الفهرس العام

فهرس الرواة والمصنفين الذين رووا كتاب سليم وأحاديثه


لماذا تثار الشبهات ضد كتاب سليم
وتعرض العلماء لأبطال الدعاوي الموهونة وقالوا بعد ذلك ما ملخصه:
أسماء من تعرض لتفنيد الشبهات
(3) طرق رواية كتاب سليم وأسانيده
وجود أحاديث سليم في كتب القدماء
شجرة الطرق المنتهية إلى سليم
المناولة والقراءة في نقل كتاب سليم
الأسانيد التي وصل بها كتاب سليم إلينا
الأسانيد المنتهية إلى سليم
تعريف بمفردات رجال أسانيد الكتاب
حياة سليم بن قيس الهلالي
عمر قبل السنة 16 الهجرية.
عدالة سليم
حياة أبان بن أبي عياش

  67 ـ المحدث الجليل الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري المتوفى 411، وهو من أجلة الثقات والعارفين بالرجال وهو من مشايخ الإجازة، كثير السماع وله تصانيف.
  68 ـ لسان الإمامية ومتكلم الشيعة والمحامي عن حوزتهم الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي المتوفى 413، وكان عميد الطائفة وله تصانيف كثيرة وهي أكثر من 250 كتابا.
  69 ـ المتكلم الجليل أبو القاسم علي بن الحسين بن موسى الملقب بالسيد المرتضى المتوفى 436، وهو صاحب المصنفات المشهورة.
  70 ـ الشيخ المحدث أبو الحسين علي بن أحمد بن محمد القمي الأشعري المعروف بابن أبي جيد من أعلام القرن الخامس، وهو من مشايخ الإجازة.
  71 ـ الشيخ أحمد بن عبد الواحد المعروف بابن عبدون من مشايخ الإجازة.
  72 ـ الثقة العين جعفر بن محمد بن أحمد الدوريستي من تلامذة الشيخ المفيد والسيد المرتضى.
  73 ـ العلامة الجليل الفقيه المحدث أبو الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي المتوفى 449، من تلامذة السيد المرتضى والشيخ الطوسي.
  74 ـ الشيخ الثقة الجليل أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس النجاشي المتوفى 450 وهو أحد المشايخ الثقات ومن أعظم أركان الجرح والتعديل وله مصنفات.
  75 ـ الشيخ المحدث أبو المفضل محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الشيباني صاحب التصانيف.
  76 ـ شيخ الطائفة وأعلمها في مختلف العلوم أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي المتوفى 460 وهو المؤسس للحوزة العلمية النجفية، وصاحب المكتبة العظمى بكرخ بغداد والمؤلف لكتب كثيرة.

كتاب سليم بن قيس الهلالي _ 52 _

  77 ـ المحدث المتبحر والعلامة البحاثة الشيخ أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر الكاتب النعماني المعروف بابن أبي زينب المتوفى 462، وهو شيخ الإجازة ومن كبراء أصحابنا المتقدمين وأعاظم مصنفي الشيعة، وكان تلميذا للكليني وساعده في تأليف كتاب الكافي وكتبه له بخطه طيلة عشرين سنة وقد تعهد بصحة ما أورده في كتاب الغيبة.
  78 ـ الشيخ حسين بن عبد الوهاب المعاصر للسيدين الرضي والمرتضى.
  79 ـ العالم المحقق الشيخ تقي الدين أبي الصلاح بن نجم الدين الحلبي تلميذ الشيخ الطوسي والشريف المرتضى.
  80 ـ العالم المحقق القاضي ابن البراج الطرابلسي المتوفى 481.
  81 ـ الفاضل المحدث القاضي أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد النيسابوري المعروف بالحاكم الحسكاني المتوفى 483.
  82 ـ الشيخ شمس الدين السرخسي المتوفى 483.
  83 ـ المحدث الجليل والفقيه الثقة الشيخ أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي المعروف بالمفيد الثاني المتوفى 515، وهو ابن الشيخ الطوسي الذي خلفه في العلم والعمل وكان من مشاهير رجال العلم وكبار رواة الحديث، وله كتب.
  84 ـ الشيخ الفقيه الصالح السعيد أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن لخزانة الحرم الغروي الشريف وكان حيا سنة 516.
  85 ـ الشريف الجليل الفاضل العالم نظام الشرف أبو الحسن العريضي من أعلام القرن السادس.
  86 ـ الشيخ الفقيه الجليل الصالح أبو عبد الله محمد بن هارون المعروف بابن الكمال المتوفى 597، وهو صاحب مصنفات.
  87 ـ الشيخ الأمين العالم أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن طحال المقدادي المجاور بالحائر الحسيني على مشرفه السلام وكان عالما جليلا وفقيها صالحا.

كتاب سليم بن قيس الهلالي _ 53 _

  88 ـ الفاضل المحدث الشيخ شهرآشوب السروي المازندراني من أعلام القرن السادس.
  89 ـ الشيخ الثقة الفاضل أمين الإسلام أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي المتوفى 548، وكان من أجلاء الطائفة وله تصانيف.
  90 ـ أخطب خطباء خوارزم الحافظ أبو المؤيد موفق بن أحمد المكي الحنفي المعروف بالخطيب الخوارزمي المتوفى 568، وهو من العامة.
  91 ـ الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي المعروف بابن عساكر المتوفى 571، وهو من العامة.
  92 ـ الشيخ المحدث الحسين بن أبي طاهر أحمد بن محمد بن الحسين الجاواني من أعلام القرن السادس.
  93 ـ الشيخ الفقيه جمال الدين الحسن بن هبة الله بن رطبة السوراوي من أعلام القرن السادس، وكان فاضلا عابدا وله كتب.
  94 ـ الفقيه العفيف أبو البقاء هبة الله بن نما بن علي بن حمدون الحلي من أعلام القرن السادس، وكان عالما فاضلا من رؤساء الإمامية جليل القدر.
  95 ـ المحدث الجليل زين الإسلام أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي المتوفى 620، وهو الفاضل الثقة من مشايخ ابن شهرآشوب.
  96 ـ الحافظ الثقة علامة عصره الشيخ الفقيه أبو عبد الله رشيد الدين محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني المتوفى 588 وهو العارف بالرجال والأخبار وله كتب.
  97 ـ الشيخ الأجل الثقة الفقيه أبو الفضل سديد الدين شاذان بن جبرئيل القمي نزيل المدينة المنورة والمتوفى 660 وله كتب.
  98 ـ السيد العالم الزاهد النقيب رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى آل طاووس الحسني الحسيني المتوفى 664، وهو من أجلاء الطائفة وثقاتها، جليل القدر كثير الحفظ وهو صاحب مصنفات كثيرة.
  99 ـ العالم الجليل محمد بن الحسين الرازي من علماء القرن السابع.

كتاب سليم بن قيس الهلالي _ 54 _

  100 ـ العالم الفاضل المحدث السيد شمس الدين فخار بن معد الموسوي الحائري.
  101 ـ الشيخ المدقق العلامة نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد المعروف بالمحقق الحلي المتوفى 676 وهو صاحب مصنفات كثيرة.
  102 ـ الفاضل الفقيه العابد الشيخ جمال الدين يوسف بن حاتم بن فوز بن مهند الدمشقي العاملي المتوفى 676.
  103 ـ جمال الدين محمد بن أحمد الموصلي الحنفي الشهير بابن حسنويه المتوفى 680.
  104 ـ المحدث الثقة والمؤرخ العلامة أبو الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح الأربلي المتوفى 692 وهو صاحب مصنفات.
  105 ـ الشيخ الفاضل العالم رضي الدين علي بن يوسف بن علي بن المطهر الحلي الذي كان حيا سنة 703، وهو أخو العلامة الحلي.
  106 ـ الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن سعد الدين محمد بن محمد بن حمويه الجويني المعروف بالحموئي المتوفى 722، وهو من أعظم محدثي العامة وحفاظهم.
  107 ـ الشيخ المحقق العلامة جمال الدين أبو منصور الحسن بن يوسف بن علي بن مطهر الشهير بالعلامة الحلي المتوفى 726.
  108 ـ العالم الوجيه والمحدث النبيه أبو محمد الحسن بن أبي الحسن الديلمي، من أعلام القرن الثامن الهجري.
  109 ـ المحدث علي بن شهاب الدين بن محمد الهمداني المتوفى 786، وهو من العامة.
  110 ـ الحافظ الفقيه الشيخ رضي الدين رجب بن محمد بن رجب البرسي الحلي المتوفى 773.
  111 ـ الشيخ الفقيه العلامة عز الدين أبو محمد الحسن بن سليمان بن محمد الحلي الذي كان حيا سنة 803 وهو من تلامذة الشهيد الأول.
  112 ـ العلامة الشيخ مقداد السيوري الحلي المتوفى 824.
  113 ـ العلامة الشيخ جمال الدين أحمد بن محمد بن فهد الحلي المتوفى 841.

كتاب سليم بن قيس الهلالي _ 55 _

  114 ـ العلامة الخبير المتكلم المدقق الشيخ نور الدين علي بن محمد بن يونس النباطي البياضي العاملي المتوفى 877، وهو صاحب مصنفات.
  115 ـ الشيخ الفاضل العالم الفقيه المحدث أبو إسماعيل إبراهيم بن سليمان القطيفي الخطي البحراني من أعلام القرن العاشر وكان حيا سنة 927.
  116 ـ الشيخ علاء الدين علي البرهان بوري المتقي الهندي المتوفى 975.
  117 ـ العالم المحقق المقدس الشيخ أحمد بن محمد الأردبيلي المتوفى 993.
  118 ـ الشيخ الجليل علم بن سيف بن منصور النجفي الحلي من أعلام القرن العاشر وكان حيا سنة 937.
  119 ـ السيد الجليل المحدث الصالح شرف الدين بن علي الحسيني الأسترآبادي النجفي المتوفى 940.
  120 ـ العالم المحقق فاضل الدين محمد بن محمد بن إسحاق الحموئي الخراساني المتوفى حدود 950.
  121 ـ الشيخ الجليل الفاضل المحقق الشيخ جمال الدين أبو منصور الحسن بن الشيخ زين الدين الشهيد الثاني المتوفى 1011، وكان أعرف أهل زمانه بالفقه والحديث والرجال.
  122 ـ المتكلم المتبحر بحاثة آل الرسول وسيف الشيعة القاضي السيد نور الله الحسيني المرعشي التستري الشهيد سنة 1019.
  123 ـ العالم الرباني وجامع الفنون الشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين بن عبد الصمد الجبعي العاملي المتوفى 1030.
  124 ـ الشيخ الأجل الأكمل جامع الفنون النقلية والعقلية محمد تقي بن مقصود علي الملقب بالمجلسي الأول المتوفى 1070.
  125 ـ العلامة المحقق السيد مصطفى الحسيني التفريشي الذي كان حيا في سنة 1015، وهو الرجالي الماهر.
  126 ـ العالم الجليل المولى عبد الله البشروئي التوني المتوفى 1071.

كتاب سليم بن قيس الهلالي _ 56 _

  127 ـ العالم الجليل السيد محمد بن محمد الحسيني الميرلوحي السبزواري الأصفهاني المتوفى بعد 1083.
  128 ـ العلامة المحقق محمد باقر السبزواري المتوفى 1090.
  129 ـ المحقق النحرير الشيخ محمد علي بن أحمد الأسترآبادي المتوفى 1094.
  130 ـ المحدث الأكبر والفقيه المتبحر الشيخ محمد بن الحسن بن علي المشغري المشتهر بالحر العاملي المتوفى 1104.
  131 ـ المحدث الجليل العلامة السيد هاشم بن سليمان الحسيني التوبلي البحراني المتوفى 1107.
  132 ـ محيي الشيعة ومروج المذهب رئيس المحدثين العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي المتوفى 1111.
  133 ـ العلامة الخبير والمحدث النحرير الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي المتوفى 1112.
  134 ـ العلامة المحدث الجليل السيد نعمة الله الجزائري المتوفى 1112، صاحب التأليفات الكثيرة.
  135 ـ العالم المحقق الميرزا محمد بن عبد النبي النيشابوري المتوفى 1232.
  136 ـ العالم المدقق الخبير المولى بهاء الدين محمد بن تاج الدين المعروف بالفاضل الهندي المتوفى 1135.
  137 ـ العلامة المحقق والمحدث المتبحر السيد مير محمد أشرف بن عبد الحسيب العاملي المتوفى 1145 وهو سبط المحقق الداماد.
  138 ـ المحدث المتبحر الشيخ يوسف البحراني المتوفى 1186.
  139 ـ العالم المتتبع الخبير المحدث الشيخ عبد الله بن نور الدين البحراني تلميذ العلامة المجلسي.
  140 ـ المحقق الرجالي الخبير أبو علي محمد بن إسماعيل الحائري المتوفى 1216، وهو تلميذ الوحيد البهبهاني.

كتاب سليم بن قيس الهلالي _ 57 _

  141 ـ العلامة المحقق الميرزا أبو القاسم الجيلاني القمي المتوفى 1231.
  142 ـ المولى المحقق أحمد بن محمد مهدي النراقي الكاشاني المتوفى 1244.
  143 ـ العلامة المحقق الحاج الشيخ مرتضى الأنصاري المتوفى 1281.
  144 ـ العالم المتتبع السيد إسماعيل بن أحمد العلوي العقيلي النوري الطبرسي.
  145 ـ الحافظ سليمان بن إبراهيم القندوزي البلخي الحنفي المتوفى 1294.
  146 ـ العلامة الخبير السيد مهدي القزويني النجفي الحلي المتوفى 1300.
  147 ـ سيف الشيعة القاطع وركنه الدافع العلامة السيد حامد حسين بن محمد قلي الموسوي الهندي المتوفى 1306.
  148 ـ المحدث المتكلم الحافظ السيد إعجاز حسين بن محمد قلي الكنتوري أخو المير حامد حسين صاحب العبقات.
  149 ـ العالم المتتبع الخبير السيد محمد باقر الخوانساري المتوفى 1313.
  150 ـ العلامة المحدث الثقة الشيخ حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي المتوفى 1320.
  151 ـ العلامة المحقق الشيخ آقا رضا الهمداني المتوفى 1322.
  152 ـ العلامة المحقق المتتبع الشيخ عبد الله المامقاني المتوفى 1353.
  153 ـ العلامة المحقق المتتبع الشيخ محمد حسن النجفي صاحب الجواهر المتوفى 1366.
  154 ـ العلامة المحقق السيد محسن الحكيم المتوفى 1390.

كتاب سليم بن قيس الهلالي _ 58 _

لماذا تثار الشبهات ضد كتاب سليم

  إذ قد عرفت عظمة كتاب سليم من أول أمره إلى يومنا هذا ومدى اعتناء العلماء بشأنه تأييدا ونقلا، فلا ريب أن النقاش في أصل مثله وسوء المواجهة بالنسبة إليه نشأت من عدم ملاحظته كأصل أصيل اهتم بها العلماء طيلة 14 قرنا.
  إن جذور المسألة تنتهي في الأكثر إلى الدافع العقائدي في عدة من أعداء أهل البيت عليهم السلام المظهرين للبغض والعناد مع كل ما يوجب إحياء أمر آل رسول الله صلوات الله عليهم.
  والعلة في بعض تلك الاتجاهات هو اتقاء شر الأعداء المتوجهة إليهم أو إلى الكتاب أو إلى المتحفظين على نسخه ، ويشهد لذلك أن عدة من هؤلاء بعد إظهارهم شيئا من المناقشات حول الكتاب استندوا إلى أحاديثه في كتبهم في المسائل الاعتقادية والأحكام الشرعية.

وتعرض العلماء لأبطال الدعاوي الموهونة وقالوا بعد ذلك ما ملخصه:

  إن مطالعة متن كتاب سليم كاف في الحكم بصحته واعتباره، وتلقي الكتاب من عند كبار العلماء بالصحة والاعتبار وروايتهم للكتاب بأجمعه ولأحاديثه بأسانيد صحيحة عالية طيلة أربعة عشر قرنا دليل واضح على جلالته ونزاهته وإلا لم يكن معتبرا عندهم إلى هذا الحد، وذلك أن العلماء الناقلين والمؤيدين لكتاب سليم لم يكونوا إلا بصدد نقل تراث هذا الدين القويم وإرائة مصادره أمام الرأي العام العالمي، فهل تجدهم يعرفون كتابا غير معتبر؟ أو تراهم ينقلون عنه الأحاديث الكثيرة ويستشهدون بها في بحوثهم العلمية مع المناقشة في اعتباره ؟ (1)

---------------------------
(1) روضة المتقين: ج 14 ص 372. نقد الرجال: ص 159 ، منهج المقال: ص 171 ، وسائل الشيعة: ج 20 ص 210. رسالة في كيفية استنباط الأحكام من الآثار في زمن الغيبة (مخطوط) والعبارة في آخر الرسالة.
معجم رجال الحديث: ج 8 ص 225 ، تهذيب المقال: ج 1 ص 186.

كتاب سليم بن قيس الهلالي _ 59 _

أسماء من تعرض لتفنيد الشبهات

  إن كثيرا ممن أورد ترجمة سليم وتاريخ كتابه تعرض لرد الشبهات عن كتابه (1)، فهم:
  1 ـ العلامة المجل“ي الأول في روضة المتقين: ج 14 ص 371.
  2 ـ الميرزا الأسترآبادي في منهج المقال: ص 15 و 171.
  3 ـ الفاضل التفريشي في نقد الرجال: ج 2 ص 355 رقم 2387.
  4 ـ الشيخ الحر العاملي في وسائل الشيعة: ج 20 ص 210.
  5 ـ العلامة المجلسي الثاني في البحار: ج 8 (طبع قديم) ص 195، ج 22 ص 150.
  6 ـ الوحيد البهبهاني في تعليقته على منهج المقال: ص 171.
  7 ـ الشيخ أبو علي الحائري في منتهى المقال: ص 153.
  8 ـ المير حامد حسين في استقصاء الإفحام: ج 1 ص 464، 466، 514، 554، 581، 855.
  9 ـ السيد إعجاز حسين الكنتوري في كشف الحجب والأستار: ص 445.
  10 ـ السيد الخوانساري في روضات الجنات: ج 3 ص 30، ج 4 ص 71.
  11 ـ العلامة المامقاني في تنقيح المقال: ج 2 ص 52.
  12 ـ السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة: ج 5 ص 50، ج 35 ص 293.
  13 ـ السيد الخوئي في معجم رجال الحديث: ج 8 ص 225.
  14 ـ الشيخ محمد تقي التستري في قاموس الرجال: ج 4 ص 452.
  15 ـ السيد الموحد الأبطحي في تهذيب المقال: ج 1 ص 186.
  قد تبين في تمام هذا الفصل أن كتاب سليم من أتقن كتب الأصول وأمتنها بحيث لا يدانيه الشك ولا يعتريه الريب، وأنه معتمد على ركن وثيق.

---------------------------
(1) قد أوردنا تفاصيل الرد على المناقشات الموجهة إلى الكتاب في طبعة الكتاب في ثلاث مجلدات : ج 1 ص 155 ـ 200.

كتاب سليم بن قيس الهلالي _ 61 _

(3) طرق رواية كتاب سليم وأسانيده

وجود أحاديث سليم في كتب القدماء

  بملاحظة الأسانيد والتأمل في تكرار أسماء بعض الرواة في عدد منها يعلم أن بعضها أسانيد منتهية إلى كتاب سليم وأنه كان عند بعضهم نسخة كتاب سليم وذلك مثل سعد بن عبد الله الأشعري القمي ومحمد بن يحيى العطار القمي وإبراهيم بن هاشم وعلي بن إبراهيم والحسين بن سعيد والكليني والنعماني والصدوق وغيرهم.
  ولا بد من أن نشير إلى نكتة أخرى، وهي أنا فحصنا عن مواضع يوجد فيها محتوى أحاديث سليم بطرق أخرى ينتهي إلى غير سليم وحصلنا مجموعة جيدة ألحقناها بآخر الكتاب، وذلك لمزيد الاطمئنان بروايات سليم وليعلم أن أحاديثه ليست مما يتفرد بها ، بل أكثرها منقولة بطرق عديدة وفيها المستفيض والمتواتر ولا يخلو مما يوجد في مصدر معتبر بأسانيد صحيحة.

شجرة الطرق المنتهية إلى سليم

  إليك مشجرة الأسانيد المنتهية إلى سليم أوردناها بعين ما وجدناها في الكتب الحديثية تراها في الصفحة التالية، فهذا الجدول يمثل النتيجة النهائية من جميع الأبحاث المتدخلة في أسانيد الكتاب، ويرسم لنا المسيرة التي سلكها الكتاب ويعرف إلينا الأيدي الأمينة التي احتفظت بهذا التراث القويم طيلة أربعة عشر قرنا.

كتاب سليم بن قيس الهلالي _ 64 _

المناولة والقراءة في نقل كتاب سليم

  إن من طرق تحمل الحديث ونقله هو المناولة وهي أن يعطي المؤلف أو الراوي الكتاب إلى من يريد تحمله عنه يدا بيد ، ويزداد قيمة السند إذا أضيفت القراءة إلى ذلك ، وهي أن يقرأ المؤلف أو الراوي كتابه لمن يناوله ، أو يقرأ المتناول فيستمع إليه المؤلف أو الراوي فيصدقه .
  وقد تكررت المناولة والقراءة في تحمل كتاب سليم ونقله ، عثرنا منها على الموارد التالية:
  1 ـ المناولة بين سليم وأبان وقراءة سليم جميع الكتاب لأبان في سنة 76، نص على ذلك في مفتتح الكتاب.
  2 ـ قراءة أبو الطفيل وعمر بن أبي سلمة جميع الكتاب على الإمام زين العابدين عليه السلام طيلة ثلاثة أيام في سنة 77 ، نص على ذلك في مفتتح الكتاب.
  3 ـ المناولة بين أبان وابن أذينة وقراءة أبان له في سنة 138، نص على ذلك في مفتتح الكتاب.
  4 ـ القراءة في سنة 520 ، نص على ذلك في مفتتح الكتاب هكذا: (حدثني أبو عبد الله المقدادي قراءة عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه سنة عشرين وخمسمائة).
  5 ـ القراءة في سنة 560، نص على ذلك في مفتتح الكتاب هكذا: (أخبرني الحسن بن هبة الله بن رطبة عن المفيد أبي علي عن والده فيما سمعته يقرء عليه بمشهد مولانا السبط الشهيد أبي عبد الله الحسين بن علي صلوات الله عليهما في المحرم سنة ستين وخمسمائة).
  6 ـ القراءة والمناولة في سنة 565 ، نص على ذلك في مفتتح الكتاب هكذا: (أخبرني هبة الله بن نما قراءة عليه بداره بحلة الجامعيين في جمادى الأولى سنة خمس وستين وخمسمائة).

كتاب سليم بن قيس الهلالي _ 65 _

  7 ـ القراءة في سنة 567 ، نص على ذلك في مفتتح الكتاب هكذا: (أخبرني الشيخ الفقيه أبو عبد الله محمد بن علي بن شهرآشوب قراءة عليه بحلة الجامعيين في شهور سنة سبع وستين وخمسمائة).
  ثم إنه وقع كثير من المناولات والقراءات قطعا مما لم يخبر بها ، ولا يخفى أن المناولة والقراءة تدلا ن على وجود نسخة الكتاب عند المناولين والمقرئين ، وبذلك فقد اطلعنا على وجود عدة من مخطوطات الكتاب أيضا وإن لم يصل إلينا.

الأسانيد التي وصل بها كتاب سليم إلينا

  إن ابن أذينة رحمه الله أول من نشر كتاب سليم، فقد وردت أسماء سبعة أشخاص نسخوه منه (1) وهم: ابن أبي عمير ، وحماد بن عيسى ، وعثمان بن عيسى ، ومعمر بن راشد البصري، وإبراهيم بن عمر اليماني، وهمام بن نافع الصنعاني، وعبد الرزاق بن همام الصنعاني.
  وتصل الأسانيد التي نقلت إلينا كتاب سليم إلى سبع طرق ، ثلاث منها تنتهي إلى الشيخ الطوسي وواحدة منها إلى محمد بن صبيح وواحدة إلى ابن عقدة وواحدة إلى الكشي وواحدة إلى الحسن بن أبي يعقوب الدينوري.
  وهذه الأسانيد تنتهي إلى ثلاثة من كبار رجال العلم والحديث وهم: ابن أبي عمير وحماد بن عيسى وعبد الرزاق بن همام ، وكانت نسخة كتاب سليم موجودة عند هؤلاء الثلاثة، ثم انتشر في الأقطار على أيديهم.
  وفيما يلي أستعرض سلسلة الأسانيد الناقلة للكتاب وهو يكشف عن كيفية انتشار نسخه في الأوساط العلمية والاجتماعية طيلة القرون، فأقول:

---------------------------
(1) راجع مشجرة الأسانيد المنتهية إلى سليم.

كتاب سليم بن قيس الهلالي _ 66 _

  الأول: نسخة عبد الرزاق، وقد وصلت إلينا بأربعة طرق:
  1 ـ طريق ابن عقدة المتوفى 333.
  2 ـ طريق محمد بن همام بن سهيل المتوفى 332.
  3 ـ طريق الحسن بن أبي يعقوب الدينوري.
  4 ـ طريق أبو طالب محمد بن صبيح بن رجاء بدمشق في سنة 334.
  وأصبح الكتاب متداولا حيث كانت عدة نسخ خطية منها موجودة عند كبار علمائنا كما توجد اليوم مخطوطات منها في مكتبات إيران والعراق والهند.
  الثاني: نسخة حماد بن عيسى، وقد وصلت إلينا عن طريق الشيخ الطوسي والشيخ النجاشي ( صاحب كتاب الرجال ) بأسانيد متصلة .
  الثالث: نسخة ابن أبي عمير، وقد وصلت إلينا عن طريق الشيخ الطوسي بأسانيد متصلة كما وصلت إلى العلامة الشيخ الحر العاملي والعلامة المجلسي وهي المتداولة اليوم مطبوعا.

الأسانيد المنتهية إلى سليم

  إن لكتاب سليم 22 سندا موثوقا بها وذلك أن الأسانيد الموجودة في مفتتح نسخ الكتاب بنفسها تتضمن 18 طريقا ورواتها في جميع الطبقات من أعاظم العلماء، بالإضافة إلى طرق أخرى سنبينها ، وإليك تفاصيلها:
  1 إلى 16 ـ وهي السند المذكور في عدد من نسخ الكتاب كنسخة الشيخ الحر ونسخة العلامة المجلسي، وهذا بيانه:
  يتصل الأسانيد إلى الشيخ الطوسي بأربعة طرق هكذا:

كتاب سليم بن قيس الهلالي _ 67 _

  1 ـ هبة الله عن المقدادي عن ابن الشيخ عن الشيخ الطوسي.
  2 ـ الحسن بن هبة الله عن ابن الشيخ عن الشيخ الطوسي.
  3 ـ ابن الكال عن العريضي عن ابن شهريار الخازن عن الشيخ الطوسي.
  4 ـ ابن شهرآشوب عن جده عن الشيخ الطوسي.
  ويتصل الأسانيد من الشيخ الطوسي إلى سليم بأربعة طرق:
  1 ـ الشيخ عن ابن أبي جيد عن ابن الوليد، وماجيلويه عن الصيرفي عن أبان عن سليم.
  2 ـ الغضائري عن التلعكبري عن أبي علي بن همام عن الحميري عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن أبان عن سليم.
  3 ـ الغضائري عن التلعكبري عن أبي علي بن همام عن الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن أبان عن سليم.
  4 ـ الغضائري عن التلعكبري عن أبي علي بن همام عن الحميري عن ابن أبي الخطاب عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن أبان عن سليم.

كتاب سليم بن قيس الهلالي _ 68 _

  19 ـ السند المذكور في الذريعة: (إبراهيم بن عمر اليماني عن عبد الرزاق عن معمر عن أبان عن سليم).
  20 و 21 ـ السند المذكور في فهرستي الشيخ والنجاشي ، وهو يتضمن طريقين:
  1 ـ ابن أبي جيد عن ابن الوليد عن ماجيلويه عن الصيرفي عن حماد وعثمان ابني عيسى عن أبان عن سليم.
  2 ـ ابن أبي جيد عن ابن الوليد عن ماجيلويه عن الصيرفي عن حماد عن إبراهيم بن عمر عن سليم.
  22 ـ السند المذكور في رجال الكشي: (محمد بن الحسن عن الحسن بن علي عن إسحاق بن إبراهيم بن عمر عن ابن أذينة عن أبان عن سليم).

تعريف بمفردات رجال أسانيد الكتاب

  قمنا بترجمة مفردات رجال أسانيد الكتاب على ترتيب طبقات الرواة في الفصل الثامن من المقدمة المفصلة التي جاء في طبعة الكتاب في ثلاث مجلدات وهو بحث رجالي يراجعها الطالب هناك ، ونكتفي هنا بترجمة سليم المؤلف للكتاب وأبان الراوي الوحيد عن مؤلفه.
  وعلى هذا فإذا ضربت عدد الأسانيد الأربعة المنتهية إلى الشيخ في عدد الأسانيد الأربعة المنتهية من الشيخ إلى سليم تحصل على 16 طريقا كلها صحيحة معتبرة.
  17 ـ السند المذكور في مفتتح عدد آخر من نسخ الكتاب كنسخة صاحب الروضات والمحدث النوري وهي أسانيد صحيحة ورجالها مقبول بين الفريقين وهذا نصه : (محمد بن صبيح بن رجاء عن عصمة بن أبي عصمة البخاري عن أحمد بن المنذر الصنعاني عن عبد الرزاق بن همام الصنعاني عن معمر بن راشد البصري عن أبان عن سليم)، وقد ثبت توسط ابن أذينة بين معمر وأبان في محله.
  18 ـ السند المذكور في مفتتح عدد آخر من نسخ الكتاب وهذا نصه: (الحسن بن أبي يعقوب الدينوري عن إبراهيم بن عمر اليماني عن عبد الرزاق بن همام الصنعاني عن أبيه عن أبان عن سليم).

كتاب سليم بن قيس الهلالي _ 69 _

حياة سليم بن قيس الهلالي

  أبو صادق سليم ـ بالضم مصغرا (1) ـ بن قيس الهلالي العامري الكوفي.
  من خواص أمير المؤمنين والإمام الحسن والإمام الحسين والإمام زين العابدين عليهم السلام، وقد أدرك الإمام الباقر عليه السلام أيضا، ذكر ذلك البرقي والطوسي وابن النديم. (2)
  وقد أورده في أصحابهم كل من تعرض لترجمته من الرجاليين، مضافا إلى أن محتوى كتابه وأحاديثه أقوى شاهد على أنه من أصحاب الأئمة الخمسة المذكورين. (3)
  أصله من بني هلال بن عامر بطن من عامر بن صعصعة، من هوازن من قيس بن عيلان، من العدنانية الذين كانوا يقطنون الحجاز، وما زال قسم من عشيرتهم إلى عصرنا في المنطقة. (4)
  ولد سليم قبل الهجرة بسنتين (5)، وكان عمره عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله اثنتي عشرة سنة.
  ولم يأت المدينة زمن رسول الله صلى الله عليه وآله ولا زمن أبي بكر، وإنما دخلها شابا في أوائل إمارة

---------------------------
(1) ضبطه البرقي في رجاله: ص 4، والنجاشي في رجاله: ص 6، والطوسي في فهرسته : ص 81 رقم 336 ورجاله: ص 91، والكشي في اختيار معرفة الرجال: ج 1 ص 321، والعلامة في خلاصة الأقوال: ص 82 و 86.
(2) رجال البرقي: ص 4 و 7 و 8 و 9، رجال الشيخ: ص 43 و 68 و 74 و 91 و 124. الفهرست لابن النديم: ص 275، خلاصة الأقوال: ص 83، الإختصاص: ص 2، مناقب ابن شهرآشوب: ج 3 ص 201.
استقصاء الإفحام: ج 1 ص 859.
(3) يراجع في هذا الكتاب: الأحاديث 7، 10، 24، 26، 37، 38، 67، 69، 74، 76، ومفتتح الكتاب، بالإضافة إلى أن سليما روى أكثر من نصف أحاديثه (50 حديثا) عن أمير المؤمنين عليه السلام.
(4) معجم قبائل العرب: ج 3 ص 1221، اللباب لابن الأثير: ج 3 ص 396.
(5) يدل على ذلك الحديث 34 من كتاب سليم إذ يسأل أبان سليما عن سنه في أواخر وقعة صفين وهذا نصه : (قال أبان: وسمعت سليم بن قيس يقول : وسألته : هل شهدت صفين ؟ قال : نعم ، قلت : هل شهدت يوم الهرير ؟ قال : نعم ، قلت : كم كان أتى عليك من السن ؟ قال : أربعون سنة)، فإذا علمنا أن وقعة الهرير كانت في العاشر من صفر سنة 38 (كتاب صفين لنصر بن مزاحم : ص 473) وهو آخر أيام صفين وعلمنا أيضا أن عمر سليم كان في تلك الوقعة أربعين سنة يكون النتيجة أن سليما ولد قبل الهجرة بسنتين وذلك بعد كسر 38 من 40.

كتاب سليم بن قيس الهلالي _ 70 _

عمر قبل السنة 16 الهجرية.

  لا خبر عندنا عن أوائل نشأة سليم حتى الرابعة عشرة من عمره، إلا أن ما رواه في الحديث 39 من كتابه عن أبي سعيد الخدري يدل على أنه لم يكن في المدينة في فترة حياة رسول الله صلى الله عليه وآله، كما أنه لم يرو أي حديث يدل على رؤيته لرسول الله صلى الله عليه وآله أو حضوره في المدينة في عصره.
  كذلك لم يكن سليم في المدينة في فترة خلافة أبي بكر من سنة 10 إلى 13.
  فقد روى أحداث السقيفة وما جرى بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله عن أمير المؤمنين عليه السلام، وعن سلمان وأبي ذر والمقداد وابن عباس، والبراء بن عازب، كما لا يوجد ما يدل على التقائه بأبي بكر أو وجوده في المدينة إلى آخر عهده.
  كان سليم حاضرا في المدينة أو كان يختلف إليها شابا بعد انقضاء عهد أبي بكر وفي أول إمارة عمر حدود سنة 14 هجرية.
  يدل على ذلك أن سلمان قدم المدائن واليا عليها سنة 16 (1) وتوفي بها ولم يرجع إلى المدينة، بينما يروي عنه سليم في مجالس حضرها أشخاص غير سلمان ممن لم يكونوا في المدائن، ولم نجد شيئا تدل على رحلة سليم إلى المدائن في عصر سلمان.
  فمن ذلك نستنتج أن لقاءاته بسلمان كانت قبل سنة 16 في المدينة، وقد صرح بذلك في بعضها كما ترى في الأحاديث 13، 14 ، 19، 52.
  كان سليم في هذه الفترة ـ أي من سنة 14 إلى سنة 16 هجرية ـ يلتقي كثيرا بأمير المؤمنين عليه السلام وسلمان وأبي ذر والمقداد.
  يدل على ذلك ما رواه عنهم جميعا في مجلس واحد ، كما في الأحاديث: 5، 19، 21، 24، أو بحضور الثلاثة غير علي عليه السلام، كما في الأحاديث: 38، 44، 71، كما أنه روى أحاديث كثيرة عن سلمان فقط مثل الأحاديث: 1، 4، 5، 47، 49، 52، 58، 62، 77، 91.

---------------------------
(1) مروج الذهب: ج 2 ص 306 .

كتاب سليم بن قيس الهلالي _ 71 _

  لا ندري أين كان سليم بعد رحلة سلمان إلى المدائن في سنة 16 إلى أوائل إمارة عثمان ، إذ لا نجد في أحاديثه شيئا يدل على ذلك ، إلا ما صرح به في الحديث 42 حيث يقول (وسمعت ابن جعفر يحدث بهذا الحديث في زمان عمر بن الخطاب).
  نعم بعض أحاديثه عن أبي ذر والمقداد معا أو منفردا (1) يكشف عن اتصاله بأمير المؤمنين عليه السلام وأبي ذر والمقداد في تلك الفترة.
  ويقوى احتمال بقائه في المدينة إلى آخر عهد عثمان أو تردده بين الحجاز والعراق في تلك الفترة.
  حج سليم في أواسط أيام عثمان عندما قدم أبو ذر حاجا وحضر الموسم ورجع معه إلى المدينة، يدل على ذلك الحديث 75.
  عاش سليم في المدينة من حدود سنة 27 إلى آخر عهد عثمان أي سنة 35.
  يدل على ذلك قوله في الحديث 11: (رأيت عليا عليه السلام في خلافة عثمان وعدة جماعة يتحدثون ... وفي الحلقة أكثر من مائتي رجل ... )، ثم يعد منهم أبي بن كعب الذي مات سنة 30 وعبد الرحمن بن عوف الذي مات سنة 31، وهذا يدل على حضوره في المدينة في تلك السنين.
  سافر سليم إلى الربذة في سنة 34 التي توفي فيها أبو ذر، كما يدل عليه الحديث 20.
  في أول عهد أمير المؤمنين عليه السلام ـ سنة 35 ـ كان سليم من خلص أصحابه والفدائيين في سبيله ، وهذا أمر يلوح من جميع ما أورده سليم في كتابه.
  شهد سليم مع أمير المؤمنين عليه السلام وقعة الجمل في سنة 35، وكتب كثيرا من جزئيات ما وقع في تلك الوقعة وبعدها، كما في الأحاديث 28، 29، 53، 56، 59، 67.
  شهد سليم وقعة صفين في سنة 36 من أولها إلى آخرها، وكان من شرطة الخميس المتقدمين في الحرب، وكان حاضرا ليلة الهرير العاشر من صفر سنة 38، وهي آخر وقعات صفين ، وقد رجع سليم مع علي عليه السلام إلى الكوفة، بعد ما حضر في

---------------------------
(1) راجع الأحاديث: 6، 19، 20، 21، 22، 24، 36، 38، 44، 46، 52، 71، 72، 75.

كتاب سليم بن قيس الهلالي _ 72 _

  قصة الحكمين كما يدل على ذلك الأحاديث: 15، 16، 25، 34، مضافا إلى ما مر في الحديثين 53 و 59، وما مر من أنه كان من شرطة الخميس.
  كان سليم في الكوفة بعد وقعة صفين وقبل النهروان وذلك في الفترة التي استشهد فيها محمد بن أبي بكر بمصر سنة 38، كما في الحديثين 37 و 78.
  شهد سليم وقعة النهروان في سنة 39، كما في الأحاديث 56 و 59.
  كان سليم في الكوفة بعد وقعة النهروان إلى شهادة أمير المؤمنين عليه السلام في شهر رمضان سنة 40، كما في الأحاديث: 12 ، 17، 69، 79.
  كان سليم في الكوفة بعد شهادة أمير المؤمنين عليه السلام، وعند ما دخلها معاوية ووقع معاهدة الصلح بينه وبين الإمام الحسن عليه السلام، كما في الحديث 76.
  بعد انتقال الإمامين الحسنين عليهما السلام إلى المدينة سافر سليم إليها والتقى بهما ، ولا ندري هل بقي فيها أم لا، إلا أنه كان حاضرا بالمدينة سنة 50 بعد شهادة الإمام الحسن عليه السلام، وفي السنة التي قدم فيها معاوية حاجا كما في الحديث 10 و 26.
  كان سليم في الكوفة في بعض الفترات بين سنة 49 وسنة 53، عندما كان زياد بن أبيه واليا عليها ، فأخذ من كاتب زياد رسالة معاوية إلى زياد كما في الحديث 23.
  حج سليم قبل موت معاوية بسنة أو سنتين ، وحضر في منى في مجلس الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام، كما في الحديث 26.
  لا علم لنا بالظروف التي عاشها سليم من سنة 60 إلى 75 الهجرية، إلا ما ذكره عن التقائه بالإمام السجاد والإمام الباقر عليهما السلام، وكذلك ابن عباس في تلك الفترة، يدل على ذلك ما في الحديثين 10 و 66.
  كان سليم في الكوفة ظاهرا في سنة 75 عندما قدم الحجاج واليا عليها، فطلبه ليقتله ، فهرب منه إلى البصرة ثم إلى فارس، ووصل إلى مدينة (نوبندجان) وآوى في تلك البلدة إلى أبان بن أبي عياش، ولم يلبث كثيرا في نوبندجان حتى مرض ، ثم توفي إلى رحمة الله تعالى.
  يدل على ذلك ما في مفتتح الكتاب، وما قال ابن النديم والعقيقي: (كان (سليم)

كتاب سليم بن قيس الهلالي _ 73 _

  هاربا من الحجاج، لأنه طلبه ليقتله فلجأ إلى أبان بن أبي عياش فآواه ) (1).
  كان وفاة سليم في سنة 76 من الهجرة عن 78 سنة بعد أن صرف أكثر من 60 سنة من عمره الشريف في سبيل إحياء أمر أهل البيت عليهم السلام.
  يدل على ذلك أن سليما كان من أول من طلبه الحجاج، وذكر أبان في مفتتح الكتاب والحديث 58 أنه بعد وفاة سليم التقى بالحسن البصري في أوائل عمره وفي أول إمارة الحجاج أي سنة 75 ، فيحاسب السنة الأولى التي طلبه فيها الحجاج (وهي السنة 75) وهروبه وبقائه مدة في نوبندجان ثم وفاته هناك، وظاهر كلام أبان في قوله (لم ألبث أن حضرته الوفاة) أنه لم يكن بعد قدوم سليم بأكثر من سنة.

عدالة سليم

  يدل على وثاقة سليم وعدالته جميع ما مر في اعتبار كتابه ورواية الراوين الثقات لأحاديثه وتصديقهم له.
  ونورد بعض النصوص في ذلك:
  1 ـ نص أمير المؤمنين عليه السلام في الحديث 38 من هذا الكتاب على أنه من الأصفياء الأولياء ذوي الخبرة في الدين، وأنه عبد امتحن الله قلبه بالإيمان، وقد مر تصديق خمسة من الأئمة عليهم السلام له ، وخاصة الإمام السجاد عليه السلام الذي صدقه في جميع كتابه وترحم عليه.
  2 ـ قال أبان بن أبي عياش في مفتتح الكتاب: (لم أر رجلا كان أشد إجلالا لنفسه ولا أشد اجتهادا ولا أطول حزنا ولا أشد خمولا لنفسه ولا أشد بغضا لشهرة نفسه منه).

---------------------------
(1) الفهرست لابن النديم: ص 275 ، خلاصة الأقوال: ص 83.

كتاب سليم بن قيس الهلالي _ 74 _

  3 ـ قال أبان أيضا فيما نقله عنه ابن النديم والعقيقي: (كان (سليم) شيخا متعبدا له نور يعلوه). (1)
  4 ـ ذكره البرقي في رجاله من الأولياء من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، ونقله عنه العلامة في الخلاصة. (2)
  5 ـ مرت الرواية التي رواها الشيخ المفيد في كتاب الإختصاص الدالة على أن سليما كان من شرطة الخميس (3)، وبذلك يعلم جلالة سليم.
  6 ـ أورد الكشي في رجاله روايتين تدلان على تصديق الأئمة عليهم السلام لسليم (4)، وقد رواهما سليم بنفس النص في مفتتح كتابه في الحديث 10.
  7 ـ ذكره الشيخ أبو العباس النجاشي في رجاله في عداد المتقدمين في التصنيف من سلفنا الصالح) (5).
  8 ـ قال ابن قتيبة الدينوري في المعارف عند ذكر فرق المسلمين والمشهورين من كل فرقة : (الشيعة: الحارث الأعور، وصعصعة بن صوحان ، والأصبغ بن نباتة ، وعطية العوفي، وطاووس، والأعمش، وأبو إسحاق السبيعي، وأبو صادق ...)، (6)
  والظاهر أنه يريد بأبي صادق سليم بن قيس.
  9 ـ قال العلامة الحلي في الخلاصة: (روى الكشي أحاديث تشهد بشكره ...
  والوجه عندي الحكم بتعديل المشار إليه)، ثم أورده في أولياء أمير المؤمنين عليه السلام (7).
  10 ـ قال العلامة السيد محمد باقر الداماد في تعليقته على أصول الكافي: (صاحب أمير المؤمنين عليه السلام ومن خواص أصحابه ... وهو من الأولياء المتنسكين، والحق عندي

---------------------------
(1) الفهرست لابن النديم: ص 275 ، خلاصة الأقوال: ص 83.
(2) رجال البرقي: ص 4. خلاصة الأقوال: ص 192 ، باب الكنى.
(3) الإختصاص: ص 2.
(4) اختيار معرفة الرجال: ج 1 ص 321 ح 167.
(5) الفهرست للنجاشي : ص 6.
(6) المعارف: ص 341.
(7) خلاصة الأقوال : ص 83، 192.

كتاب سليم بن قيس الهلالي _ 75 _

  فيه وفاقا للعلامة وغيره من وجوه الأصحاب تعديله). (1)
  11 ـ ذكره العلامة المجلسي في البحار في عداد الثقات العظام والعلماء الأعلام (2).
  13 ـ قال السيد حسين بن محمد رضا البروجردي في نخبة المقال:
  سليم بن قيس الهلالي (صة) ثقة من أولياء الآل(3)
  14 ـ قال العلامة الميرزا محمد الأخباري في كتابه تحفة الأمين: (كان (سليم بن قيس) من أصحاب أمير المؤمنين والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد الباقر عليهم السلام وهو من تلامذة سلمان وأبي ذر والمقداد ...). (4)
  15 ـ قال العلامة السيد الخوانساري في روضات الجنات: (قد كان من قدماء علماء أهل البيت عليهم السلام وكبراء أصحابهم... ويظهر لك من التضاعيف أضعاف ما يكون فيه الكفاية لأجل التعديل ، كيف لا ومن الظاهر أن الرجل كان عند الأئمة عليهم السلام بمنزلة الأركان الأربعة ومحبوبا لدى حضراتهم في الغاية.
  وحسب الدلالة على رفعة مكانته عندهم وغاية جلالته ... أنه لم ينقل إلى الآن رواية في مذمته ، كما روي في مدحه وجلالته، ولا وجد بيننا ناص على جهالته فضلا عن خلاف عدالته ، ويعلم منازل الرجال من رواياتهم ويعلم منها أنه كان من خاصة أمير المؤمنين عليه السلام... وأوليائه وكان متصلبا في دينه ولم يرجع إلى أعداء أمير المؤمنين عليه السلام حتى أن الحجاج طلبه ليقتله) (5).
  16 ـ قال السيد محسن الأمين العاملي في أعيان الشيعة: (إن المترجم (أي سليم)...
  يكفي فيه عد البرقي إياه من أولياء أمير المؤمنين عليه السلام، وكونه صاحب كتاب مشهور ، وأنه السبب في هداية أبان بن أبي عياش ، وقول أبان: أنه كان شيخا متعبدا له نور يعلوه ،

---------------------------
(1) تعليقة السيد الداماد على أصول الكافي: ص 145 ، ونقل المحدث القمي هذا الكلام في سفينة البحار:
ج 1 ص 652
(2) بحار الأنوار: ج 53 ح 122.
(3) نخبة المقال: ص 50 ، وقوله (صه) يريد أنه مذكور في (خلاصة الأقوال) للعلامة الحلي.
(4) روضات الجنات: ج 7 ص 129.
(5) روضات الجنات: ج 4 ص 65، 73.

كتاب سليم بن قيس الهلالي _ 76 _

  إلى غير ذلك ) (1).
  17 ـ قال العلامة المامقاني في تنقيح المقال: (هو من الأولياء المتنسكين والعلماء المشهورين بين العامة والخاصة، وظاهر أهل الرجال أنه ثقة معتمد عليه ، وقد يطمئن بوثاقة الرجل من عد الشيخ في باب أصحاب السجاد عليه السلام إياه صاحب أمير المؤمنين عليه السلام وجعله إياه من أوليائه وغير ذلك مما لا يخفى على أهل الفن) (2).
  18 ـ قال المحقق الخبير السيد حسن الصدر في كتابه (تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام): سليم ـ بالتصغير ـ ابن قيس الهلالي التابعي صاحب علي عليه السلام والملازم له وللحسنين عليهما السلام المنقطع إليهم، أول من كتب الحوادث الكائنة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله ، ثقة صدوق متكلم فقيه كثير السماع) (3).
  19 ـ قال المتتبع الخبير الحاج مولى هاشم الخراساني في كتابه منتخب التواريخ:
  (سليم بن قيس الهلالي العامري الكوفي، كان من عظماء الرجال في الغاية). (4)
  20 ـ قال الشيخ جواد الخراساني في منظومته الرجالية:

علي  بن عيسى وأبانا iiصدقه      سليم بن قيس وكذا الفراء ثقة
(5)
  21 ـ قال المحقق الخياباني في ريحانة الأدب: (هو من أكابر أصحاب أمير المؤمنين والحسنين والسجاد والباقر عليهم السلام، كان محبوبا لدى حضراتهم في الغاية، وكان بمنزلة الأركان الأربعة، وورد أخبار كثيرة في مدحه ، وهو من أولياء أهل بيت العصمة عليهم السلام). (6)
  22 ـ قال العلامة الأميني في كتابه الغدير: (هو ممن يحتج به وبكتابه عند الفريقين)، وعبر عنه ب (التابعي الكبير الصدوق الثبت) (7).
  23 ـ قال العلامة السيد محمد صادق بحر العلوم في مقدمته على كتاب سليم :

---------------------------
(1) أعيان الشيعة: ج 35 ص 293.
(2) تنقيح المقال: ج 2 ص 54.
(3) تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام: ص 282، 357.
(4) منتخب التواريخ: ص 210.
(5) منظومة في الرجال: ص 51.
(6) ريحانة الأدب: ج 6 ص 369.
(7) الغدير: ج 1 ص 66 و 163 و ج 2 ص 34.

كتاب سليم بن قيس الهلالي _ 77 _

  (قد أدرك سليم خمسة من الأئمة عليهم السلام واتصل بهم ... وكان موثقا عندهم مقتبسا من علومهم الفياضة، وكان متصلبا في دينه مناوئا لأعداء آل البيت النبوي مجاهرا بالعداء لهم حتى أن الحجاج طلبه ليقتله فاختفى عنه أيام إمارته الغاشمة خو فاعلي نفسه). (1)
  24 ـ قال العلامة السيد الخوئي في معجم رجال الحديث: (ثقة جليل القدر عظيم الشأن، ويكفي في ذلك شهادة البرقي بأنه من الأولياء من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام) (2).

حياة أبان بن أبي عياش

  الشيخ الثقة الفقيه الزاهد العابد طاووس القراء أبو إسماعيل أبان بن أبي عياش العبدي البصري.
  ولد أبان حدود سنة 62 وتوفي في أول رجب من سنة 138 عن عمر بلغ 76 سنة، وكان له عند قدوم سليم نحو 14 سنة. (3)
  ولا شك أن سليم بن قيس رحمه الله كان يعرف والد أبان أو أحد أقاربه أو معارفه ، حيث كان فارا من الحجاج مختفيا عنه ، وقد دخل إلى بلدتهم نوبندجان تلك المدينة الخارجة نسبيا عن حكم الحجاج ووجد المأوى فيها ، وقد استضافوا هذا الشيخ المشرد المطارد الذي يبلغ الثمانين من عمره، وتحملوا الخطر على أنفسهم، وحموا سليما من سيف الحجاج.
  وفي ذلك الجو الخاص المحمي كان يوجد شاب صغير السن، له ولع بالعلم والأحاديث ، على نمط الشباب المتدينين المتحفزين للمعرفة في ذلك الزمان... وهو أبان بن أبي عياش ... فاختاره سليم أو اختاره له الذين آووه، لكي يسلمه تلك الأمانة العلمية المهمة والخطيرة، والتي هي كتاب سليم

---------------------------
(1) راجع مقدمة الطبعة الأولى من كتاب سليم في القطع الرقعي من الطبعات النجفية.
(2) معجم رجال الحديث: ج 8 ص 220.
(3) مفتتح كتاب سليم ، أعيان الشيعة: ج 5 ص 48 ، ميزان الاعتدال: ج 1 ص 14.