فإنَّ اللّهَ ( تعالى ) بَارَكَ لاُمّتي في بُكورِها (3) (4) .
(3) أي الصباح المبكّر ، والبُكرة هو وقت الغداة بورك فيها لاُمّة الرسول (ص) الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في أعمالها بهذا الوقت .
والبركة زيادة الخير والنفع والكرم .
قال الشيخ الطريحي ، ( في الدعاء ، وأنزل عليَّ من بركاتك أي من خيرك وكرمك ... وبارك على محمّد أي أثبت له وأدم ما أعطيته من التشريف والكرامة )
.
(4) الأمالي ، ص 136 ، المجلس الخامس ، ح 33 ، المسلسل 220 .
الوصيّة الرابعة والسبعون :
نقلها الشيخ الطوسي في الأمالي :
الأمالي للشيخ الطوسي ، وبالإسناد قال ، حدّثنا محمّد بن بكران النقّاش ، عن أحمد بن محمّد الهمداني مولى بني هاشم ، قال ، حدّثني عبيد بن حمدون الرواسي ، قال ، حدّثنا الحسين بن النضر ، عن أبيه ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر الباقر ، عن علي بن الحسين ، عن الحسين بن علي عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال ، فشَكوتُ إلى رسولِ اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دَيْناً كانَ عليّ (1) فقال :
يا علي ، قل ( اللّهمَّ اغنِني بِحلاَلِكَ عَنْ حَرامِكَ وبفَضْلِكَ عَمَّنْ سِواك ) فلو كان عليكَ مِثلُ صُبَير (2) دَيْناً قَضاهُ اللّهُ عَنك (3) .
(1) فرسول الله هو أخوه بل نفسه ، مضافاً إلى كونه رسول الله إليه ، فيكون ملاذه ومورد شكوته ولذلك حسن أن يشكو إليه دَينه .
(2) جاء في آخر الحديث ، وصبير جبلٌ باليمن ليس باليمن جبل أجلّ ولا أعظم منه .
وفي المعجم ضبطه ، صَبِر على وزن كَتِف ، وقال ، إنّه إسم الجبل الشامخ العظيم المُطلّ على قلعةِ ( تعزّ ) فيه عدّة حصون وقرى باليمن
(1) .
(3) الأمالي ، ص 430 ، المجلس الخامس عشر ، ح 20 ، المسلسل 963. وجاء في أمالي الشيخ الصدوق ، ص 317 ، المجلس الحادي والستّون ، ح 10 .
-------------------------------
(1) معجم البلدان ، ج 3 ، ص 392 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 424 _
الوصيّة الخامسة والسبعون :
نقلها الشيخ الطوسي في الأمالي :
أمالي الشيخ الطوسي ، وبالإسناد قال ، حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل قال ، حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري ، قال ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن ابن محبوب ، عن مقاتل بن سليمان ، عن أبي عبدالله الصادق ( عليه السلام ) في حديث تسليم كتاب وصيّة الأنبياء ، يداً بيد من آدم إلى النبيّ الخاتم ثمّ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
يا علي ، وأنتَ تدفعُها إلى وَصيِّك ، ويدفعُها وصيُّكَ إلى أوصيائِكَ من وُلْدِكَ واحداً بعدَ واحد ، حَتّى تُدفَع إلى خَيرِ أهلِ الأرضِ بَعدَك (1) .
ولتكفُرَنَّ بِكَ الاُمّةُ ، ولتَخْتلِفَنَّ عليكَ إختلافاً شديداً ، الثابتُ عليكَ كالمقيمِ معي ، والشاذُّ عنكَ في النّارِ (2) ، والنّارُ مَثوى الكافرين (3) .
(1) وهو بقيّة الله ، وخاتم الأوصياء ، الإمام المهدي المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف .
(2) أي أنّ المنفرد المعتزل عنك ، والذي لم يتبع أمرك وحكمك هو في النار ، يقال ، شذّ عنه يشذّ شذوذاً ، إنفرد عنه
(1) .
(3) الأمالي ، ص 442 ، المجلس الخامس عشر ، ح 48 ، المسلسل 991، وجاء في أمالي الشيخ الصدوق ، ص 329 ، المجلس الثالث والستّون ، ح 3 .
-------------------------------
(1) مجمع البحرين ، ص 234 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 425 _
الوصيّة السادسة والسبعون :
نقلها الشيخ الطوسي في الأمالي :
الأمالي للشيخ الطوسي ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت ، عن أحمد بن محمّد ، قال ، حدّثنا الحسن بن علي بن عفّان ، قال ، حدّثنا عبدالعزيز بن الخطّاب ، قال ، حدّثنا ناصح ، عن زكريا ، عن أنس قال ، إتّكأ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على علي ( عليه السلام ) فقال :
يا علي ، أما تَرضى أن تكونَ أخي وأكونَ أخاكَ ، وتكونَ وَليّي وَوصيّي ووارثي ؟
تَدخلُ رابعُ أربعة الجَنَّةَ ، أنا وأنتَ والحسنُ والحسينُ ، وذريّتُنا خَلفَ ظُهورِنا ، ومَنْ تبعنا مِن اُمّتِنا عن أَيمانِهم وشمائِلِهم (1) .
قال ، بلى يا رسولَ اللّه (2) .
(1) فيفوز أتباعهم بالشرف الأسمى ، والسعادة العظمى ، وهي مرافقة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في دخول الجنّة وبشائر فوز شيعتهم بالجنّة متظافرة بين الفريقين كما تلاحظه في غاية المرامر
(1) .
(2) الأمالي ، ص 332 ، المجلس الثاني عشر ، الحديث 6 ، المسلسل 666 .
-------------------------------
(1) غاية المرام ، ص 578 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 426 _
الوصيّة السابعة والسبعون :
نقلها الشيخ الطوسي في الأمالي :
أمالي الشيخ الطوسي ، أبو محمّد الفحّام ، قال ، حدّثني المنصوري قال ، حدّثني عمّ أبي أبو موسى ... قال ، حدّثني الإمام علي بن محمّد ، قال ، حدّثني أبي محمّد بن علي ، قال ، حدّثني أبي علي بن موسى الرضا ، قال ، حدّثني أبي موسى بن جعفر ، قال ، حدّثني أبي جعفر بن محمّد ، قال ، حدّثني أبي محمّد بن علي ، حدّثني أبي علي ابن الحسين قال ، حدّثني أبي الحسين بن علي قال ، حدّثني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) قال ، قال لي النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
يا علي ، خَلقَني اللّهُ تعالى وأنتَ من نُورِ اللّهِ حينَ خَلقَ آدَمَ ، وأفْرَغَ ذلكَ النُّورَ في صُلبِهِ ، فافضى به إِلى عبدِالمطّلب ، ثُمَّ افترقا مِن عبدِالمطّلبِ ، أنا في عبدِاللّهِ وأنتَ في أبي طالب (1) ، لا تَصلحُ النبوّةَ إلاّ لي ، ولا تَصلَحُ الوصيّةُ إلاّ لَكَ ، فمَنْ جَحَد وَصيّتَكَ جَحَدَ نُبوّتي ، ومَن جَحَدَ نُبوّتي أكبَّهُ اللّهُ على منخرَيهِ في النّارِ (2) (3) .
(1) وهذه الخلقة النورية من مسلّمات أحاديث الفريقين ، وقد أحصى أحاديث العامّة بذلك السيّد القاضي نور الله التستري في تسعة وثلاثين حديثاً فلاحظ
(1) .
(2) أي على وجهه ، والمنخران ثقبا الأنف .
(3) الأمالي ، ص 294 ، المجلس الحادي عشر ، ح 24 ، المسلسل 577 .
-------------------------------
(1) إحقاق الحقّ ، ج 5 ، ص 242 ، ب 3 ، وقد بيّنا الأحاديث المتظافرة بذلك في كتابنا شرح زيارة الجامعة الشريفة تحت فقرة ( خلقكم الله أنواراً فجعلكم بعرشه محدقين ) .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 427 _
الوصيّة الثامنة والسبعون :
نقلها الشيخ الطوسي في الأمالي :
أمالي الشيخ الطوسي ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، قال ، حدّثنا رجاء بن يحيى أبو الحسين العبرتائي ، قال ، حدّثنا يعقوب بن يزيد الأنباري كاتب المنتصر ، قال ، حدّثني زياد بن مروان القندي ، عن جرّاح بن مليح أبي وكيع ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن الحارث الهمداني ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال ، قالَ رسولُ الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
يا علي ، ما مِنْ عَبد إلاّ ولَهُ جَوّانيٌّ وبَرّانيّ (1) ـ يعني سريرةٌ وعلانيةٌ ـ فَمنْ أصلَحَ جَوّانيّهُ أصلَحَ اللّهُ عزّوجلّ برَّانيَّه ، ومَن أفسَدَ جَوّانيَّه أفسدَ اللّه برَّانيَّه ، وما مِنْ أحد إلاّ ولهُ صِيتٌ (2) في أهل السَّماءِ ، وصيتٌ في أهلِ الأرضِ ، فإذا حَسُنَ صيتُه في أهلِ السَّماءِ وُضِعَ ذلكَ لهُ في أهلِ الأرض ، وإذا ساءَ صيتُه في أهلِ السَّماءِ وُضِعَ ذلك له في الأرضِ ، فسألهُ عن صِيته ما هُوَ ؟ قال ، ذِكْرُه (3) .
(1) الجوّاني والبرّاني ، نسبة إلى الجوَّة والبرَّة ، بمعنى الداخل والخارج فيكون مفاده أنّ لكلّ إنسان سريرة وعلانية .
(2) الصِيت بكسر الصاد هي الذكر والشهرة ويستعمل في ذكر الخير وذكر الشرّ كليهما
(1) .
(3) الأمالي ، ص 457 ، المجلس السادس عشر ، ح 28 ، المسلسل 1022 .
-------------------------------
(1) مجمع البحرين ، ص 146 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 428 _
الوصيّة التاسعة والسبعون :
نقلها الشيخ الطوسي في الأمالي :
أمالي الشيخ الطوسي ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، قال ، حدّثنا أحمد بن عبيدالله ... قال ، حدّثنا علي بن محمّد بن سليمان ، قال ، حدّثنا أبي ، قال ، حدّثنا محمّد ابن جعفر بن محمّد ، قال ، حدّثنا معتّب مولانا ، قال ، حدّثني عمر بن علي ... قال ، سمعت محمّد بن أبي عبيدالله بن محمّد بن عمّار بن ياسر يحدّث عن أبيه ، عن جدّه ... قال ، سمعت أبا ذرّ جندب بن جنادة يقول ، رأيت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) آخذاً بيد علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال له :
يا علي ، أنتَ أخي وصَفيّي ووَصيّي ووَزيري وأَميني ، مكانُك منِّي في حياتي وبعدَ مَوتي كمكانِ هارونَ من مُوسى ، إلاّ أنَّه لا نَبيَّ معي ، من ماتَ وهُو يُحبُّكَ خَتَم اللّهُ عزّوجلَّ لهُ بالأمنِ والإيمانِ ، ومَن ماتَ وهُو يُبغضُكَ لمْ يكُنْ لهُ في الإسلامِ نَصيب (1) (2) .
(1) ورد نصّ هذا الحديث تماماً في الينابيع أيضاً
(1) .
وهذا أحد أحاديث المنزلة المتّفق عليها تواتراً بين الفريقين .
فقد رويت من طرق الخاصّة في أحاديث سبعين ، ومن طرق العامّة في أحاديث مائة تلاحظها مجموعة في غاية المرام
(2) .
(2) الأمالي ، ص 544 ، المجلس العشرون ، ح 3 ، المسلسل 1167 .
-------------------------------
(1) ينابيع المودّة ، ص 124 ، ط استانبول .
(2) غاية المرام ، ص 109 ـ 152 ، ب 20 ـ 21 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 429 _
الوصيّة الثمانون :
نقلها الشيخ الطوسي في الأمالي :
أمالي الشيخ الطوسي ، أخبرنا محمّد بن محمّد ، قال ، أخبرني المظفّر بن محمّد قال ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن أبي الثلج ، قال ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن موسى الهاشمي ، قال ، حدّثنا محمّد بن عبدالله الزراري ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي زكريا الموصلي ، عن جابر ، عن أبي جعفر عن أبيه عن جدّه ( عليهم السلام ) أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال لعلي ( عليه السلام ) :
أنتَ الّذي احتَجَّ اللّهُ بكَ في إبتدائِه الخَلْق ، حيثُ أقامَهُم أشْباحاً (1) فقال لهُم ، ألستُ بربِّكم (2) ؟
قالُوا ، بَلى ، قال ، ومحمّدٌ رسولي ؟ قالوا ، بَلى ، قال ، وعليُّ بن أبي طالب وَصيّي (3) ؟
(1) الأشباح جمع شَبَح بالتحريك هو الشخص كما في المجمع
(1) .
(2) إشارة إلى قوله تعالى : ( وإِذْ أخَذَ ربُّكَ مِن بني آدَمَ مِن ظُهورِهِم ذُرَّيتَهم وأَشَهدَهُم على أنفسِهِم ألسْتُ بِرَبِّكُم قالُوا بَلى شَهِدْنا أنْ تقُولُوا يَومَ القِيامَةِ إِنّا كُنّا عَنْ هذا غافِلين )
(2) .
(3) وهذا هو أخذ الميثاق المعروف في عالم الذرّ وإبتداء الخلقة ، حيث أخذ الله
-------------------------------
(1) مجمع البحرين ، ص 180 .
(2) سورة الأعراف ، الآية 172 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 430 _
فأبى الخَلقُ جَميعاً إلاّ إستكباراً وعُتواً مِن ولايتِك إلاّ نَفرٌ قليل ، وهُم أَقلُّ القَليل ، وهُم أصحابُ اليَمين (4) .
تعالى العهد من الجميع بربوبّيته الجليلة ، ورسالة نبيّه الأمين ، ووصاية أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فمنهم من صدّق ووفى ، ومنهم من أبى وعتا ، ثمّ أنسى الله الخلق ذلك الموقف ليعملوا في هذه الدنيا بإختيارهم ما يوجب السعادة أو الشقاوة .
وعالم الميثاق هذا متّفق عليه في أحاديث الفريقين .
وتلاحظ أحاديث الخاصّة في كتب الأخبار
(1) ، وكتب التفاسير
(2) ، في تفسير هذه الآية المباركة .
كما تلاحظ أحاديث العامّة في إحقاق الحقّ
(3) ، نقلا عن الگنجي الشافعي في كفاية الطالب ، والذهبي في ميزان الإعتدال ، والعسقلاني في لسان الميزان ، وابن عساكر في ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) من تاريخ دمشق .
(4) الأمالي ، ص 232 ، المجلس التاسع ، ح 4 ، المسلسل 412 .
-------------------------------
(1) بحار الأنوار ، ج 5 ، ص 225 .
(2) تفسير البرهان ، ج 1 ، ص 374 .
(3) إحقاق الحقّ ، ج 7 ، ص 283 ، وج 17 ، ص 336 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 431 _
الوصيّة الواحدة والثمانون :
نقلها الشيخ الطوسي في الأمالي :
أمالي الشيخ الطوسي ، جماعة ، عن أبي المفضّل ، قال ، حدّثنا عبدالرزّاق بن سليمان بن غالب الأزدي بأرتاح ، قال ، حدّثني الفضل بن المفضّل بن قيس بن رمانة الأشعري ... عن الرضا علي بن موسى قال ، حدّثني أبي عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) أنّ رسولَ اللّهِ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعَثَ عليّاً إلى الَيمن فقالَ لهُ وهُو يُوصيهِ :
يا علي ، اُوصيكَ بالدُّعاءِ فإنَّ معهُ الإجابةِ ، وبالشُكرِ فإنَّ معَهُ المَزيد ، وأنهاكَ من أنْ تُخَفِّرَ عَهْداً (1) وتُغَيِّر عليهِ ، وأنهاكَ عن المَكرِ فإنَّهُ لا يَحيقُ المَكرُ السَّيِىءُ إلاّ بأهلِهِ ، وأنهاكَ عن البَغْيِ (2) فإنَّهُ مَن بُغيَ عليهِ ليَنْصُرنَّهُ اللّه (3) .
(1) أي تنقض العهد ، يقال خفّر الرجل بالتشديد أي غدر به ، وخفّر العهد أي نقضه .
(2) البغي هو الظلم والفساد ، وأصل البغي الحسد ، ثمّ سمّى الظلم بغياً لأنّ الحاسد ظالم
(1) .
(3) الأمالي ، ص 597 ، المجلس السادس والعشرون ، ح 13 ، المسلسل 1239. وعنه البحار ، ج 21 ، ص 361 ، ب 34 ، ح 4 .
-------------------------------
(1) مجمع البحرين ، ص 11 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 432 _
الوصيّة الثانية والثمانون :
نقلها الشيخ المفيد في الإختصاص :
الإختصاص ، روى الشيخ الأعظم المفيد حديث السقيفة ، عن أبي محمّد ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه ، عن جدّه ، جاء فيه ، قال علي ( عليه السلام ) :
أمَرني رسولُ اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، أنْ لا أخرُجَ بعدَهُ مِن بَيتي ، حتّى أُؤلِّفَ الكتابَ فإنّهُ في جَرائدِ النَّخلِ وأكتافِ الإبِل ... (1) (2) .
(1) وقد جمعه ( عليه السلام ) كما أنزله الله تعالى ، وبما أوصاه الرسول (ص) الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) واتّفقت في ذلك روايات الفريقين.
ففي مناقب آل أبي طالب للشيخ الجليل ابن شهر آشوب
(1) انّ في أخبار أهل البيت ( عليهم السلام ) أنّه آلى أن لا يضع رداءه على عاتقه إلاّ للصلاة حتّى يؤلِّف القرآن ويجمعه ، فانقطع عنهم مدّة إلى أن جمعه .
وأورد ذلك الحسكاني
(2) ، والمتّقي الهندي
(3) ، وابن سعد
(4) ، والقندوزي الحنفي
(5) ، وأبو نعيم
(6) .
(2) الإختصاص لفخر الشيعة الشيخ المفيد أعلى الله مقامه ، ص 186 .
-------------------------------
(1) مناقب ابن شهر آشوب ، ج 2 ، ص 42 .
(2) شواهد التنزيل ، ص 26 .
(3) كنز العمّال ، ج 15 ، ص 112 .
(4) الطبقات الكبرى ، ج 2 ، ص 338 .
(5) ينابيع المودّة ، ص 287 .
(6) حلية الأولياء ، ج 1 ، ص 67 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 433 _
الوصيّة الثالثة والثمانون :
نقلها الشيخ المفيد في الإختصاص :
الإختصاص ، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، عن الحسين بن سعيد ، عن الحسين بن علوان ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه قال :
... إنّي سمعتُ رسولَ اللّهِ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول ،
يا علي ، واللّهِ لَلفَقرُ أسرَعُ إلى محبّينا مِنَ السَّيلِ إلى بَطنِ الوادي (1) (2) .
(1) وذلك ليؤجرهم بالصبر عليه ، ويجازيهم بمرارة الدنيا حلاوة الآخرة ، ويثيبهم بالتحمّل في الدنيا الفانية نعيم الدار الباقية لذلك كان الفقر شعار الصالحين ، فقد يكون المؤمن فقيراً عن المال المستهان مع كونه غنيّاً لقوّة الإيمان ، ومدّخراً لخيرات الجنان .
فلاحظ أحاديث البحار
(1) .
(2) الإختصاص ، ص 311 .
-------------------------------
(1) بحار الأنوار ، ج 72 ، ص 1 ، ب 94 ، الأحاديث التسعون .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 434 _
الوصيّة الرابعة والثمانون :
نقلها الشيخ المفيد في الإختصاص :
الإختصاص ، أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن العبّاس بن معروف ، عن عبدالله بن المغيرة الخزاز ، عن أبي حفص العبدي ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري قال ، رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وسمعته يقول :
يا علي ، ما بَعَثَ اللّهُ نبيّاً إلاّ وقَدْ دَعاهُ إلى وِلايتِكَ ، طائِعاً أو كارِهاً (1) (2) .
(1) وفي حديث البحار عن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) أنّه قال ، ( ولاية عليّ مكتوبة في صحف جميع الأنبياء ، ولن يبعث الله رسولا إلاّ بنبوّة محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ووصيّة عليّ )
(1) .
وفي ينابيع المودّة للقندوزي جاء الحديث القدسي ( وعُرضت ولايتكم على أهل السماوات والأرض ، فمن قبلها كان عندي من المؤمنين ، ومن جحدها كان عندي من الكافرين )
(2) .
وفي توضيح الدلائل لشهاب الدين الشافعي ( انّ ولاية علي بن أبي طالب عرضت على إبراهيم الخليل فقال ، اللهمّ اجعله من ذرّيتي ، ففعل الله ذلك )
(3) .
(2) الإختصاص ، ص 343 .
-------------------------------
(1) بحار الأنوار ، ج 38 ، ص 46 .
(2) ينابيع المودّة ، ج 3 ، ص 160 ، ط العرفان ـ بيروت .
(3) توضيح الدلائل ، ص 164 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 435 _
الوصيّة الخامسة والثمانون :
نقلها الشيخ الطبري الإمامي في بشارة المصطفى لشيعة المرتضى :
بشارة المصطفى ، أخبرنا الشيخ أبو محمّد الحسن بن الحسين بن الحسين بن الحسين بن علي بن بابويه ( بالري سنة عشرة وخمسمائة ) ، عن عمّه محمّد بن الحسن عن أبيه الحسن بن الحسين ، عن عمّه الشيخ السعيد أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه رحمهم الله تعالى ، قال ، حدّثنا محمّد بن أحمد الشيباني ، قال ، حدّثنا محمّد بن جعفر الكوفي الأسدي ، قال ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي ، قال ، حدّثنا عبدالله بن أحمد ، قال ، حدّثنا القاسم بن سليمان ، عن ثابت بن أبي صفية ، عن سعد بن غلابة ، عن أبي سعيد عقيصا عن سيّد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب عن سيّد الأوصياء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
يا علي ، أنتَ أخي وأنا أخُوكَ أنا المُصطفى للنبوّةِ وأنتَ المُجتبى للإمامةِ ، وأنا صاحبُ التّنزيلِ وأنتَ صاحبُ التأويلِ (1) ، وأنا وأنتَ أبوا هذهِ الاُمّةِ .
يا علي ، أنتَ وصيّي وخليفتي ووزيري ووارثي وأبو وُلدي ، شيعتُك شيعتي ، وأنصارُكَ أنصاري ، وأولياؤُكَ أوليائي ، وأعداؤُك أعدائي .
يا علي ، أنتَ صاحبي على الحوضِ غَداً .
(1) أي تنزيل القرآن الكريم وتأويله .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 436 _
وأنتَ صاحبي في المَقامِ المحمُود ، وأنتَ صاحبُ لوائي في الآخرةِ كما إنّكَ صاحبُ لوائي في الدُنيا ، لقد سَعَدَ من تَوَلاّكَ ، وشَقِيَ من عاداكَ .
وإنّ الملائكةَ لتتقرّبُ إلى اللّهِ تقدَّسَ ذكرُه بمحبّتِك وولايتِك ، واللّه إِنَّ أهلَ مَودّتِكَ في السّماءِ لأكثرُ منهُم في الأرضِ .
يا علي ، أنتَ أمينُ اُمّتي ، وحجّةُ اللّهِ عليها بَعدي ، قولُكَ قولي ، وأمرُكَ أمري ، وطاعتُكَ طاعتي ، وزجرُكَ زجري (2) ، ونهيُكَ نهيي ، ومعصيتُكَ معصيتي ، وحزبُك حزبي ، وحزبي حزبُ اللّه ( وَمَنْ يَتَولَّ اللّهَ وَرسُولَهُ والذّينَ آمنُوا فإنَّ حِزبَ اللّهِ هُمُ الغالبُون ) (3) (4) .
(2) الزجر هو المنع عن الشيء .
(3) سورة المائدة ، الآية 56 .
(4) بشارة المصطفى ، ص 55 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 437 _
الوصيّة السادسة والثمانون :
نقلها الشيخ الطبري الإمامي في بشارة المصطفى لشيعة المرتضى :
بشارة المصطفى ، أخبرنا الشيخ الأمين أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن شهريان الخازن بقراءتي عليه ( بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في ذي القعدة سنة إثنى عشر وخمسمائة ) ، قال ، حدّثنا الشيخ أبو صالح عبد الرحمن بن يعقوب الحنفي الصندلي ( قدم علينا حاجّاً من نيشابور ) ، قال ، حدّثني والدي أبو يوسف يعقوب بن طاهر ، قال ، حدّثني أحمد بن إسحاق القاضي ، قال ، حدّثنا أحمد ابن عبدالله بن سابور الدقيقي ، قال ، حدّثنا عبيد بن هاشم ، قال ، حدّثنا إسماعيل بن جعفر ، قال حدّثنا العلا بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن عبدالله بن مسعود ، قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
يا علي ، لو أَنَّ عبداً عَبَدَ اللّهَ مثلَ ما قامَ نوح في قَومِهِ ، وكانَ لهُ مثلُ أُحُد ذهباً فأنفقُه في سبيلِ اللّهِ ، ومُدّ في عُمْرِهِ حتّى حجَّ حجّة ، ثمَّ قُتلَ بين الصَّفا والمروةِ ، ثمَّ لم يُوالِكَ يا علي لم يَشُمْ رائحةَ الجنّةِ ولم يَدخلْها ، أما عَلمتَ يا علي أنّ حبَّكَ حَسَنةٌ لا يَضرُّ معها سَيّئة (1) ، وبُغضُكَ سَيّئةٌ لا ينفعُ معها طاعة .
(1) بل يوفّق معها للتوبة ، بل هي من الحسنات التي يذهبن بالسيّئات ، بل هي أساس الدين ، والركن الرصين الذي يحفظ الدين بحفظه .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 438 _
يا علي ، لو نَثَرتُ الدرَّ على المنافق ما أحبَّك ، ولو ضربتُ خيشومَ (2) المؤمن ما أبغضَك لأنَّ حبَّك إيمانٌ وبُغضُك نفاق ، ولا يحبُّكَ إلاّ مؤمنٌ تقي ، ولا يُبغضكَ إلاّ مُنافقٌ شَقيّ (3) .
(2) الخيشوم أقصى الأنف ، ومنهم من يطلقه على الأنف ، وعن الصدوق ( رحمه الله ) الخيشوم ، الحاجز بين المنخرين كما تقدّم
(1) .
(3) بشارة المصطفى ، ص 94 .
وقد جاء في أحاديث العامّة بطرق كثيرة فيما ذكره السمهودي في الأشراف ، والهروي في الأربعين ، والمتّقي في كنز العمّال ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ، وغيرهم ممّن أحصاهم في إحقاق الحقّ ، ج 17 ، ص 199 ، ب 140 ، الأحاديث .
-------------------------------
(1) مجمع البحرين ، ص 514 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 439 _
الوصيّة السابعة والثمانون :
نقلها الشيخ الطبري الإمامي في بشارة المصطفى لشيعة المرتضى :
بشارة المصطفى ، أخبرنا الشيخ أبو محمّد الحسن بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن عن أبيه الحسن ، عن عمّه محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه ( رحمهم الله ) ، قال ، حدّثنا أحمد ابن الحسن القطان ، قال ، حدّثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، قال ، حدّثني هارون بن إسحاق الهمداني ، قال ، حدّثني عبيدة بن سليمان ، قال ، حدّثنا كامل بن العلا ، قال ، حدّثنا حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير ، عن عبدالله بن عبّاس قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) :
يا علي ، أنتَ صاحبُ حَوضي ، وصاحبُ لوائي ، ومنجزُ عِداتي ، وحبِيبُ قَلبي ، ووارثُ علمي ، وأنتَ مستَودعُ مَواريثِ الأنبياء (1) ، وأنتَ أمينُ اللّهِ في أرضِهِ ، وأنتَ حجَّةُ اللّهِ على رعيّتِه ، وأنتَ ركنُ الإيمانِ ، وأنتَ مصباحُ الدُّجى ، وأنتَ منارُ الهُدى .
(1) أي مستودع ما ورّثه الأنبياء الكرام من كتبهم السماوية المقدّسة ، وآثارهم الشريفة النفيسة ، ومناقبهم الخاصة الفاضلة ، وآيات نبوّتهم مثل عصا موسى ، وحجره الذي إنفجرت منه إثنتى عشرة عيناً ، وطشته الذي كان يقرّب فيه القرابين فتأكله النار ، وخاتم سليمان ، وقميص يوسف ، وتابوت بني إسرائيل الذي فيه السكينة والعلم والحكمة ، ومختّصات رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وغير ذلك وقد جمعنا ذكرها بمصادرها في شرح الزيارة الجامعة المباركة .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 440 _
وأنتَ العَلَمُ المرفوعِ لأهلِ الدنيا ، مَن تَبعِكَ نجا ومن تخلّفَ عنكَ هَلَك ، وأنتَ الطريقُ الواضحُ وأنتَ الصراطُ المستقيم ، وأنتَ قائدُ الغُرّ المحجَّلينَ ، وأنتَ يَعسوبُ المؤمنين (2) ، وأنتَ مولى مَنْ أنا مولاهُ وأنا مولى كلِّ مؤمن ومؤمنة ، لا يُحبّكَ إلاّ طاهرُ الولادة ، وما عَرَج بي ربّي إلى السَّماءِ قَطّ وكلّمَني ربّي إلاّ قالَ يا محمّد اقرءْ عليّاً منّي السَلامَ ، وعرّفْهُ أنّه إمامُ أوليائي ، ونورُ أهلِ طاعتي ، فهنيئاً لكَ هذِه الكَرامة (3) .
(2) اليعسوب هو أمير النحل وكبيرهم وسيّدهم ، يضرب به المثل للسيّد الكبير المقدّم المتّبع الذي يلوذ به الناس .
(3) بشارة المصطفى ، ص 54 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 441 _
الوصيّة الثامنة والثمانون :
نقلها الشيخ الطبري الإمامي في بشارة المصطفى لشيعة المرتضى :
بشارة المصطفى ، عن الشيخ أبي محمّد الحسن بن الحسين في الري ، عن عمّه ، عن أبيه ، عن أبي جعفر محمّد بن بابويه ، عن أحمد بن محمّد الشيباني قال ، حدّثنا محمّد ابن أبي عبدالله الأسدي الكوفي ، قال ، حدّثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن زيد ، عن علي بن سالم ، عن أبيه ، عن سعد بن طريف ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي :
يا علي ، أنتَ إمامُ المسلمينَ ، وأميرُ المؤمنينَ ، وقائدُ الغرِّ المحجَّلينَ وحجّةُ اللّهِ بعدي على الخلقِ أجمعينَ ، وسيّدُ الوصيينَ ، ووَصيُّ سيدُ النبيين .
يا علي ، إنّه عُرِجَ بي إلى السَّماءِ السابعةِ ومنها إلى سِدرةِ المنتهى (1) ...
(1) السدرة هي شجرة النبق وسدرة المنتهى شجرة فوق السماء السابعة
(1) وفي حديث الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، ( إنّما سمّيت سدرة المنتهى لأنّ أعمال أهل الأرض تصعد بها الملائكة الحفظة إلى محلّ السدرة ، والحفظة الكرام البررة دون السدرة يكتبون ما يرفعه إليهم الملائكة من أعمال العباد في الأرض فينتهي بها إلى محلّ السدرة
(2) .
-------------------------------
(1) مجمع البحرين ، ج 9 ، ص 175 .
(2) بحار الأنوار ، ج 58 ، ص 51 ، ب 6 ، ح 1 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 442 _
ومنها إلى حُجُبِ النّور (2) وأكرمَني ربّي جَلَّ جلالُه بمناجاتِهِ ، قال لي ، يا محمّد ، قلتُ ، لبيكَ ياربِّ وسَعدَيكَ تباركتَ وتعاليتَ .
قال ، إنَّ علياً إمامُ أوليائي ، ونورٌ لمَن أطاعَني ، وهُو الكلمةُ التي ألزمتُها المتّقينَ ، مَنْ أطاعَهُ أطاعني ، ومَن عصاهُ عصاني ، فبشِّرْهُ بذلك.
فقال عليٌّ ( عليه السلام ) يا رسولَ اللّهِ أبَلَغَ من قَدْري حتّى أنّي اُذكرُ هناكَ .
فقال ، نعم ، يا علي فاشكُر رَبّكَ ، فَخَرَّ عليٌّ ( عليه السلام ) ساجداً شُكراً للّهِ تعالى على ما أنعمَ بهِ عليه (3) .
(2) وهي أنوار عزّه وجلاله وعظمته وكبريائه ، التي تُدهش العقول وتذهب بالأبصار وفي حديث ابن عبّاس ( ... الحجب خمسمائة حجاب ، من الحجاب إلى الحجاب مسيرة خمسمائة عام ... )
(1) .
(3) بشارة المصطفى لشيعة المرتضى للشيخ الجليل أبي جعفر محمّد بن القاسم الطبري الإمامي ، ص 34 .
-------------------------------
(1) بحار الأنوار ، ج 18 ، ص 338 ، ب 3 ، ح 40 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 443 _
الوصيّة التاسعة والثمانون :
نقلها الشيخ البرقي في المحاسن :
المحاسن ، عنه ، عن بعض من ذكره ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) عن آبائه ( عليهم السلام ) قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
يا علي ، إنّ الوضوء قَبلَ الطعامِ وبعدَه شفاءٌ في الجسد ، ويُمْنٌ في الرزق (1) (2) .
(1) الُيمن هي البركة ، يقال ، تيمّنتُ بالشيء أي تبرّكت به .
والوضوء طهارة قريبة ، ونظافة حقيقية ، فيكون شفاء وبركة وتلاحظ فضل الوضوء وآثاره في بابه الخاص من الأحاديث الشريفة في البحار
(1) .
(2) كتاب المحاسن ، ص 356 ، ب 30 ، ح 222 ، كتاب المآكل .
-------------------------------
(1) بحار الأنوار ، ج 80 ، ص 229 ، ب 2 ، الأحاديث .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 444 _
الوصيّة التسعون :
نقلها الشيخ البرقي في المحاسن :
المحاسن ، عن أبيه ، عمّن ذكره ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه ( عليهم السلام ) قال ، كان فيما أوصى بهِ رسولُ الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليّاً ( عليه السلام ) أن قال :
يا علي ، كُلِ العَدَسَ فإنّهُ مُباركٌ مُقدّس ، وهو يُرِقّ القَلبَ ، ويُكثرُ الدَّمعةَ ، وإنّه بارَكَ عليهِ سبعونَ نبيّاً (1) (2) .
(1) أي دَعَوا له بالبركة ، أو بيّنوا بركته ومنفعته .
(2) كتاب المحاسن ، ص 419 ، ب 84 ، كتاب المآكل ، ح 640 ، ومنه البحار ، ج 66 ، ص 358 ، ب 3 ، ح 5 ، وجاء مضمونه في عيون الأخبار ، ج 2 ، ص 41 ، وتلاحظ أحاديث فوائده في كتاب طبّ الأئمّة ( عليهم السلام ) للسيّد شُبّر ، باب التداوي بالعدس والحمّص ، ص 201 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 445 _
الوصيّة الواحدة والتسعون :
نقلها الشيخ البرقي في المحاسن :
المحاسن ، عن أبيه ، عمّن ذكره ، عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) قال في وصيّة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) :
يا علي ، إذا أكلْتَ فقل ، ( بسمِ اللّه ) ، وإذا فرغتَ فقُل ، ( الحمدُ للّه ) ، فإنّ حافظَيكَ لا يَبرحان يكتُبان لكَ الحَسَناتِ حتّى تُبعّدَه عنك (1) (2) .
(1) أي حتّى تبعّد الأكل ، وتلاحظ مفصّل أحاديث آداب الأكل وما يتعلّق به في المكارم
(1) .
(2) كتاب المحاسن ، ص 362 ، ب 35 ، كتاب المآكل ، ح 257 ، وورد في مكارم الأخلاق ، ج 1 ، ص 308 ، الفصل الثالث ، ح 16 ، المسلسل 981 ، وفيه ، حتّى تنبذه بدل تبعّده. وفي البحار ، ج 66 ، ص 371 ، ب 11 ، ح 13 .
-------------------------------
(1) مكارم الأخلاق ، ج 1 ، ص 305 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 446 _
الوصيّة الثانية والتسعون :
نقلها الشيخ البرقي في المحاسن :
المحاسن ، عن علي بن الحكم ، عن ابن بكير ، عن زرارة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) :
يا علي ، إفتتح طعامَك بالملحِ واختْمه بالملحِ ، فإنَّ من افتَتَح طعامَه بالمِلحِ وختَمه بالملحِ رفعَ اللّهُ عنه سبعينَ نوعاً من أنواعِ البلاء أيسرُها الجذام (1) (2) .
(1) وفي حديث آخر يليه ، أنّ فيه شفاء من سبعين داء ، منها الجنون ، والجذام والبرص ، ووجع الحلق والأضراس ، ووجع البطن .
وفي حديث آخر إثنتين وسبعين داء ، وقد تقدّم في وصيّة الفقيه المفصّلة المتقدّمة مع بيانه ومصدر عنوانه فراجع وتلاحظ مجموع أحاديث فضل الملح في البحار ، ج 66 ، ص 394 ، ب 13 ، ويشتمل على سبعة وعشرين حديثاً .
(2) كتاب المحاسن ، ص 593 ، ب 19 ، ح 109 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 447 _
الوصيّة الثالثة والتسعون :
نقلها الشيخ محمّد بن الأشعث الكوفي في الجعفريّات :
الجعفريات ، بالسند المتقدّم ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) قال ، قال رسولُ اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
يا علي ، إشْرَبِ الماءَ قائماً فإنّهُ أقوى لكَ وأَصحّ (1) (2) .
(1) هذا المضمون ورد في روايات اُخرى أيضاً مثل حديث السكوني عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في الوسائل
(1) .
وفي حديث الصدوق عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وشرب الماء من قيام بالنهار أدرّ للعرق وأقوى للبدن .
لذلك إستفاد الصدوق ( قدس سره ) من هذا الحديث مع حديث النهي عن شرب الماء قائماً أنّ النهي محمول على الليل ، فيستحبّ شرب الماء من قيام نهاراً ويكره ليلا كما عنونه المحدّث الحرّ العاملي في الباب المتقدّم ، ونقل عن الصدوق حمل النهي على الليل .
ويؤيّده الحديث الآخر ، ( شرب الماء من قيام بالنهار يمرىء الطعام ، وشرب الماء بالليل من قيام يورث الماء الأصفر ) .
(2) الجعفريات ، ص 161 ، وعنه المستدرك ، ج 17 ، ص 11 ، ب 7 ، ح 1 ، المسلسل 20594. وهكذا ورد في المستدرك ولعلّ الأصحّ ، ( وتسميته أمان من الداء ) .
-------------------------------
(1) وسائل الشيعة ، ج 17 ، ص 191 ، ب 7 ، الأحاديث 1 و 2 و 7 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 448 _
الوصيّة الرابعة والتسعون :
نقلها الشيخ محمّد بن الأشعث الكوفي في الجعفريات :
الجعفريات ، بإسناده عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) قال :
تفقّدتُ النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) غيرَ مرّة وهو إذا شَرِبَ تنفّسَ ثلاثاً ، مع كلِّ واحدة منها تسميةٌ إذا شَرِبَ وتَحميدٌ إذا انقطَع (1) ، فسألتُه عن ذلك فقال ، يا علي شكرُ اللّهِ تعالى بالحمد وتسمية من الداء (2) .
(1) أي إذا إنقطع عن شرب الماء .
(2) الجعفريات ، ص 161 ، وعنه المستدرك ، ج 17 ، ص 11 ، ب 7 ، ح 1 ، المسلسل 20594 ، وهكذا ورد في المستدرك ولعلّ الأصحّ ، ( وتسميته أمان من الداء ) وتلاحظ مجموع أحاديث فضل التسمية والتحميد في كتاب المآكل من المحاسن ، الباب 34 / 35 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 449 _
الوصيّة الخامسة والتسعون :
نقلها الشيخ محمّد بن الأشعث الكوفي في الجعفريات :
بإسناده عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) قال :
أخذ رسولُ اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بيَدي فقال :
يا علي ، التسبيحُ نصفُ الميزان (1) ، والحمدُ للّهِ يملأ الميزانَ ، واللّهُ أكبرُ يملأ بينَ السماءِ والأرضِ ، والوضوءُ نصفُ الإيمان (2) ، والصَّومُ نصفُ الصبر (3) (4) .
(1) أي أنّ تسبيح الله تعالى ، وقول سبحان الله ، من حيث الثواب يملأ نصف ميزان الحسنات ، فانّه تنزيه .
وكذلك ثواب الحمد يملأ الميزان ، فإنّه شكرٌ يوجب الزيادة ( لَئِنْ شَكَرتُمْ لأزيدَنّكُم )
(1) .
وكذلك ثواب التكبير يملأ ما بين السماء والأرض فإنّه تعظيم وثوابه عظيم .
(2) حيث إنّه طهور وهو من الإيمان وتكمّله الصلاة المشروطة بالطهارة .
(3) فإنّ الصوم ملازم للصبر ، بل عبّر عنه بالصبر ، فمن صام فقد أحرز نصف حقيقة الصبر ، ويكون نصفه الآخر هي العبادات والأعمال الاُخرى .
-------------------------------
(1) سورة إبراهيم ( عليه السلام ) ، الآية 7 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 450 _
وقد فسّر الصبر بالصوم قوله تعالى : ( واستَعينُوا بالصَّبْر )
(1) ، ففي الحديث عن الإمام أبي الحسن الكاظم ( عليه السلام ) ، ( إذا نزلت بالرجل الشدّة أو النازلة فليصم ، فانّ الله يقول ، ( واستعينُوا بالصَّبرِ والصَّلاة ) )
(2) .
(4) الجعفريات للشيخ الثقة محمّد بن محمّد الأشعث أبي علي الكوفي ، ص 169 ، من النسخة المطبوعة مع قرب الإسناد ، وعنها المستدرك ، ج 5 ، ص 325 ، ب 28 ، ح 1 ، المسلسل 5999 .
-------------------------------
(1) سورة البقرة ، الآية 45 .
(2) تفسير العياشي ، ج 1 ، ص 43 ، ح 41 .