( أَفَرَأَيْتَ إنْ مَتَّعْنَاهُم سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُم مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُم مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ) (207) :
  152 ـ حدّثنا الحسين بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي عثمان ، عن معلّى بن خنيس ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) : في قوله عزّ وجلّ : ( أَفَرَأيتَ إنْ متَّعنَاهُم سِنِينَ ثُمَّ جَاءَهُم مَا كَانُوا يُوعَدُونَ ) ، قال : ( خروج القائم (عليه السلام) ) .
  ( مَا أَغنَى عَنهُم مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ) ، قال : ( هم بنو أميّة الذين متعوا في دنياهم ) (1).
  ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الاَْقْرَبِينَ ) (214) :
  153 ـ حدّثنا عبد الله بن زيدان بن يزيد ، عن إسماعيل بن إسحاق الراشدي وعلي بن محمّد بن مخلد الدهّان ، عن الحسن بن علي بن عفّان ، قال : حدّثنا أبو زكريا يحيى بن هاشم السمسار ، عن محمّد بن عبد الله بن علي بن أبي رافع مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، عن أبيه ، عن جده أبي رافع قال : إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) جمع بني عبد المطلب في الشعب ، وهم يومئذ ولد عبد المطلب لصلبه وأولادهم أربعون رجلاً ، فصنع لهم رجل شاة ، ثم ثرد لهم ثردة وصبّ عليها ذلك المرق واللّحم ، ثم قدّمها إليهم ، فأكلوا منها حتّى تضلّعوا ، ثم

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 389 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 392 رقم 18 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 207 _

  سقاهم عسّاً واحداً من لبن ، فشربوا كلّهم من ذلك العس حتّى رووا منه.
  فقال أبو لهب : والله إنّ منّا لنفراً يأكل أحدهم الجفنة وما يصلحها ولا تكاد تشبعه ويشرب الفرق (1) من النبيذ فما يرويه ، وإن ابن أبي كبشة دعانا فجمعنا على رجل شاة وعسّ من شراب فشبعنا وروينا منها ، إنّ هذا لهو السحر المبين.
  قال : ثمّ دعاهم فقال لهم : ( إنّ الله عزّ وجلّ قد أمرني أن أُنذر عشيرتي الاقربين ورهطي المخلصين ، وأنتم عشيرتي الاقربون ورهطي المخلصون ، وإنّ الله لم يبعث نبيّاً إلاّ جعل له من أهله أخاً ووارثاً ووزيراً ووصيّاً ، فأيُّكم يقوم يبايعني على أنّه أخي ووزيري ووارثي دون أهلي ووصيي وخليفتي في أهلي ويكون منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبي بعدي ؟ ) .
  فسكت القوم (2).
  فقال : ( والله ليقومنّ قائمكم أو ليكونن في غيركم ثم لتندمنّ ) قال : فقام علي (عليه السلام) وهم ينظرون إليه كلهم فبايعه وأجابه إلى ما دعاه إليه.
  فقال له : ( أدن منّي ) ، فدنا منه ، فقال له : ( أفتح فاك ) ، قال : ففتحه ، فنفث فيه من ريقه وتفل بين كتفيه وبين ثدييه.
  فقال أبو لهب : بئس ما حبوت (3) به ابن عمك ، أجابك لما دعوته إليه فملات فاه ووجهه بزاقاً.

--------------------
(1) أ : الظرف.
(2) ق : فأسكت القوم.
(3) م : حييت.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 208 _

  فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( بل ملاته علماً وحكماً وفقهاً (1) ) (2).
  154 ـ حدّثنا حسين بن الحكم الجبري (3) ، قال : حدّثنا محمّد بن جرير ، قال : حدّثني زكريا بن يحيى ، قال : حدثني عفان بن سلمان (4).
  وحدّثنا محمد بن أحمد الكاتب ، قال : حدّثني جدّي ، قالوا : أخبرنا عفان.
  وحدّثنا عبد العزيز بن يحيى ، قال : حدّثنا موسى بن زكريا ، حدّثنا عبد الواحد بن غياث ، قالا : حدّثنا أبو عوانة ، عن عثمان بن المغيرة ، عن أبي صادق ، عن أبي ربيعة بن ماجد (5) : أنّ رجلاً قال لعلي : يا أمير المؤمنين بمَ ورثتَ ابن عمّك دون عمّك ؟ قالها ثلاث مرّات حتّى اشرأب (6) الناس ونشروا آذانهم.
  ثمّ قال : ( جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ أو دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ بني عبد المطلب ، كلّهم يأكل الجذعة ويشرب الفرق ).

--------------------
(1) د : علماً وفهماً وحلماً.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 389 ـ 390 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 393 رقم 19 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) ض : الخيبري ، ط : الخبري.
(4) حاشية ع : سليمان.
(5) ب : ناجد.
(6) ع : أشرف ، ط : استراب.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 209 _

  قال : ( فصنع لهم مدّاً من طعام فأكلوا حتّى شبعوا ).
  قال : ( وبقي الطعام كما هو كأنه لم يمسّ ولم يشرب ، فقال : يابني عبد المطلب إنّي بعثتُ إليكم بخاصّة وإلى الناس بعامّة ، وقد رأيتم من هذه الاية ما رأيتم ، فأيّكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووارثي ؟ فلم يقم إليه أحد ) قال : ( فقمتُ وكنتُ أصغر القوم سناً ، فقال : اجلس ).
  قال : ( ثمّ قال ثلاث مرات ، كلّ ذلك أقوم إليه فيقول لي : اجلس ، حتى كانت الثالثة (1) ضرب يده على يدي ).
  فقال : ( فلذلك ورثتُ ابن عمّي دون عمّي ) (2).
  155 ـ حدّثنا محمّد بن هوذة (3) الباهلي ، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، حدّثنا عبّاد (4) بن حمّاد الانصاري ، عن عمر (5) بن شمر ، عن مبارك ابن فضالة ، والعامة عن الحسن ، عن رجل من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) قال : إنّ قوماً خاضوا في بعض أمر عليّ بعد الذي كان من وقعة الجمل ، قال الرجل الذي سمع من الحسن الحديث : ويلكم ما تريدون من أول السابق (6) بالايمان بالله والاقرار بما جاء من عند الله ؟ لقد كنتُ عاشر عشرة من ولد عبد

--------------------
(1) حاشية ع : حتى كان في الثالثة.
(2) سعد السعود : 210 ـ 211 الطبعة المحققة.
(3) ع . ض : هوتية ، والمثبت من حاشية ع.
(4) ع . ض : عماد ، ط : عمار ، والمثبت من حاشية ع.
(5) حاشية ع : عمرو.
(6) حاشية ع : السابقين.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 210 _

  المطلب إذ أتانا علي بن أبي طالب فقال : ( أجيبوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى غد في منزل أبي طالب ) ، فتغامزنا ، فلمّا ولّى قلنا : أترى محمداً أن يشبعنا (1) اليوم ، وما منّا يؤمئذ من العشرة (2) رجلاً إلاّ وهو يأكل الجذعة السمينة ويشرب الفرق من اللبن ، فغدوا عليه في منزل أبي طالب ، وإذا نحن برسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فحيّيناه بتحيّة الجاهلية وحيّانا هو بتحيّة الاسلام ، فأوّل ما أنكرنا منه ذلك ، ثمّ أمر بجفنة من خبز ولحم فقدّمت إلينا ووضع يده اليمنى على ذروتها وقال : ( بسم الله كلوا على اسم الله) ، فتغيّرنا لذلك ، ثمّ تمسّكنا لحاجتنا إلى الطعام ، وذلك أنّنا جوّعنا أنفسنا للميعاد بالامس ، فأكلنا حتّى انتهينا والجفنة كما هي مدفقة ، ثمّ دفع إلينا عسّاً من لبن ، فكان علي يخدمنا ، فشربنا كلّنا حتّى روينا والعسّ على حاله ، حتّى إذا فرغنا قال : ( يابني عبد المطلب ، إنّي نذير لكم من الله جلّ وعزّ ، إنّي أتيتكم بما لم يأت به أحد من العرب ، فإن تطيعوني ترشدوا وتفلحوا وتنجحوا ، إنّ هذه مائدة أمرني الله بها فصنعتها لكم كما صنع عيسى بن مريم لقومه ، فمن كفر بعد ذلك منكم فإنّ الله يعذّبه عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين ، واتّقوا الله واسمعوا وأطيعوا ما أقول لكم ، واعلموا يابني عبد المطلب أنّ الله لم يبعث رسولاً إلاّ جعل له أخاً ووزيراً ووصيّاً ووارثاً من أهله كما جعل (3) للانبياء قبل ، وأنّ الله قد أرسلني إلى الناس كافة ، وأنزل عليّ : وأنذر عشيرتك الاقربين ورهطك المخلصين ، وقد والله أنبأني به وسمّاه لي ، ولكن أمرني أن أدعوكم وأنصح لكم وأعرض عليكم لئلاّ

--------------------
(1) حاشية ع : يعشّينا.
(2) حاشية ع : العشيرة.
(3) ب : وقد جعل لي وزيراً كما جعل.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 211 _

  يكون لكم الحجّة فيما بعد ، وأنتم عشيرتي وخالص رهطي ، فأيّكم يسبق إليها على أن يؤاخيني في الله ويوازرني في الله جلّ وعزّ ، ومع ذلك يكون على (1) جميع من خالفني ، فأتخذه وصيّاً ووليّاً ووزيراً يؤدّي عنّي ويبلّغ رسالتي ويقضي ديني من بعدي وعداتي (2) مع أشياء اشترطها ).
  فسكتوا ، فأعادها ثلاث مرات ، كلّها يسكتون ويثب فيها عليّ.
  فلمّا سمعها أبو لهب قال : تباً لك يا محمّد ولما جئتنا به ، ألهذا دعوتنا ؟ وهمّ أن يقوم مولياً.
  فقال : ( أما والله ليقومنّ أو يكون في غيركم ) ، وقال يحرضهم لئلا يكون لاحد منهم فيما بعد حجّة.
  قال : فوثب عليّ (عليه السلام) فقال : ( يارسول الله أنا لها ).
  فقال رسول الله : ( يا أبا الحسن أنت لها ، قضي القضاء وجفّ القلم ، ياعليّ اصطفاك الله بأوّلها وجعلك وليّ آخرها ) (3).
  156 ـ عن محمّد بن الحسين الخثعمي ، عن عبّاد بن يعقوب ، عن الحسن بن حمّاد ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر (عليه السلام) : في قوله عزّ وجلّ : ( ورهطك منهم المخلصين ) ، قال : ( علي وحمزة وجعفر والحسن والحسين وآل محمّد صلوات الله عليهم خاصّة.
  ثم قال سبحانه : ( وَاخْفِض جَنَاحَكَ لَمِن اتبَعَكَ مِنَ المُؤمُنِينَ فَإنْ عَصَوْكَ ) من بعدك ( فَقُلْ إنِّي بَرِيء مِمَّا تَعْمَلُونَ ) ومعصية الرسول (صلى الله عليه وآله) وهو

--------------------
(1) ب : يكون لي يداً على.
(2) ع . ض : وغدابي.
(3) سعد السعود : 212 ـ 214 الطبعة المحققة.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 212 _

  ميت كمعصيته وهو حي ) (1).
  ( وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ) (219) :
  157 ـ حدّثنا محمّد بن الحسين الخثعمي ، عن عبّاد بن يعقوب ، عن الحسن (2) بن حمّاد ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر (عليه السلام) :
  في قوله عزّ وجلّ : ( وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ) ، قال : ( في علي وفاطمة والحسن والحسين وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين ) (3).
  158 ـ عن الحسين بن هارون ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه ، عن علي بن أسباط ، عن عبد الرحمن بن حمّاد المقرىء ، عن أبي الجارود قال : سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ : ( وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ) ؟
  قال : ( يرى تقلبه في أصلاب النبيين من نبي إلى نبي حتّى أخرجه من صلب أبيه من نكاح غير سفاح من لدن آدم (عليه السلام) ) (4).

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 391 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 395 رقم 21 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : مجمع البيان 7 / 322 ، عيون أخبار الرضا 1 / 231 ، علل الشرائع 170 ، الامالي للطوسي 2 / 194 ، تفسير القمي 2 / 124 و 126 ، شواهد التنزيل 1/420 ، العمدة : 76 ، كفاية الطالب : 204 ، مسند أحمد 1 / 111 ، فضائل الصحابة لاحمد 2/650.
(2) أ : الحسين.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 392 ط جماعة المدرسين و 1 / 396 رقم 23 ط مدرسة الامام المهدي.
(4) تأويل الايات الظاهرة : 393 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 396 رقم 25 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : مجمع البيان : 7 / 207 ، تفسير القمي 2 / 125.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 214 _
سورة النمل
  ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الاَْرْضِ أَءِلَهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ ) (62) :
  159 ـ حدّثنا إسحاق بن محمّد بن مروان ، عن أبيه ، عن عبيد الله بن خنيس ، عن صباح المزني ، عن الحارث بن حصيرة ، عن أبي داود ، عن بريدة قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) إلى جنبه : ( أَمَّنْ يُجِيبُ المُضطَرَّ إذَا دَعَاهُ وَيَكشِفُ السُّوء وَيَجَعَلُكُمْ خُلفَاءَ الاَرضِ ) ، قال : فانتفض علي (عليه السلام) انتفاض العصفور ، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله) : ( لم تجزع ياعلي ؟ ).
  فقال : ( ألا أجزع (1) وأنت تقول : ( وَيَجَعَلُكُمْ خُلفَاءَ الاَرضِ ) ؟ ).
  قال : ( لا تجزع ، فوالله لا يبغضك مؤمن ولا يحبّك كافر ) (2).
  160 ـ عن أحمد بن محمّد بن العبّاس (رحمه الله) ، عن عثمان بن هاشم بن الفضل ، عن محمّد بن كثير ، عن الحارث بن حصيرة ، عن أبي داود السبيعي ، عن عمران

--------------------
(1) أ : كيف لا نجزع.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 398 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 401 رقم 3 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 215 _
  ابن حصين قال : كنت جالساً عند النبي (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) إلى جنبه إذ قرأ النبي (صلى الله عليه وآله) : ( أَمَّنْ يُجِيبُ المُضطَرَّ إذَا دَعَاهُ وَيَكشِفُ السُّوء وَيَجَعَلُكُمْ خُلفَاءَ الاَرضِ ) قال : فارتعد علي (عليه السلام) ، فضرب النبي (صلى الله عليه وآله) بيده على كتفه وقال : ( مالك ياعلي ؟ ).
  فقال : ( يارسول الله قرأت هذه الاية فخشيت أن نبتلى بها ، فأصابني ما رأيت ).
  فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( يا علي لا يحبّك إلا مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق إلى يوم القيامة ) (1).
  161 ـ عن حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن إبراهيم ابن عبد الحميد ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ( إنّ القائم (عليه السلام) إذا خرج دخل المسجد الحرام فيستقبل الكعبة (2) ويجعل ظهره إلى المقام ثم يصلّي ركعتين ثمّ يقوم فيقول : يا أيُّها الناس أنا أولى الناس بآدم ، يا أيّها الناس أنا أولى الناس بإبراهيم ، يا أيّها الناس أنا أولى الناس بإسماعيل ، ياأيُّها النّاس أنا أولى الناس بمحمد (صلى الله عليه وآله) ، ثمّ يرفع يديه إلى السماء فيدعو ويتضرع حتى يقع على وجهه ، وهو قوله عزّ وجلّ : ( أَمَّنْ يُجِيبُ المُضطَرَّ إذَا دَعَاهُ وَيَكشِفُ السُّوء وَيَجَعَلُكُمْ خُلفَاءَ الاَرَضِ ءإلَهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلاً مَا تَذَكّروُنَ ) ) (3).

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 398 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 402 رقم 4 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) أ : القبلة.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 399 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 402 رقم 5 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 216 _
  162 ـ وبالاسناد عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر (عليه السلام) : في قول الله عزّ وجلّ : ( أَمَّنْ يُجِيبُ المُضطَرَّ إذَا دَعَاهُ ) قال : ( هذه نزلت في القائم (عليه السلام) ، إذا خرج تعمّم وصلّى عند المقام وتضرّع إلى ربه فلا تردّ له راية أبداً ) (1).
  ( وإذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الاْرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ ) (82) :
  163 ـ حدّثنا جعفر بن محمّد الحلبي (2) ، قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد الزيّات ، قال : حدّثنا محمّد يعني ابن الجنيد (3) ، قال : حدّثنا مفضل بن صالح ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي عبد الله الجدلي ، قال : دخلت على عليّ (عليه السلام) يوماً فقال : ( أنا دابة الارض ) (4).
  164 ـ حدّثنا علي بن أحمد بن حاتم ، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 399 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 403 رقم 6 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : المناقب لابن شهرآشوب 2 / 125 ، الامالي للمفيد : 307 رقم 5 ، الامالي للطوسي 1 / 75 ، تفسير القمي 2 / 129 ، الغيبة للنعماني : 181.
(2) س : حدّثنا محمد بن جعفر بن محمد بن الحسن ، م : حدّثنا جعفر بن محمد بن الحسين.
(3) ق : عن محمد بن الجنيد ، د . م . أ : عن محمد بن عبد الحميد.
(4) مختصر بصائر الدرجات : 206 ، تأويل الايات الظاهرة : 399 ط جماعة المدرسين ، و 1/403 رقم 7 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 217 _
  الراشدي ، حدّثنا خالد بن مخلّد (1) ، حدّثنا عبد الكريم بن يعقوب الجعفي ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي عبد الله الجدلي قال : دخلت على علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال : ( ألا أُحدثك ثلاثاً قبل أن يدخل عليّ وعليك داخل ؟ ).
  قلت : بلى.
  قال : ( أنا عبد الله ، وأنا دابة الارض صدقها وعدلها وأخو نبيّها (2) ألا أخبرك بأنف المهدي وعينيه ؟ ) (3).
  قال : قلت : بلى (4).
  قال : فضرب بيده الى صدره وقال : ( أنا ) (5).
  165 ـ حدّثنا محمّد بن الحسن بن الصباح ، حدّثنا الحسين بن الحسن القاشي ، حدّثنا علي بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن عبد الرحمن بن سيابة ، عن أبي داود ، عن أبي عبد الله الجدلي ، قال : دخلت على عليّ (عليه السلام) فقال : ( أحدّثك بسبعة أحاديث ، إلاّ أن يدخل علينا داخل ).
  قال : قلت : افعل جعلتُ فداك.
  قال : ( أتعرف أنف المهدي وعينه ؟ ).

--------------------
(1) د : خالد بن محمّد.
(2) س : وأخو نبيّها أنا عبد الله.
(3) د : بأمر المهدي وغيبته.
(4) س : نعم.
(5) مختصر بصائر الدرجات : 206 ـ 207 ، تأويل الايات الظاهرة : 400 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 404 رقم 8 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 218 _
  قال : قلت : أنت يا أمير المؤمنين.
  قال : ( وحاجب الضلالة تبدو مخازيهما في آخر الزمان ).
  قال : قلت : ظن والله يا أمير المؤمنين أنهما فلان وفلان.
  فقال : ( الدابة وما الدابة عدلها وصدقها وموقع بعثها والله مهلك مَن ظلمها ... ) وذكر الحديث (1).
  166 ـ حدّثنا أحمد بن محمد بن الحسن الفقيه (2) ، حدّثنا أحمد بن عبيد ابن ناصح ، حدّثنا الحسين بن علوان ، عن سعد بن طريف ، عن الاصبغ بن نباتة قال : دخلت على أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يأكل خبزاً وخلاً وزيتاً ، فقلت : يا أمير المؤمنين قال الله عزّ وجلّ : ( وإذَا وَقَعَ القَولُ عَلَيهِم أخرجنَا لَهُم دَابّةً مِنَ الارضِ تُكَلمُهُم أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بآياتِنا لا يُوقِنُونَ ) فما هذه الدابّة قال : ( هي دابة تأكل خبزاً وخلاً وزيتاً ) (3). ؟
  167 ـ حدّثنا الحسن (4) بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى (5) ، حدّثنا

--------------------
(1) مختصر بصائر الدرجات : 207.
(2) أ : بن الحسين القمي.
(3) مختصر بصائر الدرجات : 208 ، تأويل الايات الظاهرة : 400 ط جماعة المدرسين ، و 1/404 رقم 9 ط مدرسة الامام المهدي.
(4) أ : الحسين.
(5) س : حدّثنا الحسين بن أحمد قال حدّثنا الحسين بن عيسى.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 219 _
  يونس ابن عبد الرحمن ، عن سماعة بن مهران ، عن المفضّل بن مزيد (1) ، عن الاصبغ بن نباتة قال : قال لي معاوية : يامعشر الشيعة تزعمون أنّ عليّاً دابة الارض فقلت : نحن نقول (2) ، واليهود يقولون.
  قال : فأرسل (3) إلى رأس الجالوت فقال : ويحك تجدون دابة الارض عندكم مكتوبة ؟
  فقال : نعم.
  فقال : فما هي ؟ أتدري ما اسمها (4) ؟
  قال : نعم اسمها (5) إيليا.
  قال : فالتفت إليّ فقال : ويحك ياأصبغ ما أقرب إيليا من عليّاً (6).
  168 ـ حدّثنا الحسين بن أحمد ، قال : حدّثنا محمّد بن عيسى ، حدّثنا يونس ، عن بعض أصحابه ، عن أبي بصير قال : قال أبو جعفر (عليه السلام) : ( أيّ شيء يقول الناس في هذه الاية : ( وَإذَا وَقَعَ القَوْلُ عَلَيهِمْ أَخْرَجْنَا

--------------------
(1) ق . د : الفضل بن زيد ، س . أ : الفضل بن الزبير.
(2) أ : نقوله.
(3) س : فقلت نحن نقول ، اليهود تقول ، فأرسل.
(4) س : ما اسمه ، أ : فقال ما هي ؟ فقال رجل ، فقال ما اسمه ؟ .
(5) س . أ : اسمه.
(6) مختصر بصائر الدرجات : 208 ، تأويل الايات الظاهرة : 400 ط جماعة المدرسين ، و 1/404 رقم 10 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 220 _
  لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الارَضِ تُكَلّمُهُمْ ) ؟ ).
  فقال : ( هو أمير المؤمنين (عليه السلام) ) (1).
  169 ـ حدّثنا الحسين بن إسماعيل القاضي ، حدّثنا عبد الله بن أيّوب المخزومي ، حدّثنا يحيى بن أبي بكير ، حدّثنا أبو حريز ، عن عليّ بن زيد بن جذعان ، عن خالد بن أوس ـ قال القاضي قال المخزومي (2) ـ خالد بن أوس ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( تخرج دابّة الارض ومعها عصى موسى وخاتم سليمان (عليهما السلام) تجلو وجه المؤمن بعصى موسى (عليه السلام) وتسم وجه الكافر بخاتم سليمان ) (3).
  170 ـ حدّثنا إسحاق بن محمد بن مروان ، حدّثنا أبي ، أخبرنا عبد الله بن الزبير القرشي ، حدّثني يعقوب بن شعيب ، قال : حدّثني عمران بن ميثم : أنّ عباية حدّثه أنّة كان عند أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول : ( حدّثني أخي أنّه ختم ألف نبيّ وأنّي ختمت ألف وصيّ ، وأنّي كلّفتُ ما لم يكلّفوا ، وأنّي لاعلم ألف كلمة ما يعلمها غيري وغير محمّد (صلى الله عليه وآله) ما منها كلمة إلاّ مفتاح ألف باب ، بعد ما تعلمون منها كلمة واحدة غير أنّكم تقرءون منها آية واحدة في القرآن : ( وإذَا وَقَعَ القَولُ عَلَيهِم أخرجنَا لَهُم دَابّةً مِنَ الارضِ تُكَلمُهُم أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بآياتِنا

--------------------
(1) مختصر بصائر الدرجات : 208 ـ 209.
(2) كذا.
(3) مختصر بصائر الدرجات : 208.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 221 _
  لا يُوقِنُونَ ) وما تدورنها مَن ) (1).
  171 ـ حدثنا أحمد بن إدريس ، حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد ، حدّثنا أحمد بن محمد بن إسحاق الحضرمي ، قال : حدّثنا أحمد بن مستنير ، حدّثني جعفر بن عثمان ـ وهو عمّه ـ قال : حدّثني صباح المزني ومحمد بن كثير بن بشير ابن عميرة الازدي ، قالا : حدّثنا عمران بن ميثم ، حدّثني عباية بن ربعي قال : كنت جالساً عند أمير المؤمنين (عليه السلام) خامسة خمسة ... وذكر نحوه (2).
  172 ـ حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدّثني الحسن السلمي ، حدّثنا أيّوب بن نوح ، عن صفوان ، عن يعقوب ـ يعني ابن شعيب ـ عن عمران ابن ميثم ، عن عباية ، قال : أتى رجلٌ أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال : حدّثني عن الدابة.
  فقال : ( وما تريد منها ؟ ).
  قال : أحببت أن أعلم علمها.
  قال : ( هي دابة مؤمنة تقرأ القرآن وتؤمن بالرحمن وتأكل الطعام وتمشي في الاسواق ) (3).
  173 ـ حدّثنا الحسين بن أحمد ، حدّثنا محمّد بن عيسى ، حدّثنا صفوان ابن يحيى ، عن يعقوب بن شعيب ، عن عمران بن ميثم ، عن عباية : ... وذكر مثله.

--------------------
(1) مختصر بصائر الدرجات : 207 ـ 208.
(2) مختصر بصائر الدرجات : 208.
(3) مختصر بصائر الدرجات : 207.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 222 _
  وزاد في آخره قال : مَن هو يا أمير المؤمنين ؟
  قال : ( هو عليّ ثكلت أمّك ) (1).
  174 ـ حدّثنا أحمد بن إدريس ، حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، حدّثنا الحسين بن سعيد ، عن علي بن الحكم ، عن مفضل بن صالح ، عن جابر ، عن مالك بن حمزة الرواسي ، قال : سمعتُ أبا ذر يقول : عليّ (عليه السلام) دابّة الارض (2).
  175 ـ حدّثنا أحمد بن إدريس ، حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، حدّثنا الحسين بن سعيد ، قال : حدّثنا الحسين بن بشّار ، قال : سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) عن الدابّة ؟
  قال : ( أمير المؤمنين صلوات الله عليه الدابة ) (3).

--------------------
(1) مختصر بصائر الدرجات : 207.
(2) مختصر بصائر الدرجات : 209.
(3) مختصر بصائر الدرجات : 209.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : تفسير القمي 2 / 130 ـ 131 ، الكافي 1 / 153 رقم 3 ، الغيبة للنعماني : 258.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 223 _
  ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَع يَوْمَئذ آمِـنُـونَ * وَمَـنْ جَـاءَ بِالسَّيِّئَـةِ فَكُبَّـتْ وُجُـوهُهُـمْ فِـي النَّـارِ ... ) (90) :
  176 ـ حدّثنا المنذر بن محمّد ، عن أبيه ، عن الحسين بن سعيد ، عن أبيه ، عن أبان بن تغلب ، عن فضيل بن الزمر (1) ، عن أبي الجارود (2) ، عن أبي داود السبيعي ، عن أبي عبد الله الجدلي قال : قال لي أمير المؤمنين (عليه السلام) : ( يا أبا عبد الله هل تدري ما الحسنة التي من جاء بها ( فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُم مِن فَزَع يَومَئذ آمِنُون وَمَن جَاءَ بِالسَّيئَةِ فَكُبَّت وُجُوهُهُم فِي النَّارِ ) ؟ ).
  قلت : لا.
  قال : ( الحسنة مودّتنا أهل البيت ، والسيئة عداوتنا أهل البيت ) (3).
  177 ـ حدّثنا علي بن عبد الله ، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي ، عن عبد الله ابن جبلة الكناني ، عن سلام بن أبي حمزة (4) الخراساني ، عن أبي الجارود ، عن أبي عبد الله الجدلي قال : قال لي أمير المؤمنين (عليه السلام) : ( ألا أُخبرك بالحسنة التي من جاء بها أمن من فزع يوم القيامة ، والسيئة التي من جاء بها كب على وجهه في نار جهنم ؟ ).
  قلت : بلى يا أمير المؤمنين.
  قال : ( الحسنة حبنا أهل البيت ، والسيئة بغضنا أهل البيت ) (5).

--------------------
(1) أ : الزبير.
(2) عن أبي الجارود ، ليس في أ.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 203 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 410 رقم 16 ط مدرسة الامام المهدي.
(4) أ : عن سلام بن أبي عمرة.
(5) تأويل الايات الظاهرة : 303 ـ 304 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 410 رقم 17 ط مدرسة الامام المهدي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 224 _
  178 ـ حدّثنا أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن عمّار الساباطي قال : كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) وسأله عبد الله بن أبي يعفور عن قول الله عزّ وجلّ : ( مَن جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ خَيرٌ مِنهَا وَهُم مِن فَزَع يَومَئذ آمِنُون ) ؟
  فقال : ( وهل تدي ما الحسنة ؟ إنّما الحسنة معرفة الامام وطاعته ، وطاعته من طاعة الله ) (1).
  179 ـ وبالاسناد المذكور عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ( الحسنة ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) ) (2).
  180 ـ حدّثنا علي بن عبد الله ، عن إبراهيم بن محمّد ، عن إسماعيل بن بشار ، عن علي بن جعفر الحضرمي ، عن جابر الجعفي.
  أنّه سأل أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ : ( مَن جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ خَيرٌ مِنهَا وَهُم مِن فَزَع يَومَئذ آمِنُون وَمَن جَاءَ بِالسَّيئَةِ فَكُبَّت وُجُوهُهُم فِي النَّارِ ) ؟.
  قال : ( الحسنة ولاية علي (عليه السلام) ، والسيئة عداوته وبغضه ) (3).

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 404 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 411 رقم 18 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) تأويل الايات الظاهرة : 404 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 411 رقم 19 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 404 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 411 رقم 20 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الامالي للطوسي 2 / 31 و 107 ، الكافي 1 / 142 و 8/379 ، تفسير القمي 2 / 131 ، شواهد التنزيل 1 / 426 ، خصائص الوحي المبين :217 ، فرائد السمطين 2 / 297 ، المحاسن : 150 ، مجمع البيان 7 / 371.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 226 _
سورة القصص
  ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الاَْرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) (5) :
  181 ـ عن علي بن عبد الله بن أسد ، عن إبراهيم بن محمّد ، عن يوسف ابن كليب المسعودي ، عن عمرو بن عبد الغفّار ، بإسناده عن ربيعة بن ناجد قال : سمعت عليّاً (عليه السلام) يقول في هذه الاية وقرأها قوله عزّ وجلّ : ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ استُضعِفُوا فِي الاَرضِ ) وقال : ( لتعطفنَّ هذه الدنيا على أهل البيت كما تعطف الضروس على ولدها ) (1).
  182 ـ حدّثنا علي بن عبد الله ، عن إبراهيم بن محمّد ، عن يحيى بن صالح الحريري (2) ، بإسناده عن أبي صالح ، عن عليّ (عليه السلام) : كذا قال في قوله عزّ وجلّ : ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ استُضعِفُوا فِي الاَرضِ وَنَجعَلَهُم أَئمَّةً وَنَجعَلَهُمُ الوَارِثِينَ ) : ( والذي فلق الحبة وبرأ النسمة

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 406 ـ 407 ط جماعة المدرسين، و 1 / 413 رقم 1 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) أ : الحويزي.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 227 _
  لتعطفن علينا هذه الدنيا كما تعطف الضروس على ولدها ) (1).
  ( ... سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً ... ) (35) :
  183 ـ حدّثنا الحسن بن محمّد بن يحيى الحسيني (2) ، عن جدّه يحيى بن الحسن ، عن أحمد بن يحيى الاودي ، عن عمر بن حامد (3) بن طلحة ، عن عبد الله بن المهلّب البصري ، عن المنذر بن زياد الضبّي ، عن أبان ، عن أنس بن مالك قال : بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) مصدقاً إلى قوم فعدوا على المصدّق ففتلوه ، فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وآله) ، فبعث إليهم عليّاً (عليه السلام) فقتل المقاتلة وسبى الذريّة ، فلمّا بلغ عليّ (عليه السلام) أدنى المدنية تلقّاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) والتزمه وقبّل ما بين عينيه وقال : ( بأبي وأُمي من شدّ الله به عضدي كما شدّ عضد موسى بهارون ) (4).
  ( وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إْذْ قَضَينَا إلْى مُوسَى الاَْمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ ) (44) :

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 407 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 414 رقم 2 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : مجمع البيان 7 / 375 ، الكافي 1 / 243 رقم 1 ، معاني الاخبار : 79 ، شواهد التنزيل 1 / 430 رقم 589 ، الامالي للصدوق : 387 رقم 26 ، الارشاد للمفيد : 271 ، خصائص الائمة : 70 ، دلائل الامامة : 237.
(2) م : الحسني ، د : الحلبي.
(3) م : خالد ، أ : عن عمرو بن حماد.
(4) تأويل الايات الظاهرة : 408 ـ 409 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 415 رقم 6 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : شواهد التنزيل 1 / 435 رقم 598.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 221 _
  184 ـ حدّثنا علي بن أحمد بن حاتم (1) ، عن حسن بن عبد الواحد ، عن سليمان بن محمد بن أبي فاطمة (2) ، عن جابر بن إسحاق البصري ، عن النضر بن إسماعيل الواسطي ، عن جوهر (3) ، عن الضحاك (4) ، عن ابن عبّاس : في قول الله عزّ وجلّ : ( وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الغَربِيِّ إذ قَضَينَا إلى مُوسَى الاَمرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ ) قال : بالخلافة ليوشع بن نون من بعده ، ثمّ قال الله : لن أدع (5) نبيّاً من غير وصي ، وأنا باعث نبيّاً عربيّاً وجاعل وصيّه عليّاً ، فذلك قوله تعالى (6) : ( وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الغَربِيِّ إذ قَضَينَا إلى مُوسَى الاَمرَ ) في الوصاية (7) وحدّثه بما هو كائن بعده.
  قال ابن عبّاس : وحدّث الله نبيّه (صلى الله عليه وآله) بما هو كائن وحدّثه باختلاف هذه الامّة من بعده ، فمن زعم أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) مات بغير وصية (8) فقد كذب على

--------------------
(1) أ : علي بن حاتم.
(2) م : سليمان بن محمد عن أبي فاطمة.
(3) أ : عن جويبر.
(4) د : جوهر بن الضحّاك ، أ : جوهر الضحّاك.
(5) د : لم أجعل.
(6) د : فلذلك قال.
(7) م : الوصيّة ، د : الوصية وحديثه.
(8) وفي بعض المصادر : ما تعين وصية.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 229 _
  الله عزّ وجلّ وعلى نبيه (صلى الله عليه وآله) (1).
  ( وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبّكَ ... ) (46) :
  185 ـ حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك ، عن الحسن بن علي بن مروان ، عن ظاهر بن مدرار (2) ، عن أخيه ، عن أبي سعيد المدايني قال : سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ : ( وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إذ نَادَينا ) ؟
  قال : ( كتاب كتبه الله عزّوجلّ فيورقة أثبته (3) فيها قبل أن يخلق الخلق بألفي عام ، فيها مكتوب : ياشيعة آل محمّد أعطيتكم قبل أن تسألوني ، وغفرت لكم قبل أن تستغفروني ، مَن أتى منكم بولاية محمّد وآل محمّد أسكنته جنّتي برحمتي ) (4).
  ( وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُم يَتَذَكَّرُونَ ) (51) :
  186 ـ حدّثنا الحسين بن أحمد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عمر بن أُذينة ، عن حمران ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) :

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 409 ـ 410 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 416 رقم 7 ط مدرسة الامام المهدي.
(2) م : طاهر بن مروان ، أ : طاهر بن مدرار.
(3) وفي بعض المصادر : في ورقة آس.
(4) تأويل الايات الظاهرة : 410 ـ 411 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 417 رقم 10 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : التفسير المنسوب للامام العسكري (عليه السلام) : 31 ، الاختصاص : 111.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 230 _
  في قول الله عزّ وجلّ : ( وَلَقَد وَصَّلنَا لَهُمُ القَولَ لَعَلَّهُم يَتَذَكَّرُونَ ) قال : ( إمام بعد إمام ) (1).
  ( أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعداً حَسَناً فَهُو لاَقِيهِ ... ) (61) :
  187 ـ حدّثنا عبد العزيز بن يحيى ، عن هشام بن عليّ ، عن إسماعيل بن عليّ المعلم ، عن بدل بن المجير (2) ، عن شعبة ، عن أبان بن تغلب ، عن مجاهد قال : قوله عزّ وجلّ : ( أَفَمَنْ وَعَدنَاهُ وَعداً حَسَناً فَهُو لاَقِيهِ ) نزلت في عليّ وحمزة (عليهما السلام) (3).
  ( إنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إلَى مَعَاد ... ) (85) :
  188 ـ حدّثنا حميد بن زياد ، عن عبد الله (4) بن أحمد بن نهيك ، عن عبيس بن هشام (5) ، عن أبان ، عن عبد الرحمن بن سيابة (6) ، عن صالح

--------------------
(1) تأويل الايات الظاهرة : 413 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 420 رقم 14 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : الكافي 1 / 343 رقم 18 ، تفسير القمي 2 / 141 ، مختصر بصائر الدرجات : 64 ، الامالي للطوسي 1 / 300 ، المناقب لابن شهرآشوب 3 / 96.
(2) أ : المحبّر.
(3) تأويل الايات الظاهرة : 414 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 422 رقم 17 ط مدرسة الامام المهدي.
وراجع تأويل هذه الاية أيضاً : مجمع البيان 7 / 261 ، شواهد التنزيل 1 / 436 و 437 رقم 599 و 600 ، تفسير الطبري 20 / 62 ، فرائد السمطين 1 / 364.
(4) س : حدّثنا عبيد الله.
(5) س : حدّثنا عيسى بن هشام.
(6) ق : عبد الله بن سيابة.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 230 _
  بن ميثم ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال :
   قلت لابي جعفر (عليه السلام) (1) : حدّثني.
  قال : ( أو ليس قد سمعته (2) من أبيك ؟ ).
  قلت : هلك أبي وأنا صبي.
  قال : قلت : فأقول ، فإن أصبتُ قلتَ : نعم ، وإن أخطأتُ رددتني عن الخطأ.
  قال : ( ما أشدَّ شرطك ؟ ).
  قلتُ : فأقول ، فإن أصبتُ سكت ، وإن أخطأتُ رددتني عن الخطأ قال : ( هذا أهون ).
  قال : قلت : فإنّي أزعم أنّ عليّاً (عليه السلام) دابة الارض ، وسكت.
  فقال (3) أبو جعفر (عليه السلام) : ( وأراك والله ستقول : إنّ عليّاً (عليه السلام) راجع إلينا ، وتقرأ (4) : ( إنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيكَ القُرآنَ لَرَادُّكَ إلى مَعَاد ) ).
  قال : فقلت : والله لقد جعلتها فيما أُريد أن أسألك عنه فنسيتها.
  فقال أبو جعفر (عليه السلام) : ( أفلا أُخبرك بما هو أعظم من هذا ؟ قوله عزّ وجلّ : ( وَمَا أَرْسَلنَاكَ إلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً ) (5) وذلك أنّه لا تبقى أرض إلاّ

--------------------
(1) س . أ : قلت له.
(2) س : سمعت الحديث ، أ : أليس قد سمعت الحديث.
(3) س . أ : دابة الارض قال فسكت قال فقال.
(4) س . أ : وقرأ.
(5) سبأ 34 : 28.

تأويل ما نزل من القرآن الكريم فـي النبـي وآلـه صلـى اللّـه عليهـم _ 231 _
  ويؤذن (1) فيها بشهادة أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّداً رسول الله (صلى الله عليه وآله) ) وأشار بيده إلى آفاق الارض (2).
  189 ـ حدّثنا محمد بن الحسن بن صباح ، حدّثنا الحسين بن الحسن ، حدّثنا عليّ بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن عبد الرحمن بن سيابة ويعقوب ابن شعيب ، عن صالح بن ميثم قال : قلت لابي جعفر (عليه السلام) : حدّثني.
  قال : فقال : ( أما سمعت الحديث من أبيك ؟ ).
  قلتُ : لا كنتُ صغيراً.
  قال : قلت : فأقول فإن أصبتُ قلت : نعم ، وإن أخطأتُ رددتني عن الخطأ قال : ( ما أشدّ شرطك ).
  قال : قلت : فأقول فإن اصبتُ سكتَّ وإن أخطأتُ رددتني.
  قال : ( هذا أهون عليّ ).
  قلت : تزعم أن عليّاً دابة الارض ؟ قال : ( هه ... ) وذكر الحديث (3).
  190 ـ حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك ، حدّثنا الحسن بن علي بن مروان ، حدّثنا سعيد بن عمر (4) ، عن أبي مروان قال :

--------------------
(1) أ : ونودي.
(2) مختصر بصائر الدرجات : 209 ـ 210 ، تأويل الايات الظاهرة : 415 ـ 416 ط جماعة المدرسين ، و 1 / 423 رقم 20 ط مدرسة الامام المهدي.
(3) مختصر بصائر الدرجات : 209.
(4) س : عمّار.