وسأله عن أول من لبس النعلين ؟ فقال : إبراهيم ، وسأله عن أكرم الناس نسبا ؟ فقال : صديق الله يوسف بن يعقوب إسرائيل الله بن إسحاق ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله صلوات الله عليهم ، وسأله عن ستة من الانبياء لهم اسمان ؟ فقال : يوشع بن نون وهو ذو الكفل ، ويعقوب وهو إسرائيل (1) ، والخضر وهو حلقيا (2) ، ويونس وهو ذو النون ، وعيسى وهو المسيح ، ومحمد وهو أحمد صلى الله عليه وآله وسأله عن شئ يتنفس ليس له لحم ولا دم ؟ فقال له : ذاك الصبح إذا تنفس ، وسأله عن خمسة من الانبياء تكلموا بالعربية ؟ فقال عليه السلام : هود وشعيب وصالح وإسماعيل ومحمد صلى الله عليه وآله ، ثم جلس ، وقام رجل آخر سأله (3) وتعنته ، فقال : يا أمير المؤمنين أخبرنا عن قول الله عزوجل : ( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرء يومئذ شأن يغنيه ) (4) من هم ؟ فقال عليه السلام : قابيل يفر من هابيل ، والذي يفر من أمه موسى (5) ، والذي يفر من أبيه إبراهيم يعني الاب المربي لا الوالد ، والذي يفر من صاحبته لوط ، والذي يفر من ابنه نوح يفر من ابنه كنعان .
وسأله عن أول من مات فجأة ؟ فقال عليه السلام : داود مات على منبره يوم الاربعاء (6) ، وسأله عن أربعة لا يشبعن من أربع ؟ فقال : الارض من المطر ، والانثى من الذكر ، والعين من النظر ، والعالم من العلم ، وسأله عن أول من وضع سكة الدنانير والدراهم ؟ فقال : نمرود بن كنعان بعد نوح عليه السلام ، وسأله عن أول من عمل عمل قوم لوط ؟ فقال عليه السلام : إبليس ، لانه أمكن (7) من نفسه.
---------------------------
(1) خ : إسرائيل الله.
(2) خ ل : حليقا ـ تاليا ـ حليقا ـ جعليا ـ خليقاء.
(3) خ : فسأله.
(4) عبس : 34 ـ 37.
(5) قال الشيخ الصدوق قدس سره في كتاب الخصال : 318 ذ ح 102 : إنما يفر موسى من إمه خشية أن يكون قد قصر فيما وجب عليه من حقها ، وإبراهيم إنما يفر من الاب المربي المشرك ، لا من الاب الوالد وهو تارخ.
(6) خ : يوم الجمعة.
(7) خ ل : مكن.
صحيفة الإمام الرضا عليه السلام
_ 284 _
وسأله عن معنى هدير الحمام الراعبية ؟ فقال : تدعو على أهل المعازف والقيان
(1) والمزامير والعيدان ، وسأله عن كنية البراق ؟ فقال عليه السلام : يكنى أبا هلال
(2) ، وسأله لم سمي تبع الملك تبعا ؟ فقال عليه السلام : لانه كان غلاما كاتبا ، وكان يكتب للملك الذي قبله ، وكان إذا كتب كتب باسم الله الذي خلق صبحا
(3) وريحا ، فقال الملك : اكتب وابدأ باسم ملك الرعد ، فقال ، لا أبدأ إلا باسم إلهي ، ثم اعطف على حاجتك ، فشكر الله عزوجل له ذلك ، فأعطاه ملك ذلك الملك ، فتابعه الناس على ذلك ، فسمي تبعا ، وسأله ما بال الماعز مرفوعة
(4) الذنب بادية الحياء والعورة ؟ فقال عليه السلام : لان الماعز عصت نوحا عليه السلام لما أدخلها السفينة ، فدفعها ، فكسر ذنبها ، والنعجة مستورة الحياء والعورة ، لان النعجة بادرت بالدخول إلى السفينة ، فمسح نوح عليه السلام يده على حياها وذنبها فاستترت
(5) بالالية ، وسأله عن كلام أهل الجنة ؟ فقال كلام أهل الجنة بالعربية ، وسأله عن كلام أهل النار ؟ فقال بالمجوسية ، وسأله عن النوم على كم وجه هو ؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام : النوم على أربعة أصناف : الانبياء تنام على أقفيتها مستلقية وأعينها لا تنام متوقعة لوحي ربها عزوجل ، والمؤمن ينام على يمينه مستقبل القبلة والملوك وأبناؤها تنام على شمالها ليستمرؤوا ما يأكلون ، وإبليس وأخواته وكل مجنون وذو عاهة ينامون على وجوههم منبطحين
(6) ، ثم جلس ، وقام إليه رجل آخر ، فقال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن يوم الاربعاء وتطيرنا منه وثقله وأي أربعاء هو ؟ فقال عليه السلام : آخر أربعاء في الشهور ، وهو المحاق ، وفيه قتل قابيل هابيل أخاه ويوم الاربعاء ألقى إبراهيم عليه السلام في النار ويوم الاربعاء وضعوه في المنجنيق
---------------------------
(1) خ ل : القين.
(2) خ : أبا هزال.
(3) خ : صيحا.
(4) خ ل : معرقبة ـ مفرقعة ، وفي بعض النسخ : ( الماعزة ) بدل ( الماعز ).
(5) خ ل : واستترت.
(6) خ ل : على وجهه منبطحا ، بطحه كمنعه ألقاه على وجهه فانبطح.
صحيفة الإمام الرضا عليه السلام
_ 285 _
ويوم الاربعاء غرق الله فرعون