هذا واعلم أنّه قد ورد مضمون حديث الوصية في عذاب الطحن بتفصيل أكثر في حديث الصدوق في الخصال ، باسناده عن مسعدة بن زياد عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) أنّ علياً ( عليه السلام ) قال ، ( إنّ في جهنّم رحى تطحن [ خمساً ] أفلا تسألون ما طحنها ؟ فقيل له ، فما طحنها ياأمير المؤمنين ؟ قال ، العلماء الفجرة ، والقرّاء الفسقة ، والجبابرة الظَلَمة ، والوزراء الخَوَنة ، والعرفاء (1) الكَذَبة ) (2) .
   (2) جامع الأخبار للسبزواري ، ص 130 ، الفصل الثالث والعشرون ، ح 5 ، المسلسل 254 ، وعنه المستدرك ، ج 4 ، ص 249 ، ب 7 ، ح 2 ، المسلسل 4616 .

-------------------------------
(1) العرفاء ، جمع عريف ، وهو القيّم باُمور القبيلة والجماعة من الناس ، يلي اُمورهم ، ويتعرّف الغير منه أحوالهم كما في مجمع البحرين ، ص 416 .
(2) الخصال ، باب الخمسة ، ص 296 ، ح 65 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 482 _

الوصيّة المائة و السادسة عشرة :
   المنقولة في صحيفة الإمام الرضا ( عليه السلام ) :
  صحيفة الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، بإسناده قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  يا علي ، إنّكَ إذا صلّيتَ على جنازة فقُل (1) ، اللّهمَّ هذا عبدُك وابنُ عبدِك وابنُ أمتِك ماض فيه حكمُك ، خلقتَهُ ولم يكنْ شيئاً مذكُوراً ، زاركَ وأنتَ خيرُ مَزْور ، اللّهمَّ لَقّنْهُ حُجّتَه ، وأَلْحِقْهُ بنبيِّه ، ونَوِّرْ لهُ في قبرِه ، ووسِّع عليهِ في مَدخلِه ، وثبّتْهُ بالقولِ الثّابتِ ، فإنَّه افتقَر إليكَ واستغنيتَ عنه ، وكان يشهدُ أن لا إلَه إلاّ أنتَ فاغفرْ لهُ ، اللّهمَّ لا تَحرْمنا أجرَه ، ولا تَفْتِنّا بعدَه .
  يا علي ، إذا صلَّيتَ على امرأة فقُل ، اللّهمَّ أنتَ خلقتَها ، وأنتَ أحييتَها وأنتَ أمَتَّها ، وأنتَ أعلمُ بسرِّها وعلانيتِها ، جئناكَ شُفعاءَ لها ، فاغفِرْ لها اللّهمَّ لا تحرمْنا أجرَها ولا تَفْتِنّا بعدَها .
  يا علي ، إذا صلَّيتَ على طفل فقُل ، اللّهمَّ اجعلُهُ لأبويهِ سَلَفاً (2) .
  (1) علماً بأنّ صلاة الميّت تكون بخمس تكبيرات ، وبينها أربع دعوات ، يكون الدعاء الأخير منها بعد التكبير الرابع لنفس الميّت ، وله أدعية كثيرة منها ما ورد في هذه الوصيّة الشريفة .
  (2) قيل هو من أسلَف المال ، كأنّه قد أسلف الثواب الذي يُجازى على الصبر

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 483 _

  واجعلهُ لهما فَرَطاً (3) ، واجعلهُ لَهما نُوراً ورُشْداً ، وأعقِبْ والدَيهِ الجنَّةَ ، إنَّكَ على كُلِّ شَيء قَدير (4) .
  عليه ، وقيل من سَلَفِ الإنسان وهو من تقدّمه بالموت من آبائه وذوي قرابته ولذا سمّي الصدر الأوّل من التابعين بالسلف الصالح (1) .
  (3) الفَرَط بفتحتين هو الأجر والذخر .
  (4) صحيفة الإمام الرضا ( عليه السلام ) المعبّر عنه بمسند الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، ص 81 ، ح 202 ، وعنه المستدرك ، ج 2 ، ص 251 ، ح 1893 ، وص 272 ، ح 1945 ، وبمضمونه أحاديث الوسائل ، ج 2 ، أبواب صلاة الجنازة ، ص 762 ، الأحاديث .

-------------------------------
(1) مجمع البحرين ، ص 410 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 484 _

الوصيّة المائة والسبعة عشرة :
   المنقولة في فقه الرضا ( عليه السلام ) :
  فقه الرضا ، قال ( عليه السلام ) عليكَ بالصّلاةِ في اللّيلِ ، فإنَّ رسولَ الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أوصى بها عليّاً ( عليه السلام ) فقال في وصيّتِه :
  عليكَ بصلاةِ اللَّيلِ ، قالها ثلاثاً (1) وصلاةُ الليلِ تزيدُ في الرّزقِ .
  (1) وهذا التكرير مفيد للتأكيد ، ومبيّن للإهتمام بهذه الصلاة الشريفة .
  وقد مضى في عدّة من الوصايا المتقدّمة التوصية بصلاة الليل ، وقد سَمَت هذه العبادة الشريفة إلى المرقى العظيم حيث أمر الله تعالى بها في كتابه الكريم فقال عزّ من قائل ، ( ومِنَ اللّيلِ فتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً ) (1) .
  وتلاحظ أحاديث فضلها وفضيلتها في البحار المشتمل على ثلاثة أبواب في صلاة الليل تحتوي على مائة وتسعة وأربعين حديثاً (2) ، جاء فيها :
  أنّ صلاة الليل كفّارة لما اجترح بالنهار ، وأنّ العبد إذا تخلّى بسيده في جوف الليل المظلم وناجاه أثبت الله النور في قلبه ، وأنّ شرف الرجل قيامه بالليل ، وأنّ الصلاة في آخر الليل زينة المؤمن في الدنيا والآخرة ، وأنّ من خير الاُمّة من صلّى بالليل والناس نيام ، وأنّ قيام الليل مصحّة للبدن ومرضاة للربّ عزّوجلّ

-------------------------------
(1) سورة الإسراء ، الآية 79 .
(2) بحار الأنوار ، ج 87 ، الأبواب 75 و 80 و 81 ، ص 117 ـ ص 309 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 485 _

  وبهاءِ الوَجهِ ، وتُحسّنُ الخُلُق (2) (3) .
  وتعرّض للرحمة وتمسّك بأخلاق النبيين ، وأنّه ما اتّخذ الله إبراهيم ( عليه السلام ) خليلا إلاّ لإطعامه الطعام وصلاته بالليل والناس نيام ، وأنّ المغبون من حُرم قيام الليل ، وأنّ صلاة الليل مُطردة الداء عن الأجساد ، وأنّ الله تعالى ضمن بصلاة الليل قوت النهار ، وأنّ صلاة الليل تقضي الدَين وتذهب بالهمّ وتجلو البصر ، وأنّها من أبواب الخير ، وأنّ البيوت التي يصلّى فيها بالليل بتلاوة القرآن تضيىء لأهل السماء كما تضيىء نجوم السماء لأهل الأرض ، وأنّ الله تعالى أوحى إلى موسى ( عليه السلام ) ، قم في ظلمة الليل أَجعلُ قبرك روضة من رياض الجنان ، وأنّه إذا قام العبد من لذيذ مضجعه والنعاس في عينيه ليرضي ربّه جلّ وعزّ بصلاة ليله باهى الله به ملائكته ، وأنّ صلاة الليل نور المعرفة ، وأصل الإيمان ، وكراهية الشيطان ، وسلاح على الأعداء ، وإجابة الدعاء ، وقبول الأعمال ، وشفيع بين صاحبها وبين ملك الموت ، وسراج في قبره ، وفراش تحت جنبيه ، وزينة الآخرة ، وجواب مع منكر ونكير ، ومونس وزائر في قبره إلى يوم القيامة ، وأنّه كان فيما ناجى الله عزّوجلّ به موسى بن عمران ( عليه السلام ) أن قال له ، يابن عمران كذب من زعم أنّه يحبّني فإذا جنّهُ الليل نام عنّي ، وأنّ صلاة الليل إذا فاتت قضيت بالنهار ، وأنّ الله تعالى يباهي بالعبد يقضي صلاة الليل بالنهار ، يقول ، ملائكتي ، عبدي يقضي ما لم أفترضه عليه ، إشهدوا أنّي قد غفرت له ، وفّقنا الله تعالى لذلك .
  (2) فقد جُعل للتهجّد بالليل ، وطلب الرحمة في وقت السحر ، والصلاة في ذلك الوقت والناس نيام آثارٌ معنوية ومادية ، وفوائد اُخروية ودنيوية نظير ما تقدّم من الآثار ، وما في هذه الوصيّة يعني ، زيادة الرزق ، وبهاء الوجه أي حُسنه وجماله ، وحسن الخُلُق .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 486 _

  وفي حديث إسماعيل بن موسى عن أخيه الإمام الرضا ( عليه السلام ) عن أبيه عن جدّه قال ، سئل علي بن الحسين ( عليه السلام ) ما بال المتهجّدين بالليل من أحسن الناس وجهاً ؟
  قال ، لأنّهم خَلَوا بربّهم فكساهم الله من نوره (1) .
  (3) الفقه المنسوب إلى سيّدنا ومولانا الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، ص 12 ، من الطبعة القديمة ، باب صلاة الليل ، وعنه البحار ، ج 87 ، ص 162 ، ب 6 ، ح 54 .

-------------------------------
(1) عيون الأخبار ، ج 1 ، ص 282 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 487 _

الوصيّة المائة والثمانية عشرة :
   نقلها القاضي نعمان في دعائم الإسلام :
  دعائم الإسلام ، عن علي ( عليه السلام ) أنّه قال ، قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  يا علي ، إقرأْ في دَبْرِ كلِّ صلاة آيةَ الكُرسي ، فإنّه لا يُحافظُ عليها إلاّ نَبيٌّ أو صِدّيقٌ أو شَهيد (1) .
  (1) دعائم الإسلام ، ج 1 ، ص 168. وعنه المستدرك ، ج 5 ، ص 68 ، ب 21 ، ح 7 ، المسلسل 5379 ، ولا بأس بتفصيل شيء من بيان ما في فضل هذه الآية الكريمة في القرآن ، فقد ورد في أهميّتها أحاديث جمّة من أهل بيت الرحمة منها ما في نفس الباب من المستدرك في تعقيبات الصلاة ، وقد بيّنت أنّ من قرأها عقيب كلّ فريضة كان كمن جاهد مع الأنبياء حتّى استشهد ، وأنّه ما يمنعه من الجنّة إلاّ الموت ، وأنّه أعطاه الله تعالى قلب الشاكرين ، وأجر النبيين ، وعمل الصدّيقين ، وبسط الله عليه يده ، وأنّها توجب قبول الصلاة وأمان الله وعصمته .
  وفي حديث الوسائل ، أنّ من قرأها في دَبر كلّ فريضة لم يضرّه ذو حمة (1) ، أي الحيوان ذو السمّ .
 
هذا مضافاً إلى ما فيها من المثوبات والخاصيات الاُخرى في غير التعقيب ، كما تلاحظه في أحاديثنا المباركة مثل ما يلي ،

-------------------------------
(1) وسائل الشيعة ، ج 4 ، ص 1042 ، ب 23 ، ح 2 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _488 _

  (1) حديث أبي اُمامة الباهلي ، أنّه سمع علياً ( عليه السلام ) يقول ، ما أرى رجلا أدرك عقله الإسلام وولد في الإسلام يبيت ليلة سوادها ، قلت ، ما سوادها يا أبا اُمامة ؟ قال ، جميعها ، حتّى يقرأ هذه الآية ( اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّوم ) إلى قوله ، ( وهُوَ العَليُّ العَظيم ) ثمّ قال ، فلو تعلمون ما هي أو قال ما فيها لما تركتموها على حال ، إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أخبرني قال ، اُعطيت آية الكرسي من كنز تحت العرش ، ولم يؤتها نبيٌّ كان قبلي .
  قال علي ( عليه السلام ) ، فما بتُّ ليلة قطّ منذ سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتّى أقرأها ثمّ قال ، يا أبا اُمامة إنّي أقرأها ثلاث مرّات في ثلاثة أحايين كلّ ليلة .
  قلت ، وكيف تصنع في قراءتك يابن عمّ محمّد ؟ قال ، أقرأها قبل الركعتين بعد صلاة العشاء الآخرة ، وأقرأها حيث أخذت مضجعي للنوم ، وأقرأها عند وتري من السَحَر .
  قال علي ( عليه السلام ) ، فوالله ما تركتها منذ سمعت هذا الخبر من نبيّكم حتّى أخبرتك به (1) .
  (2) حديث عبدالله بن الحسن ، قالت اُمّي فاطمة بنت الحسين رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في النوم فقال لي ، يابنيّة لا تخسري ميزانك ، وأقيمي وزنه وثقّليه بقراءة آية الكرسي ، فما قرأها من أهلي أحد إلاّ اُرتّجت السموات والأرض بملائكتها وقدّسوا بزجل ـ أي بصوت ـ التسبيح والتهليل والتقديس والتمجيد ، ثمّ دعوا بأجمعهم لقاريها يغفر له كلّ ذنب ويجاوز عنه كلّ خطيئة (2) .

-------------------------------
(1) بحار الأنوار ، ج 86 ، ص 126 ، ب 64 ، ح 10 .
(2) بحار الأنوار ، ج 89 ، ص 356 ، ب 97 ، ضمن الحديث 33 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 489 _

  (3) حديث صباح الحذاء ، عن الإمام أبي الحسن ـ الكاظم ـ ( عليه السلام ) قال ، لو كان الرجل منكم إذا أراد سفراً قام على باب داره تلقاء وجهه الذي يتوجّه له ، فقرأ الحمد أمامه وعن يمينه وعن شماله ، والمعوّذتين أمامه وعن يمينه وعن شماله ، وقل هو الله أحد أمامه وعن يمينه وعن شماله وآية الكرسي أمامه وعن يمينه وعن شماله ، ثمّ قال ، ( اللّهمّ احفظني واحفظ ما معي ، وسلّمني وسلّم ما معي ، وبلّغني وبلّغ ما معي ببلاغك الحسن الجميل ) لحفظه الله وحفظَ ما معه وبلّغه وبلّغَ ما معه ، وسلّمه وسلّمَ ما معه ، أما رأيت الرجل يُحفظ ولا يحفظ ما معه ، ويسلم ولا يسلم ما معه ، ويبلغ ولا يبلغ ما معه (1) .
  (4) حديث ابن أبي المقدام ، عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) قال ، من قرأ آية الكرسي مرّة صُرف عنه ألف مكروه من مكروه الدنيا ، وألف مكروه من مكروه الآخرة ، أيسر مكروه الدنيا الفقر ، وأيسر مكروه الآخرة عذاب القبر (2) .
  5 ـ حديث النوفلي ، عن الإمام موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) قال ، سمع بعض آبائي ( عليهم السلام ) رجلا يقرأ اُمّ القرآن ، فقال ، شكر وأجر ، ثمّ سمعه يقرأ ، قل هو الله أحد ، فقال ، آمن وأمن ، ثمّ سمعه يقرأ إنّا أنزلناه ، فقال ، صدّق وغفر له ، ثمّ سمعه يقرأ آية الكرسي فقال ، بخ بخ ، نزلت براءة هذا من النار (3) .
  6 ـ حديث الأربعمائة ، قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، إذا اشتكى أحدكم عينَه فليقرأ

-------------------------------
(1) وسائل الشيعة ، ج 8 ، ص 277 ، ب 19 ، ح 1 .
(2) بحار الأنوار ، ج 92 ، ص 262 ، ب 30 ، ح 1 .
(3) بحار الأنوار ، ج 92 ، ص 262 ، ب 30 ، ح 2 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 490 _

  آية الكرسي وليضمر في نفسه أنّها تبرأ ، فانّه يُعافى إن شاء الله .
  وقال ( عليه السلام ) ، من قرأ قل هو الله أحد من قبل أن تطلع الشمس إحدى عشر مرّة ، ومثلها إنّا أنزلناه ، ومثلها آية الكرسي منع ماله ممّا يخاف .
  وقال ( عليه السلام ) ، ليقرأ أحدكم إذا خرج من بيته الآيات من آل عمران ، وآية الكرسي ، وإنّا أنزلناه ، واُمّ الكتاب ، فانّ فيها قضاء حوائج الدنيا والآخرة (1) .
  7 ـ حديث التميمي ، عن الرضا ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، من قرأ آية الكرسي مائة مرّة كان كمن عبد الله طول حياته .
  وأضاف العلاّمة المجلسي هنا قوله ، أقول ، قد مضى في باب الفاتحة عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال الله تعالى له ، أعطيت لك ولاُمّتك كنزاً من كنوز عرشي فاتحة الكتاب ، وخاتمة سورة البقرة (2) .
  8 ـ حديث عمرو بن جميع ، رفعه إلى الإمام علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، من قرأ أربع آيات من أوّل البقرة ، وآية الكرسي ، وآيتين بعدها ، وثلاث آيات من آخرها ، لم ير في نفسه وماله شيئاً يكرهه ، ولا يقربه شيطان ، ولا ينسى القرآن (3) .
  9 ـ حديث إبراهيم بن مهزم ، عن رجل سمع الإمام الرضا ( عليه السلام ) يقول ، من قرأ آية الكرسي عند منامه لم يخف الفالج إن شاء الله ، ومن قرأها دَبر كلّ صلاة لم يضرّه ذو حُمة ـ أي الحيوان ذو السمّ ـ (4) .

-------------------------------
(1) بحار الأنوار ، ج 92 ، ص 262 ، ب 30 ، ح 4 .
(2) بحار الأنوار ، ج 92 ، ص 263 ، ب 30 ، ح 5 .
(3) بحار الأنوار ، ج 92 ، ص 265 ، ب 30 ، ح 9 .
(4) بحار الأنوار ، ج 92 ، ص 266 ، ب 30 ، ح 10 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 491 _

  10 ـ حديث أبي خديجة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال ، أتى أَخَوان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقالا ، إنّا نريد الشام في تجارة ، فعلّمنا ما نقول ؟
  فقال ، نعم إذا آويتما إلى المنزل ، فصلّيا العشاء الآخرة ، فإذا وضع أحدكما جنبه على فراشه بعد الصلاة ، فليسبّح تسبيح فاطمة ( عليها السلام ) ، ثمّ ليقرأ آية الكرسي فانّه محفوظ من كلّ شيء حتّى يصبح (1) .
  (11) حديث زرارة قال ، سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول ، إنّ العفاريت من أولاد الأبالسة ، تتخلّل وتدخل بين محامل المؤمنين ، فتنفّر عليهم إبلهم ، فتعاهدوا ذلك بآية الكرسي (2) .
  (12) حديث يونس ، عمّن ذكره ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال في سَمْكِ البيت ـ أي سقفه ـ ، إذا رفع فوق ثماني أذرع صار مسكوناً ، فإذا زاد على ثماني أذرع فليكتب على رأس الثماني آية الكرسي (3) .
  (13) في حديث عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ذروة القرآن آية الكرسي ، من قرأها مرّة صرف الله عنه ألف مكروه من مكاره الدنيا ، وألف مكروه من مكاره الآخرة ، أيسر مكروه الدنيا الفقر ، وأيسر مكروه الآخرة عذاب القبر ، وإنّي لأستعين بها على صعود الدَّرجة (4).
  (14) ما روي عن الإمام الصادق ، عن أبيه ، عن جدّه ( عليهم السلام ) قال ، قال

-------------------------------
(1) بحار الأنوار ، ج 92 ، ص 266 ، ب 30 ، ح 11 .
(2) بحار الأنوار ، ج 92 ، ص 267 ، ب 30 ، ح 12 .
(3) بحار الأنوار ، ج 92 ، ص 267 ، ب 30 ، ح 13 .
(4) بحار الأنوار ، ج 92 ، ص 267 ، ب 30 ، ح 15 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 492 _

  رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، إنّ فاتحة الكتاب ، وآية الكرسي ، والآيتين من آل عمران ( شَهِدَ اللّهُ أنُّه لا إلَه إلاّ هُوَ ) و ( قُل اللّهُمَّ مالكَ المُلْكِ ) إلى آخرها (1) معلّقات ، ما بينهنّ وبين الله تعالى حجاب يقلن ، ياربّ تهبطنا إلى أرضك وإلى من يعصيك ؟ فقال الله تعالى ، لا يقرأكنّ أحد من عبادي دبر كلّ صلاة إلاّ جعلت الجنّة مثواه ، على ما كان فيه ، ولأسكنته حظيرة القدس ، ولأنظُرنَّ إليه في كلّ يوم سبعين نظرة .
  قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، من قرأ آية الكرسي في دبر كلّ صلاة لم يمنعه دخول الجنّة إلاّ الموت ، ومن قرأها حين نام آمنه الله تعالى جاره ، وأهل الدُّويرات حوله .
  وفي خبر آخر عن الإمام أبي جعفر ـ الباقر ـ ( عليه السلام ) من قرأ آية الكرسي وهو ساجد ، لم يدخل النار أبداً (2) .
  (15) ما نُقل من خطّ الشهيد ( رحمه الله ) عن الإمام الحسن ( عليه السلام ) أنّه قال ، أنا ضامن لمن قرأ العشرين آية أن يعصمه الله من كلّ سلطان ظالم ، ومن كلّ شيطان مارد ، ومن كلّ لصّ عاد ، ومن كلّ سبع ضارّ ، وهي آية الكرسي وثلاث آيات من الأعراف ( إنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ ـ إلى ـ المُحْسِنين ) وعشر من أوّل الصافّات ، وثلاث من الرحمن ( يامَعْشَرَ الجِنِّ والإنْسِ ـ إلى ـ تَنْتصِران ) وثلاث من آخر سورة الحشر ( هُوَ اللّهُ ... ) إلى آخرها (3) .
  (16) ما روى عن ابن نباتة في حديث انّه قام إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) رجلٌ فقال ، إنّ في بطني ماء أصفر ، فهل من شفاء ؟ قال ، نعم ، بلا درهم ولا دينار ، ولكن

-------------------------------
(1) وهما الآيتان 18 و 26 ، من سورة آل عمران .
(2) بحار الأنوار ، ج 92 ، ص 269 ، ب 30 ، ح 18 .
(3) بحار الأنوار ، ج 92 ، ص 271 ، ب 30 ، ح 21 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 493 _

  تكتب على بطنك آية الكرسي ، وتكتبها وتشربها وتجعلها ذخيرة في بطنك ، فتبرأ بإذن الله ففعل الرجل ، قبرأ بإذن الله تعالى (1) .
  (17) روي عن عبدالله بن يحيى الكاهلي ، قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) ، إذا لقيت السبع ما تقول له ؟ قلت ، لا أدري .
  قال ، إذا لقيته فاقرأ في وجهه آية الكرسي وقل ، عزمت عليك بعزيمة الله ، وعزيمة محمّد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وعزيمة سليمان بن داود ، وعزيمة علي أمير المؤمنين والأئمّة من بعده ، فإنّه ينصرف عنك .
   قال عبدالله الكاهلي ، فقدمت إلى الكوفة ، فخرجت مع ابن عمّ لي إلى قرية ، فإذا سبع قد إعترض لنا في الطريق فقرأت في وجهه آية الكرسي وقلت ، عزمت عليك بعزيمة الله ، وعزيمة محمّد رسول الله ، وعزيمة سليمان بن داود ، وعزيمة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) والأئمّة من بعده إلاّ تنحّيت عن طريقنا ولم تؤذنا ، فإنّا لا نؤذيك ، قال ، فنظرت إليه وقد طأطأ رأسه وأدخل ذَنَبه بين رجليه ، وركب الطريق راجعاً من حيث جاء ، فقال ابن عمّي ، ما سمعت كلاماً أحسن من كلامك هذا الذي سمعته منك ، فقلت ، أي شيء سمعت ؟ هذا كلام جعفر بن محمّد فقال ، أنا أشهد أنّه إمام فرض الله طاعته ، وما كان ابن عمّي يعرف قليلا ولا كثيراً .
  قال ، فدخلت على أبي عبدالله ( عليه السلام ) من قابل فأخبرته الخبر .
  فقال ، ترى أنّي لم أشهدكم ؟ ! بئسما رأيت ، ثمّ قال ، إنّ لي مع كلّ ولي اُذناً سامعة ، وعيناً ناظرة ، ولساناً ناطقاً ثمّ قال ، يا عبدالله أنا والله صرفته عنكما ، وعلامة ذلك أنّكما كنتما في البرية على شاطىء النهر ، واسم ابن عمّك مثبت عندنا ، وما كان الله

-------------------------------
(1) بحار الأنوار ، ج 92 ، ص 272 ، ب 30 ، ح 23 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 494 _

  ليميته حتّى يعرف هذا الأمر قال ، فرجعت إلى الكوفة ، فأخبرت ابن عمّي بمقالة أبي عبدالله ( عليه السلام ) ففرح فرحاً شديداً وسرّ به ، وما زال مستبصراً بذلك إلى أن مات (1) .
  ويأتي بعض فضائلها الاُخرى في هذه الوصايا إن شاء الله تعالى .

-------------------------------
(1) بحار الأنوار ، ج 47 ، ص 95 ، ب 27 ، ح 108 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 495 _

الوصيّة المائة والتاسعة عشرة :
   نقلها القاضي نعمان في دعائم الإسلام :
  دعائم الإسلام (1) ، عن علي بن الحسين ومحمّد بن علي ( عليهما السلام ) أنّهما ذكرا وصيّة علي ( عليه السلام ) وساق الوصيّة إلى أن قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، إنّ رسولَ الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عَهِدَ إليَّ فقال :
  يا علي ، مُرْ بالمعروفِ وانْهَ عن المُنكرِ بيدِكَ ، فإنْ لم تَستطِعْ فبلسانِكَ ، فإنْ لم تستطِعْ فبقَلبِكَ ، وإلاّ فلا تلومَنَّ إلاّ نَفسَكَ (2) (3) .
  (1) جاءت هذه الوصيّة في الدعائم ضمن وصيّة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لإبنه الإمام الحسن ( عليه السلام ) ذكر فيها عهداً من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) له .
  (2) فإنّه من لم ينكر المنكر بقلبه ولسانه فهو ميّت بين الأحياء ، وتارك للفرض الواجب ، وما أحلى حديث الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، ( إنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ، ومنهاج الصلحاء ، فريضة عظيمة تُقام بها الفرائض ، وتأمن المذاهب ، وتحلّ المكاسب ، وتُردّ المظالم ، وتعمر الأرض ، وينتصف من الأعداء ، ويستقيم الأمر ) (1) .
  وقد عقد المحدّث الحرّ العاملي للمراتب الثلاثة باباً في الوسائل في وجوب الأمر والنهي بالقلب ثمّ باللسان ثمّ باليد (2) ، ذكر فيه إثنى عشر حديثاً منها حديث

-------------------------------
(1) وسائل الشيعة ، ج 11 ، ص 395 ، ب 1 ، ح 6 .
(2) وسائل الشيعة ، ج 11 ، ص 403 ، ب 3 ، الأحاديث .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 496 _

  ثقة الإسلام الكليني ( قدس سره ) بسنده إلى جابر عن الإمام أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال :
  ( فأنكروا بقلوبكم ، والفظوا بألسنتكم ، وصكّوا بها جباههم ، ولا تخافوا في الله لومة لائم ، فإنْ اتّعظوا وإلى الحقّ رجعوا فلا سبيل عليهم ( إنّما السَّبيلُ على الذّينَ يَظلمُون النّاسَ ويبغُونَ في الأرْضِ بغَيرِ الحَقِّ اُولئكَ لهُمْ عَذابٌ أَليم ) (1) هنالك فجاهدوهم بأبدانكم ، وأبغضوهم بقلوبكم ، غير طالبين سلطاناً ، ولا باغين مالا ، ولا مرتدّين بالظلم ظفراً ، حتّى يفيؤا إلى أمر الله ، ويمضوا على طاعته ) .
  (3) دعائم الإسلام ، ج 2 ، ص 351. وعنه المستدرك ، ج 12 ، ص 192 ، ب 3 ، ح 6 ، المسلسل 13852 .

-------------------------------
(1) سورة الشورى ، الآية 42 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 497 _

الوصيّة المائة والعشرون :
  نقلها القاضي نعمان في دعائم الإسلام :
  دعائم الإسلام ، عن علي ( عليه السلام ) أنّه قال ، مرضتُ فعادَني رسولُ الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأنا لا اتَقَارُّ (1) على فراشي فقال :
  يا علي ، إنّ أشدَّ النّاسِ بَلاءً النبيّون ، ثمَّ الأوصياءُ ، ثمّ الذّين يلُونَهم ، ثمّ قال ، أَتُحِبّ أن يَكشِفَ اللّهُ ما بكَ ؟ فقلتُ ، بَلى يا رسولَ اللّهِ .
  قال ، قُل ، ( اللّهمَّ ارحَمْ جِلدي الرَّقيقَ وعَظمي الدَّقيقَ ، وأعوذُ بكَ من فَورةِ الحريقِ يا اُمَّ مِلْدَم (2) إنْ كنتِ آمنتِ باللّهِ فلا تأكُلي اللَّحَم ولا تشربي الدَّمَ ولا تفوري على الفَم ، وانتقلي إلى مَن يزعَمُ أنّ معَ اللّهِ إلهاً آخر ، فأنا أشهدُ ، أنْ لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ وأشهدُ أنّ محمّداً عبدُهُ ورسولُه ) .
  قال علي ( عليه السلام ) ، ففعلتُها ، فعوفيتُ من ساعتي (3) .
  (1) من القرار أي لا يملكني الإستقرار والإستراحة في فراشي من شدّة الحمّى .
  (2) اللّدم هو الضرب ، واُمّ مِلدم بكسر الميم كنية للحمّى .
  (3) دعائم الإسلام ، ج 2 ، ص 140 ، ح 490 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 498 _

الوصيّة المائة والواحدة والعشرون :
   نقلها القاضي نعمان في دعائم الإسلام :
  دعائم الإسلام ، عن علي ( عليه السلام ) أنّه قال ، قال لي رسولُ الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  يا علي ، لا تقومَنَّ في العِثْكِل (1) قلتُ ، وما العِثْكِلُ يا رسولَ اللّهِ ؟ قال ، أن تصلّيَ خلفَ الصّفوفِ وَحدَكَ (2) .
  (1) في المستدرك ، ( العيكل ) ولم نعثر له في اللغة على معنىً ، والظاهر انّه تصحيف .
  واحتمل أن يكون الصحيح هو الفِسكل بتقريب أنّه المناسب للمقام ، فالفِسكل بكسر الفاء والكاف وهو الفرس الذي يجيء في آخر الحلبة ، ورجل فِسكول ، أي متأخّر أبداً كما في المحيط للصاحب بن عبّاد (1) ويحتمل أن يكون الصحيح هو العثكل كما في المصدر ، بتوجيه أنّ العثكل هو عذق النخل ، يقال ، فلان عثكل أي عَدا ثقيلا كما في الأقرب (2) .
  فلعلّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) شبّه الرجل في آخر صفّ الجماعة بالقائم في العثكل من جهة تثاقله في عَدْوه حتّى يكون في آخر القوم ، فتكون الكلمة كناية عن التثاقل والتأخّر والله العالم .
  (2) دعائم الإسلام ، ج 1 ، ص 155. وعنه المستدرك ، ج 6 ، ص 498 ، ب 46 ، ح 1 ، المسلسل 7353 .

-------------------------------
(1) المحيط في اللغة ، ج 6 ، ص 356 .
(2) أقرب الموارد ، مادّة عثك .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 499 _

الوصيّة المائة والثانية والعشرون :
   نقلها القاضي نعمان في دعائم الإسلام :
  دعائم الإسلام ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) انّه لمّا بعث عليّاً ( عليه السلام ) إلى اليمن قال له :
  يا علي ، إذا قضيتَ بين رجلَينِ فلا تَقضِ للأوَّلِ حتّى تسمعَ ما يقولُ الآخَر (1) .
  ونَهي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يتكلَّمَ القاضي قبلَ أن يسمعَ قولَ الخَصمَين (2) .
  (1) وهذا من أحكام القضاء ، فإنّه لا يجوز للقاضي الحكم قبل سماع كلام الخصمين .
  وفي حديث محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، إذا تقاضى إليك رجلان فلا تقضي للأوّل حتّى تسمع من الآخر ، فإنّك إذا فعلت ذلك تبيّن لك القضاء (1) .
  وفي الحديث الذي يليه مسنداً إلى هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال ، كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لا يأخذ بأوّل الكلام دون آخره .
  (2) دعائم الإسلام ، ج 2 ، ص 533 ، ح 1896 ، وعنه المستدرك ، ج 17 ، ص 351 ، ب 4 ، ح 2 ، المسلسل 21552 ، وقريب منه في عيون الأخبار ، ج 2 ، ص 64 ، ب 31 ، ح 286 .

-------------------------------
(1) وسائل الشيعة ، ج 18 ، ص 158 ، ب 4 ، ح 2 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 500 _

الوصيّة المائة والثالثة والعشرون :
  نقلها الشيخ جعفر بن أحمد القمّي في جامع الأحاديث :
  جامع الأحاديث ، عن زيد بن بثيع ، عن علي ( عليه السلام ) قال :
   بعثني رسولُ الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ـ حين اُنزلت براءة (1) ـ بأربع :
  لا يطوفُ بالبيتِ عُريان ، ولا يقربِ المسجدَ الحرامَ مُشركٌ بعدَ عامِهم هذا ، ومَن كانَ بينَهُ وبينَ رسولِ اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عهدٌ فهو إلى مُدَّتِه (2) ، ولا يدخُلِ الجنَّةَ إلاّ نَفْسٌ مسلِمة (3) (4) .
  (1) أي حينما نزلت سورة براءة ، وأمر النبي بأن يبلّغها علي بن أبي طالب بعد إسترجاعها من أبي بكر ، فبلّغها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بعد الظهر من يوم عيد الأضحى في يوم الحجّ الأكبر .
  (2) أي أنّ أيّ مشرك كان له مع رسول الله عهد إلى مدّة معيّنة فهو باق إلى مدّته ، ومن لم يكن له عهد فمدّته أربعة أشهر .
  (3) وتلاحظ أحاديث تفصيله في تفسير الصافي (1) .
  (4) جامع الأحاديث للشيخ الفقيه جعفر بن أحمد القمّي المعاصر للصدوق ( قدس سره ) ، ص 284 ، ورواه في الهامش عن مستدرك الحاكم ، ج 4 ، ص 178 .

-------------------------------
(1) تفسير الصافي ، ج 2 ، ص 318 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 501 _

الوصيّة المائة والرابعة والعشرون :
  نقلها الشيخ الصدوق في فضائل الشيعة :
  فضائل الشيعة ، حدّثني محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رحمه الله ) ، قال ، حدّثني محمّد بن الحسن الصفّار ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) عن أبيه عن جدّه ( عليهم السلام ) قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) :
  يا علي ، لقد مُثّلَتْ إليّ أُمّتي في الطينِ (1) حينَ رأيتُ صغيرَهم وكبيرَهم أرواحاً قبلَ أنْ تُخلَقَ أجسادُهم (2) ، وإنّي مررتُ بكَ وشيعتِك فاستغفرتُ لكُم .
  فقال علي ( عليه السلام ) ، يا نبيَّ اللّهِ زدني فيهم .
  قال ، نعم ، يا علي تخرجُ أنتَ وشيعتُكَ من قبورِكُم ، ووجوهُكُم كالقمرِ ليلةَ البدرِ ، وقد فُرّجَتْ عنكُم الشّدائدُ ، وذهَبَتْ عنكُم الأحزانُ ، تستظلّونَ تحتَ العرشِ ، تخافُ الناسُ ولا تخافُون ، وتحزَنُ الناسُ ولا تحزَنُونَ ، وتُوضعُ لكُم مائدةٌ والناسُ في المحاسَبة (3) .
  (1) أي حين خلقتهم الاُولى ، فقد خُلق الإنسان من سلالة من طين ، كما صرّح به القرآن الكريم في سورة المؤمنون الآية 12 .
  (2) فإنّه خلقت الأرواح قبل الأبدان بألفي عام ثمّ ركبت في الأبدان ، كما في حديث جابر الجعفي ، عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، فلاحظ تفصيل أحاديث الباب (1) .
  (3) فضائل الشيعة للشيخ الجليل الصدوق ، ص 31 ، من الطبعة المترجمة .

-------------------------------
(1) بحار الأنوار ، ج 61 ، ص 132 ، ب 43 ، ح 5 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 502 _

الوصيّة المائة والخامسة والعشرون :
   نقلها الشيخ الصدوق في علل الشرائع :
  علل الشرائع ، حدّثنا عبدالله بن محمّد بن عبدالوهاب القرشي ، قال ، حدّثنا منصور بن عبدالله بن إبراهيم الإصفهاني ، قال ، حدّثنا علي بن عبدالله الإسكندراني قال ، حدّثنا عبّاس بن العبّاس القانعي ، قال ، حدّثنا سعيد الكندي ، عن عبدالله بن حازم الخزاعي ، عن إبراهيم بن موسى الجهني ، عن سلمان الفارسي قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) :
  يا علي ، تختَّمْ باليَمينِ تكُنْ من المقرَّبينَ (1) .
  قال ، يا رسولَ اللّهِ وما المقرّبُونَ ؟
  قال ، جبرئيلُ وميكائيلُ .
  قال ، بِمَ أتختّمُ يا رسولَ اللّه ؟
  قال ، بالعقيقِ الأحمرَ (2) .
  فإنَّه أَقرَّ للّهِ عزَّوجَلَّ بالوَحدانيّةِ ، ولي بالنبوَّةِ ، ولكَ يا علي بالوَصيّةِ ، ولوُلدكَ بالإمامةِ ، ولمحبّيكَ بالجنّةِ ، ولشيعةِ وُلدِك ...
  (1) ومن علائم المؤمن التختّم باليمين ، وقد تقدّم ما يقرب من هذا الحديث الشريف في وصيّة الفقيه المتقدّمة .
  (2) وهو جبل معروف باليمن يتّخذ منه الفصوص ، وبعض الأحجار المتّخذة من العقيق أبيض ، وبعضه أصفر ، والأحمر أفضل اُمر بالتختّم به في هذه الوصيّة

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 503 _

  بالفردوس (3) (4) .
  الشريفة .
  (3) وقد تقدّم في الوصيّة رقم 25 الإشارة إلى حديث ابن عبّاس وأحاديث عرض المودّة والولاية على السماوات والأرضين المتّفق عليها بين الفريقين الخاصّة والعامّة فراجع .
  ولا استغراب في أن يكون للحجر بقدرة الله تعالى إيمان وتصديق وإقرار ... فإنّ له كسائر الأشياء من هذا الكون الوسيع ذكر وتسبيح بحسب حاله ، وإن كنّا لا نسمع ذلك .
  قال عزّ إسمه ، ( وإنْ مِنْ شَيء إلاّ يُسبّحُ بِحَمْدِهِ ولكنْ لا تَفْقَهُونَ تَسبِيحَهُم ) (1) .
  ويجدر ملاحظة فضل العقيق أيضاً في أحاديثه المباركة منها :
  قوله ( عليه السلام ) ، ( ركعتان بالعقيق أفضل من ألف بغيره ) .
  وقوله ( عليه السلام ) ، ( العقيق حرز في السفر ) .
  وقوله ( عليه السلام ) ، ( وتختّموا بالعقيق يبارك عليكم ، وتكونوا في أمن من البلاء ) .
  (4) علل الشرائع ، ص 158 ، ب 127 ، ح 3 ، وعنه البحار ، ج 27 ، ص 280 ، ب 17 ، ح 1 ، وقريب منه في مناقب آل أبي طالب ، ج 3 ، ص 301 ، وعنه المستدرك ، ج 3 ، ص 295 ، ب 32 ، ح 2 ، المسلسل 3620 .

-------------------------------
(1) سورة الإسراء ، الآية 44 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 504 _

الوصيّة المائة والسادسة والعشرون :
   نقلها الشيخ الطوسي في الغيبة :
  الشيخ الطوسي في الغيبة ، عن ابن أبي الجيد ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن أبي القاسم ، عن أبي سمينة ، عن حمّاد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سليم بن قيس الهلالي ، عن جابر بن عبدالله ، وعبدالله بن عبّاس قالا ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في وصيّته لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) :
  يا علي إنّ قريشاً ستُظاهرُ عليكَ (1) ، وتجتمعُ كلمتُهم على ظُلمِكَ وقَهرِك ، فإنْ وَجَدتَ أعواناً فجاهِدهُم ، وإن لمْ تجْدِ أعواناً فكُفَّ يَدَكَ واحقِن دَمَكَ (2) فإنَّ الشّهادةَ من وراءِكَ .
  (1) أي تتعاون على إيذائك والإساءة إليك ، من المظاهرة بمعنى المعاونة .
  (2) وإلى هذا العهد أشار أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في كتابه الشريف المفصّل ، الذي كتبه بعد منصرفه من النهروان ، وأمر عبيدالله بن أبي رافع بقراءته على الناس ، وإستشهد معه عشرة من ثقاته ، كما تلاحظه في كشف المحجّة للسيّد ابن طاووس (1) نقلا عن كتاب الرسائل لثقة الإسلام الكليني ( قدس سره ) ... فقد جاء في هذا الكتاب قوله ( عليه السلام ) ، ( ... وقد كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عَهِدَ إليّ عهداً ... ) ثمّ ذكر هذا العهد الشريف .
  وقد تقدّم في الوصيّة رقم 11 كلامه ( عليه السلام ) في التشكّي والتظلّم من قريش في

-------------------------------
(1) كشف المحجّة ، ص 235 و 248 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 505 _

  لعنَ اللّهُ قاتلَك (3) .
  نهج البلاغة فلاحظ .
  (3) كتاب الغيبة ، ص 117 ، وعنه المستدرك ، ج 11 ، ص 74 ، ب 28 ، ح 3 ، المسلسل 12461 .
  وأصل الحديث هو من وصايا النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لبني عبدالمطّلب ، لمّا جمعهم عند موته ، وأوصاهم بحقّ علي أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء وأولادهما إلى الإمام المهدي ( عليهم السلام ) ، وتوجّه إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بوصيّته هذه .
  وتجد كامل الوصيّة في كتاب سليم بن قيس الهلالي ، ج 2 ، ص 905 ، الحديث الحادي والستّون وهي وصيّة جامعة شريفة ينبغي ملاحظتها .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 506 _

الوصيّة المائة والسابعة والعشرون :
   نقلها الشيخ جعفر بن أحمد القمّي في الغايات :
 كتاب الغايات ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال :
   شرُّ النّاسِ مَن سافرَ وحدَه ، ومنعَ رفدَه (1) ، أو أكلَ زادَه (2) وضربَ عبدَه ونزلَ وحدَه ، ثمَّ قال :
  يا علي ، ألا اُنبّئُكَ بِشَرّ مِن هذا ؟ قلتُ ، بلى يا رسولَ اللّهِ قال ، من يُبغضُ النّاسَ ويُبغضُونَه (3).
  ثمّ قال ، ألا اُخبرُكَ بِشَرّ منه ؟ قلتُ ، بلى ، قال ، من لا يُرجى خَيرُه ولا يُؤمنُ شَرّه (4) (5) .
  (1) الرفد بكسر الراء هو العطاء والعون .
  (2) أي أكل طعامه وحده ، ولم يبذل منه شيئاً لغيره .
  (3) فهو خلاف الأخلاق الإسلامية وما يلزم أن يكون عليه المسلم مع أخيه المسلم مُحبّاً ومحبوباً بواسطة حُسن المعاشرة .
  (4) وهو خلاف صفة المؤمن الذي يكون الخير منه مأمول ، والشرّ منه مأمون فإذا صدر من الإنسان الشرّ كان من الأشرار ، وهو أسوء حالا ممّن يبغض الناس ويبغضونه .
  (5) كتاب الغايات للشيخ الأقدم أبي محمّد جعفر بن أحمد القمّي ، ص 91 ، وعنه المستدرك ، ج 11 ، ص 375 ، ب 49 ، ح 1 ، المسلسل 13298 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 507 _

الوصيّة المائة والثمانية والعشرون :
   نقلها الشيخ الصدوق في ثواب الأعمال :
  ثواب الأعمال ، أبي ( رحمه الله ) ، قال ، حدّثني أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن يعقوب بن يزيد ، عن عبدالله البصري يرفعه إلى أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  يا علي ، إنَّ اللّهَ جعل الفقَر أمانةً عندَ خَلْقِه ، فمَن سَتَرهُ كانَ كالصّائِم القائِم (1) ، ومَن أفشاهُ إلى مَن يَقْدِرُ على قضاءِ حاجتِه فلمْ يفعلْ فقد قتَلَه ، أما إنّه ما قَتَلهُ بسيف ولا رُمح ، ولكنْ بما أنكى (2) مِن قَلبِه (3) .
  (1) لعلّه من حيث الصبر والتحمّل والأجر ، فيعطى أجر الصائم القائم للفقير الذي يستر فقره ممّا يستفاد منه محبوبية ستر الفقر عن الناس والتعفّف بذلك ، بحيث يكون مصداقاً لقوله تعالى : ( يَحسَبُهُم الجاهِلُ أغنِياءَ مِنَ التَعَفُّف ) (1) .
  (2) من النكاية بمعنى الجرح والوجع أي أوجع قلبه ، وأثّر فيه كتأثير الجرح .
  (3) ثواب الأعمال للشيخ الجليل الأقدم الصدوق ، ص 217 ، باب ثواب كتمان الفقر ، ح 1 .

-------------------------------
(1) سورة البقرة ، الآية 273 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 508 _

الوصيّة المائة والتاسعة والعشرون :
  نقلها الشيخ ورّام بن أبي فرّاس الأشتري في تنبيه الخواطر ونزهة النواظر :
  تنبيه الخواطر ، عن علي ( عليه السلام ) قال ، قلتُ ، اللّهمَّ لا تحوجْني إلى أحد من خلقك ، فقال رسولُ الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  يا علي ، لا تقولَنَّ هكذا ما مِن أَحَد إلاّ وهُو مُحتاجٌ إلى النّاسِ ، قال ، فقلتُ ، كيفَ أقولُ يا رسولَ اللّهِ ؟ قال :
  قُل ، اللّهمَّ لا تُحْوِجْني إلى شِرارِ خَلقِك .
  قلتُ ، يا رسولَ اللّهِ ومَن شِرارُ خَلقِه ؟ قال ، الّذين إذا أعطوا مَنّوا وإذا مَنّوا عابُوا (1) (2) .
  (1) فتكون عطاياهم مقرونة بالمنّة على الآخذ ، والتعييب والتنقيص له ، وهذا يبطل العطيّة ، ويوجب الأذيّة ، فيكون شرّاً في البريّة وقد قال تعالى ، ( ياأيُّها الذينَ آمَنوُا لا تُبطِلُوا صَدَقاتِكُم بالمَنِّ والأذى ) (1) .
  (2) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر للشيخ الجليل ورّام بن أبي فرّاس الأشتري ، ج 1 ، ص 39 ، وعنه المستدرك ، ج 5 ، ص 263 ، ب 55 ، ح 2 ، المسلسل 5831 .

-------------------------------
(1) سورة البقرة ، الآية 264 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 509 _

الوصيّة المائة والثلاثون :
   نقلها السيّد الشبّر في طبّ الأئمّة ( عليهم السلام ) :
  طبّ الأئمّة ( عليهم السلام ) ، قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) :
  إذا أردتَ أن تَحفَظَ كلَّ ما تَسمع فقُل في دَبْرِ كلِّ صلاة : ( سُبحانَ مَن لا يَعتدي على أهلِ مملكتِه ، سُبحانَ من لا يأخُذُ أهلَ الأرضِ بألوانِ العذابِ ، سُبحانَ الرّؤوفِ الرَّحيم ، اللّهمَّ اجعَلْ لي في قَلبي نُوراً وبَصَراً وفَهْماً وعِلْماً انَّكَ على كلِّ شَيء قَدير ) (1) (2) .
  (1) ذكر السيّد شبّر ( قدس سره ) هذه الوصيّة الشريفة في باب ما يورث الحفظ ، وأضاف بيان الروايات الواردة في أنّ ممّا يوجب الحفظ أيضاً قراءة آية الكرسي ، وأن يقول في كلّ يوم بعد صلاة الفجر قبل أن يتكلّم :
  ( ياحيُّ ، ياقيّوم ، فلا يفوتُ شيئاً علمه ، ولا يؤدّه ) فإنّه يكثر حفظه ويقلّ نسيانه ، وتقدّم منّا مزيد البيان في ذلك في وصيّة الفقيه المتقدّمة الاُولى تحت قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  يا علي ، ثلاثة يزدن في الحفظ ويُذهبن البلغم ، اللُبان ، والسواك ، وقراءة القرآن .
  (2) طبّ الأئمّة ( عليهم السلام ) للعلاّمة الجليل السيّد عبدالله شبّر ، ص 388 .

وصايا الرسول (ص) لزوج البتول _ 510 _

الوصيّة المائة والواحدة والثلاثون :
   نقلها الشيخ الطبرسي سبط أمين الإسلام في مشكاة الأنوار :
  مشكاة الأنوار ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال :
  يا علي ، سيّدُ الأعمال (1) ثلاثُ خِصال :
  إنصافُكَ من نفسِك ، ومواساةُ الأخِ في اللّهِ ، وذكرُ اللّهِ ( تباركَ وتعالى ) على كُلِّ حال (2) .
  (1) أي التي تسود الأعمال الصالحة ، وتجمع الخصال الحسنة ، فتكون سيّد الأعمال .
  وقد مضت هذه الخصال الثلاثة في وصيّة الفقيه تحت عنوان أنّها لا تطيقها هذه الاُمّة وتقدّم شرحها فلاحظ .
  (2) مشكاة الأنوار للمولى الطبرسي سبط أمين الإسلام ، ص 55 ، وعنه المستدرك ، ج 5 ، ص 285 ، ب 1 ، ح 5 ، المسلسل 5865 .