( وَإنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ... ) (52) :
  116 ـ حدّثنا أحمد بن محمّد ، عن أحمد بن الحسين ، عن أبيه ، عن حصين بن مخارق ، عن أبي الورد وأبي الجارود ، عن أبي جعفر (عليه السلام) : في قوله تعالى : ( وَإنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُم أُمَّةً وَاحِدَةً ) قال : ( آل محمّد (عليهم السلام) ) (1).
  ( إنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشيَةِ رَبِّهِمْ مُشفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِم يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا َيُشْرِكُونَ * وَالذَّينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إلى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيراتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ) (61) :
  117 ـ حدّثنا محمّد بن همّام ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عيسى بن داود ، قال : حدّثنا الامام موسى بن جعفر ، عن أبيه (عليهما السلام) قال : ( نزلت في أمير المؤمنين وولده (عليهم السلام) : ( إنَّ الَّذِينَ هُمْ مِن خَشيَةِ رَبِهِمْ مُشفِقُونَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِهِم يُؤمِنونَ وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِم لاَيُشرِكُونَ وَالذَّينَ يُؤتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُم وَجِلةٌ أَنَّهُم إلى رَبِّهِم رَاجِعُونَ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الخَيراتِ وَهُم لَهَا سَابِقُونَ ) ) (2).

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 350 ط جماعة المدرسين ، و 1/352 رقم 2 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 351 ط جماعة المدرسين ، و 1/353 رقم 4 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الكافي 2 / 330 ، تفسير القمي 2 / 92.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 182 _

  ( وَإِنَّ الَّذِينَ لايُؤْمِنُونَ بِالاْخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبوُنَ ) (74) :
  118 ـ حدّثنا أحمد بن الفضيل (1) الاهوازي ، عن بكر بن محمّد بن إبراهيم غلام الخليل ، قال : حدّثنا زيدبن موسى ، عن أبيه موسى ، عن أبيه جعفر ، عن أبيه محمّد ، عن أبيه عليّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين ، عن أبيه علي بن أبي طالب (عليهم السلام) : في قول الله عزّ وجلّ : ( وَإِنَّ الَّذِينَ لايُؤمِنُون بِالاخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبوُنَ ) ، قال : ( عن ولايتنا أهل البيت ) (2).
  119 ـ حدّثنا علي بن العبّاس ، عن جعفر الرماني (3) ، عن حسن بن حسين (4) ابن علوان ، عن سعد بن طريف ، عن الاصبغ بن نباتة ، عن علي (عليه السلام) قال : قوله عزّ وجلّ : ( وَإِنَّ الَّذِينَ لايُؤمِنُون بِالاخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبوُنَ ) قال : ( عن ولايتنا ) (5).

--------------------
(1) م . أ : الفضل.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 352 ط جماعة المدرسين ، و 1/355 رقم 6 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) هامش أ : الزماني.
(4) أ : عن الحسين.
(5) تأويل الايات الظاهرة : 352 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 355 رقم 7 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : المناقب لابن شهرآشوب 3 / 73 ، خصائص الوحي المبين : 110 ، كشف الغمة 1 / 313.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 183 _

  ( قُلْ رَبِّ إمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ * رَبِّ فَلاَ تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ ) (95) :
  120 ـ حدّثنا علي بن العبّاس ، عن الحسن بن محمّد ، عن العبّاس بن أبان العامري ، عن عبد الغفار ، بإسناده يرفعه إلى عبد الله بن عبّاس وعن جابر بن عبدالله ـ قال جابر : إنِّي كنت لادناهم من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ قالا : سمعنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو في حجة الوداع بمنى يقول : ( لاعرفنكم بعدي ترجعون كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ، ولايم الله لئن فعلتموها (1) لتعرفنّي في كتيبة يضاربونكم (2) ).
  قال : ثم التفت خلفه ثم أقبل بوجهه وقال : ( أو عليّ ، أو عليّ ) قال : حدّثنا أنَّ جبرائيل غمزه.
  وقال مرّة أُخرى ، فرأينا أن جبرئيل قال له.
  قال : فنزلت هذه الايات : ( قُلْ رَبِّ إمَّا تُرِيَنّي مَا يُوعَدُون رَبِّ فَلاَ تَجْعَلْنِي فِي القَوْمِ الظّالِمينَ وَإنّا عَلَى أنْ نُرِيَك مَا نَعِدُهْم لقادِرُونَ ) (3)

--------------------
(1) م : لو فعلتموها.
(2) م : نضاربكم.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 352 ـ 353 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 355 رقم 8 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 184 _

  ( فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (102) :
  121 ـ حدّثنا محمّد بن همّام (1) ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عيسى بن داود ، قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن أبيه جعفر(عليهم السلام) (2) قال : سألته عن قول الله عزّ وجلّ : ( فَمَن ثَقُلَت مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُون ) ؟
  قال : ( نزلت فينا ) (3)
  ( أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُم فَكُنْتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ) (105) :
  122 ـ حدّثنا محمّد بن همّام ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عيسى بن داود ، قال : حدّثنا الامام موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن أبي جعفر (عليهم السلام) قال : ( في قول الله عزّ وجلّ : ( ألمْ تكُنْ آياتِي تُتْلَى عَليْكُمْ ) في عليّ (عليه السلام) ( فَكُنْتُمْ بِهَا تُكذِّبُونَ ) ) (4).

--------------------
(1) هامش أ : محمد بن الحسن.
(2) كذا ، وتقدّم ويأتي : عن عيسى بن داود قال حدّثنا الامام موسى بن جعفر عن أبيه عن أبي جعفر (عليهم السلام) ، وفي أ : قال حدثنا أبو الحسن موسى عن أبيه عن أبي جعفر.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 353 ط جماعة المدرسين ، و 1/356 رقم 9 ط مدرسة الامام المهدي.
(4) تأويل الايات الظاهرة : 354 ط جماعة المدرسين ، و 1/356 رقم 10 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 185 _

سورة النور
  ( اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاة فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَة الزُّجَاجَةُ كَأنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌ يُوقَدُ مِنْ شَجَرة مُبَارَكَة زَيتُونَة لاَ شَرْقِيَّة وَلاَ غَرْبيَّة يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُور يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الاَْمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيء عَلِيمٌ ) (35) :
  123 ـ حدّثنا محمّد بن جعفر الحسني (1) ، عن إدريس بن زياد الحنّاط ، عن أبي عبد الله أحمد بن عبد الله الخراساني ، عن يزيد بن إبراهيم أبي حبيب الساجي (2) ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن عليّ بن الحسين (عليهم السلام) أنّه قال : ( مثلنا في كتاب الله كمثل المشكاة ، فنحن المشكاة ، والمشكاة الكوَّة فيها مصباح ، والمصباح في زجاجة ، والزجاجة محمّد (صلى الله عليه وآله) كأنّه كوكب دريٌ يوقد من شجرة مباركة ).
  قال : ( علي ( زَيتُونَة لا شَرقِيَّة وَلاَ غَربيَّة يَكَادُ زَيتُهَا يُضِيءُ وَلَو لَم تَمسَسهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُور ) القرآن ( يَهدِي اللهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ) يهدي لولايتنا

--------------------
(1) أ : جعفر بن محمد الحسني.
(2) أ : عن أبي حبيب النباجي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 186 _

  من أحبّ ) (1).
  124 ـ حدّثنا الحسين بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن قال : حدّث (2) أصحابنا أنّ أبا الحسن (عليه السلام) كتب إلى عبد الله بن جندب قال : قال علي بن الحسين (عليهما السلام) : ( إنّ مثلنا في كتاب الله كمثل المشكاة والمشكاة في القنديل ، فنحن المشكاة فيها مصباح ، والمصباح محمّد (صلى الله عليه وآله) ( المِصْبَاحُ في زُجَاجَة ) نحن الزجاجة ( يُوقَدُ مِنْ شَجَرَة مُبَارَكَةِ ) عليّ (زَيْتُونَة) معروفة ( لاَ شَرقِيَّة وَلا غَرْبِيَّة ) لا منكرة ولا دعيّة ( يَكَادُ زَيْتُها يُضِيء وَلَوْ لَمْ تَمْسَسهُ نَارٌ نُورٌ ) القرآن ( عَلَى نُور يَهْدِي اللهُ لِنوُرِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الامْثَالِ للنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيء عَلِيمٌ ) بأن يهدي من أحبَّ إلى ولايتنا ) (3).
  125 ـ حدّثنا العبّاس بن (4) محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب الزيّات ، قال : حدّثني أبي ، عن موسى بن سعدان ، عن عبد الله بن القاسم ، بإسناده إلى صالح بن سهل الهمداني قال : قال أبو عبد الله (عليه السلام) في قول الله عزّ وجلّ : ( ( اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالارض

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 356 ـ 357 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 359 رقم 5 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) أ : حدّثنا.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 357 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 360 رقم 6 ط مدرسة الامام المهدي.
(4) كذا ورد ، والظاهر أنّ الصحيح : عن.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 187 _

  مَثَلُ نُورهِ كَمِشكَاة فِيَها مِصبَاحٌ ) قال : الحسن ، ( المِصْبَاحُ فِي زَجَاجَة ) الحسين ، ( الزُّجَاجَةُ كَأنَّها كَوكَبٌ دُرّيَّ ) فاطمة كوكب درّيٌّ بين نساء أهل الجنة ، ( يُوقدُ مِن شَجَرة مُبَارَكَة ) إبراهيم ، ( زَيتُونَة لا شَرقِيَّة وَلاَ غَربيَّة ) لا يهودية ولا نصرانية ، ( يَكَادُ زَيتُهَا يُضِيءُ ) يكاد (1) العلم يتفجّر منها ، ( وَلَو لَم تَمسَسهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُور ) إمام منها بعد إمام ، ( يَهدِي اللهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ) يهدي الله للائمّة من يشاء ، ( وَيَضرِبُ اللهُ الامثَالَ لِلنَّاس وَاللهُ بِكُلِ شَيء عَلِيمٌ ) ) (2).
  ( فِي بُيُوت أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وُيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالاْصَالِ * رجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تَجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإقَامِ الصَّلاَةِ وَإيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافوُنَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَاْلاَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ مَاعِمَلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَاب ) (38) :
  126 ـ حدّثنا المنذر بن محمّد القابوسي ، قال : حدّثني أبي ، عن عمّه ، عن أبيه ، عن أبان بن تغلب ، عن نقيع بن الحرث (3) ، عن أنس بن مالك وعن بريدة قالا :

--------------------
(1) أ : أي يكاد.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 357 ـ 358 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 360 رقم 7 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : مجمع البيان 7 / 226 ، التوحيد : 157 و 158 و 159 ، الكافي 1 / 151 رقم 5 و 8 / 380 رقم 574 ، تفسير القمي 2 / 102 و 104 ، الاختصاص : 278 ، المناقب لابن المغازلي : 316.
(3) أ : عن نفيع بن الحارث.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 188 _

  قرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( في بُيُوت أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وُيُذُكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالغُدوِّ والاصال ).
  فقام إليه رجل فقال : أيُّ بيوت هذه يارسول الله ؟
  فقال : ( بيوت الانبياء ).
  فقام إليه أبو بكر فقال : يارسول الله هذا البيت منها ـ وأشار إلى بيت عليّ وفاطمة (عليهما السلام) ـ ؟
  قال : ( نعم من أفضلها ) (1).
  127 ـ حدّثنا محمّد بن الحسن بن علي ، عن أبيه ، قال : حدّثنا أبي ، عن محمّد بن عبد الحميد ، عن محمّد بن الفضيل قال : سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ : ( في بُيُوتِ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وُيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ) ؟
  قال : ( بيوت محمّد (صلى الله عليه وآله) ثمّ بيوت علي (عليه السلام) منها ) (2).
  128 ـ حدّثنا محمّد بن همّام ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عيسى بن داود ، قال : حدّثنا الامام موسى بن جعفر ، عن أبيه (عليهما السلام) : في قول الله عزّ وجلّ : ( في بُيُوت أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وُيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالغُدوِّ والاصال ) ، قال : ( بيوت آل محمّد (3) بيت علي (عليه السلام)

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 358 ـ 359 ط جامعة المدرسين ، و 1 / 362 رقم 8 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 359 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 362 رقم 9 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) د : بيوت النبي وآل محمّد.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 189 _
  وفاطمة والحسن والحسين وحمزة وجعفر (عليهم السلام) ).
  قلت : ( بِالغُدوِّ وَالاصَالِ ) ؟
  قال : ( الصلاة في أوقاتها ).
  قال : ( ثم وصفهم الله عزّ وجلّ فقال : ( رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإقَامِ الصَّلاةِ وَإيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلبُ فِيهِ القُلُوبُ وَاْلابْصَارُ ) قال : هم الرجالَ لم يخلط اللهُ معهم غيرهم ).
  ثمّ قال : ( لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أحسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ) قال : ( ما اختصّهم به من المودّة والطاعة المفروضة وصيّر مأواهم الجنّة ( واللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بَغيْرِ حِسَاب ) ) (1).
  ( وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنهُمْ مِنْ بَعدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ * وإِذَا دُعُوا إلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ * وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * إنَّمَا كَانَ قَوْلَ المُؤْمِنِينَ إذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفلِحُونَ ) (51) :

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 359 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 362 رقم 10 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : تفسير القمي 2/103 و 105 ، الكافي 6/256 رقم 1 و 8/331 رقم 510 ، شواهد التنزيل 1 / 410 ، الدرّ المنثور 6 / 203 ، روح المعاني 18/174 ، الفضائل لابن شاذان : 103 ، كشف الغمة 1 / 319 ، العمدة 291 ، تفسير الثعلبي : 210.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 190 _
  129 ـ حدّثنا محمّد بن القاسم بن عبيد (1) ، عن جعفر بن عبد الله المحمّدي ، عن أحمد بن إسماعيل ، عن العبّاس بن عبد الرحمن ، عن سليمان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس قال : لمّا قدم النبيّ (صلى الله عليه وآله) المدينة أعطى عليّاً (عليه السلام) وعثمان أرضاً أعلاها لعثمان وأسفلها لعليّ (عليه السلام).
  فقال عليّ (عليه السلام) لعثمان : ( إنَّ أرضي لا تصلح إلاّ بأرضك فاشتر (2) أو بعني ) فقال له : أنا أبيعك.
  فاشترى منه علي (عليه السلام).
  فقال له أصحابه : أي شيء صنعت ؟ بعت أرضك من علي وأنت لو أمسكت عنه الماء ما أنبتت أرضه شيئاً حتّى يبيعك بحكمك.
  قال : فجاء عثمان إلى علي (عليه السلام) وقال له : لا أجيز البيع.
  فقال له : ( بعت ورضيت وليس ذلك لك ).
  قال : فاجعل بيني وبينك رجلاً.
  قال علي (عليه السلام) : ( النبي (صلى الله عليه وآله) ).
  فقال عثمان : هو ابن عمك ، ولكن اجعل بيني وبينك غيره (3) فقال علي (عليه السلام) : ( لا أُحاكمك إلى أحد غير النبي (صلى الله عليه وآله) والنبي شاهد علينا ).

--------------------
(1) أ : عن عبيد.
(2) أ : فاشتر منّي.
(3) أ : رجلاً غيره.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 191 _
  فأبى ذلك.
  فأنزل الله هذه الايات إلى قوله : ( هُمُ المفُلِحُونَ ) (1).
  130 ـ حدّثنا محمّد بن الحسين بن حميد ، عن جعفر بن عبد الله المحمّدي ، عن كثير بن عيّاش ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر (عليه السلام) : في قول الله عزّ وجلّ : ( وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنهُمْ مِن بَعدِ ذلِكَ وَمَا أُولئكَ بِالمُؤمِنينَ ) الى قوله ( منهُم مُعرِضُونَ ) ، قال : ( إنّها نزلت في رجل اشترى من علي بن أبي طالب (عليه السلام) أرضاً ثمَّ ندم وندَّمه أصحابه.
  فقال لعلي (عليه السلام) : لا حاجة لي فيها.
  فقال له : ( قد اشتريت ورضيت ، فانطلق أُخاصمك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ).
  فقال له أصحابه : لا تخاصمه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله).
  فقال : انطلق أُخاصمك إلى أبي بكر وعمر أيَّهما شئت كان بيني وبينك.
  قال علي بن أبي طالب (عليه السلام) : ( لا والله ، ولكن إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيني وبينك فلا نرضى (2) بغيره ).
  فأنزل الله عزّ وجلّ هذه الايات : ( وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعنَا ) الى قوله : ( وَأُولَئكَ هُمُ المُفلِحُونَ ) (3).

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 363 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 367 رقم 18 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) أ : أرضى.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 363 ـ 364 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 367 رقم 19 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : تفسير القمي 2 / 107 ، مجمع البيان 7 / 236.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 192 _
  ( قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإنْ تَوَلَّوْا فَإنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَا حُمِّلتُم وَإنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إلاَّ الْبَلاَغُ المُبِينُ ) (54) :
  131 ـ حدّثنا محمّد بن همّام ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عيسى بن داود النجار ، عن الامام أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن أبيه (عليهما السلام) : ( في قول الله عزّ وجلّ : ( قُل أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإن تَوَلَّوا فَإنَّمَا عَلَيهِ مَا حُمِّلَ ) من السمع والطاعة والامانة والصبر ( وَعَلَيكُم مَا حُمِّلتُم ) من العهود التي أخذها الله عليكم في علي ، وما بيّن لكم في القرآن من فرض طاعته.
  وقوله : ( وَإن تُطِيعُوهُ تهتدُوا ) أي : وإن تطيعوا عليّاً تهتدوا ( وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إلاَّ البَلاَغُ المُبِينُ ) ، هكذا نزلت ) (1).

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 364 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 368 رقم 20 ط مدرسة الامام المهدي.
والمراد من ( هكذا نزلت ) ، أي : نزلت مع التأويل ، وهو ظاهر.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 193 _
سورة الفرقان
  ( ... وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إلاَّ رَجُلاً مَسْحُوراً * أُنْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ اْلاَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً ) (9) :
  132 ـ حدّثنا محمّد بن القاسم ، عن أحمد بن محمّد السيّاري ، عن محمّد ابن خالد ، عن محمّد بن علي الصيرفي ، عن محمّد بن فضيل ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) : أنَّه قرأ : ( ( وَقَالَ الظَّالِمُونَ ) لال محمّد حقَّهم ( إن تَتَّبعُونَ إلاَّ رَجُلاً مسحُوراً ) يعنون محمّداً (صلى الله عليه وآله) ، فقال الله عزّ وجلّ لرسوله : ( أنْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الامْثَالَ فَضَلُّوا فَلاَ يَسْتَطِيعُون ) إلى ولاية علي (سَبِيلاً) وعليٌّ هو السبيل ) (1).
  ( ... وَجَعَلْنَا بَعْضَكُم لِبَعْض فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً ) (20) :
  133 ـ حدّثنا محمّد بن همّام ، عن محمّد بن إسماعيل العلوي ، عن عيسى بن داود النجّار ، قال : حدّثني مولاي أبو الحسن موسى بن جعفر ، عن أبيه ،

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 367 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 371 رقم 1 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : تفسير القمي 2 / 111.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 194 _
  عن أبي جعفر (عليهم السلام) قال : ( جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وأغلق عليه وعليهم الباب وقال (1) : يا أهلي وأهل الله إنَّ الله عزّ وجلّ يقرأ عليكم السلام ، وهذا جبرائيل معكم في البيت ويقول : إنَّ الله عزّ وجلّ يقول : إنّي قد جعلت عدوّكم لكم فتنة فما تقولون ؟
  قالوا : نصبر يارسول الله لامر الله وما نزل من قضائه حتّى نقدم على الله عزّ وجلّ ونستكمل جزيل ثوابه ، فقد سمعناه يعد الصابرين الخير كلّه.
  فبكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى سمع نحيبه من خارج البيت.
  فنزلت هذه الاية : ( وَجَعَلنَا بَعضَكُم لِبَعض فِتنةً أَتَصبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً ) أنّهم سيصبرون ، أي سيصبرون كما قالوا صلوات الله عليم ) (2).
  ( الْمُلْكُ يَوْمَئِذ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْماً عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيراً ) (26) :
  134 ـ حدّثنا محمّد بن الحسن بن عليّ ، عن أبيه الحسن ، عن أبيه علي ابن أسباط (3) قال :
  روى أصحابنا في قول الله عزّ وجلّ : ( المُلكُ يَومَئِذ الحَقُّ لِلرَّحمَنِ )

--------------------
(1) أ : فأغلق عليهم الباب فقال.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 368 ـ 369 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 372 رقم 3 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) أ : عن أبيه عن علي بن أسباط.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 195 _
  قال :( إنَّ الملك للرحمن اليوم وقبل اليوم وبعد اليوم ، ولكن إذا قام القائم (عليه السلام) لم يعبدوا إلاّ الله عزّ وجلّ (1) ) (2).
  ( ... يالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ) (27) :
  135 ـ حدّثنا أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمد بن السيّاري ، عن محمّد بن خالد ، عن حمّاد بن حريز (3) ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال : ( قوله عزّوجلّ : ( يالِيتَني اتَّخَذتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ) يعني : علي بن أبي طالب (عليه السلام) ) (4).
  136 ـ بالاسناد المذكور عن محمّد بن خالد ، عن محمّد بن عليّ ، عن محمّد بن فضيل ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر (عليه السلام) : في قوله عزّ وجلّ : ( يا لِيتَني اتَّخَذتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ) ( يعني عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ) (5).

--------------------
(1) م . أ : إلاّ الله بالطاعة.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 369 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 372 رقم 4 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) أ : عن حريز.
(4) تأويل الايات الظاهرة : 369 ـ 370 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 373 رقم 5 ط مدرسة الامام المهدي.
(5) تأويل الايات الظاهرة : 370 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 373 رقم 6 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : التفسير المنسوب للامام العسكري (عليه السلام) : 131 ، تفسير القمي 2/113.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 196 _
  ( يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً ) (28) :
  137 ـ عن محمد بن (1) إسماعيل (رحمه الله) ، بإسناده عن جعفر بن محمّد الطيّار ، عن أبي الخطّاب ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال : ( والله ما كنّى الله في كتابه حتى قال : ( يَا وَيلَتَى لَيتَنِي لَم أَتَّخِذ فُلاناً خَلِيلاً ) وإنَّما هي في مصحف عليّ (عليه السلام) : يا ويلتى ليتني لم أتخذ الثاني خليلاً وسيظهر يوماً ) (2).
  ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً ) (54) :
  138 ـ حدّثنا علي بن عبد الله بن أسد ، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي ، عن أحمد بن معمر الاسدي (3) ، عن الحسن بن محمّد الاسدي ، عن الحكم بن ظهير ، عن السدي ، عن أبي مالك ، عن ابن عبّاس قال : قوله عزّ وجلّ : ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ المَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهراً ) نزلت في النبي (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) ، زوّج النبي (صلى الله عليه وآله) علياً (عليه السلام) ابنته وهو ابن عمه ، فكان له نسباً وصهراً (4).
  139 ـ حدّثنا عبد العزيز بن يحيى ، قال : حدّثنا المغيرة بن محمّد ، عن

--------------------
(1) عن محمد بن ، من أ.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 371 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 374 رقم 8 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الكافي 8 / 118 رقم 4.
(3) د : الازدي.
(4) تأويل الايات الظاهرة : 373 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 376 رقم 13 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 197 _
  رجاء بن سلمة (1) ، عن نائل بن نجيح ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : في قوله عزّ وجلّ : ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ المَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهراً ) ، قال : لمّا خلق الله آدم خلق (2) نطفة من الماء فمزجها بنوره ، ثم أودعها آدم ، ثم أودعها ابنه شيث ، ثم أنوش ، ثم قينان (3) ، ثمّ أباً فأباً حتّى أودعها إبراهيم (عليه السلام) ، ثمّ أودعها إسماعيل (عليه السلام) ، ثم أُماً فأُماً وأباً فأباً من طاهر الاصلاب إلى مطهرات الارحام حتّى صارت إلى عبد المطلب ، فانفرق (4) ذلك النور فرقتين فرقة إلى عبد الله فولد محمّداً (صلى الله عليه وآله) ، وفرقة إلى أبي طالب فولد عليّاً (عليه السلام) ، ثمّ ألَّف الله (5) النكاح بينهما فزوّج الله عليّاً بفاطمة (عليهما السلام) ، فذلك قوله عزّ وجلّ : ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ المَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهراً وَكَان رَبُّكَ قَدِيراً ) (6).

--------------------
(1) هامش أ : جابر بن سلمة.
والظاهر أن الصحيح : رجاء بن أبي سلمة.
(2) د . ق . م : قال خلق الله آدم وخلق ، والمثبت من أ.
(3) م . د : فتيان.
(4) أ : فأنفلق .
(5) د : ألقى الله.
(6) تأويل الايات الظاهرة : 373 ـ 374 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 377 رقم 14 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : شواهد التنزيل 1 / 414 رقم 573 ، الامالي للطوسي 1/319 ، معاني الاخبار : 59 ، المناقب لابن شهرآشوب 2 / 181 ، العمدة : 288 ، فرائد السمطين 1 / 370 ، نظم درر السمطين : 92 ، الفصول المهمّة : 28.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 198 _
  ( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُون عَلَى الاَْرْضِ هَوْناً وَإذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَماً * ... خَالِدينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً ) (76) :
  140 ـ حدّثنا الحسين بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى (1) ، عن يونس بن فضيل (2) بن صالح ، عن محمّد الحلبي ، عن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر (عليه السلام) : في قوله عزّ وجلّ : ( وَعِبَادُ الرَّحمَنِ الَّذِينَ يَمشُون عَلَى الاَرضِ هَوناً وَإذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً ) ، قال : ( هذه الايات للاوصياء إلى أن تبلغوا : ( حَسُنَتْ مُسْتَقَراً وَمُقَاماً ) ) (3).
  ( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُن وَاجْعَلنَا لِلْمُتَّقِينَ إمَاماً ) (74) :
  141 ـ حدّثناأحمدبن محمّد بن سعيد ، عن حريث (4) بن محمّد

--------------------
(1) د . م : الحسين بن محمد عن أحمد بن عيسى.
(2) أ : عن المفضل.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 377 ـ 378 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 381 رقم 17 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الكافي 1 / 354 رقم 78 ، تفسير القمي 2 / 116.
(4) أ : حويرث.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 199 _
  الحارثي ، عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير ، عن أبيه ، عن السدي ، عن أبي مالك ، عن ابن عبّاس قال : قوله : ( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَب لَنَا مِن أَزواجِنَا ... ) الاية نزلت في علي ابن أبي طالب (عليه السلام) (1).
  142 ـ حدّثنا محمّد بن الحسين ، عن جعفر بن عبد الله المحمّدي ، عن كثير بن عيّاش ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر (عليه السلام) : في قوله عزّ وجلّ : ( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَب لَنَا مِن أَزواجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعين وَاجعَلنَا لِلمُتَّقِينَ إمَاماً ) ( أي هداة يهتدى بنا ، وهذه لال محمّد خاصّة ) (2).
  143 ـ حدّثنا محمّد بن القاسم بن سلام ، عن عبيد بن كثير ، عن الحسين ابن نصر بن مزاحم ، عن علي بن زيد الخراساني ، عن عبد الله بن وهب الكوفي ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري : في قول الله عزّ وجلّ : ( رَبَّنَا هَب لَنَا مِن أَزواجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعين وَاجعَلنَا لِلمُتَّقِينَ إمَاماً ) ، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لجبرائيل (عليه السلام) : ( من (أَزْوَاجِنَا ) ؟
  قال : خديجة.
  قال : (وَذُرِّياتِنَا ) ؟
  قال : فاطمة.

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 381 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 384 رقم 24 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 381 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 384 رقم 25 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 200 _
  قال : ( قُرَّةَ أَعْيُن ) ؟
  قال : الحسن والحسين.
  قال : ( وَاجُعَلْنَا لِلمُتَّقِينَ إمَاماً ) ؟
  قال : عليّ بن أبي طالب ) (1).

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 381 ـ 382 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 385 رقم 27 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : تفسير القمي 2 / 117 ، شواهد التنزيل 1 / 416.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 201 _
سورة الشعراء
  ( إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أعْنَاقُهُم لَهَا خَاضِعِينَ ) (4) :
  144 ـ حدّثنا علي بن عبد الله بن أسد ، قال : حدّثني إبراهيم بن محمّد ، قال : حدثنا أحمد بن معمر الاسدي ، قال : حدّثنا محمّد بن فضيل ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس : في قوله عزّ وجلّ : ( إِنْ نَشَأ نُنَزّل عَلَيهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّت أعنَاقُهُم لَهَا خَاضِعِينَ ) قال : هذه نزلت فينا وفي بني أُميّة ، تكون لنا عليهم دولة ، فتذلّ أعناقهم لنا بعد صعوبة وهوان بعد عزّ (1).
  145 ـ حدّثنا أحمد بن الحسن بن علي (2) ، قال : حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن حنان بن سدير (3) ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال :

--------------------
(1) مختصر بصائر الدرجات : 206 ، تأويل الايات الظاهرة : 383 ط جماعة المدرسين ، و 1/386 رقم 1 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) كذا ، والظاهر وجود سقط في السند ، لان ابن الجحام لا يمكن له الرواية عن أحمد بن الحسن بن علي ، هذا إن قلنا إن المراد به هو أحمد بن الحسن بن علي بن محمد بن فضال المتوفى سنة 260 هـ ، الذي يروي عنه الكليني بواسطتين ، ويروي عنه محمد بن الحسن بن صفار ، فلاحظ.
(3) أ : عن حنان بن سدير عن أبي بصير.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 202 _
  سألته عن قول الله عزّ وجلّ : ( إِنْ نَشَأ نُنَزّل عَلَيهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّت أعنَاقُهُم لَهَا خَاضِعِينَ ) ؟
  قال : ( نزلت في قائم آل محمّد صلوات الله عليهم ، ينادى باسمه من السماء ) (1).
  146 ـ حدّثنا الحسين بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن بعض أصحابنا (2) ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : سألته عن قول الله عزّ وجلّ : ( إِنْ نَشَأ نُنَزّل عَلَيهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّت أعنَاقُهُم لَهَا خَاضِعِينَ ) ؟
  قال : ( تخضع لها رقاب بني أُميّة ).
  قال : ( ذلك بارز عند الشمس (3) ).
  قال : ( وذاك علي بن أبي طالب صلوات الله عليه يبرز عند زوال الشمس وتركت (4) الشمس (5) على رؤوس الناس ساعة حتّى يبرز وجهه ويعرف الناس حسبه ونسبه ).

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 383 ـ 384 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 386 رقم 2 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) وفي بعض المصادر : عن أبي بصير.
(3) أ : عند زوال الشمس.
(4) م : نزلت ، أ : وتركب.
(5) وتركت الشمس ، ليس في س.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 203 _
  ثمّ قال : ( أما إنَّ بني أُميّة ليختبىء (1) الرجل منهم إلى جنب شجرة فتقول : خلفي رجل (2) من بني أُميّة فاقتلوه ) (3).
  147 ـ حدّثنا الحسين بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، قال : حدّثنا صفوان بن يحيى ، عن أبي عثمان ، عن معلّى بن خنيس ، عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال : ( قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : انتظروا الفرج في ثلاث.
  قيل وما وهي ؟
  قال : اختلاف أهل الشام بينهم ، والرايات السود من خراسان ، والفزعة في شهر رمضان.
  فقيل له : وما الفزعة في شهر رمضان ؟
  قال : أما سمعتم قول الله عزّ وجلّ في القرآن : ( إِنْ نَشَأ نُنَزّل عَلَيهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّت أعنَاقُهُم لَهَا خَاضِعِينَ ).
  قال : إنّه يخرج (4) الفتاة من خدرها ، ويستيقظ النائم ، ويفزع) اليقظان ) (5).

--------------------
(1) س : ليختبين.
(2) س : هذا رجل.
(3) مختصر بصائر الدرجات : 206 ، تأويل الايات الظاهرة : 384 ط جماعة المدرسين ، و 1/386 رقم 3 ط مدرسة الامام المهدي.
(4) أ : قال هي آية تخرج.
(5) تأويل الايات الظاهرة : 384 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 387 رقم 4 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 204 _
  148 ـ حدّثنا أحمد بن سعيد (1) ، قال : حدّثنا أحمد بن الحسن ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا حصين بن مخارق ، عن أبي الورد ، عن أبي جعفر (عليه السلام) : في قوله : ( إِنْ نَشَأ نُنَزّل عَلَيهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً ) قال : ( النداء من السماء باسم رجل واسم أبيه ) (2).
  ( فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلاَ صَدِيق حَمِيم ) (101) :
  149 ـ حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن محمّد بن الحسين الخثعمي ، عن عبّاد بن يعقوب ، عن عبد الله بن زيدان (3) ، عن الحسن بن محمّد ابن أبي عاصم (4) ، عن عيسى بن عبد الله بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد (عليهما السلام) قال : ( نزلت هذه الاية فينا وفي شيعتنا ، وذلك أنّ الله سبحانه يفضلنا ويفضل شيعتنا حتّى أنّا لنشفع ويشفعون ، فإذا رأى ذلك من ليس منهم قالوا : ( فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ وَلاَ صَدِيق حَميم ) ) (5).

--------------------
(1) هو : أحمد بن محمد بن سعيد.
(2) مختصر بصائر الدرجات : 206.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الكافي 8 / 310 رقم 483 ، الغيبة للنعماني : 251 رقم 19 و 260 رقم 19 و 261 رقم 20 و 263 رقم 23 ، شواهد التنزيل 1 / 417 رقم 577 ، الجامع لاحكام القرآن 13 / 90.
(3) أ : زيد.
(4) أ : عن أبي عاصم.
(5) تأويل الايات الظاهرة : 386 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 389 رقم 9 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 205 _
  150 ـ حدّثنا أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبي عبد الله البرقي ، عن رجل ، عن سليمان بن خالد قال : سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ : ( فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ وَلاَ صَدِيق حَميم ) ؟
  فقال : ( لمّا يرانا هؤلاء وشيعتنا نشفع يوم القيامة يقولون : ( فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ وَلاَ صَدِيق حَميم ) يعني بالصديق المعرفة وبالحميم القرابة ) (1).
  ( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الاَْمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَان عَرَبِيٍّ مُبِين * وَإنَّهُ لَفِي زُبُرِ الاَْوَّلِينَ ) (196) :
  151 ـ حدّثنا حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن حنان ابن سدير ، عن أبي محمّد الخيّاط (2) ، قال : قلت لابي جعفر (عليه السلام) : قول الله (3) عزّ وجلّ : ( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الامينُ عَلَى قَلِبكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنذِرِينَ بِلِسَان عَرَبِيٍّ مُبِين وَإنَّهُ لَفِي زُبُر الاوَلِينَ ) قال : ( ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) ) (4).

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 386 ط جماعة المدرسين ، و 1/389 رقم 10 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : ما رواه البرقي كما عنه في تأويل الايات الظاهرة : 386 ، مجمع البيان 7 / 305 ، الكافي 8 / 101 رقم 72 ، شواهد التنزيل 1 / 418 ، المحاسن : 184 ، تفسير القمي 2 / 123.
(2) أ : الحناط.
(3) د : في قول الله ، م : عن قول الله.
(4) تأويل الايات الظاهرة : 388 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 391 رقم 16 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : تفسير القمي 2 / 124 ، بصائر الدرجات 1 / 341 ، الكافي 341/1 رقم 1.