الإحتجاج ، روى فيما يجري من المصائب ويقع من الظلم على أهل البيت ( عليهم السلام ) بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وما أوصى به صلوات الله عليه وآله علياً ( عليه السلام ) في حديث عبادة بن الصامت ، وقد جاء فيه :
( ... لكأنّي بأهلِ بيتي وهُم المقهورُونَ المشتَّتُون في أقطارِها ، وذلكَ لأمر قد قضى ، ثمّ بكى رسولُ اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتّى سالَت دموعُه ثمّ قال :
يا علي ، الصَّبر الصَّبر حتّى ينزلَ الأمرُ ، ولا حولَ ولا قوّةَ إلاّ باللّهِ العليِّ العظيمِ ، فإنَّ لكَ من الأجرِ في كُلِّ يَوم ما لا يُحصيهِ كاتباك (1) فإذا أمكنَكَ الأمرُ (2) فالسَّيف السَّيف ، القتل القتل ، حتّى يفيئُوا إلى أمرِ اللّهِ وأمرِ رسولِه .
فإنَّكَ على الحقِّ ، ومَن ناواكَ على الباطِلِ ، وكذلكَ ذرّيتُكَ مِن بعدِك إلى يومِ القيامةِ (3) (4) .
(1) فانّه يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب .
(2) أي إذا وجدت أعواناً كفاة على أخذ الحقّ ودفع الباطل .
(3) فهم مع الحقّ والحقّ معهم لا يفارقهم ولا يفارقونه ، ولا يزايلهم ولا يزايلونه كما ورد في المسلّم من أحاديث الفريقين .
(4) كتاب الإحتجاج للشيخ الجليل الطبرسي ، ج 1 ، ص 291 .
الوصيّة المائة والثالثة والثلاثون :
المنقولة في مسند زيد الشهيد :
مسند زيد الشهيد ، عن أبيه عن جدّه عن علي ( عليهم السلام ) فيما أوصاه رسولُ الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حين بعثه إلى اليمنِ ضَربَ يدَهُ على صدرِه ودعا لهُ ، فقال :
اللّهمَّ اهْدِ قلبَه وَثبّتْ لسانَه ولقّنهُ الصَّوابَ ، وثبّتْهُ بالقَولِ الثّابتِ ، ثمّ قالَ .
يا علي ، إذا جَلَس بين يديكَ الخَصمان فلا تَعجَلْ بالقضاءِ بينَهما حتّى تَسمعَ ما يقولُ الآخر .
يا علي ، لا تَقضِ بينَ إثنين وأنتَ غَضبان ، ولا تَقبلِ هَديّةَ مُخاصِم ، ولا تُضيّفِهُ دونَ خصمِه ، فإنَّ اللّهَ عزّوجلّ سيهدي قلبَكَ ، ويُثبّتُ لسانَك. قال ، فقال ( عليه السلام ) ، فوالّذي فَلَقَ الحبّة (1) وبرأَ النَّسمَةَ (2) ما شككتُ في قضاء بَعْدُ (3) (4) .
(1) أي شَقَّها ، والحبّة هي مثل الحنطة والشعير .
(2) أي خَلَقها ، والنسمة هي كلّ ذي روح .
(3) بل قضى بعين الحقّ وكبد الحقيقة حتّى قال فيه الرسول (ص) ( أقضاكم علي ) ، و ( أقضى الاُمّة علي ) في الأحاديث المتّفق عليها بين الفريقين
(1) ويشهد له قضاياه العجيبة ، وأحكامه المصيبة المتواترة عنه بحيث أغنى العيان عن البرهان
(2) .
(4) مسند زيد الشهيد ( عليه السلام ) ، ص 394 .
-------------------------------
(1) غاية المرام ، ص 528 ، ب 39 ـ 40. وإحقاق الحقّ ، ج 4 ، ص 321 .
(2) بحار الأنوار ، ج 40 ، ص 218 ، ب 97 ، الأحاديث الخمس والتسعون .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 513 _
الوصيّة المائة والرابعة والثلاثون :
نقلها السيّد رضي الدين بن طاووس في جمال الأسبوع :
جمال الأسبوع ، حدّثني جماعة باسنادهم إلى محمّد بن الحسن الصفّار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن علي بن معبد [ سعد ] ، عن واصل بن عطاء ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال ، قال النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ذات يوم لعلي ( عليه السلام ) :
يا علي ، ألا اُبشّركَ ؟ فقال ، بلى بأبي أنتَ واُمّي ، فإنّكَ لم تَزَلْ مُبشِّراً بكلِّ خير ، فقال ، أخبَرَني جَبرئيلُ آنِفاً (1) بالعَجَب (2) ، قلتُ ، ما الّذي أخبَركَ يا رسولَ اللّه ؟
قال ، أخبَرَني أنَّ الرَّجُلَ من اُمّتي إذا صَلّى عَلَيَّ وأَتْبَعَ بالصّلاةِ على أهلِ بيتي فُتِحَتْ لهُ أبوابُ السَّماءِ ، وصَلَّتْ عليهِ الملائكةُ سبعين صلاة ، وإنّهُ لمذنبٌ خَطّاء (3) ، ثمّ تحاتَّ عنهُ الذُّنوب (4) كما تحاتَّ الورقُ مِن الشَّجر .
فيقولُ اللّهُ تباركَ وتعالى ، لَبّيك ياعبدي وسَعْدَيك ، يا ملائكتي أنتُم تُصلّونَ عليهِ سبعينَ صلاة ، وأنا أُصلّي عليهِ سبعمائَة صلاة .
(1) الآنف هو أوّل وقت يقرب منّا كما في المجمع ، ص 400 .
(2) أي بشيء عجيب .
(3) أي حتّى إذا كان مذنباً كثير الخطأ .
(4) من قولهم ، تحاتّ الشيء ، إذا تناثر وتساقط .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 514 _
فإذا صلّى عَلَيَّ ولم يُتبع [ الصَّلاةَ ] على أهلِ بيتي كانَ بَينَه (5) وبَينَ السَّماءِ سبعُونَ حجاباً .
وَيقول اللّهُ تبارَك وتعالى ، لا لبَّيكَ ياعبدي ولا سَعْدَيكَ ، يا ملائكتي لا تُصعِدوا دعاءَه ، إلاّ أنْ يُلحِقَ بنبيّي عِترتَه ، فلا يَزالُ محجوباً حتّى يُلحِقَ بي أهلَ بيتي (6) (7) .
(5) أي بين هذا المصلّي صلوات ناقصة وبين السماء .
وفي البحار والمستدرك ( بينها ) أي بين هذه الصلوات الناقصة وبين السماء .
(6) قد مرّت الإشارة منّا في وصيّة الفقيه إلى فضل الصلوات وكيفيّتها وتلاحظه في مفصّل الأحاديث
(1) .
(7) جمال الأسبوع للسيّد الجليل رضي الدين بن طاووس ، ص 157 ، وعنه بحار الأنوار ، ج 94 ، ص 56 ، ب 29 ، ح 30 ، والمستدرك ، ج 5 ، ص 354 ، ب 35 ، ح 7 ، المسلسل 6071 .
وجاءت هذه الوصيّة أيضاً بطريق الصدوق في الأمالي ، ص 345 .
-------------------------------
(1) بحار الأنوار ، ج 94 ، ص 47 ـ 72 ، ب 29 ، المشتمل على سبعة وستّين حديثاً .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 515 _
الوصيّة المائة والخامسة والثلاثون :
نقلها السيّد رضي الدين بن طاووس في جمال الأسبوع :
جمال الأسبوع ، من خطّ أبي الفرج بن أبي قرّة ، عن أحمد بن محمّد بن الجندي ، عن عثمان بن أحمد بن السمّاك ، عن أبي نصر السمرقندي ، عن الحسين بن حيدر ، عن زهير بن عبّاد ، عن محمّد بن عبّاد ، عن أبي البختري ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه ( عليهم السلام ) عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال لعلي ( عليه السلام ) في وصيّة له :
يا علي ، على الناسِ في يَوم من سَبعةِ أيّام (1) الغسلُ ، فاغتسِلْ في كُلّ جمعة (2) ولو أنَّكَ تشتري الماءَ بقُوتِ يومِك وتَطويهِ (3) فإنّه ليسَ شيءٌ من التطوّعِ أعظمَ منه (4) (5) .
(1) في البحار والمستدرك ، في كلّ سبعة أيّام .
(2) في المستدرك ، فاغتسل يوم الجمعة .
(3) يعني تطوى قوت يومك أي لا تأكل ولا تشرب. يقال ، طوى يومه أي لم يأكل ولم يشرب فيه .
(4) أي من غسل الجمعة ، وتلاحظ تأكّد إستحبابه ، وكثرة فضله ، والنهي عن تركه ، في أحاديث بحار الأنوار
(1) من بابه المشتمل على إثنين وعشرين حديثاً ، منها الحديث الرابع عشر منه المروي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال ، ( غسل
-------------------------------
(1) بحار الأنوار ، ج 81 ، ص 122 ، ب 5 ، الأحاديث .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 516 _
الجمعة طهور وكفّارة لما بينهما من الذنوب من الجمعة إلى الجمعة ) .
حتّى أنّه لو خاف الإنسان عوز الماء وعدم وجدانه يوم الجمعة قدّم الإتيان بالغسل يوم الخميس ، ومن فاتته قضاه بعد زوال الجمعة أو يوم السبت .
(5) جمال الأسبوع للسيّد الجليل رضي الدين بن طاووس ، ص 366 ، وعنه البحار ، ج 81 ، ص 129 ، ب 42 ، ح 17 ، والمستدرك ، ج 2 ، ص 502 ، ب 3 ، ح 9 ، المسلسل 2564 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 517 _
الوصيّة المائة والسادسة والثلاثون :
نقلها السيّد رضي الدين بن طاووس في جمال الأسبوع :
جمال الأسبوع ، روى عن ابن عبّاس ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
ألا اُعلّمكَ كلمات ينفعكَ اللّهُ عزَّوجَلَّ بهِنَّ ، وتنفعُ بهنَّ مَن علّمتَهُنَّ وَيثُبتُ ما تعلّمتَهُ في صَدرِك (1) ؟
قلتُ ، بلى يا رسولَ اللّه .
قال ، إذا كانَت ليلةُ الجمعَةِ فقُم في الثُّلث الثّالث من اللّيلِ ، فإنْ لم تستطِعْ فَقبْلَ ذلك ، فصَلّ أربعَ ركعات ، تقرءُ في الرّكعةِ الاُولى منهنَّ فَاتحَة الكتابِ وسورةَ ياسين ، وفي الثانيةِ فاتحةَ الكتابِ وتنزيلَ السُّجدة وفي الثالثةِ فاتحةَ الكتابِ وحَم الدخان ، وفي الرابعةِ فاتحَة الكتابِ وتبارَكَ الّذي بيدِه المُلك ، فإذا فَرغتَ من التشهّد وسلّمتَ فاحمَد اللّهَ عزّوجَلّ ، وأثْنِ عليهِ ، وصَلِّ عليَّ بأحسنِ الصَّلاةِ ، ثمّ استغفرْ للمؤمنينَ ، ثُمَّ قُلْ :
اللّهمَّ ارحَمْني بتَركِ المعاصي أبَداً ما أبقيَتنىْ .
(1) فيكون من آثار هذا العمل والدعاء الشريف المثوبة والمنفعة ، مضافاً إلى كونه موجباً للحفظ وقوّة الحافظة .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 518 _
وارحَمْني مِنْ أنْ أتكلَّفَ طلَب ما لا يَعنيني ، وارزُقْني حُسنَ النظر فيما يُرضيكَ عنّي ، اللّهمَّ بديعَ السماواتِ والأرضِ ذا الجلال والإكرامِ والعزّةِ التي لا تُرام أسألُكَ يا اللّهُ يا رحمنُ بجَلالِك ونُورِ وَجهِكَ أنْ تُلزِمَ قلبي حِفظَ كتابِكَ كما علمتنيهِ ، وارزُقني أنْ أتلَوه على النَّحوِ الذي يُرضيك عنّي .
اللّهمَّ بديعَ السماواتِ والأرضِ ذا الجلالِ والإكرام والعزِّ الّذي لا يُرامَ أسألكَ يا اللّهُ يا رحمنُ بجلالِكَ ونورِ وجهكَ أنْ تنوّرَ بكتابِكَ بصري ، وأنْ تشرح بهِ صَدري ، وأنْ تُطلقَ بهِ لساني ، وأنْ تفرّجَ بهِ عن قلبي ، وأنْ تستعملَ بهِ بدني ، فإنّه لا يعينُني على الخيرِ غيرُك ، ولا يؤتيه إلاّ أنتَ ، ولا حولَ ولا قوّةَ إلاّ باللّهِ العليّ العظيم .
إفعل ذلك يا أبا الحسن ثلاثَ جُمَع أو خمساً أو سبعاً (2) .
(2) جمال الأسبوع ، ص 86 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 519 _
الوصيّة المائة والسابعة والثلاثون :
نقلها السيّد الحميري في شرح القصيدة الذهبية :
السيّد المرتضى في شرح القصيدة الذهبية ، عن أبي سعيد الخدري ، قال ، قال رسول الله لعلي صلوات الله عليهما :
يا علي ، إنّهُ لا يَحلّ لأحد من هذهِ الاُمّةِ أن يجنبَ في هذا المسجدِ غيري وغيرك (1) (2) .
(1) فإنّهم أهل بيت الطهارة ومورد آية التطهير وقد أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا .
فلا رجاسة ولا نجاسة فيهم حتّى تمنعهم عن دخول المسجد كما أثبتنا ذلك بالدليل والتفصيل في مبحث العصمة من الإمامة .
ويؤيّد هذه الوصيّة الشريفة روايات عديدة تصرّح بذلك ، تلاحظها في الوسائل
(1) .
(1) حديث الريّان بن الصلت عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ( ألا إنّ هذا المسجد لا يحلّ لجنب إلاّ لمحمّد وآله ) .
(2) حديث الرازي عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) عن آبائه ( عليهم السلام ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ( لا يحلّ لأحد أن يجنب في هذا المسجد إلاّ أنا وعلي
-------------------------------
(1) وسائل الشيعة ، ج 1 ، ص 486 ، ب 15 ، الأحاديث 11 و 12 و 21 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 520 _
وفاطمة والحسن والحسين ، ومن كان من أهلي فإنّه منّي ) .
(3) حديث الإمام العسكري ( عليه السلام ) في تفسيره عن آبائه ( عليهم السلام ) عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في حديث سدّ الأبواب ، أنّه قال ، لا ينبغي لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت في هذا المسجد جنباً إلاّ محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والمنتجبون من آلهم ، الطيّبون من أولادهم
(1) .
وحديث سدّ الأبواب إلى المسجد إلاّ باب بيت علي وفاطمة الذي هو دليل عملي قطعي على هذا الأمر متواتر بين العامّة والخاصّة ، روته الخاصّة في خمسة عشر حديثاً ، وروته العامّة في تسعة وعشرين حديثاً ، تلاحظها بنصوصها وأسنادها في غاية المرام
(2) .
(2) شرح القصيدة الذهبية للسيّد الحميري رحمه الله تعالى ، ص 55 .
وعنه المستدرك ، ج 1 ، ص 492 ، ب 8 ، ح 9 ، المسلسل 1165 .
-------------------------------
(1) العقائد الحقّة ، ص 317 .
(2) غاية المرام ، ص 647 ـ 639 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 521 _
الوصيّة المائة والثمانية والثلاثون :
نقلها الشهيد الثاني في كشف الريبة :
كشف الريبة ، في رسالة الإمام الصادق ( عليه السلام ) للنجاشي ، حدّثني أبي عن آبائه عن علي ( عليهم السلام ) عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن قال يوماً :
يا علي ، لا تناظِرْ رجلا حتّى تنظرَ في سَريرتِه (1) .
فإنْ كانتْ سَريرتُهُ حَسَنةً فإنّ اللّه عزَّوجْلّ لمْ يكنْ ليخُذلَ وليَّهُ (2) .
وإن كانَت سريرتُه رديَّةً فقد يكفيهِ مَساويه (3) فلَو جَهدتَ أنْ تعملَ بهِ أكثرَ ممّا عَمِلهُ من معاصي اللّهِ عزَّوجَلّ ما قَدَرْتَ عليه (4) .
(1) أي تتعرّف على باطنه ، بواسطة معرفة أحواله وحالاته ومقالته وسيرته .
(2) فتحسن المناظرة معه ، حيث يقع الكلام الحقّ معه مورد القبول لقابلية حسن السريرة .
(3) فلا تحسن المناظرة معه ، لعدم قبوله الحقّ بسبب سوء سريرته .
(4) جاءت رسالة الإمام الصادق ( عليه السلام ) هذه في كتاب كشف الريبة للشهيد الثاني
(1) ، وذكرها المحدّث الحرّ العاملي في الوسائل
(2) وهي الرسالة الجامعة المعروفة بالرسالة الذهبية .
-------------------------------
(1) كشف الريبة ، ص 94 .
(2) وسائل الشيعة ، ج 12 ، ص 150 ، ب 49 ، ح 1 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 522 _
الوصيّة المائة والتاسعة والثلاثون :
نقلها إبن أبي جمهور في غوالي اللئالي :
غوالي اللئالي ، بالأسناد المذكورة في مقدّمة كتابه ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) انّه قال :
يا علي ، أنتَ والطّاهرونَ مِن ذرّيتِكَ مَن أنكَرَ واحِداً منكُم فَقدَ أنَكَرني (1) (2) .
(1) ورد هذا العهد في طرق غير الخاصة أيضاً ففي الينابيع ، ( يا علي ، من قتلك فقد قتلني ، ومن أبغضك فقد أبغضني ، ومن سبّك فقد سبّني ، لأنّك منّي كنفسي ، روحك من روحي ، وطينتك من طينتي ، وأنّ الله تبارك وتعالى خلقني وخلقك من نوره وإصطفاني وإصطفاك ، فاختارني للنبوّة وإختارك للإمامة ، فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوّتي ... )
(1) .
وفي حديث الخوارزمي ، ( من عرف حقّ علي ذكا وطاب ، ومن أنكر حقّه لُعن وخاب )
(2) .
وفي حديث الحافظ ابن أبي الفوارس كما حكاه في الإحقاق ( ومن أنكر حقّه كفر وخاب )
(3) (4) .
-------------------------------
(1) ينابيع المودّة ، ص 52 .
(2) المناقب ، ص 252 .
(3) الأربعين ، ص 27 .
(4) إحقاق الحقّ ، ج 4 ، ص 144 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 523 _
وقد عقد العلاّمة المجلسي باباً في أحاديث من أنكر واحد منهم فقد أنكر الجميع ، وحديث انّ من أنكر واحداً منهم فقد أنكر النبي ، ومن أنكر النبي فقد أنكر الله تعالى فلاحظ
(1) .
(2) غوالي اللئالي ، ج 4 ، ص 85 ، ح 97 .
-------------------------------
(1) بحار الأنوار ، ج 23 ، ص 95 ، ب 95 ، الأحاديث .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 524 _
الوصيّة المائة والأربعون :
نقلها الشخ الطبرسي في مكارم الأخلاق :
مكارم الأخلاق ، في وصيّة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) :
يا علي ، عليكَ بالسواكِ وإن استطعتَ أنْ لا تُقلّ منهُ فافعَلْ ، فإنَّ كلَّ صَلاة تُصلّيها بالسواكِ تَفْضُلُ على الَّتي تصلّيها بغيرِ سواك أربعينَ يوماً (1) (2) .
(1) فصلاة واحدة مع السواك تعادل صلوات أربعين يوماً بغير سواك .
وقد تقدّمت فوائد السواك في وصيّة الفقيه المتقدّمة .
وفي الحديث الثامن من المصدر المتقدّم روي عن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) قوله ، ( لا يستغني شيعتنا عن أربع ، عن خُمْرة يصلّي عليها ، وخاتم يتختّم به ، وسواك يستاك به ، وسبحة من طين قبر الحسين ( عليه السلام ) فيها ثلاث وثلاثون حبّة ، متى قلّبها ذاكراً لله كتب الله له بكلّ حبّة أربعين حسنة ، وإذا قلّبها ساهياً يعبث بها كتب الله له عشرين حسنة ) ، الخمرة ، هي السجّادة الصغيرة التي تُعْمل من سعف النخل .
(2) مكارم الأخلاق ، ج 1 ، ص 118 ، ح 24 ، المسلسل 280 ، وعنه المستدرك ، ج 1 ، ص 365 ، ب 3 ، ح 1 ، المسلسل 868 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 525 _
الوصيّة المائة والواحدة والأربعون :
نقلها الشيخ الطبرسي في مكارم الأخلاق :
مكارم الأخلاق ، عن علي ( عليه السلام ) قال ، قال رسولُ الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
يا علي ، كُلِ الثُّومَ ، فلولا أنّي أُناجي المَلَك لأكلتُه (1) (2) .
(1) وفي الحديث الذي جاء قبله في المكارم حكى عن كتاب الفردوس ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ( كلوا الثوم وتداووا به ، فإنّ فيه شفاء من سبعين داء ) وجاء ذكر أحاديثه في البحار
(1) والوسائل
(2) راجعها إذا أردت التفصيل .
وجاء ذكر خواصه وفوائده في القرابادين
(3) ، وفي المعتمد
(4) فلاحظ .
(2) مكارم الأخلاق ، ج 1 ، ص 394 ، ح 4 ، المسلسل 1336 ، وعنه المستدرك ، ج 16 ، ص 432 ، ب 100 ، ح 3 ، المسلسل 20462 .
-------------------------------
(1) بحار الأنوار ، ج 66 ، ص 246 ، ب 20 ، الأحاديث .
(2) وسائل الشيعة ، ج 17 ، ص 170 ، ب 128 ، الأحاديث .
(3) القرابادين ، ص 147 .
(4) المعتمد ، ص 60 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_526 _
الوصيّة المائة والثانية والأربعون :
نقلها الشيخ فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره :
تفسير فرات الكوفي ، حدّثنا جعفر بن أحمد بن يوسف ، عن علي بن بزرج الحنّاط ، عن علي بن حسّان ، عن عمّه عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال :
نزل على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قوله تعالى ( قُلْ لا أسألُكُم علَيهِ أجْراً إلاّ المَوَدَّةَ فِي القُربى )
(1) .
ثمّ إنّ جبرئيلَ أتاهُ فقال يا محمّد إنّكَ قد قضيتَ نبوّتك ، واستكملتَ أيّامك
(2) ، فاجعل الاسمَ الأكبر ، وميراثَ العلم ، وآثارَ علمِ النبوّةِ ، عند علي ، فإنّي
(3) لا أتركُ الأرضَ إلاّ وفيها عالمٌ تُعرفُ به طاعتي ، وتُعرفُ
(4) به ولايتي ، ويكونُ حجّةً لمن وُلد فيما بين قَبض
(5) النبيّ إلى خروج النبيّ الآخَر .
فأوصى إليهِ بالاسمِ ، وميراثِ العلم ، وآثارِ علمِ النبوّة ، وأوصى إليهِ بألفِ باب يُفتحُ لكلِّ باب ألفُ باب وكلِّ كلمة ألف كلمة ،
-------------------------------
(1) سورة الشورى ، الآية 23 .
(2) في المصدر ، وأسلبتك أيّامك ، وأثبتنا ما هنا وما يليه من البحار
لأجوديته في النظر .
(3) في المصدر ، وإنّي .
(4) في المصدر ، ويعرف في كلا الموضعين .
(5) في المصدر ، فيما تربّص .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 527 _
ومات (6) يومَ الإثنين ، وقال :
يا علي ، لا تخرجْ ثَلاثةَ أيّام حتّى تُؤلّفَ كتابَ اللّهِ كي لا يزيدَ فيهِ الشيطانُ شيئاً ولا ينقُصَ منهُ شيئاً ، فإنّكَ في ضِدّ سُنّةِ وَصيِّ سُليمان عليه الصلاة والسلام (7) .
فلمْ يَضَعْ عليٌ ( عليه السلام ) رداءَهُ على ظَهرِهِ حتّى جَمَعَ القرآنَ ، فلم يَزِدْ فيهِ الشّيطانُ شيئاً ولم يَنقُصْ منهُ شيئاً (8) .
(6) في المصدر ، ومرض .
(7) أفاد العلاّمة المجلسي ( قدس سره ) هنا انّه إشارة إلى ما فعل إبليس بعد موت النبي سليمان من كتابة إبليس السحر وجعله تحت سرير النبي سليمان ، حتّى يُلبّس الأمر على الناس ويوهمهم أنّ ما فعله النبي سليمان كان من السحر لا من النبوّة .
وقد جاء هذا في حديث ابن أبي عمير فيما حَدَثَ بعد موت سليمان ( عليه السلام ) ، ( وضع إبليس السحر وكتبه في كتاب ، ثمّ طواه وكتب على ظهره ، هذا ما وضع آصف بن برخيا للملك سليمان بن داود من ذخائر كنوز العلم ، من أراد كذا وكذا فليفعل كذا وكذا ، ثمّ دفنه تحت السرير ، ثمّ إستثاره لهم فقرؤوه فقال الكافرون ، ما كان سليمان يغلبنا إلاّ بهذا ، وقال المؤمنون ، بل هو عبدالله ونبيّه ، فقال جلّ ذكره ، ( واتّبَعُوا ما تَتلُوا الشَّياطينُ على مُلْكِ سُلَيمانَ وما كَفَرَ سُلَيمانُ ولكِنَّ الشَّياطينَ كفرُوا يُعَلّموُنَ النّاسَ السِّحر )
(1) (2) .
(8) تفسير القرآن الكريم للشيخ الجليل فرات بن إبراهيم الكوفي من أعلام الغيبة الصغرى ، ص 398 ، ح 20 ، في سورة الشورى ، المسلسل 530 ، وعنه مع إختلاف يسير بحار الأنوار ، ج 23 ، ص 249 ، ب 13 ، ح 23 .
-------------------------------
(1) سورة البقرة ، الآية 102 .
(2) بحار الأنوار ، ج 14 ، ص 138 ، ب 11 ، ح 3 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 528 _
الوصيّة المائة والثالثة والأربعون :
نقلها الشيخ فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره :
تفسير فرات الكوفي ، عن محمّد بن عيسى الدهقان ، معنعناً ، عن أبي سعيد الخدري ( رضي الله عنه ) قال ، سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول لعلي :
يا علي أبْشِرْ وبَشِّرْ فليس على شيعتِك كَربٌ (1) [ حَسْرةٌ ] عندَ الموتِ ، ولا وَحشةٌ في القُبور ، ولا حُزنٌ يَومَ النشورِ ، ولَكَأنّي بهم يَخرجُونَ من جَدَثِ القبور ، يَنفُضُونَ التّرابَ عن رُؤوسِهم ولحاهُم ، يقولون ، ( الحَمْدُ للّهِ الّذي أذْهَبَ عَنّا الحَزَنَ إنَّ ربَّنا لَغَفُورٌ شَكُور * الّذي أَحَلَّنا دارَ المُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فيها نَصَبٌ ولا يَمَسُّنا فيها لُغُوب ) (2) (3) .
(1) الكرب والكُربة هو الغم ، فشيعة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في ساعة الموت الذي هو وقت رهيب لا كرب لهم ، بل هو مسرورون لأنّهم هم الفائزون.
فلاحظ ما لهم من مزيد البشائر ، وفريد الفضائل في كتاب ، ( بشارة المصطفى لشيعة المرتضى ) .
(2) سورة فاطر ، الآية 34 / 35 .
(3) تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي ، ص 348 ، ح 475 ، عنه بحار الأنوار ، ج 7 ، ص 198 ، ب 8 ، ح 73 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 529 _
الوصيّة المائة والرابعة والأربعون :
نقلها الشيخ عالم بن سيف النجفي الحلّي في كنز جامع الفوائد :
كنز جامع الفوائد ، شيخ الطائفة ، بإسناده عن إبراهيم بن النخعي ، عن ابن عبّاس قال ، دخلتُ على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقلت ، يا أبا الحسن أخبرني بما أوصى إليك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
قال ، سأخبُركُم ، إنّ الله اصطفى لكُم الدّينَ وارتضاهُ ، وأتَمّ نعمتَه عليكُم ، وكنتُم أحقَّ بها وأهلها ، وإنّ الله أوحى إلى نبيّه أنْ يُوصي إليّ فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
يا علي ، إحْفَظْ وَصيَّتي ، وارْعِ ذِمامي (1) ، وأوفِ بِعَهدي ، وأَنْجِزْ عِداتي (2) ، واقضِ دَيني ، وأحْي سُنّتي ، وادعُ إلى مِلّتي ، لأنَّ اللّهَ تعالى اصطفاني واختارني ، فذكرتُ دعوةَ أخي موسى فقلتُ ، اللّهُمَّ اجعلْ لي وَزيراً من أهلي كما جَعَلتَ هارونَ مِن موسى ، فأوحى اللّهُ عزَّوجلَّ إليَّ ، إنّ عليّاً وزيرُك وناصرُك والخليفةُ من بعدِك ، ثمّ .
يا علي (3) ، أنتَ من أئمّةِ الهُدى وأولادي منكَ ، فأنتُم قادةُ الهُدى والتُقى ، والشَّجَرةُ التي أنا أصلُها ، وأنتُم فرعُها .
(1) جمع ذمّة وهو العهد ، ورعايته هو حفظه .
(2) جمع عِدَة وهو وعد الخير ، وانجازها هو قضاؤها .
(3) في نسخة ، ثمّ قال يا علي .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 530 _
فمَن تَمسَّكَ بها فقد نجا ومَن تخلَّفَ عنها فقد هَلَكَ وهوى ، وأنتُم الّذينَ أوجبَ اللّهُ تعالى مودَّتَكُم وولايتَكُم ، والّذين ذَكَرهُمُ اللّهُ في كتابِه ووصفَهُم لعبادِهِ فقالَ عزَّوجَلَّ مِن قائل ( إنَّ اللّهَ اصطفَى آدمَ ونُوحاً وآلَ إبراهيمَ وآلَ عِمرانَ عَلى العالَمينَ * ذُرّيةً بعضُها مِن بَعض وَاللّهُ سَميعٌ عَليم ) (4) .
فأنتم صفوةُ اللّهِ من آدَم ونُوح وآلَ إبراهيمَ وآلَ عِمرانَ ، وأنتم الأسرةُ من إسماعيلَ ، والعِترةُ الهاديةُ مِن محمّد صلّى اللّهُ عليهِ وعليهِم (5) .
(4) سورة آل عمران ، الآية 33 / 34 .
(5) كنز جامع الفوائد للشيخ عالم بن سيف النجفي الحلّي ، ص 50 ، وعنه البحار ، ج 23 ، ص 221 ، ب 12 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 531 _
الوصيّة المائة والخامسة والأربعون :
نقلها الشيخ العيّاشي في : تفسيره
العياشي في تفسيره ، عن أبي حمزة الثمالي قال ، سمعت أحدهما ( عليهما السلام ) يقول ، إنّ علياً ( عليه السلام ) أقبلَ على الناس فقال ، أَيّةُ آية في كتابِ اللّهِ أرجى عنَدكُم ؟
فقال بعضُهم ، ( إنَّ اللّهَ لا يَغفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ويَغفرُ ما دُونَ ذلِكَ لمَنْ يَشاء ) (1) قال ، حسنة وليست إيّاها .
فقال بعضهم ، ( يا عِبادِيَ الّذينَ أسْرَفُوا عَلى أنفسِهِمْ لا تَقنَطُوا مِن رَحْمةِ اللّه ) (2) قال ، حسنة وليست إيّاها .
وقال بعضهم ، ( والّذينَ إذا فَعَلُوا فاحِشَةً أو ظَلَمُوا أنفُسَهُمْ ذَكرُوا اللّهَ فَاستَغفَرُوا لِذنُوبِهِم ) (3) قال ، حسنة وليست إيّاها. قال ، ثمَّ أحجَمَ الناس (4) فقال ، ما لكُم يا معشرَ المسلمين ؟ قالوا ، لا والله ما عندَنا شيءٌ .
(1) سورة النساء ، الآية 48 .
(2) سورة الزمر ، الآية 53 ، وفي البحار وردت هذه مع آية اُخرى وهي قوله تعالى : ( وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءً أوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَستَغفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غُفُوراً رَحيماً )
(1) .
(3) سورة آل عمران ، الآية 135 .
(4) أي كَفّوا عن الكلام وسكتوا .
-------------------------------
(1) سورة النساء ، الآية 110 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 532 _
قال ، سمعتُ رسولَ الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول ، أرجى آية في كتابِ الله ( وأَقِمِ الصَّلاةَ طرفَيِ النَّهارِ وزُلَفاً مِنَ اللَّيلِ ) (5) وقرأ الآية كلّها (6) ، وقال :
يا علي ، والّذي بَعَثَني بالحَقِّ بَشيراً ونَذيراً أنَّ أحدَكُم لَيقُومُ إلى وُضوئِه فتَساقَطُ عن جَوارحِهِ الذّنوبُ ، فإذا استقبَلَ [ اللّهَ ] بوجهِهِ وقلبهِ لم ينَفتلْ عن صلاتِهِ (7) وعليهِ من ذنوبِه شَيء كما ولدتُهُ اُمّهُ ، فإنْ أصابَ شَيئاً بينَ الصَّلاتَينِ كانَ لهُ مِثلُ ذلكَ حتّى عدّ الصلواتِ الخَمس ، ثمّ قال :
يا علي ، إنّما مَنزلةُ الصَّلواتِ الخَمْسِ لاُمّتي كنَهر جار على بابِ أحدِكم ، فما ظَنَّ أحدِكُم لو كانَ في جَسَدِه دَرَنٌ ثُمَّ اغتَسلَ في ذلكَ النَّهر خَمسِ مَرّات في اليوم ، أكانَ يَبقى في جسدِه دَرَن ؟ فكذلك واللّهِ الصَّلواتِ الخَمس لأُمّتي (8) (9) .
(5) سورة هود ، الآية 114 .
(6) وهي قوله عزّ إسمه ، ( إنَّ الحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيّئاتِ ذلكَ ذِكرى للذّاكِرين ) .
(7) أي لم ينصرف عنها .
(8) فالصلاة أفضل ما يتقرّب العباد به إلى ربّهم بعد المعرفة ، وهي عمود الدين والقُربان إلى ربّ العالمين .
(9) تفسير العياشي ، ج 2 ، ص 161 ، ح 74 ، وعنه بحار الأنوار ، ج 82 ، ص 220 ، ب 1 ، ح 41 ، وتفسير البرهان ، ج 1 ، ص 492 ، ومجمع البيان ، ج 5 ، ص 201، والمستدرك ، ج 3 ، ص 39 ، ب 10 ، ح 2 ، المسلسل 2965 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 533 _
الوصيّة المائة والسادسة والأربعون :
نقلها السيّد علي بن طاووس في فلاح السائل :
فلاح السائل ، في العهد الذي ينبغي أن يعهده المؤمن عند موته ، وأوصى بها النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) علياً ( عليه السلام ) وقال له :
( تَعَلَّمْها أنتَ وعَلِّمها أهلَ بيتِكَ وشيعتَكَ ، عَلَّمَنيها جَبرئيل ) .
وذكر العهد مسنداً إلى الإمام أبي عبدالله الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال :
( إذا حضَرتْهُ الوفاةُ واجتَمَع الناسُ إليهِ قال :
اللّهُمَّ فاطرَ السمواتِ والأرضِ ، عالمَ الغيبِ والشَّهادةِ الرحمنَ الرحيمَ ، إنّي أعهدُ إليكَ في دارِ الدّنيا أنّي أشهدُ أنْ لا إلَه إلاّ أنتَ وحدَكَ لا شريكَ لكَ ، وأنَّ محمّداً ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عبدُكَ ورسولُكَ ، وأنَّ السّاعةَ آتيةٌ لا ريبَ فيها ، وأنّكَ تَبعثُ مَن في القُبورِ ، وأنّ الحسابَ حقٌّ ، وأنَّ الجنّةَ حَقٌ ، وما وَعَد اللّهُ فيها من النّعيمِ من المَأكَلِ والمَشربِ والنّكاحِ حقٌّ ، وأنَّ النارَ حَقٌ ، وأنّ الإيمانَ حَقٌّ ، وأنَّ الدّينَ كما وَصفْتَ ، وأنَّ الإسلامَ كما شَرَعْتَ ، وأنَّ القولَ كما قُلتَ ، وأنَّ القُرآنَ كما أنزلتَ ، وأنّك أنتَ اللّهُ الحقُّ المبين .
وإنّي أعهدُ إليكَ في دارِ الدُّنيا أنّي رضيتُ بِكَ رَبّاً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نبيّاً ، وبعليّ إماماً ، وبالقرآنِ كتاباً ، وأنَّ أهلَ بيتِ نبيّكَ
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 534 _
عليه وعليهم السلامُ أئمّة .
اللّهُمَّ أنتَ ثقتي عندَ شِدّتي ، ورَجائي عندَ كُربَتي ، وعُدَّتي عندَ الاُمورِ التي تَنزلُ بي ، وأنتَ وَليّي في نعمتي ، وإلهي وإلهُ آبائي ، صَلِّ على محمّد وآلِ محمّد ولا تكِلْني إلى نَفْسي طَرْفَةَ عَين أبَداً ، وآنِسْ في القبرِ وَحشتي ، واجعلْ لي عندَكَ عَهداً يومَ ألقاكَ مَنشُوراً ) (1) (2) .
(1) رواه عن هارون بن موسى ، عن عبدالعزيز بن يحيى الجلودي ، عن أحمد بن عمّار ، عن زكريا بن يحيى الساجي ، عن مالك بن خالد الأسدي ، عن الحسن بن إبراهيم عن الإمام أبي عبدالله جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) .
(2) فلاح السائل للسيّد الجليل رضي الدين علي بن طاووس ، ص 66 ـ 67 ، وجاء في مصباح المتهجّد لشيخ الطائفة الطوسي ، ص 15 ، وأضاف بعد ذكره ذلك قوله ، ( فهذا عهد الميّت يوم يوصي بحاجته ، والوصيّة حقٌ على كلّ مسلم .
قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) ، وتصديق هذا في سورة مريم قول الله تبارك وتعالى ، ( لا يَمْلِكُونَ الشّفاعةَ إلاّ مَن إتّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْدا )
(1) وهذا هو العهد ) .
-------------------------------
(1) سورة مريم ، الآية 87 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 535 _
الوصيّة المائة والسابعة والأربعون :
نقلها السيّد علي بن طاووس في فلاح السائل :
فلاح السائل ، روى عن علي بن الحسين الجوّاني ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن إبراهيم ، عن سلمة بن سليمان السراوي ، عن عتيق بن أحمد ، عن عمر بن سعد الجرجاني ، عن عثمان بن محمّد ، عن داود بن سليمان ، عن عمر بن سعيد الزهري ، عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) عن أبيه ، عن جدّه ، عن أبيه ، عن أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) قال :
قلنا لرسُولِ اللّهِ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عندَ وفاتِه ، يا رسولَ اللّهِ أوصِنا .
فقال ، أُوصيكُم برَكعتينِ حينَ المغربِ والعِشاءِ الآخرةِ ، تَقرءُ في الاُولى الحَمد وإذا زُلزِلَتِ الأرضُ زِلزالَها ثلاث عشرةَ مَرَّة ، وفي الثانيةِ الحَمد وقُلْ هُوَ اللّهُ أحَدْ خمس عشَرةَ مرَّة .
فإنّهُ مَن فَعَل ذلِكَ في كُلِّ شَهْر كانَ مِنَ المتّقين ، فإنْ فَعَل ذلكَ في كلِّ سَنة كُتِبَ مِنَ المُحسِنينَ ، فإنْ فَعَل ذلكَ في كلِّ جُمُعَة مَرَّة كُتِبَ مِنَ المُصلّينَ ، فإنْ فَعَل ذلكَ في كلِّ ليلة زاحمَني في الجنّة (1) ، وَلم يُحصِ ثوابَه إلاّ اللّهُ ربُّ العالمينَ جَلَّ وتعالى (2) .
(1) فيحصل له من القرب والدرجات أنّه يعاشر النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في الجنّة ، وهذه غاية المُنى وأسنى الدرجات العُلى .
(2) فلاح السائل ، ص 246 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 536 _
الوصيّة المائة والثمانية والأربعون :
نقلها المحدّث النوري في مستدرك الوسائل :
المحدّث النوري في المستدرك ، في توقيع الإمام العسكري ( عليه السلام ) إلى علي بن بابويه ، وعليكَ بصَلاةِ اللَّيلِ فإنَّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أوصى علياً ( عليه السلام ) فقال :
يا علي ، عليكَ بصَلاةِ اللَّيلِ (1) ، ومَن استَخفَّ بصلاةِ اللَّيلِ فليسَ مِنّا ، فاعمَلْ بوصيّتي ، وآمُر جميعَ شيعتي حتّى يعمَلُوا عليه ... (2) .
(1) لاحظ لتفصيل بيان الأحاديث الشريفة في صلاة الليل الوصية رقم 117 .
(2) المستدرك ، ج 3 ، ص 64 ، ب 21 ، ح 3 ، المسلسل 3033 ، وقد نقله المحدّث النوري ( قدس سره ) عن الطبرسي في الإحتجاج .
إلاّ أنّ نسخة الإحتجاج المطبوعة التي بأيديها خالية عن هذا التوقيع فيما لاحظنا ، غير أنّ هذا التوقيع محكي عن الطبرسي في الإحتجاج في ترجمة حياة الشيخ الجليل علي بن بابويه والد الشيخ الصدوق الذي حظى بتوقيع المعصوم ( عليه السلام ) وتشرّف بمكاتبته له ، ويسعد النظر بمشاهدة هذا التوقيع الأزهر في خاتمة المستدرك ، ج 3 ، ص 527 .
ولاحظ روضات الجنّات ، ج 4 ، ص 273 ، ولؤلؤة البحرين ، ص 384 ، ومجالس المؤمنين ، ج 1 ، ص 453 .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 537 _
الوصيّة المائة والتاسعة والأربعون :
نقلها المحدّث النوري في مستدرك الوسائل :
في المستدرك ، عن أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) قال ، تصدّقتُ بدينار يوماً ، فقال رسولُ الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
يا علي ، أما عَلِمْتَ أنّ صَدَقةَ المؤمنِ لا تخرجُ مِن يدِهِ حتّى تَفَكُ عنها لَحى (1) سبعينَ شيطاناً (2) (3) .
(1) اللحى ، عظم الحنك ، واللحيان هما العظمان اللذان تنبت اللحية على بشرتهما .
(2) وفي آخر الحديث في الدعائم ، ( فإذا تصدّق أحدكم فأعطى بيمينه فليُخفها عن شماله ) ، ويحسن ملاحظة أحاديث فضل الصدقة وأقسامها وأحكامها مجموعة في سفينة البحار ، ج 5 ، ص 79 ـ ص 88 ، وتقدّم منّا شيءٌ من البيان في وصيّة الفقيه الاُولى تحت عنوان ( يا علي ، الصدقة تردّ القضاء الذي قد أُبرم إبراماً ) .
(3) المستدرك ، ج 7 ، ص 156 ، ب 1 ، ح 12 ، المسلسل 7900 ، نقله عن الدعائم ، لكن في دعائم الإسلام ، ج 1 ، ص 241 ، سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول ، يا علي ...
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 538 _
الوصيّة المائة والخمسون :
نقلها المؤرّخ سپهر في ناسخ التواريخ :
ناسخ التواريخ ، روى أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وجّه علياً ( عليه السلام ) في بعض الوجوه ، فقال له في بعض ما أوصاه :
( يا علي ، قَد بعثُتكَ وأنا بِكَ ضَنينٌ (1) ، فلا تَدَعَنَّ حَقّاً لِغَد (2) ، فإنَّ لكلِّ يَوم ما فيهِ ، وأبرُزْ للنّاس (3) ، وقَدِّم الوَضيعَ على الشَّريفِ (4) ، والضَّعيفَ على القويّ ، والنساءَ قبلَ الرّجالِ ، ولا تُدخِلَنَّ أحداً يَغلِبُكَ على أمرِكَ ، وشاوِرِ القرآنَ فإنّهُ إمامُك ) (5) .
(1) من الظنّ يعني البخل ، أي أبخل عن إرسالك ، وذلك لحبّه له وملازمته إيّاه وعزّته عنده .
(2) لمطلوبية الإسراع في أداء الحقوق .
(3) أي لا تحتجب عنهم بل إظهر لهم ، وبذلك يكون الوالي مطّلعاً على حاجات الناس ، ويمكن للناس الوصول إلى الوالي في إحتياجاتهم .
(4) حتّى لا يُغدَر حقّ الوضيع ، ولا يُغلب على أمره .
(5) ناسخ التواريخ للمؤرّخ الشهير سپهر كما حكى عنه في كلمة الرسول (ص) الأعظم ، ص 151 .
هذا تمام الكلام في ما لزم شرحه في المقام من وصايا سيّد الأنام لإمام المتّقين وأمير المؤمنين
علي بن أبي طالب صلوات الله عليهما وآلهما إلى يوم الدين والحمد لله تعالى أوّلا وآخراً .
وصايا الرسول (ص) لزوج البتول
_ 539 _
الفهارس العامّة للكتاب :
(1) فهرس مصادر الكتاب :
(2) فهرس محتويات الكتاب :
(3) فهرس الأماكن :
(4) فهرس الكتب :
(5) فهرس الوقائع والأيّام :
(6) فهرس الموضوعات :
(7) فهرس مصادر الكتاب :