاج وإشراف من ذوي الاختصاص، بل فيه ما لا يحصل عليه المواطن عند مراجعة المستوصفات في الأقضية والنواحي، فهي تفتقر إلى كثيرٍ من المستلزمات الطبيَة والعلاجيَة، فجاء هذا المستشفى بكوادره بلسماً معاناة ساكني هذه المناطق المحرومة، وتُدْخِلُ حركتُه مع الزائرين السرورَ على قلوهم، وتشعرهم بتحسّسِ الكوادر الصحيَة لآلامهم، وكذلك تُظهرُ نُبلَ هذه الشريحة، وإنسانيَتها بل ولاءَها للعترة الطاهرة (ع) .
  حرص الكادرُ على تغطية كلّ الأماكن التي يتجمع فيها الزُوار وبكامل عِدتَهم وعددهم، وكان أملُهم أنْ يُسمحَ لهم أن يتخطَوا حافظة الناصريَة إلى السماوة التي تَشهد زخماً كبيراً لتوافد الزائرين من الجنوب، بل كان طموحهم أكبر من ذلك، إذ كانوا يتمنَون أنْ يُكملوا المسير والخدمة حتى يصلوا أرضَ الشهادة والفداء، وقد شهدنا حضوراً مشُرِفاً للكوادر المنسَبة للمشاركة في الخدمات التي يُقدِمها المستشفى في هذه الزيارة المليونيَة التي تهوي إليها القلوب .
  وجدير بالذكر أنَ دائرة صحَة البصرة وفّرتْ كلَ المستلزمات، وفتحتْ بابَ مذخر الأدوية على مصراعيه خِدمةً لزُوار أبي الأحرار (ع) ، يُضاف إلى هذا أنّ الأخوة يُسارعون في كسب النفحات الإلهيَة في هذه الزيارة إذ يهدون العلاجات المختلفة ، ليُسجَلَ في صحيفة أعمالهم عند إمام زمانهم وولي نعمتهم الذي عاهدوه على الخدمة لزوار ثارِ الله وثارِه (2) مظلوم كربلاء .

طاقم الخدمة الفنية

  يَتشكَل كادر المستشفى من سبعة وعشرين شخصاً، منهم من يعمل في الكادر الصحيّ العلاجيّ، ومنهم إداريون يعملون على تنسيق العمل ومتابعته في الأماكن المختلفة التي يُعسكرون فيها .



  ومنهم فنيِون يعملون على إيصال العجلات إلى مواقع الخدمة بعد هيئة المكان بالتنسيق مع قِسم الأمور الفنيَة في صحّة البصرة .

  ولا يقتصر الإخوة الكرام على هذا العمل بل يشاركون في استقبال المراجعين، وتنظيم العمل، وإعانة الكادر الطبي في الصيدليَة ،



  وفي المختبر، وعيادة الأسنان وغيرها من الأمور الميسورة لهم.
  ومنهم مَنْ دخل في دورات تأهيلية لزرق الإبر والإسعافات الأوليَة تحت إشراف مدير المستشفى، وقد شهدناهم في زيارة ألاربعين مدَة عامين وهم يَبذلون الجهد في خِدمة زوار أبي عبد الله (ع) ، ولهم مشاركاتٌ فعليَةٌ في جبهات الحقِ حين نَقلوا المستشفى لخدمة جرحى الحشد الشعبي، والجيش، والقوات الأمنية، مع مرابطتهم في مواقع الخدمة لتقديم العون .
  هذا هو مجمل عمل المستشفى وكوادره، ولهم نشاطاتٌ أُخر كالإسهام في تغطية افتتاح المدينة الرياضيَة، وتغطية مناسبات دينيَة عظيمة كوفاة النبي (ص) وغيرهما من المناسبات، فجزاهم الله خير الجزاء، وجعل عملَهم هذا أفضلَ قُرباتهم .



شعبة الاسعاف الفوري

  هي مؤسسةٌ تابعةٌ إلى قسم العمليات الطبيَة التابعة لدائرة صحة البصرة، وطبيعة عملها توجيه المُسعِفين بعد تلقِي الاتصالات المتوجهة إلى قِسم سيطرة الهاتف (من خلال الرقم (122) المهيأة خدمته من شبكات الهاتف النقَال) من المواطنين ودوائر الدولة والمستشفيات إسعاف الجرحى والمصابين ونقلهم من موقع الإصابة إلى المستشفى، ومنه إلى المستشفى التخصصي بحسب الحالة، وللشعبة ستةٌ وخمسون مركزاً موزَعةً جغرافياً على مركز المدينة والأقضية والطرق الخارجيَة، وعدد المنتسبين فيها ثلاثمائة وأربعة وثلاثون سائقاً ومائة وسبعون مُسْعِفاً، وعملُهم الحضور ي امناسبات الدينيَة والوطنيَة، والكوارث الطبيعية والتفجرات الإرهابية، والحالات الإنسانيَة، والمظاهرات ،والتجمعات، وقرب المساجد يوم الجمعة لتقديم الإسعافات الأوليَة، ونقل المصابين إلى المستشفيات والطوارئ .



موقعها وزمان تاسيسها ووحداتها

  تقع شعبة الإسعاف الفوري في المعقل إلى جنب مستشفى الموانئ، وقد أُسِستْ سنة (1400 هـ 1980 م) ، أي مرَ على خدماتها خمسةٌ وثلاثون عاماً،



  عَمِلَ فيها ثُلَةٌ طيِبةٌ من أهل البصرة الكرام، وقدَموا، وما زالوا يُقدِمون الخدمات الجليلة، ولا يرجون من هذه الخِدمة إلاَ إغاثة الملهوف تقرباً إلى ساحة الباري (عزوجل) وطلباً لرضاه، فقد كان شعارهم : (خير الناس من نفع الناس) ، وقد تجلىَ هذا الشعار بأمل صوره في أعظم مناسبة دينيَة وهي زيارة الأربعين المليونيَة .
  وتشتملُ الشعبةُ على وحدات متعدّدة، منها الإدارة التي يُديرها المعاون الطبي الأقدم عبد الكريم باقر عبد الحسن الذي أحفنا بمعلوماتٍ قيِمةٍ عن



  عمل الشُعبة، وخططها في توفر الخدمة في زيارة الأربعين وغيرها من المناسبات الدينيَة والوطنيَة، ومنها وحدة الاتصالات (غرفة السيطرة) التي عملتْ فيها مجموعةٌ طيِبةٌ من الرجال والنساء، وقد تصدَى المُسعف حسن قاسم بندر للحديث حول عمل غرفة السيطرة، وهو مُنتسب باشر



  عملَه في سنة أربع وثمانين، وانقطع لفترة ثُمَ عاد ، ليكمل خِدمته في الشُعبة، وله مشاركاتٌ في أغلب المناسبات ولا سيما زيارة الأربعين، وكان من ضمن مُسعفي ضحايا التفجر الإرهابي الذي طال زائري المسجد الجامع (اخُطوة) في زيارة وفاة الرسول (ص) ، وقد بينَ لنا أنَ وظيفة الإخوة والأخوات هي استقبال الاتصالات الواردة من المواطنين، والدوائر الحكومية والمستشفيات، وتنسيق عمل سيَارات الإسعاف بتوجيه النداءات للمباشرة في إسعاف الجرحى والمصابين، ونقل المرضى إلى المستشفيات التخصّصيَة ، ومنها وحدة السائقين التي تضم مجموعةً من أهل الإيثار الذين يعملون على قيادة عجلات الإسعاف لتقديم أروع الخدمات في نقل المصابين، وقد أفادنا الأخ عدنان عبد الله وهو سائق إسعاف منتسب منذ سنة 1982 م أنَ خدمتهم في المناسبات الدينيَة مضافاً إلى كونها واجباً وظيفيَاً مهنيَاً هي واجبٌ ديني يُعبِر عن ارتباط تكافلي وثيق بين أبناء الدين والوطن، وكذلك هي واجبٌ إنسانيٌ



  يُعمِقُ الرابطة الإنسانيَة، وتمنَى على الله أنْ لا يحرمهم من هذه القربى للرسول (ص) وآله الطاهرين (ع) بخدمة أوليائهم وزوارهم .
  وتضمُ الشعبةُ أسطولاً من عجلات الإسعاف المُجهَزة بإمكانات جيدة .

شرف الخدمة في زيارة الاربعين

  تعدُ شعبةُ الإسعاف الفوري من أوائل الدوائر الحكوميَة المبادرة للخدمة في الزيارة المليونيَة المباركة، فقد تشرَفوا بهذه الخدمة بحسب طبيعة عملهم إذ إنَ خدمتهم تقتضي الحضور في كلِ التجمعات حتى لو لم يُوجَه لهم أمرٌ ، لأنَ هذا من صميم تخصّصهم واسراتيجيَته، وقد نالوا السَبق في خِدمة زوار أبي عبد الله (ع) منذ الانطلاقة الأولى للزيارة المباركة بعد سقوط (اللا نظام الهدَام) ، واعتمد عملُهم الخدمي على خطَة متناسقة تمتد من مشارف قضاء الفاو، وطريق سفوان وطريق أم قصر، مروراً بمركز المدينة وأطرافه، ووصولاً إلى حدود البصرة في عمق الأهوار، فقد أَسدوا أفضل الخدمات من حيث الإسعافات الأوليَة، والدعم المعنوي، إذ تطوعتْ مجموعةٌ منهم في قائمة امشاركن طيلة فرة زيارة الأربعين، ومنهم الأخ مؤيد كريم جبار، وهو سائق اسعاف له سابقة عمل منذ ستة وعشرين عاماً، والأخ حسن نار حسن، وهو مسعف، وله سابقة عمل ما يقارب خمسة عشر عاماً، وقد نالا شرف الخدمة في الزيارة المليونية المباركة من عام 2005 م في منطقة الماجديَة بقرب إحدى المفارز الطبيَة التابعة لموكب الإمام علي (ع) .
  وقد جُهزت المفرزة بالأدوية الخاصة، والعلاجات مورد الحاجة التي تبرعا بها مع أفراد الموكب، وقد وثَق كادر مركز تراث البصرة عملها بتأريخ (5 / 1 / 2013 م) وهما يُسعفان أحد الزائرين، وقد أفادنا المسعف حسن نار أنَ سعادتهما لا توصف وما يُقدِمان العون للزائرين الكرام ، راجياً من الله أنْ يمنحَهم الفرصة في طاعته بخدمة عياله .



نماذج من الخدمة

  إنَ لأصحاب الخبرة والتجربة من الأقدمين دوراً بارزاً في أداء المهماَت الملقاة على عاتقهم، وللشباب دورٌ فعَالٌ في خوض التجارب التي تكتسبُ فيها الخبرة، ومن بين الشباب العاملين في نقل المصابين والجرحى المنتسب رائد رحيم ،



  فهو lمارس للمهنة منذ أربع سنين إكتسبَ من خلالها روح التضحية والإيثار، فقد شارك في المرابطة في خِدمة زوار أبي عبد الله في منطقة حمر ينان، وفي يوم الزيارة يقوم بالخدمة بالقرب من جامع البصرة (الخُطوة) ، وله خِدمة مع بقيَة رفاقه في المرابطة إلى جنب المتدربن في معسكرات الحشد الشعبي، ومنها معسكر تدريب فرقة العبَاس القتاليَة .
  ومن الشباب المسُعفين المنُتسب رياض مشعل، فقد كان يمارس عملَه في تقاطع التربية برفقة سائق الإسعاف نزار هاشم .



  ومنهم أيضاً الأخ نجم عبد الله إذ كان يُرابط بقرب مفرزة طبيَة تابعة لصحَة البصرة قرب موكب أمِ البنين (ع) على طريق الزائرين في منطقة الهارثة .





عملٌ و الإيثارٌ

  دأب الإخوة المنتسبون في الإسعاف الفوري على العمل بإيثار وإلخاص، وبذل الجهد في توفر أفضل الخدمات للمواطنين، فقد أثبتوا أنَ استحقاقهم هذه الأوصاف جاء لشدَة عزمهم واستعدادهم للتضحية بأنفسهم من أجل تأدية الواجب المُلقى على عاتقهم، وما قدَموه من إيثار في الحضور ـ وبشكل متواصل ـ في الجبهات، يُظهر هذه الصورة المُشرِفة في تأريخ الصحّة ومنتسبيها، فعملُ الإخوة في دعم الحشد الشعبي مستمرٌ، إذ جرى التنسيق على تسير عجلتي إسعاف بكوادرما كلَ عشرة أيَام للمرابطة في خِدمة المقاتلين من الحشد الشعبي والقوات الأمنية والجيش، وكان لهم حضورٌ فعَالٌ في قاطع سامراء وتكريت ومكيشيفة، وقد شارك أغلب الإخوة السُوَاق والمُسعفين وهم يَعدُون هذه المشاركة قطرةً في بحر إيثار المجاهدين الغيارى الذين قدَمُوا الأنفسَ رخيصةً في حفظ الدين، والعرض، والأرض .



المفارز الطبية الأهلية

  كشفتْ مسرة اأربعن امليونيَة الغُبار عن جواهر ثمينة، وأبرزتْ نفوساً خرِة مباركة سعتْ لتكون مصداقاً واضحاً من جلّتْ فيه صفاتُ امائكة، إذ إنَ ارتباطها ببني البر مبنيٌ عى حُبِ اخر هم ودفعهم لفعل اخرات، وا غرض من وراء ذلك إاَ مرضاة اه، ومن هنا عمل الكثر من أبناء البرة الكرام مَن له خبة ي امجال الطبيّ - ي مفارز طبية لنيل القرب من ساحة الباري (عزوجل) من خال خِدمة أولياء وليه سيِد الشُهداء (ع) ، وسنذكر بعض امفارز اأهلية التي وثَقنا خدمتها ي البرة لعامي 1435 هـ ، وهي مُرتَبة بحسب مواقعها عى طريق الزائرين .



المفرزة الأولى

  هي مفرزة المعاون الطبي (السيد محمد لطيف عبد الله) الذي باشر عمله في خدمة الزائرين منذ خمسة أعوام في منطقة الهارثة، وتحتوي هذه المفرزة



  على خيمتين إحداهما إسعاف الرجال يعمل فيها هو وولده علي أكبر وأحد أبناء المنطقة، والأخرى للنساء تعمل فيها زوجته الفاضلة، وتحتوي المفرزة على أجهزه لقياس الضغط ولقياس السكر، وما يحتاجه المضمِد من مقصَات ومشارط وغيرها من الأدوات الطبيَة، وقد سعى السيد محمد لتوفير الأدوية التخصصيَة للقلب والسكر والصرع، وغيرها ممَا يحتاجه الزائر من المُسكّنات واللفَافات (الباندج) ، وكل المستلزمات الطبيَة، وكلُ هذه الأدوية يُوفِرها السيد بإمكاناته الشخصيَة .
  ويبدأ عمله من بعد صلاة الفجر إلى الغروب حيث ينقطع توافد الزائرين، وتستمرُ الخدمة إلى عشرة أيَام، ومن ثَمَ ينتقل السيد بعدَته إلى طريق الزائرين ما بين النجف وكربلاء عند العمود (1141) قرب موكب فاطمة الزهراء (ع) ليواصل كسب الفيوضات من خلال الخدمات الطبيَة التي يُقدِمها حيث يُواصل العمل إلى يوم الزيارة ليختم عمله بزيارة سيد الشُهداء، سائلاً الباري (عز وجل) أنْ ينفع به عباده، ويرزقه المداومة على هذه الخِدمة التي هي أساس توفيقه، وقد بينَّ لنا السيِد أن بيته يقع في مقابل الخيمة من الطرف الآخر من الشارع، وفيه عيادة طبيةَ أعدّها لخدمة أهالي المنطقة والزائرين، وقد جهَزها بكلِ المستلزمات الطبيةَ، وقد حصل على الإجازة من دائرة الصحة لغرض تنظيم عمله وإعطائه غطاء قانونياً .
  ومن الجدير بالذكر أنَ دائرة البصرة قد هيَأتْ لائحة بأسماء المفارز وأرقامها لغرض متابعتها طبيَاً وأمنيَاً حتّى تضمن سلامة الزائرين وتحرص على عدم الاختراق من الإرهابيين والمتطببين .



المفرزة الثانية

  هي مفرزة المعاون الصيدلاني (سالم وادي جودة) المنتسب إلى دائرة صحّة البصرة، مستشفى البصرة العام



  والمفرزة تقع قرب موكب سيِد الشهداء مقابل مدرسة الشهامة في دور الهارثة، وتشتمل على خيمةٍ شكلها كهيأة مخيمَات منظمة اليونيسيف، يعدُها أحد الإخوة المنتسبن وهو المضمِد كاظم (أبو جواد) العامل في ضمن الكادر، وهي تنقسم على قسمين أحدهما للرجال والآخر للنساء، ويشارك في العمل مع الحاج سلام مجموعة من المتطوعين من الردهة النفسيَة في مستشفى البصرة العام، وكذلك ولداه علي وسيف، وقد جهَزها الإخوة الكرام بكلِ ما أمكن من الأدوية والعلاجات الضرورية، ومن أهمها أدوية الأمراض المزمنة كالسكر والضغط والقلب والربو وآلام الظهر والمعدة وغيرها، وكلُ هذه المستلزمات تهُيَأُ بإمكاناتٍ شخصيَة، فيشارك الإخوة في الردهة النفسيَة بجمع المال ، ليُنفق بوساطة الحاج سلام في تحضير الأدويَة، ويُضيف الحاج سلام ما معه وما أُهديَ إليه ، إنفاقه في خدمة الزائرين، إذ يُعِدُ قائمةً بأسماء الأدوية مورد الحاجة وبقيَة العلاجات ثُمَ يشتريها من المذاخر المعروفة، ويحتاط في اختيار هذه الأدوية ، لتكون من أجود المناشئ العالمية وأفضلها، وهو صاحب خبرة وتجربة إكتسبها من خلال عمله مديراً في مذخرٍ لمدَةٍ طويلةٍ، وقد بينَ لنا الحاج سلام أنَ عملهم في خدمة الزائرين بدأ مذ خمس سنين، وهو مدعوم معنويَاً وقانونيَاً من دائرة صحّة البصرة، حيث هيَأتْ لجنةً تفتيشيَةً مهمَتها تفقد المفارز الطبيَة وزيارتها ، للتأكد من أنَ أفرادها ممَن خُوِلوا بهذا العمل الإنساني، وأنهَم أصحاب



  خِبرة وتجربة في مجال الطبابة، وأضاف الحاج سالم أنَ عملهم يبتدئ من حين انطلاق المسيرة المليونيَة المباركة، ويستمرّ لمدَة تسعة أيَام، يُقدِمون خلالها أفضل الخدمات العلاجيَة، وأملهم معقود على لطف الله في قبول عملهم وتوفيقهم في القابل من الأيَام لمثل هذه الخدمة التي تُزوِدهم بالنفحات الإلهيَة، إذ يُشاهدون من أنفسهم تواضعاً وتصاغراً أمام زوار أبي عبد الله، وقد ذكر الحاج أنَه شاهد توفيقات عظيمة من خلال خِدمة أولياء أهل البيت (ع) ، وذكر مشاهد وصوراً مؤثِرة في مسير الزائرين تعبِر عن عمق العلاقة بين الموالين وأئمتهم، فسر الشيخ الكبير، واصطحاب الطفل الرضيع، وتعكز العاجز، وهجرة العائلة لمقرِ سكناها ونقل أقدامها نحو سيد الشُهداء (ع) ، صورٌ تترك في النفس أثراً واضحاً، وتعكس في مخُيَلة الناظر عِظم مأساة كربلاء وما أوجدته في نفوس المؤمنين، وغيرهم بل حتى غير المسلمين.
  وتمنَى الحاج سالم أنْ تُوثَقَ هذه الصور الرائعة، وشكر العتبةَ العباسيَةَ المقدسةَ لرعايتها توثيق مسير الزائرين وعمل العاملين في خِدمتهم وتأريخه من خلال مركز تراث البصرة، وأبدى شكره وتقديره لجهود العاملين في المركز لالتفاتهم لمثل هذه التوثيقات المهمَة في تأريخ جيلنا وتراثه، ومَنْ يلحق به من أبناء بلدنا ومدينتنا مدينة الخير والعطاء .

المفرزة الثالثة

  هي مفرزة المعاون الطبي عبدالحي عبد الزهرة سلمان المنتسب لمستشفى القرنة العام، ومقرُها في جوار موكب



  أنصار الإمام الحسن (ع) للسادة الهواشم، في منطقة الشرامخة التابعة لناحية الدير، ويبدأ عملها في خِدمة زوار أبي عبد الله الحسين (ع) من اليوم الأول مسير الزائرين الكرام، ويستمرُ لمدَة عشرة أيَام، و تتكوَن المفرزة من خيمة أُعدتْ لتقديم الخدمات الطبيَة إذ نُصب عليها علامةٌ دالةٌ على تبعيتها لدائرة صحة البصرة، وزُودتْ بمستلزمات طبيَة كجهاز قياس الضغط، وقياس السكر، وسرير للفحص وزرق الإبر، وقد أعدَ الإخوة في المفرزة كُل الأدوية التي يتحتاجها المراجعون وغيرها من العلاجات، وقد بينَ المعاونُ عبدالحي أن إدارة مستشفى (القرنة العام) تُعطيه تفريغاً عن الدوام الرسمي ، ليباشر خدماته طيلة فترة توافد الزائرين، وهو لا يتوانى في تقديم العون للمؤمنين في كلِ ما يحتاجونه ليلاً ونهاراً على الطريق، وفي دُور الضيافة، وأضاف أنَ أغلب الحالات التي تمرُ عليه هي حالات التشنج والقروح الناتجة من السير غير المنتظم، وحالات الاضطراب المعوي الناتج عن عدم انتظام أوقات الأكل واختلاف أصنافه من حيث الدسومة ونسب التوابل وغيرها من الأسباب، ومن الحالات التي يُعاني منها الزائرون هي التقلب في درجة الحرارة الناتجة من تغير الأحوال الجويَة، والبرد، والأمطار المفاجئة، وهي سؤال عن تعاون المراكز الأُخرى مع المفرزة، أجاب الإخوة أنَ لهم تعاوناً وثيقاً مع بقيَة المراكز الصحيَة ولا سيما الإسعاف الفوري والقوات الأمنيَة التي هيَأتْ مفارز صحية وإسعافات وسيارة تتنقل في طريق الزائرين لتقديم العون للمفارز في نقل المصابين إلى الطوارئ، وقد بينَ أحد السادة الهواشم أنهَم يُقدِمون الدعم الكامل للمفرزة الصحيَة، ويُعينون الإخوة العاملين فيها بما يتمكنون .



  وقد وجَهنا سؤالاً لأحد الزائرين وهو من الوافدين من دول الجوار عن



  مستوى الخدمات التي تُقدِمها دائرة الصحة والمفارز الصحيَة، فأجاب أنهَم لم يروا طوال حياتهم مثل هذا الإيثار حتَى في ظروف مشابهة من حيث كثرة الجموع، وقد أثنى على جهود الإخوة العاملين في الصحة، فقد لاقى عناية فائقة طوال الطريق إذ كان يُعاني هو ورفيقه (الذي لا يتكلم اللغة العربية) من تشنجات وقروح في أسفل القدم، وقد ضمَدها الأخ عبدالحي وأعطاهم مراهم ولفَافات تخُفِف الآلام، وفي آخر حديث له معنا تمنَى لنا التوفيق في العمل، ورجا من الله أنْ يحفظ كل الزائرين وخُدَامهم، ويدفع عنهم كيد الأشرار والفجَار من الوهابيين و الدواعش والبعثيين المجرمين .

المفرزة الرابعة

  أعدَ موكب القاسم إبن الإمام الحسن المجتبى (ع) مفرزة تابعة له في منطقة الشافي أطراف ناحية الدير قرب مرقد السيِد صالح إبن الإمام علي الهادي (ع) ، ويتناوب العمل فيها ثلاثة من الإخوة المنتسبين لمستشفى القرنة العام، وهم المعاون الطبي محمد عبد الكريم، والمعاون الطبي رعد صيوان فالح، والممرض فهمي عباس مهلهل



  وقد ذكر المعاون رعد أنَ عملهم في خدمة زوار أبي عبد الله (ع) منذ تأسيس الموكب في سنة (1423 هـ ـ 2003 م) ، وكانتْ كلّ المستلزمات الطبيَة المتوافرة في المفرزة بدعم شخصيّ من الإخوة، وقد أعطتهم إدارة مستشفى القرنة تفريغاً في هذه الأيَام من أجل الخدمة، وبينَ أن أغلب الحالات التي يستقبلونها هي حالات التشنج والقروح الناتجة من المسير، ومع هذا فقد استعدُوا لكلِ طارئ، فللمفاصل أحضروا الفولتارين و براستول أنبول والديكادرل أمبول، وللالتهابات الأنبيي كلوكس و الأموكسين وبقية المُسكِنات و المروخات وغيرها ممَا يحتاجونه في الإسعافات الأولية، وذكر المعاون محمد عبد الكريم أنهَم يجلسون من الفجر إلى ما بعد الغروب لتقديم الخدمات الطبيَة والإسعافات الأوليَة من يواصل المسير ليلاً، وفي جواب سؤالٍ لنا عن الحالات التي تركتْ أثراً في نفوس أهل الموكب والإخوة العاملين في المفرزة، بينَ الإخوة أنَ حالات كثيرة مرَتْ عليهم في مختلف الأعمار ذكوراً وإناثاً شيباً وشباباً وأطفالاً، لكنَ أكثر الحالات المؤثرة توافد بعض الزائرين أصحاب العوق على رجلٍ واحدة، ومنهم مَنْ قُطعتْ رجلاه وهو يقودُ دراجته الهوائيَة المُصنَعة يدويَاً للمعاقين، وتسير بقوَة اليدين، فتأتي مثل هذه الحالات التي تزرع في النفس روح العزم والإصرار، فالجميع يُنادي : فداك نفوسنا وما نملك يا أبا الأحرار، وقد ذكر الإخوة في المفرزة أنَ أمهاتهم ونساءَهم يُقدمن العون والدعم في إغاثة الزائرات .
  وجديرٌ بالذكر أنَ المفرزة لها تعاونٌ وثيقٌ مع أفراد الإسعاف الفوري لنقل الحالات الطارئة إلى مستشفى القرنة العام، وقد أبدى الإخوة المسعفون في المفرزة استعدادهم لتقديم الخدمات في أيِ وقت وفي أيِ مكان يتطلب حضورهم لخدمة الزائرين وإسعافهم في بيوت مضيِفيهم، وأثنوا على جهود رجال الصحّة الحكوميَة والأهليَة في زيارة الأربعين، فقد شهدتْ حضوراً جيداً في السنين الأخرة آملين أنْ تَبذل دائرة صحَة البصرة دعماً مُضاعفاً لخدمة زوار أبي عبد الله (ع) .



المفرزة الخامسة

  تمثّلتْ هذه المفرزة بالمستوصف الصحِي في جلعة الشرش الذي له دورٌ كبيرٌ في تجسيد مقولة (ملائكة الرحمة) التي وسم بها هذا التوثيق في خصوص رجال الصحّة ودورهم البارز في زيارة الأربعين، فكانتْ له مشاركةٌ فاعلةٌ في خِدمة الزائرين، فقد شكَل بعض كادره مفرزةً طبيةً في سنة 2010 م ، سمَوها مفرزة خُدَام الحسين الطبيَة، فيها كفاءة ذات خِبة وجربة طويلة مُتمثلة بالدكتور عاصف علي عودة المشرف المباشر على عمل المفرزة ويساعده فيها الإخوة : قاسم وصلاح جبر عبد علي وباقر سجَاد آل فرج الله .



  تقع المفرزة بجوار موكب قمر بني هاشم لأهالي الجلعة على طريق الزائرين في منطقة الشرش التابعة لقضاء القرنة، وتتكوَن من خيمة مكلَلة بالبياض لدلالة الزائرين على حضور رجال الصحّة في خدمتهم، وقد صُدِر اسم المفرزة أمام الخيمة على قطعة فيها شعار الصحّة وتأريخ تأسيسها، وقد سعى كادرها لتوفير المستلزمات الطبيَة والوسائل العلاجيَة جميعاً ، لتسخيرها في خدمة المراجعين من الزائرين وغيرهم من خُدَام المواكب والمارَة وأهالي المنطقة، وقد عبرَ لنا الدكتور عاصف عن عظيم سعادته بخدمة زُوَار أبي عبد الله (ع) ، ووصف عملهم بالجميل القليل ، متمنياً من الله حُسن القبول ودوام التوفيق في خِدمة مَنْ هاجر عن دار استقراره تأسياً بأهل البيت (ع) في رحلة سبيهم، ومَنْ ترك الراحة والدعة من أجل خدمة الزائرين من خُدَام المواكب، وعدَ الدكتور خدمتهم قليلة أمام خدمات أهالي وأصحاب المواكب، وهذا يُشعرنا بتواضع كادر المفرزة الذي يبذل الجهد لإغاثة الملهوفين من المؤمنين، وقد بينَ الدكتور في طيّات كلامه أنَ أغلب الحالات التي مرُ عليهم هي حالات التشنجات، والقروح الناتجة من احتكاك الأقدام بالحصى والرمل، والنزلات البرديَة التي تُصيب الزائرين بسبب التقلبات الجويَة، والتي استعد الدكتور وكادره بحمد الله لتلافيها، وأعدُوا المضادَات المناسبة لعلاجها .
  وأوضح الأخ قاسم جبر أنَ كادرهم يبذل قصارى جهده ، لنيل شرف



  الخدمة في إسعاف المصابين، مُضافاً إلى خدمتهم في موكب قمر بني هاشم التَابع لأهالي منطقتهم الجلعة، وأضاف أنَم يُوفِرون الأدوية والعاجات ، من المذخر في القرنة، لكن أبدى أسفه لعدم توفّر بعض العلاجات ، لشدَة زخم الزوَار الوافدين على قضاء القرنة، مُشيراً إلى أنَ الإمكانات المتوافرة لديهم هي بجهودٍ شخصيَة يقوم بها الكادر وبعض الخيرين من المؤمنين، وفي آخر حديث للإخوة دعوا الله أنْ حفظ الزائرين والخدام، وأنْ لا يحرمهم من هذه النعمة، شاكرين الجهود المبذولة من العتبتين المقدستين في رعاية المواكب والزائرين، وأثنوا على عمل المركز في دعم الحركة الفكريَة والعقديَة في مسيرة الأربعين المباركة .

المفرزة السادسة

  المفرزة الطبيَة التابعة لموكب غريب طوس (ع) الذين تأسَوا بإمامهم الرضا (ع) في الحزن والأسى على مصاب آل الرسول (صلىَ الله عليهم أجمعين) ، وجلسوا لعزائهم وخدمة زائريهم، فمن المؤكد أنَ الإمام الرضا من آل محمد (ص) له نفوس من المؤمنين تعشقه، وتهوي إليه فهو أنيس النفوس ومالك القلوب وسلطان الدنيا وضامن الآخرة، وله علاقة بجدّه الإمام الحسين (ع) عبرَ عنها في أحاديثه الشريفة كقوله : (إنَ يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذلَ عزيزنا ...) ومن هذه العلاقة بين الإمام الثامن الضامن علي بن موسى الرضا (ع) وجدّه أسير الكربات وقتيل العبرات شهيد كربلاء (ع) ، ووصفه حاله وحال المؤمنين بحزنهم على الإمام الحسين (ع) انطلق هذا الموكب المبارك والمفرزة التابعة له .
  وتقع المفرزة في منطقة الحاج ناصر في الشرش التابعة لقضاء القرنة، وقد شُكلتْ وتكاملتْ بعد فرة من تأسيس الموكب المبارك .




  وتقدم هذه المفرزة خدمات لا نظير لها ، إذ فيها الفريق الطبي الرياضي المؤلف من خمسة وعشرين خادماً، وقد تولىَ الكابتن فؤاد سعيد من كادر نادي الميناء الرياضي والكابتن عقيل سالم توجيه عمل الإخوة الكرام العاملين في هذه المفرزة، وينصبُ عمل الكادر على التدليك والمساج وسحب الاطراف لرفع التشنجات وآلام المفاصل وما يسمَى بالاصطلاح العامي (الخيارة ،والصرّة) ، ولا يستعين الإخوة في عملهم بشيء سوى أجهزة التدليك والاسترخاء التي يكون قسمٌ منها على هيأة أوعية تحتوي على ماء بارد من أجل استرخاء الأعصاب، ويستعينون ببعض الثلج ، إيقاف النزيف الداخلي الناتج عن تمزق العضلات جرَاء المشي المستمر المرهق، نعم تستخدم بعض المروخات والمراهم من أجل تلافي الشدّ العضلي .
  ويعمل في المفرزة المعاون الصيدلاني قُي كاظم جودة القائم على العلاجات الطبيَة، وقد ذكر لنا أنَ عملهم لا يقتصر على العلاج في الموكب بل عندهم جولات ليليَة لتقديم الإسعافات في الطريق وللنازلين في ضيافة المؤمنين، وقد أعدُوا كلَ المستلزمات الطبيَة والعلاجيَة وبعض الأجهزة الطبيَة وغيرها من الأمور التي يحتاجها الزائرون، وأضاف أنَ كل النفقات المبذولة هي شخصيَة جمعها الإخوة على طول السنة، ويبنَ أنَ الله من وراء القصد، وهم يطمعون في شمولهم برحمته ببركة خِدمة شيعة أمير المؤمنين (ع) .



المفرزة السابعة

  قضاء الِمْدَيْنَة ومستشفاه العام لهما دورٌ بارزٌ في تشكيل مفارز متعددة، فقد التقينا بمدير المستشفى الدكتور ماجد محمد تقي المظفر



  وقد بينَ لنا أنَهم فتحوا عشر مفارز على طول الطريق من القضاء إلى أعماق الأهوار، خمسٌ منها في بداية حدود المدينة، والأُخَرُ منتشرة على الطريق باتجاه حدود الجبايش، وقد جُهِزتْ بإسعاف متنقل بين المفارز لنقل المصابين الذين يحتاجون العناية كالأشعَة والسونار داخل المستشفى، وقد تمَ فتح هذه المفارز بالتعاون مع أصحاب المواكب الذين بذلوا قصارى جهدهم خدمة الزائرين، وكان العمل منسجماً ومنسَقاً بين أفراد المفارز ومن يُعينهم من خَدَمة المواكب، وجُهزتْ المفارز بجميع المستلزمات الطبيَة والعلاجيَة، والأدوية للأمراض المزمنة وغيرها ممَا يحتاجه المسعفون في عملهم .
  وسنقتصر على ذكر المفرزة الأولى التي وثَقنا عملَها في مضيف أهالي المدينة من أجل الاختصار، فقد التقينا بالمعاون الطبي السيِد صفاء مالك كاظم الذي وضَح لنا كيفيَة العمل في المفرزة، فقال نحن نستقبل الزائرين في المفرزة منذ اليوم الأول انطلاق المسيرة المليونيَة إلى حين انقطاع الزائرين، وبعد ذلك يتحرك الإخوة خُدَام موكب مضيف المدينة إلى منطقة الدَراجي، إذ بنوا فيها حسينيَة كبيرة خدمة الزائرين وضيافتهم، فتنتقل المفرزة معهم لتقديم الخدمات، وفي كلا الموقعين تسعى جهد الإمكان أنْ توفّر كلَ المستلزمات التي يحتاجها لعلاج الزائرين، وأكثر مما تعالجه هي حالات النزلات البرديَة والتشنجات العضليَة، ومراقبة أحوال المسنين أصحاب الأمراض المزمنة، وأضافتْ الأخت الممرضة سيتى شريف (العاملة في المفرزة وهي من كادر مستشفى المدينة العام)



  نحن ـ أيضاً ـ نرعى النساء الزائرات بزرق الإبر وقياس الضغط والسكر ومتابعة حالات أطفالهنَ، وقد وفِقتْ هذه الممرضة لهذه الخدمة منذ أربع سنين .
  وفي سؤال عن الصور والمشاهد المؤثرة التي مرَتْ عليهم أجابتْ الممرضة إيمان مردان وهي أيضاً من كادر مستشفى المْدَيْنَة العام أنَا تأثرتْ بحال امرأة كبيرة السنّ جاءتْ لغرض قياس الضغط ونبضات القلب وهي خائفة من عدم تمكنها من المسير ، بسبب إجرائها عمليَة فتح قلب، إذ استُبْدِلتْ لها ثلاثةُ شرايين كانتْ تعاني من انسدادها، وكان همُها أنْ تواصل مسيرها ، لتصل إلى حرم الإمام الحسين (ع) ، وعقَب السيِد صفاء أنَ الإمام أبا عبد الله الحسين (ع) ملك العقول والقلوب، فسارتْ الأرواح تتبعها الأجساد، وقد سُخِرتْ أسهل الإمكانات للوصول إلى رياض الجنَة بجوار شهداء الطَف، وقد جاءني أوَل مراجع في هذا العام على دراجةٍ هوائيَة وهو معاق، وجاءني آخر يطلب علاجاً لأمِه، فقلتُ : أين هي ؟ فأشار إلى الخارج، وإذا به يحملها في عربةٍ من الخشب، وهي كبيرة السنِ لا تستطيع السير، نعم إنهَا مشاهد لم تُرَ من قبل، ولن تتكرَر في أي تظاهرةٍ أو مسيرةٍ سوى زيارة الأربعين المليونيَة المباركة .

كلمةٌ أخيرةٌ

  زيارة الأربعين المباركة من أعظم مظاهر الولاء لآل الرسول (ص) والحزن لمصائبهم، وفي الوقت نفسه تتجلىَ فيها معادن الناس، إذ تظهر في نفوسهم الصفات الرحَمانيَة، وترقَى في الوصول إلى الصفات الملائكيَة، فتتجرَد تعاملاتهم عن المتعلّقات الماديَة، وتذوب الأنانيَة، وتتسامى الأرواح بكسب الفضائل، من هُنا تلمع أسماء وعناوين تنطبق على أفرادٍ أو جماعةٍ، فيسمِي بعضُهم أنفسَهم خُدَامَ أنصار الإمام الحسين (ع) تواضعاً وتصاغراً أمام زُوَار أبي عبد الله (ع) ، وذلك من أجل عقيدتهم أنَ مقام الخدمة لسيِد الشهداء (ع) مقام عظيم لا يناله إلاَ مَنْ عاين الحقيقة، وتيقَنَ الحقَ، وزهد بالزائف الزائل، ورغب في لقاء الله وجواره أمثال الأصحاب الذين بلغوا مرتبة أصفياء الله وأحبائه، ومنهم مَنْ يُعَنْونُ موكبَه وخدمته باسم أحد الأنصار، تبركاً وتيمّناً علَه ينال جذوةً من نورانيَة الاسم وصاحبه، ومنهم من يُطْلقُ عليه اسماً استحقه من حيث طبيعة عمله، كالإخوة الكرام المُعَنْوَن لهم في هذا التوثيق، فقد انطبق عليهم عنوان ملائكة الرحمة على العموم، وقد تعرَضنا له، وذكرنا مصاديق تندرجُ تحته باعتبار الخدمات التي قدَمها كادرُ الصحّة في زيارة الأربعين المباركة، وأشرنا إلى الغرض من هذا التوثيق، آملينَ من الله العلي القدير أنْ يتقبَلَ هذا اليسير وينمّيه لينتفعَ به المؤمنون في جميع مناسباتهم الدينيَة والإنسانيَة والوطنيَة، متمنّينَ على الإخوة الكرام أن يقبلوا عُذرَنا في هذا الوجيز ما أسدوه من خدماتٍ جليلةٍ لا يسعنا الإحاطة بتفاصيلها، ونسأل الباري (عزوجل) أنْ يُوفِقَنا جميعاً لما فيه الخير والصلاح، وأنْ لا يحرمَنا من السير على خُطى الطاهرين محمدٍ وآله (صلواتُ الله عليهم أجمعينَ) وآخر دعوانا أنْ الحمد لله ربِ العالمين، وصلىّ اللهُ على محمدٍ وآله الطاهرين .


BASRAHCITY.NET