والصلاة ولم يلبثوا ، فوجدوا الامن والعافية ، وأماكن السفينة خالية ، فجلسوا في أطهر الاماكن وأوفقها ، وأطيب المواضع وأرفقها .
  يا نفس : ومنهم من وقف ينظر إلى شجرة تلك الجزيرة واثمارها ، ويستمع إلى طيب ترنم أطيارها ، فغفلوا لذلك غفلة قليلة ، أعقبتهم حسرة طويلة ، فلما عادوا إلى المركب لم يجدوا مفرجا ، بل مكانا حرجا ، فقعدوا في أضيق المواطن واظلمها ، وأحرج الاماكن وأشأمها .
  يا نفس : ومنهم من لم يقتنع بالنزهة والتفرج ، وأطال مدة المكث والتبرج ، واشتغلوا بجمع ما في الجزيرة من اللآلي الثمينة ، ولم يلتفتوا إلى مناداة الملاح في السفينة ، فتحيروا إذ ذهبت السفينة في الرجوع ، وغار (1) من الجزيرة الينبوع (2) ، ثم جدت من شروشها ، وخرت على عروشها ، فمنهم من هوى فيها صريعا ، أو مات بها جوعا ، ومنهم من أهلكته السباع ، وأكلته الضباع ، فالقوم المتقدمون هم المؤمنون ، والقوم المتوسطون هم الذين للطاعة والمعصية يخلطون ، والقوم المتأخرون هم المجرمون .

--------------------------------
(1) في ب : وعاد .
(2) أي : العين ، اللسان 8 : 345 نبع .

محاسبة النفس _ 177 _

  يا نفس : ومثل أهل الدنيا كضيف دعي إلى دار فيها فائدة ، وطعام تأنق (1) فيه على مائدة ، وعادة المضيف أن يزين للاضياف داره ، ويدعوا إليها زواره ، ويضع بين أيديهم طبقا من الذهب ، مملوا من الرطب ، ومجمرة من فضة فيها من العود والبخور ، ما يتطيب به اولئك الحضور يا نفس : فالعاقل [ ترينه ] قد تطيب وانطلق ، ولم يطمع في تناول المجمرة والطبق ، والجاهل لعظم الجهالة يتوهم أن المجمرة والطبق قد وهبا له ، فأخذ عند خروجه الطبق والمجمرة فاخذا منه قهرا فما أخسره ، فضاق صدره وأتعب قلبه ، وطلب الاقالة إذ أظهر ذنبه ، وجلله عار ذلك وغشاه ، ودرعه ورداه ، فالدنيا كمثل دار الضيافة ، يتزود منها من يريد قطع المسافة ، ولا يطمع فيما في الدارمن المتاع ، لما وصفناه من عاقبة الا رتجاع .
  يا نفس : مثل من ترك الدنيا وطلقلها ، وأبغضها وفارقها ، كمثل قوم نبا بهم منزل

--------------------------------
(1) أي : تجود ، اللسان 10 : 363 نوق .

محاسبة النفس _ 178 _

  جديب (1) ، فأموا بمنزل (2) خصيب (3) ، فاحتملوا وعثاء (4) الطريق ، وفراق الصديق ، ليأتوا سعة دارهم ، ومنزل قرارهم ، فليس يجدون لشئ من ذلك ألما ، ولا يرون النفقة فيه مغرما ، ولا شئ أحب إليهم مما قربهم إلى منزلهم ، وأدناهم إلى محلهم .
  يا نفس : ومثل من اغتر بها ، وحواها وصحبها ، كمثل قوم كانوا بمنزل خصيب ، فنبا بهم منزل جديب ، فلا شئ أكره إليهم ولا أفظع (5) لديهم إلى ما كانوا فيه ، إلى ما يهجمون (6) عليه ويصيرون إليه .
  يا نفس : لو اعطيت في دنياك دينارا في سهر ليلة ، لملت إلى ذلك ميلة وأية ميلة ، خصوصا إذا كان في مزاح ولغو ، وسماع ولهو ، ولو اعطيت على سهرها لاداء نفل أو فرض ، قصرا من الذهب يوم النشور والعرض ، لكنت عن ذلك نائمة ، وله غير رائمة (7) ، فيا عجباه منك إذ تبتغي قصرا من قصار بدينار ، وتستبدلي

--------------------------------
(1) أي : انقاد بهم منزل جديب لم يوافقهم ولم يجدوا به قرارا ، اللسان 15 : 302 نبا .
(2) في أ ، ج ، د : المنزل .
(3) من الخصب وهو نقيض الجدب ، وهو كثرة العشب ورفاغة العيش ، اللسان 1 : 355 خصب .
(4) أي : شدة ومشقة ، اللسان 2 : 202 وعث .
(5) في أ . د : ولا أقطع .
(6) في د : ما يهجعون .
(7) أي : غير طالبة ، مجمع البحرين 6 : 76 روم . (*)

محاسبة النفس _ 179 _

  الجنة بالنار .
  يا نفس : ولو قيل لك خذي هذا الدنيار ، على عدم إفطار هذا النهار ، لجعلت الصوم أمرا واجبا ، وفرضا لازما ، ولو قيل لك : يفتح لك بصومه أبواب الجنان ، وتغلق عنك أبواب النيران ، لكنت في ذلك غير راغبة ، وله غير طالبة ، فباعجباه منك إذ تبيعي غرفات الجنان الباقية ، بشئ يسير من الذهبات الفانية .
  يا نفس : إنما كرهت الموت لانك عمرت دنياك ، وأخربت اخراك ، فأنت لا تريدين إلى الخراب الرحلة ، وتكرهين من العمران النقلة ، إن قلت : كيف ترى حالي ، عند الله ومالي ؟ قلت : اعرضي نفسك على القرآن الكريم ، في قوله تعالى (إن الابرار لفي نعيم * وإن الفجار لفي جحيم) (1) فإن كنت من الابرار فالجنة مأواك ، وإن كنت من الفجار فالنار مثواك ، فإن قلت : أين حجي وزكاتي ، وصومي وصلاتي ؟ قلت : اعرضيه على الكتاب المبين ، في قوله تعالى : (إنما يتقبل الله من المتقين) (2) ، فإن كنت من المتقين صلحت أحوالك وتقبلت أعمالك ، وإن كنت من العاصين اقمطر نكالك (3) وعظم وبالك ، فإن

--------------------------------
(1) الانفطار 82 : 13 / 14 .
(2) المائدة 5 : 27 .
(3) أي : انتشر ضعفك ، اللسان 5 : 117 قمطر ، المفردات : 506 نكل .

محاسبة النفس _ 180 _

  قلت : فأين شفاعة الرسول ، يوم العرض المهول ؟ قلت : اعرضيه على الكتاب المكنون ، في قوله تعالى : (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون) (1) ، فإن كنت لله طائعة ومن خشيته فازعة شفع فيك أهل الشفاعة ، وإن كنت مزجاة البضاعة في الطاعة فأنت من أهل الاضاعة ، فإن قلت : فأين رحمة الله الواسعة ، ومننه المتتابعة ؟ قلت اعرضيه على الكتاب المبين ، في قوله تعالى : (إن رحمت الله قريب من المحسنين) (2) إن كنت من المحسنين رحمت ، وإن كنت من المسيئين نقمت .
  يا نفس : لست مستعدة للموت إذ أتاك ، ولا أنت مجمعة عن التحول عن هواك ، أترين بعد الموت دارا لك فيها كرة (3) وهل تأمنين الموت أن يأتيك على غمرة (4) .
  واعلمي : ان يومك هذا يوم موجود ، وهو ماض ولا يعود ، والله تعالى سائلك عنه فيما أفنيته ؟ فهل شكرت الله فيه أو حمدته أو قضيت حاجة مؤمن فيه ؟ وهل بظهر الغيب في أهله وولده حفظته أو نفست عنه كربة وأعنته ؟ (5) .
  يا نفس : إن في صحف إبراهيم ، عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام : أن

--------------------------------
(1) الانبياء 21 : 28 .
(2) الاعراف 7 : 56 .
(3) أي : رجعة ، مجمع البحرين 3 : 471 كرر .
(4) قال الخليل في العين 4 : 417 غمر : وغمرة الموت : شدته .
(5) في أ ، ج : وأغنيته .

محاسبة النفس _ 181 _

  للعاقل أربع ساعات : فساعة يخلو فيها للطاعات ، وساعة للفكر في المصنوعات ، وساعة يحاسب فيها نفسه على الزلات ، وساعة يقضي فيها وطره فيما يحل من اللذات ، فطوبى لمن صلحت سريرته ، وحسنت علانيته ، وأنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من مقاله .
  يا نفس : في الحديث : خصلتان تدخلان النعيم ، وتقيان الجحيم ، وهما : احتمال ما يكره إذا أحبه الله ، وترك ما يجب إذا أبغضه الله .
  واعلمي : أن اكثر يوم القيامة حسرة من قتل (1) فائدة خيره ، ورأى حسناته في ميزان غيره ، أدخل الله هذا بماله الجحيم ، وأدخل الله وارثه بماله النعيم .
  يا نفس : لا تعمرين الدنيا فلابد من فراق حملها (2) ، وصانعي وجها واحدا يكفيك الوجوه كلها .
  واعلمي : الويل كل الويل لمن باع نعيما دائم البقاء بكسرة تفنى ، وخرقة تبلى .

--------------------------------
(1) في ج ، د : قرا .
(2) في ج ، د : محلها .

محاسبة النفس _ 182 _

  بيت :

كـفى حـزنا ألا حـياة iiلذيذة      ولا عمل يرضى به الله صالح
  يا نفس : في الحديث : أن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ، فاتقي في الخلوات الماثم ، فإن الشاهد هو الحاكم .
  واعلمي : أن في طلب الدنيا ذل النفوس ، وفي طلب الآخرة عز النفوس ، فيا عجباه لمن يختار المذلة في طلب ما يفنى ، ويترك العز في طلب ما يبقى .
  شعر :
........(1)ii      فمر تجع بموت أو زوال
  يا نفس : ما يضرك إذا رزقت خير الآخرة ما فاتك من الدنيا وأصابك من شدائدها ، وما ينفعك إذا حرمت خير الآخرة ما أصابك من الدنيا وفوائدها .

--------------------------------
(1) في أ ، ب ، وردت كلمات لم نستطع قراءتها .

محاسبة النفس _ 183 _

  بيت :
ما عذر (1) من يعمر أو طانه      وجـسمه  مـستهدم iiيـخرب
يـبكي  على الذاهب من iiماله      وإنـما  يـبقى الـذي iiيذهب
  يا نفس : لا تنظري إلى صغير الخطيئة ولكن انظري إلى من عصيت ، ولا ترثي لمن ظلمت ولكن ارثي لسوء ما جنيت .
واعلمي : أن ما قل وكفى ، خير مما كثر وألهى ، وأن صاحب الدينارين ، أطول حسابا من صاحب الدرهمين ، وأن النوم على المزابل وأكل خبز الشعير ، في طلب الجنة (2) ولذاتها يسير .
  بيت :
خـبز  شعير وماء iiبئر      وثوب قطن مع السلامة
أفضل  من نعمة iiجزيلة      تـكون  عقباها iiالندامة
  يا نفس : عجبا لمن عرف الله كيف يقترف السيئات ، ولمن أيقن بالموت كيف تهنؤه اللذات ، ولمن تحقق البعث والحساب كيف يترك الطاعات !

--------------------------------
(1) في أ : ما عز .
(2) في ج ، د : الفردوس .

محاسبة النفس _ 184 _

  واعلمي : أن تقوى الله زاد لا يفنى ، والعمل الصالح كفن لا يبلى ، فإياك أن يراك الله حيث زجزك ، أو يفقدك حيث أمرك .
  يا نفس : الكيس العاقل (1) من يهدم دنياه فيبني بها اخراه ، والاحمق الجاهل من يهدم اخراه فيبني بها دنياه .
  واعلمي : أنك لا تدركين ما تأملين إلا بالصبر على ما تكرهين ، ولا تبلغين ما تريدين إلا بترك ما تشتهين .
  وإياك والبطنة فإنها ثقل في الحياة ، ونتن في الممات ، فمن لزمها كثرت أسقامه ، وفسدت أحلامه ، لانه إذا امتلات المعدة قلت الافادة ، وقعدت الاعضاء عن العبادة .
  والعجب أنك تعلمين أن البطنة خزانتها الكنيف (2) ، وأن الصدقة خزانتها اللطيف ، وأن الصدقة بالدرهم السخيف ، يحذي الخطوة بالقصر المنيف ، ثم تكوني عند الصدقة راقدة ، وفي ثوابها العظيم زاهدة . يا نفس : في الحديث : إن صلاة الليل من السنة ، ومفتاح الجنة ، بها تقبل الاعمال ، وتنمو الاموال ، وتكون لمصليها مؤنسا في القبر ، وسراجا وظلا فوق رأسه في الموقف ، وتاجا وسترا بينه وبين النار ، وحجة وجوازا على المراط ، ومحجة ونورا

--------------------------------
(1) في ج ، د : الكيس الفطن الحذر .
(2) وهو : الموضع المعد للخلاء ، مجمع البحرين 5 : 116 كنف .

محاسبة النفس _ 185 _

  يسعى أمامه ، وثقلا في ميزانه يوم القيامة ، وهي مطردة للادواء والبليات ، ومرضاة لرب الارضين والسماوات ، وهي المشار إليها بقوله : (إن الحسنات يذهبن السيئات) (1) .
  وفي الحديث عن النبي المختار : ركعتان بالليل أفضل من ألف ركعة بالنهار .
  يا نفس : عليك بالدعاء فإنه مفاتيح الرحمة ، ومجاديح (2) النعمة ، ومقاليد الفلاح ، ومصابيح النجاح ، وخير الدعاء ما صدر عن صدر نقي ، وقلب تقي ، وفي المناجاة ، سبب النجاة ، وفي الاخلاص ، يكون الخلاص ، وإذا اشتد الفزع ، فإلى الله المفزع .
  بيت :
يا من يرى ما في الضمير ويسمع      أنـت الـمعد لـكل مـا يـتوقع
يـا مـن يـرجى لـلشدائد iiكلها      يـا  مـن إليه المشتكى iiوالمفزع
يا  من خزائن ملكه في قول : كن      امـنن فـإن الـخير عندك أجمع


--------------------------------
(1) هود 11 : 114 .
(2) المجاديح : الانواء ، والانواء عند الجاهلية : ثمانية وعشرون نجما معروفة المطالع في أزمنة السنة كلها من الصيف والشتاء والربيع والخريف ، يسقط منها ، في كل ثلاث عشرة ليلة نجم في المغرب مع طلوع الفجر ... وكانت العرب في الجاهلية إذا ستط منها نجم وطلع آخر قالوا : لا بد من أن يكون عند ذلك مطر أو رياح ، اللسان 2 : 421 جدح و 1 : 176 نوأ .

محاسبة النفس _ 186 _

مـا  لـي سوى فقري إليك iiوسيلة      بـالافتقار  إلـيك فقري أدفع (1)ii
مـا  لـي سوى فزعي لبابك حيلة      فـلئن رددت فـأي بـاب iiأقـرع
ومـن الـذي أدعو وأهتف iiباسمه      إن كـان فـضلك عن فقيرك يمنع
حاشا  لمجدك (2) أن يقنط iiعاصيا      الفضل أجزل (3) والمواهب أوسع
  يا نفس : إن تخاذلت عن الاستعانة بمولاك ، وتقاعدت عن الاستقامة في طلب هداك ، يوشك أن ينتهز بك الملعون الفرصة ، فتعلق بك مخاليبه (4) فتكون عليك غصة ، ثم لا تقدرين من حبائله (5) على الخلاص ، وليس لك من مصائده مناص (6) ، ثم بعد ذلك تلحقين ، بالاشقياء والمعذبين .
  فعليك بكثرة الاستغاثة والصراخ ، قبل أن يعلق بك الفخاخ (7) .
  ولا زمي قرع الباب ، عسى أن يرفع لك الحجاب ، وقولي بلسان الخجل والانسكار ، في مناجاة الملك الجبار ، ما كان يقوله سيد العباد ، في بسط الرجاء إلى الملك الجواد : إلهي وعزتك وجلالك ، لو قرنتني بالاصفاد ، ومنعتني سيبك (8) من بين الاشهاد ، ودللت على فضائحي عيون العباد ، وأمرت بي إلى النار ، وحلت بيني

--------------------------------
(1) في ب : أرفع .
(2) في ج : لجودك .
(3) في أ : أجرك .
(4) أي : أظافيره ، العين 4 : 270 خلب .
(5) وهي : مصائده ، مجمع البحرين 5 : 348 حبل .
(6) أي : ملجأ ، المفردات : 509 نوص .
(7) الفخاخ جمع فخ وهو : الة يصاد بها ، مجمع البحرين 2 : 439 فخخ .
(8) أي معروفك وعطاءك ، العين 7 : 313 سيب . (*)

محاسبة النفس _ 187 _

  وبين الابرار .
  ما قطعت رجائي منك ، ولا صرفت تأميلي للعفو عنك .
  ولئن صيرتني للعقوبات مع أعدائك ، وجمعت في النار بيني وبين أهل بلائك ، فبعزتك يا سندي ومولاي اقسم صادقا ، لئن تركتني ناطقا ، لاضجن إليك بين أهلها ضجيج الآملين ، ولا نادينك أين كنت يا ولي المؤمنين ، يا غاية آمال العارفين ، يا غياث المستغيثين ، يا حبيب قلوب الصادقين ، ويا إله العالمين .
  أفتراك سبحانك يا إلهي وبحمدك ، تسمع فيها صوت عبد مسلم سجن ، فيها بمخالفته ، وذان طعم عذابها بمعصيته ، وحبس بين أطباقها بجرمه وجريرته ، وهو يضج إليك ضجيج مؤمل لرحمتك ، ويناديك بلسان أهل توحيدك ومعرفتك ويتوسل إليك بربوبيتك ، وبمحمد وآله صفوتك من بريتك .
  فكيف يا مولاي يبقى في العذاب وهو يرجو ما سلف من حلمك ورأفتك ؟ ! أم كيف تؤلمه النار وهو يأمل عواطف فضلك ورحمتك ؟ ! أم كيف يحرقه لهبها وأنت تسمع صوته وترى شديد نكاله ؟ ! أم كيف يشتمل عليه زفيرها وأنت ترى ضعفه وسوء حاله ؟ ! هيهات ما ذلك الظن بك ، ولا المعروف من فضلك وامتنانك ، ولا مشبة لما عاملت به الموحدين من برك وإحسانك .
  فباليقين أقطع لولا ما حكمت به من تعذيب جاحديك ، وقضيت به من إخلاد معانديك ، لجعلت النار كلها بردا وسلاما ، وما كانت لاحد فيها مقرا ولا مقاما ، لكنك تقدست أسماؤك ، وجل ثناؤك ، أقسمت أن تملاها من الكافرين ، من الجنة والناس أجمعين .

محاسبة النفس _ 188 _

  يا نفس : فكوني بهذه المناقشة والمحاسبة راضية ، ولهذه النصيحة والموعظة واعية ، ولا تنسي ما ذكرت ، ولا تأمني ما حذرت (1) .
  فإن قادك الهوى والصبوة ، وغلبتك (2) عن قبول ذلك القسوة ، فاستعيني على زوال ذلك بدوام التهجد والقيام ، فإن لم يزل فبالمواظبة على الصيام ، فإن لم يزل فبصلة الارحام والتلطف بالايتام ، فإن لم يزل فانظري هل تسمح عينك من الدمع بقطرة ؟ أو هل يأخذك على مصيبتك حزن وحسرة ؟ فإن سمحت عينك بالبكاء ، فقد بقي فيك موضع للرجاء ، فاطلبي من الله التوفيق والاعانة ، وادمني الاستغفار وطول الاستكانة ، لعله أن يرحم ضعفك ، ويجبر معصيتك (3) ، ويعز ذلك ، ويقبل توبتك ، فلا ملجأ إلا إليه ، ولا متكل إلا عليه ، فإنه يفك الاسير ، ويقبل اليسير ، ويعفو عن الكثير ، لا يخيب من أمله ورجاه ، ويجيب المضطر إذا دعاه .
  فاطلبي من الذي عنده مفاتح الغيب ، أن يغفر لك قبائح العيب .
  وليكن مقامك مقام البائس الفقير ، وسؤالك سؤال المسكين الحقير ، وادعيه (4) دعاء الهالك الغريق ، فهو أرأف من كل شفيق ، والمسؤول جواد والمطلوب منه كريم ، ورحمته واسعة وعفوه عظيم ، وهو القائل : (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا

--------------------------------
(1) في ب : ولا تنسي ما ذكرتك ولا تأمني ما حذرتك .
(2) في ج ، د : وغيبتك .
(3) في أ : مصيبتك .
(4) في ج ، د : وادعيتك .

محاسبة النفس _ 189 _

  إنه هو الغفور الرحيم) (1) .
  وبالجملة فلا تيأسي من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ، ولا تأمني مكر الله ولا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون .
  بيت :
أخاف  وأرجو عفوه iiوعقابه      وأعـلم حـقا أنه ملك iiعدل
إن  يك عفو فهو منه تفضل      وإن يك تعذيب فإني له أهل
  يا نفس : لقد بصرت إن أبصرت ، وأسمعت إن سمعت ، وهديت إن اهتديت ، ووعيت إن وعيت ، فاحفظي وصيتي ، وجانبي معصيتي ، وأخذي (2) مثالي ، وافقهي أمثالي ، فيالها مواعظ شافية ، وأمثالا كافية ، لو صادفت قلو با زاكية ، وأسماعا واعية .
  ولنختم هذه المحاسبة بهذه المناجاة ، لتكون إن شاء الله وسيلة إلى ركوب سفينة النجاة ، والفوز بغرفات الجنات ، ورضى رب الارضين والسماوات .
  وهي هذه المناجاة :
إلـهي لـك الـحمد الذي لا iiنهاية      لـه  ويرى كل الاحانين (3) iiباقيا
وشكرا يفوت العد والرمل والحصا      ونـجم  السما والقطر ثم الا iiواديا


--------------------------------
(1) الزمر 39 : 53 .
(2) في أ : واحذري .
(3) في هامش المصباح : الاحانين : جمع حين ، والارادي جمع : البحر ، وقوله : اباحته ، أي هيأت له ، قاله الكفس عفى الله عنه .

محاسبة النفس _ 190 _

عـلى أن رزقـت الـعبد منك iiهداية      أبـاحته  (1) تخليصا من الكفر iiواقيا
فـأنت الـذي أطـعمتني iiوسـقيتني      ولـولاك  كـنت الدهر غرثان iiظاميا
وأنـت  الـذي آمـنت خوفي بحكمة      أيـارجها  (2) تـلقاه لـلنصر iiشافيا
5 وأنـت الـذي اعـزرتني بعد iiذلة      وصـيـرتني  بـعد الاذالـة iiعـاليا
وأنـت الـذي أغـنيتني بـعد iiفاقتي      فـأصبحت  مـن جدوى جدائك ثاريا
وأنـت  الـذي في يوم كربي iiأغثتي      وقـد كنت مكثورا (3) وللنصر iiساليا
وأنـت  الـذي لـما دعوتك iiمخلصا      بـلا  مـرية حـقا أجـبت iiدعـائيا
وأنـت الـذي أولـيتني منك iiعصمة      رأيـت بها طرف المكاره خاسيه (4)ii
10 وفـي أحسن التقويم ربي iiخلقتني      وسيرت  لي في الخافقين (5) iiمساعيا
وكـم لـك يـا رب الانـام مـواهبا      وكـم منن تحكي الرياح السوافيا (6)ii
ومـن بـعد هذا عن صراطك iiسيدي      تـنكبت  إذ ألـفى لامـرك عـاصيا
فـكم زلـة أثـبتها فـي iiصـحائفي      وكـنت بها أعلى (7) المعاصي iiراقيا
وكـم مـأثم حقا تقمصت (8) iiقمصه      وكـم  مـن يـد حسنا جعلت iiمساويا
15 وكم صهوة (9) في منكر امتطيتها      وكـنـت بـميدان الـهوى iiمـتماديا

--------------------------------
(1) في أ : أتاحته .
(2) في هامش المصباح : الايارج : دواء كثير المنافع يستعمله الاطباء ، وهنا استعارة .
(3) في هامش المصباح : المكثور الذي كثر عليه العدو وفقد البصر .
(4) أي : بعيدا وصاغرا ، مجمع البحرين 1 : 121 خسا .
(5) كذا في م ، وفي أ : وصيرت في الخافقين .
(6) أي : الرياح المسرعة التي تسقي التراب وتذروه ، مجمع البحرين 1 : 230 سفا .
(7) في المصباح : أوج ، وفي الهامش : الاوج ضد الهبوط ، وهو من الاصطلاحات ، وأهمله الجوهري .
(8) في هامش المصباح : قوله تقمصت ، أي : استوليت عليه واستبددته ، ومنه قول علي عليه السلام : ولقد تقمصها فلان وفلان ، قاله الكفعمي .
(9) في هامش المصباح : قوله : وكم صهوة : مقعد الفارس ، وا لامتطاء : الركوب .

محاسبة النفس _ 191 _

وكـم  مـن عـهود حنثتها iiمتعمدا      وصرت بها عن قرب عفوك قاصيا
وكـم لـذة من بعدها النار لم أخف      عـواقبها بـل كـنت فـيها مواليا
وكـم مـن هـوى تابعته iiفاضلني      فأصبحت  من أثواب سخطك iiكاسيا
وكـم  واجـب ضيعتة يوم شقوتي      وعـزمي أضحى في المعازف (1)

ماضيا 20 فيا نفس هلا اعتبرت بمن مضى      ودورهــم لـلـموت أمـسـت iiخـواليا
فـهم  بـبطون الارض أضـحوا iiرهـائنا      مـحـاسنهم  فـيـها (2)يـريـن iiبـواليا
كـم اخـترمت (3)أيدي المنون من iiالورى      قـرونـا  فـأمسوا فـي الـقبور iiجـواثيا
وكــم مــن مـليك قـد تـمكن iiمـلكه      سـقاه الـردى كـأسا مـن الـموت ظاميا
فـما مـنعت عغه الصياصي (4) التي بنى      ولا  كــان بـالامـوال لـلـنفس فـاديا
25 ولــم يـغن عـنه جـمعه iiوجـنوده      وأصـبـح  مـنه نـاظر الـعين iiخـاسيا
فــكـم  فــرح مـسـتبشر iiبـوفـاته      وكـم  تـرح أضـحى لـذلك (5) iiبـاكيا
فـيا نـفس جـدي فـي الـبكاء iiوانـدبي      زمـانـا بــه قـد كـان شـرك سـاميا
ويـا نـفس مـاذا تـصنعين بـحق iiمـن      لـه  الـحق فـي يـوم يريد التقاضيا (6)ii
ويـا  نـفس توبي عن هواك iiواقصري      وسحي (7) دموعابل دماء (8)جوريا 30
ويـا  نـفس ولى العمر والشيب قد iiأتى      نـذيرا بـقرب الـموت لا شـك iiناعيا
ويـا نـفس قـومي فـي الـظلام iiبذلة      ورقـة  قـلب يـجعل الـصخر iiجاريا

--------------------------------
(1) في هامش المصباح : قوله : في المعازف ، المعازف : الملاهي ، وعزفت : لهوت .
(2) في أ : منها .
(3) في هامش المصباح : قوله : اخترمت ، أي : استأصلت ، واخترمت الدهور : استأصلت . (4) هي الحصون والقلاع التي يمانعون بها ، مجمع البحرين 4 : 174 صيص .
(5) في أ : أضحى منه كذلك .
(6) كذا في المصباح ، وفي أ : التقاصيا .
(7) أي : سيلي . مجمع البحرين 2 : 370 سحح .
(8) في أ : بالدماء .

محاسبة النفس _ 192 _

  وقولي :
إلـهـي أنــت أكــرم مـن iiعـفى      وأجــدر  مــن يـولـي (1) iiوالـيا
يـا إلـهي إلهي دق عظمي وانمحى (2)      مـن  الـعالم الارضـي ذكـريا iiوشانيا
إلـهـي إلـهي اقـحمتني مـآثمي ii(3)      تـعمدتها تـحكي الـبحور الطواميا (4)ii
35 إلـهي أمـن أهـل الـشقاء iiخلقتني      فـابـدي  أشـجـانا تـطـيل iiبـكائيا
إلـهي  أهـل فـي الـفائزين جـعلتني      فـافـرح  فــي دار الـمقام iiرجـائيا
إلـهي  بـباب الـعفو أصـبحت iiسائلا      ذلـيـلا ارجــي أن تـجيب iiدعـائيا
إلـهي  لـئن اقـعدت عـن سبق iiطائع      فـتـوحيد  ربــي قـد أقـام iiقـواميا
إلـهي لـسان فـي ثـنائك (5) iiمـدأب      فـكيف  يـرى فـي الحشر للنار iiصاليا
40 إلـهي لـئن أخـطات كـل iiطريقة      فـإني  أصـبت الـخوف مـنك iiإلـهيا
إلـهي إذا لـم تـعف إلا عـن iiامـرئ      أطـاع  فـمن لـلذي (6) جـاء iiخاطيا
إلـهـي لـئـن عـذبتني فـبمأ iiثـمي      وإن جـدت لـي فـالفضل ألـقاه iiفاشيا
إلـهـي إذا ذنـبـي أبــاح عـقوبتي      أرانـي  ارتـجائي حـسن صفحك دانيا
إلـهـي فـاجـعلني مـطـيعا أجـرته      وإن لـم يـكن فـارحم لمن جاء iiعاصيا
45 إلهي أمرت الضيف يقري (7) ضيفه      فـكن لـي بـعفو مـنك يـا رب iiقاريا
نـزلت  بـباب الـعفو أرجـو iiإجـارة      فـعرب  الـفلا نـاوى الـنزيل iiالامانيا
وحــا  شـاك يـا رب الـبرية كـلها      تــرد  عـبـيدا مـسـتجيرا iiمـواليا

--------------------------------
(1) وهو : السائل والطالب ، مجمع البحرين 1 : 82 جدا .
(2) في أ : وانتحى .
(3) في المصباح : مآثم .
(4) قال ابن منظور في اللسان 12 : 370 طمم : طم الماء يطم طما وطموما : علا وغمر .
(5) في أ : ثناياك .
(6) في أ : فمن ذا الذي .
(7) أي : يضيف ويحسن إليه ، مجمع البحرين 1 : 340 قرا .

محاسبة النفس _ 193 _

وحـاشاك  فـي يوم القيامة أن iiارى      وحـظي  مـن نـبل المراحم iiخاليا
وحـاشاك فـي يوم التغابن أن iiيرى      بي  الغبن أو أضحى من العفو عاريا
50 وإن يـقيني فـيك إنـك iiمنقذي      مـن الـنار في يوم تشيب iiالنواصيا
وكـيف  أذوق النار يا خالق iiالورى      وذلـي قـد أمـسى بـعزك iiلاجـيا
وكـيف  أذوق الـنار يا رافع iiالسما      وطـرفي قد أضحى ببابك باكيا (1)ii
سـليل الـجباعي جـاء نحوك iiتائبا      ذليلا يرى في حندس الليل (2) داعيا
سـليل الـجباعي يـشتكي من iiجائم      صغائرها تحكي الجبال الرواسيا (3)ii
55 يـبـلى الـلـكام (4) iiبـحملها      لــذل وأضـحى بـالثبور مـناديا
بـعثت  الامـاني نحو جودك iiسيدي      فـرد الامـاني الـعاطلات iiحـواليا
وأرسـلت آمـالي خـماصا iiعواريا      بـحقك  فـارجعها بـطانا iiكـواسيا
أقـلني أجـرني أجـزني يا iiمؤملي      مـكارمك الـعظمى فقد جئت iiراجيا
وصـل  عـلى خير (5) النبي iiوآله      وعـترته مـا أصبح الدهر باقيا ii60


--------------------------------
(1) في أ : باقيا .
(2) أي : في شدة ظلام الليل ، مجمع البحرين 4 : 61 حندس .
(3) أي : الجبال الثابتة ، مجمع البحرين 1 : 153 رسا .
(4) في هامش المصباح : جبل اللكام هو : جبل الفرح الذي بين مكة والمدينة يمضي إلى الشام حتى يتصل بلبنان ثم يتصل بجبال أنطاكية ويسمى هناك اللكام ، قاله القزويني في عجائبه .
(5) في المصباح : على المولى .

محاسبة النفس _ 195 _

الفهارس :
  (1) فهرس الآيات القرآنية .
  (2) فهرس الاحاديث .
  (3) فهرس الكلمات اللغوية المشروحة .
  (4) فهرس الابيات الشعرية .
  (5) فهرس الامثال والحكم .
  (6) فهرس الاعلام .
  (7) فهرس مصادر المقدمة والكتاب .
  (8) الفهرس العام .

محاسبة النفس _ 197 _

   فهرس الآيات القرآنية الآية الرقم الصفحة يوما لا تجري نفس عن نفس ... 2 / 122 48 يوم تجد كل نفس ما علمت ... 3 / 35 30 انما يتقبل الله من المتقين 5 / 179 27 يوم يأتي بعض آيات ربك ... 6 / 122 158 ان رحمت الله قريب من المحسنين 7 / 180 56 يوم يحمى عليها في نار جهنم ... 9 / 88 35 ان الحسنات يذهبن السيئات 11 / 185 114 يوم لا بيع فيه ولا خلال 14 / 122 31 يوم تأتي كل نفس تجادل ... 16 / 123 111 يوم ندعو كل اناس بإمامهم ... 17 / 121 71 يوم نسير الجبال 18 / 122 47 ولا يشفعون إلا من ارتضى 21 / 180 28 يوم ترونها تذهل كل مرضعة ... 122 / 114 2 يوم يرون الملائكة لا بشرى 25 / 121 22 يوم تشقق السماء بالغمام ... 25 / 121 25

محاسبة النفس _ 198 _

  يوم يعض الظالم على يديه ... 25 / 122 27 يوم لا ينفع مال ولا بنون 26 / 123 88 يوم ينفخ في الصور ... 27 / 124 87 يوم تقلب وجوههم في النار ... 33 / 122 66 يوم الفصل 37 / 122 21 أليس الله بكاف عبده 39 / 118 36 يا عبادي الذين اسرفوا على أنفسهم . . . 39 / 188 53 - 189 وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم 39 / 112 61 يوم التلاق 40 / 125 15 يوم الآزفة 40 / 122 18 يوم التناد يوم تولون ... 40 / 32 / 124 33 يوم يحشر أعداء الله إلى النار ... 41 / 113 19 يوم الجمع لا ريب فيه ... 42 / 124 7 يوم لا مرد له من الله ... 42 / 124 47 يوم الفصل 44 / 122 40 يوم تقوم الساعة 45 / 123 27 انهار من ماء غير آسن ... 47 / 129 15 وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين 51 / 36 55 يوم تمور السماء مورا ... 52 / 9 / 121 10 يوم يدعون إلى جهنم ... 52 / 13 / 123 14 ليس للانسان إلا ما سعى 53 / 39 / 163 40 يوم يقول المنافقون ... 57 / 121 13 يوم يبعثهم الله جميعا ... 58 / 124 16 يوم يكشف عن ساق 68 / 125 42 يوم يخرجون من الاجداث ... 70 / 43 / 123 44 يوم ترجف الارض والجبال ... 73 / 121 14 يوما يجعل الولدان شيبا ... 73 / 17 / 121 18 إلى ربك يومئذ المساق 80 / 34 / 124 36

محاسبة النفس _ 199 _

  يوما عبوسا قمطريرا 76 / 121 10 وما ادراك ما يوم الفصل 77 / 122 14 يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم ... 77 / 123 35 يوم الفصل 77 / 122 38 يوم الفصل 78 / 122 17 يوم يكشف عن ساق 68 / 125 42 يوم يخرجون من الاجداث ... 70 / 43 / 123 44 يوم ترجف الارض والجبال ... 73 / 121 14 يوما يجعل الولدان شيبا ... 73 / 17 / 121 18 إلى ربك يومئذ المساق 80 / 34 / 124 36 .
  يوما عبوسا قمطريرا 76 / 121 10 وما ادراك ما يوم الفصل 77 / 122 14 يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم ... 77 / 123 35 يوم الفصل 77 / 122 38 يوم الفصل 78 / 122 17 يوم يقوم الروح والملائكة ... 78 / 38 / 125 40 يوم ترجف الراجفة تتبعها ... 79 / 6 / 122 7 يوم يتذكر الانسان ما سعى 79 / 35 / 124 636 يوم يفر المرء من أخيه ... 80 / 34 / 124 36 لكل امرئ منهم يومئذ شأن ... 80 / 119 37 ان الابرار لفي نعيم ... 82 / 13 / 179 14 يوم الدين 82 / 123 15 وما ادراك ما يوم الدين 82 / 123 17 يوم يقوم الناس لرب العالمين 83 / 124 6 فمن يعمل مثقال ذرة خيرا ... 99 / 7 / 36 8 الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون 107 / 6 / 88 7