امتلات ؟ وتقول : هل من مزيد (1) .
  يا نفس : انظري أولا في ذنو بك الظاهرة ، قبل حلول الساهرة (2) ، ثم انظري في الموت وسكرته ، والقبر ومسألته ، ثم انظري بعد هذه الثلاث ، إلى عذاب الاجداث ، ثم انظري رابعا في أهوال النداء يوم النشور ، عند نفخة الصور ، وكيف يساق الخلق من القبور ، إلى موقف الساهرة حفاة ، وإلى أرض المحشر عراة ؟ ! يسوقهم الله بالنفخة الاولى وهي الراجفة ، ثم يتبعها بعد أربعين سنة بالنفخة الثانية وهي الرادفة .
  يا نفس : ثم انظري خامسا في جميع (3) ، الخلائق على صعيد ، وأهوال اليوم الشديد (4) ، وعدة تلك الامور (5) العظام ، على ما ورد عن النبي عليه السلام : خسون هولا بخمسين ألف عام ، ثم انظري سادسا في المناقشة في الحساب في القليل والكثير ، والاستقصاء (6) والمضايقة في النقير والقطمير (7) .

--------------------------------
(1) إشارة إلى قوله تعالى (يوم نقول لجهنم هل امتلات وتقول هل من مزيد) سورة ق 50 : 30 .
(2) وهي أرض القيامة ، المفرادت 245 سهر .
(3) في ج ، د : في جمع .
(4) في ج ، د : وهول ذلك اليوم الشديد .
(5) في أ : الاهوال .
(6) في أ : والاستفصاء .
(7) النقير : النقرة التي في ظهر النواة ، والقطمير : الجلدة الرقيقة على ظهر النواة ، مجمع البحرين 3 .

محاسبة النفس _ 127 _

  يا نفس : ثم انظري سابعا في جهنم (1) وأهوالها ، وسلاسلها وأغلالها ، وسمومها ونكالها ، وزقومها ووبالها ، وإلى شررها التي ترمي بها كالجبال ، وإلى عقاربها الفاغرة (2) أفواهها وهي كالبغال ، وإلى حياتها الصالفة بأنيابها وهي كالنخل الطوال ، وإلى زبانيتها (3) العظام ، الذي ما بين منكبي أحدهم مسير عام ، كيف وقد زمت (4) بسبعين ألف زمام ، وردمت (5) بالغضب والانتقام ، معذبها مقيم ، وهينها أليم ، يأكل بعضها بعض ، ويصول بعضها على بعض ، تذر العظام رميما ، وتسقي أهلها حميما (6) ، لا ترحم من استعطفها وتضرع لديها ، ولا يقدر على التخفيف عمن خشع لها واستسلم إليها .
  يا نفس : إن الله يحشر المتكبرين والمتجبرين كالذر في صورهم وألوانهم ، يطؤهم 500 نقر ، و 462 قطمر

--------------------------------
(1) في ج ، د : ثم صوري في نفسك جهنم .
(2) أي : الفاتحة ، مجمع البحرين 3 : 441 فغر .
(3) الزبانية : قسم من الملائكة غلاظ شداد ، وسمو بذلك لدفعهم أهل النار إليها ، اللسان 13 : 194 زبن ، وفي ب : زبانيها .
(4) أي : شدت ، مجمع البحرين 6 : 80 زمم .
(5) أي : سدت ، مجمع البحرين 6 : 72 ردم ، وفي ج ، د : مردومة .
(6) في أ : جحيما .

محاسبة النفس _ 128 _

  أهل الموقف يوم القيامة لهوانهم ، فيا خجل المقصرين من التوبيخ في محل القيامة ، ويا حسرة اهل التفريط من زلات يوم الطامة ، ويا سوء منقلب الظالمين عند حلول الندامة ، ويا حسرة الهالكين إذا عاينوا أهل السلامة ، ويا هوان المتكبرين إذا حرموا من دار الكرامة .
  يا نفس : يومئذ تبرز المخبئات ، وتبدوا المكتومات (1) ، وتظهر الفضائح ، وتكثر الجوائح (2) ، وتشهد الجوارح ، وتبعثر الضرائح ، وتعدد القبائح ، وقيد الجبابرة بخطم الارغام (3) ، وجثى (4) الظالمون بين يدي حاكم الحكام ، وعرف المجرمون بسيماهم فاخذوا بالنواصي والاقدام ، وقضي بدار البوار لمن حرم دار السلام .
  يا نفس : فإذا عرفت في هذا المقام ، بعض شدائد أهوال يوم القيام ، فانظري إلى الجنة كيف زخرفها الله بالنعيم وملاها بالانعام ، وشوق إليها الاتقياء والاخيار من الانام ، وجعلها ثمانية أقسام : جنة عدن وجنة نعيمم وجنة الخلد وجنة المأوى وجنة الفردوس ودار الجلال ودار الكمال ودار السلام ، لبنة من ذهب ولبنة من

--------------------------------
(1) في ب : المكنونات .
(2) في أ : قوله الجوائح أي : الشدائد ، والجائحة الشدة ، والجوح : الاستيصال ، وأجاحه : أهلكه بالجائحة ، وفي د : الصوائح .
(3) الخطم : الانف ، والرغام : التراب ، اللسان 12 : 186 خطم ، و 247 رغم .
(4) في ج : وجث .

محاسبة النفس _ 129 _

  فضة حصاؤها (1) اللؤللؤ والمرجان وترابها الزعفران تضع عليها الاقدام .
  يا نفس : وفيها كما ذكر ذو الجلال في سورة القتال : (أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات) (2) ، مطهرة من الدنس والآثام ، أهلها في أكناف القصور كأمثال البدور بيض الوجوه سود العيون نواعم الاجسام ، حسنهم على قدر أعمالمم فمنهم كالكوكب الدري الغاير في الافق ومنهم كالبدر في ليالي التمام ، تشرق وجوههم وتضئ أعمالهم ويذهب عنهم الهم ويذهب عنهم السقام ، في نعيم وسرور وجنة وحرير وغبطة وحبور ومساكن وقصور وقباب وخيام .
  يا نفس : وعلى كل واحد منهم سبعون حلة من سندس واستبرق منسجلة (3) الذيول مطرزة الاعلام ، وكلما غردت فون الغصون حمامات الاوكار وجرت تحت القصور أمواه الانهار هبت النسيم نفحت الاشجار تلالات الزهور تفتحت الاكمام ، وكلما تعبت مصاريع القصور تغنت الولدان والحور تراقصت البلابل

--------------------------------
(1) في أ : حصياتها .
(2) سورة القتال / محمد صلى الله عليه وآله وسلم / 47 : 15 .
(3) أي : مسترخية ، اللسان 11 : 325 سجل .

محاسبة النفس _ 130 _

  وتجاوبت الطيور بأحسن نغام وأمتن (1) نظام ، يأكلون ويشربون ويتنعمون لا يفنى شرخ شبابهم (2) ولا يبلى صافي ثيابهم ولا يترنق (3) صافي شرابهم على طول الدهور وممر الايام .
  يا نفس : فوا عجبا لطالب هذا الخير العميم ، والرزق الجم (4) العظيم ، والمغفرة والاجر الكريم ، كيف يطيب له رقاد ويلذ له منام ؟ ! أو كيف ينام قرير العين من طالبه لا ينام ؟ ! أو كيف يطمع بالبقاء من ينقص عمره على ممر الساعات والايام والشهور والاعوام ؟ صدق عليه السلام : الناس نيام .
  شعر :

يا  أيها الرقد كم ذا المنام (5)ii      عـلام ذا الـغفلة جهلا iiعلام
عـلام تفني العمر لا iiترعوي      سكرت يا هذا بغير المدام (6)
فـي طـمع الـدنيا iiولـذاتها      وجـمع مـا تتركه من iiحطام
حـل  بك الشيب أما iiتستحي      ما  آن إقلاعك عن ذي iiالمرام
تـماري  الـشبان في iiجهلهم      ذو  شـيبة يـفعل فعل الغلام

--------------------------------
(1) في أ : وأبين .
(2) أي : أول شبابهم ، اللسان 3 : 29 شرخ .
(3) أي : لا يكدر ، مجمع البحرين 5 : 13 رشق .
(4) في أ : الجسيم .
(5) في أ : القيام .
(6) في أ : المرام .

محاسبة النفس _ 131 _

كـأن بـالصحة قـد iiحولت      والبس  المسكين ثوب iiالسقام
فـارقـت  الـقوة iiأركـانها      عن  كل ما يعهد حتى iiالطعام
طـاف  بـه الاهل ولا حيلة      حتى سقاه الموت كأس الحمام
فـيا  هـنيئا لامـرئ iiقدمت      يـداه خـيرا بـعده لا iiيضام
ويا  حيا المذنب من زلة (1)ii      مـوبقة ترديه (2) بين iiالانام
  يا نفس : فدراك دراك ، قبل حلول الهلاك ، قبل هجوم ما لا يدفع ، وذهاب ما لا يرجع ، والاعتذار بما لا يسمع ، وشخوص الابصار في المحاجر (3) ، وبلوغ القلوب الحناجر .
  وانظري إلى منظر تنصدع منه المرائر ، وتعلن فيه السرائر ، وتكشف فيه الصغائر والكبائر ، فلا مشمر (4) يومئذ إلا ظافر ، ولا مقصر إلا خاسر .
  يا نفس : ما أقبح التقصير بعد التحذير ، وما أحسن التشمير بعد التبذير ، وما أعظم المصيبة على من فقد قلبا واعيا ، وما أسرع العقوبة على من عدم طرفا

--------------------------------
(1) في أ ، ب : ذلة ، والانسب ما أثبتناه ، وهو من ج ، د .
(2) في ج ، د : تفضحه .
(3) جمع محجر بالكسر وهو : ما دار بالعين من جميع الجوانب وبدا من البرقع ، مجمع البحرين 3 : 260 حجر .
(4) أي : متهيأ ، اللسان 4 : 427 شمر .

محاسبة النفس _ 132 _

  باكيا .
  شعر :
كنت  في سفرة الغواية iiوالجهل      دوامـا فـحان (1)مـنك iiقدوم
بـعد خـمس وأربـعين لقد iiما      طـلت  لـولا أن الغريم iiكريم
فعسى أن رجعت عن كل حوب      يـمح بـهذا الحديث ذاك القديم
  يا نفس : إنك عن قريب في البرزخ منبوذة ، وبكبائر ذنو بك وصغائرها مأخوذة ، فكيف بك إذا بلغ كتابك المسطور الاجل ؟ ! وحرر حسابك المحصور وحصل ؟ وقضي قضاؤك المقدرر ونزل ؟ وخاب رجاؤك المغرور وبطل ؟
  شعر :
فـيـا  هـنيئا لـخير iiكـسبت      يـداه خـيرا وجـد فـي iiأجره
وقـد  تـردى بـحكمة iiوتـقى      سـيان  فـي عسره وفى iiيسره
ودأبـه الـصوم والـصلاة iiمعا      في يومه والهجود (2) في سحره
ويــا تـبابا لـكادح iiكـدحت      يـداه شـرا وقد جد في iiضرره
مـشتمل بـالضلال كـم iiبـدع      أبـدع فـي بـدوه وفي iiحضره
مـباغي الـبغي يـبتغي iiأثـرا      وخـده  لا يـزال فـي iiصغره

--------------------------------
(1) في ج ، د : فحار .
(2) من التهجد ، قال تعالى : (ومن الليل فتهجد به) 17 : 79 أي : تيقظ بالقرآن .

محاسبة النفس _ 133 _

فذاك قصراه في قيامته = بقصره مرتق على سرره وان هذا بيوم مبعثه = مسعر الجسم ظل في سعره   يا نفس : ألا تنظرين إلى الذين عمروا الدنيا زمانا ، وجعلوها أوطانا ، واتخذوا منها أموالا وأعوانا ، فاخرجوا منها وحدانا ، وزودوا من متاعها اكفانا ، ولم يجدوا من خوفها أمانا .
جرت الرياح على محل ديارهم      فـكأنهم كـانوا عـلى iiمـيعاد
  أقاموا (1) في بطون الارض بعد ظهورها ، وسكنوا في قبورها بعد قصورها ، فهم في مضاجع الهلكات راقدون ، وفي بلاقع (2) الفلوات خامدون .
  يا نفس : فلو كشفت عنهم أغطية الاجداث ، بعد يومين أو ثلاث ، لرأيت الاحداق (3) على الخدود سائلة ، والديدان في الاجساد جائلة ، والالوان من ضيق اللحود حائلة ، ينكرها من كان لها عارفا ، وينفر عنها من لم يزل بها آلفا ، قد

--------------------------------
(1) في ج ، د : قاموا .
(2) جمع بلقع وهو : الارض القفر التي لا شئ بها ، اللسان 8 : 21 بلقع .
(3) قال الطريحي في المجمع 5 : 144 حدق : وفي الحديث حدقة العين وهي : سوادها .

محاسبة النفس _ 134 _

  رقدرا في مقابرهم فيها داخرون ، وخمدوا في مصائر يفضي إليها الاولون والآخرون ، فسمعا يا بني الاموات لداعي آبائكم سمعا ، وقطعا لبقاء رجائكم في الدنيا قطعا ، اسوة بمن كان من قبلكم من القرون من هو أشد منكم قوة وأكثر جمعا .
  يا نفس : إن قوارع (1) ، الايام خاطبة فهل اذن لعظاتها واعية ؟ وإن فجائع الزبايا صائتة فهل نفس إلى التنزه عنها داعية ؟ وإن طوامع الآمال كاذبة فهل قدم إلى التجنب عنها ساعية ؟ فكيف تغفلين عن الاستقامة ولابد من إدراكك ؟ ! وكيف تغترين بالسلامة ولا ريب في هلاكك ؟ ! فيا عجباه لمن تخرب الايام عمره وهو يعمر دارا ، ويا رحمتاه لمن يوقن بحلول الموت به وهو يلذ قرارا .
  شعر :
ومـا  الدنيا بباقية iiلحي      ولا حي على الدنيا بباق
  يا نفس : استيقظي من غفلتك ، وانتبهي من رقدتك ، قبل أن يقال فلان عليل ، ومدنف (2) ، بخيل (3) ، فهل على الدواء من دليل ؟ أم هل إلى طبيب من سيبل ؟ ثم

--------------------------------
(1) أي : دواهي ، مجمع البحرين 4 : 376 قرع .
(2) المدنف : المثقل في المرض ، مجمع البحرين 5 : 59 دنف .
(3) في ج ، د : ثقيل .

محاسبة النفس _ 135 _

  عرق جبينك ، وتتابع حنينك (1) ، وأطبقت جفونك ، وصدقت ظنونك ، وتلجلج لسانك ، وبكى إخوانك ، ثم حل بك أمر القضاء ، ونزعمت نفسك من الاعضاء ، ثم غسلت وكفنت ، ثم بعد ذلك دفنت ، وبقيت مرتهنة بأعمالك ، وانصرف وراثك (2) إلى مالك ، ، وانصرفت إما إلى رضوان أو إلى مالك .
  يا نفس : فهلمي إلى محاسبة نفسك قبل مواثبة رمسك ، وتدارك يومك وأمسك قبل شهادة حواسك وفض طرسك ، وكوني من الله على وجل ، ولا تغتري بالامل ونسيان الاجل ، وأن تخرجي بغير زاد ، وتقدمي على غير مهاد ، فتعظم ندامتك يوم قيامتك ، وتكثر حسرتك يوم كرتك ، وتغصي في ذلك المقام المهول بريقك ، وتصبحي شماتة عدوك ورحمة صديقك .
  يا نفس : قد خفقت فوق رأسك أجنحة الموت ، ورمقتك عن قريب أعين الفوت ، فاهملي عبراتك إذا ذكرت عثراتك ، وكيف يفرح بصحبة الدنيا صدرك ؟ وكيف يلتئم في غمراتها أمرك ، وقد دعاك باقتراب الاجل قبرك ؟ فهلا تنظرين إلى الذين مضوا نظرة ، أما لك بهم عبرة ، كيف أصبح جمعهم بورا ، وأملهم غرورا ، وخلفوا فرادى في أضيق المضاجع ، وصرعتهم المنايا في أعجب المصارع ،

--------------------------------
(1) في أ ، ج ، د : أنينك .
(2) في ج ، د : أهلك .

محاسبة النفس _ 136 _

  وذهبت الشهوات ، وبقيت التبعات ؟ ! .
تفنى اللذاذة ممن نال iiصفوتها      من الحرام ويبقى الاثم iiوالعار
تبقى  عواقب سوء في iiمعقبها      لا خير في لذة من بعدها النار
  يا نفس : حتام إلى الحياة سكونك ، وإلى الدنيا وعمارتها ركونك ، أما اعتبرت بمن مضى من اسلافك ، ومن وارته الارض من الافك ، ومن فجعت به من إخوانك ، ونقل (1) إلى دار البلى من أقرابائك (2).
  شعر :
فهم في بطون الارض بعد ظهورها      مـحـاسنهم فـيها بـوال iiدواثـر
خلت دورهم منهم وأقوت iiعراصهم      وسـاقتهم نـحو الـمنايا iiالـمقادر
وخـلوا عـن الدنيا وما جمعوا iiلها      وضـمتهم  تـحت التراب iiالحفائر
وحـلوا بـدار لا تـزاور iiبـينهم      وأنـي لـسكان الـقبور iiالـتزاور

--------------------------------
(1) في أ : ونقلت .
(2) في ج ، د : من أقرائك .

محاسبة النفس _ 137 _

  يا نفس : فكيف أمنت هذه الحالة ، وأنت صائرة إليها لا محالة ؟ ! أم كيف تتهنئين بحياتك ، وهي مطيتك إلى مماتك ؟ ! أم كيف تسيغي طعامك وأنت تنظري حمامك ؟ ! وهل يحرص على الدنيا لبيب ، أو يسر بلذتها أريب ، وهو على ثقة في فنائها ، وغير طامع في بقائها ؟ ! أم كيف تنام عين من يخشى البيات (1) ، أو تسكن نفس من يتوقع الممات ؟ !
ومن يصحب الدنيا يكن مثل مستق      مـن الـماء من بئر عميق iiبمنخل
فـطلقهما يـمن الـفازة دائما (2)ii      وتـنجو بـعون الله من كل موجل
  يا نفس : ضعي فخرك ، واحططي كبرك ، واذكري قبرك ، ولا تقولي : غرتني الدنيا وقد أرتك مضاجع آبائك من الثرى ، ومصارع (3) امهاتك من البلى ، كم مرضت بكفيك ، وكم عالجت بيديك ؟ ! تبتغي لهم الشفاء ، وتستوصفي لهم الاطباء ، مثلت لك بهم الدنيا مضجعك ، وبمصرعهم مصرعك .

--------------------------------
(1) البيات : الاخذ بالمعاصي ، مجمع البحرين 2 : 194 بيت .
(2) كذا في ب ، ولم يرد البيت بأكمله في أ .
(3) في ج ، د : ومنازل .

محاسبة النفس _ 138 _

  يا نفس : إن الجنازة عبرة للبصير ، وفيها تنبية وتذكير (1) ، وأهل الغفلة لا تزيدهم مشاهدتها إلا قسوة ، ولا توليهم مباشرتها إلا صبوة ، ومنهم من يضمر التوبة ، وترك الحوبة ، فيغشى من الجزع عليه ، وقد خضبت الدموع خديه .
  شعر :
عـجبت  لمن يبكي على فقد غيره      دموعا ولا يبكي على فقد نفسه (2)
ولـو كان له عقل لبكى على iiنفسه      ومـا  فـرط فـي يـومه iiوأمسه
  شعر :
ويبكي على الموتى ويترك نفسه      ويـزعم أن قد قل عنهم iiعزاؤه
فـلو كان ذا رأي وعقل iiوفطنة      لـكان  عـليه لا عـليهم iiبكاؤه
  يا نفس : ثم بعد أن يسير ، تنسي ذلك الامر الخطير ، فتحيي شهوات السيئات ، وتميتي قربات الحسنات ، ولقد أحسن ورام (3) قدس الله سره في هذه الابيات .

--------------------------------
(1) في أ : إن الجنازة عبرة ، وفيها تنبيه وتذكرة .
(2) في أ ، ب : ولا يبكي على فقده دما ، وما أثبتناه من ج ، د ، وهو الانسب، لموافقته للقافية .
(3) قال الشيخ منتجب الدين في الفهرست 195 : الامير الزاهد أبو الحسين ورام بن أبي فراس بحلة ، من أولاد مالك بن الحارث الاشتر النخعي صاحب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام .

محاسبة النفس _ 139 _

  بيت :
مـذ رأيـنا القبور تبنى iiفتبنا      قـدر  مـا غيب الدفن iiوغبنا
كـم دفـنا أخـا عزيزا iiوابنا      وشـرجنا عـليه طـينا ولبنا
لـو رجعنا عما زجرنا iiاجرنا      وتـركنا مـا اغتصبنا iiأصبنا
وقـبـيي  ذكــر الـغواني      بعد ما قد مضى الشباب وشبنا
  يا نفس : من أكثر من ذكر قبره وعمل له وجده روضة من رياض النعيم ، ومن غفل ذلك وجده حفرة من حفر الجحيم ، وفي الحديث : إن أزهد الناس من لم ينس القبر والبلى ، وترك فضل زينة الدنيا ، وآثر ما يبقى على ما يفنى ، ولم يعد من أيامه غدا .
  يا نفس : تعجب الارض لرجل (1) يمهد مضجعه للمنام ، ولا يمهده بالعمل الصالح لطول يوم القيام .
  عالم فقيه صالح ، شاهدته بحلة ووافق الخبر الخبر . قرأ على شيخنا الامام سديد الدين محمود الحمصي رحمه الله بحلة وراعا .

--------------------------------
(1) في أ : من رجل .

محاسبة النفس _ 140 _

  شعر :
سـتندم عـند الـموت كـل ندامة      إذا ضـم أعضاك الثرى iiالمتضايق
وصرت طريحا في ضريحك مفردا      ويـهجرك الجار القريب iiالملاصق
فـذنـبك إن أبـضـغته iiفـمعانق      ومـا  لـك إن أحـببته iiفـمفارق
وإنـك مـأخوذ بـما قـد iiجـنيته      وإنـك مـطلوب بـما أنت iiسارق
  يا نفس : ما من أحد من العباد ، إلا ويناديه قبره : أنا بيت الوحدة والانفراد ، فإن كنت ذا ثواب كنت عليك اليوم رحمة ، وإن كنت ذا عقاب فأنا عليك اليوم نقمة ، أنا الذي من دخلني طائعا خرج مسرورا ، ومن دخلني عاصيا خرج مثبورا (1) ، ثم يناديه الموتى من حيرانه : أيها الوارد علينا بعد موت إخوانه (2) أما كان لك فينا عبرة ، أما كان لك في تقدمنا إياك فكرة .
  يا نفس : فالسعيد من اعتبر بأمسه واستظهر لنفسه (3) ، والشقي من جمع لغيره وبخل على نفسه بميره (4) .

--------------------------------
(1) أي : مهلكا وملعونا ، مجمع البحرين 3 : 235 ثبر .
(2) في ج ، د : أخدانه .
(3) في أ : بنفسه .
(4) قال ابن منظور في اللسان 5 : 188 مير : الميرة : الطمام يمتاره الانسان .

محاسبة النفس _ 141 _

  شعر :
أيا جامع المال من جله (1)      يـبيت  ويـصبح في iiظله
سـيؤخذ منك غدا (2) iiكله      وتـسئل مـن بعد عن iiكله
  وارثك يأكله هنيئا ، طيبا مريئا ، يأكله حلالا ، وهو كان عليك وبالا ، خضت في جمعه لجج البحار ، ومفاوز (3) القفار ، ثم لم تؤدي منه الزكاة ، ولم تنفقيه في القربات ، فكم من باطل جمعتيه ، ومن حق منعتيه ؟ ! وإن من أعظم الحسرات ، وأكبر البليات ، مال لا ينتفع به صاحبه في حياته ، وضره بعد وفاته ، قد جمع فأوعى ، وشد فأدلى ، يرى ثواب ماله في ميزان سواه ، ووزره يحمله على قفاه ، فيالها من حسرة لا تقال ، ورحمة لا تنال .
  شعر :
يـلج  ابـن آدم في iiرزقه      كأن رحى الموت لا تطحنه
فكم  من حريص على iiماله      لاعـدائه عـد وله iiيخزنه
  فمن يزرع خيرا يحصد السلامة ، ومن يزرع شرا يحصد الندامة .
  شعر :
وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد      ذخـرا  يكون كصالح iiالاعمال

--------------------------------
(1) في ب : من حيلة .
(2) في أ : غدا منك .
(3) أي : مهالك ، مجمع البحرين 4 : 30 فوز .

محاسبة النفس _ 142 _

  يا نفس : ما شر بشر بعده النعيم ، وما خير بخير بعده الجحيم ، فكل نعيم دون الجنة حقير ، وكل بلاء دون النار يسير .
  واعلمي : أن الغنى قلة تمنيك ، والرضى بما يكفيك ، ومن أطال الامل أساء العمل ، ومن أكثر الرقاد عدم المراد ، وتخليص النية من الفساد ، أشد على العاملين من طول الاجتهاد .
  يا نفس : ومن العجب أنك ، تخافين اللص على مالك ، فتسظهرين في حفظ ذلك بإغلاق الباب (1) ، وإقامة الحجاب ، ورفع الحيطان ، وترصيص البنيان ، ثم تنسين الموت الذي يدرك بلا طلب (2) ، ويعلق بلا سبب ، لا يمنعه مانع ، ولا يدفعه دافع ، فانظري إلى الموت هل فاتته نفس في مطمح النسر أو مسبح النون (3) .
  يا نفس : أنظري إلى محاسن ما قيل ، وذكر في الكنز المذكور في التنزيل : عجبا

--------------------------------
(1) في ب : الالواب .
(2) في ب : بلا طالب .
(3) جملة : فانظري إلى الموت هل فاتته نفس في مطمح النسر أو مسبح النون ، غير واضحة القراءة في أ وب ، فاثبتنا ما استظهرناه ، والله العالم .

محاسبة النفس _ 143 _

  لمن أيقن بالقبر (1) كيف يحزن أو يغضب ؟ ! وعجبا لمن يؤمن بالحساب كيف يغفل أو يلعب ؟ ! وعجبا لمن أيقن بالموت كيف يفرح ؟ ! وعجبا لمن أيقن بالرزق كيف يترح ؟ ! (2) وعجبا لمن رأى الدنيا وتقلبها ، يكف يطمئن إليها ويصحبها ؟ !
  شعر (3) :
إذ المرء كانت له فكرة      ففي  كل شئ له iiعبرة
  والتفكر في خلق الله وأمره عبادة جليلة ، ففي الحديث : فكر ساعة خير من قيام ليلة ، فمن لم يكن كلامه ذكرا فهو لغو ، ومن لم يكن نظره اعتبارا فهو لهو ، ومن لم يكن سكوته فكرا فهو سهو ، فتفكري قبل أن تعزمي ، وتدبري قبل أن تهجمي ، وشاوري قبل أن تقدمي .
  شعر :
دافــع الايـام بـال‍      فكرة  في يوم iiالممات
وارض من عيشك بال‍      كسرة  والماء iiالفرات
فـهي  تكفيك iiوتغني      عـن جميع الشهوات

--------------------------------
(1) في أ : با لقدر .
(2) أي : كيف يحزن ، مجمع البحرين 2 : 344 ترح ، وفي ب : كيف ينزع .
(3) في أ ، ب : يا نفس . (*)

محاسبة النفس _ 144 _

  يا نفس : إقبال الدنيا كإلمامة (1) ضيف ، أو سحابة صيف ، أو زيارة طيف .
   بيت :
ومن يصحب الدنيا يكن مثل قابض      عـلى  الماء خانته فروج iiالاصابع
  وفي الخبر : أن عيسى عليه السلام أتته الدنيا ، في صورة عجوز هتما (2) ، وتبرجت وتجلت ، وبأحسن الحلي تحلت ، فقال لها : كيف أزواجك إذا فارقوك ، أماتوا عنك أم طلقوك ؟ فقالت : بل قتلتهم بمضرتي (3) ، وأدخلتهم في غرتي ، فقال : تبا لازواجك الباقين ، كيف لا يعتبرون بأزواجك الماضين .
  شعر :
إنـما  الـدنيا فـناء      ليس للدنيا ثبوت (4)
إنـما  الـدنيا iiكبيت      نـسجته iiالـعنكبوت
إنـما يـكفيك مـنها      أيها العاقل (5) iiقوت

--------------------------------
(1) أي : كنزول ، مجمع البحرين 6 : 165 لمم .
(2) الهتماء : التي انكسرت ثنيتها : اللسان 12 : 600 هتم .
(3) في ب : بمضربي .
(4) في أ :
إنـما الـدنيا iiبلاء      ليس فيها من ثبوت
. (5) في أ ، المغرور .

محاسبة النفس _ 145 _

ولعمري عن قريب (1)      كـل  مـن فيها iiيموت
  يا نفس : أراك تفرحين كل يوم (2) بزيادة (3) مالك ، ولا تحزنين لنقصان (4) عمرك وصالح أعمالك ، وما ينفع مال يزيد وعمر ينقص ، وإثم يدوم (5) ونعيم يخلص .
  شعر :
حـيـاتك أنـفاس تـعد iiفـكلما      مضى نفس منها انقضت به جزء
  وما أقبح بك يأتيك اليسير من الدنيا فتفرحين ، ويفوتك الكثير من دينك فلا تحزنين .
  بيت :
أترضى بأن تفنى الحياة وتنقضي      ودينك  منقوص ومالك وافر (6)ii

--------------------------------
(1) في أ : عن قليل .
(2) في أ : أراك كل يوم تفرحين .
(3) في ج ، د : لزيادة .
(4) في أ ، ج ، د : بنقصان .
(5) في د : وعمر ينقص ولم يدم .
(6) في ب : زاخر .

محاسبة النفس _ 146 _

  يا نفس : في الحديث المشهور ، والخبر المأثور (1) : إن العبد إذا بلغ أربعين ، من مدة عمره من النسين ، ناداه مناد من عند الجليل (2) : قد دنا الرحيل ، فأعد الزاد ، ليوم المعاد ، ويؤمر حافظاه بالتحقيق عليه والاحصاء ، والمناقشة والاستقصاء .
  وفي حديث آخر : إن لله ملكا ينادي كل ليلة : يا أبناء الستين ، عدوا أنفسكم في الموتى ولو بعد حين ، وقد حكم سيد البرايا ، أن ما بين الخمسين إلى الستين مبدأ اعتراك المنايا .
  شعر :
ما عذر من جر عاريا رسنه      مـا  عذره بعد أربعين iiسنه
أكـل  مـا طالت الحياة iiبه      أطـال عن أخذ حذره وسنه
  فعلام يا نفس الاهمال ، عن صالح الاعمال ، وقد لهزك القتير ، ووافاك النذير ؟ ! شعر :
وما أقبح التفريط في زمن الصبا      فكيف  به والشيب للرأس iiشامل

--------------------------------
(1) في ج ، د : في الحديث المأثور والخبر المشهور .
(2) في أ : الخليل .

محاسبة النفس _ 147 _

  يا نفس : ومن العجب أنك تبذلي الهدايا الجزيلة ، والتحف النبيلة ، من الملابس والمطاعم ، مما تستحسنه الاكابر والاعاظم : من برد يمني ، أو ديباج رومي ، أو خز سوسي ، أو حرير صيني ، أو جوخ (1) نبطي ، أو صوف قبرصي ، أو بساط أرمني ، أو سكر أهوازي ، أو عسل أصفهاني ، أو شهد كسرواني ، أو مسك نبني ، أو عنب شجري ، أو عود صندلي ، لتبتغي بذلك جزاه ، وزيادة الابهية (2) والجاه ، وليس فعلك ذلك لله ، ثم قد تذهب هديتك عليك مجانا (3) ، ولا ترين من المهدى إليه احسانا ، وأنت مع ذلك لا تهدين إلى المسكين والفقير ، ولا تجبرين قلب الحزين الكسير ، ولا تلفين إلى اللطيف الخبير ، بل لو دعاك الفقير إلى مائدته لابيت ، ولو دعاك الغني لبيت ، وقد يحسن لك هديتك في إحسانه أكثر ، ومنته عليك عند الناس أكبر ، هذا مع خلوك من الثواب الجزيل ، والاجر النبيل ، وكونه سبحانه يحاسبك على هديتك على القليل والكثير ، ويناقشك على الفتيل (4) والنقير ، وتحملين وزر هديتك على قفاك ، لانك لم تجعليه لله الذي خلقك فسواك ، فبالله إلا ما اشتريت نفسك من العذاب المهين ، بالاحسان إلى الفقير والمسكين ، واذكري (يوم يتذكر الانسان ما سعى * وبرزت الجحيم لمن يرى * فأما من طغى * وآثر الحياة الدنيا * فإن الجحيم هي المأوى * وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإن الجنة

--------------------------------
(1) في ب : أو جوج .
(2) أي : العظمة والكبرياء ، مجمع البحرين 6 : 339 أبه .
(3) بالتشديد أي : بلا بدل مجمع البحرين 6 : 314 مجن .
(4) وهو : قشر يكون في بطن النواة ، وهو مثل للقلة ، مجمع البحرين 5 : 439 فتل .

محاسبة النفس _ 148 _

  هي المأوى) (1) ، وبالله إلا ما تتنزهي عن الوقوت في خدمة الاغنياء ، ومعاشرة أهل السمعة والرياء ، فإن في فعل ذلك ذهاب ثلثي دينك ، وضعف قوة يقينك ، وذلك لمدحك إياهم باللسان ، وخدمتك إياهم بالدركان (2) ، ولو اعتقدت فيهم بالجنان ، لذهب منك كل الايمان ، كما ذكره سيد ولد عدنان ، عليه وآله الصلاة والسلام ما كر الجديدان (3) .
  يا نفس : إذا سرك أن تذوقي حلاوة عبادة الحميد المجيد ، فاجعلي بينك وبين شهوات الدنيا حائطا من حديد ، واعلمي : أن الصبر على طاعته أهون من الصبر على عذابه الشديد ، فالمداوي جرحه يصبر على الدواء ، مخافة من طول الداء ، فاصبري على عمل لا غنا لك عن ثوابه ، وعن عمل لا صبر لك على عقابه ، يا نفس : لو علمت قدر بأس الله وعذابه ، ونكاله وعقابه ، ما رقى لك دمع ، ولا عمر لك ربع .
  واعلمي : أن أعقل الناس محسن وهو يعد نفسه من الخائفين ، وأجهلهم مسئ وهو يعدها من الآمنين ، وإياك أن تكون الدنيا همك ، فيكثر في الآخرة

--------------------------------
(1) النازعات 79 : 35 / 41 .
(2) أي : بالاتباع واللحوق ، مجمع البحرين 5 : 264 درك .
(3) أي : ما رجع الليل والنهار ، مجمع البحرين 3 : 471 كرر و 23 جدد .

محاسبة النفس _ 149 _

  غمك ، وليكن تأسفك على ليل نمته ، ويوم أفطرته ، وآن غفلت عن ذكر الله تعالى فيه وسوفته .
  شعر :
المرء مرتهن بسوف iiوليتني      وهلاكه في الليت والتسويف
  يا نفس : علام وسعت قصرك ، وضيقت قبرك ، فرفعت الطين ، ووضعت الدين .
  شعر :
أما  بيوتك في الدنيا iiفواسعة      فليت قبرك بعد الموت يتسع
  واعلمي : أن الدنيا والآخرة ضرتان ، وهما ككفتي الميزان ، فإن رجحت إحداهما خفت الاخرى ، فانظري الاولى بك والاحرى .
  يا نفس : ليس الخائف الذي يبكي ويمسح عينيه ، إنما الخائف الذي يترك ما يخاف أن يعذب عليه ، واعلمي أن الدنيا دار ممر ، لا دار مقر . بيت :
أحلام يوم أو كظل iiزائل      إن اللبيب بمثلها لا يخدع

محاسبة النفس _ 150 _

  والناس فيها رجلان : رجل باع نفسه فأوبقها (1) ، ورجل ابتاع نفسه فأعتقها .
  يا نفس : في الحديث : من استوى يوماه فهو مغبون ، ومن كان غده شرا من يومه (2) فهو معلون ، ومن أحب المكارم ، اجتنب المحارم ، ومن غمس يده في المكاره ، سيق إلى النار وهو كاره ، والجنة مضمونة لمن أمسك ما بين فكيه ، وأطلق ما بين كفيه .
  يا نفس : لو نظر إليك وجوه أهل الارض ، ذات الطول والعرض ، لابيت إلا أن يروك (3) على ما تحبين ، ولا يروك على ما تكرهين ، فكيف برب العالمين ، فلا تغرنك دنيا كالحية لين مسها ، شديد نهشها ، يحذرها العاقل ، ويهوى إليها الجاهل .
  بيت :
إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت      له عن عدو في ثياب iiصديق

--------------------------------
(1) أي : فأهلكها ، مجمع البحرين 5 : 243 وبق .
(2) في ب : من أمسه .
(3) في أ ، ج ، د : لاحببت أن يروك .