فقال علي : يا أبا اليقظان ، والله لا أجد عليهم أعواناً ، ولا احب أن أعرضكم لما لا تطيقون (1) وجاءت حادثة العفو عن عبيد الله بن عمر ( قاتل الهرمزان ) فزادت الطين بلة . قال اليعقوبي : واكثر الناس في دم الهرمزان ، وإمساك عبيد الله بن عمر ! وصعد عثمان المنبر ، فخطب الناس ، ثم قال : آلا إني ولي دم الهرمزان ، وقد وهبته لله ولعمر ! فقام المقداد بن عمرو ، فقال : إن الهرمزان مولىً لله ولرسوله ، وليس لك أن تهب ما كان لله ولرسوله . قال : فننظر ، وتنظرون . ثم اخرج عثمان عبيد الله بن عمر من المدينة إلى الكوفة ، وأنزله داراً فنسب الموضع إليه فقيل : ( كويفة ابن عمر . . . ) (2) . --------------------------- (1) شرح النهج 9 / 55 ـ 56 ـ 57 . (2) اليعقوبي 2 / 163 ـ 164 . المقداد بن الأسود الكندي
أول فارس في الإسلام
قصة الهرمزان ، ومقتله على يد بن عمر |
ألا يــا عـبيد الله مـالك مـهربٌ ولا ملجأٌ من ابن أروى (3) ولا خفرْ أصـبت دمـاً والله فـي غـير حِلّهِ حـراماً وقـتل الـهرمزان له خطر عـلى غير شيء غير أن قال قائل أتـتهمون الـهرمزان عـلى عمر فـقـال سـفيهٌ والـحوادث جّـمة نـعم ، أتـهمه قـد أشار وقد أمر وكـان سـلاح العبد في جوف بيته يـقـلبه والأمـر بـالأمر يـعتبر |
أبـا عمرو عبيد الله فإنك إن غفرت الجرم عنه واسباب الخطا فرسا رهانِ أتعفو ، إذ عفوتَ بغير حقٍ فـما لك بالذي تحكي يدانَ | رهنٌ فلا تشكك بقتل الهرمزان