دخل علينا رسولُ اللّهِ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وفاطمةُ ( عليها السلام ) جالسةٌ عند القِدْرِ وأنا أُنقِّي العَدَس
.
قال ، يا أبا الحسن قُلتُ ، لَبّيكَ يا رسولَ اللّه ، قال ، إسمَعْ منّي ، وما أقولُ إلاّ ما أمَر ربّي ، ما مِن رجل يُعينُ امرأتَه في بيتِها إلاّ كانَ لهُ بكلِّ شَعْرة على بدنِه عبادةُ سنَة ، صيامُ نهارِها وقيامُ ليلِها ، وأعطاهُ اللّهُ من الثَّوابِ ما أعطاهُ اللّهُ [ الصابرينَ و ] داودَ النبيّ ويعقوبَ وعيسى ( عليهم السلام ) .
(1) إعانةً لسيّدة النساء سلام الله عليها ، وهي غاية الكرامة والرفعة لما في إعانة المؤمن من الفضل والثواب كما تلاحظه في أحاديث العِشْرة (1) ، فكيف إذا كان من يعينه زوجةً له ، وكيف إذا كانت تلك الزوجة صدّيقة معصومة رضاها رضا الله تعالى ، فهي خدمة لله تعالى ، وذلك من أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الذي يكون فعله درساً للمؤمنين بل لكافّة الناس أجمعين .
وهذه الخدمة من وسائل سعادة الاُسرة ، وتماسك العائلة ، وحسن المعاشرة فحبّذا لو كانت قدوة واُسوة .
يا علي ، مَن كانَ في خِدمةِ العيالِ في البيتِ ولم يأنَفْ (2) كتبَ اللّهُ تعالى إسمَه في ديوانِ الشّهداءِ ، وكتبَ اللّهُ لهُ بكلِّ يوم وليلة ثوابَ ألفِ شهيد ، وكتب لهُ بكلِّ قَدَم ثوابَ حجّة وعُمرة ، وأعطاهُ اللّهُ تعالى بكلِّ عِرق في جسدِه مدينةً في الجنّةِ .
يا علي ، ساعةٌ في خدمةِ العيالِ خيرٌ مِن عِبادةِ ألفِ سنة ، وألفِ حجّة ، وألفِ عُمرة ، وخيرٌ من عتقِ ألفِ رقَبَة ، وألفِ غَزوْة ، وألفِ مريض عادَهُ (3) ، وألفِ جُمعة (4) ، وألفِ جَنازة ، وألفِ جائع يُشبِعُهم ، وألفِ عار يكسُوهم ، وألفِ فَرَس يوجّهها في سبيلِ اللّهِ ، وخيرٌ لهُ من ألفِ دينار يَتصدَّقُ على المساكينِ ، وخيرٌ لهُ من أن يقرأَ التَّوراةَ والإنجيلَ والزبورَ والفرقانَ ، ومن ألفِ أسير أُسرَ فأعتَقَهم (5) ، وخيرٌ لهُ من ألفِ بَدَنة (6) يعطي للمساكين .
(2) أي لم يستنكف ولم يستكبر ، يقال ، أَنِفَ من الشيء أي استنكف منه وهو الإستكبار .
فلا وجه للإستكبار عن خدمة العيال والزوجة فإنّها مثل الزوج في الإيمان والإنسانية ، وكلّنا من آدم ( عليه السلام ) وآدم من تراب ، مضافاً إلى أنّها محسنةٌ إلى الزوج في خدمات البيت ، وهل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان .
(3) أي خير له من عيادة ألف مريض .
(4) أي خير له من حضور ألف صلاة جمعة .
(5) في المستدرك ، ( ومن ألف أسير إشتراها فأعتقها ) .
(6) البدنة هي الإبل تطلق على الجمل والناقة ، سمّيت بذلك لعظم بدنها وسمنها ، وعن بعض المحقّقين في تعريفه ، ما له خمس سنين ودخل في السادسة
(1) .
-------------------------------
(1) مجمع البحرين ، ص 549 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 469 _
ولا يَخرُجُ من الدّنيا حتّى يَرى مكانَه مِن الجَنّةِ (7) .
يا علي ، مَن لم يأنَفْ من خدمةِ العيالِ دخَل الجنَّةَ بغيرِ حساب (8) .
يا علي ، خدمةُ العيالِ كفّارةٌ للكبائِرِ ، وتُطفيءُ غضبَ الرَّبِّ ، ومهوُر الحورِ العينِ (9) ، وتزيدُ في الحسناتِ والدَّرَجاتِ .
يا علي ، لا يخدمُ العيالَ إلاّ صدّيقٌ أو شهيدٌ أو رجلٌ يريدُ اللّهُ بهِ خَير الدُّنيا والآخرةِ (10) .
(7) ففي حديث العياشي عن عبدالرحيم قال ، قال أبو جعفر ( عليه السلام ) ، أما أحدكم حين تبلغ نفسه هاهنا ، ينزل عليه ملك الموت فيقول له :
أما ما كنت ترجو فقد اُعطيته ، وأمّا ما كنت تخافه فقد أمنت منه ، ويُفتح له باب إلى منزله في الجنّة ويقال له ، اُنظر إلى مسكنك من الجنّة ، وانظر هذا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعلي والحسن والحسين ( عليهم السلام ) رفقاؤك وهو قول الله عزّوجلّ ، ( الّذينَ آمَنوُا وكانُوا يتّقُونَ لهُم البُشرى في الحَياةِ الدُّنيا وفي الآخِرةِ )
(1) .
(8) وهذا منتهى الفضل والثواب في تيسير دخول الجنّة بلا حساب ، كما يسَّر هو لزوجته في بيته الحياة الخالية عن الأتعاب .
(9) فيزوّجه الله تعالى لخدمته أهله من الحور العين ، وتكون خدمته في الحقيقة مهور تلك الحور .
(10) جامع الأخبار ، ص 275 ، الفصل 59 ، الحديث 1 ، المسلسل 751 .
ومنه بحار الأنوار ، ج 104 ، ص 132 ، ب 6 ، ح 1 ، والمستدرك ، ج 13 ، ص 48 ، ب 17 ، ح 2 ، المسلسل 14706 .
-------------------------------
(1) سورة يونس الآية 64 ، تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 124 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 470 _
الوصيّة المائة والسادسة :
نقلها المحدّث السبزواري في جامع الأخبار :
جامع الأخبار ، قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) في وصيّته :
يا علي ، إنَّ العبدَ المسلم إذا أتى عليهِ أربعُونَ سنة أَذْهَبَ اللّهُ عنه البلاءَ والجُنونَ والجُذامَ والبَرصَ ، وإذا أتى عليهِ خمسونَ سنة أحبّهُ أهلُ السَّمواتِ السبعِ ، وإذا أتى عليه ستّونَ سنة كتَب اللّهُ حسناتِه ومحى عنهُ سيّئاتِه ، وإذا أتى عليهِ سبعونَ سنة غَفَر لهُ ما مضى من ذنوبه ، وإذا أتى عليه ثمانونَ سنة شفَّعهُ اللّهُ يومَ القيامةِ في جميع أهل بيته ، وإذا أتى عليه تسعون سنة كتبَ اللّهُ إسمَه عندَ أهلِ السّماءِ أسيرُ اللّهِ في الأرض (1) (2) .
(1) فيكون مورد اللطف والرفق الأكثر كلّما صار في العمر أكبر ، إجلالا لعبوديته وإسلامه وشيخوخته .
(2) جامع الأخبار ، ص 329 ، الفصل السادس والسبعون ، ح 3 ، المسلسل 923 ، ونقله في الهامش عن الكافي ، ج 8 ، ص 107 ، ح 83 ، والخصال ، ص 546 ، ح 25 ، ومجمع البيان ، ج 5 ، ص 511 ، ومشكاة الأنوار ، ج 169. وأمالي ابن الشجري ، ج 2 ، ص 242 ، بتفاوت في المصادر .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 471 _
الوصيّة المائة والسابعة :
نقلها المحدّث السبزواري في جامع الأخبار :
جامع الأخبار ، [ قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ] :
يا علي ، إنَّ أخبثَ الناسِ سرقةً من يَسرَقُ من صلاتِه .
فقال علي ( عليه السلام ) ، فكيف ذلكَ يا رسولَ اللّه ؟
قال ، الذي لا يُتمُّ ركوعَه ولا سجودَه فهو سارقُ صلاتِه ، مَمْحُوقٌ عندَ اللّهِ في دينِه (1) (2) .
(1) محق الدين هلاكه وفناؤه ، ويقال ، مَحَقَهُ محقاً أي نقصه وأذهب عنه البركة ، والمحقّ ذهاب الشيء حتّى لا يُرى له أثر
(1) فيلزم إتمام الركوع والسجود ، وإتيانهما كاملين بدون نقص ، وإلاّ كان سرقة من الصلاة ، وهي تمحق دين الإنسان وتنقصه وتفنيه .
(2) جامع الأخبار ، ص 187 ، الفصل الرابع والثلاثون ، ح 13 ، المسلسل 465 ، ونقله في الهامش عن الغايات ، ص 86 ، والكبائر ، ص 26 ، والترغيب والترهيب ، ج 1 ، ص 335 ، ح 3 .
-------------------------------
(1) مجمع البحرين ، ص 445 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 472 _
الوصيّة المائة والثمانية :
نقلها المحدّث السبزواري في جامع الأخبار :
جامع الأخبار ، روى جابر بن عبدالله الأنصاري قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( في حديث طويل ) جاء فيه :
يا علي ، إنَّ محبّيكَ يكونونَ على مَنابرَ من نور ، مُبْيضَّةً وُجوهُهم ، أشفعُ لهم ، ويكونونَ في الجنَّةِ جيراني (1) (2) .
(1) كما تلاحظه في دعاء الندبة الشريفة ، ووردت في أحاديث أعلام القوم أيضاً كالترمذي والهيثمي والقندوزي والخوارزمي والمنّاوي والسيوطي كما تلاحظ نقلها في إحقاق الحقّ
(1) وهذه غاية رفعة الدرجة ، وعظيم المنزلة في مجاورة الرسول (ص) ، والإحتفاف بهالة النور .
ولا عجب في تلك فانّ حبّ علي إيمان ، ومُكافئة للجنان ، وأمان من النيران. ولاحظ أحاديث فضل حبّه مجموعة في السفينة
(2) .
(2) جامع الأخبار ، ص 513 ، الفصل الحادي والأربعون والمائة ، ح 51 ، المسلسل 1440 ، ونقل نحوه في الهامش عن المناقب لابن شهر آشوب ، ج 3 ، ص 232 .
-------------------------------
(1) إحقاق الحقّ ، ج 7 ، ص 321 ، ب 253 ، الأحاديث .
(2) سفينة البحار ، ج 2 ، ص 18 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 473 _
الوصيّة المائة والتاسعة :
نقلها المحدّث السبزواري في جامع الأخبار :
جامع الأخبار ، قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في الوصية :
يا علي ، مَن خافَ النّاسُ لسانَه فهو مِن أهلِ النّار (1) (2) .
(1) حيث يكون هذا الشخص الذي يخافه الناس مؤذياً وضارّاً وعاصياً بلسانه .
ومن المعلوم أنّ كثيراً من المعاصي تتحقّق بواسطة اللسان ، فإنّه يُسفك به الدم ، وينتهب به المال ، وتنتهك به الحرمات ، فيكون موجباً لدخول النار وحمل الأوزار .
فيُذم من كان لسانه لسان شرّ يخاف منه الناس ويلزم الختم عليه وإمساكه حتّى يأمنه الناس ، وإلاّ كان أشدّ الأعضاء عقوبةً يوم القيامة .
وما أحلى كلمة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بقوله ، ( اللسان سَبُعٌ إن خُلّيَ عنه عَقَر )
(1) .
(2) جامع الأخبار ، ص 248 ، الفصل الثاني والخمسون ، ح 10 ، المسلسل 637 ، ونقله في الهامش عن الفقيه ، ج 4 ، ص 254 ، ح 821 ، وتنبيه الخواطر ، ج 2 ، ص 154 ، ومكارم الأخلاق ، ص 432 .
-------------------------------
(1) نهج البلاغة ، كلمة الحكمة 60 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 474 _
الوصيّة المائة والعشرة :
نقلها المحدّث السبزواري في جامع الأخبار :
جامع الأخبار ، [ قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ] :
يا علي ، أكرِمِ الجارَ ولو كانَ كافراً ، وأكرمِ الضّيفَ ولو كان كافراً ، وأطِعِ الوالدينَ وإنْ كانا كافرَيْن ، ولا تَرُدّ السّائلَ وإنْ كانَ كافراً (1) (2) .
(1) ممّا يستفاد أنّ نفس عنوان الجوار ، والضيافة ، والاُبوّة ، والاُمومة ، والسؤال بمجرّدها مستدعية للإكرام وعدم الجفاء ، حتّى لو تحقّقت هذه العناوين في أفراد غير مسلمين وإطاعة الوالدين ، وإكرام الجار والضيف والسائل من الفضيلة الإسلامية ، والمكارم الأخلاقية ، التي نُدب إليها بتأكيد في شريعتنا المقدّسة .
(2) جامع الأخبار ، ص 214 ، الفصل الأربعون ، ح 10 ، المسلسل 528 ، ونقله في الهامش عن تنبيه الخواطر ، ج 2 ، ص 121 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 475 _
الوصيّة المائة والحادية عشرة :
نقلها المحدّث السبزواري في جامع الأخبار :
جامع الأخبار ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
يا علي ، رِضا اللّهِ كُلُّهُ في رِضا الوالدين ، وسَخَطُ اللّهِ في سَخَطِهما (1) (2) .
(1) فإنّه قد دلّ النقل والعقل والكتاب والسنّة على لزوم الإحسان إلى الوالدين ، وبرّهما ، وتحصيل رضاهما وعدم عقوقهما أو إيذائهما ، أو الإساءة إليهما ، وحيث كان في رضاهما رضا الله تعالى كان تحصيله نعمة كبرى ، لأنّ رضا الله هي الغاية القصوى ، وسبيل الدرجات العُلى ، وتلاحظ مفصّل الأدلّة في التأكيد على برّ الوالدين ، وعدم الرخصة من ترك برّهما ، ولزوم تحصيل رضاهما ، وعدم جواز عقوقهما وبغضهما حتّى إذا كان الأبوان ظالمين للولد فكيف إذا كانا بارّين في باب العِشرة
(1) .
(2) جامع الأخبار ، ص 214 ، الفصل الأربعون ، ح 5 ، المسلسل 523 ، ونقله في الهامش عن روضة الواعظين ، ج 2 ، ص 368 .
-------------------------------
(1) بحار الأنوار ، ج 74 ، ص 22 / 86 ، ب 2 ، الأحاديث المائة والواحد .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 476 _
الوصيّة المائة والثانية عشرة :
نقلها المحدّث السبزواري في جامع الأخبار :
جامع الأخبار ، أوصى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) :
يا علي ، ولا تَسكن الرُّستاق (1) فإنَّ شيوخَهم جَهَلَة ، وشبّانَهم عَرَمَة (2) ، ونسوانَهم كَشَفَة ، والعالمُ بينَهم كالجيفةِ بينَ الكلابِ (3) (4) .
(1) الرُستاق بضمّ الراء ، هي القرية ، وجمعه رساتيق ، وهو فارسي معرّب ، وأصله في الفارسية ، الرُسداق والرُزداق بمعنى البيوت المجتمعة ، كما ذكره في المعرّب وهامشه
(1) .
وعن بعضهم ، الرستاق مولّد ، وصوابه رزداق
(2) .
(2) عَرَمة ، جمع عارم ، وهو الإنسان الشَرِسْ يعني ، سييء الخُلُق .
(3) من حيث تهارشهم عليه ، وإزدحامهم له مع عدم إعتنائهم ، وضياع العالِم بينهم ، فتكون السكنى بينهم بلاءً للعالِم .
نعم يلزم على العالِم السفر إليهم لتعليمهم معالم دينهم ، لكن بدون أن يتّخذ الرستاق مسكناً .
وقد نقل في جامع الأخبار بعد هذه الوصيّة الشريفة أخباراً عن الرستاق فقال
-------------------------------
(1) المعرّب للجواليقي ، ص 206 .
(2) مجمع البحرين ، ص 431 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 477 _
في ذلك :
روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال ، من لم يتورّع في دين الله تعالى إبتلاه الله تعالى بثلاث خصال ، إمّا أنْ يميته شابّاً ، أو يوقعه في خدمة السلطان ، أو يسكنه في الرساتيق. وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ستّة يدخلون النار قبل الحساب بستّة ـ أي بستّة أسباب ـ قيل ، من هم يا رسول الله ؟ قال ، الاُمراء بالجور ، والعرب بالعصبية ، والدهاقين بالكبر ، والتجّار بالخيانة ، وأهل الرساتيق بالجهالة ، والعلماء بالحسد .
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، من ترستق شهراً يمحق دهراً .
(4) جامع الأخبار ، ص 391 ، الفصل المائة ، ح 2 ، المسلسل 1091 ، وعنه بحار الأنوار ، ج 76 ، ص 156 ، ب 27 ، ح 1 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 478 _
الوصيّة المائة والثالثة عشرة :
نقلها المحدّث السبزواري في جامع الأخبار :
جامع الأخبار ، كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا دخل المسجد (1) يضع رجله اليمنى ويقول ، بسمِ اللّهِ ، وعلى اللّهِ توكّلتُ ، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلاّ باللّهِ ، وإذا خرج يضع رجله اليسرى ويقول ، بسمِ اللّهِ ، أعوذُ باللّهِ من الشيطان الرجيم. ثمَّ قال :
يا علي ، مَن دخلَ المسجدَ وقال كما قلتُ تَقبَّلَ اللّهُ [ صلاتَه ] ، وكتبَ لهُ بكلِّ ركعة صلاّها فضلُ مائةِ ركعة .
فإذا خرَج وقال مثلَ ما قلتُ غفرَ اللّهُ لهُ الذنوبَ ، ورفعَ لهُ بكلِّ قَدَم درجةً ، وكتَب اللّهُ لهُ بكلِّ قَدَم مائةَ حَسَنة (2) (3) .
(1) في المستدرك ، ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، إذا دخل المسجد أحدكم يضع ... ) .
(2) وقد اُمرنا أيضاً بالصلاة على النبي وآله صلوات الله عليهم عند الدخول إلى المسجد والخروج منه ، مع ما هناك من الآداب وما فيه الفضل والثواب ممّا تلاحظه مفصّلا في بابه الخاص المشتمل على ثمانية وتسعين حديثاً
(1) .
وتلاحظ أحكام المساجد في أحاديث أبواب أحكام المساجد
(2) .
(3) جامع الأخبار للسبزواري ، ص 175 ، الفصل الثاني والثلاثون ، ح 3 ، المسلسل 417 ، وعنه البحار ، ج 84 ، ص 26 ، ب 31 ، ح 19 .
-------------------------------
(1) بحار الأنوار ، ج 83 ، ص 339 ، ب 8 ، الأحاديث .
(2) وسائل الشيعة ، ج 3 ، ص 477 ، أبواب أحكام المساجد المشتملة على سبعين باباً .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 479 _
الوصيّة المائة والأربعة عشرة :
نقلها المحدّث السبزواري في جامع الأخبار :
جامع الأخبار ، قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
يا علي ، إذا توضّأتَ فقُل ، بسم اللّهِ ، اللّهمَّ إنّي أسألُكَ تَمامَ الوضوءِ ، وتَمامَ الصّلاةِ ، وتَمامَ رضوانِك ، وتَمامَ مغفرتِك ، فهذا تَمامُ الوُضوء (1) (2) .
(1) في بعض النسخ وكذا في المستدرك ( فهذا زكاة الوضوء ) أي يوجب تزكية الوضوء ونماءه ، وامّا التمام فهو بمعنى ما يوجب كمال الوضوء ويكون مكمّلا له ، فانّ هذا الدعاء سؤال التمامية للوضوء وما يشترط به وهي الصلاة ، مع رضوان الله تعالى ومغفرته .
(2) جامع الأخبار للسبزواري ، ص 165 ، الفصل التاسع والعشرون ، ح 8 ، المسلسل 394 ، وعنه المستدرك ، ج 1 ، ص 322 ، ب 24 ، ح 9 ، المسلسل 727 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 480 _
الوصيّة المائة والخمسة عشرة :
نقلها المحدّث السبزواري في جامع الأخبار :
جامع الأخبار ، قال النبيُّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
يا علي ، إنَّ في جهنَّمَ رَحى من حَديد تُطحنُ بها رؤوسُ القرّاءِ والعلماءِ المُجرمين (1) (2) .
(1) فإنّه إذا كان العالم مجرماً وتاركاً للعمل بعلمه كان علمه وَبالا عليه ، وكانت الحجّة عليه أتمّ ، وعقابه أعظم وكذا قارىء القرآن إذا فجر وفسق مع تلاوته ومعرفته بالقرآن ، فربّ تال للقرآن والقرآن يلعنه .
وقد ورد من طريق الفريقين الأمر بقراءة القرآن بلحون العرب وترك ألحان أهل الفسوق .
ففي الكافي لثقة الإسلام الكليني
(1) ، وكذا في ربيع الأبرار للزمخشري
(2) حديث حذيفة بن اليمان قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ( اقرأوا القرآن بلحون العرب وأصواتها ، وإيّاكم ولحون أهل الفسق ، وأهل الكبائر ، وسيجيىء قوم من بعدي يرجّعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح ، لا يجاوز حناجرهم ، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم ) .
-------------------------------
(1) اُصول الكافي ، ج 2 ، ص 450 ، ح 3 .
(2) ربيع الأبرار ، ج 3 ، ص 555 .