آداب السعي
ويستحب الخروج إلى ( الصفا ) من الباب الذي يقابل الحجر الأسود مع سكينة ووقار ، فإذا صعد على ( الصفا ) نظر إلى الكعبة ، ويتوجه إلى الركن الذي فيه الحجر الأسود ، ويحمد الله ويثني عليه ، ويتذكر آلاء الله ونعمه ثم يقول : ( الله أكبر ) سبع مرات ، ( الحمد لله ) سبع مرات (لا اله الا الله ) سبع مرات ، ويقول ثلاث مرات :
( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ، وهو حي لا يموت ، وهو على كل شيء قدير ) .
ثم يصلي على محمد وآل محمد ، ثم يقول ثلاث مرات :
( الله أكبر الحمد لله على ما هدانا ، والحمد لله على ما أولانا ، والحمد لله الحي القيوم ، والحمد لله الحي الدائم ) .
ثم يقول ثلاث مرات :
( أشهد أن لا إله إلا الله ، واشهد أن محمداً عبده ورسوله ، لا نعبد إلا إياه ، مخلصين له الدين ولو كره المشركون ) .
ثم يقول ثلاث مرات :
( اللهم اني أسألك العفو والعافية واليقين في الدنيا والآخرة ) .
ثم يقول ثلاث مرات :
( اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) .
ثم يقول ( الله أكبر ) مائة مرة ، ( لا إله إلا الله ) مائة مرة .
( الحمد لله ) مائة مرة ، ( سبحان الله ) مائة مرة ، ثم يقول :
( لا إله إلا الله وحده وحده ، أنجز وعده ونصر عبده ، وغلب الأحزاب وحده ، فله الملك ، وله الحمد ، وحده وحده ، اللهم بارك لي في الموت وفيما بعد الموت ، اللهم اني أعوذ بك من ظلمة القبر ووحشته ، اللهم أظلني في ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك .
ويستودع الله دينه ونفسه وأهله كثيرا ، فيقول :
( أستودع الله الرحمن الرحيم الذي لا تضيع ودائعه ديني ونفسي وأهلي ، اللهم إستعملني على كتابك وسنة نبيك ، وتوفني على ملته ، وأعذني من الفتنة ) .
ثم يقول : ( الله اكبر ) ثلاث مرات ، ثم يعيدها مرتين ، ثم يكبر واحدة ، ثم يعيدها ، فإن لم يستطع هذا فبعضه .
وعن أمير المؤمنين عليه السلام : أنه إذا صعد ( الصفا ) استقبل الكعبة ، ثم يرفع يديه ، ثم يقول :
( اللهم اغفر لي كل ذنب أذنبته قط ، فإن عدت فعد علي بالمغفرة ، فإنك أنت الغفور الرحيم ، اللهم افعل بي ما أنت اهله ، فانك إن تفعل بي ما أنت أهله ترحمني ، وإن تعذبني فأنت غني عن عذابي ، وأنا محتاج إلى رحمتك ، فيا من أنا محتاج إلى رحمته ارحمني ، اللهم لا تفعل بي ما أنا أهله ، فإنك إن تعفل بي ما أنا أهله تعذبني ولن تظلمني ، أصبحت أتقي عدلك ولا أخاف جورك ، فيامن هو عدل لا يجوز ارحمني» .
وعن أبي عبد الله عليه السلام : إن أردت أن يكثر مالك فأكثر الوقوف على ( الصفا ) .
ويستحب أن يسعى ماشياً ، وإن يمشي مع سكينة ووقار حتى يأتي محل المنارة الأولى فيهرول إلى محل المنارة الآخرى ولا هرولة على النساء .
ثم يمشي مع سكينة ووقار حتى يصعد على ( المروة ) فيصنع عليها كما صنع على ( الصفا ) ويرجع من المروة إلى الصفا على هذا النهج أيضاً .
وإذا كان راكباً أسرع قليلاً فيما بين المنارتين ، وينبغي أن يجد في البكاء ويتباكى ويدعو الله كثيراً ويتضرع إليه .
آداب الإحرام
إلى الوقوف بعرفات
إذا أحرم للحج ـ وقد تقدم ذكر آدابه في ص 288 ـ وخرج من مكة يلبي في طريقه غير رافع صوته ، حتى إذا أشرف على الأبطح رفع صوته ، فإذا توجه إلى منى قال :
( اللهم إياك أرجو، وإياك أدعو، فبلغني أملي ، وأصلح لي عملي ) .
ثم يذهب إلى منى بسكينة ووقار مشتغلاً بذكر الله سبحانه ، فإذا وصل إليها قال :
( الحمد لله الذي أقدمنيها صالحاً في عافية وبلغني هذا المكان ) .
ثم يقول :
( اللهم وهذه منى ، وهي مما مننت به على أوليائك من المناسك ، فأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد ، وإن تمن علي فيها بما مننت على أوليائك وأهل طاعتك ، فإنما أنا عبدك وفي قبضتك ) .
ويستحب له المبيت في منى ليلة عرفة ، يقضيها في طاعة الله تبارك وتعإلى ، والأفضل أن تكون عباداته ولا سيما صلواته في مسجد الخيف ، فإذا صلى الفجر عقب إلى طلوع الشمس ، ثم يذهب إلى عرفات ، ولا بأس بخروجه منها قبل طلوع الشمس أيضاً ، فإذا توجه إلى عرفات قال :
اللهم إليك صمدت ، وإياك إعتمدت ، ووجهك أردت ، فأسألك أن تبارك لي في رحلتي ، وأن تقضي لي حاجتي ، وأن تجعلني ممن تباهي به اليوم من هوأفضل مني ) .
ثم يلبّي إلى أن يصل إلى عرفات .
آداب الوقوف بعرفات
يستحب في الوقوف بعرفات أمور ، وهي كثيرة نذكر بعضها ، منها :
(1) الطهارة حال الوقوف .
(2) الغسل عند الزوال .
(3) تفريغ النفس للدعاء والتوجه إلى الله .
(4) الوقوف بسفح الجبل في ميسرته .
(5) الجمع بين صلاتي الظهرين بأذان وإقامتين .
(6) الدعاء بما تيسر من المأثور وغيره ، والأفضل المأثور ، فمن ذلك :
دعاء الإمام الحسين ( عليه السلام )
يوم عرفة
روى أن بشراً وبشيراً ولدا غالب الأسدي قالا : لمّا كان عصر عرفة في عرفات ، وكنّا عند أبي عبد الله الحسين عليه السلام ، خرج عليه السلام من خيمته مع جماعة من أهل بيته وأولاده وشيعته بحال التذلّل والخشوع والاستكانة ، فوقف في الجانب الايسر من الجبل ، وتوجّه إلى الكعبة ، ورفع يديه قبالة وجهه كمسكين يطلب طعاما ، وقرأ هذا الدعاء :
( دعاء الامام الحسين ( ع ) يوم عرفة )
اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي لَيْسَ لِقَضآئِهِ دافِعٌ، وَلا لِعَطائِهِ مانِعٌ، وَلا كَصُنْعِهِ صُنْعُ صانِعٍ، وَهُوَ الْجَوادُ الْواسِعُ، فَطَرَ اَجْناسَ الْبَدائِعِ، واَتْقَنَ بِحِكْمَتِهِ الصَّنائِعَ، لا تَخْفى عَلَيْهِ الطَّلائِعُ، وَلا تَضيعُ عِنْدَهُ الْوَدائِعُ، جازى كُلِّ صانِعٍ ، وَرائِشُ كُلِّ قانعٍ، وَراحِمُ كُلِّ ضارِعٍ، وَمُنْزِلُ الْمَنافِعِ وَالْكِتابِ الْجامِعِ، بِالنُّورِ السّاطِعِ، وَهُو لِلدَّعَواتِ سامِعٌ، وَلِلْكُرُباتِ دافِعٌ، وَلِلدَّرَجاتِ رافِعٌ، وَلِلْجَبابِرَةِ قامِعٌ، فَلا اِلهَ غَيْرُهُ، وَلا شيءَ يَعْدِلُهُ ، وَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شيءٌ، وَهُو السَّميعُ الْبَصيرُ، اللَّطيفُ الْخَبيرُ، وَهُو عَلى كُلِّ شيءٍ قَديرٌ، اَللّهُمَّ اِنّي اَرْغَبُ إِلَيْكَ، وَاَشْهَدُ بِالرُّبُوبِيَّةِ لَكَ، مُقِرّاً بِاَنَّكَ رَبّي، وأنّ اِلَيْكَ مَرَدّي، اِبْتَدَأتَني بِنِعْمَتِكَ قَبْلَ اَنْ اَكُونَ شَيْئا ًمَذكوراً، وَخَلَقْتَني مِنَ التُّرابِ، ثُمَّ اَسْكَنْتَنِي الاْصْلابَ، آمِناً لِرَيْبِ الْمَنُونِ، وَاخْتِلافِ الدُّهُورِ والسِّنينَ، فَلَمْ اَزَلْ ظاعِناً مِنْ صُلْبٍ اِلى رَحِمٍ، في تَقادُمٍ مِنَ الايّامِ الْماضِيَةِ وَالْقُرُونِ الْخالِيَةِ، لَمْ تُخْرِجْني لِرَأفَتِكَ بي، وَلُطْفِكَ لي، وَاِحْسانِكَ اِلَيَّ، في دَوْلَةِ اَئِمَّةِ الْكُفْرِ، الَّذينَ نَقَضُوا عَهْدَكَ، وَكَذَّبُوا رُسُلَكَ، لكِنَّكَ اَخْرَجْتَني للَّذي سَبَقَ لي مِنَ الْهُدى الَّذي لَهُ يَسَّرْتَني، وَفيهِ اَنْشَأْتَني، وَمِنْ قَبْلِ ذلك رَؤُفْتَ بي ،بِجَميلِ صُنْعِكَ، وَسَوابِغِ نِعَمِكَ، فابْتَدَعْتَ خَلْقي مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى، وَاَسْكَنْتَني في ظُلُماتٍ ثَلاثٍ، بَيْنَ لَحْمٍ وَدَمٍ وَجِلْدٍ، لَمْ تُشْهِدْني خَلْقي، وَلَمْ تَجْعَلْ اِلَيَّ شَيْئاً مِنْ اَمْري، ثُمَّ اَخْرَجْتَني لِلَّذي سَبَقَ لي مِنَ الْهُدى اِلَى الدُّنْيا تآمّاً سَوِيّاً، وَحَفِظْتَني فِي الْمَهْدِ طِفْلاً صَبِيّاً، وَرَزَقْتَني مِنَ الْغِذآءِ لَبَناً مَرِيّاً، وَعَطَفْتَ عَلَيَّ قُلُوبَ الْحَواضِنِ، وَكَفَّلْتَنِي الامَّهاتِ الرَّواحِمَ، وَكَلاَْتَني مِنْ طَوارِقِ الْجآنِّ، وَسَلَّمْتَني مِنَ الزِّيادَةِ وَالنُّقْصانِ، فَتَعالَيْتَ يا رَحيمُ يا رَحْمنُ، حتّى اِذَا اسْتَهْلَلْتُ ناطِقاً بِالْكَلامِ، اَتْمَمْتَ عَلَيَّ سَوابِغَ الاِنْعامِ، وَرَبَّيْتَني زايِداً في كُلِّ عامٍ، حَتّى إذَا اكْتَمَلَتْ فِطْرَتي، وَاعْتَدَلَتْ مِرَّتي، اَوْجَبْتَ عَلَيَّ حُجَتَّكَ، بِاَنْ اَلْهَمْتَني مَعْرِفَتَكَ، وَرَوَّعْتَني بِعَجائِبِ حِكْمَتِكَ، وَاَيْقَظْتَني لِما ذَرَأتَ في سَمآئِكَ وَاَرْضِكَ مِنْ بَدائِعِ خَلْقِكَ، وَنَبَّهْتَني لِشُكْرِكَ، وَذِكْرِكَ، وَاَوجَبْتَ عَلَيَّ طاعَتَكَ وَعِبادَتَكَ، وَفَهَّمْتَني ما جاءَتْ بِهِ رُسُلُكَ، وَيَسَّرْتَ لي تَقَبُّلَ مَرْضاتِكَ، وَمَنَنْتَ عَلَيَّ في جَميعِ ذلِكَ بِعَونِكَ وَلُطْفِكَ، ثُمَّ اِذْ خَلَقْتَني مِنْ خَيْرِ الثَّرى، لَمْ تَرْضَ لي يا اِلهي نِعْمَةً دُونَ اُخرى، وَرَزَقْتَني مِنْ اَنواعِ الْمَعاشِ وَصُنُوفِ الرِّياشِ ،بِمَنِّكَ الْعَظيمِ الاعْظَمِ عَلَيَّ، وَاِحْسانِكَ الْقَديمِ اِلَيَّ، حَتّى اِذا اَتْمَمْتَ عَلَيَّ جَميعَ النِّعَم وَصَرَفْتَ عَنّي كُلَّ النِّقَم لَمْ يَمْنَعْكَ جَهْلي وَجُرْأَتي عَلَيْكَ اَنْ دَلَلْتَني اِلى ما يُقَرِّبُني اِلَيْكَ، وَوفَّقْتَني لِما يُزْلِفُني لَدَيْكَ، فَاِنْ دَعْوَتُكَ اَجَبْتَني، وَاِنْ سَأَلْتُكَ اَعْطَيْتَني، وَاِنْ اَطَعْتُكَ شَكَرْتَني، وَاِنْ شَكَرْتُكَ زِدْتَني، كُلُّ ذلِكَ اِكْمالٌ لاََِنْعُمِكَ عَلَيَّ، وَاِحْسانِكَ اِلَيَّ، فَسُبْحانَكَ سُبْحانَكَ، مِنْ مُبْدىًٍَ مُعيدٍ، حَميدٍ مجيدٍ، وتَقَدَّسَتْ اَسْمآؤُكَ، وَعَظُمَتْ آلاَؤُكَ، فَأَيُّ نِعَمِكَ يا اِلهي اُحْصى عَدَداً وَذِكْراً، أَمْ اَيُّ عَطاياكَ أَقُومُ بِها شُكْراً، وَهِيَ يا رَبِّ اَكْثرُ مِنْ اَنْ يُحْصِيَهَا الْعآدّوُنَ، أَوْ يَبْلُغَ عِلْماً بِهَا الْحافِظُونَ، ثُمَّ ما صَرَفْتَ وَدَرَأْتَ عَنّي اَللّهُمَّ مِنَ الضُرِّ وَالضَّرّآءِ، أَكْثَرَ مِمّا ظَهَرَ لي مِنَ الْعافِيَةِ وَالسَّرّآءِ، وَاَنَا اَشْهَدُ يا اِلهي بِحَقيقَةِ ايماني، وَعَقْدِ عَزَماتِ يَقيني، وَخالِصِ صَريحِ تَوْحيدي، وَباطِنِ مَكْنُونِ ضَميري، وَعَلائِقِ مَجاري نُورِ بَصَري، وَاَساريرِ صَفْحَةِ جَبيني، وَخُرْقِ مَسارِبِ نَفْسي، وَخَذاريفِ مارِنِ عِرْنَيني، وَمَسارِبِ سِماخِ سَمْعي، وَما ضُمَّتْ وَاَطبَقَتْ عَلَيْهِ شَفَتايَ، وَحرِكاتِ لَفظِ لِساني، وَمَغْرَزِ حَنَكِ فَمي وَفَكّي، وَمَنابِتِ اَضْراسي، وَمَساغِ مَطْعَمي وَمَشْرَبي، وَحِمالَةِ اُمِّ رَأْسي، وَبُلُوغِ فارِغِ حبائِلِ عُنُقي، وَمَا اشْتَمَلَ عَليْهِ تامُورُ صَدري، وَحمائِلِ حَبْلِ وَتيني، وَنِياطِ حِجابِ قَلْبي، وَأَفْلاذِ حَواشي كَبِدي، وَما حَوَتْهُ شَراسيفُ اَضْلاعي، وَحِقاقُ مَفاصِلي، وَقَبضُ عَوامِلي، وَاَطرافُ اَنامِلي وَلَحْمي وَدَمي، وَشَعْري وَبَشَري، وَعَصَبي وَقَصَبي، وَعِظامي وَمُخّي وَعُرُوقي، وَجَميعُ جَوارِحي، وَمَا انْتَسَجَ عَلى ذلِكَ اَيّامَ رَِضاعي، وَما اَقلَّتِ الأّرْضُ مِنّي، وَنَوْمي وَيقَظَتي وَسُكُوني وَحرَكاتِ رُكُوعي وَسُجُودي، اَنْ لَوْ حاوَلْتُ وَاجْتَهَدْتُ مَدَى الاعصارِ وَالاحْقابِ لَوْ عُمِّرْتُها اَنْ أُؤَدّىَ شُكْرَ واحِدَةٍ مِنْ أَنْعُمِكَ ،مَا اسْتَطَعْتُ ذلِكَ اِلاّ بِمَنِّكَ ،الْمُوجَبِ عَلَيَّ بِهِ شُكْرَكَ اَبَداً جَديداً، وَثَنآءً طارِفاً عَتيداً، اَجَلْ وَلوْ حَرَصْتُ اَنَا وَالْعآدُّونَ مِنْ اَنامِكَ، أَنْ نُحْصِيَ مَدى اِنْعامِكَ، سالِفِهِ وَآنِفِهِ ما حَصَرْناهُ عَدَداً، وَلا اَحْصَيناهُ اَمَداً، هَيْهاتَ أنّي ذلِكَ وَاَنْتَ الُمخْبِرُ في كِتابِكَ النّاطِقِ، وَالنَّبَأِ الصّادِقِ، وَاِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوها، صَدَقَ كِتابُكَ اَللّهُمَّ وَاِنْبآؤُكَ، وَبَلَّغَتْ اَنْبِيآؤُكَ وَرُسُلُكَ، ما اَنْزَلْتَ عَلَيْهِمْ مِنْ وَحْيِكَ، وَشَرَعْتَ لَهُمْ وَبِهِمْ مِنْ دينِكَ، غَيْرَ أَنّي يا اِلهي اَشْهَدُ بِحهْدي وَجِدّي، وَمَبْلَغِ طاعَتي وَوُسْعي، وَأَقُولُ مُؤْمِناً مُوقِناً، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً فَيَكُونَُ مَوْرُوثاً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في مُلْكِهِ فَيُضآدهُ فيَما ابْتَدَعَ، وَلا وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ فَيُرْفِدَهُ فيما صَنَعَ، فَسُبْحانَهُ سُبْحانَهُ لَوْ كانَ فيهِما آلِهَةٌ اِلاَّ الله لَفَسَدَتا وَتَفَطَّرَتا، سُبْحانَ اللهِ الْواحِدِ الاحَدِ الصَّمَدِ الَّذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً اَحَدٌ، اَلْحَمْدُ للهِ حَمْداً يُعادِلُ حَمْدَ مَلاَئِكَتِهِ الْمُقَرَّبينَ، وَاَنْبِيآئِهِ الْمُرْسَلينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلى خِيَرَتِهِ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ، وَآلِهِ الطَّيِبينَ الطّاهِرينَ المخلَصينَ وَسَلَّمَ .
ثمّ اندفع في المسألة والدعاء وقال وعيناه سالتا دموعاً :
اَللّهُمَّ اجْعَلْني اَخْشاكَ كَاُنّي اَراكَ، وَاَسْعِدْني بِتَقويكَ، وَلا تُشْقِني بِمَعْصِيَتِكَ، وَخِرْلي في قَضآئِكَ، وَبارِكْ لي في قَدَرِكَ، حَتّى لا أُحِبَّ تَعْجيلَ ما اَخَّرْتَ وَلا تَأخيرَ ما عَجَّلْتَ، اَللّهُمَّ اجْعَلْ غِنايَ في نَفْسي، وَالْيَقينَ في قَلْبي، وَالإخْلاصَ في عَمَلي، وَالنُّورَ في بَصَري، وَالْبَصيرَةَ في ديني، وَمَتِّعْني بِجَوارِحي، وَاجْعَلْ سَمْعي وَبَصَريَ الْوارِثَيْنِ مِنّي، وَانْصُرْني عَلى مَنْ ظَلَمَني، وَاَرِني فيهِ ثَاْري وَمَآرِبي، وَاَقِرَّ بِذلِكَ عَيْني، اَللَّهُمَّ اكْشِفْ كُرْبَتي، وَاسْتُرْ عَوْرَتي، وَاغْفِرْ لي خَطيَئَتي، وَاخْسَأْ شَيْطاني، وَفُكَّ رِهاني، وَاْجَعْلْ لي يا اِلهي الدَّرَجَةَ الْعُلْيا فِي الاَْخِرَةِ وَالاُْوْلى، اَللّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كَما خَلَقْتَني فَجَعَلْتَني سَميعاً بَصيراً، وَلَكَ الْحَمْدُ كَما خَلَقْتَني فَجَعَلْتَني خَلْقاً سَوِيّاً رَحْمَةً بي، وَقَدْ كُنْتَ عَنْ خَلْقي غَنِيّاً، رَبِّ بِما بَرَأْتَنْي فَعَدَّلْتَ فِطْرَتي، رَبِّ بِما اَنَشَأْتَني فَاَحْسَنْتَ صُورَتي، رَبِّ بِما اَحْسَنْتَ اِلَيَّ وَفي نَفْسي عافَيْتَني، رَبِّ بِما كَلاََتَني وَوَفَّقْتَني، رَبِّ بِما اَنَعْمَتَ عَلَيَّ فَهَدَيْتَني، رَبِّ بِما اَوْلَيْتَني وَمِنْ كُلِّ خَيْرٍ اَعْطَيْتَني، رَبِّ بِما اَطْعَمْتَني وَسَقَيْتَني، رَبِّ بِما اَغْنَيْتَني وَاَقْنَيْتَني، رَبِّ بِما اَعَنْتَني وَاَعْزَزْتَني، رَبِّ بِما اَلْبَسْتَني مِنْ سِتْرِكَ الصّافي، وَيَسَّرْتَ لي مِنْ صُنْعِكَ الْكافي، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاَعِنّي عَلى بَوائِقِ الدُّهُورِ، وَصُرُوفِ اللَّيالي وَالايّامِ، وَنَجِّني مِنْ اَهْوالِ الدُّنْيا وَكُرُباتِ الاَْخِرَةِ، وَاكْفِني شَرَّ ما يَعْمَلُ الظّالِمُونَ فِي الارْضِ، اَللّهُمَّ ما اَخافُ فَاكْفِني، وَما اَحْذَرُ فَقِني، وَفي نَفْسي وَديني فَاحْرُسْني، وَفي سَفَري فَاحْفَظْني، وَفي اَهْلي وَمالي فَاخْلُفْني، وَفي ما رَزَقْتَني فَبارِكْ لي، وَفي نَفْسي فَذلِّلْني، وَفي اَعْيُنِ النّاسِ فَعَظِّمْني، وَمِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَالإنْسِ فَسَلِّمْني، وَبِذُنُوبي فَلا تَفْضَحْني وَبِسَريرَتي فَلا تُخْزِني، وَبِعَمَلي فَلا تَبْتَِلْني، وَنِعَمَكَ فَلا تَسْلُبْني، وَاِلي غَيْرِكَ فَلا تَكِلْني، اِلهي اِلي مَنْ تَكِلُني اِلي قَريبٍ فَيَقطَعُني، اَمْ اِلي بَعيدٍ فَيَتَجَهَّمُني، اَمْ اِلَى الْمُسْتَضْعَفينَ لي، وَاَنْتَ رَبّي وَمَليكُ اَمْري، اَشْكُو اِلَيْكَ غُرْبَتي وَبُعْدَ داري، وَهَواني عَلى مَنْ مَلَّكْتَهُ اَمْري، اِلهي فَلا تُحْلِلْ عَلَيَّ غَضَبَكَ، فَاِنْ لَمْ تَكُنْ غَضِبْتَ عَلَيَّ فَلا اُبالي سواك سُبْحانَكَ غَيْرَ اَنَّ عافِيَتَكَ اَوْسَعُ لي، فَأَسْأَلُكَ يا رَبِّ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذي اَشْرَقَتْ لَهُ الارْضُ وَالسَّماواتُ، وَكُشِفَتْ بِهِ الظُّلُماتُ، وَصَلُحَ بِهِ اَمْرُ الاوَّلينَ وَالاْخِرِينَ، اَنْ لا تُميتَني عَلى غَضَبِكَ، وَلا تُنْزِلْ بي سَخَطَكَ، لَكَ الْعُتْبى لَكَ الْعُتْبى حَتّى تَرْضى قَبْلَ ذلِك، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ، رَبَّ الْبَلَدِ الْحَرامِ وَالْمَشْعَرِ الْحَرامِ، وَالْبَيْتِ الْعَتيقِ الَّذي اَحْلَلْتَهُ الْبَرَكَةَ، وَجَعَلْتَهُ لِلنّاسِ اَمْنَاً، يا مَنْ عَفا عَنْ عَظيمِ الذُّنُوبِ بِحِلْمِهِ، يا مَنْ اَسْبَغَ النَّعْمآءَ بِفَضْلِهِ، يا مَنْ اَعْطَى الْجَزيلَ بِكَرَمِهِ، يا عُدَّتي في شِدَّتي، يا صاحِبي في وَحْدَتي، يا غِياثي في كُرْبَتي، يا وَلِيّي في نِعْمَتي، يا اِلهي وَاِلهَ آبائي اِبْراهيمَ وَاِسْماعيلَ وَاِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ، وَرَبَّ جَبْرَئيلَ وَميكائيلَ وَاِسْرافيلَ، وَربَّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيينَ وَآلِهِ الْمُنْتَجَبينَ، ومُنْزِلَ التَّوراةِ وَالإنْجيلَ، وَالزَّبُورِ وَالْفُرْقانِ، وَمُنَزِّلَ كَهَيَعَصَ وَطَهَ وَيَسَ، وَالْقُرآنِ الْحَكيمِ، اَنْتَ كَهْفي حينَ تُعيينِي الْمَذاهِبُ في سَعَتِها، وَتَضيقُ بِيَ الارْضُ بِرُحْبِها، وَلَوْلا رَحْمَتُكَ لَكُنْتُ مِنَ الْهالِكينَ، وَاَنْتَ مُقيلُ عَثْرَتي، وَلَوْلا سَتْرُكَ اِيّايَ لَكُنْتُ مِنَ الْمَفْضُوحِينَ، وَاَنْتَ مُؤَيِّدي بِالنَّصْرِ عَلى اَعْدآئي، وَلَوْلا نَصْرُكَ اِيّايَ لَكُنْتُ مِنَ الْمَغْلُوبينَ، يا مَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِالْسُّمُوِّ وَالرِّفْعَةِ، فَاَوْلِيآؤهُ بِعِزِّهِ يَعْتَزُّونَ، يا مَنْ جَعَلَتْ لَهُ الْمُلُوكُ نَيرَ الْمَذَلَّةِ عَلى اَعْناقِهِمْ، فَهُمْ مِنْ سَطَواتِهِ خائِفُونَ، يَعْلَمُ خائِنَةَ الاعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ، وَغَيْبَ ما تَأتِي بِهِ الازْمِنَةُ وَالدُّهُورُ، يا مَنْ لا يَعْلَمُ كَيْفَ هُوَ اِلاّ هُوَ، يا مَنْ لا يَعْلَمُ ما هُوَ الاّ هُوَ، يا مَنْ لا يَعْلَم يَعْلَمُهُ، اِلاّ هُوَ يا مَنْ كَبَسَ الارْضَ عَلَى الْمآءِ، وَسَدَّ الْهَوآءَ بِالسَّمآءِ، يا مَنْ لَهُ اَكْرَمُ الاسْمآءِ، يا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذي لا يَنْقَطِعُ اَبَداً، يا مُقَيِّضَ الرَّكْبِ لِيُوسُفَ فِي الْبَلَدِ الْقَفْرِ، وَمُخْرِجَهُ مِنَ الْجُبِّ ،وَجاعِلَهُ بَعْدَ الْعُبودِيَّةِ مَلِكاً، يا رآدَّهُ عَلى يَعْقُوبَ بَعْدَ اَنِ ابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظيمٌ، يا كاشِفَ الضُّرِّ وَالْبَلْوى عَنْ اَيُّوبَ، وياَمُمْسِكَ يَدَيْ اِبْراهيمَ عَنْ ذَبْحِ ابْنِهِ بَعْدَ كِبَرِ سِنِّهِ، وَفَنآءِ عُمُرِهِ، يا مَنِ اسْتَجابَ لِزَكَرِيّا فَوَهَبَ لَهُ يَحْيى، وَلَمْ يَدَعْهُ فَرْداً وَحيداً، يا مَنْ اَخْرَجَ يُونُسَ مِنْ بَطْنِ الْحُوتِ، يا مَنْ فَلَقَ الْبَحْرَ لِبَني اِسْرآئيلَ فَاَنْجاهُمْ، وَجَعَلَ فِرْعَوْنَ وَجُنُودَهُ مِنَ الْمُغْرَقينَ، يا مَنْ اَرْسَلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ، يا مَنْ لَمْ يَعْجَلْ عَلى مَنْ عَصاهُ مِنْ خَلْقِهِ، يا مَنِ اسْتَنْقَذَ السَّحَرَةَ مِنْ بَعْدِ طُولِ الْجُحُودِ وَقَدْ غَدَوْا في نِعْمَتِهِ يَأكُلُونَ رِزْقَهُ وَيَعْبُدُونَ غَيْرَهُ، وَقَدْ حادُّوهُ وَنادُّوهُ وَكَذَّبُوا رُسُلَهُ، يا اَللهُ يا اَللهُ، يا بَدىَُ يا بَديعاًُ لا نِدَّلَكَ، يا دآئِماً لا نَفَادَ لَكَ، يا حَيّاً حينَ لا حَيَّ، يا مُحْيِيَ الْمَوْتى، يا مَنْ هُوَ قآئِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ، يا مَنْ قَلَّ لَهُ شُكْري فَلَمْ يَحْرِمْني، وَعَظُمَتْ خَطيَئَتي فَلَمْ يَفْضَحْني، وَرَآني عَلَى الْمَعاصي فَلَمْ يَشْهَرْني، يا مَنْ حَفِظَني في صِغَري، يا مَنْ رَزَقَني في كِبَري، يا مَنْ اَياديهِ عِنْدي لا تُحْصى وَنِعَمُهُ لا تُجازى، يا مَنْ عارَضَني بِالْخَيْرِ والاِْحْسانِ، وَعارَضْتُهُ بِالاْساءة وَالْعِصْيانِ، يا مَنْ هَداني بالاِْيمانِ مِنْ قَبْلِ اَنْ اَعْرِفَ شُكْرَ الاِْمْتِنانِ، يا مَنْ دَعَوْتُهُ مَريضاً فَشَفاني، وَعُرْياناً فَكَساني، وَجائِعاً فَاَشْبَعَني، وَعَطْشاناً فَاَرْواني، وَذَليلاً فَاَعَزَّني، وَجاهِلاً فَعَرَّفَني، وَوَحيداً فَكَثَّرَني، وَغائِباً فَرَدَّني، وَمُقِلاًّ فَاَغْناني، وَمُنْتَصِراً فَنَصَرَني، وَغَنِيّاً فَلَمْ يَسْلُبْني، وَاَمْسَكْتُ عَنْ جَميعِ ذلِكَ فَابْتَدَاَني، فَلَكَ الْحَمْدُ وَالشُّكْرُ، يا مَنْ اَقالَ عَثْرَتي، وَنَفَّسَ كُرْبَتي، وَاَجابَ دَعْوَتي، وَسَتَرَ عَوْرَتي، وَغَفَرَ ذُنُوبي، وَبَلَّغَني طَلِبَتي، وَنَصَرَني عَلى عَدُوّي، وَاِنْ اَعُدَّ نِعَمَكَ وَمِنَنَكَ وَكَرائِمَ مِنَحِكَ لا اُحْصيها، يا مَوْلايَ اَنْتَ الَّذي مَنْنْتَ، اَنْتَ الَّذي اَنْعَمْتَ، اَنْتَ الَّذي اَحْسَنْتَ، اَنْتَ الَّذي اَجْمَلْتَ، اَنْتَ الَّذي اَفْضَلْتَ، اَنْتَ الَّذي اَكْمَلْتَ، اَنْتَ الَّذي رَزَقْتَ، اَنْتَ الَّذي وَفَّقْتَ، اَنْتَ الَّذي اَعْطَيْتَ، اَنْتَ الَّذي اَغْنَيْتَ، اَنْتَ الَّذي اَقْنَيْتَ، اَنْتَ الَّذي آوَيْتَ، اَنْتَ الَّذي كَفَيْتَ، اَنْتَ الَّذي هَدَيْتَ، اَنْتَ الَّذي عَصَمْتَ، اَنْتَ الَّذي سَتَرْتَ، اَنْتَ الَّذي غَفَرْتَ، اَنْتَ الَّذي اَقَلْتَ، اَنْتَ الَّذي مَكَّنْتَ، اَنْتَ الَّذي اَعْزَزْتَ، اَنْتَ الَّذي اَعَنْتَ، اَنْتَ الَّذي عَضَدْتَ، اَنْتَ الَّذي اَيَّدْتَ، اَنْتَ الَّذي نَصَرْتَ، اَنْتَ الَّذي شَفَيْتَ، اَنْتَ الَّذي عافَيْتَ، اَنْتَ الَّذي اَكْرَمْتَ، تَبارَكْتَ وَتَعالَيْتَ، فَلَكَ الْحَمْدُ دآئِماً، وَلَكَ الشُّكْرُ واصِباً اَبَداً، ثُمَّ اَنَا يا اِلهَي الْمُعَتَرِفُ بِذُنُوبي فَاغْفِرْها لي، اَنَا الَّذي اَسَأتُ، اَنَا الَّذي اَخْطَأتُ، اَنَا الَّذي هَمَمْتُ، اَنَا الَّذي جَهِلْتُ، اَنَا الَّذي غَفِلْتُ، اَنَا الَّذي سَهَوْتُ، اَنَا الَّذِي اعْتَمَدْتُ، اَنَا الَّذي تَعَمَّدْتُ، اَنَا الَّذي وَعَدْتُ، َاَنَا الَّذي اَخْلَفْتُ، اَنَا الَّذي نَكَثْتُ، اَنَا الَّذي اَقْرَرْتُ، اَنَا الَّذِي اعْتَرَفْتُ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَعِنْدي، وَاَبُوءُ بِذُنُوبي فَاغْفِرْها لي، يا مَنْ لا تَضُرُّهُ ذُنُوبُ عِبادِهِ، وهُوَ الَغَنِيُّ عَنْ طاعَتِهِمْ، وَالْمُوَفِّقُ مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْهُمْ بِمَعُونَتِهِ وَرَحْمَتِه، فَلَكَ الْحَمْدُ اِلهي وَسيِّدي، اِلهي اَمَرْتَني فَعَصَيْتُكَ، وَنَهَيْتَني فَارْتَكَبْتُ نَهْيَكَ، فَاَصْبَحْتُ لاذا بَرآئة لي فَاَعْتَذِرُ، وَلاذا قُوَّةٍ فَاَنْتَصِرَُ، فَبِأَيِّ شيءٍ اَسْتَقْبِلُكَ يا مَوْلايَ، اَبِسَمْعي اَمْ بِبَصَري أْم بِلِساني اَمْ بِيَدي اَمْ بِرِجْلي، اَلَيْسَ كُلُّها نِعَمَكَ عِندي، وَبِكُلِّها عَصَيْتُكَ يا مَوْلايَ، فَلَكَ الْحُجَّةُ وَالسَّبيلُ عَليَّ، يا مَنْ سَتَرَني مِنَ الاَْباءِ وَالاُْمَّهاتِ اَنْ يَزجُرُوني، وَمِنَ الْعَشائِرِ وَالإخْوانِ اَنْ يُعَيِّرُوني، وَمِنَ السَّلاطينِ اَنْ يُعاقِبُوني، وَلَوِ اطَّلَعُوا يا مَوْلايَ عَلى مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنّي اِذاً ما اَنْظَرُوني، وَلَرَفَضُوني وَقَطَعُوني، فَها اَنَا ذا يا اِلهي بَيْنَ يَدَيْكَ يا سَيِّدي خاضِعٌ ذَليلٌ، حَصيرٌ حَقيرٌ، لا ذُو بَرآئة فَاَعْتَذِرَ، وَلا ذُو قُوَّةٍ فَاَنْتَصِرَُ، وَلا حُجَّةٍ فَاَحْتَجّ بِها، وَلا قائِلٌ لَمْ اَجْتَرِحْ، وَلَمْ اَعْمَلْ سُوَاءً وَما عَسَى الْجُحُودُ وَلَوْ جَحَدْتُ يا مَوْلايَ يَنْفَعُني، كَيْفَ وَاَنّي ذلِكَ وَجَوارِحي كُلُّها شاهِدَةٌ عَلَيَّ بِما قَدْ عَمِلْتُ، وَعَلِمْتُ يَقيناً غَيْرَ ذي شَكٍّ اَنَّكَ سآئِلي مِنْ عَظائِمِ الاُْمُورِ، وَاَنَّكَ الْحَكَمُ الْعَدْلُ الَّذي لا تَجُورُ، وَعَدْلُكَ مُهْلِكي، وَمِنْ كُلِّ عَدْلِكَ مَهْرَبي، فَاِنْ تُعَذِّبْني يا اِلهي فَبِذُنُوبي بَعْدَ حُجَّتِكَ عَلَيَّ، وَاِنْ تَعْفُ عَنّي فَبِحِلْمِكَ وَجُودِكَ وَكَرَمِكَ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ اِنّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمينَ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ اِنّي كُنْتُ مِنَ الْمُسْتَغْفِرينَ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ اِنّي كُنْتُ مِنَ الْمُوَحِّدينَ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ اِنّي كُنْتُ مِنَ الْخائِفينَ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ اِنّي كُنْتُ مِنَ الْوَجِلينَ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ اِنّي كُنْتُ مِنَ الَّراجينَ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ اِنّي كُنْتُ مِنَ الرّاغِبينَ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ اِنّي كُنْتُ مِنَ الْمُهَلِّلينَ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ اِنّي كُنْتُ مِنَ السّائِلينَ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ اِنّي كُنْتُ مِنَ الْمُسَبِّحينَ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ اِنّي كُنْتُ مِنَ الْمُكَبِّرينَ، لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ رَبّي وَرَبُّ آبائِيَ الاوَّلينَ، اَللّهُمَّ هذا ثَنائي عَلَيْكَ مُمَجِّداً، وَاِخْلاصي لذِكْرِكَ مُوَحِّداً، وَاِقْراري بِآلائكَ مَعَدِّداً، وَاِنْ كُنْتُ مُقِرّاً اَنّي لَمْ اُحْصِها لِكَثْرَتِها وَسُبوغِها، وَتَظاهُرِها وَتَقادُمِها اِلى حادِثٍ، ما لَمْ تَزَلْ تَتَعَهَّدُني بِهِ مَعَها مُنْذُ خَلَقْتَني وَبَرَأتَني مِنْ اَوَّلِ الْعُمْرِ، مِنَ الإغْنآءِ مِنَ الْفَقْرِ، وَكَشْفِ الضُّرِّ، وَتَسْبِيبِ الْيُسْرِ، وَدَفْعِ الْعُسْرِ، وَتَفريجِ الْكَرْبِ، وَالْعافِيَةِ فِي الْبَدَنِ، وَالسَّلامَةِ فِي الدّينِ، وَلَوْ رَفَدَني عَلى قَدْرِ ذِكْرِ نِعْمَتِكَ جَميعُ الْعالَمينَ مِنَ الاوَّلينَ وَالاَْخِرينَ، ما قَدَرْتُ وَلاهُمْ عَلى ذلِكَ، تَقَدَّسْتَ وَتَعالَيْتَ مِنْ رَبٍّ كَريمٍ عَظيمٍ رَحيمٍ، لا تُحْصى آلاَؤُكَ، وَلا يُبْلَغُ ثَنآؤُكَ، وَلا تُكافئ نَعْمآؤُكَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاَتْمِمْ عَلَيْنا نِعَمَكَ، وَاَسْعِدْنا بِطاعَتِكَ، سُبْحانَكَ لا اِلهَ اِلاّ اَنْتَ، اَللَّهُمَّ اِنَّكَ تُجيبُ الْمُضْطَرَّ، وَتَكْشِفُ السُّوءَ، وَتُغيثُ الْمَكْرُوبَ، وَتَشْفِي السَّقيمَ، وَتُغْنِي الْفَقيرَ، وَتَجْبُرُ الْكَسيرَ، وَتَرْحَمُ الصَّغيرَ، وَتُعينُ الْكَبيرَ، وَلَيْسَ دُونَكَ ظَهيرٌ، وَلا فَوْقَكَ قَديرٌ، وَانْتَ الْعَلِيُّ الْكَبيرُ، يا مُطْلِقَ الْمُكَبِّلِ الاسيرِ، يا رازِقَ الطِّفْلِ الصَّغيرِ، يا عِصْمَةَ الْخآئِفِ الْمُسْتَجيرِ، يا مَنْ لا شَريكَ لَهُ وَلا وَزيرَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاَعْطِني في هذِهِ الْعَشِيَّةِ، اَفْضَلَ ما اَعْطَيْتَ وَاَنَلْتَ اَحَداً مِنْ عِبادِكَ، مِنْ نِعْمَةٍ تُوليها، وَآلآءٍ تُجَدِّدُها، وَبَلِيَّةٍ تَصْرِفُها، وَكُرْبَةٍ تَكْشِفُها، وَدَعْوَةٍ تَسْمَعُها، وَحَسَنَةٍ تَتَقَبَّلُها، وَسَيِّئَةٍ تَتَغَمَّدُها، اِنَّكَ لَطيفٌ بِما تَشاءُ خَبيرٌ، وَعَلى كُلِّ شيءٍ قَديرٌ، اَللَّهُمَّ اِنَّكَ اَقْرَبُ مَنْ دُعِيَ، وَاَسْرَعُ مَنْ اَجابَ، وَاَكْرَمُ مَنْ عَفى، وَاَوْسَعُ مَنْ اَعْطى، وَاَسْمَعُ مَنْ سُئِلَ، يارَحمانَ الدُّنْيا والاَْخِرَةِ وَرحيمُهُما، لَيْسَ كَمِثْلِكَ مَسْؤولٌ، وَلا سِواكَ مَأمُولٌ، دَعَوْتُكَ فَاَجَبْتَني، وَسَأَلْتُكَ فَاَعْطَيْتَني، وَرَغِبْتُ اِلَيْكَ فَرَحِمْتَني، وَوَثِقْتُ بِكَ فَنَجَّيْتَني، وَفَزِعْتُ اِلَيْكَ فَكَفَيْتَني، اَللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ، وَعَلى آلِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ اَجْمَعينَ، وَتَمِّمْ لَنا نَعْمآءَكَ وَهَنِّئْنا عَطآءَكَ، وَاكْتُبْنا لَكَ شاكِرينَ، وَلاَِلاَئِكَ ذاكِرينَ، آمينَ آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ، اَللّهُمَّ يا مَنْ مَلَكَ فَقَدَرَ، وَقَدَرَ فَقَهَرَ، وَعُصِىَ فَسَتَرَ، وَاسْتُغْفِرَ فَغَفَرَ، يا غايَةَ الطّالِبينَ الرّاغِبينَ، وَمُنْتَهى اَمَلِ الرّاجينَ، يا مَنْ اَحاطَ بِكُلِّ شيءٍ عِلْماً، وَوَسِعَ الْمُسْتَقيلينَ رَأفَةً ورحمة وَحِلْماً، اَللّهُمَّ اِنّا نَتَوَجَّهُ اِلَيْكَ في هذِهِ الْعَشِيَّةِ الَّتي شَرَّفْتَها وَعَظَّمْتَها بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ وَرَسُولِكَ، وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَاَمينِكَ عَلى وَحْيِكَ، الْبَشيرِ النَّذيرِ، السِّراجِ الْمُنيرِ، الَّذي اَنْعَمْتَ بِهِ عَلَى الْمُسْلِمينَ، وَجَعَلْتَهُ رَحْمَةً لِلْعالَمينَ، اَللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَما مُحَمَّدٌ اَهْلٌ لِذلِكَ مِنْكَ يا عَظيمُ فَصَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ، الْمُنْتَجَبينَ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ اَجْمَعينَ، وَتَغَمَّدْنا بِعَفْوِكَ عَنّا، فَاِلَيْكَ عَجَّتِ الاصْواتُ بِصُنُوفِ اللُّغاتِ، فَاجْعَلْ لَنا اَللّهُمَّ في هذِهِ الْعَشِيَّةِ نَصيباً مِنْ كُلِّ خَيْرٍ تَقْسِمُهُ بَيْنَ عِبادِكَ، وَنُورٍ تَهْدي بِهِ، وَرَحْمَةٍ تَنْشُرُها، وَبَرَكَةٍ تُنْزِلُها، وَعافِيَةٍ تُجَلِّلُها، وَرِزْقٍ تَبْسُطُهُ، يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، اَللَّهُمَّ اقْلِبْنا في هذَا الْوَقْتِ مُنْجِحينَ مُفْلِحينَ مَبْرُورينَ غانِمينَ، وَلا تَجْعَلْنا مِنَ الْقانِطينَ، وَلا تُخْلِنا مِنْ رَحْمَتِكَ، وَلا تَحْرِمْنا ما نُؤَمِّلُهُ مِنْ فَضْلِكَ، وَلا تَجْعَلْنا مِنْ رَحْمَتِكَ مَحْرُومينَ، وَلا لِفَضْلِ ما نُؤَمِّلُهُ مِنْ عَطآئِكَ قانِطينَ، وَلا تَرُدَّنا خائِبينَ ،وَلا مِنْ بابِكَ مَطْرُودينَ، يا اَجْوَدَ الاََجْوَدينَ، وَاَكْرَمَ الاكْرَمينَ، اِلَيْكَ اَقْبَلْنا مُوقِنينَ، وَلِبَيْتِكَ الْحَرامِ آمّينَ قاصِدينَ، فَاَعِنّا عَلى مَناسِكِنا، وَاَكْمِلْ لَنا حَجَّنا، وَاْعْفُ عَنّا وَعافِنا، فَقَدْ مَدَدْنا اِلَيْكَ اَيْديَنا فَهِيَ بِذِلَّةِ الإعْتِرافِ مَوْسُومَةٌ، اَللَّهُمَّ فَاَعْطِنا في هذِهِ الْعَشِيَّةِ ما سَأَلْناكَ، وَاكْفِنا مَا اسْتَكْفَيْناكَ، فَلا كافِيَ لَنا سِواكَ، وَلا رَبَّ لَنا غَيْرُكَ، نافِذٌ فينا حُكْمُكَ، مُحيطٌ بِنا عِلْمُكَ، عَدْلٌ فينا قَضآؤُكَ، اِقْضِ لَنَا الْخَيْرَ، وَاجْعَلْنا مِنْ اَهْلِ الْخَيْرِ، اَللَّهُمَّ اَوْجِبْ لَنا بِجُودِكَ عَظيمَ الاجْرِ، وَكَريمَ الذُّخْرِ، وَدَوامَ الْيُسْرِ، وَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا اَجْمَعينَ، وَلا تُهْلِكْنا مَعَ الْهالِكينَ، وَلا تَصْرِفْ عَنّا رَأفَتَكَ وَرَحْمَتَك يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، اَللّهُمَّ اجْعَلْنا في هذَا الْوَقْتِ مِمَّنْ سَاَلَكَ فَاَعْطَيْتَهُ، وَشَكَرَكَ فَزِدْتَهُ، وَتابَ اِلَيْكَ فَقَبِلْتَهُ وَتَنَصَّلَ اِلَيْكَ مِنْ ذُنُوبِهِ كُلِّها فَغَفَرْتَها لَهُ ،يا ذَا الْجَلالِ وَالإكْرامِ، اَللّهُمَّ وفَقِّنا وَسَدِّدْنا واقْبَلْ تَضَرُّعَنا، يا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ، وَيا اَرْحَمَ مَنِ اسْتُرْحِمَ، يا مَنْ لا يَخْفى عَلَيْهِ اِغْماضُ الْجُفُونِ، َولا لَحْظُ الْعُيُونِ، وَلا مَا اسْتَقَرَّ فِي الْمَكْنُونِ، وَلا مَا انْطَوَتْ عَلَيْهِ مُضْمَراتُ الْقُلُوبِ، اَلا كُلُّ ذلِكَ قَدْ اَحْصاهُ عِلْمُكَ، وَوَسِعَهُ حِلْمُكَ، سُبْحانَكَ وَتَعالَيْتَ عَمّا يَقُولُ الظّالِمُونَ عُلُوّاً كَبيراً، تُسَبِّحُ لَكَ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالارَضُونَ وَمَنْ فيهِنَّ، وَاِنْ مِنْ شيءٍ اِلاّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَالْمجْدُ وَعُلُوُّ الْجَدِّ، يا ذَا الْجَلالِ وَالإكْرامِ، وَالْفَضْلِ وَالإنْعامِ، وَالايادِي الْجِسامِ، وَاَنْتَ الْجَوادُ الْكَريم الرَّؤُوفُ الرَّحيمُ، اَللَّهُمَّ اَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلالِ، وَعافِني في بَدَني وَديني، وَآمِنْ خَوْفي وَاعْتِقْ رَقَبَتي مِنَ النّارِ، اَللّهُمَّ لا تَمْكُرْ بي وَلا تَسْتَدْرِجْني، وَلا تَخْدَعْني، وَادْرَأ عَنّي شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَالانْسِ .
ثمّ رفع رأسه وبصره الى السّماء وعيناه تفيضان بالدمعٍ كأنهما مزادتان وقال :
يا اَسْمَعَ السّامِعينَ ويا اَبْصَرَ النّاظِرينَ، وَيا اَسْرَعَ الْحاسِبينَ، وَيا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ السّادَةِ الْمَيامينَ، وَاَسْأَلُكَ اَللَّهُمَّ حاجَتِي اَّلتي اِنْ اَعْطَيْتَنيها لَمْ يَضُرَّني ما مَنَعْتَني، وَاِنْ مَنَعْتَنيها لَمْ يَنْفَعْني ما اَعْطَيْتَني، اَسْأَلُكَ فَكاكَ رَقَبَتي مِنَ النّارِ، لا اِلهَ الاّ اَنْتَ وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، لَكَ الْمُلْكُ وَلَكَ الْحَمْدُ وَاَنْتَ عَلى كُلِّ شيءٍ قَديرٌ، يا رَبُّ يا رَبُّ .
وكان يكرّر قوله يا رَبُّ فشغل من حوله عن الدّعاء لاَنفسهم واقبلوا على الاستماع له والتّأمين على دعائه ثمّ علت أصواتهم بالبكاء معه حتىغربت الشّمس وأفاض النّاس معه . الى هنا انتهىّ دعاء الحسين عليه السلام يوم عرفة كما أورده الكفعمي وكذا المجلسي في كتاب زاد المعاد الا أن السّيد ابن طاووس اضاف بعد يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ هذه الزيادة......................
اِلهي اَنَا الْفَقيرُ في غِنايَ فَكَيْفَ لا اَكُونُ فَقيراً في فَقْري، اِلهي اَنَا الْجاهِلُ في عِلْمي فَكَيْفَ لا اَكُونُ جَهُولاً في جَهْلي، اِلهي اِنَّ اخْتِلافَ تَدْبيرِكَ، وَسُرْعَةَ طَوآءِ مَقاديرِكَ، مَنَعا عِبادَكَ الْعارِفينَ بِكَ عَنْ السُّكُونِ اِلى عَطآءٍ، وَالْيأْسِ مِنْكَ في بَلاَءٍ، اِلهي مِنّي ما يَليقُ بِلُؤُمي وَمِنْكَ ما يَليقُ بِكَرَمِكَ، اِلهي وَصَفْتَ نَفْسَكَ بِاللُّطْفِ وَالرَّأْفَةِ لي قَبْلَ وُجُودِ ضَعْفي، اَفَتَمْنَعُني مِنْهُما بَعْدَ وُجُودِ ضَعْفي، اِلهي اِنْ ظَهَرَتِ المحاسِنُ مِنّي فَبِفَضْلِكَ، وَلَكَ الْمِنَّةُ عَلَيَّ، وَاِنْ ظَهَرْتِ الْمَساويَُ مِنّي فَبِعَدْلِكَ، وَلَكَ الْحُجَّةُ عَلَيَّ ،اِلهي كَيْفَ تَكِلُني وَقَدْ تَكَفَّلْتَ لي، وَكَيْفَ اُضامُ وَاَنْتَ النّاصِرُ لي، اَمْ كَيْفَ اَخيبُ وَاَنْتَ الْحَفِيُّ بي، ها اَنَا اَتَوَسَّلُ اِلَيْكَ بِفَقْري اِلَيْكَ، وَكَيْفَ اَتَوَسَّلُ اِلَيْكَ بِما هُوَ مَحالٌ اَنْ يَصِلَ اِلَيْكَ، اَمْ كَيْفَ اَشْكُو اِلَيْكَ حالي وَهُوَ لا يَخْفى عَلَيْكَ، اَمْ كَيْفَ اُتَرْجِمُ بِمَقالي وَهُوَ مِنَكَ بَرَزٌ اِلَيْكَ، اَمْ كَيْفَ تُخَيِّبُ آمالي وَهِيَ قَدْ وَفَدَتْ اِلَيْكَ، اَمْ كَيْفَ لا تُحْسِنُ اَحْوالي وَبِكَ قامَتْ، اِلهي ما اَلْطَفَكَ بي مَعَ عَظيمِ جَهْلي، وَما اَرْحَمَكَ بي مَعَ قَبيحِ فِعْلي، اِلهي ما اَقْرَبَكَ مِنّي وَاَبْعَدَني عَنْكَ، وَما اَرْاَفَكَ بي فَمَا الَّذي يَحْجُبُني عَنْكَ، اِلهي عَلِمْتُ بِاِخْتِلافِ الاَْثارِ وَتَنقُّلاتِ الاطْوارِ اَنَّ مُرادَكَ مِنّي اَنْ تَتَعَرَّفَ اِلَيَّ في كُلِّ شيءٍ حَتّى لا اَجْهَلَكَ في شيءٍ، اِلهي كُلَّما اَخْرَسَني لُؤْمي اَنْطَقَني كَرَمُكَ، وَكُلَّما آيَسَتْني اَوْصافي اَطْمَعَتْني مِنَنُكَ، اِلهي مَنْ كانَتْ مَحاسِنُهُ مَساوِيَ، فَكَيْفَ لا تَكُونُ مُساويهِ مَساوِىَ، وَمَنْ كانَتْ حَقايِقُهُ دَعاوِي فَكَيْفَ لا تَكُونُ دَعاوِيَهِ دَعاوِىَ، اِلهي حُكْمُكَ النّافِذُ، وَمَشِيَّتُكَ الْقاهِرَةُ لَمْ يَتْرُكا لِذي مَقالٍ مَقالاً، وَلا لِذي حالٍ حالاً، اِلهي كَمْ مِنْ طاعَةٍ بَنَيْتُها، وَحالَةٍ شَيَّدْتُها، هَدَمَ اِعْتِمادي عَلَيْها عَدْلُكَ، بَلْ اَقالَني مِنْها فَضْلُكَ، اِلهي اِنَّكَ تَعْلَمُ اَنّي وَاِنْ لَمْ تَدُمِ الطّاعَةُ مِنّي فِعْلاً جَزْماً فَقَدْ دامَتْ مَحَبَّةً وَعَزْماً، اِلهي كَيْفَ اَعْزِمُ وَاَنْتَ الْقاهِرُ، وَكَيْفَ لا اَعْزِمُ وَاَنْتَ الاَْمِرُ، اِلهي تَرَدُّدي فِي الاَْثارِ يُوجِبُ بُعْدَ الْمَزارِ، فَاجْمَعْني عَلَيْكَ بِخِدْمَةٍ تُوصِلُني اِلَيْكَ، كَيْفَ يُسْتَدَلُّ عَلَيْكَ بِما هُوَ في وُجُودِهِ مُفْتَقِرٌ اِلَيْكَ، اَيَكُونُ لِغَيْرِكَ مِنَ الظُّهُورِ ما لَيْسَ لَكَ حَتّى يَكُونَ هُوَ الْمُظْهِرَ لَكَ، مَتى غِبْتَ حَتّى تَحْتاجَ اِلى دَليلٍ يَدُلُّ عَليْكَ، وَمَتى بَعُدْتَ حَتّى تَكُونَ الاَْثارهِيَ الَّتي تُوصِلُ اِلَيْكَ، عَمِيَتْ عَيْنٌ لا تَراكَ عَلَيْها رَقيباً، وَخَسِرَتْ صَفْقَةُ عَبْدٍ لَمْ تَجْعَلْ لَهُ مِنْ حُبِّكَ نَصيباً، اِلهي اَمَرْتَ بِالرُّجُوعِ اِلَى الاَْثارِ فَاَرْجِعْني اِلَيْكَ بِكِسْوَةِ الانْوارِ وَهِدايَةِ الاسْتِبصار حَتّى اَرْجَعَ اِلَيْكَ مِنْها كَما دَخَلْتُ اِلَيْكَ مِنْها، مَصُونَ السِّرِّ عَنِ النَّظَرِ اِلَيْها، وَمَرْفُوعَ الْهِمَّةِ عَنِ الاعْتِمادِ عَلَيْها، اِنَّكَ عَلى كُلِّ شيءٍ قَديرٌ، اِلهي هذا ذُلّي ظاهِرٌ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَهذا حالي لا يَخْفى عَلَيْكَ، مِنْكَ اَطْلُبُ الْوُصُولُ اِلَيْكَ، َوِبَكَ اَسْتَدِلُّ عَلَيْكَ، فَاهْدِني بِنُورِكَ اِلَيْكَ، وَاَقِمْني بِصِدْقِ الْعُبُودِيَّةِ بَيْنَ يَدَيْكَ، اِلهي عَلِّمْني مِنْ عِلْمِكَ المخْزُونِ، وَصُنّي بِسِتْرِكَ الْمَصُونِ، اِلهي حَقِّقْني بِحَقائِقِ اَهْلِ الْقُرْبِ، وَاسْلُكْ بي مَسْلَكَ اَهْلِ الْجَذْبِ، اِلهي اَغْنِني بِتَدْبيرِكَ لي عَنْ تَدْبيري وَبِاخْتِيارِكَ عَنِ اخْتِياري، وَاَوْقِفْني عَلى مَراكِزِ اضْطِراري، اِلهي اَخْرِجْني مِنْ ذُلِّ نَفْسي، وَطَهِّرْني مِنْ شَكّي وَشِرْكي قَبْلَ حُلُولِ رَمْسي، بِكَ اَنْتَصِرُ فَانْصُرْني، وَعَلَيْكَ اَتَوَكَّلُ فَلا تَكِلْني، وَاِيّاكَ اَسْأَلُ فَلا تُخَيِّبْني، وَفي فَضْلِكَ اَرْغَبُ فَلا تَحْرِمْني، وَبِجَنابِكَ اَنْتَسِبُ فَلا تُبْعِدْني، وَبِبابِكَ اَقِفُ فَلا تَطْرُدْني، اِلهي تَقَدَّسَ رِضاكَ اَنْ يَكُونَ لَهُ عِلَّةٌ مِنْكَ، فَكَيْفَ تَكُونُ لَهُ عِلَّةٌ مِنّي، اِلهي اَنْتَ الْغِنيُّ بِذاتِكَ اَنْ يَصِلَ اِلَيْكَ النَّفْعُ مِنْكَ، فَكَيْفَ لا تَكُونُ غَنِيّاً عَنّي، اِلهي اِنَّ الْقَضآءَ وَالْقَدَرَ يُمَنّيني، وَاِنَّ الْهَوى بِوَثائِقِ الشَّهْوَةِ اَسَرَني، فَكُنْ اَنْتَ النَّصيرَ لي، حَتّى تَنْصُرَني وَتُبَصِّرَني، وَاَغْنِني بِفَضْلِكَ حَتّى اَسْتَغْنِىَ بِكَ عَنْ طَلَبي، اَنْتَ الَّذي اَشْرَقْتَ الانْوارَ في قُلُوبِ اَوْلِيآئِكَ حَتّى عَرَفُوكَ وَوَحَّدوكَ، اَنْتَ الَّذي اَزَلْتَ الاغْيارَ عَنْ قُلُوبِ اَحِبّائِكَ حَتّى لَمْ يُحِبُّوا سِواكَ، وَلَمْ يَلْجَأوا اِلى غَيْرِكَ، اَنْتَ الْمُوْنِسُ لَهُمْ حَيْثُ اَوْحَشَتْهُمُ الْعَوالِمُ، وَاَنْتَ الَّذي هَدَيْتَهُمْ حَيْثُ اسْتَبانَتْ لَهُمُ الْمَعالِم ماذا وَجَدَ مَنْ فَقَدَكَ، وَمَا الَّذي فَقَدَ مَنْ وَجَدَكَ، لَقَدْ خابَ مَنْ رَضِىَ دُونَكَ بَدَلاً، وَلَقَدْ خَسِرَ مَنْ بَغى عَنْكَ مُتَحَوِّلاً، كَيْفَ يُرْجى سِواكَ وَاَنْتَ ما قَطَعْتَ الاحْسانَ، وَكَيْفَ يُطْلَبُ مِنْ غَيْرِكَ وَاَنْتَ ما بَدَّلْتَ عادَةَ الامْتِنانِ، يا مَنْ اَذاقَ اَحِبّآئهُ حَلاوَةَ الْمُؤانَسَةِ، فَقامُوا بَيْنَ يَدَيْهِ مُتَمَلِّقينَ، وَيا مَنْ اَلْبَسَ اَوْلِيائهُ مَلابِسَ هَيْبَتِهِ، فَقامُوا بَيْنَ يَدَيْهِ مُسْتَغْفِرينَ، اَنْتَ الذّاكِرُ قَبْلَ الذّاكِرينَ وَاَنْتَ الْبادي بِالاحْسانِ قَبْلَ تَوَجُّهِ الْعابِدينَ وَاَنْتَ الْجَوادُ بِالْعَطآءِ قَبْلَ طَلَبِ الطّالِبينَ وَاَنْتَ الْوَهّابُ ثُمَّ لِما وَهَبْتَ لَنا مِنَ الْمُسْتَقْرِضينَ اِلهي اُطْلُبْني بِرَحْمَتِكَ حَتّى اَصِلَ اِلَيْكَ، وَاجْذِبْني بِمَنِّكَ حَتّى اُقْبِلَ عَلَيْكَ، اِلهي اِنَّ رَجآئي لا يَنْقَطِعُ عَنْكَ وَاِنْ عَصَيْتُكَ كَما اَنَّ خَوْفي لا يُزايِلُني وَاِنْ اَطَعْتُكَ، فَقَدْ دَفَعْتَنِي الْعَوالِمُ اِلَيْكَ وَقَدْ اَوْقَعَني عِلْمي بِكَرَمِكَ عَلَيْكَ، اِلهي كَيْفَ اَخيبُ وَاَنْتَ اَمَلي، اَمْ كَيْفَ اُهانُ وَعَلَيْكَ مُتَكَّلي، اِلهي كَيْفَ اَسْتَعِزُّ وَفِي الذِّلَّةِ اَرْكَزْتَني، اَمْ كَيْفَ لا اَسْتَعِزُّ وَاِلَيْكَ نَسَبْتَني، اِلهي كَيْفَ لا اَفْتَقِرُ وَاَنْتَ الَّذي في الْفُقَرآءِ اَقَمْتَني، اَمْ كَيْفَ اَفْتَقِرُ وَاَنْتَ الَّذي بِجُودِكَ اَغْنَيْتَني، وَاَنْتَ الَّذي لا اِلهَ غَيْرُكَ تَعَرَّفْتَ لِكُلِّ شيءٍ فَما جَهِلَكَ شيءُ، وَاَنْتَ الَّذي تَعَرَّفْتَ اِلَيَ في كُلِّ شيء فَرَاَيْتُكَ ظاهِراً في كُلِّ شيءٍ وَاَنْتَ الظّاهِرُ لِكُلِّ شيءٍ، يا مَنِ اسْتَوى بِرَحْمانِيَّتِهِ فَصارَ الْعَرْشُ غَيْباً في ذاِتِهِ، مَحَقْتَ الاثارَ بِالاثارِ وَمَحَوْتَ الاغْيارَ بِمُحيطاتِ اَفْلاكِ الانْوارِ، يا مَنِ احْتَجَبَ في سُرادِقاتِ عَرْشِهِ عَنْ اَنْ تُدْرِكَهُ الابْصارُ، يا مَنْ تَجَلّى بِكَمالِ بَهآئِهِ فَتَحَقَّقتْ عَظَمَتُهُ مَنْ الاسْتِوآءَ، كَيْفَ تَخْفى وَاَنْتَ الظّاهِرُ، اَمْ كَيْفَ تَغيبُ وَاَنْتَ الرَّقيبُ الْحاضِرُ اِنَّكَ عَلى كُلِّ شيءٍ قَديرٍ، وَالْحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ .
ومنه : دعاء
الامام علي بن الحسين
( عليه السلام )
يوم عرفة
الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام رب الأرباب وإله كل مألوه وخالق كل مخلوق ووارث كل شيء ليس كمثله شيء ولا يعزب عنه علم شيء وهو بكل شيء محيط وهو على كل شيء رقيب أنت الله لا إله إلا أنت الأحد المتوحد الفرد المتفرد وأنت الله لا إله إلا أنت الكريم المتكرم العظيم المتعظم الكبير المتكبر وأنت الله لا إله إلا أنت العلي المتعال الشديد المحال وأنت الله لا إله إلا أنت الرحمن الرحيم العليم الحكيم وأنت الله لا إله إلا أنت السميع البصير القديم الخبير وأنت الله لا إله إلا أنت الكريم الأكرم الدائم الأدوم وأنت الله لا إله إلا أنت الأوّل قبل كل احدٍ والاخر بعد كل عددٍ وأنت الله لا إله إلا أنت الداني في علوهِ والعالي في دنوه وأنت الله لا إله إلا أنت ذو البهاء والمجد والكبرياء والحمد وأنت الله لا إله إلا أنت الذي انشأت الاشياء من غير سنخ وصورت ما صورت من غير مثال وابتدعت المبتدعات بلا احتذاء أنت الذي قدرت كل شيء تقديرا ويسرت كل شيء تيسيرا ودبرت ما دونك تدبيرا أنت الذي لم يعنك على خلقك شريك ولم يوازرك في امرك وزير ولم يكن لك شاهدٌ ولا نظير أنت الذي اردت فكان حتماً ما اردت وقضيت فكان عدلاً ما قضيت وحكمت فكان نصفاً ما حكمت أنت الذي لا يحويك مك ان ولم يقم لسلطانك سلطان ولم يعيك برهان ولا بيان أنت الذي احصيت كل شيء عدداً وجعلت لكل شيء امداً وقدرت كل شيء تقديراً أنت الذي قصرت الاوهام عن ذاتيتك وعجزت الافهام عن كيفيتك ولم تدرك الأبصار موضع أينيتك أنت الذي لا تحد فتكون محدوداً ولم تمثل فتكون موجوداً ولم تلد فتكون مولوداً أنت الذي لا ضد معك فيعاندك ولا عدل لك فيكاثرك ولا ندّ لك فيعارضك أنت الذي ابتدء واخترع واستحدث وابتدع واحسن صنع ما صنع سبحانك ما اجل شانك وأسنى في الأماكن مكانكَ واصدع بالحق فرقانك سبحانك من لطيفٍ ما الطفك ورؤوفٍ ما أرءفك وحكيم ما أعرفك سبحانك من مليكٍ ما أمنعك وجواد ما أوسعك ورفيعٍ ما أرفعك ذو البهاء والمجد والكبرياء والحمد سبحانك بسطت بالخيرات يدك وعرفت الهداية من عندك فمن التمسك لدين او دنيا وجدك سبحانك خضع لك من جرى في علمك وخشع لعظمتك ما دون عرشك وأنقاد للتسليم لك كل خلقك سبحانك لا تحس ولا تجس ولا تمس ولا تكاد ولا تماط ولا تنازع ولا تجارى ولا تمارى ولا تخادع ولا تماكر سبحانك سبيلك جدد وأمرك رشدٌ وأنت حيٌ صمدٌ سبحانك قولك حكم وقضاؤك حتمٌ وإرادتك عزم سبحانك لاراد لمشيتك ولامبدل لكلماتك سبحانك باهر الايات فاطر السموات بارئ النسمات لك الحمد حمداً يدوم بدوامك ولك الحمد حمداً خالدا بنعمتك ولك الحمد حمداً يوازي صنعك ولك الحمد حمداً يزيد على رضاك ولك الحمد حمداً مع حمد كل حامدٍ وشكراً يقصر عنه شكر كل شاكرٍ حمداً لا ينبغي إلا لك ولا يتقرب به إلا إليك حمداً يستدام به الأول ويستدعى به دوام الاخر حمداً يتضاعف على كرور الأزمنة ويتزايد اضعافاً مترادفة حمداً يعجز عن احصائه الحفظة ويزيد على ما احصته في كتابك الكتبة حمداً يوازن عرشك المجيد ويعادل كرسيك الرفيع حمداً يكمل لديك ثوابه ويستغرق كل جزاء جزاؤه حمداً ظاهره وفق لباطنه وباطنه وفق لصدق النية حمداً لم يحمدك خلق مثله ولا يعرف احد سواك فضله حمداً يعان من اجتهد في تعديده ويؤيد من اغرق نزعا في توفيته حمداً يجمع ما خلقت من الحمد وينتظم ما أنت خالقه من بعد حمداً لاحمد اقرب إلى قولك منه ولا أحمد ممن يحمدك به حمداً يوجب بكرمك المزيد بوفوره وتصله بمزيد بعد مزيد طولاً منك حمداً يجب لكرم وجهك ويقابل عزّ جلالك رب صل على محمد وآل محمد المنتجب المصطفى المكرم المقرّب افضل صلواتك وبارك عليه أتم بركاتك وترحم عليه أمتع رحماتك رب صل على محمدٍ وآله صلوة زاكية لا تكون صلوة ازكى منها وصل عليه صلوة نامية لا تكون صلوة انمى منها وصل عليه صلوة راضية لا تكون صلوةٌ فوقها رب صل على محمدٍ وآله صلوة ترضيه وتزيد على رضاه وصل عليه صلوة ترضيك وتزيد على رضاك له وصلِّ عليه صلوة لا ترضى له إلا بها ولا ترى غيره لها أهلاً رب صل على محمد وآله صلوة تجاوز رضوانك ويتصل اتصالها ببقائك ولا ينفذ كما لا تنفذ كلماتك رب صل على محمدٍ وآله صلوة تنتظم صلوات ملائكتك وأنبيائك ورسلك وأهل طاعتك وتشتمل على صلوات عبادك من جنك وانسك واهل اجابتك وتجتمع على صلوة كل من ذرأت وبرأت من اصناف خلقك رب صل عليه وآله صلوة تحيط بكل صلوةٍ سالفةٍ ومستأنفةٍ وصل عليه وعلى آله صلوة مرضية لك ولمن دونك وتنشئ مع ذلك صلوة تضاعف معها تلك الصلوات عندها وتزيدها على كرور الأيام زيادة في تضاعيف لا يعدها غيرك رب صل على اطائب اهل بيته الذين اخترتهم لامرك وجعلتهم خزنة علمك وحفظة دينك وخلفائك في ارضك وحججك على عبادك وطهرتهم من الرجس والدنس تطهيراً بارادتك وجعلتهم الوسيلة إليك والمسلك إلى جنتك رب صل على محمد وآله صلوة تجزل لهم بها من نحلك وكرامتك وتكمل لهم الأشياء من عطاياك ونوافلك وتوفر عليهم الحظ من عوائدك وفوائدك رب صل عليه وعليهم صلوة لا امد في أولها و لا غاية لامدها ولا نهاية لاخرها رب صل عليهم زنة عرشك وما دونه وملأ سمواتك وما فوقهن وعدد ارضييك وما تحتهن وما بينهن صلوة تقرّبهم منك زلفى و تكون لك ولهم رضى ومتصلةٌ بنظائرهن ابداً اللهم إنك ايدت دينك في كل اوان بامامٍ اقمته علما لعبادك ومناراً في بلادك بعد أن وصلت حبله بحبلك وجعلته الذريعة إلى رضوانك وافترضت طاعته وحذرت معصيته وامرت بامتثال اوامره والانتهاء عند نهيه وألا يتقدمه متقدم ولا يتأخر عنه متأخر فهو عصمة اللائذين وكهف المؤمنين وعروة المتمسكين وبهاء العالمين اللهم فاوزع لوليك شكر ما انعمت به عليه واوزعنا مثله فيه واته من لدنك سلطاناً نصيراً وافتح له فتحاً يسيراً واعنه بركنك الأعز وإشدد أزره وقو عضده وراعه بعينك واحمه بحفظك وانصره بملائكتك وامدده بجندك الأغلب وأقم به كتابك وحدودك وشرائعك وسنن رسولك ـ صلواتك اللهم عليه وآله ـ واحي به ما اماته الظالمون من معالم دينك واجل به صداء الجور عن طريقتك وابن به الضراء من سبيلك وازل به الناكبين عن صراطك وامحق به بغاة قصدك عوجاً وألن جانبه لأوليائك وابسط يده على أعدائك وهب لنا رأفته ورحمته وتعطفه وتحننه واجعلنا له سامعين مطيعين وفي رضاه ساعين وإلى نصرته والمدافعة عنه مكنفين وإليك وإلى رسولك صلواتك اللهم عليه واّله بذلك متقربين اللهم وصل على أوليائهم المعترفين بمقامهم المتبعين منهجهم المقتفين اثارهم المستمسكين بعروتهم المتمسكين بولايتهم المؤتمين بامامتهم المسلمين لأمرهم المجتهدين في طاعتهم المنتظرين ايامهم المادين إليهم أعينهم الصلوات المباركات الزاكيات الناميات الغاديات الرائحات وسلم عليهم وعلى ارواحهم واجمع على التقوى امرهم واصلح لهم شؤونهم وتب عليهم إنك أنت التواب الرحيم وخير الغافرين واجعلنا معهم في دار السلام برحمتك يا ارحم الراحمين اللهم هذا يوم عرفة يوم شرفته وكرمته وعظمته نشرت فيه رحمتك ومننت فيه بعفوك وأجزلت فيه عطيتك وتفضلت به على عبادك اللهم وأناعبدك ألذي أنعمت عليه قبل خلقك له وبعد خلقك إياه فجعلته ممن هديته لدينك ووفقته لحقك وعصمته بحبلك وأدخلته في حزبك وأرشدته لموالاة أوليائك ومعاداة أعدائك ثم أمرته فلم يأتمر وزجرته فلم ينزجر ونهيته عن معصيتك فخالف أمرك إلى نهيك لا معاندة لك ولاإستكباراً عليك بل دعاه هواه إلى ما زيلته وإلى ما حذرته وأعانه على ذلك عدوك وعدوه فأقدم عليه عارفاً بوعيدك راجياً لعفوك واثقا بتجاوزك وكان أحق عبادك مع ما مننت عليه ألا يفعل وها أناذا بين يديك صاغراً ذليلاً خاضعاً خاشعاً خائفاً معترفاً بعظيمٍ من الذنوب تحملته وجليلٍ من الخطايا إجترمته مستجيراً بصفحك لائذاً برحمتك موقنا إنه لا يجيرني منك مجيرٌ ولا يمنعني منك مانعٌ فعد علي بما تعود به على من إقترفَ من تغمدك وجد عليَّ بما تجود به على من القى بيده اليك من عفوك وأمنن عليَّ بما لا يتعاظمك أن تمن به علىّ من املك من غفرانك واجعل لي في هذا اليوم نصيباً أنال به حظاً من رضوانك ولا تردني صفراً مما ينقلب به المتعبدون لك من عبادك وإني وإن لم اقدم ما قدموه من الصالحات فقد قدمت توحيدك ونفى الأضداد والأنداد والأشباه عنك وأتيتك من الأبواب التي أمرت أن تؤتى منها وتقربت إليك بما لا يقرب أحدٌ منك إلا بالتقرب به ثم أتبعت ذلك بالأنابة إليك والتذلل والأستكانة لك وحسن الظن بك والثقة بما عندك وشفعته برجائك الذي قل ما يخيب عليه راجيك وسألتك مسألة الحقير الذليل البائس الفقير الخائف المستجير ومع ذلك خيفة وتضرعاً وتعوذاً وتلوذاً لا مستطيلاً بتكبر المتكبرين ولا متعاليا بدالّةِ المطيعين ولا مستطيلاً بشفاعة الشافعين وأنا بعد أقل الأقلين وأذل الأذلين ومثل الذرة أودونها فيامن لم يعاجل المسيئين ولا ينده المترفين ويا من يمن باقالة العاثرين ويتفضل بانظار الخاطئين انا المسيء المعترف الخاطئ العاثر انا الذي أقدم عليك مجترئاً انا الذي عصاك متعمداً أنا الذي استخفى من عبادك وبارزك أنا الذي هاب عبادك وأمنك أنا الذي لم يرهب سطوتك ولم يخف بأسك انا الجاني على نفسه أنا المرتهن ببليته أنا القليل الحياء أنا الطويل العناء بحق من انتجبت من خلقك وبمن اصطفيته لنفسك بحق من اخترت من بريتك ومن اجتبيت لشأنك بحق من وصلت طاعته بطاعتك ومن جعلت معصيته كمعصيتك بحق من قرنت موالاته بموالاتك ومن نطت معاداته بمعاداتك تغمدني في يومي هذا بما تتغمد به من جار إليك متنصلاً وعاذ باستغفارك تائباً وتولني بما تتولى به أهل طاعتك والزلفى لديك والمكانة منك وتوحدني بما تتوحد به من وفى بعهدك وأتعب نفسه في ذاتك وأجهدها في مرضاتك ولا تؤاخذني بتفريطي في جنبك وتعدّي طوري في حدودك ومجاوزة أحكامك ولا تستدرجني باملائك لي إستدراج من منعني خير ما عنده ولم يشركك في حلول نعمه بي ونبهني من رقدة الغافلين وسنة المسرفين ونعسة المخذولين وخذ بقلبي إلى ما استعملت به القانتين واستعبدت به المتعبدين واستنقذت به المتهاونين وأعذني مما يباعدني عنك ويحول بيني وبين حظي منك ويصدني عما احاول لديك وسهل لي مسلك الخيرات إليك والمسابقة إليها من حيث أمرت والمشاحة فيها على ما أردت ولا تمحقني فيمن تمحق من المستخفين بما أوعدت ولا تهلكني مع من تهلك من المتعرضين لمقتك ولا تتبرني فيمن تتبر من المنحرفين عن سبلك ونجيني من غمرات الفتنة وخلصني من لهوات البلوى وأجرني من أخذ الاملاء وحل بيني وبين عدوٍ يضلني وهوى يوبقني ومنقصةٍ ترهقني ولا تعرض عني إعراض من لا ترضى عنه بعد غضبك ولا تؤيسني من الامل فيك فيغلب علي القنوط من رحمتك ولا تمنحني بما لا طاقة لي به فتبهظني مما تحملنيه من فضل محبتك ولا ترسلني من يدك إرسال من لا خير فيه ولا حاجة بك إليه ولا إنابة له ولا ترم بي رمى من سقط من عين رعايتك ومن اشتمل عليه الخزى من عندك بل خذ بيدي من سقطة المتردين ووهلة المتعسفين وزلة المغرورين وورطة الهالكين وعافني مما أبتليت به طبقات عبيدك وإمائك وبلغني مبالغ من عنيت به وأنعمت عليه ورضيت عنه فأعشته حميداً وتوفيته سعيداً وطوقني طوق الإقلاع عما يحبط الحسنات ويذهب بالبركات وأشعر قلبي الأزدجار عن قبائح السيئات وفواضح الحوبات ولا تشغلني بما لا أدركه إلا بك عما لا يرضيك عني غيره وأنزع من قلبي حب دنيا دنية تنهى عما عندك وتصد عن ابتغاء الوسيلة إليك وتذهل عن التقرب منك وزين لي التفرد بمناجاتك بالليل والنهار وهب لي عصمة تدنيني من خشيتك وتقطعني عن ركوب محارمك وتفكني من أسر العظائم وهب لي التطهير من دنس العصيان وأذهب عني درن الخطايا وسربلني بسربال عافيتك وردني رداء معافاتك وجللني سوابغ نعمائك وظاهر لدى فضلك وطولك وأيدني بتوفيقك وتسديدك وأعني على صالح النية ومرضي القول ومستحسن العمل ولا تكلني إلى حولي وقوتي دون حولك وقوتك ولا تخزني يوم تبعثني للقائك ولا تفضحني بين يدي أوليائك ولا تنسني ذكرك ولا تذهب عني شكرك بل ألزمنيه في أحوال السهو عند غفلات الجاهلين لالائك وأوزعني أن أثني بما أوليتنيه وأعترف بما أسديته إلي وأجعل رغبتي إليك فوق رغبة الراغبين وحمدي إياك فوق حمد الحامدين ولا تخذلني عند فاقتي إليك ولا تهلكني بما أسديته إليك ولا تجبهني بما جبهت به المعاندين لك فاني لك مسلم أعلم أن الحجة لك وإنك أولى بالفضل وأعود بالاحسان وأهل التقوى وأهل المغفرة وإنك بان تعفوأولى منك بان تعاقب وإنك بان تستر أقرب منك إلى أن تشهر فأحيني حيوة طيبة تنتظم بما أريد وتبلغ ما أحب من حيث لا أتي ما تكره ولا أرتكب ما نهيت عنه وأمتني ميتة من يسعى نوره بين يديه وعن يمينه وذللني بين يديك وأعزني عند خلقك وضعني إذا خلوت بك وأرفعني بين عبادك وأغنني عمن هو غني عني وزدني إليك فاقةً وفقراً وأعذني من شماتة الأعداء ومن حلول البلاء ومن الذل والعناء تغمدني فيما اطلعت عليه مني بما يتغمد به القادر على البطش لولا حلمه والاخذ على الجريرة لولا أناته واذا أردت بقوم فتنة او سوء فنجني منها لو اذاً بك وإذا لم تقمني مقام فضيحةٍ في دنياك فلا تقمني مثله في اّخرتك وأشفع لي أوائل مننك بأواخرها وقديم فوائدك بحوادثها ولا تمدد لي مدا يقسو معه قلبي ولا تقر عني قارعة يذهب لها بهائي ولا تسمني خسيسة يصغر لها قدري ولا نقيصة يجهل من اجلها مكاني ولا ترعني روعة أبلس بها ولا خيفة أوجس دونها أجعل هيبتي في وعيدك وحذري من اعذارك وأنذارك ورهبتي عند تلاوة اّياتك وأعمر ليلي بايقاظي فيه لعبادتك وتفردي بالتهجد لك وتجردي بسكوني إليك وإنزال حوائجي بك ومنازلتي إياك في فكاك رقبتي من نارك وإجارتي مما فيه أهلها من عذابك ولا تذرني في طغياني عامها ولا في غمرتي ساهيا حتى حين ولا تجعلني عظة لمن إتعظ ولا نكالا لمن اعتبر ولا فتنة لمن نظر ولا تمكرني فيمن تمكر به ولا تستبدل بي غيري ولا تغير لي إسماً ولا تبدل لي جسماً ولا تتخذني هزواً لخلقك ولا سخرياً لك ولا تبعاً إلا لمرضاتك ولا ممتهناً إلا بالانتقام لك وأوجدني برد عفوك وحلاوة رحمتك وروحك وريحانك وجنة نعيمك وأذقني طعم الفراغ لما تحب بسعةٍ من سعتك وألاجتهاد فيما يزلف لديك وعندك وأتحفني بتحفةٍ من تحافك وأجعل تجارتي رابحة وكرتي غير خاسرةٍ وأخفني مقامك وشوقني لقاءك وتب علي توبة نصوحا لا تبق معها ذنوبا صغيرة ولا كبيرة ولا تذر معها علانية ولا سريرة وأنزع الغل من صدري للمؤمنين وأعطف بقلبي على الخاشعين وكن لي كما تكون للصالحين وحلني حلة المتقين وأجعل لي لسان صدق في الغابرين وذكراً نامياً في الاخرين وواف بي عرصة الأولين وتمم سبوغ نعمتك عليَّ وظاهر كراماتها لدى أملأ من فوائدك يدي وسق كرائم مواهبك إلي وجاور بي الأطيبين من اوليائك في الجنان التي زينتها لأصفيائك وجللني شرائف نحلك في المقامات المعدة لأحبائك وأجعل لي عندك مقيلاً اّوى اليه مطمئنا ومثابة أتبوؤها واقر عيناً ولا تقايسني بعظيمات الجرائر ولا تهلكني يوم تبلي السرائر وأزل عني كل شك وشبهةٍ وأجعل لي في الحق طريقاً من كل رحمةٍ وأجزل لي قسم المواهب من نوالك ووفر علي حظوظ الأحسان من أفضالك وأجعل قلبي واثقا بما عندك وهمي مستفرغا لما هو لك وأستعملني بما تستعمل به خالصتك وأشرب قلبي عند ذهول العقول طاعتك وأجمع لي الغنى والعفاف والدعة والمعافاة والصحة والسعة والطمأنينة والعافية ولا تحبط حسناتي بما يشوبها من معصيتك ولا خلواتي بما يعرض لي من نزغات فتنتك وصن وجهي عن الطلب إلى أحدٍ من العالمين وذبني عن التماس ما عند الفاسقين ولا تجعلني للظالمين ظهيراً ولا لهم على محو كتابك يداً ونصيراً وحطني من حيث لا أعلم حياطة تقيني بها وأفتح لي أبواب توبتك ورحمتك ورأفتك و رزقك الواسع إني إليك من الراغبين وأتمم لي أنعامك إنك خير المنعمين وأجعل باقي عمري في الحج والعمرة إبتغاء وجهك يا رب العالمين وصلى الله على محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين ( والسلام عليه وعليهم أبد الأبدين )...
ومنه :
ما في صحيحة معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إنما تعجل الصلاة وتجمع بينهما لتفرغ نفسك للدعاء ، فانه يوم دعاء ومسألة ، ثم تاتي الموقف وعليك السكينة والوقار فاحمد الله ، وهلّله ومجده وأثن عليه ، وكبرّه مائة مرة ، واحمده مائة مرة ، وسبحه مائة مرة ، وإقرأ قل هو الله أحد مائة مرة ، وتخير لنفسك من الدعاء ما أحببت وأجتهد فانه يوم دعاء ومسألة ، وتعوذ بالله من الشيطان فإن الشيطان لن يذهلك في موطن قطّ أحب اليه من أن يذهلك في ذلك الموطن ، وإياك أن تشتغل بالنظر إلى الناس ، وأقبل قبل نفسك ، وليكن فيما تقول ( اللهم إني عبدك فلا تجعلني من أخيب وفدك ، وأرحم مسيري إليك من الفج العميق ) .
وليكن فيما تقول .
( اللهم رب المشاعر كلها فك رقبتي من النار وأوسع علي من رزقك الحلال ، وادرأ عني شر فسقة الجن والانس ) .
و تقول :
(اللهم لا تمكر بي ولا تخدعني ولا تستدرجني ) .
وتقول :
( اللهم إني أسألك بحولك وجودك وكرمك ومنك وفضلك يا أسمع السامعين ويا أبصر الناظرين ويا أسرع الحاسبين ويا أرحم الراحمين أن تصلي على محمدٍ وآل محمد وأن تفعل بي كذا وكذا » . وتذكر حوائجك .
وليكن فيما تقول وأنت رافع رأسك إلى السماء .
( اللهم حاجتي إليك التي إن اعطيتنيها لم يضرني ما منعتني ، والتي إن منعتنيها لم ينفعني ما أعطيتني أسألك خلاص رقبتي من النارِ ) .
وليكن فيما تقول :
( اللهم إني عبدك وملك يدكَ ناصيتي بيدكَ وأجلي بعلمك أسألك أن توفقني لما يرضيك عني وأن تسلم مني مناسكي التي أريتها خليلك ابراهيم ودللت عليها نبيك محمداً صلى الله عليه وآله» .
وليكن فيما تقول :
( اللهم اجعلني ممن رضيت عمله وأطلت عمره وأحييته بعد الموت حياة طيبة ).
ومن الأدعية المأثورة ما علمه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) علياً عليه السلام على ما رواه معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال : فنقول :
( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت ويميت ويحيى وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير .
اللهم لك الحمد كما تقول وخيراً مما يقول القائلون .
اللهم لك صلاتي وديني ومحياي ومماتي ، ولك تراثي وبك حولي ومنك قوتي .
اللهم إني أعوذ بك من الفقر ، ومن وسواس الصدر، ومن شتات الأمر، ومن عذاب النار ، ومن عذاب القبر.
اللهم إني أسألك من خير ما تأتي به الرياح ، وأعوذ بك من شر ما تأتي به الرياح ، وأسألك خير الليل وخير النهار ) .
ومن تلك الأدعية ما رواه عبد الله بن ميمون ، قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وقف بعرفات فلما همت الشمس أن تغيب قبل أن يندفع قال :
( اللهم إني أعوذ بك من الفقر، ومن تشتت الأمر، ومن شر ما يحدث بالليل والنهار، أمسى ظلمي مستجيرا بعفوك ، وأمسى خوفي مستجيرا بأمانك ، وأمسى ذلي مستجيرا بعزك ، وأمسى وجهي الفاني البالي مستجيرا بوجهك الباقي ، يا خير من سئل ويا أجود من أعطى ، جللني برحمتك ، وألبسني عافيتك ، واصرف عني شر جميع خلقك ) .
وروى أبو بصير عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : إذا غربت الشمس يوم عرفة فقل :
( اللهم لا تجعله آخر العهد من هذا الموقف ، وأرزقنيه من قابل أبداً ما أبقيتني ، وأقلبني اليوم مفلحاً منجحاً مستجاباً لي ، مرحوماً مغفوراً لي ، بأفضل ما ينقلب به اليوم أحد من وفدك وحجاج بيتك الحرام ، وأجعلني اليوم من أكرم وفدك عليك ، وأعطني أفضل ما أعطيت أحدا منهم من الخير والبركة والرحمة والرضوان والمغفرة ، وبارك لي فيما أرجع إليه من اهلٍ أو مالٍ أو قليلٍ أو كثيرٍ، وبارك لهم ( في .
آداب الوقوف بالمزدلفة
وهي أيضا كثيرة نذكر بعضها :
(1) الإفاضة من عرفات على سكينة ووقار مستغفراً فاذا إنتهى إلى الكثيب الأحمر عن يمين الطريق يقول : ( اللهم ارحم موقفي ، وزد في عملي ، وسلم لي ديني ، وتقبل مناسكي ) .
(2) الاقتصاد في السير.
(3) تأخير العشاءين إلى المزدلفة ، والجمع بينهما بأذان واقامتين وإن ذهب ثلث الليل.
(4) نزول بطن الوادي عن يمين الطريق قريباً من المشعر. ويستحب للصرورة وطء المشعر، برجله .
(5) احياء تلك الليلة بالعبادة والدعاء بالمأثور وغيره ، ومن المأثور أن يقول :
( اللهم هذه جمع ،اللهم إني أسألك أن تجمع لي فيها جوامع الخير ، اللهم لا تؤيسني من الخير، الذي سألتك أن تجمعه لي في قلبي ،وأطلب إليك أن تعرفني ما عرفت أولياءك في منزلي هذا ، وأن تقيني جوامع الشر ) .
(6) أن يصبح على طهر فيصلي الغداة ويحمد الله عز وجل ويثني عليه ، ويذكر من آلائه وبلائه ما قدر عليه ويصلي على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثم يقول .
: ( اللهم رب المشعر الحرام فك رقبتي من النار وأوسع علي من رزقك الحلال ، وأدرأ عني شر فسقة الجن والانس . اللهم أنت خير مطلوب إليه وخير مدعو وخير مسؤلٍ ولكل وافدٍ جائزةٌ ، فاجعل جائزتي في موطني هذا أن تقيلني عثرتي وتقبل معذرتي وإن تجاوز عن خطيئتي ، ثم إجعل التقوى من الدنيا زادي ) .
(7) إلتقاط حصى الجمار من المزدلفة وعددها سبعون .
(8) السعي ـ السير السريع ـ إذا مر بوادي محسر ،وقدر للسعي مائة خطوة ،ويقول:
( اللهم سلم لي عهدي ، وإقبل توبتي ، وأجب دعوتي ، وأخلفني بخير في من تركت بعدي ) .
آداب رمي الجمرات
يستحب في رمي الجمرات أمور، منها :
(1) أن يكون على طهارة حال الرمي .
(2) أن يقول إذا أخذ الحصيات بيده :
( اللهم هذه حصياتي فأحصهن لي وأرفعهن في عملي ) .
(3) أن يقول عند كل رمية .
: ( الله أكبر، اللهم إدحر عني الشيطان ،اللهم تصديقا بكتابك وعلى سنة نبيك ،اللهم إجعله لي حجاً مبروراً وعملاً مقبولاً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً ) .
(4) أن يقف الرامي على بعد من جمرة العقبة بعشرة أذرع ، أو خمس عشرة ذراعا .
(5) أن يرمي جمرة العقبة متوجهاً إليها مستدبر القبلة ويرمي الجمرتين الأولى والوسطى مستقبل القبلة .
(6) أن يضع الحصاة علىإبهامه ويدفعها بظفر السبابة .
(7) أن يقول اذا رجع إلى منزله في منى : .
( اللهم بك وثقت وعليك توكلت ، فنعم الرب ونعم المولى ونعم النصير ) .
آداب الهدي
يستحب في الهدي أمور، منها:
(1) أن يكون بدنة أو فبقرة ، وإلا فكبشا فحلا.
(2) أن يكون سميناً.
(3) أن يقول عند الذبح أو النحر:
( وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفاً وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ،لا شريك له وبذلك اُمرت وأنا من المسلمين ، اللهم منك ولك ، بسم الله والله أكبر، اللهم تقبل مني ) .
(4) أن يباشر الذبح بنفسه ، فإن لم يتمكن فليضع السكين بيده ، وإلاّ فليشهد ذبحه ، ولا بأس بأن يضع يده على يد الذابح.
آداب الحلق
(1) يستحب في الحلق أن يبتدئ فيه من الطرف الأيمن ، وأن يقول حين الحلق : ( اللهم أعطني بكل شعرة نوراً يوم القيامة ) .
(2) أن يدفن شعره في خيمته في منى.
(3) أن يأخذ من لحيته وشاربه ويقلم أظافيره بعد الحلق .
آداب طواف الحج والسعي
ما ذكرناه من الآداب في طواف العمرة ، وصلاته والسعي فيها يجري هنا ، أيضاً ويستحب الإتيان بالطواف يوم العيد ، فاذا قام على باب المسجد يقول:
( اللهم أعني على نسكك وسلمني له وسلمه لي ، أسألك مسألة العليل الذليل المعترف بذنبه ، أن تغفر لي ذنوبي ،وأن ترجعني بحاجتي ، اللهم إني عبدك والبلدُ بلدُك ،والبيت بيتك ، جئت أطلب رحمتك وأؤم طاعتك ،متبعا لأمرك ، راضيا بقدرك أسألك مسألة المضطر إليك ،المطيع لأمرك المشفق من عذابك ،الخائف لعقوبتك ، أن تبلغني عفوك وتجيرني من النار برحمتك ) .
ثم يأتي الحجر الأسود فيستلمه ويقبله ، فإن لم يستطع أستلم بيده وقبلها وإن لم يستطع من ذلك أيضاً استقبل الحجر وكبّر وقال كما قال حين طاف بالبيت يوم قدم مكة ، وقد مرّ ذلك في صفحة (242) .
آداب منى
يستحب المقام بمنى أيام التشريق ، وعدم الخروج منها ولو كان الخروج للطواف المندوب .
ويستحب التكبير فيها بعد خمس عشرة صلاة : أولها ظهر يوم النحر ، وبعد عشر صلوات في سائر الأمصار ، والأولى في كيفية التكبير أن يقول :
( الله أكبر، الله أكبر ، لا إله إلا الله والله أكبر ، الله أكبر ولله ألحمد ، الله أكبر على ما هدانا ، الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام ، والحمدُ لله على ما أبلانا ) .
ويستحب أن يصلي فرائضه ونوافله في مسجد الخيف ، روى أبوحمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : من صلى في مسجد الخيف بمنى مائة ركعة قبل أن يخرج منه عدلت عبادة سبعين عاما ، ومن سبح الله فيه مائة تسبيحة كتب له كأجر عتق رقبة ، ومن هلل الله فيه مائة تهليلة عدلت أجر إحياء نسمة ، ومن حمد الله فيه مائة تحميدة عدلت أجر خراج العراقين يتصدق به في سبيل الله عز وجل .
آداب مكة المعظمة
يستحب فيها أمور ،منها :
(1) الإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن
(2) ختم القرآن فيها.
(3) الشرب من ماء زمزم ، ثم يقول :
( اللهم اجعله علماً نافعاً ورزقاً واسعاً وشفاءاً من كل داء وسقم » ثم يقول :« بسم الله وبالله والشكر لله ) .
(4) الاكثار من النظر إلى الكعبة .
(5) الطواف حول الكعبة عشر مرات : ثلاثة في أول الليل ،وثلاثة في آخره ، وطوافإن بعد الفجر ، وطوافان بعد الظهر
(6) أن يطوف أيام إقامته في مكة ثلاثمائة وستين طوافاً ، فإن لم يتمكن فاثنين وخمسين طوافاً فإن لم يتمكن أتى بما قدر عليه
(7) دخول الكعبة للصرورة ، ويستحب له أن يغتسل قبل دخوله وأن يقول عند دخوله :
( اللهم إنك قلت : ومن دخله كان آمنا ،فآمني من عذاب النار ) .
ثم يصلي ركعتين بين الإسطوانتين على الرخامة الحمراء يقرأ بعد الفاتحة في الركعة الأولى سورة حم السجدة ، وفي الثانية بعد الفاتحة خمساً وخمسين آية .
(8) أن يصلي في كل زاوية من زوايا البيت ، وبعد الصلاة يقول:
( اللهم من تهيأ أو تعبأ أو أعد أو استعد لوفادةٍ إلى مخلوق رجاء رفده وجائزته ونوافله وفواضله ،فاليك يا سيدي تهيئتي وتعبئتي وإعدادي واستعدادي رجاء رفدك ،ونوافلك وجائزتك ،فلا تخيب اليوم رجائي ،يا من لا يخيب عليه سائل ،ولا ينقصه نائل ،فاني لم آتك اليوم ثقة بعملٍ صالحٍ قدمته ، ولا شفاعة مخلوق رجوته ولكني أتيتك مقرا بالظلم والاساءة على نفسي فانه لا حجة لي ولا عذر فأسألك يا من هو كذلك أن تصلي على محمد وآله وتعطيني مسألتي وتقلبني برغبتي ،ولا تردني مجبوهاً ممنوعاً ولا خائباً يا عظيم يا عظيم أرجوك للعظيم أسألك يا عظيم أن تغفر لي الذنب العظيم ،لا إله إلا أنت» .
ويستحب التكبير ثلاثاً عند خروجه من الكعبة وأن يقول : ( اللهم لا تجهد بلاءنا ، ربنا ولا تشمت بنا اعداءنا فانك أنت الضار النافع ) .
ثم ينزل ويستقبل الكعبة ، ويجعل الدرجات على جانبه الأيسر ، ويصلي ركعتين عند الدرجات .
طواف الوداع
يستحب لمن أراد الخروج من مكة أن يطوف طواف الوداع ، وأن يستلم الحجر الأسود والركن اليماني في كل شوط ، وأن يأتي بما تقدم في ص (245) من المستحبات عند الوصول إلى المستجار، وأن يدعو الله بما شاء ، ثم يستلم الحجر الأسود ويلصق بطنه بالبيت ، ويضع إحدى يديه على الحجر والأخرى نحو الباب ، ثم يحمد الله ويثني عليه ، ويصلي على النبي وآله ، ثم يقول :
( اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ونبيك وأمينك وحبيبك ونجيك وخيرتك من خلقك اللهم كما بلغ رسالاتك وجاهد في سبيلك وصدع بأمرك وأوذي في جنبك وعبدك حتى أتاه اليقين اللهم أقلبني مفلحاً منجحاً مستجاباً لي بأفضل ما يرجع به أحدٌ من وفدك من ألمغفرة وألبركة والرحمة وألرضوان والعافية ) .
ويستحب له الخروج من باب الحناطين ـ ويقع قبال الركن الشامي ـ ويطلب من الله التوفيق لرجوعه مرة أخرى .
ويستحب أن يشتري عندالخروج مقدار درهم من التمر ويتصدق به على الفقراء .
زيارة الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم )
يستحب للحاج ـ استحباباً مؤكداً ـ أن يكون رجوعه من طريق المدينة المنورة ، ليزور الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والصديقة الطاهرة سلام الله عليها ، وإئمة البقيع سلام الله عليهم أجمعين ، وكيفية زيارة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم أن يقول :
( السلام على رسول الله( صلى ألله عليه وآله وسلم ) ،السلام عليك يا حبيب ألله ، السلام عليك يا صفوة الله ، السلام عليك يا أمين الله ، أشهد أنك قد نصحت لأمتك وجاهدت في سبيل ألله وعبدته حتى أتاكَ اليقين ،فجزاك ألله أفضلَ ما جزى نبياً عن أمته ،اللهم صل على محمد وآل محمد أفضل ما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيدٌ ) .
زيارة الصديقة الزهراء
( سلام الله عليها )
( يا ممتنحنة إمتحنك ألله الذي خلقك قبل أن يخلقك فوجدك لما إمتحنك صابرة ،وزعمنا إنا لك أولياء ومصدقون وصابرون لكل ما أتانا به أبوك وأتانا به وصيه ،فإنا نسألك إن كنا صدقناك إلا ألحقتنا بتصديقنا لهما ( بالبشرى / خ ل » لنبشر أنفسنا بأنّا قد طهرنا بولايتك ) .
زيارة الزيارة الجامعة لائمة البقيع ( عليهم السلام )
( السلام على أولياء الله وأصفيائه ، السلام على أمناء الله وأحبائه ، السلام على أنصار الله وخلفائه ، السلام على محال معرفة الله ، السلام على مساكن ذكر الله ، السلام على مظهري أمر الله ونهيه ، السلام على الدعاة إلى الله ، السلام على المستقرين في مرضاة الله ، السلام على الممحصين في طاعة الله ، السلام على الأدلاء على الله ، السلام على الذين من والاهم فقد وإلى الله ومن عاداهم فقد عادى الله ومن عرفهم فقد عرف الله ومن جهلهم فقد جهل الله ومن إعتصم بهم فقد إعتصم بالله ومن تخلى منهم فقد تخلى من الله ،أشهد الله أني سلم لمن سالمكم وحربٌ لمن حاربكم مؤمن بسركم وعلانيتكم ، مفوض في ذلك كله إليكم ، لعن الله عدو آل محمد من الجن والانس من الأولين والآخرين وأبرأ إلى ألله منهم ( وصلى ألله على محمد وآله وسلم ) .
والحمد لله أولاً وآخراً