مصارع الشهداء ومقاتل السعداء
روي في كتاب دلائل الإمامة مرفوعا إلى محمد بن وكيع قال : إنه لما عزم الحسين عليه السلام على الخروج من مكة إلى العراق قام خطيبا فقال : « الحمد لله ، ما شاء الله ، ولا قوة إلا بالله ، وصلى الله على رسول الله ، خُطّ الموت على ابن آدم مخطّ القلادة على جيد الفتاة ، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف ، وخير مصرع أنا لاقيه (1) ، كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلا ، فيملأن مني أكراشا جوفا ، وأجربة سغبا ، لا محيص عن يوم خط بالقلم ، رضا الله رضانا أهل البيت ، نصبر على بلائه ، فيوفينا أجر الصابرين (2) ، لن تشذّ عن رسول الله لحمته ، بل هي مجموعة له في حظيرة القدس ، تقرّ بهم عينه ، وينجز بهم وعده ، من كان فينا باذلا مهجته ، وموطنا على لقاء الله نفسه ، فليرحل فإني راحل مصبحا إن شاء الله تعالى » (3) . |
يا سائق الحرة الوجناء وجناء ما ألفت يوما مباركها ولا انثنت عند تعريس لها الركب علامة بضروب السير أقربها منها إلى رائها التقريب والجنب تؤتى جوانبها تأبى مباركها حبّ السرى وكأنّ الراحة التعب عُج بي إذا جئت غربي الحمى وبدت منه لمقلتك الأعلام والقبب وحيّ عنّي الألى أقمارهم طلعت من طيبة ولدي كرب البلا غربوا فأعجب بهم كيف حلّوا كربلا وقد كانت بهم تكشف الغمّات والكرب فأين تلك البدور التمّ لا غربوا وأين تلك البحور الفعم لا نضبوا قوم لهم شرف العلياء من مضر والمرء يؤخذ في تحديده النسب | أنحلها طيّ السرى وطواها الأين والوصب
سامضي وما بالموت عار على وآسى الرجال الصالحين بنفسه وفارق مثبورا يغش ويرغما (1)(2) | الفتى إذا ما نوى حقا وجاهد iiمسلما
عشية أضحى الشرك مرتفع الذرى وولّت بشمل الدين عنقاء مغرب تـراع الـوغى مـنهم بكلّ شمردل نديماه فيها سمهريّ ومقضب بـكلّ فـتى لـلطعن في حرّ وجهه مراح وللضرب المرعبل ملعب |
بكل نقي الخدّ لولا خطى كثير حيا لولا وقاحة رُمحه لحـقّ به للعارفين الــتشبب كأنّ الحداد البيض تخضب بالدما لعينيه ثغر بارد الظلم أشنب كأنّ القنى العسّال وهي شوارع قدود تُثنّى في المراح وتلعب كأنّ صليل المُرهفات لسمعه غواني تغنّي بالصبا وتشبّب كأنّ ظلام النقع صُبح مسرّة لديه ويوم السلم إن هاج غيهب كأن المنايا السود يطلع بُينها أخو البدر معشوق الجمال محجّب كأنّ ركام النقع من فوق رأسه أرائك تُبنى للوصال وتضرب كأنّ الضبا فيها نجوم مضيئة ويومهم من ثائر النقع مقطب كأن صدور البيض من ضربها الطلا أخو صبوة مضني الفؤاد معذّب كأنّ أطاريف الأسنة تكتسي دما طرف صبّ أحمر الدمع صيّب | القنا ترى الشمس من معناه تبدو وتغرب
وكفاك لو لم تدر إلا أيام قاد الخيل توسع شاؤها من تحت كل شمردل مغوار هاجوا إلى الحرب العوان كأنما تبدو لهم عذراء ذات خمار يمشون في ظلّ السيوف تبخترا مشي التريف معاقر العقّار وتناهبت أجسادهم بيض الضبا فمسربل بدم الوتين وعار وانصاع نحو الجيش نجل الضيغم الكرار مثل الضيغم الكرار يوفي على الغمرات لا يلوي به فقد الظهير وقلة الأنصار لليوم من أنواره وقد انكفت بنهاره الهبوات خير نهار | كربلا يوم ابن حيدر والسيوف عواد