وانظري إلى الذين مضوا كيف بنوا وعلوا ، ثم ذهبوا وخلوا ، وانظري إلى حمقهم كيف يحمعون ما لا يأكلون ، ويبنون ما لا يسكنون ، ويأملون
(1) ما لا يدركون ؟ ! فهل في الدنيا أحمق ممن يعمر دنياه وهو مرتحل عنها يقينا ، ويخرب آخرته وهو صائر إليها قطعا رهينا ؟ ! يا نفس : إذا كان طلبك للدنيا غايتك ، وما بلغت منها إرادتك ، فما ظنك بدار لم تطلبيها ، وكيف يكون حالك فيها ؟
شعر :
إذا كان أدنى العيش ليس iiبحاصل لذي اللب في الدنيا بغير iiالمتاعب فكيف بأسنى العيش في عالم iiالبقا لذي الجهل في تفريطه (2) في المطالب
أف للدنيا الدنية ، خبثت فعلا ونية ، ولعيش حشوه هم وعقابه منية .
واعلمي : أن الدنيا ليست تعطيك لتسرك ، إنما تعطيك لتضرك
(3) .
--------------------------------
(1) في ب : ويؤملون .
(2) في ب : مع تفريطه .
(3) في ب : لتغرك .
محاسبة النفس _ 102 _
شعر :
فذي الدار أخون من مومس (1) وأخدع من كفة iiالحابل تفانى الرجال على حبها ولا يحصلون على iiطائل
يا نفس : إن الدنيا أقل عند الله من جناح بعوضة واحقر ، فمن عظم هذا الجناح كان منه أصغر ، فكم تشعبيها وتنصدع ، وترقعي خرقها فيتسع ، وتجمعي منها ما لا يجتمع .
شعر :
تأمل بعينيك كيف iiالذهاب فإن لكل حياة iiمماتا فمن عاش شب ومن شب شاب ومن شاب شاخ ومن شاخ iiماتا
يا نفس : ما عسى أن ينال طالب
(2) الدنيا من لذتها ، ويتمتع به من بهجتها ، مع ما يرى من فنون مصائبها ، وأصناف عجائبها ، وكثرة تعبه في طلابها ، وتكادحه في اكتسابها ، وما يكابده
(3) من أسقامها وأوصابها .
--------------------------------
(1) أي : فاجرة ، اللسان 6 : 224 ميس .
(2) في أ : صاحب .
(3) في ب : وما يكايده .
محاسبة النفس _ 103 _
شعر :
تعاوره آفاتها iiوهمومها وكم ما عسى يبقى لها iiللتعاور فلا هو مغبوط بدنياه iiآمن ولا هو عن طلابها لم لنفس قاصر
يا نفس : هب أنك لست بخبيرة ، ولا ذات بصيرة ، وإنما تميلين بطبع الصباء ، إلى التشبيه في الاقتداء ، فقيسي
(1) عقل الانبياء والابدال ، بعقل هؤلاء الاغمار الجهال ، وأيضا إذا كنت لا تتركين الدنيا لعمى بصيرتك ، وخبث سريرتك ، فما لك لا تتركيها ترفعا عن خسة شركائها ، وتنزها عن كثرة عنائها ، وتوقيا من سرعة فنائها ، وتفصيا من لاوائها وضرائها ، مع أن بلادك لا تخلو من جماعة من اليهود والمجوس ، يزيدون عليك في نعيم المأكول والملبوس ، فاف لدنيا يسبقك بها هؤلاء الانذال ، الاخساء الجهال ، وعلام لا تستحين من مساعدتهم على حماقتهم ، ومراودتهم على جهالتهم ؟ يا نفس : إذا رغبت عن أن تكوني في جملة
(2) المقربين ، من الاولياء والمؤمنين ، والانبياء والمرسلين ، في جوار رب العالمين ، لتكوني من جملة الهالكين ، والسفهاء الجاهلين ، أياما معدودات على اليقين ، لقد خسرت الدنيا والدين ، فإذا ما أخس
--------------------------------
(1) في ب : تقيسي .
(2) في ج ، د : ني زمرة .
محاسبة النفس _ 104 _
همتك ، وأحقر قيمتك ، وأسخف عقلك ، وأعظم جهلك ، وأقل حياءك
(1) ، وأنزر وفاءك
(2) ، لقد أرادك الطغيان ، واستحوذ عليك الشيطان .
يا نفس : ما أشبهك في قصر العمر وطول الامل ، بالجمل ، له عنق طويل وذنب قصير ، وجسد كبير واذن صغير ، فصورتك صورة إنسان وقلبك قلب حيوان ، فأنت كالنقد
(3) بل أذل ، وكالا نعام بل أضل ، لا تقتفين
(4) أثر نبي ، ولا تقتدين بعمل وصي ، فيا ويلك ثم يا ويلك ، إن أقمت على ضلالتك ، وثبت
(5) على جهالتك ، ودمت على إصرارك ، وتماديت في اغترارك .
يا نفس : كم من جرم اجترمت ، وإثم اقترفت ، تنقلبين في أودية الغفلات ، تقلب الريشة في الفلوات
(6) ، لا والله ما لهذا فطرت ، ولا بهذا امرت ، إنه لم يخلقك لعبا ، ولم يعدك كذبا ، عدلك وسواك فلا تخرفي ، ونورك وصفاك فلا تنكسفي
(7) ،
--------------------------------
(1) في ج ، د : حياك .
(2) في ج ، د : وفاك .
(3) في أ : النقد بالتحريك : جنس من الغنم قصار الارجل قباح الوجوه ، قاله الجوهري .
(4) في أ ، ج ، د : لا تقتصين .
(5) في ب : وتثبت .
(6) جمع فلاة ، وهي : الارض التي لا ماء فيها ، مجمع البحرين 1 : 332 فلا .
(7) أي : فلا تتغيري ، مجمع البحرين 5 : 112 كسف .
محاسبة النفس _ 105 _
وطبعك ذهبا طريا فلا تعودي زيفا
(1) ، وخلقك بشرا سويا فلا تصيري طيفا ، وجعلت واضحة الغرة
(2) فلا يسودنك هواك ، وولدت على الفطرة فلا يهودنك أبواك ، ويلك جبلت
(3) حنيفة فتمجست ، وقدمت قدسية فتنحست ، وأنزلت طهورا فتلوثت ، وخرجت سياحة فتلبثت ، ونسجت ديباجا فصرت مسحا
(4) ، وهبطت عذبا فعدت ملحا .
يا نفس : ما أكثر انهماكك في غوايتك ، وتهورك في عمايتك
(5) ، وتمسكك بشقاوتك ، وتشبثك بغباوتك ، وعمهك
(6) في سكرتك ، وترددك في غمرتك ، وخبطك في عشوائك ، واستمرارك على التوائك ، وما أعظم عنودك وشقاقك ، وكنودك ونفاقك ، وطغواك وعداوتك ، وفسقك وعصيانك ، إن قلت كذبت ، أو عوتبت غضبت ، أو سئلت بخلت ، أو وعدت مطلت .
يا نفس : أنت التي حسدت ، أنت التي كندت ، أنت التي حقدت ، أنت التي
--------------------------------
(1) قال الطريحي في المجمع 5 : 68 زيف : جاء في الحديث درهم زيف أي : ردئ .
(2) غرة كل شئ : أوله ، والغرة بالضم بياض في الجبهة ، اللسان 5 : 14 / 15 غرر .
(3) في أ : جعلت .
(4) قال الطريحي في مجمع البحرين 2 : 414 مسح : والمسح بالكسر فالسكون واحدا المسوح ويعبر عنه بالبلاس وهو كساء معروف .
(5) في ج ، د : في غايتك .
(6) في ج ، د : وغمرك . (*)
محاسبة النفس _ 106 _
جحدت أنت التي أفسدت ، أنت التي عاندت ، أنت التي وشيت ، أنت التي التويت ، أنت التي طغيت ، أنت التي بغيت ، أنت التي عصيت ، أنت التي هويت ، أنت التي غويت ، أنت التي راءيت
(1) ، أنت التي ماريت ، أنت التي جنيت ، أنت التي عتبت ، أنت التي اعتديت ، أنت التي جشعت ، أنت التي جمعت ، أنت التي منعت ، أنت التي قطعت ، أنت التي طحت ، أنت التي ضيعت
(2) ، أنت التي ضجعت ، أنت التي خدعت ، أنت التي زللت ، أنت التي غفلت
(3) ، أنت التي عللت
(4) ، أنت التي ضللت
(5) ، أنت التي احتلت
(6) ، أنت التي أغفلت
(7) ، أنت التي جهلت ، أنت التي أثمت ، أنت التي اجترمت
(8) ، أنت التي ظلمت ، أنت التي نممت ، أنت التي غممت
(9) ، أنت التي أسأت ، أنت التي أخطأت ، أنت التي اجترأت ، أنت التي هزأت ، أنت التي ترأت ، أنت التي همزت
(10) ، أنت التي لمزت ، أنت التي هتكت ، أنت التي أهلكت ، أنت التي شككت ، أنت التي فتكت ، أنت التي اقترفت ، أنت التي خلفت
(11) ، أنت التي خالفت ، أنت التي سلفت
(12) أنت التي سوفت
(13) ، أنت التي أسرفت ، أنت التي فتنت ، أنت التي
--------------------------------
(1) في ب : راهيت .
(2) في ج : ضايعت .
(3) في أ : مهلت .
(4) في ج ، د : غللت .
(5) في أ : أضللت .
(6) في أ : اختلت .
(7) في أ : اغتلت .
(8) في أ : أجرمت .
(9) في أ : غمرت .
(10) في أ : هزمت .
(11) في أ ، ج ، د : أخلفت .
(12) في أ : صلفت .
(13) في ب : سرفت .
محاسبة النفس _ 107 _
ظننت ، أنت التي خنت ، أنت التي منت
(1) ، أنت التي فسقت ، أنت التي أبقت أنت التي جمعت ، أنت التي عققت ، أنت التي شاققت ، أنت التي نافقت ، أنت التي حنثت ، أنت التي نكثت ، أنت التي عتبت ، أنت التي ارتبت ، أنت التي سببت ، أنت التي كذبت ، أنت التي صبوت ، أنت التي قسوت ، أنت التي سهوت ، أنت التي جفوت ، أنت التي هفوت ، أنت التي ضررت ، أنت التي غررت ، أنت التي ضاررت ، أنت التي شازرت ، أنت التي أضررت
(2) ، أنت التي أخفرت
(3) ، أنت التي فخرت ، أنت التي غدرت ، أنت التي خترت
(4) ، أنت التي حيرت ، أنت التي قصرت ، أنت التي قنطت ، أنت التي شططت ، أنت التي أسقطت ، أنت التي سفهت ، أنت التي عمهت .
يا نفس : وبالجملة فيخرك يسير ، وشرك كثير ، بل خيرك ظفر ، وشرك شبر ، لا تزيدك الموعظة إلا خسارا ، ولا تفيدك الوصية إلا إصرارا ، قد ضج منك الضياء والظلام ، والليالي والايام ، والملائكة الكرام ، ولا جرم أنه من كانت هذه المعائب صفته ، واعتماده وسيرته ، أن يستوجب سخط الخالق ، ومقت الخلائق ، فعلام بعت الدين بالدون ، ودنست ثوب عرضك المصون ؟ فإنا لله وإنا إليه
--------------------------------
(1) في ج ، د : مننت .
(2) في أ ، ج ، د : أصررت .
(3) في أ : أخفرت أي : نقضت العهد ، وأخفرت الرجل : إذا نقضت عهدك ، وفي الحديت : من صلى الصبح فهو خفرت الله ، أي : في ذمته وجواره ، وفي ب : خفرت .
(4) في أ : الختر : أقبح العذر ، والشطط : تجاوز القدر في كل شئ ، وأسقطت أي : عثرت وزللت ، والسقاط : العثرة والزلل ، وسفهت أي جهلت ، وعمهت أي : تحيرت وترددت .
محاسبة النفس _ 108 _
راجعون .
يا نفس : عجبا لك وقد قادتك أزمة الحين ، واستغلق على قلبك أقفال الرين ، وقد اشرفت على الهلاك ، وحل بك الارتباك ، وآن فوتك ، واقترب موتك ، كيف تعمين عن هذه الامور ، ولا تحسبين عواقب يوم النشور ؟ ! وقد قيل : من تدبر
(1) العواقب ، أمن من المعاطب .
شعر :
فإن الجرح ينفر بعد حين إذا كان البناء على فساد (2)
وكيف تبيعين (3) ما يبقى أبد الآبدين ، بما لا يبقى إلا عدد سنين ؟ ! فأنت كمنخل يمسك النخالة ويرسل الطحين .
يا نفس : أنت تستعدين للشتاء بجمع عدته ، بقدر طول مدته ، فتجمعين له من الكسوة والاحطاب ، وجميع
(4) الاسباب ، ولا تتكلين في ذلك على فضل الله وكرمه ،
--------------------------------
(1) في ب ، ج ، د : من بدر .
(2) في ب : الفساد .
(3) في ج ، د : تتبعين .
(4) في ج : وجمع .
محاسبة النفس _ 109 _
وجوده ونعمه ، حتى يدفع عنك البرد وشدته ، والقر
(1) ورعدته ، من غير جبة أو لباد ، أو حطب أو زناد ، أو تظنين
(2) أن زمهرير جهنم وشدة عقوبته ، أخف من زمهرير الشتاء ومدة صعوبته ، هيهات هيهات ، كما لا يندفع برد الشتاء إلا بالجبة والنار وسائر الآلات ، فكذا لا يندفع حر النار وبردها إلا بحصن التوحيد وخندق الطاعات ، وكيف تستعدين للشتاء قبل حلوله ، والصيف قبل دخوله ، وتنسي زاد القبر قبل نزوله ؟ ! يا نفس : أما تعلمين أن الموت ميعادك
(3) ، والتراب في القبر وسادك ، والدود يأكل لحم خديك ، وإنسان عينك ، والفزع الاكبر بين يديك ، أما تعلمين أن الاموات يتمنون الرجعة إلى هذه الدار ، ليشتغلوا بتدارك تكفير الاوزار ، ولو قدروا على يوم من عمرك ، أو ساعة من دهرك ، لاشتروا ذلك بأعلى
(4) الاثمان ، والياقوت
(5) البهرمان
(6) ، وأنت الآن في أمنيتهم لا في منيتهم ، وفي مقامتهم لا في قيامتهم .
--------------------------------
(1) قال ابن منظور في اللسان 5 : 82 قرر : القر : البرد عامة ، بالضم ، وقال بعضهم : القر في الشتاء ، والبرد في الشتاء والصيف .
(2) في ب : أتظنين .
(3) في ب : معادك .
(4) في أ : بأغلى .
(5) في أ : والماقور .
(6) في ج . د : ومعادن العقيان .
محاسبة النفس _ 110 _
يا نفس : أما تستحين تزينين ظاهرك للعوام ، وتبارزين الله في السر في الجرائم
(1) ، وكيف تأمرين بالخير الداني والقاصي
(2) وأنت ملطخة بالمعاصي ؟ ! تدعين إلى اللين وأنت قاسية ، وتذكرين بالله وأنت له ناسية .
إذا أنت عبت الامر ثم iiأتيته فأنت ومن تزري (3)عليه سواء
فليكن قلبك محزونا ، وشرك مأمونا ، ونفسك عفيفة ، وحوائجك خفيفة ، واصبري أياما قليله ، لراحة طويله ، وانظري وجهك في المرآة في كل آن ، وفي كل وقت وزمان ، فإن كان وجهك مليحا ، فاستقبحي أن تضيفي إليه فعلا قبيحا ، وإن كان وجهك ليس بالزين ، فلا تجمعي بين القبيحين
(4) ، وانظري إلى قول الشاعر : شعر :
يا حسن الوجه فكن محسنا لا تبدلن الزين iiبالشين ويا قبيح الوجه لا تجمعن بالله ما بين iiقبيحين
--------------------------------
(1) في أ : بالجرائم ، وفي ج ، د : بالعظائم .
(2) أي : القريب والبعيد ، مجمع البحرين 1 : 148 دنا و 341 قصا .
(3) في أ : تبني ، وفي ب : شئ ، وما أثبتناه من ج ، د ، وهو الانسب .
(4) في أ : بين قبيحين .
محاسبة النفس _ 111 _
يا نفس : إياك واستعمال الرياء ، فإنه موجب للمقت والشقاء ، حيث ينادى عليه يوم تبلى السرائر : يا مرائي يا فاجر يا غادر ، ثم يقال له في التوبيخ على رؤوس الاشهاد : أما استحييت إذ استخففت نظر سلطان المعاد ، وراقبت قلوب العباد وتقربت إلى المخلوقين بالبعد عن المهيمن الجواد .
يا نفس : لو لم يكن في الرياء إلا تحويل العمل من جزيل الثواب ، إلى وبيل العقاب ، لكان إلى معرفة ضرره كافيا ، ولترك قوله والعمل به واعيا
(1) ، مع أنه من طلب رضى المخلوق
(2) منعه الله في الدارين ثواب ما لديه ، وسخط عليه وأسخطهم عليه ، وأيضا فإن رضاهم لا يزيده رزقا ولا أجلا ، ولا يرى نافعا يوم فاقته قولا وعملا
(3) .
يا نفس : وكيف يترك العاقل ما عند الله تعالى يرجاء كاذب ، ووهم خائب ؟ ! مع أن مدح الناس لا ينفعه وهو مذموم عند الله ومن أهل النار ، وذمهم لا يضره
--------------------------------
(1) في أ : داعيا .
(2) في أ : المخلوقين .
(3) في أ : ولا عملا .
محاسبة النفس _ 112 _
وهو محمود عند الله وفي زمرة الابرار ، وفي الحديث : من آثر محامد الله كفاه الله مؤنة الناس ، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس .
يا نفس : فكوني على وجل ، ولا تصحبي غير الخالص من العمل ، كما أن المسافر إلى بعيد القفار
(1) ، لا يصحب معه إلا خالص النضار ، طلبا للخفه وكثرة الانتفاع ، والابتياع به عند الحاجة لما يباع ، ولا حاجة أعظم من فاقة القيامة ، ولا عمل أنفع من الخالص لله يوم الطامة ، فهو أحس الذخائر ، وأخفها حملا عند أولي البصائر شعر :
ما بال دينك ترضى أن iiتدنسه وثوب جسمك مغسول من الدنس ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها إن السفينة لا تجري على iiاليبس
يا نفس : في الخبر : أن العمل الصالح يمهد في الجنة لصاحبه ، كما يرسل الرجل غلامه بفراشه ومآربه ، بل هو يحمل صاحبه على ما ورد عن العلماء في رواياتهم ، في تفسير قوله تعالى : ( وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم )
(2) ، إذ العمل
--------------------------------
(1) قال الطريحي في المجمع 3 : 463 قفر : القفر من الارض : المفازة التي لا ماء فيها ولا نبات والجمع قفار .
(2) الزمر 39 : 61 .
محاسبة النفس _ 113 _
الصالح يقول لصاحبه : اركبني عند أهوال يوم القيامة فلطالما ركبتك في الدنيا في الصلاة والصيام ، فيركبه فيتخطى به مواقف الهوان ، حتى يحل به غرفات الجنان ، فارتئي لنفسك قبل نزولك ، ومهدي المنزل قبل حلولك ، ومن عمل صالحا فلا نفسهم يمهدون ، وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون .
يا نفس : إياك والحرص فالحرص مذموم ، والحريص محروم ، والرزق مقسوم ، لا يزيده قيام حريص طامع ، ولا ينقصه قعود مجمل قانع .
شعر :
إياك أن تحرص في مكتسب يحظى به الغير وتشقى iiبه كالكلب يستبدل مجهوده في طلب الصيد iiلاصحابه
فخفضي في الطلب ، واجملي في المكتسب ، ففي الحديث : لا تموت نفس من الخلق ، حتى تستكمل ما قسم لها من الرزق ، إن الله قسم الرزق بين خلقه حلالا ولم يقسمه حراما ، فمن اتقى وصبر أعطاه الله رزقه تماما ، ومن هتك حجاب الستر فأخذه من غير حله ، قوقص
(1) به من رزقه الحلال كله .
شعر :
يفني الحريص بجمع المال مدته وللحوادث ما يبقى وما iiيدع كدورة القز ما تبنيه iiيهلكها وغيرها بالذي تبنيه iiينتفع
--------------------------------
(1) أي : قطع ، مجمع البحرين 4 : 180 قصص .
محاسبة النفس _ 114 _
يا نفس : إن أمامك طريقا ذا مسافة بعيدة ، ومشقة شديدة ، وإنه لا غنى لك عن حسن الارتياد ، وقدر بلاغك من الزاد ، فلا تحملي على ظهرك ما يعجزك حمله ، فيكون وبالا عليك نقله
(1) ، وإن وجدت من أهل الفاقة من يحمل لك زادك ، فيوافيك به غدا يوم معادك ، فأكثري من تزويده وحمليه ، فلعلك تطلبيه فلا تجديه .
يا نفس : الخير باق ، والاحسان واق ، والمرء لما قدم لان ، ومن الفساد إضاعة
(2) الزاد ، ومفسدة المعاد ، وإنما لك من دنياك ، ما أصلحت به مثواك ، وإذا جزعت على ما تفلت من يديك ، فاجزعي على كل ما لم يصل إليك ، ولا تكوني كدودة القز تهلك في حبسها ، لبنائها من جهلها على نفسها .
شعر :
ألم تر أن المرء طول iiحياته معنى بأمر لا يزال ii(3) يعالجه كدود القز ينسج iiدائما ويهلك غما وسط ما هو ناسجه
--------------------------------
(1) في ب : ثقله .
(2) في ب : إضافة .
(3) في أ : لم يزل .
محاسبة النفس _ 115 _
يا نفس : كها ينظر المريض إلى لذيذ الطعام ، فلا يلتذ من شدة الاسقام ، كذلك صاحب الدنيا لا يجد لذة العبادة وحلاوتها ، مع ما يجد من محبة الدنيا وغضارتها
(1) .
واعلمي : أن الدابة إذا لم تركب وتمتهن
(2) ، نفرت واستصعبت ، كذلك القلوب إذا لم ترتق بذكر الموت قست واستغلظت ، وأن الزق
(3) إذا لم ينخرق شك أن يكون وعاء للعسل ، كذلك القلوب إذا لم تخرقها الشهوات يوشك أن تكون اوعية للحكمة وصالح العمل .
يا نفس : في الحديث : من قال : سبحان الله غرس الله له بها في الجنة عشر شجرات ، فيها ما شاء من أنواع الفواكه والطيبات ، وهي ذوات أفنان
(4) ، تحمل من سائر الالوان ، فيرى ثمرها إن أراد رطبا ، وإذا قضى منه أربا
(5) تحول عنبا فإذا قضى منه أملا ، انقلب عسلا وتيجانا وحللا ، وكذلك تتقلب لوزا ،
--------------------------------
(1) أي : طيب عيشها ، مجمع البحرين 3 : 424 غضر .
(2) أي : إذا لم تركب وتستخدم ، مجمع البحرين 6 : 321 مهن .
(3) وهو : كل وعاء اتخذ لشراب ونحوه ، اللسان 10 : 143 زقق .
(4) أي : ذوات غصون ، أو ذوات ألوان مختلفة ، المفردات : 386 فنن .
(5) أي : حاجة ، مجمع البحرين 2 : 6 أرب ، وفي ب : أملا .
محاسبة النفس _ 116 _
وبطيخا
(1) وموزا ، ورمانا وجوزا ، وزيتونا وتينا ، أو لحما
(2) سمينا ، وحورا عينا ، وإنها تأتي إلى باغيها
(3) ، وتذلل قطوفها
(4) لجانيها ، من غير تكلف الاختراف ،
(5) ، أو تجشم الاقتطاف
(6) ، فلو تخرج شجرة من تلك إلى الدنيا للابتياع ، فما ظنك بما كان تبذل الملوك في قيمتها لجلالة الانتفاع ، خصوصا إذا وصفت مع ذلك بأنها لا تحتاج إلى سقي وصرام
(7) ، ولا في ثمرها جرام ، ولا لعمرها انصرام ، أو أنها تبقى عشرة آلاف عام .
يا نفس : قد ورد في الوحي القديم ، عن الرب العظيم : أعددت لعبادي ما لا عين رأت ، ولا اذن سمعت ، هذا مع أن عيان الآخرة أعظم من سماعها ، بخلاف الدنيا لخساسة متاعها ، وما أيام دنياك التي تشتري بها هذا النعيم المقيم والفضل العظيم إلا ساعه ، فاجعليها طاعه ، والماضي من دنياك لا تجدين للذته تنعيما ، ولا لبؤسه تأليما ، والمستقبل قد لا تدركيه ، وإنما أنت بالوقت الذي أنت فيه ، ثم إن لم تبيعي هذا الوقت القصير بنعيم الآخرة ، بعتها بثمن بخس وصفقة خاسرة .
--------------------------------
(1) في ب : لو أراد بطيخا .
(2) في أ : ولحما .
(3) أي : طالبها ، مجمع البحرين 1 : 53 بغا .
(4) جمع قطف بالكسر وهو : العنقود ، اللسان 9 : 285 قطف .
(5) أي الالتقاط ، اللسا ن 9 : 64 خرف .
(6) أي : تكلف القطع ، اللسان 12 : 100 جشم .
(7) الصرام : جذاذ النخل ، مجمع البعرين 6 : 101 صرم .
محاسبة النفس _ 117 _
شعر :
الدهر ساومني عمري فقلت iiله ما بعت عمري بالدنيا وما iiفيها ثم اشتراها بتدريج بلا iiثمن تبت يدا صفقة قد خاب شاريها
يا نفس : لا تقولي أنا أتنعم في الدنيا بما أباحه الله من المستلذات ، و (من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات)
(1) ، فإن هذا القول تمويه وزور ، وحمق وغرور ، لان المتوغل في فضول الدنيا لا ينفك عن تورط الشبهات ، والحرص الموقع في مهاوي الآفات ، وإن سلم من الحرص ـ وأنى له ـ لم يسلم من القساوة والملالة ، فخائض الماء يجد البلل لا محالة .
يا نفس : في الحديث : إن المؤمن إذا كان فقيرا عفيفا في رياض الجنة قبل الغني بأربعين ، وفي الحديث : إن أهل النار يدعون مالكا أربعين خريفا أي : أربعين سنة
(2) ، ومثل ذلك كسفينتين مرتا على عشار
(3) ، إحداهما خالية والاخرى ذات
--------------------------------
(1) الاعراف 7 : 32 .
(2) كذا في ب ، وفي أ : في الحديث : إن المؤمن إذا كان فقيرا عفيفا ليتقلب في رياض الجنة قبل الغني بأربعين خريفا ، أي : أربعين سنة ، وفي حديث آخر عنه صلى الله عليه وآله وسلم : من صام يوما في سبيل الله باعده الله من النار أربعين خريفا ، وفي رراية أخرى : سبعين خريفا ، قاله الهروي والمطرزي .
(3) بالعين المهملة المفتوحة والشين المشددة مأخوذ من التعشير ، وهو أخذ العشر من أموال الناس بأمر (*)
محاسبة النفس _ 118 _
أوقار
(1) ، فيقول للخالية : سيروها ، وللموقرة : احسبوها لتعشروها .
يا نفس : وكيف يرغب العاقل عن حب المسكنة والمساكين ، وهو يرى الاولياء والنبيين ، على بغض الدنيا قد انعكفوا ، وبوظيفة القيام بخدمة الله تكلفوا ، فلو كان في الدنيا خير لم تفت هؤلاء الاكياس ، الذين هم حجج الله على الناس ، وأي خير في الملك والمال وصاحبهما إما قائم بحقوقهما فذاك مسلوب اللذة والقرار ، وإما مضيع لما وجب عليه فيهما فمصيره إلى النار .
يا نفس : الاعتماد على الله منوط بالنجاح ، ومقود بأزمة الفلاح ، والتعلق بغيره مقرون بالخذلان ، وموجب للحرمان ، وإن الله أقسم بعزته وجلاله ، وعظمته وكماله ، أن يقطع أمل كل آمل أمل سواه بالاياس ، وأن يكسوه ثوب المذلة في الناس ، ويأمر السماوات والارضين أن تقفل دونه أبوابها ، وأن تقطع عنه أسبابها ، ومن توكل على الله ذلت له الصعاب ، وتسهلت عليه الاسباب ، فثقي بالله ربك ، وتوكلي على الله فهو حسبك ، واطلبي رفده
(2) (أليس الله بكاف عبده)
(3) .
واعلمي : أن الذي للتوكل تارك ، مكذب بهذه الآية وهو هالك ، الظالم .
مجمع البحرين 3 : 404 عشر .
--------------------------------
(1) أي : ذات حمل ، مجمع البحرين 3 : 513 وقر .
(2) أي : عطاء وعونه ، مجمع البحرين 3 : 53 رفد .
(3) الزمر 39 : 36 .
محاسبة النفس _ 119 _
يا نفس : في الحديث : أن جمود العين من قساوة القلب ، وهو يؤذن بالبعد عن الرب ، وأنه ما من شئ إلا وله وزن أو كيل ، إلا الدموع من خشية الله في جوف الليل ، فإن القطرة القليلة المقدار ، تطفئ بحارا من النار ، وإن القطرة كمثل رأس الذباب ، كجبل احد يوم الحساب من الاجر والثواب ، والبكاء من خشية الله ينير القلب ، ويعصم عن معاودة الذنب .
يا نفس : فعليك بإرسال الدموع السجام
(1) ، عند تذكارك الذنوب العظام ، والفضائح في يوم القيام ، واشفاق الخلائق من الملك العلام ، وقد خرست الالسن والشقاشق
(2) ، وكانت الجوارح هي
(3) الشاهد والناطق ، يوم تكشف فيه العورات ، ويؤمن فيه النظر والالتفات ، وكيف للمرء بالنظر إلى من يليه ، و (لكل امرئ منهم يومئذ شان يغنيه)
(4) .
--------------------------------
(1) أي : في حال كونها سجام الذي هو : قطرات الدمع وسيلانه ، اللسان 12 : 280 سجم .
(2) قال ابن منظور في اللسان 10 : 185 شقق : والشقشقة : لهاة البعير ولا تكون إلا للعربي من الابل وقيل : هو شئ كالرئة يخرجها البعير من فيه إذا هاج ، والجمع الشقاشق ، ومنه سمي الخطباء شقاشق شبهوا المكثار بالبعير الكثير الهدر .
(3) في ب : بين .
(4) عبس 80 : 37 .
محاسبة النفس _ 120 _
يا نفس : فمنهم المسحوب على وجهه ، والمقرون مع شكله وشبهه ، ومنهم الجاثي على ركبتيه ، والمعلق بشفتيه ، ومنهم كالذر فيوطأ بالاقدام ، ومنهم من يصلب على شفير جهنم عشرة آلاف عام ، أو صلبا ليس لمدته انصرام
(1) ، ومنهم من يطوق بشجاع
(2) في جيده
(3) ، ينهشه في وجهه ووريده ، ومنهم من تطؤه ذوات الاخفاف بأخفافها ، وذوات الاظلاف بأظلافها ، ومنهم المقرون مع الشياطين ، والمسجون في سجين ، ومنهم من القردة والخنازير في صورتهم ، ومنهم كالجيف
(4) فيتقذرهم أهل الموقف لشدة نتنهم ، ومنهم من يسيل من أفواههم وفروجهم القيح والصديد ، ومنهم من له ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد ، فأحق الناس بالتغبيط
(5) الطائع الرشيد ، وأحق الناس بالعذاب البسيط العاصي العتيد
(6) ، وقلت شعرا .
شعر :
أحق الناس أن يصلى بنار فتى ذو مال أذهبه الغناء
--------------------------------
(1) اي : انقطاع ، مجمع البحرين 6 : 101 صرم .
(2) وهي : الحية الذكر ، وقيل : الحية مطلقا ، لسان العرب 8 : 174 شجع .
(3) أي : في عنقه ، مجمع البحرين 3 : 33 جيد .
(4) في أ : كالجيفة .
(5) من الغبطة التي هي : أن تتمنى مثل حال المغبوط من غير أن تريد زوالها ولا أن تتحول عنه ، اللسان 7 : 359 غبط .
(6) في أ : العنيد .
محاسبة النفس _ 121 _
تجمع من نهاوش (1) ثم يلقى نهابر (2) إن ذاك هو iiالشقاء فويل ثم ويل ثم iiويل له في الحشر إذ عظم البلاء
يا نفس : احذري : (يوما عبوسا قمطريرا)
(3) ، (يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا)
(4) (يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين امنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا)
(5) ، (يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا)
(6) .
يا نفس : احذري : (يوما يجعل الولدان شيبا السماء منفطر به كان وعده مفعولا)
(7) ، (يوم ترجف الارض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا)
(8) ، (يوم ندعوا كل اناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرؤن كتابهم ولا يظلمون فتيلا)
(9) ، (يوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة
تنزيلا)
(1) ، (يوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا)
(2) ، (يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا)
(3) .
يا نفس : احذري : (يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل)
(4) ، (يوم الفصل)
(5) ، (وما أدراك ما يوم الفصل)
(6) ، (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل)
(7) ، (يوم نسير الجبال)
(8) ، (يوم لا بيع فيه ولا خلال)
(9) ، (يوم الآزفة)
(10) ، (يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قلوب يومئد واجفة)
(11) .
يا نفس : احذري : (يوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون)
(1) ، (يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون)
(2) ، (يوم لا ينفع مال ولا بنون)
(3) ، (يوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون)
(4) ، (يوم يدعون إلى نار جهنم دعا هذه النار التي كنتم بها تكذبون)
(5) ، (يوم يخرجون من الاجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون)
(6) ، (يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون)
(7) .
يا نفس : احذري : (يوم الدين)
(8) ، (وما أدراك ما يوم الدين)
(9) ،
(يوم يقوم الناس لرب العالمين)
(1) ، (يوم التناد يوم تولون مدبرين)
(2) ، (يوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الارض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين)
(3) ، (يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير)
(4) ، (يوم لا مرد له من الله ما لكم من ملجاء يومئذ وما لكم من نكير)
(5) .
يا نفس : احذري : (يوم يفر المرء من أخيه وامه وأبيه وصاحبته وبنيه)
(6) ، (يوم يتذكر الانسان ما سعى وبرزت الجحيم لمن يرى)
(7) ، (يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شئ شهيد)
(8) ، (يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد)
(9) .
يا نفس : احذري : (يوم التلاق)
(1) (يوم يكشف عن ساق)
(2) ، (إلى ربك يومئذ المساق)
(3) ، (يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا)
(4) ، (يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا)
(5) .
يا نفس : احذري نارا شديد كلبها
(6) ، عال لجبها ، ساطع لهبها ، متأجج سعيرها ، متغيظ زفيرها ، بعيد خمودها ، ذاك
(7) وقودها ، متخوف وعيدها ، قعرها بعيد ، وحرها شديد ، وعذابها جديد ، وحليها أصفاد
(8) الحديد
(9) ، وإذا قيل لها : هل
--------------------------------
(1) غافر 40 : 15 .
(2) القلم 68 : 42 .
(3) القيامة 75 : 30 .
(4) النبأ 78 : 38 / 39 .
(5) النبأ 78 : 40 .
(6) في أ : قوله : كلبها أي : مشارتها ، والتكالب : المشارة ، ولجبها أي : صوتها ، وجيش لجب أي : ذي صوت وكثرة ، وبحر لجب : إذا سمع اضطراب موجه ، والاجيج : تلهب النار ، وقوله : متغيظ زفيرها التغيظ : الصوت الذي يهمهم به المغتاظ ، والزفير : صوت من الصدر .
(7) من الذكاء بالفتح الذي هو : شدة وهج النار واشتعالها ، مجمع البحرين 1 : 159 ذكا .
(8) أي : أغلال ، المفردات : 282 صفد .
(9) في ج ، د : وحليها حديد .