4 ـ ذكر الخطيب ابن جماعة أن عبدالله بن عمر كان يضع يده اليمنى على القبر الشريف ، وأن بلالاً (رضي الله عنه) وضع خديه عليه أيضاً ، ورأيت في كتاب السؤالات لعبدالله ابن الإمام أحمد ـ وذكر ما تقدّم عن ابن جماعة ـ ثم قال : ولا شك أن الاستغراق في المحبة يحمل على الإذن في ذلك ، والمقصود من ذلك كله الاحترام والتعظيم ، والناس تختلف مراتبهم في ذلك كما كانت تختلف في حياته ، فاُناس حين يرونه لا يملكون أنفسهم بل يبادرون إليه ، واُناس فيهم أناة يتأخرون ، والكل محل خير (2). --------------------------- (1) رواه كل من : ابن الجوزي في وفاء الوفا في فضائل المصطفى : 819 ح 1538 ، وابن سيد الناس في السيرة النبوية : 2/432 ، والقسطلاني في المواهب اللدنية مختصراً : 4/563 ، والقاري في شرح الشمائل : 2/210 ، والشبراوي في الاتحاف : 330 ، والسمهودي في وفاء الوفا : 4/1405 ، سير أعلام النبلاء : 2/134 وغيرهم. (2) وفاء الوفا للسمهودي : 4/1405. التبرّك بالصالحين والأخيار والمشاهد المقدّسة
4 ـ عن أبي الدرداء قال : إن بلالاً مؤذن النبي (صلى الله عليه وآله) رأى في منامه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يقول : (ما هذه الجفوة يا بلال! أما آن لك أن تزورني يا بلال ؟!) فانتبه حزيناً خائفاً ، فركب راحلته وقصد المدينة ، فأتى قبر النبي (صلى الله عليه وآله) فجعل يبكي عنده ويمرغ وجهه عليه ، فأقبل الحسن والحسين (عليهما السلام) فجعل يضمّهما ويقبّلهما (1). |