مَحشوّة : أي : مملوءة.
   إنّ القلب إذا صار قاسياً ، والنفس إذا أخذها الطغيان ، فسوف لا تكون الأرضيّة مساعدة فيهما لتقبّل المواعظ والنصائح .
   يُضاف إلى ذلك ... أنّ الشيطان الرجيم إذا وجد التفاعل والتجاوب من شخص ، فسوف يتربّع في فكره وذهنه ، ويتّخذه لنفسه عشاً ووكراً ، ومسكناً ومحلاً للإقامة فيه ، ويكون بمنزلة جهاز التحكّم في الأشياء ، يتحكّم في ميوله واتّجاهاته ، فيوجّه الشخص حيثما يريد ، ويأمره بأنواع الإنحراف والإنسلاخ عن الفطرة الإنسانية والعاطفة وجميع الصفات الحميدة ، ويعطيه الجُرأة على اقتاحم المخاطر الدينية ، فإذا أراد الشيطان مغادرة فكر هذا المنحرف فإنّ هناك فراخه ، أي : جنوده ، الذين يقومون مقامه ويؤدّون دوره في مهمّة الإغراء والتشجيع على الجريمة من دون التفكير في مضاعفاتها السلبيّة.
   « ومن هناك مِثلك ما دَرَج »
   ومن هناك : أي : وبسبب ذلك ، ونتيجة لتلك الأسباب.
   وقيل : « ما » في « ما درج » : زائدة.
   درج : يُقال : درج الصبيّ : أي : أخذ في الحركة ومشى

زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد _ 452 _

   مشياً قليلاً ... أوّل ما يمشي . (1)
   وقيل : درج : أي نشأ وتقوّى.
   « فالعجب كلّ العجب لقتل الأتقياء ، وأسباط الأنبياء ، وسليل الأوصياء ، بأيدي الطلقاء الخبيثة ، ونسل العَهَرة الفجرة »
   الأتقياء ـ هنا ـ : الإمام الحسين ( عليه السلام ) والمستشهدين معه .
   أسباط ـ جمع سبط ـ : الحفيد.
   السليل : الوَلَد.
   العهرة ـ جمع عاهر وعاهرة ـ : الرجل الزاني ، والمرأة الزانية.
   الفجرة ـ جمع فاجر وفاجرة ـ : الرجل أو المرأة التي تُمارس جريمة الزنا والفجور.
   حقّاً إنّه عجيب ، بل هو من أعجب الأعاجيب أن يُقتل أشرف وأطيب خلق الله تعالى على أيدي ذريّة العاهرين والعاهرات !!
   ولكن ... هذه هي طبيعة الحياة الدنيا ، أنّها تكون

---------------------------
(1) المعجم الوسيط.

زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد _ 453 _

   قاعة امتحان للأخيار والأشرار ، وللذين يضربون أرقاماً قياسيّة في الطيب أو الخبث.
   ومن هنا ... بقيت « فاجعة كربلاء » خالدة إلى يوم القيامة ، عند كلّ مجتمع يمتاز بالوعي والإدراك ، وفهم المفاهيم والقيم الإنسانية ، وكلّما إزداد البشر نُضجاً وفَهماً أقبل على دراسة وتحليل هذه الفاجعة بصورة أوسع ، والتفكير حولها بشكل أشمل ، والكتابة عنها بتفصيل أكثر.
   وقد شاء الله تعالى أن يبقى هذا الملفّ مفتوحاً لدى العقلاء المؤمنين ، ويُجدّد فتحه في كل عام ، بل في كل يوم ، لتحليل ودراسة جزئيّات هذه الفاجعة !!
   ولخلود فاجعة كربلاء ـ وإمتيازها على بقيّة فجائع وكوارث التاريخ ـ أسباب متعددّة ، نذكر بعضها ، ليعرف ذلك كل من يبحث عن إجابة هذا السؤال ، ويريد معرفة الواقع والحقيقة :
  (1) إنّ الذين انصبّت عليهم مصيبة القتل أو السبي ... ـ في هذه الفاجعة ـ كانوا هم أفضل طبقات البشر ، وأشرف خلق الله تعالى ... رجالاً ونساءً ، بل كانوا في قمّة شاهقة ، ودرجة عالية من العظمة والجلالة والإيمان بالله تعالى ، والنفسيّة الطيّبة ، بحيث لا مجال لأن نقيس بهم

زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد _ 454 _

   غيرهم من البشر ... مهما كانوا عظماء.
  (2) إنّ الذين ارتكبوا الجرائم ـ في هذه الفاجعة ـ ... كانوا أخبث البشر ، وأكثر الناس لؤماً ، وأنزلهم نفسيّةً .
  (3) إنّ هذه الفاجعة مهّدَت الطريق لسلسلة من الفجائع والجرائم والجنايات ، فأعطت الناس الجُرأة بأن لا يخافوا من أحد ، ولا يلتزموا بعقيدة أو دين ، فكان عمل مرتكبي هذه الفاجعة ... بمنزلة تأسيس الأُسُس وفتح الطريق أمام كل خبيث ولئيم ، في أن يقوم بما تطيبُ له نفسه القذرة من الجرائم والجنايات !
   ولقد جاء في التاريخ : أنّ الإمام الحسين ( عليه السلام ) صرّح بهذه الحقيقة ، أثناء مُقاتَلَته مع أهل الكوفة ، فقال : « ... يا أمّة السَوء : بئسما خلفتهم محمداً في عترته ، أما إنّكم لن تقتلوا بعدي عبداً من عباد الله فتهابوا قتله ، بل يهون عليكم ذلك عند قتلكم إيّاي ... » (1) .
  (4) إنّ طبيعة الحياة : هي أنّ التاريخ يُعيد نفسه ... لكن ... مع إختلاف الافراد والأجيال ، فكان ضروريّاً على كل مسلم أن يستلهم الدروس والعبر من هذه الفاجعة الكبرى ، ويقوم بدراستها ومعرفة تحليلها ... بشكل

---------------------------
(1) كتاب « بحار الأنوار » ج 45 ، ص 52.

زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد _ 455 _

   شامل ، لكي لا يَسقُط في الإمتحانات الإلهيّة الصعبة ، والمنعطفات الحادّة الخطيرة ، وحتى لا تتكرّر مآسي وفجائع مشابهة .
   وحتى لو تكرّرت ذلك فإنّه يبادر إلى صفوف الأخيار ، ويتّخذ موقف الإنسان المؤمن الذي يخاف الله تعالى ، ويؤمن بيوم الحساب ، وذلك لأنّ لديه خلفيّة دينيّة واسعة وشاملة عن فاجعة كربلاء ومضاعفاتها.
  (5) إنّ فتح ملف « فاجعة كربلاء » والبكاء حين قراءة أو سماع تفاصيلها يعني : تأمين جاذبيّة قويّة ، تجذب الناس نحو الدين بـ « إسم الإمام الحسين عليه السلام » ، وبجاذبيّة عاطفيّة لا يمكن تَصَوُّر درجة قوّتها !!
   وهنا ... ينبغي الإلتفات إلى حقيقة مهمّة ، وهي : أنّ الأدلّة العقليّة والإستدلالات المنطقيّة ـ في مجال دعوة الناس إلى الإلتزام بالدين ـ تقوم بدَور الإقناع فقط ، لكن لابدّ لذلك من عامل يجذب الناس لإستماع هذه الأدلّة ، وأقوى عوامل الجذب هو : العامل العاطفي ، وهو متوفّر في كلّ بند من بنود هذه الفاجعة !
   وهذه الجاذبيّة لا تقتصر على جذب الناس نحو الدين فحسب ، بل تجذبهم نحو الفضائل والأخلاق ، والتطبيق العملي لبنود الدين ، وتعلّم معالم وعقائد

زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد _ 456 _

   وعبادات الدين من أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ... لا مِن غيرهم.

   فإنّ الله تعالى جعل شرط قبول الأعمال ولاية أهل البيت وإتّباعهم ، لا مجرّد محبّتهم ، وجعل الله ( عز وجل ) الإسلام الواقعي ينحصر في مذهب أهل البيت ، لا المذاهب الأخرى ... حتى لو كانت تلك المذاهب مشتملة على ظواهر ومظاهر دينيّة ، فالمظهر وحده لا يكفي ، بل لابدّ من التمسّك بالمحتوى الصحيح !
   ولابدّ من التوقيع الإلهي على شرعيّة ذلك المذهب ، عن طريق نزول الوحي على رسول الله الصادق الأمين ، أو ظهور المعجزات من إمام ذلك المذهب.
   ولذلك فقد اشتُهر وتواتر عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قوله : « مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح ، مَن ركبها نجى ، ومن تخلّف عنها غرِق ».
   والآن ... نعود إلى شرح كلمات خطبة السيدة زينب ( عليها السلام ) : تقول السيدة : إنّ قتل الأتقياء وأحفاد الأنبياء وإبن الأوصياء ، كان على أيدي الطلقاء الخبيثة ، ونسل العهرة الفجرة.
   إنّنا حينما نُراجع التاريخ الصحيح نجد أنّ الذين

زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد _ 457 _

   ارتكبوا فاجعة كربلاء الدامية كانوا من أولاد الحرام !! بِدءاً من يزيد ، إلى ابن زياد ، إلى الشمر ، إلى العشرة الذين سحقوا جسد الإمام الحسين ( عليه السلام ) بعد شهادته ، بحوافر خيولهم !!
   ولإلتحاق كلّ واحد منهم بأبيه قصّة مذكورة في كتب « علم الأنساب » (1) .
   فقد جاء في التاريخ : أنّ إمرأة نصرانية إسمها : « ميسون بنت بجدل الكلبي » زَنَت مع عبد أبيها ، فحملت بـ « يزيد » وبعد الحمل بشهور تزوّجها معاوية (2) .
   وأمّا عبيد الله بن زياد ، فإنّ أمّه « مرجانة » كانت مشهورة ـ عند الجميع ـ بالزنا المُستمرّ !! (3)
   وكلام الإمام الحسين ( عليه السلام ) مشهور وصريح بأنّ عبيد الله وأباه زياد كانا إبنَي زنا ، حيث قال الإمام : « ... الا وإنّ الدعيّ ابن الدعيّ قد ركز بين اثنتين : بين السلّة والذلّة ، وهيهات منّا الذلّة ... ».

---------------------------
(1) إقرأ كتاب « مثالب العرب » لهشام بن الكلبي وكتاب « إلزام النواصب » للشيخ مفلح بن الحسين البحراني.
(2) كتاب « مجالس المؤمنين » ، ج 2 ، ص 547 ، نقلاً عن كتاب « مثالب الصحابة ».
(3) كتاب « معالي السبطين » ج 1 ، الفصل السابع ، المجلس الرابع.

زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد _ 458 _

   وقد رويَ عن الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال : « قاتل الحسين ( عليه السلام ) ولد زنا » (1) .
   « تَنطِف أكُفّهم من دمائنا »
   تنطِفُ : تقطرُ أو تسيل (2) .
   والظاهر أنّ هذا الكلام ـ أيضاً ـ إستعارة بلاغيّة ، وتعني السيدة زينب ( عليها السلام ) تلك الأيدي والأكفّ التي كانت تضرب بسيوفها ورماحها على أجسام آل رسول الله : الإمام الحسين ورجال أهل بيته وأصحابه ، فتتقاطر أكفّهم وسيوفهم من دماء أولئك الطيّبين.
   « وتتحلّب أفواههم من لحومنا »
   تتحلّب : يُقال : حَلَبَ فلانٌ الشاة أو الناقة : أي : إستخرج ما في ضَرعها من اللبن ، واستحلب اللبن : إستدرّه، (3) وتحلّب فوه أو الشيء : إذا سال (4) .

---------------------------
(1) كتاب « كامل الزيارات » لابن قولويه ، ص 79 ، حديث 11 ، وكتاب « بحار الأنوار » ج 14 ، ص 183.
(2) على ما هو مذكور في أكثر كتب اللغة.
   المحقق
(3) كتاب « أقرب الموارد » للشرتوني .
(4) كتاب « العين » للخليل بن أحمد.

زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد _ 459 _

   لعل المراد : أنّه كما أنّ ولد الناقة تتحلّب وتمتصّ بفمها الحليب من محالب أمّها ، كذلك كان الأعداء يمتصّون بأفواههم من لحوم ودماء آل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مصّاً قوياً بدافع الحقد والبغضاء !!
   وهذه ـ أيضاً ـ إستعارة بلاغيّة وكناية عن شدّة حقدهم وعدائهم.
   ويُمكن أن تكون هذه الكلمة إشارةً إلى ما فعلته « هند » جدّة يزيد ـ في غزوة أحد ـ : مِن شقّها لبطن سيّدنا حمزة بن عبد المطّلب ، وإخراجها كبده ، ثم وضعه في فمها ومحاولتها أن تمضغه وتأكل منه ، حقداً منها عليه ، لكونه عمّاً لرسول الله ، وقائداً كفوءاً في جيش المسلمين. (1)
   « تلك الجُثث الزاكية ، على الجَبوب الضاحية »
   الجَبوب : وجه الأرض الصلبة (2) وقيل : الجَبوب : التُراب. (3)

---------------------------
(1) المحقق.
(2) كتاب « العين » للخليل بن أحمد.
(3) المعجم الوسيط.

زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد _ 460 _

   الضاحية : يُقال ضحا ضَحواً : برز للشمس ، أو أصابه حرّ الشمس ، وأرض ضاحية الظلال : أي : لا شجر فيها (1) .
   إخبار من السيدة زينب ( عليها السلام ) عن مصيبة بقاء الأجساد الطاهرة على وجه الأرض عدّة أيام ... من غير دفن ، تصهرها الشمس بأشعّتها المباشرة ، كلّ ذلك ... رغم كونهم سادات أولياء الله تعالى.
   « تَنتابها العواسل »
   تنتابها : تأتي إليها مرّة بعد مرّة.
   العواسل ـ جمع عاسِل ـ : وهو الذئب (2) .
   وهنا إحتمالان في المقصود من هذا الكلام.
   الإحتمال الأول : إنّ المقصود من « العواسل » : هم الذين حضروا يوم عاشوراء لقتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) والصفوة الطيبة من ذريته وأهل بيته واصحابه .
   عبّرت السيدة زينب ( عليها السلام ) عن أولئك الاعداء بالذئاب ، لأنّهم كانوا يحملون صفة الذئاب وهي الإفتراس ، ويُعبّر

---------------------------
(1) المعجم الوسيط.
(2) وقيل : العواسل ـ جمع عسّال ـ : وهو الرمح.
   المحقق

زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد _ 461 _

   عن هذا النوع من التشبيه ـ في علم البلاغة والأدب ـ بـ « الإستعارة ».
   وقد استعمل الإمام الحسين ( عليه السلام ) هذا النوع من الإستعارة في خطبته التي ألقاها قبل خروجه من مكّة نحو العراق ، حيث قال ـ فيها ـ : « ... خُيّرَ لي مصرع أنا لاقيه ، وكأنّي بأوصالي تُقطّعها عُسلان الفلوات ، بين النواويس وكربلاء ... » (1) .
   وبناءً على هذا ... يكون المقصود من كلمة « تَنتابها » الهجوم المتوالي والغارات المتتالية التي كان الأعداء يَشِنّونها على أصحاب الإمام الحسين وخيامه ... يوم عاشوراء.
   الإحتمال الثاني : هو أنّ الشأن والعادة تقتضي أن لو بقيت جُثث أناس على الأرض ـ من غير دفن ـ ، وكانت المنطقة تتواجد فيها الذئاب ، فإنّها تأتي إلى تلك الجثث وتأكل من لحومها .
   إلا أنّ المعنى لم يحصل ـ بكلّ تأكيد ـ بالنسبة إلى الجسد الطاهر للإمام الحسين ( عليه السلام ) وأجساد أصحابه وأهل بيته الطاهرين ، الذين قُتلوا معه ، وبقيت أجسادهم على

---------------------------
(1) كتاب « بحار الأنوار » ج 44 ، ص 367.
   المحقق

زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد _ 462 _

   الأرض لمدّة ثلاثة أيام ، من غير دفن أو مواراة في الأرض ، من دون أن يتعرّض لها ذئب أو أيّ حيوان مفترس آخر.
   « وتُعفّرها أمّهات الفراعل »
   الفراعل ـ جمع فُرعُل ـ : ولد الضبع (1) .
   الظاهر أنّ هذا الكلام ـ أيضاً ـ إستعارة بلاغيّة ، ولعلّها تشير إلى أولئك الأفراد العشرة الذين ركبوا خيولهم وسحقوا جسد الإمام الحسين ( عليه السلام ) بعد قتله ... بحوافر الخيل ، في يوم عاشوراء ، أو اليوم الحادي عشر من المحرّم.
   قال الراوي : ثمّ نادى عمر بن سعد في أصحابه : مَن ينتدبُ للحسين فيوطئ الخيل ظهره ؟
   فانتدب منهم عشرة وهم : إسحاق بن حوية ، وأخنَس بن مرثد ، وحكيم بن طفيل ، وعمر بن صبيح الصيداوي ، ورجاء بن مُنقذ العبدي ، وسالم بن خَيثمة الجعفي ، وصالح بن وهب الجعفي ، وواحظ بن غانم ، وهاني بن ثَبيت الحضرمي ، وأُسيد بن مالك ( لعنهم الله ) فداسوا الحسين بحوافر خيولهم حتى رضّوا ظهره وصدره !!

---------------------------
(1) كتاب « أقرب الموارد » للشَرتوني.

زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد _ 463 _

   قال الراوي : وجاء هؤلاء العشرة حتى وقفوا عند ابن زياد ، فقال له أحدهم :
نحن رضضنا الصدر بعد الظهر      بـكلّ يـعبوبٍ شـديد iiالأسـر
   فقال ابن زياد : مَن أنتم ؟
   قالوا : نحن وطئنا بخيولنا ظهر الحسين ... حتى طحنّا جناجن صدره !! فأمر لهم بجائزة .
   قال أبوعمرو الزاهد : فنظرنا في نسب هؤلاء العشرة ، فوجدناهم جميعاً أولاد زنا ! (1)
   « فلئن اتّخذتنا مغنَماً ، لتجدُ بنا وشيكاً مُغرماً حين لا تجد إلا ما قدّمت يداك ، وما الله بظلام للعبيد »
   مَغنَماً : الغنيمة ، وجمعها : مغانم (2) وقيل : المَغنَم : هو كل ما حصل عليه الإنسان من أموال الحرب (3) .

---------------------------
(1) كتاب « الملهوف » للسيد ابن طاووس ، ص 182 ـ 183.
(2) المعجم الوسيط.
(3) كتاب « لسان العرب ».

زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد _ 464 _

   مُغرَماً : المُغرَم : المُثقل بالدَين (1) أو أسير الدَين (2) وقيل : المغرَم : مصدر وُضِعَ موضع الإسم ، ويُراد به مُغرَم الذنوب والمعاصي (3) .
   المعنى : يا يزيد ! إنّك أمرت بأسرنا ، وتعاملَت جلاوزتك معنا ـ في طريق الشام ـ تعامل السبايا والغنائم الحربيّة ، ولكن ... إعلم أنّك ـ في القريب العاجل ـ سوف تجد نفسك مُثقلاً بالذنوب ومحاصراً بالمعاصي التي يلزم عليك دفع ضريبتها ، والدفاع عن نفسك في محكمة العدل الإلهية ، حيث لا تجد معك إلا ما قدّمت يداك : من جرائم وجنايات ، والتي مِن أبرزها : سبيِ نساء آل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ).
   وفي ذلك الحين ترى نفسك وحيداً ذليلاً مهاناً ، من غير محام يدافع عنك ، ولا عذرٍ لتبرّر به أعمالك ، ولا مال لتدفعه رشوةً وتُخلّص به نفسك ، بل تبقى أنت وأعمالك !!
   « فإلى الله المشتكى والمُعَوّل ، وإليه الملجأ والمؤمّل »
   المُعَوّل : إسم مفعول بمعنى « المُستعان » ، يقال :

---------------------------
(1) المعجم الوسيط.
(2) أقرب الموارد للشرتوني.
(3) كتاب « مجمع البحرين » للطريحي.

زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد _ 465 _

   عَوّلتُ عليه : أي استَعَنتُ به ، وصَيّرت أمري إليه (1) وقيل : العَولُ : المُستعان به ، والعِوَل : الإتّكال والإستعانة ، يُقال : عَوَل الرجل عليه : أي : إعتمد وإتّكل عليه ، واستعانَ به (2) .
   وبعد ما ذكرَت السيدة زينب ( عليها السلام ) ما جرى على آل الرسول الطاهرين من المصائب ، تقول « فإلى الله المُشتكى » وعليه الإعتماد والإتّكال والإستعانة به ... لا إلى غيره ، فقد كان تعالى : هو الشاهد على ما جرى ، وسيكون هو المنتقم من الأعداء ، المقتدر على إبادتهم وعقوبتهم ، « وإليه المَلجأ والمؤمّل » فهو ـ سبحانه ـ الملجأ لنا ولبقيّة أفراد العائلة المكرّمة ، وخاصّة بعد فقدنا لسيّدنا الإمام الحسين ( عليه السلام ) وتواجدنا في عاصمة بني أميّة ، في قيد الأسر والسبي ! وهو « المؤمّل » : الذي نأمل منه أن يُعيننا على ما أصابنا ، ويُعطينا الصبر الجميل على تحمّل ذلك ، ويمنحنا الأجر الجزيل إزاء ما لاقيناه من المكاره والنوائب.

---------------------------
(1) كتاب « العين » ، للخليل بن أحمد.
(2) المعجم الوسيط.

زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد _ 466 _

   ثمّ عادت السيدة زينب ( عليها السلام ) لتصبّ جاماً آخر من غضبها على المجرم الأصلي لفاجعة كربلاء ، وهو يزيد الي قام بتلك الجرائم مباشرة ، أو أصدر الأوامر لعامله اللعين ابن زياد ، الذي نفّذ أوامر يزيد من القتل والسبي والضرب وغير ذلك.
   وكأنّها ترى أن كلّ ما خاطبته به غير كافٍ لِما يستحقه من شجبٍ وتعنيف !
   فقالت :
   « ثمّ كِد كيدك ، واجهد جهدك »
   الكيد : إرادة مَضَرّة الغير خُفية ، والحيلة السيّئة ، والخُدعة ، والمكر (1) .
   جَهَد جهداً : جدّ ، يُقال : طلب حتى وصل إلى الغاية ، والجهد ، الوُسع والطاقة (2) .
   هذا كلام يَطغى عليه طابع التهديد الشديد ، مِن سيّدة أسيرة ، ولكنّها واثقة من نفسها ـ أعلى درجات الثقة ـ أنّ جميع نشاطات يزيد ـ والفصول اللاحقة من مخطّطاته ـ

---------------------------
(1) المعجم الوسيط.
(2) نفس المصدر.

زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد _ 467 _

   سوف تفشل ، وسوف لا يتوصّل إلى أيّ واحد من أهدافه !! بل ترجع عليه بشكل مُعاكس ، فكُرسيّه يتزعزع ، وسلطته تضعُف ، وقدرته تذهب !
   فالسيدة زينب ( عليها السلام ) تريد أن تقول ليزيد : إصنع ما بدا لك ، من تخطيط وتفكير ، وقَتل وإبادة ، وسَبي وأسر ، وابذل ما في وسعك من جهود ، فسوف لا تصل إلى الهدف الذي حَلِمتَ به ، وهو إستئصال شجرة النبوة من جذورها ... بكافّة أغصانها وفروعها وأوراقها ، وعدم إبقاء صغير أو كبير من آل رسول الله ... رجلاً كان أو إمرأة !
   « ـ فو الله الذي شرّفنا بالوحي والكتاب ، والنبوّة والإنتخاب ـ »
   القسم للتأكيد الأكثر ، وهو ـ في الواقع ـ إنعكاس آخر لعلوّ مستوى درجة الثقة بالنفس والإتّكال على الله تعالى ، واليقين بما يقوله الإنسان ويحلف من أجله ، وعِلم السيدة بحوادث المستقبل ، وما ستؤول إليه الأمور ، فإنّ حوادث اليوم ، وأحداث المستقبل تُعتبر ـ أمام عين السيدة زينب عليها السلام ـ في حدّ سواء ، لأن الله تعالى ميّزها عن بقية سيدات البشر بأن يُوصّل إليها العلوم مباشرة ... عن طريق الإلهام ... ودون تعلّم من البشر ،

زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد _ 468 _

   ولذلك فإنّ حوادث المستقبل معلومة وواضحة لها كاملاً كالحوادث المعاصرة ، ومثالها مثال مَن يُخرج رأسه مِن نافذة الغرفة ، فيرى ـ بكلّ وضوح ـ كلّ ما هو موجود إلى آخر الشارع ، وليس مثالها مثال من يجلس في غرفة ويفتح النافذة فلا يرى إلا ما يُقابل النافذة فقط .
   إنّنا نتلمّس ـ من كلمات القسم هذه ـ المعنويّات العالية التي كانت تمتاز بها السيدة زينب ( عليها السلام ) حين إلقائها لخطبتها ، فهي تفتخر وتعتزّ بمزاياها الفريدة فتقول : « فو الله الذي شرّفنا بالوحي والكتاب » ، فالقرآن الكريم نزل على جدّ السيدة زينب وهو رسول الله سيّدنا محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وفي دارها .
   وكذلك اختار الله هذه الأسرة وانتخبها لتكون فيهم النبوّة، وكأنّها تُعرّض بكلامها ليزيد : أن أنت بماذا تَعتز ؟ وبماذا تفتخر ؟!
   وهل توجد فيك فضيلة واحدة حتى تفتخر بها ؟!
   ولعلّ السيدة زينب كانت تقصد ـ أيضاً ـ إسماع الجماهير المتواجدة في ذلك المجلس هذه الحقائق ، ومِن باب المَثل الذي يقول : « إيّاك أعني واسمَعي يا جارَه ».
   وبعد كلمات القسم تذكر السيدة زينب ( عليها السلام ) الأمور التي أقسَمَت من أجلها :

زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد _ 469 _

   « لا تُدرِك أمَدَنا ، ولا تَبلُغ غايتنا ، ولا تمحو ذكرنا »
   أمدنا : الأمد : الغاية والنهاية. (1)
   أي : مهما بذلت من الجهود ، وحاولتَ من المحاولات ، فسوف تفشل في ذلك ، فقد حاول ذلك مَن كان قبلك ـ وهو معاوية ـ فلم يستطع ذلك ، رغم أنّه كان أقوى منك .
   « ولا يُرحَضُ عنك عارُها »
   يُرحض : يُغسل.
   تُصرّح السيدة زينب ( عليها السلام ) بحقيقة واقعيّة : وهي أنّ العار والخزي وسبّة التاريخ ، سوف تكون ملازمة ليزيد إلى الأبد ، ولا يتمكّن من غَسلها ، لا هو ... ولا مَن سيأتي من بعده من الشواذ الذين يُشاركونه في الإتجاه واللؤم.
   إنّ التاريخ يقول : حينما بدأت الأمور تنقلب على يزيد ، فقد صارت مجالس تعليم القرآن الكريم ... في الشام يتحدّث فيها المعلّم عن جرائم يزيد في قتله الإمام الحسين ( عليه السلام ) وسبيه نساء آل رسول الله ، ثمّ بدأ الناس يُنقّبون ويُنَبّشون في ملف يزيد ، لِيَروا الفارق الواسع بين سيرته وأعماله ، وبين ما سمعوه أو قرأوه عن سيرة الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ).

---------------------------
(1) المعجم الوسيط.

زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد _ 470 _

   لمّا حدث كل هذا ... بدأ يزيد يُلقي باللوم على ابن زياد ، وصار يلعنه ويقول : إنّه قتل الحسين من تِلقاء نفسه.
   ولكنّ جميع هذه المحاولات باءَت بالفشل والفضيحة الأكثر ليزيد !
   « وهل رأيُك إلا فَنَد ، وأيّامك إلا عدد ، وجمعك إلا بدَد »
   فند : الفند : الخطأ في القول والرأي ، وقيل : الفند : هو الكَذِب (1) .
   لعلّ المعنى : أنّ رأيك ـ في تخطيطك ومحاولتك للتخلّص من مضاعفات جريمتك ـ خطأ وضعيف .
   « وأيّامك إلا عدد »
   العدد : هو الكميّة المتألّفة من الوحدات ، فيختصّ بالمتعدّد في ذاته.
   وعدد : للتقليل : أي : معدود ، هو نقيض الكَثرة (2) .
   لعلّ المعنى : يا يزيد إنّ أيامك الباقية من عمرك قليلة ،

---------------------------
(1) كتاب « تاج العروس » للزبيدي ، و « العَين » للخليل بن أحمد.
(2) كما يُستفاد ذلك مِن كتاب « تاج العروس » للزبيدي.

زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد _ 471 _

   فسوف لا تبقى في هذه الحياة إلا أياماً معدودة ، فأنتَ قريب إلى الموت والهلاك ، وبعد ذلك سوف تلاقي جزاء أعمالك ، فالعذاب منك قريب .
   إنّ جريمة قتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) أثّرت تأثيراً سلبيّاً في مقدار عمرك ، فجعلته قصيراً جدّاً .
   فقد جاء في التاريخ : أنّ يزيد عاش بعد فاجعة كربلاء سنتين وشهرين وأربعة أيام (1) ، فلم يَتَهنّا بطول الحياة وطول مدّة السلطة ، كما كان يتمنّى ذلك ، وكما كان يُتوقّعه بعد القضاء على منافسه ـ حسب زعمه ـ وهو الإمام الحسين ( عليه السلام ).
   « وجمعك إلا بدَد »
   بدَد : يُقال بَدّهُ بَدّاً : أي فَرّقَه ، وبَدّدَ الشيء : فَرّقَه (2) والتَبَدّد : التفرُّق (3) .
   المعنى : سوف يتفرّق جمعك وجلاوزتك ، وحاشيتك التي كنت تسهرُ معهم على مائدة الخمر والقمار والغناء ،

---------------------------
(1) ذكر ذلك الطبري ـ المتوفى عام 310 هـ ـ في تاريخه ، طبع لبنان ، ج 5 ، ص 499.
   المحقق
(2) المعجم الوسيط.
(3) العين للخليل .

زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد _ 472 _

   فسوف يغيبون عن عينك ، لمرض أو موت ، أو تتغيّر نظرتهم بالنسبة إليك ، أو غير ذلك من الأسباب التي تجعل كلّ يوم من الأيام يحمل لك حزناً وهمّاً جديداً ، فلا تتهنّا بمن حولك.
   « يوم ينادي المنادي : ألا لعن الله الظالم العادي »
   المعنى : يوم تموت ، وتسمع صوتاً مرعباً لمناد ينادي ـ من عند الله تعالى ـ : « ألا لعن الله الظالم العادي » فأوّل شيء تراه بعد موتك هو : سماعك لهذا الصوت.
   وكلمة « لعن الله الظالم » أي : أبعده عن رحتمه وعفوه ومغفرته.
   ثمّ ... بدأت السيدة زينب ( عليها السلام ) تُمهّد لختام خطبتها الخالدة ، فقالت :
   « والحمد لله الذي حَكَم لأوليائه بالسعادة ، وختم لأصفيائه بالشهادة ، ببلوغ الإرادة »
   حَكَم لأوليائه : قضى لهم (1) ، وقدّر لهم ذلك.
   أصفيائه : الصفيّ مِن كلّ شيء صَفوُهُ ، وجمعُه :

---------------------------
(1) المعجم الوسيط.

زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد _ 473 _

   أصفياء (1) .
   بقلب مفعم بالإيمان بالله تعالى ، والرضا بما يختاره الله لعباده ، بدأت السيدة زينب ( عليها السلام ) تختم خطبتها بحمد الله سبحانه الذي قضى لأوليائه بالسعادة ، وتقصد من الأولياء ـ هنا ـ : الإمام الحسين ( عليه السلام ) ـ الذي هو سيد أولياء الله تعالى ـ وأصحابه الذي قُتلوا معه يوم عاشوراء ، ونالوا ـ بذلك ـ شرف الشهادة.
   إنّ الإنسان الذي يلتزم بالدين ، ويصنع من نفسه وليّاً لله ـ وذلك بأدائه لِلَوازم العبودية لله سبحانه ـ سوف يحظى بنتائج إلهيّة فريدة ، وهي عبارة عن المِنَح المميزة ، والألطاف الخاصّة التي يُفيضها الله عليه ، والتي لا تشمل غيره من الناس ، ومن أبرز تلك الألطاف الخاصة : السعادة الأبدية ، ولعلّ إلى هذا المعنى الرفيع أشار الله تعالى بقوله : « وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء » (2) .
   إنّ أولياء الله تعالى كانوا يفكّرون ـ باستمرار ـ في جَلب رضى الله سبحانه.
   أجَل ... كان هذا هو الهدف الذي يُشغلون به بالهم ،

---------------------------
(1) المعجم الوسيط.
(2) سورة البقرة ، الآية 105.

زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد _ 474 _

   ويتحرّكون في هذا المدار ويدورون حول هذا المحور.
   ومن الطبيعي أنّهم كانوا ـ ولا زالوا ـ على درجات ، فهناك مَن يكون وليّاً لله تعالى منذ السنوات الأولى من حياته ، وهناك من يصير ولياً لله تعالى في مرحلة متقدّمة من العمر.
   وعلى هذا الأساس يقضي الله ( عز وجل ) لهم بالفوز والتفوّق والسعادة الأبديّة ، بجميع ما لهذه الكلمة من معنى .
   وأحياناً يُقدّر الله تعالى لهم بعض المكاره والصعوبات ، وذلك لأسرار وحِكَم يعلمها الله سبحانه ، فترى الأولياء يُظهرون من أنفسهم كلّ إستعداد وتحمّل وتقبّل لتلك المكاره ويستقبلونها بصدر واسع وصبر جميل.
   وختم الله تعالى لأصفيائه بالشهادة ، فقد كانت حياتهم كلها خير وبركة منذ البداية إلى النهاية ، فمِن المؤسف ـ حقّاً أن يموت الوليّ ميتةً طبيعية على الفراش ، بل المتوقّع له أن يوفّقه الله تعالى للشهادة والقتل في سبيله ، لكي تكون لموته أصداءٌ تعود للدين بالفائدة ، كما كانت حياته كذلك .
   فقتلهم يوقظ الغافلين غير المُلتزمين بالدين ، ويجعلهم يُفكّرون ويتساءلون عن سبب قتله رغم كونه

زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد _ 475 _

   إنساناً طيباً ، ويبحثون عن هويّة القاتل ، وهدفه من قتل هذا الرجل !
   فتكون هذا الأصداء سبباً لعودة الكثيرين إلى الإلتزام الشديد بالدين ومبادئه.
   أليس كذلك ؟!
   ولعلّ أولئك الأولياء هم الذين أرادوا أن يكون ختام حياتهم بالشهادة ، وسألوا من الله ( عزّ وجل ) ذلك ، فاستجاب الله ـ سبحانه ـ لهم دعاءهم ، وقدّر لهم الشهادة في سبيل الله تعالى ، ولعلّ هذا هو معنى كلام السيدة زينب ( عليها السلام ) : « بِبلوغ الإرادة ».
   « نقلهم إلى الرحمة والرأفة ، والرضوان والمغفرة »
   المعنى : نَقَلهم إلى عالم يُرَفرف على رؤوسهم رحمة الله الواسعة المخصّصة للشهداء في سبيل الله تعالى ، والرأفة : أي : العاطفة المزيجة باللطف والحنان ، التي لا تَشمَل غير الشهداء الذين باعوا أعزّ شيء لديهم ـ وهي حياتهم ـ للدين ، وفي سبيل المحافظة على روح الدين الذي كان يتجسّد في الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، وعدم الرُضوخ لبيعة « يزيد » الكافر.
   « والرضوان والمغفرة » إنّ القرآن الكريم يُصرّح بأن أعلى