مؤلفات فائقة رائقة .
  هذا بالأضافة الى ما امتازت به ـ أي مصنفاته ـ من صفة التنوع ، إذ أنه (قدس سره) لم يغفل عن الكتابة والتحقيق في حقل العقائد والنحو والأدب والأخلاق والدعاء السيرة والفلسفة طول مدة حياته .
  فمن مصنفاته :
  1 ـ الآداب الدينية للخزانة المعينية ، وهو كتاب فخم في الأخلاق والآداب .
  2 ـ أسرار الإمامة ، نسبه إليه بعض الأعلام ، واستظهر صاحب الروضات أنه ولده الحسن بن الفضل .
  3 ـ إعلام الورى بأعلام الهدى ، في فضائل أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وأحوالهم وآثارهم .
  4 ـ تاج المواليد .
  5 ـ جوامع الجامع ، وهو الكتاب الماثل بين يديك .
  6 ـ الجواهر في النحو .
  7 ـ رسالة حقائق الامور في الأخبار .
  8 ـ شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ، كما ذكره هو بنفسه في مجمع البيان ذيل آية : * (يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك) * (1) .
  9 ـ عدة السفر وعمدة الحضر .
  10 ـ العمدة في اصول الدين والفرائض والنوافل .
  11 ـ غنية العابد ومنية الزاهد .
  12 ـ الفائق .
  13 ـ كنوز النجاح في الأدعية المأثورة .
  14 ـ الكاف الشاف من كتاب الكشاف ، وهو تفسير مختصر .
  15 ـ مجمع البيان لعلوم القرآن ، في عشر مجلدات .

--------------------
(1) الآية : 67 من سورة المائدة . (*)


تفسير جوامع الجامع (الجزء الاول) ـ 27 ـ
  16 ـ مشكاة الأنوار في الأخبار .
  قال صاحب الروضات : الظاهر أنه غير ( مشكاة الأنوار في غرر الأخبار ) التي هي لسبطه الشيخ أبي الفضل علي بن الحسن بن الفضل ، وهو كتاب ظريف يشتمل على أخبار غريبة .
  17 ـ معارج السؤال .
  18 ـ نثر اللآلي ، وهي رسالة مختصرة مجموعة من كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) مرتبة على حروف المعجم .
  19 ـ النور المبين .
  20 ـ الوافي في تفسير القرآن على ما نسب إليه .
  21 ـ رواية صحيفة الرضا (عليه السلام) ، جوامع الجوامع : هذا الكتاب ـ الذي بين يديك ـ هو من أشهر مؤلفات الشيخ الطبرسي (قدس سره) بعد كتاب ( مجمع البيان ) ، وقد سمى العلامة المجلسي في مقدمة بحار الأنوار (1) هذا الكتاب ب‍ ( جامع الجوامع ) ، وهكذا ذكره الأفندي في رياض العلماء (2) عند تعرضه لترجمة الطبرسي ، لكن النسخ المعتمدة ذكرت أن اسمه ( جوامع الجامع ) .
  ثم إنه قد وقع الخلاف بين أصحاب التراجم في أن هذا الكتاب هل هو ( الكاف الشاف ) أم غيره ؟ أو هل هو ( الوسيط ) أم غيره ؟ فقد ذكر ابن شهر آشوب في ( معالم العلماء ) (3) بأن تفسير مجمع البيان والكلام الشاف من كتاب الكشاف فقط ، وأما ( جوامع الجامع ) و ( الوسيط ) و ( الوجيز ) فلم يتعرض لذكرها ، ويمكن أن يقال : إنه ذكر ( الكلام الشاف ) بدل (الكاف الشاف ) .

--------------------
(1) بحار الأنوار : ج 1 ص 6 الطبعة الحجرية .
(2) رياض العلماء : ج 2 باب الفاء ، الفضل بن الحسن الطبعة الحجرية .
(3) معالم العلماء : ص 123 رقم 893 . (*)

تفسير جوامع الجامع (الجزء الاول) ـ 28 ـ
  وقال الشيخ منتجب الدين في ( الفهرست ) : له تصانيف ، منها : مجمع البيان في تفسير القرآن عشر مجلدات ، الوسيط في التفسير أربع مجلدات ، الوجيز مجلدة (1) .
  ولم يذكر ( جوامع الجامع ) ولا ( الكاف الشاف ) .
  وأما القاضي نور الله في ( مجالس المؤمنين )(2) فلم يتطرق لذكر التفسير الكبير ولا الجوامع ، لكنه أشار الى تفسير ثالث مختصر ولم يذكر اسمه .
  وقال السيد مصطفى التفريشي في ( نقد الرجال ) : إن كتاب ( مجمع البيان في تفسير القرآن ) عشر مجلدات ، و ( الوسيط في التفسير ) أربع مجلدات ، و ( الوجيز ) مجلدة (3) .
  وقال الأفندي في ( رياض العلماء ) : ولعل المراد بالوسيط في التفسير هو تفسير ) جامع الجوامع ( المشهور ، وبالوجيز الكاف الشاف ) ، ويحتمل المغايرة ، وقد يتوهم أن ( الكاف الشاف عن الكشاف ) هو بعينه كتاب ( جامع الجوامع ) حيث قال في أوله : إنه ملخص من الكشاف ، ولكن الحق أنه غيره (4) .
  وينبغي الإشارة الى أن الشيخ المصنف (قدس سره) لم يذكر في طيات كتابه ( جوامع الجامع ) أن هذا الكتاب هو تلخيص من الكشاف ، وإنما ذكر في بداية مقدمته عبارة حول ( الكاف الشاف ) ، ومضمونها : أن تفسير ( الكاف الشاف ) خلاصة من تفسير الكشاف ، وليس تفسير ( جوامع الجامع ) .
  وحول تفسير ( جوامع الجامع ) قال : ( ومما حداني إليه وحثني وبعثني عليه أن خطر ببالي وهجس بضميري ، بل القي في روعي محبة الاستمداد من كلام جار الله العلامة ولطائفه ، فإن لألفاظه لذة الجدة ورونق الحداثة ، مقتصرا فيه على إيراد المعنى البحت ، والإشارة الى مواضع النكت بالعبارات الموجزة والايماءات المعجزة مما يناسب الحق والحقيقة ويطابق الطريقة المستقيمة ... ( فلا يستفاد بأي

--------------------
(1) الفهرست : ص 144 رقم 336 .
(2) مجالس المؤمنين : ج 1 ص 490 .
(3) نقد الرجال للتفريشي : ص 266 .
(4) رياض العلماء : ج 4 ص 342 الطبعة الحديثة . (*)

تفسير جوامع الجامع (الجزء الاول) ـ 29 ـ
  وجه من هذه العبارة بأن تفسير ( جوامع الجامع ) هو تلخيص لتفسير الكشاف .
  وقال صاحب ريحانة الأدب: إن تفسير ( الكاف الشاف ) قد الف بعد التفسيرين : ( مجمع البيان ) و ( جوامع الجامع ) وذلك بطلب من ولده الشيخ حسن بن فضل وقد انتخبه هما ، أو بالعكس ، أي أن تفسير ( جوامع الجامع ) قد الف بعد التفسيرين : ( مجمع البيان ) و ( الكاف الشاف ) وقد انتخبه منهما كما هو الظاهر ، بل صريح كلام كتاب الذريعة (1) .
  والتحقيق في هذا نقول : إن الظاهر من كلام الطبرسي نفسه ـ من بعض القرائن ـ أنه لم يؤلف أكثر من ثلاثة تفاسير : ( مجمع البيان ) ، و ( الكاف الشاف ) أو ( الوجيز ) ، و ( جوامع الجامع ) أو ( الوسيط ) .
   ومما لا شك فيه أنه (قدس سره) لم يشرع بتأليف أي تفسير قبل ( مجمع البيان ) ، حيث قال في مقدمته : وقد كنت في عهد ريعان الشباب حداثة السن وريان العيش ونضارة الغصن كثير النزاع ، قلق التشوق ، شديد التشوف الى جمع كتاب في التفسير ... إلى أن قال : وهلم جرا الى الآن وقد ذرف سني على الستين ... الى أن قال : فحداني على تصميم هذه العزيمة ما رأيت من عناية مولانا الأمير السيد الأجل ... أبي منصور محمد بن يحيى بن هبة الله الحسيني ... بهذا العلم وصدق رغبته في معرفة هذا العلم (2) .
  فيفهم ممن كلامه (قدس سره) أنه قبل سن الستين لم يكتب أي تفسير ، وفي هذه السن بدأ بتأليف ( مجمع البيان ) .
  وأما التفسير الثاني له فهو ( الكاف الشاف ) ، وهو خلاصة لتفسير الزمخشري الموسوم ب‍ ( الكشاف ) ، وكان تأليفه بعد ( مجمع البيان ) وقبل ( جوامع الجامع ) ، وهذا ما يفهم من كلامه في مقدمة ( جوامع الجامع ) حيث قال : فإني لما فرغت من كتابي الكبير في التفسير الموسوم ب‍ ( مجمع البيان لعلوم القرآن ) ثم عثرت من بعد

--------------------
(1) ريحانة الأدب: ج 4 ص 20 .
(2) مجمع البيان: ج 1 ـ 2 ص 10 . (*)

تفسير جوامع الجامع (الجزء الاول) ـ 30 ـ
  بالكتاب ( الكشاف لحقائق التنزيل ) لجار الله العلامة ، واستصلحت من بدائع معانيه وروائع ألفاظه ومبانيه ما لا يلقى مثله في كتاب مجتمع الأطراف ، ورأيت أن أسمه واسميه ب‍ ( الكاف الشاف ) ، فخرج الكتابان الى الوجود .
  وأما التفسير الثالث له فهو هذا الكتاب ( جوامع الجامع ) وكان بطلب من ولده ، حيث اختاره من التفسيرين المتقدمين ، فقد قال في مقدمته : اقترح علي من حل مني محل السواد من البصر والفؤاد ولدي أبو نصر الحسن ـ أحسن الله نصره وأرشد أمري وأمره ـ أن اجرد من الكتابين كتابا ثالثا يكون مجمع بينهما ومحجر عينهما ، يأخذ بأطرافها ويتصف بأوصافهما ، ويزيد بأبكار طرائف وبواكير لطائف عليهما .
  لكنه استعفاه أول الأمر ، لأن عمره جاوز السبعين وقد أخذه من الكبر عتيا ، لكن أمام إلحاح الابن أجاب مطلبه ونفذه بقوله : فلم أجد بدا من صرف وجه الهمة إليه ، والإقبال بكل العزيمة عليه ، وهممت أن أضع يدي فيه ، ثم استخرت الله تعالى وتقدس في الابتداء منه بمجموع مجمع جامع للكلم الجوامع ، اسميه كتاب ( جوامع الجامع ) ، ولا شك أنه اسم وفق للمسمى ولفظ طبق للمعنى .
  ثم إنه عاد وسماه بالوسيط في قوله : وأرجو أن يكون بتوفيق الله وعونه وفيض فضله ومنه كتابا وسيطا خفيف الحجم كثير الغنم ، لا يصعب حمله ويسهل حفظه ويكثر معناه وإن قل لفظه .
  وعلى ضوء ما تقدم يمكن أن يقال : إنه (قدس سره) لم يؤلف أكثر من هذه التفاسير الثلاثة المذكورة ، وقد صرح بكبر الأول وباختصار الثاني وأوسطية الثالث ، وإنه بسبب كبر سنه وعجزه وضعفه بقوله في مقدمة هذا الكتاب : فاستعفيته مرة بعد اخرى ، لما كنت أجده في نفسي من ضعف المنة ووهن القوة ، فلقد ذرفت على السبعين سنيا ، وبلغت من الكبر عتيا ، وصرت كالحنية حنيا ، واشتعل الرأس شيبا ، وقاربت شمس العمر مغيبا ، فأبى إلا المراجعة فيه ... الخ، فإنه (قدس سره) بسبب كبره وشدة ضعفه لم يستطع تأليف أي تفسير آخر لكي يضع له أي اسم آخر .
  ومن هنا يمكن الجزم أن التفسير الكبير هو ( مجمع البيان ) ، والتفسير

تفسير جوامع الجامع (الجزء الاول) ـ 31 ـ
  المختصر هو ( الكاف الشاف ) ، والتفسير الوسيط هو ( جوامع الجامع ) ولا غيرها .
  سبب تأليفه : ثم إنه (قدس سره) قد ذكر سبب تأليف هذا الكتاب والباعث على تصنيفه من جراء إصرار ولده وإلحاحه عليه فيه ، لكنه مضافا إليه كان هناك مشجعا آخر إليه ، حيث يقول في مقدمته : ومما حداني إليه وحثني وبعثني عليه أن خطر ببالي وهجس بضميري ، بل القي في روعي محبة الاستمداد من كلام جار الله العلامة ولطائفه ... الخ .
  مزايا هذا الكتاب : لقد امتاز هذا التفسير بعدة مزايا كان لها الأثر في انتخابه ككتاب درسي يستفاد منه في الحوزات الدينية الشيعية بل وغير الشيعية ، ويمكن اختصارها بعدة نقاط :
  1 ـ أنه تفسير وجيز ، جمع فيه الشمولية من غير إطناب ممل والاختصار من غير اقتصار مخل .
  2 ـ أنه وسيط ، خفيف الحجم كثير الغنم ، لا يصعب حمله ويسهل حفظه ، كما ذكره هو نفسه (قدس سره) في ثنايا مقدمته .
  3 ـ أنه جمع الى التفسير اللغة والإعراب والنحو وبيان النظم وسبب النزول والقراءة .
  4 ـ أنه جمع فيه آراء الصحابة والتابعين بالإضافة الى مرويات أهل البيت (عليهم السلام) .
  5 ـ أنه بين فيه مواضع الخلاف مع ما ذهب إليه العامة من جهة ، ومع ما ذهب إليه الزمخشري من حيث اعتزاله من جهة اخرى .
  وأما من ناحية امتيازه عن الكشاف فيمكن تلخيصها ما يلي :

تفسير جوامع الجامع (الجزء الاول) ـ 32 ـ
  1 ـ الاختصار في كلامه ، وحذف الموارد الزائدة والمواضع غير الضرورية فيه ، إذ كثير من الموارد قد أطنب فيه صاحب الكشاف وأطال ، فسعى الشيخ المصنف الى اختصار هذا الإطناب خدمة للموضوع الذي يرى فيه موضع فائدة للقراء .
  2 ـ في موارد اختلاف آراء الإمامية مع المعتزلة في تفسير الآية ، فإنه (قدس سره) يعدل عن رأي صاحب الكشاف ويثبت ما يعتقده الحق .
  3 ـ إيراده بعض الروايات من طرق الخاصة والتي لا توافق مذهب صاحب الكشاف ، بل كثير منها مخالف له .
   منهج هذا الكتاب : ولا يخفى أن هذا التفسير لم يرتب على منهج ( مجمع البيان ) في تبويبه وترتيبه ، وإنما وضع على منهج الكشاف في تسلسله الموضوعي ، إذ تذكر في بداية المقال الآيات التى تتعلق بالموضوع المدرج ، ثم يؤتى بها مجزأة ويتخللها الشرح لمعاني المفردات أو لمعنى الآية مجملة ، ثم يذكر الأوجه الأدبية لتلك المعاني من الصرف والإعراب واللغة والاشتقاق والبلاغة والبيان ... وأحيانا الفقه والكلام ، ثم ينقل الأقوال من دون تقسيم أو تنظيم ، وهكذا حتى يأتي على آخر الآيات.
  منهجية التحقيق : لا يخفى على ذوي الخبرة في ميدان تحقيق الكتب والآثار القديمة بما يواجهه المحقق من مصاعب شتى في مسيرة عمله التحقيقي ، من الحصول على النسخ المعتمدة تارة ، ومطابقة هذه النسخ ومقابلتها مع بعضها من أجل تثبيت موارد الاختلاف والمواضع المضطربة أو المشوهة أو الممزقة في بعضها تارة اخرى ، فالحصول على نسخة مشتملة على كافة الشرائط التي تجعل منها ( معتمدة ) والتي يمكن أن تجرى عليها باقي مراحل العمل التحقيقي ليس بالأمر

تفسير جوامع الجامع (الجزء الاول) ـ 33 ـ
  السهل ، وخصوصا في الكتب التفسيرية التي تعتمد في بنى أساسها على اللغة والإعراب والصرف والنحو والأدب والشعر ، مما يضع المحقق في دوامة اللغة واشتقاقاتها ومترادفاتها ، سيما وأن الكتاب درسي ، لأنه سوف يغطي مقدارا واسعا من القراء المثقفين ، طلبة كانوا أم أساتذة ، مما يعطي مساحة كبيرة من المتابعة والتمحيص ، وقوة أكبر من الدقة والانتباه لابتغاء المطلوب الذي جهدت اللجنة المكلفة بكل ما وهبها الله سبحانه من قوة على تحقيقه .
  فقد حاولت هذه اللجنة أن لا تدخر جهدا ممكنا إلا وظفته لخدمة هذا الكتاب الشريف ، ولا سعيا مقدورا إلا يسرته لإتمام هذا المشروع المبارك الذي عزمت هذه المؤسسة على إخراجه الى النور خدمة للعلم وطلبته ، فبادرت هذه اللجنة بتشكيل برنامج للعمل وعلى النحو الملخص التالي :
  1 ـ إحضار النسخ الخطية منها والمطبوعة المتوفرة باختلافاتها ، ورصد تلك الاختلافات باجراء عملية مقابلة دقيقة ، ثم تثبيت الضروري منها والمفيد على نسخة ملفقة ومصححة ، كانت هي الأساس الذي جرت عليها مراحل العمل المتلاحقة .
  ولا يفوتنا ذكر ما استفدناه في هذه المرحلة من النسخة التي قام بتصحيحها الاستاذ أبو القاسم الگرجي .
  2 ـ قيام المجموعة باستخراج الموارد التالية :
  (أ) الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة المستشهد بها في المتن .
  (ب) الأقوال الواردة ، سواء المصرح فيها اسم القائل أو ذكرت بعنوان القيل ، ونسب هذه الأقوال الى قائليها حسب تسلسل السلم التاريخي ، ابتداء بالصحابة والتابعين ومرورا بالذين كتبوا في مصنفاتهم التفسيرية ، فأدرجوا فيها أقوالهم تارة ومختارهم اخرى ، وانتهاء بالذين خاضوا هذا المضمار من اللغويين وما أدرجوا في كتبهم من آراء ومختارات .
  (ج) الأشعار والأرجاز المستشهدة بها في المتن ، ونسبها الى قائلها إن عثرنا على مصدر يؤيد ذلك ، مع الإشارة الى ذلك المصدر أو المصادر المعتمدة ، وبيان

تفسير جوامع الجامع (الجزء الاول) ـ 34 ـ
  معناها ملخصا .
  (د) أسامي الأعلام المشهورين المذكورين في المتن ، وترجمة حياتهم ترجمة مختصرة ، وقد أشرنا في الأثناء الى مصادر الترجمة .
  (ه‍) أسامي الأمكنة والبقاع المندرجة في ثنايا المتن ، والعمل على ترجمتها باختصار غير مخل مع الإشارة الى المصادر التي اعتمدت في ترجمتها .
  (و) الكلمات المبهمة والغامضة التي تحتاج الى توضيح ، والسعي الى بيان معناها مع الإشارة الى المصادر .
   3 ـ إجراء تقويم للمتن وفق الحركات الإعرابية اللازمة ، سواء للنصوص القرآنية أو الأحاديث الشريفة أو للشرح المتخلل ، وتقطيع المقاطع اللازمة والضرورية من أجل بيان التسلسل الموضوعي المدرج في الكلام .
  4 ـ كتابة النص القرآني طبقا لرسم المصحف الشريف المطبوع في هذه المؤسسة ، وهو على قراءة عاصم برواية حفص .
  5 ـ إجراء تنضيد حروف الكتاب ـ وفق الحروف الكمپيوترية ـ وحركاتها الإعرابية ، وخاصة نصوص القرآن الكريم ، مع الالتزام برسم المصحف الشريف كما هو ، حفاظا على نهج القرآن وقداسة رسمه عبر الأجيال .
  6 ـ قيام مجموعتين من ضمن اللجنة المكلفة بعهدة المقابلة بين المطبوع والأصل المعتمد وعلى مرحلتين :
  الاولى: مقابلة المتن المشروح ، وهو تارة متابعة كلماته وحروفه ، واخرى حركاته الإعرابية ، ابتغاء أكبر قدر ممكن من الدقة والضبط الصحيح .
  الثانية : مقابلة النصوص القرآنية الواردة في متن الكتاب بكامل رسمها وحركاتها وسكناتها مع نسخة المصحف الشريف .
  7 ـ القيام بمهمة النظرة الأخيرة على الكتاب ، وذلك على نحوين :
  (أ) ويشمل : متابعة المنصوص والمشروح من زاوية نظر أوسع ، والإمعان في سياقها وتراكيبها الجملية ، ومتابعة الامور الفنية المتعلقة بالطبع والطبعة ، حرصا

تفسير جوامع الجامع (الجزء الاول) ـ 35 ـ
  على إخراجه بحلة قشيبة باهرة .
  (ب) الإشراف على وضع اللمسات الأخيرة ، وتدوين الملاحظات الهامة .
  ولا يفوتنا ذكر ما استفدناه من خبرة وتجربة الاستاذ المحقق الألمعي الشيخ محمد مهدي نجف دامت توفيقاته ، وما أبدى من توجيهات في جميع مراحل العمل في هذا السفر القرآني ، جزاه الله خيرا .
  وصف المخطوطات : وقد اعتمدنا في تحقيقنا في هذه الطبعة على النسخ التالية :
  1 ـ النسخة المحفوظة في خزانة المكتبة الوطنية ( ملي ) بطهران تحت رقم 62482 مجهولة الناسخ والتاريخ ، لتأكل بعض أوراقها وفقدان أجزائها ، لكن في خاتمة الجلد الأول منها ذكر الناسخ تاريخ فراغه من نسخه ، وصورته : ( تم الجلد الأول من الجوامع بعون الله وحسن توفيقه يوم الاثنين رابع عشر من ذي القعدة سنة ثلاث وستين وسبعمائة ) ، إذا قد كتبت هذه النسخة في القرن الثامن الهجري ، وبالتحديد في النصف الثاني منه ، أي أن تاريخ كتابة هذه النسخة متأخر عن تاريخ تأليف الكتاب بحوالي 221 سنة .
  وعدد صفحاتها 632 صفحة ، ومن القطع الرحلي ، وخطها ردئ ، وتحوي على حواش قد كتبت بخط غير خط الناسخ .
  2 ـ النسخة المحفوظة في خزانة مكتبة كلية الإلهيات والعلوم الدينية تحت رقم 56 ، وهي واحدة من مجموعة ما وقفه المرحوم آية الله العظمى السيد المرعشي النجفي (قدس سره) لهذه المكتبة ، وكاتب هذه النسخة هو محمد سميع الخاوري ، وفرغ منها يوم عيد الغدير من سنة 1111 ه‍ ، وعدد صفحاتها 374 صفحة ، في كل صفحة 23 سطرا ، ومن القطع الرحلي .
  3 ـ النسخة المحفوظة أيضا في خزانة مكتبة كلية الإلهيات والعلوم الدينية تحت رقم 81 ، وهي واحدة من مجموعة ما وقفته عائلة آل آقا ، وكاتب النسخة هو محمد حسن بن درويش علي أبردمي المشهدي ، وقد فرغ منها في العاشر من

تفسير جوامع الجامع (الجزء الاول) ـ 36 ـ
  جمادي الثانية من سنة 1119 ه‍ في المدرسة السميعية بخراسان ، وعدد صفحاتها 505 صفحة ، في كل صفحة 21 سطرا .
  4 ـ النسخة المطبوعة على الحجر والتي قام بتحريرها محمد حسين الگلپايگاني بطلب من الحاج محمد حسين الكاشاني ، وقد أشرف على تصحيحها جمع من علماء قم ، وذلك في طهران سنة 1321 ه‍ .
  والنسخة من القطع الرحلي .
  5 ـ نسخة كتبت بخط الحاج طاهر خوشنويس ، وبنفقة المرحوم الحاج آقا الاكلاهي ، وقد قام بتصحيحها وتحقيقها العالم الشهيد السيد محمد علي القاضي الطباطبائي بمساعدة بعض الفضلاء في شهر رجب سنة 1379 ه‍ ، وتم الفراغ منها في شعبان سنة 1383 ه‍ ، وقد طبعت في مطبعة مصباحي بطريقة الافست .
  ويذكر أن المحقق قد كتب مقدمة مفيدة في 21 صفحة في خصوص القرآن وتفسيره ، وحول كتاب ( جوامع الجامع ) والطبعات المتقدمة له ، وترجمة حول المؤلف ومصنفاته .
  بلغ عدد صفحات هذه النسخة 558 صفحة ، وفي كل صفحة 32 ـ 34 سطرا .
  اللهم إجعلنا ممن يعتصم بحبله ، ويأوي من المتشابهات إلى حرز معقله ، ويهتدي بضوء صباحه ، ويستصبح بمصباحه ، ولا يلتمس الهدى في غيره ، بحق محمد وآله الطاهرين .

تفسير جوامع الجامع (الجزء الاول) ـ37ـ
  نموذج من الصفحة الاخيرة للمجلد الاول من النسخة المحفوظة في خزانة المكتبة الوطنية ( ملي ) بطهران تحت رقم 62482

تفسير جوامع الجامع (الجزء الاول) ـ 38 ـ
  نموذج من الصفحة الاخيرة للمجلد الثاني من النسخة المحفوظة في خزانة المكتبة الوطنية ( ملي ) بطهران تحت رقم 62482

تفسير جوامع الجامع (الجزء الاول) ـ 39 ـ
  نموذج من الصفحة الاخيرة للمجلد الاول من النسخة المحفوظة في خزانة مكتبة كلية الالهيات والعلوم الدينية تحت رقم 56

تفسير جوامع الجامع (الجزء الاول) ـ 40 ـ
  نموذج من الصفحة الاولى للمجلد الثاني من النسخة المحفوظة في خزانة مكتبة كلية الالهيات والعلوم الدينية تحت رقم 81

تفسير جوامع الجامع (الجزء الاول) ـ 41 ـ
  نموذج من الصفحة الاخيرة للمجلد الثاني من النسخة المحفوظة في خزانة مكتبة كلية الالهيات والعلوم الدينية تحت رقم 81

تفسير جوامع الجامع (الجزء الاول) ـ 42 ـ
  نموذج من الصفحة الاولى للمجلد الاول من النسخة المطبوعة على الحجر والتي قام بتحريرها محمد حسين الگلپايگاني

تفسير جوامع الجامع (الجزء الاول) ـ 43 ـ
  نموذج من الصفحة الاخيرة للمجلد الثاني من النسخة المطبوعة على الحجر والتي قام بتحريرها محمد حسين الگلپايگاني

تفسير جوامع الجامع (الجزء الاول) ـ 44 ـ
  نموذج من الصفحة الاولى للمجلد الاول من النسخة المكتوبة بخط الحاج طاهر خوشنويس

تفسير جوامع الجامع (الجزء الاول) ـ 45 ـ
  نموذج من الصفحة الاخيرة للمجلد الثاني من النسخة المكتوبة بخط الحاج طاهر خوشنويس

تفسير جوامع الجامع (الجزء الاول) ـ 47 ـ
مقدمة المؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم

  وبه نستعين الحمد لله الذي أكرمنا بكتابه الكريم ، ومن علينا بالسبع المثاني (1) والقرآن العظيم ، وما ضمنه من الآيات والذكر الحكيم ، فهو النور الساطع برهانه ، والفرقان الصادع (2) تبيانه ، والمعجز الباقي على مر الدهور ، والحجة الثابتة سجيس (3) العصور ، يهدي إلى صالح القول والعمل ، ويثبت من الميل والزلل ، لا تمجه (4) الأسماع ، ولا تمله الطباع ، معدن كل علم ومنبع كل حكم ، وشفاء لما في الصدور ، وهدى ورحمة للمؤمنين ، نزل به الروح الأمين على خاتم النبيين ليكون من المنذرين بلسان عربي مبين .
  ثم الصلاة والسلام على الرسول الأمين والنبي المكين ، محمد خير البشر ، وسيد البشر (5) ، وأكرم النذر ، المنتجب من أشرف المناصب ، المنتخب من أعلى

--------------------
(1) وهي من أسماء سورة الفاتحة ، سميت بالسبع لأنها سبع آيات بالاتفاق بين قراء الكوفة والبصرة ومكة والمدينة والشام وفقهائها ، وبالمثاني لأنها تثنى بقراءتها في كل صلاة فرض ونفل ، ففي تفسير العياشي : ج 1 ص 19 ح 3 باسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى : * (ولقد ءاتينك سبعا من المثانى) * قال : ( هي سورة الحمد وهي سبع آيات ... وإنما سميت المثاني لأنها تثنى في الركعتين) .
(2) الصادع : الفارق بين الحق والباطل ، أو المظهر ، (القاموس المحيط : مادة صدع) .
(3) سجيس : أي أبدا ، (القاموس المحيط : مادة سجس) .
(4) تمجه : أي ترميه وتقذفه وتستكرهه ، (القاموس المحيط والصحاح : مادة مجج ) .
(5) البشر ـ بضمتين ـ : جمع البشير ، (لسان العرب : مادة بشر) . (*)

تفسير جوامع الجامع (الجزء الاول) ـ48 ـ
  المناسب ، الذي سما بسمو انتسابه اسم عدنان (1) ومضر (2) ، وبعلو قدره علا كعب كعب وكبر (3) ، وبنضرة جاهه وجه النضر نضر (4) ، وبرفعة أمره استمر أمر مرة وأمر ، فأسرته خير الأسر ، وشجرته أكرم الشجر ، وعترته أفضل العتر ، صلى الله عليه وعلى أهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .
  أما بعد ، فإني لما فرغت من كتابي الكبير في التفسير الموسوم ب‍ ( مجمع البيان لعلوم القرآن ) ، ثم عثرت من بعد بالكتاب الكشاف لحقائق التنزيل لجار الله (5)

--------------------
(1) هو أحد من تقف عندهم أنساب العرب ، والمؤرخون متفقون على أنه من أبناء إسماعيل بن إبراهيم ، والى عدنان ينتسب معظم أهل الحجاز ، ولد له معد ، وولد لمعد نزار ، ومن نزار ربيعة ومضر ، وكثرت بطون هذين ، فكان من ربيعة : بنو أسد وعبد القيس وعنزة وبكر وتغلب ووائل والأراقم والدؤل وغيرهم كثيرين ، وتشعبت قبائل مضر شعبتين عظيمتين : قيس عيلان بن مضر ، وإلياس بن مضر ، فمن قيس عيلان : غطفان وسليم ، ومن غطفان : بغيض وعبس وذبيان وما يتفرع منهم ، ومن سليم : بهثة وهوازن ، وأما إلياس فمن بنيه : تميم وهذيل وأسد وبطون كنانة ، ومن كنانة : قريش ، وانقسمت قريش فكان منها : جمح وسهم وعدي ومخزوم وتيم وزهرة وعبد الدار وأسد بن عبد العزى وعبد مناف ، وكان من عبد مناف : عبد شمس ونوفل والمطلب وهاشم ، ومن هاشم : رسول الله (صلى الله عليه وآله) والعباسيون ، ومن عبد شمس : بنو امية ، وانتشرت بطون عدنان في أنحاء الحجاز وتهامة ونجد والعراق ثم اليمن ، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا انتسب فبلغ عدنان يمسك ، ويقول : كذب النسابون ، فلا يتجاوزه ، (طرق الأصحاب : ص 14 ، وتاريخ الطبري : ج 2 ص 191 ، وجمهرة الأنساب : ص 8 وبعدها) .
(2) مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، من سلسلة النسب النبوي ، من أهل الحجاز ، قيل : إنه أول من سن الحداء للإبل في العرب ، وكان من أحسن الناس صوتا ، أما بنوه فهم أهل الكثرة والغلبة في الحجاز ، من دون سائر بني عدنان ، كانت الرياسة لهم بمكة والحرم ، (سبائك الذهب : ص 18 ، وتاريخ الطبري : ج 2 ص 189 ، والكامل لابن الأثير : ج 2 ص 10 ، ومعجم قبائل العرب : ص 1107) .
(3) كبر ـ بضم الباء ـ : ضد صغر ، وبفتحها : زاد ، (القاموس المحيط : مادة كبر) .
(4) نضر : حسن ونعم ، (القاموس المحيط : مادة نضر) .
(5) هو أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد بن عمر الخوارزمي الحنفي المعتزلي ، وجار الله لقب لقب به ، لأنه سافر إلى مكة وجاور بها زمانا حتى عرف بهذا اللقب واشتهر به ، وصار كأنه علم عليه ، ولد في رجب سنة 467 ه‍ بزمخشر ، وهي قرية من قرى خوارزم ، وقدم = (*)

تفسير جوامع الجامع (الجزء الاول) ـ 49 ـ
  العلامة ، واستخلصت (1) من بدائع معانيه وروائع ألفاظه ومبانيه مالا يلفى مثله في كتاب مجتمع الأطراف ، ورأيت أن أسمه وأسميه بالكاف الشاف ، فخرج الكتابان إلى الوجود ، وقد ملكا أزمة القلوب ، إذ أحرزا من فنون العلم غاية المطلوب ، وجادت جدواهما ، وتراءت ناراهما ، وبعد في استجماع جواهر الألفاظ وزواهر المعاني مداهما ، فسارا (2) في الأمصار مسير الأمثال ، وسريا في الأقطار مسرى الخيال ، اقترح علي من حل مني محل السواد من البصر والسويداء من الفؤاد ، ولدي أبو نصر الحسن ـ أحسن الله نصره وأرشد أمري وأمره ـ أن أجرد من الكتابين كتابا ثالثا يكون مجمع بينهما ومحجر (3) عينهما ، يأخذ بأطرافهما ويتصف بأوصافهما ، ويزيد بأبكار الطرائف وبواكير (4) اللطائف عليهما ، فيتحقق ما قيل : إن الثالث خير ، فإن الكتب الكبار قد يشق على الشادي (5) حملها ويثقل على الناقل نقلها ، فأكثر أبناء الزمان تقصر هممهم عن احتمال أعباء (6) العلوم الثقيلة والإجراء في حلباته (7) المديدة الطويلة ، فاستعفيته من ذلك مرة بعد أخرى لما كنت أجده في نفسي من ضعف المنة (8) ووهن القوة ، فلقد ذرفت (9) على السبعين سنيا ، وبلغت من الكبر عتيا ، وصرت كالحنية حنيا (10) ، واشتعل الرأس

--------------------
= بغداد ولقي الكبار وأخذ عنهم ، كانت وفاته ليلة عرفة سنة 538 ه‍ بجرجانية خوار بعد رجوعه من مكة ، (وفيات الأعيان : ج 4 ص 254 ، وشذرات الذهب : ج 4 ص 121 ، وطبقات المفسرين للسيوطي : ص 41) .
(1) في نسخة : استصلحت .
(2) في نسخة : فصارا .
(3) المحجر من العين : ما دار بها وتحرك ، (القاموس المحيط : مادة حجر) .
(4) الباكورة : أول ما يدرك من الفاكهة أو أول كل شئ ، (القاموس المحيط : مادة بكر) .
(5) الشادي : الآخذ بطرف من الأدب أو العلم ، (القاموس المحيط : مادة شدى) .
(6) الأعباء : الأثقال والأحمال ، (القاموس المحيط : مادة عبأ) .
(7) الحلبة : الدفعة من الخيل في الرهان ، وخيل تجتمع للسباق ، (لسان العرب : مادة حلب) .
(8) المنة : القوة ، (لسان العرب : مادة منن) .
(9) ذرف ـ بالتشديد ـ : زاد ، (القاموس المحيط : مادة ذرف) .
(10) حناه : عطفه ، والحنية : القوس ، (القاموس المحيط : مادة حنى) . (*)

تفسير جوامع الجامع (الجزء الاول) ـ 50 ـ
  شيبا ، وقاربت شمس العمر مغيبا ، فأبى إلا المراجعة فيه ، والعود والاستشفاع بمن لم أستجز (1) له الرد فلم أجد بدا من صرف وجه الهمة إليه والإقبال بكل العزيمة عليه ، وهممت أن أضع يدي فيه ، ثم استخرت الله تعالى وتقدس في الابتداء منه بمجموع مجمع جامع للكلم الجوامع ، أسميه كتاب ( جوامع الجامع ) ، ولاشك أنه اسم وفق للمسمى ولفظ طبق للمعنى ، وأرجو أن يكون بتوفيق الله وعونه وفيض فضله ومنه كتابا وسيطا خفيف الحجم ، كثير الغنم ، لا يصعب حمله ، ويسهل حفظه ، ويكثر معناه وإن قل لفظه ، يروع (2) موضوعه ، ويروق مسموعه ، ينظم وسائط القلائد ، ويحوي بسائط الفوائد ، ويستضئ العلماء بغرره ودرره ، ويفتقر الفضلاء إلى فقره ، فيكتب (3) على وجه الدهر ، ويعلق في كعبة المجد والفخر .
  ومما حداني إليه وحثني وبعثني عليه ، أن خطر ببالي وهجس بضميري ، بل ألقي في روعي (4) محبة الاستمداد من كلام جار الله العلامة ولطائفه ، فإن لألفاظه لذة الجدة ورونق الحداثة ، مقتصرا فيه على إيراد المعنى البحت ، والإشارة إلى مواضع النكت ، بالعبارات الموجزة والإيماءات المعجزة ، مما يناسب الحق والحقيقة ويطابق الطريقة المستقيمة .
  وإذا ورد في أثناء الآيات شئ قد تقدم الكلام في نظيره ، أعول في أكثره على المذكور قبل ، إيثارا للإيجاز والاختصار .
  وأنا أسأل الله الكريم المنان مستشفعا إليه بمحمد المصطفى وآله مصابيح الإيمان ومفاتيح الجنان ، عليه وعليهم الصلاة والسلام ما اختلف الضياء والظلام ، أن يجعل وكدي (5) وكدي في تأليفه مع تخاذل الأعضاء وتواكل الأجزاء موجبا لغفرانه ، ومؤديا إلى رضوانه ، ويمن بالتسهيل والتيسير ، فإن تيسير العسير عليه جلت قدرته يسير ، وهو على ما يشاء قدير ، نعم المولى ونعم النصير .

--------------------
(1) في نسخة : استحسن .
(2) يروع : يعجب ، (لسان العرب : مادة روع) .
(3) في نسخة : فليكتب .
(4) الروع : القلب ، (القاموس المحيط : مادة روع) .
(5) الوكد بالضم : الفعل ، وبالفتح : المراد والهم والقصد ، (القاموس المحيط : مادة وكد) . (*)