أمالي الشيخ الطوسي ، أخبرنا محمّد بن محمّد ، قال ، أخبرنا محمّد بن إسماعيل ، قال ، حدّثنا محمّد بن الصلت ، قال ، حدّثنا أبو كُدينة ، عن عطاء ، عن سعيد بن جبير ، عن عبدالله بن العبّاس قال ، لمّا نزلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( إنّا أعطَيْناكَ الكَوْثَر ) قال له عليُّ بن أبي طالب ، ما هو الكوثر ، يا رسولَ اللّه ؟
قال ، نهرٌ أكرمني اللّه به .
قال علي ( عليه السلام ) ، إنّ هذا لنهرٌ شريفٌ ، فانَعتْهُ لنا يا رسولَ اللّه .
قال ، نعم يا علي ، الكوثرُ نهرٌ يَجري تحتَ عَرشِ اللّهِ تعالى ، ماؤُهُ أشدُّ بياضاً من اللَّبنَ ، وأحلى من العَسل ، وأليَنُ من الزَّبَد ، حصاهُ الزَّبرجَدُ والياقُوتُ والمَرجانُ ، حشيشُه الزعفرانُ ، ترابُهُ المِسكُ الأذْفَر (1) ، قواعدُهُ تحتَ عرشِ اللّه عزّ و جلّ (2) .
(1) أي الخالص الجيّد ذكي الرائحة .
(2) وتلاحظ وصف الكوثر أيضاً في حديث مسمع كردين عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) جاء فيه :
( ... يامسمع من شرب منه شربةً لم يظمأ بعدها أبداً ، ولم يشْقَ بعدها أبداً ، وهو في برد الكافور ، وريح المسك ، وطعم الزنجبيل ، أحلى من العسل ، وألين من الزبد ، وأصفى من الدمع ، وأذكى من العنبر ، يخرج من تسنيم ، ويمرّ بأنهار الجنان تجري .
ثُمّ ضَرَبَ رسولُ اللّهُ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يدَهُ على جَنْبِ أميرِ المؤمنين ( عليه السلام ) وقال :
يا علي ، إنّ هذا النهرُ لي ولكَ ولمحبّيكَ مِن بَعدي (3) (4) .
على رضراض الدرّ والياقوت .
فيه من القدحان أكثر من عدد النجوم ، يوجد ريحه من مسيرة ألف عام ، قدحانه من الذهب والفضّة وألوان الجوهر ، يفوح من وجه الشارب منه كلّ فائحة ، يقول الشارب منه ليتني تُركت هيهنا لا أبغي بهذا بدلا ، ولا عنه تحويلا .
أما إنّك ياكردين ممّن تُروى منه ، وما من عين بكت لنا إلاّ نعمت بالنظر إلى الكوثر ، وسقيت منه .
من أحبّنا فانّ الشارب منه [ فانّ الشارب منه ممّن أحبّنا خل ] ليُعطى من اللذّة والطعم والشهوة له أكثر ممّن يُعطاه من هو دونه في حبّنا .
وانّ على الكوثر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وفي يده عصا من عوسج ، يحطّم بها أعداءنا فيقول الرجل منهم ، إنّي أشهد الشهادتين فيقول ، إنطلق إلى إمامك فلان ، فاسأله أن يشفع لك ، فيقول ، يتبرّأ منّي إمامي الذي تذكره ... )
(1) .
(3) فيرتوون منه يوم الظمأ الأكبر ، ويلتذّون به اللذّة الكبرى .
(4) الأمالي ، ص 69 ، المجلس الثالث ، ح 11 ، المسلسل 102 .
-------------------------------
(1) بحار الأنوار ، ج 44 ، ص 290 ، ب 24 ، ح 31 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 418 _
الوصيّة السبعون :
نقلها الشيخ الطوسي في الأمالي :
أمالي الشيخ الطوسي ، أخبرنا محمّد بن محمّد ، قال ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي ، قال ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني ، قال ، أخبرني عمر بن أسلم ، قال ، حدّثنا سعيد بن يوسف البصري ، عن خالد بن عبد الرحمن المدائني ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبي ذرّ الغفاري ( رحمه الله ) قال ، رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقد ضرب كتف علي بن أبي طالب بيده وقال :
يا علي ، من أحبَّنا فهُو العَرَبي ، ومَن أبغضَنا فهو العِلْج (1) ، شيعتُنا أهلُ البيوتاتِ والمعادنِ والشَّرفِ (2) ، ومن كان مولدُه صحيحاً .
وما على ملّةِ إبراهيمَ إلاّ نحنُ وشيعتُنا ، وسائرُ النّاسِ منها بُراء .
إنَّ للّهِ ملائكةٌ يَهدمُون سيّئاتِ شيعتِنا (3) كما يَهدمُ القومُ البنيان (4) (5) .
(1) العِلج بكسر العين وسكون اللام وجمعه علوج وأعلاج ، هو الكافر من الأعاجم يعني غير العرب .
(2) فالشيعي يكون جوهرةً أصيلة شريفة له أصل ثابت ومنبتٌ طاهر .
(3) فإنّ حسناتهم يذهبن بالسيّئات ، والله غفور رحيم .
(4) في الفضائل ، ( كما يهدم القَدوم البنيان ) والقَدوم هو الفأس .
(5) الأمالي ، ص 190 ، المجلس السابع ، ح 24 ، المسلسل 322 ، وجاء في فضائل الشيعة ، ص 10 ، ح 9 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 419 _
الوصيّة الواحدة والسبعون :
نقلها الشيخ الطوسي في الأمالي :
أمالي الشيخ الطوسي ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، قال ، حدّثنا يحيى بن علي بن عبدالجبّار السدوسي ... قال ، حدّثني عمّي محمّد بن عبدالجبّار ، قال ، حدّثنا حمّاد بن عيسى ، عن عمر بن اُذينة ، عن عبد الرحمن بن اُذينة العبدي ، عن أبيه وأبان مولاهم ، عن أنس بن مالك قال ، رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوماً مُقبلا على علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وهو يقرأ هذه ، ( ومِنَ اللَّيلِ فَتَهجَّدْ بِهِ نافِلةً لكَ عَسى أنْ يَبْعثَكَ ربُّكَ مَقاماً مَحمُوداً ) (1) .
فقال ، يا علي ، إنّ ربّي عزّوجلّ مَلّكني الشفاعةَ في أهلِ التوحيدِ من اُمَّتي ، وحَظَر (2) ذلك عَمَّنْ ناصَبَك (3) وناصَبَ وُلدَكَ من بَعدي [ بعدك ] (4) .
(1) سورة الإسراء ، الآية 79 .
(2) الحظر ، المنع ، والمحظور هو المحرّم .
(3) من النُصب وهي المعاداة ، يقال ، نصبتُ لفلان إذا عاديته ، ومنه الناصب وهو الذي يتظاهر بعداوة أهل البيت ( عليهم السلام ) أو مواليهم لأجل متابعتهم لأهل البيت ( عليهم السلام )
(1) .
(4) الأمالي ، ص 455 ، المجلس السادس عشر ، ح 23 ، المسلسل 1017 .
-------------------------------
(1) مجمع البحرين ، ص 139 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 420 _
الوصيّة الثانية والسبعون :
نقلها الشيخ الطوسي في الأمالي :
أمالي الشيخ الطوسي ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل محمّد بن عبدالله الشيباني قال ، حدّثنا محمّد بن علي بن شاذان ... قال ، حدّثنا الحسن بن محمّد بن عبدالله الواحد ، قال ، حدّثنا حسن بن حسين العرني ، قال ، حدّثنا يحيى بن يعلى الأسلمي ، عن عمر بن موسى يعني الوجيهي ، عن زيد بن علي ، عن آبائه ، عن علي ( عليه السلام ) عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال له :
يا علي ، أَما إنَّكَ المُبتلى (1) والمُبتلى بِكَ (2) أما إِنّكَ الهادي مَن اتّبعَكَ ، ومَنْ خالَفَ طريقتَكَ فَقَد ضَلَّ إلى يومِ القيامَة (3) .
(1) فإنّه ( عليه السلام ) ابتُلي بالناس وتحمّل غاية الأذى في سبيل هدايتهم لإرشادهم .
(2) أي أنّه ( عليه السلام ) امتُحن به الناس فمن أتاه نجى ، ومن تخلّف عنه هلك ، فهو الباب الممتحن به الناس كباب حطّة بني إسرائيل .
وقد وردت الأحاديث المتظافرة في أنّ علياً باب حطّة من دخله كان مؤمناً ومن خرج عنه كان كافراً كما تلاحظه في أحد عشر حديثاً من طرق العامّة مضافاً إلى الخاصّة جاءت في إحقاق الحقّ
(1) .
(3) الأمالي ، ص 499 ، المجلس الثامن عشر ، ح 1 ، المسلسل 1094 .
-------------------------------
(1) إحقاق الحقّ ، ج 7 ، ص 143 ، ب 187 ، الأحاديث .