فقال الكاهن : والقمر الباهر ، والكوكب الزاهر ، والغمام الماطر ، وما بالجو من طائر ، وما اهتدي بعَلَم مسافر ، من مُنجد وغائر ، لقد سبق هاشمُ أمية إلى المآثر ، أوّل منه وآخر ، وأبو همهمة بذلك خابر . وأخذ هاشم الإبل فنحرها وأطعم لحمها من حضر ، وخرج أمية إلى الشام فأقام بها عشر سنين (1) . قال العقّاد : فكان هذا أوّل عداوة وقعت في بني هاشم وبني أمية . أقول : وتجد حديث هذه المنافرة في جملة من المصادر التاريخية منها المنمّق لمحمد بن حبيب (2) ، ثم قال ابن حبيب : ومن ثم يقال : انّ أمية استلحق أبا عمرو ابنه ، وهو ذكوان وهو رجل من أهل صفورية ، فخلف أبو عمرو على امرأة أبيه بعده ، فأولدها أمية وهو أبو معيط ، ويقال : استلحق ذكوان أيضاً أبان . --------------------------- (1) شخصيات اسلامية ضمن موسوعة العقّاد : 549 . (2) المنمق : 103 . المحسن السبط مولود أم سقط
أقول : وما ذكره ابن حبيب منسوباً إلى القيل ، فقد ذكره المقريزي في النزاع والتخاصم (1) كحقيقة ثابتة وبما هو أقبح من ذلك ، حيث قال : وصنع أمية في الجاهلية شيئاً لم يصنعه أحد من العرب ، زوّج ابنه أبا عمرو بن أمية امرأته في حياة منه ، والمقتيون في الاسلام هم الّذين أولدوا نساء آبائهم واستنكحوهن من بعد موتهم ، وأما أن تزوجها في حياته ويبنى عليها وهو يراه ، فإنّ هذا لم يكن قط (2) ، وأمية جاوز هذا المعنى ولم يرض بهذا المقدار حتى نزل عن ماله وزوّجها منه ثم قال : وأبو معيط بن أبي عمرو بن أمية قد زاد في المقت درجتين ، يشير إلى ما مرّ عن ابن حبيب . |
أبوك معاهر وأبوه | عفّ وذاد الفيل عن بلد الحرام
مهلاً أميّ فإنّ البغي تبدو كواكبه والشمس طالعة يصبّ في الكأس منه الصاب والمقر | مهلكة لا يكسبنّك يومٌ شرّه ذكر
أبوك معاهر وأبوه | عفّ وذاد الفيل عن بلد الحرام
قديماً أبوهم كان عبداً لجدنا بني أمة شهلاء جاش بها لقد سفهوا أحلامهم في محمّد فكانوا كجعر بئس ما ظفطت جعر(3) | البحر
وقالوا ترابيّ هواه على ذلك أجرياي فيكم ضريبتي ولو أجمعوا طُراً عليّ وأجلبوا | ورأيه بذلك أدعى فيهم وألقّب