الوصيّة الرابعة والخمسون :
   نقلها الشيخ الصدوق في معاني الأخبار :
  معاني الأخبار ، حدّثنا أحمد بن عيسى المكتّب ، قال حدّثنا أحمد بن محمّد الورّاق ، قال حدّثني بشر بن سعيد بن قيلويه المعدل بالمرافقة ، قال حدّثنا عبدالجبّار بن كثير التميمي اليماني ، قال سمعت محمّد بن حرب الهلالي أمير المدينة [ عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال ، ] قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) :
  يا علي ، إنَّ اللّهَ تباركَ وتعالى حَمَّلني ذنوبَ شيعتِك ثمَّ غفرها لي (1) ، وذلك قولُه عزّوجلّ في القرآنِ الحكيم ، ( ليَغفِر لَكَ اللّهُ ما تَقدّمَ من ذنبِكَ وما تَأخَّر ) (2) (3) .
  (1) وهذا تفضّل على الشيعة ، وكرامة لعلي ( عليه السلام ) ، ورأفة من النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وهي من النعم الإلهية والسماحة الربّانية التي لا يمكن أداء شكرها وتلاحظ أحاديث تفسيره بذلك في الكنز (1) .
  (2) سورة الفتح ، الآية 2 .
  (3) معاني الأخبار ، ص 352 ، باب معنى حمل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) ، ضمن الحديث رقم 1 .

-------------------------------
(1) كنز الدقائق ، ج 12 ، ص 267 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 392 _

الوصيّة الخامسة والخمسون :
  نقلها الشيخ الصدوق في معاني الأخبار :
  معاني الأخبار ، حدّثنا علي بن أحمد بن موسى ( رضي الله عنه ) قال ، حدّثنا أحمد بن يحيى ابن زكريا القطّان ، قال حدّثنا محمّد بن العبّاس بن بسام ، قال حدّثني محمّد بن أبي السري ، قال حدّثنا أحمد بن عبدالله بن يونس ، عن سعد بن طريف الكناني ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال ، قال لي رسولُ اللّهِ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
   يا علي ، أتدري ما معنى ليلةِ القَدر ؟
  فقلت ، لا يا رسولَ اللّه .
  فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، إنّ اللّهَ تباركَ وتعالى قَدّر فيها ما هو كائنٌ إلى يومِ القيامةِ ، فكانَ فيما قدّرَ عزّوجلّ ولايتَك وولايةَ الأئمّةَ من وُلدِكَ إلى يومِ القيامة (1) (2) .
  (1) ويؤيّده أحاديث اُصول الكافي (1) باب شأن إنّا أنزلناه في ليلة القدر وتفسيرها المشتمل على أحاديث تسعة ، ومنها الحديث الثالث من الباب عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) قال :
  قال الله عزّوجلّ في ليلة القدر ، ( فيها يُفْرَقُ كُلُّ أمْر حَكيم ) ... إنّه لتنزل في

-------------------------------
(1) اُصول الكافي ، ج 1 ، ص 242 ، الأحاديث .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 393 _

  ليلة القدر إلى وليّ الأمر تفسير الاُمور سنةً سنة ، يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا وكذا ، وفي أمر الناس بكذا وكذا ... وممّا قُدّر في هذه الليلة نعمة ولايتهم ( عليهم السلام ) التي اُخذ عليها العهد .
  (2) معاني الأخبار ، ص 315 ، باب معنى ليلة القدر ، ح 1 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 394 _

الوصيّة السادسة والخمسون :
   نقلها الشيخ الصدوق في معاني الأخبار :
  معاني الأخبار ، حدّثنا أبو عبدالله الحسين بن أحمد بن محمّد بن أحمد الأشناني الدارمي ( الفقيه العدل ببلخ ، قال ، أخبرني جدّي ، قال ، حدّثنا محمّد بن عمّار ، قال ، حدّثنا موسى بن إسماعيل ، قال ، حدّثنا حمّاد بن سلمة ، عن محمّد بن إسحاق ، عن محمّد بن إبراهيم التميمي ، عن سلمة ، عن أبي الطفيل ، عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أنّ رسُولَ الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : يا علي ، إنَّ لَكَ كنْزاً في الجَنّة (1) .
  (1) أفاد الشيخ الصدوق في معنى الحديث بعد ذكره أنّ الكنز هو مفتاح نعيم الجنّة ، وسمعت بعض المشايخ يذكر أنّ هذا الكنز هو ولده المحسن ( عليه السلام ) وهو السقط الذي ألقته فاطمة ( عليها السلام ) لمّا ضغطت بين البابين من قبل الظالمين .
  واعلم إنّ إسقاط سيّدنا المحسن ( عليه السلام ) أمر ثابت بأحاديث الفريقين المعتبرة فقد ورد من الخاصّة في أصل سليم بن قيس الهلالي (1) ، بل قال شيخ الطائفة الطوسي (2) ، ( ورواية الشيعة مستفيضة به لا يختلفون في ذلك ) .
  وورد من العامّة في إثبات الوصيّة للمسعودي (3) .

-------------------------------
(1) كتاب سليم بن قيس الهلالي ، ج 2 ، ص 588 .
(2) التلخيص ، ج 3 ، ص 156 .
(3) إثبات الوصيّة ، ص 123 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 395 _

  وأنتَ ذُو قرنَيها (2) ولا تُتبعَ النَّظرةَ بالنّظرةِ في الصَّلاةِ ، فانَّ لكَ الاُولى وليست لكَ الآخرة [ الأخيرة ] (3) .
  والملل والنحل (1) ، والوافي بالوفيات (2) ، ولسان الميزان (3) ، فهو أوّلُ شهيد من العترة الطاهرة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
  فيكون أوّل من يُحكم له وينتقم من قاتليه يوم القيامة كما تلاحظه من حديث الإمام الصادق ( عليه السلام ) (4) .
  (2) أي قرني الجنّة اللّذين يُزيّن بهما الجنّة وهما الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، أو صاحب قرني الدنيا أي أنت الحجّة على شرق الأرض وغربها ، أو أنت ذو قرنين هذه الاُمّة تضرب على رأسك ضربتين يوم الخندق وليلة التاسع عشر من شهر رمضان ، أو ذو قرنين الجنّة كذي القرنين الذي مُلّك مشارق الأرض ومغاربها ، وجميع هذه المعاني محتملة في هذه الفقرة من الحديث والله العالم .
  (3) معاني الأخبار ، ص 205 ، باب معنى قول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ح 1 .

-------------------------------
(1) الملل والنحل ، ص 83 .
(2) الوافي بالوفيات ، ج 5 ، ص 347 .
(3) لسان الميزان ، ج 1 ، ص 261 .
(4) بحار الأنوار ، ج 28 ، ص 64 ، ب 2 ، ح 24 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 396 _

الوصيّة السابعة والخمسون :
   نقلها الشيخ الصدوق في معاني الأخبار :
  معاني الأخبار ، حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن تاتانه ، قال حدّثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن زياد النهدي ، عن عبدالله بن صالح ، عن زيد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  يا علي ، من أحبَّني وأحبَّكَ وأحبَّ الأئمّةَ من وُلدِكَ فليَحمدِ اللّهَ على طِيبِ مولِدِهِ ، فإنَّه لا يحبُّنا إلاّ مَنْ طابَتْ ولادتُه ، ولا يبغضُنا إلاّ مَن خَبُثَتْ ولادتُه (1) (2) .
  (1) وقد روى هذا في كتب العامّة أيضاً كما في حديث القندوزي عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في الينابيع (1) ، بل تظافر نقله منهم كابن الأثير في النهاية ، والصديقي في المجمع ، والعبدي في الغريبين ، والعلوي في مودّة القربى وغيرهم (2) .
  كما تواتر الحديث به من طرق الخاصّة فيما تلاحظه في ثلاثين حديثاً في البحار (3) .
  (2) معاني الأخبار ، ص 161 ، باب معنى أوّل النعم ، ح 3 ، وعلل الشرائع ، ص 141 ، ب 120 ، ح 3 .

-------------------------------
(1) ينابيع المودّة ، ص 133 .
(2) إحقاق الحقّ ، ج 9 ، ص 415 ، في الهامش. وج 18 ، ص 532 .
(3) بحار الأنوار ، ج 27 ، ص 145 ، ب 5 ، الأحاديث .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 397 _

الوصيّة الثامنة والخمسون :
   نقلها الشيخ المفيد في الأمالي :
  الأمالي للشيخ المفيد قال ، أخبرني أبو الحسن علي بن بلال المهلّبي ، قال ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن الحسين البغدادي ، قال حدّثنا الحسين بن عمر المقري ، عن علي ابن الأزهر ، عن علي بن صالح المكّي ، عن محمّد بن عمر بن علي ، عن أبيه ، عن جدّه ( عليه السلام ) قال :
  لمّا نزلَت على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ( إِذا جاءَ نصرُ اللّهِ والفَتْح ) قال لي ، يا علي ، إنّه قد جاء نصرُ اللّهِ والفتحِ ، فإذا رأيتَ النّاسَ يدخُلونَ في دينِ اللّهِ أفواجاً فسبِّحْ بحمدِ ربِّك واستغفرهُ إنّهُ كانَ توّاباً .
  يا علي ، إنَّ اللّهَ قد كتَبَ على المؤمنينَ الجهادَ في الفتنَةِ من بعدي كما كتبَ عليهم جهادُ المشركينَ معي (1) ، فقلتُ ، يا رسولَ اللّهِ وما الفتنَةُ التي كتب علينا فيها الجهاد ؟
   قال فتنةُ قوم يشهدونَ أنْ لا إلهَ إلاّ اللّهُ وأنّي رسولُ اللّهِ [ وهم ] مخالفونَ لسنّتي وطاعنونَ في دينِي (2) ، فقلتُ ، فعَلامَ نقاتُلهم يا رسولَ اللّهِ وهُم يشهدُونَ أنْ لا إلَه إلاّ اللّهُ .
  (1) فيجب عليهم الجهاد مع أهل الفتنة ، كما كان يجب عليهم الجهاد مع أهل الشرك .
  (2) إشارة إلى فتنة الناكثين والقاسطين والمارقين ، في حرب الجمل وصفّين .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 398 _

  وأنّكَ رسولُ اللّهِ ؟ فقال ، على إحداثِهم في دينِهم ، وفراقِهم لأمري ، واستحلالِهم دماءَ عترتي (3) .
  قالَ ، فقلتُ ، يا رسولَ اللّهِ ! إنّكَ كنتَ وعدتَني الشّهادةَ ، فسَلِ اللّهَ تعالى أن يعجِّلَها [ لي ] فقالَ ، أجَلْ ، قد كنتُ وعدتُك الشهادةَ ، فكيفِ صبرُك إذا خُضبَتْ هذهِ من هذا ـ وأومأ إلى رأسي ولحيتي ـ ؟ فقلتُ ، يا رسولَ اللّهِ أمّا إذا بَيّنتَ لي ما بيّنتَ فليسَ بموطنِ صبر ، [ و ] لكنّه موطنُ بُشْرى وشُكر (4) فقالَ ، أَجَلْ ، فأَعدّ للخصومَةِ (5) ، والنهروان .
  (3) فتكون المقاتلة معهم لأجل إبداعهم وإرتدادهم وبغيهم ، فانّهم خارجون على الإمام المعصوم ( عليه السلام ) والخروج عليه بغي بشهادة قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في عمّار ، تقتله الفئة الباغية (1) .
  وقتال أهل البغي واجب بالأدلّة العلمية كما تلاحظها في الجواهر (2) .
  ودليل كفرهم متظافر كما تلاحظه في البحار (3) .
  (4) فإنّ مقاتلته ( عليه السلام ) مع الأعداء جهاد في سبيل الله ، وشهادته كرامة من الله ، وقد تقدّمت هذه الفقرة في وصيّة خطبة نهج البلاغة أيضاً .
  (5) أي إستعدّ وأعدّ الحجّة للخصومة مع هؤلاء الذين سيحدثون في الدين ، ويفارقون أمر النبي الأمين ، ويستحلّون دماء العترة الطاهرة .

-------------------------------
(1) هذا الحديث الشريف مروي عند الفريقين فلاحظ البحار ، ج 22 ، ص 334 ، ب 10 ، ح 48 ، والمناقب للخوارزمي ، ص 191 .
(2) جواهر الكلام ، ج 21 ، ص 324 .
(3) بحار الأنوار ، ج 32 ، ص 319 ، ب 8 ، الأحاديث .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 399 _

  فإنّكَ مُخاصِمُ أُمّتي ، قلتُ ، يا رسولَ اللّهِ أرشِدْني الفُلْجَ (6) ! قال ، إذا رأيتَ قوماً قد عَدلوا عنِ الهُدى إلى الضَّلالِ فخاصِمْهُم ، فإنَّ الهُدى من اللّهِ ، والضلالِ من الشيطان .
  يا علي ، إنَّ الهُدى هو اتّباعُ أمرِ اللّهِ دُونَ الهَوى والرأي ، وكأنَّكَ بقوم قد تأوّلُوا القرآن ، وأخذُوا بالشبهَاتِ ، واستحلُّوا الخمرَ بالنّبيذِ ، والبَخْسَ بالزكاةِ (7) ، والسُّحْتَ بالهَديَّة (8) ، قلتُ ، يا رسولَ اللّهِ فما هُم إذا فعلُوا ذلك ، أَهُم أهلُ ردّة أم أهلُ فِتنة ؟ قال هُم أهلُ فتنة ، يعمهُون فيها (9) إلى أنْ يُدرِكَهُم العدلُ ، فقلتُ ، يا رسولَ اللّهِ العدلُ منّا أم من غيرنا ؟
   فقال ، بل مِنّا ، بنا يفتحُ اللّهُ وبنا يختِم (10) وبنا ألَّفَ اللّهُ بينَ القلوبِ بعدَ الشِّركِ وبنَا يؤلُّف اللّهُ بينَ القلوبِ بعدَ الفتنةِ ، فقلتُ ، الحمدُ للّهِ على ما وَهَبَ لنا من فضلِه (11) .
  (6) أي أرشدني إلى الظفر والغلبة وظهور الحجّة ، من قولك فلج القوم أي غلبهم ، والإسم ، الفُلج بضمّ الفاء وسكون اللام .
  (7) لعلّه بمعنى إستحلال البخس في الميزان والتنقيص فيه بدعوى تداركه وجبرانه بإعطاء الزكاة والصدقة .
  (8) أي يستحلّون الرشوة المحرّمة أشدّ الحرمة ويأخذونها باسم الهديّة .
  (9) أي يتردّدون ويتحيرون في الفتنة .
  (10) إشارة إلى قيام دولة عدل الإمام المهدي أرواحنا فداه ، فبه يملأ الله تعالى الأرض قسطاً وعدلا ، بعد ما مُلئت ظلماً وجوراً ، وبه ترتفع الفتنة ويكون الدين كلّه لله عزّ شأنه .
  (11) الأمالي ، ص 288 ، المجلس الرابع والثلاثون ، ح 7 ، وجاء في أمالي الشيخ الطوسي ( قدس سره ) ، ص 65 ، المجلس الثالث ، ح 5 ، مسلسل 96 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 400 _

الوصيّة التاسعة والخمسون :
   نقلها الشيخ المفيد في الأمالي :
  الأمالي للشيخ المفيد ، قال أخبرني أبو الحسن علي بن محمّد الكاتب ، قال ، أخبرنا الحسن بن علي الزعفراني ، قال ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الثقفي ، قال ، حدّثني عثمان بن أبي شيبة ، عن عمرو بن ميمون ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه ( عليهم السلام ) قال ، قال أميرُ المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) على منبرِ الكوفة :
  أيّها الناسُ إنّه كانَ لي مِن رسولِ اللّهِ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عشرُ خِصال هُنَّ أحبُّ إليَّ ممّا طَلَعَت عليه الشمسُّ ، قال لي رسولُ اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  يا علي ، أنتَ أخي في الدُّنيا والآخرةِ ، وأنتَ أقربُ الخلائقِ إليَّ يومَ القيامةِ في الموقفِ بينَ يَدي الجبّار ، ومنزلُكَ في الجنّةِ مُواجهٌ منزلي كما يتواجَهُ منازلُ الإخوانِ في اللّهِ عزّوجلّ ، وأنتَ الوارثُ منّي ، وأنتَ الوصيُّ من بَعدي في عِداتي وأمري ، وأنتَ الحافظُ لي في أهلي عندَ غَيبتي ، وأنتَ الإمامُ لاُمّتي ، والقائمُ بالقسطِ في رعيّتي ، وأنتَ وَليّي ووليّي وليُّ اللّه ، وعدوُّك عدوّي وعدوّي عدوُّ اللّه (1) (2) .
  (1) وهذه المضامين الشريفة واردة من طرق الفريقين ، وأحاديثهما الكثيرة كما تلاحظها في كتاب الإمامة من البحار ، وفي مجلّدات الإحقاق ، وفي غاية المرام .
  (2) الأمالي ، ص 174 ، المجلس الثاني والعشرون ، ح 4 ، وورد في أمالي الشيخ الطوسي ، ص 193 ، المجلس السابع ، ح 31 ، المسلسل 329 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 401 _

الوصيّة الستّون :
   نقلها الشيخ المفيد في الأمالي :
  الأمالي للشيخ المفيد ، قال حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي يوم الإثنين لخمس بقين من شعبان سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة ، قال ، حدّثنا أبو جعفر محمّد ابن عبدالله بن علي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال ، حدّثني الرضا علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) قال قال لي رسولُ الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  يا علي ، بِكُمْ يُفتح هذا الأمرُ (1) وبكُم يُختمُ (2) ، عليكُم بالصَّبرِ ، فإنّ العاقبةَ للمتّقين ، أنتُم حزبُ اللّهِ ، وأعداؤُكم حزبُ الشيطانِ ، طُوبى لمن أطاعكُم ، وويلٌ لمن عصاكُم ، أنتُم حجّةُ اللّه على خلقِهِ ، والعروةُ الوِثقى ، مَن تمسَّكَ بها اهتدى ، ومَن تركها ضَلَّ ، أسألُ اللّهَ لكم الجَنّةَ ، لا يسبقكم أحدٌ إلى طاعةِ اللّهِ فأنتم أولى بها (3) .
  (1) أي أمر الخلافة ، أو الخلقة والوجود ، أو الخيرات والإفاضات .
  (2) أي أنّ دولتكم تكون خاتمة الدول ، أو أنّ دولتكم تكون في الآخرة أيضاً كما تكون في الرجعة .
  (3) الأمالي ، ص 109 ، المجلس الثاني عشر ، ح 9 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 402 _

الوصيّة الواحدة والستّون :
  نقلها الشيخ المفيد في الأمالي :
  الأمالي للشيخ المفيد ، قال أخبرني أبو الحسن علي بن محمّد بن خالد الميثمي قال ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المستنير [ قال ، حدّثنا الحسين بن محمّد بن الحسين بن مصعب ] قال حدّثنا عبّاد بن يعقوب ، قال ، حدّثنا أبو عبد الرحمن المسعودي ، عن كثير النوّاء ، عن أبي مريم الخولاني ، عن مالك بن ضمرة قال ، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، أخذَ رسولُ اللّهِ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بيدي فقال :
  من تابَعَ هؤلاءِ الخَمس ثمّ ماتَ وهو يُحبُّكَ فقد قضى نَحبَه (1) ، ومن ماتَ وهو يُبغضكَ فقد ماتَ ميتةً جاهليّة ، يُحاسَبُ بما يَعملُ في الإسلام (2) ، ومن عاشَ بعدَكَ وهو يُحبُّكَ ختَم اللّهُ لهُ بالأمنِ والإيمانِ حتّى يَرِدَ عَليَّ الحوض (3) .
  (1) فُسّر الخَمس بالصلوات الخمسة الواجبة ، والنحب في أصل اللغة بمعنى النذر ، ثمّ استعير للموت لأنّه كالنذر اللازم في الرقبة ، الذي لا يمكن التخلّف عنه ، فقضى نحبه يكون بمعنى أدّى نذره وما عليه من التكاليف فانّ الولاية شرط قبول الأعمال .
  (2) أي يموت ميتة الكفر ، ومع ذلك يحاسب على جميع الواجبات التي يعمل بها في الإسلام كالصلاة والصوم والحجّ فهو مأخوذ عليها ومسؤول عنها .
  (3) كتاب الأمالي ، ص 10 ، المجلس الأوّل ، ح 7 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 403 _

الوصيّة الثانية والستّون :
   نقلها الشيخ المفيد في الأمالي :
  الأمالي للشيخ المفيد ، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين ، قال ، حدّثني أبي ، قال ، حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمّد ابن سنان ، عن المفضّل بن عمر الجعفي ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جدّه ( عليهم السلام ) قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) :
  يا علي ، أنا وأنتَ وإبناكَ الحسنُ والحسينُ وتسعةٌ من وُلدِ الحسينِ أركانُ الدِّينِ ، ودعائمُ الإسلام (1) ، مَن تَبعنا نجى ، ومَن تخلَّفَ عنّا فإلى النار (2) .
  (1) فلا يقوم الدين ولا يستقيم إلاّ بهم ، كما لا يقوم أي بناء بدون ركنه ودعامته ... وقد ورد هذا في الأحاديث المتظافرة من الطرفين وللنموذج لاحظ أحاديث الخاصّة في الكافي (1) ، والعامّة في الينابيع (2) .
  (2) الأمالي ، ص 217 ، المجلس الخامس والعشرون ، ح 4 .

-------------------------------
(1) اُصول الكافي ، ج 2 ، ص 18 ، باب دعائم الإسلام .
(2) ينابيع المودّة ، ص 22 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 404 _

الوصيّة الثالثة والستّون :
   نقلها الشيخ الطوسي في الأمالي :
  أمالي الشيخ الطوسي ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، قال حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن عبيدالله بن عمّار الثقفي ... قال حدّثنا علي بن محمّد بن سليمان النوفلي ، عن حسن بن حمزة أبي محمّد النوفلي ، قال ، حدّثني أبي وخالي ... عن الزبير بن سعيد الهاشمي ، قال حدّثنا أبو عبيدة بن محمّد بن عمّار بن ياسر ... عن أبيه وعبيدالله بن أبي رافع جميعاً ، عن عمّار بن ياسر ( رضي الله عنه ) وأبي رافع مولى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في حديث :
  ... دعا رسولُ اللّهِ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليّاً ( عليه السلام ) وقال له :
  يا علي ، إنّ الرُّوحَ (1) هبطَ عَليّ بهذهِ الآيةِ (2) آنفاً ، يخبُرني أنّ قريشاً اجتمعُوا على المكرِ بي وقتلي ، وأنّه أوحى إليَّ ربّي عزّوجلّ أنْ أهجَر دارَ قومي ، وأنْ أنطلقَ إلى غارِ ثَور تحتَ ليلتي (3) .
  (1) أي الروح الأمين وهو جبرئيل ( عليه السلام ) .
  (2) وهي قوله تعالى : ( وإذْ يَمكُرُ بِكَ الّذينَ كَفرُوا ليُثْبتُوكَ أو يَقتُلوكَ أو يُخرجُوكَ ويَمكُرونَ ويَمكُرُ اللّهُ واللّهُ خيرُ الماكِرين ) (1) .
  (3) أي تحت ظلام هذه الليلة ، وغار ثور هو الغار المعروف الذي اختفى فيه النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في هجرته ، وهذا الغار كائن بجبل ثور في جنوب مكّة المكرّمة بمنطقة

-------------------------------
(1) سورة الأنفال ، الآية 30 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 405 _

  وأنّه أمَرني أن آمركَ بالمبيتِ على ضَجاعي ـ أو قال ، مَضجعي ـ ليخفى بمبيتِك عليه أَثَري ، فما أنتَ قائلٌ وما صانع ؟ فقال عليٌّ ( عليه السلام ) ، أَوَ تَسلَمُ بمبيتي هناكَ يا نبيَّ اللّهِ ؟ قالَ ، نعم ، فتبسَّم عليٌّ ( عليه السلام ) ضاحكاً ، وأهوى إلى الأرضِ ساجداً ، شكراً بما أنبأه رسولُ اللّهِ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، من سلامتِه ، وكان عليٌّ صلواتُ اللّهِ عليه أوّلَ من سَجَدَ للّهِ شُكراً ، وأوّلَ من وَضَعَ وجهَهُ على الأرضِ بعد سَجدتِه من هذهِ الاُمّةِ بعدَ رسُولِ اللّهِ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فلمّا رَفَع رأسَه قالَ له ، إمضِ لِما أُمرتَ فداكَ سمعي وبَصري وسُويداءُ قلبي ، ومُرني بما شئتَ أكنْ فيه كمسرَّتِك (4) ، وأقعُ منهُ بحيث مرادُك وإنْ توفيقي إلاّ بالله (5) .
  المفجر ، ويبعد عن مكّة ثلاث كيلو مترات .
  (4) أي كما يسرّك ويكون به سرورك .
  (5) وهذا غاية الفداء لله ولرسوله ولحفظ دين رسول ربّ العالمين ، والجود بالنفس أقصى غاية الجود ، مضافاً إلى تحمّل الألم والأذى من رمي الأحجار والحصى على علي ( عليه السلام ) في فراش المبيت ، وقد أنزل الله تعالى فيه قوله تعالى :
  ( ومِنَ الناسِ مَن يَشْري نَفْسَهُ ابتغاءَ مَرضاتِ اللّهِ واللّهُ رَؤُوفٌ بالعِباد ) (1) .
  وقد نزلت الآية في أمير المؤمنين باتّفاق الفريقين تلاحظ أحاديث الخاصة في البحار (2) وأحاديث العامّة عن إثنين وثلاثين مصدراً من مصادرهم المعتبرة في

-------------------------------
(1) سورة البقرة ، الآية 207 .
(2) بحار الأنوار ، ج 36 ، ص 40 ، ب 32 ، الأحاديث ، وج 19 ، ص 28 ، ب 6 ، الأحاديث .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 406 _

  قال ، وإنْ أُلقيَ عليكَ شَبَهٌ مِنّي (6) أو قال شَبَهي ؟ قال ، إنَّ ـ بمعنى نعم ـ (7) قال ، فارقَدْ على فِراشي واشتمِلْ ببُردي الحَضرمي ، ثمّ إنّي أُخبرُك يا علي أنّ اللَّه تعالى يمتحنُ أولياءَهُ على قَدرِ إيمانهم ومنازلِهم من دينِه ، فأشدُّ النّاسِ بَلاءً الأنبياءُ ، ثمَّ الأوصياءُ ، ثمّ الأمثَلُ فالأمثل (8) ، وقد امتحنَكَ يابنَ عمِّ وامتحنني فيكَ بمثلِ ما امتحنَ به خليلَه إبراهيمَ والذبيحَ إسماعيلَ ، فصَبرا صَبراً ، فإنَّ رحمةَ اللّهِ قريبٌ من المحسنين .
  ثمّ ضَمّهُ النبيُّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى صَدرِه وبكى إليه وَجْداً به (9) ، وبكى عليٌّ ( عليه السلام ) جَشَعاً لفراقِ رسولِ اللّهِ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ... ) (10) .
  الإحقاق (1) .
  (6) أي قال الرسول (ص) الأعظم ، تبيت على مضجعي حتّى أن شابهتني فيصيبك ما يريدونه بي .
  (7) أي قال أمير المؤمنين في جواب النبي الأكرم ، إنّ بمعنى نعم التي هي من أحرف الجواب .
  (8) الأمثل هو الأفضل والأشرف والأعلى ، يقال هو أمثل قومه أي أفضلهم ، وهؤلاء أماثل القوم أي خيارهم ومنه حديث أشدّ الناس بلاءً الأنبياء ... ثمّ الأمثل فالأمثل (2) .
  (9) الوجد هو الحزن ، كما أنّ الجشع هو أشدّ الحرص .
  (10) الأمالي ، ص 465 ، المجلس السادس عشر ، ح 37 ، المسلسل 1031 .

-------------------------------
(1) إحقاق الحقّ ، ج 3 ، ص 24 .
(2) مجمع البحرين ، ص 495 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 407 _

الوصيّة الرابعة والستّون :
   نقلها الشيخ الطوسي في الأمالي :
  أمالي الشيخ الطوسي ، أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النُعمان ( رحمه الله ) ، قال ، حدّثنا أبو نصر محمّد بن الحسين البصير السهروردي ، قال ، حدّثنا الحسين بن محمّد الأسدي ، قال ، حدّثنا أبو عبدالله جعفر بن عبدالله بن جعفر العلوي المحمّدي ، قال ، حدّثنا يحيى بن هاشم الغسّاني ، قال ، حدّثنا محمّد بن مروان ، قال ، حدّثني جُويبر ابن سعيد ، عن الضحّاك بن مزاحم ، في حديث مجيء أمير المؤمنين إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ليخطب فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) جاء فيه :
  فلمّا رآني رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ضحك ، ثمّ قال ، ما جاء بك يا أبا الحسن وما حاجتك ؟ قال ، فذكرت له قرابتي وقدمي في الإسلام ونُصرتي له وجهادي ، فقال ، يا علي ، صدقت ، فأنت أفضل ممّا تذكر .
  فقلت ، يا رسول اللّه ، فاطمة تزوّجنيها ؟ فقال ، يا علي ، إنّه قد ذكرها قبلك رجال ، فذكرت ذلك لها ، فرأيت الكراهة في وجهها ، ولكن على رِسلك حتّى أخرج إليك ، فدخل عليها فقامت إليه ، فأخَذَت رداءه ونزعت نعليه ، وأتته بالوضوء ، فوضّأته بيدها وغسلت رجليه ، ثمّ قعدت ، فقال لها ، يافاطمة ، فقالت ، لبيك ، حاجتك يا رسول الله ؟ قال ، إنّ علي بن أبي طالب مَنْ قد عرفت قرابته وفضله وإسلامه ، وإنّي قد سألتُ ربّي أن يزوّجك خير خلقه وأحبّهم إليه ، وقد ذكر من أمرك شيئاً فما ترين ؟ فسكتت ولم تولِّ وجهها ولم يرَ فيه رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كراهة ، فقام وهو يقول ، اللّه أكبر ، سكوتها إقرارها (1) ، فأتاه جبرئيل ( عليه السلام ) فقال ، يا محمّد .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 408 _

  زوّجها علي بن أبي طالب ، فإنّ اللّه قد رضيها له ورضيه لها .
  ( قال عليٌّ ، فزوّجَني رسولُ اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ثُمّ أتاني فأخَذَ بيدي فقال ، قُمْ بسم اللّه وقُل ، (2) ( عَلى بركةِ اللّهِ ، وما شاءَ اللّهُ ، لا قوَّةَ إلاّ باللّهِ ، توكّلتُ على اللّه ) .
   ثمّ جاءني حين أقعدني عندها ( عليها السلام ) ، ثمّ قال ، ( اللهمّ إنّهما أحبُّ خلقِك إليّ فأحبَّهما ، وبارِكْ في ذرّيتِهما ، واجعلْ عليهما منكَ حافظاً ، وإنّي اُعيذُهما وذرّيتَهما بكَ من الشيطانِ الرَّجيم ) (3) .
  (1) وإستدلّ بهذا الحديث الشريف في كفاية سكوت البكر في إستئذانها للزواج وكون ذلك علامة لرضاها (1) .
  (2) وهذه هي الوصيّة النبوية ، وقد اُمرت بقراءة هذا الذكر الشريف عند الدخول على الزوجة في الزفاف .
  (3) الأمالي ، ص 39 ، المجلس الثاني ، ح 13 ، المسلسل 44 ، وتلاحظ مفصّل بيان مراسم زواجها الأبهى في الأرض والسماء العليا في أحاديثها (2) .

-------------------------------
(1) وسائل الشيعة ، ج 14 ، ص 206 ، ب 5 ، الأحاديث .
(2) بحار الأنوار ، ج 43 ، ص 93 ، ب 5 ، الأحاديث .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 409 _

الوصيّة الخامسة والستّون :
   نقلها الشيخ الطوسي في الأمالي
  أمالي الشيخ الطوسي ، حدّثنا الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي ( قدّس الله روحه ) ، قال ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، قال ، حدّثنا يحيى بن علي بن عبدالجبّار السدوسي بالسيرجان ، قال ، حدّثني عمّي محمّد ابن عبدالجبّار ، عن حمّاد بن عيسى ، عن عمر بن اُذينة ، عن أبان ومعاوية بن الريّان ، جميعاً عن شهر بن حوشب ، عن أبي اُمامة صُدَيّ بن عجلان الباهلي ، قال ، كنّا ذات يوم عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جلوساً ، فأتى علي ( عليه السلام ) فدخل المسجد ، وقد وافق من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قياماً (1) ، فلمّا رأى عليّاً جلس ، ثمّ أقبلَ عليه ، فقال :
  يا أبا الحسن ، إنّكَ أتيتَ ووافقَ قياماً فجلستُ لك ، أفلا أُخبرُكَ ببعضِ ما فضّلكَ اللّهُ به ؟ أُخبرُكَ أنّي خَتمتُ النبيّينَ ، وختمتَ أنتَ يا عليُّ الوصيينَ ، وحقّ على اللّهِ ألا يوقفَ موسى بنَ عمرانَ ( عليه السلام ) مَوقفاً إلاّ أوقفَ معهُ وصيَّه يوشعَ بن نُون ، وإنّي أقفُ وتُوقفُ وأسألُ وتُسأل ، فأعدِدْ يابن أبي طالب جواباً ، فإنّما أنتَ منّي تزولُ أينما زِلت .
  قال علي ( عليه السلام ) ، يا نبيَّ اللّهِ ، فما الذي تبيُّنه لي ، لأهتديَ بهُداكَ لي ؟    فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  (1) أي انتهى وتمّ مجلسه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقام للإنصراف .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 410 _

  يا علي ، مَن يهدي اللّهُ فلا مضلَّ لهُ ومَن يُضِلل اللّهُ فلا هاديَ له ، وإنّه ( عزّوجلّ ) هاديكَ ومعلّمُك ، وحقّ لك أن تَعِيَ (2) ، لقد أخذَ اللّهُ ميثاقي وميثاقَك وميثاقَ شيعتِك وأهلَ مودّتِك إلى يومِ القيامة (3) ، فهُم شيعتي وذوي مودَّتي ، وهُم ذوي الألباب .
  يا علي ، حقّ على اللّهِ أن يُنزلَهُم في جنّاتِه ، ويُسكنَهُم مساكنَ الملوك ، وحقّ لهُم أن يطيّبوا (4) (5) .
  (2) فلا ضلالة فيمن هداه الله تعالى وعلّمه وحفظ هو ما علّمه الله تعالى والوعي هو الحفظ .
  (3) أي العهد المأخوذ لله تعالى بالربوبية ، ولمحمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالرسالة ، ولعلي ( عليه السلام ) بالإمامة والوصاية ، ولشيعته بالولاية في حديث أخذ الميثاق المذكور بالتفصيل والأسناد العديدة في تفسير البرهان (1) عند تفسير قوله تعالى : ( وإذْ أخَذَ رَبُّكَ مِن بني آدَمَ من ظُهورِهم ذرّيتَهم وأشْهَدَهُم على أنفُسِهم ألسْتُ بربِّكُم قالُوا بَلى شَهِدْنا أنْ تقُولُوا يومَ القِيامَةِ إنّا كُنّا عن هذا غافِلين ) (2) ، وسيأتي بيان هذا الميثاق في الوصيّة المرقمة برقم 80 .
  (4) أي يطيّبوا للجنّة ، فيغفر الله تعالى لهم ، ويقال لهم ، ( طِبْتُم فادخُلوها خالِدين ) (3) .
  (5) الأمالي ، ص 612 ، المجلس التاسع والعشرون ، ح 1 ، المسلسل 1265.

-------------------------------
(1) تفسير البرهان ، ج 1 ، ص 374 .
(2) سورة الأعراف ، الآية 172 .
(3) سورة الزمر ، الآية 73 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 411 _

الوصيّة السادسة والستّون :
   نقلها الشيخ الطوسي في الأمالي :
  أمالي الشيخ الطوسي ، أخبرنا محمّد بن محمّد ، قال ، أخبرنا أبو الحسن علي بن خالد المراغي ، قال ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن صالح ، قال ، حدّثنا عبدالأعلى بن واصل الأسدي ، عن مخول بن إبراهيم ، عن علي بن حزوّر ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال ، سمعت عمّار بن ياسر ( رضي الله عنه ) يقول ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) :
  يا علي ، إنَّ اللّهَ قد زيّنَكَ بزينة لم يُزيّنْ العبادُ بزينة أحبُّ إلى اللّهِ منها ، زيَّنَكَ بالزُّهدِ في الدُنيا ، وجعلكَ لا تَرزأ (1) منها شيئاً ولا ترزأُ منكَ شيئاً ، ووهَبَ لكَ حبَّ المساكين ، فجعلكَ ترضى بهم أتباعاً ويَرضَون بكَ إماماً ، فطُوبى لمَن أحبَّكَ وصدَّقَ فيك .
  (1) أي لا تأخذ ولا تنال من الدنيا ، من قولهم ، أرزأ من فيئه شيئاً أي انقص منه فلا هو ( عليه السلام ) أخذ من الدنيا شيئاً ، ولا الدنيا أثّرت فيه شيئاً ، حتّى بلغ من الزهد الغاية القصوى باعتراف مُحبّه ومعاديه .
  قال فيه ابن أبي الحديد ، ( وامّا الزهد في الدنيا فهو سيّد الزهّاد ، وبدل الأبدال ، وإليه تشدّ الرحال ، وعنده تنفض الأحلاس ، ما شبع من طعام قطّ ، وكان أخشن الناس مأكلا وملبساً ... ) (1) .

-------------------------------
(1) شرح نهج البلاغة ، ج 1 ، ص 26 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 412 _

  وويلٌ لمن أبغضَكَ وكَذِبَ عليكَ ، فأمّا مَن أحبّكَ وصَدّقَ فيكَ فأُولئكَ جيرانُك في دارِك ، وشركاؤُك في جَنّتِك ، وأمّا من أبغضَكَ وكَذِبَ عليكَ فحقّ على اللّهِ أن يُوقفَه مَوقفَ الكذّابين (2) (3) .
  (2) فإنّ من أعظم الكذب الممقوت الكذب على حجج الله ، أو تكذيبهم في خلافتهم ووصايتهم وإمامتهم ولزوم محبّتهم .
  وموقف الكذّاب يوم الحساب هو النار والعذاب .
  قال عزّ إسمه ، ( وتَصِفُ ألسنتُهُم أنَّ لَهُمُ الحُسنى لا جَرَمَ أنَّ لهُمُ النارُ وأنَّهُم مُفرَطون ) (1) .
  وقال تعالى ، ( إنّما يَفتري الكَذِبَ الذّينَ لا يُؤمنُونَ بآياتِ اللّه ) (2) .
  وقال عزّ شأنه ، ( إنَّ اللّهَ لا يَهدي مَن هُوَ كاذبٌ كَفّار ) (3) .
  (3) الأمالي ، ص 181 ، المجلس السابع ، ح 5 ، المسلسل 303 .

-------------------------------
(1) سورة النحل ، الآية 62 .
(2) سورة النحل ، الآية 105 .
(3) سورة الزمر ، الآية 3 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 413 _

الوصيّة السابعة والستّون :
   نقلها الشيخ الطوسي في الأمالي :
  أمالي الشيخ الطوسي ، بالإسناد ، قال ، حدّثنا أبي ، قال ، حدّثنا سعد بن عبدالله ، قال ، حدّثنا أحمد بن [ محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عُمر اليماني ، عن أبي الطفيل ، عن ] محمّد بن علي الباقر ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال :
  قال رسولُ اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لأميرِ المؤمنين ( عليه السلام ) ، اكتُبْ ما اُملي عليكَ .
  قال ، يا نبيَّ اللّهِ أتخافُ عَليَّ النسيانَ ؟
   قال ، لستُ أخافُ عليكَ النسيانَ ، وقد دَعَوتُ اللّهَ لكَ يُحفِظُك ولا يُنسيك ، ولكن اكتبْ لشركائِك (1) .
  قلتُ ، ومَن شركائي يا نبيَّ اللّه ؟ قال ، الأئمّةُ من وُلدِك ، بهم تُسقى أُمّتي الغيثُ ، وبهم يُستجابُ دعاؤُهم ، وبهم يَصرفُ اللّهُ عنهُم البلاء ، وبهم تنزلُ الرحمةُ من السَّماءِ (2) ، وأومأ إلى الحسن ( عليه السلام ) وقال ، هذا أوُّلهم ، وأومأ إلى الحسين ( عليه السلام ) وقال ، الأئمّةُ من وُلدِه (3) .
  (1) وهذه وصيّته بكتابة أماليه ، حتّى تكون أمالي ووصايا النبي لوصيّه محفوظة مسجّلة لتصل يداً بيد إلى شركائه المقصودين أيضاً بهذه الأمالي والوصايا .
  (2) فهم وسائل الفيض الإلهي ، ووصائل الرحمة الربّانية ... بيمُنهم رُزق الورى وبوجودهم ثبتت الأرض والسماء .
  (3) الأمالي ، ص 441 ، المجلس الخامس عشر ، ح 46 ، المسلسل 989 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 414 _

الوصيّة الثامنة والستّون :
   نقلها الشيخ الطوسي في الأمالي :
  أمالي الشيخ الطوسي ، أخبرنا محمّد بن محمّد ، قال ، أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد ، قال ، حدّثني أبي ، قال ، حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أبي الجوزاء المنبّه بن عبيدالله ، عن الحسين بن علوان ، عن عمرو بن خالد ، عن زيد بن علي ، عن أبيه ، عن الحسين بن علي ، عن أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  يا علي ، إنّ الله ( تعالى ) أمَرني أن اتّخذَكَ أخاً ووصيّاً ، فأنتَ أخي ووَصيّي ، وخليفتي على أهلي في حياتي وبَعدَ موتي ، مَن تبعكَ فقد تَبعَني ، ومن تَخلّفَ عنكَ فقد تَخلّفَ عنّي ، ومن كَفَرَ بكَ فقد كَفَرَ بي ، ومن ظلَمكَ فقد ظلمني .
  يا علي ، أنتَ مِنّي وأنا منك .
  يا علي ، لولا أنتَ لما قُوتلَ أهلُ النهر .
  قال ، فقلتُ يا رسولَ اللّهِ ، ومن أهلُ النَّهر ؟ قال ، قومٌ يَمرُقونَ من الإسلامِ كما يمرُق السَّهمُ من الرَميّة (1) (2) .
  (1) وهم الخوارج المارقون الذين طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد ، وتَصنّعوا بلباس الورع للتزوير والخدع ... فقاتلهم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في واقعة النهروان ، وكان قد أخبر قال ( عليه السلام ) قبل مقاتلتهم ، انّه لم يسلم منهم عشرة ، ولا يُقتل من أصحابي

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 415 _

  عشرة ، فكان كما قال حيث فرّ من اُولئك تسعة وإستشهد من أصحابه تسعة وقد تقدّم في الوصيّة رقم 58 تظافر الدليل على كفر الخوارج وتحقّق بغيهم .
  وتلاحظ تفصيل البيان في البحار (1) .
  والنَهروان بفتح النون والراء بلد معروف بالعراق يبعد عن بغداد أربعة فراسخ (2) ، وهي كورة واسعة بين بغداد وواسط من الجانب الشرقي ... نهر مبتدؤه قرب تامّرا أو حلوان ، إن قلّ ماؤه عطش أهله وإن كثر غرقوا .
  وقال حمزة الاصبهاني ، يقبل من نواحي آذربايجان إلى جانب العراق واد جرّار فيسقي قرىً كثيرة ، ثمّ ينصب ما بقى منه في دجلة أسفل المدائن ، ولهذا النهر إسمان أحدهما فارسي ، والآخر سرياني ، فالفارسي ( جُوروان ) والسرياني ( تامّرا ) فعرّب الإسم الفارسي فقيل نهروان (3) .
  (2) الأمالي ، ص 200 ، المجلس السابع ، ح 43 ، المسلسل 341 .

-------------------------------
(1) بحار الأنوار ، ج 33 ، ص 343 / 404 ، ب 23 .
(2) مجمع البحرين ، ص 308 .
(3) معجم البلدان ، ج 5 ، ص 325 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 416 _

الوصيّة التاسعة والستّون :
   نقلها الشيخ الطوسي في الأمالي :
  أمالي الشيخ الطوسي ، أخبرنا محمّد بن محمّد ، قال ، أخبرنا محمّد بن إسماعيل ، قال ، حدّثنا محمّد بن الصلت ، قال ، حدّثنا أبو كُدينة ، عن عطاء ، عن سعيد بن جبير ، عن عبدالله بن العبّاس قال ، لمّا نزلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( إنّا أعطَيْناكَ الكَوْثَر ) قال له عليُّ بن أبي طالب ، ما هو الكوثر ، يا رسولَ اللّه ؟
  قال ، نهرٌ أكرمني اللّه به .
  قال علي ( عليه السلام ) ، إنّ هذا لنهرٌ شريفٌ ، فانَعتْهُ لنا يا رسولَ اللّه .
  قال ، نعم يا علي ، الكوثرُ نهرٌ يَجري تحتَ عَرشِ اللّهِ تعالى ، ماؤُهُ أشدُّ بياضاً من اللَّبنَ ، وأحلى من العَسل ، وأليَنُ من الزَّبَد ، حصاهُ الزَّبرجَدُ والياقُوتُ والمَرجانُ ، حشيشُه الزعفرانُ ، ترابُهُ المِسكُ الأذْفَر (1) ، قواعدُهُ تحتَ عرشِ اللّه عزّ و جلّ (2) .
  (1) أي الخالص الجيّد ذكي الرائحة .
  (2) وتلاحظ وصف الكوثر أيضاً في حديث مسمع كردين عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) جاء فيه :
  ( ... يامسمع من شرب منه شربةً لم يظمأ بعدها أبداً ، ولم يشْقَ بعدها أبداً ، وهو في برد الكافور ، وريح المسك ، وطعم الزنجبيل ، أحلى من العسل ، وألين من الزبد ، وأصفى من الدمع ، وأذكى من العنبر ، يخرج من تسنيم ، ويمرّ بأنهار الجنان تجري .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 417 _

  ثُمّ ضَرَبَ رسولُ اللّهُ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يدَهُ على جَنْبِ أميرِ المؤمنين ( عليه السلام ) وقال :
  يا علي ، إنّ هذا النهرُ لي ولكَ ولمحبّيكَ مِن بَعدي (3) (4) .
  على رضراض الدرّ والياقوت .
  فيه من القدحان أكثر من عدد النجوم ، يوجد ريحه من مسيرة ألف عام ، قدحانه من الذهب والفضّة وألوان الجوهر ، يفوح من وجه الشارب منه كلّ فائحة ، يقول الشارب منه ليتني تُركت هيهنا لا أبغي بهذا بدلا ، ولا عنه تحويلا .
  أما إنّك ياكردين ممّن تُروى منه ، وما من عين بكت لنا إلاّ نعمت بالنظر إلى الكوثر ، وسقيت منه .
  من أحبّنا فانّ الشارب منه [ فانّ الشارب منه ممّن أحبّنا خل ] ليُعطى من اللذّة والطعم والشهوة له أكثر ممّن يُعطاه من هو دونه في حبّنا .
  وانّ على الكوثر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وفي يده عصا من عوسج ، يحطّم بها أعداءنا فيقول الرجل منهم ، إنّي أشهد الشهادتين فيقول ، إنطلق إلى إمامك فلان ، فاسأله أن يشفع لك ، فيقول ، يتبرّأ منّي إمامي الذي تذكره ... ) (1) .
  (3) فيرتوون منه يوم الظمأ الأكبر ، ويلتذّون به اللذّة الكبرى .
  (4) الأمالي ، ص 69 ، المجلس الثالث ، ح 11 ، المسلسل 102 .

-------------------------------
(1) بحار الأنوار ، ج 44 ، ص 290 ، ب 24 ، ح 31 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 418 _

الوصيّة السبعون :
   نقلها الشيخ الطوسي في الأمالي :
  أمالي الشيخ الطوسي ، أخبرنا محمّد بن محمّد ، قال ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي ، قال ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني ، قال ، أخبرني عمر بن أسلم ، قال ، حدّثنا سعيد بن يوسف البصري ، عن خالد بن عبد الرحمن المدائني ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبي ذرّ الغفاري ( رحمه الله ) قال ، رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقد ضرب كتف علي بن أبي طالب بيده وقال :
  يا علي ، من أحبَّنا فهُو العَرَبي ، ومَن أبغضَنا فهو العِلْج (1) ، شيعتُنا أهلُ البيوتاتِ والمعادنِ والشَّرفِ (2) ، ومن كان مولدُه صحيحاً .
  وما على ملّةِ إبراهيمَ إلاّ نحنُ وشيعتُنا ، وسائرُ النّاسِ منها بُراء .
  إنَّ للّهِ ملائكةٌ يَهدمُون سيّئاتِ شيعتِنا (3) كما يَهدمُ القومُ البنيان (4) (5) .
  (1) العِلج بكسر العين وسكون اللام وجمعه علوج وأعلاج ، هو الكافر من الأعاجم يعني غير العرب .
  (2) فالشيعي يكون جوهرةً أصيلة شريفة له أصل ثابت ومنبتٌ طاهر .
  (3) فإنّ حسناتهم يذهبن بالسيّئات ، والله غفور رحيم .
  (4) في الفضائل ، ( كما يهدم القَدوم البنيان ) والقَدوم هو الفأس .
  (5) الأمالي ، ص 190 ، المجلس السابع ، ح 24 ، المسلسل 322 ، وجاء في فضائل الشيعة ، ص 10 ، ح 9 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 419 _

الوصيّة الواحدة والسبعون :
   نقلها الشيخ الطوسي في الأمالي :
  أمالي الشيخ الطوسي ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، قال ، حدّثنا يحيى بن علي بن عبدالجبّار السدوسي ... قال ، حدّثني عمّي محمّد بن عبدالجبّار ، قال ، حدّثنا حمّاد بن عيسى ، عن عمر بن اُذينة ، عن عبد الرحمن بن اُذينة العبدي ، عن أبيه وأبان مولاهم ، عن أنس بن مالك قال ، رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوماً مُقبلا على علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وهو يقرأ هذه ، ( ومِنَ اللَّيلِ فَتَهجَّدْ بِهِ نافِلةً لكَ عَسى أنْ يَبْعثَكَ ربُّكَ مَقاماً مَحمُوداً ) (1) .
  فقال ، يا علي ، إنّ ربّي عزّوجلّ مَلّكني الشفاعةَ في أهلِ التوحيدِ من اُمَّتي ، وحَظَر (2) ذلك عَمَّنْ ناصَبَك (3) وناصَبَ وُلدَكَ من بَعدي [ بعدك ] (4) .
  (1) سورة الإسراء ، الآية 79 .
  (2) الحظر ، المنع ، والمحظور هو المحرّم .
  (3) من النُصب وهي المعاداة ، يقال ، نصبتُ لفلان إذا عاديته ، ومنه الناصب وهو الذي يتظاهر بعداوة أهل البيت ( عليهم السلام ) أو مواليهم لأجل متابعتهم لأهل البيت ( عليهم السلام ) (1) .
  (4) الأمالي ، ص 455 ، المجلس السادس عشر ، ح 23 ، المسلسل 1017 .

-------------------------------
(1) مجمع البحرين ، ص 139 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 420 _

الوصيّة الثانية والسبعون :
   نقلها الشيخ الطوسي في الأمالي :
  أمالي الشيخ الطوسي ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل محمّد بن عبدالله الشيباني قال ، حدّثنا محمّد بن علي بن شاذان ... قال ، حدّثنا الحسن بن محمّد بن عبدالله الواحد ، قال ، حدّثنا حسن بن حسين العرني ، قال ، حدّثنا يحيى بن يعلى الأسلمي ، عن عمر بن موسى يعني الوجيهي ، عن زيد بن علي ، عن آبائه ، عن علي ( عليه السلام ) عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال له :
  يا علي ، أَما إنَّكَ المُبتلى (1) والمُبتلى بِكَ (2) أما إِنّكَ الهادي مَن اتّبعَكَ ، ومَنْ خالَفَ طريقتَكَ فَقَد ضَلَّ إلى يومِ القيامَة (3) .
  (1) فإنّه ( عليه السلام ) ابتُلي بالناس وتحمّل غاية الأذى في سبيل هدايتهم لإرشادهم .
  (2) أي أنّه ( عليه السلام ) امتُحن به الناس فمن أتاه نجى ، ومن تخلّف عنه هلك ، فهو الباب الممتحن به الناس كباب حطّة بني إسرائيل .
  وقد وردت الأحاديث المتظافرة في أنّ علياً باب حطّة من دخله كان مؤمناً ومن خرج عنه كان كافراً كما تلاحظه في أحد عشر حديثاً من طرق العامّة مضافاً إلى الخاصّة جاءت في إحقاق الحقّ (1) .
  (3) الأمالي ، ص 499 ، المجلس الثامن عشر ، ح 1 ، المسلسل 1094 .

-------------------------------
(1) إحقاق الحقّ ، ج 7 ، ص 143 ، ب 187 ، الأحاديث .