مصارع الشهداء ومقاتل السعداء
بعث إليّ أبو محمد سنة ست وخمسين (1) ومئتين في النصف من شعبان فقال لي : |
أقـول والـنفس مُرخاة مـهلا فقد قربت أوقات منتظر من عهد آدم منصور على الزمن صـباح مشرقها مصباح مغربها مـزيل مـحنتها عن كل ممتحن أبـو الفتوح الذي تسمو به همم يدوس بالنعل منها هامة الحصن وتـنظرين حكيما من بني مضر لـولاه حين شفاء الدين لم يحن يسطو بسيفين من بأس ومن كرم يستأصلان عروق البُخل والجبن | أزمّتها يقودها الوجد من سهل إلى حزن
يا قطب دائرة الوجود وخير ماش في البلاد |
أنـت المشفّع في لـولاك ما حجّ الحجيج ولا حدى بالعيس حادي أنـت الـذي لـولاك ما أحيى الكُلى صوب العهاد أنـت الذي علياك ناف عُـلى على السبع الشداد يـا آيـة الرحمان والسا قـي الـمشفع في المعاد صـلى عـليك الله مـا غيث جرى فوق الوهاد | الورى يـا خـير مهدي وهادي
وأنّـى لـمشتاق إلـى نـور بهجة سـنا فـجرها يجلو ظلام ظـهور أخـي عدل له الشمس آية من الغرب تبدو معجزا من ظهورها مـتى يـجمع الله الـشتات وتجبر الـقلوب الـتي لا جـابر لكسيرها مـتى يـظهر المهدي من آل هاشم عـلى سـيرة لم يبق غير يسيرها مـتى تقدم الرايات من أرض مكّة ويـضحكني بـشرا قـدوم بشيرها وتـنـظر عـيني بـهجة عـلويّة ويـسعد يـوما نـاظري بنظيرها وتـهبط أمـلاك الـسماء كـتائبا لـنصرته عـن قـدرة من قديرها وفـتيان صدق من لؤيّ بن غالب تـسير الـمنايا هـيبة لـمسيرها تـنحّى لـهم فـوق الـظهور أهلّة ظـهرن من الأفلاك أعلى ظهورها هـنالك تـعلو هـمّة طـال همّها لإدراك ثـار سـالف مـن مثيرها | فجورها
فـيا ليت الذي يقرأ كتابي دعا لي بالخلاص من العذابسيبقى الخطّ منّي في الكتاب ويبلى الكفّ مني في التراب |