لـيت  اشـياخي بـبدر iiشهدوا      جـزع الخزرج من وقع iiالاسل
فـأهـلوا واسـتـهلوا iiفـرحا      ثـم  قـالوا يـا يـزيد iiلاتشل
قـد  قـتلنا الـقرم من iiساداتهم      وعـدلناه (1) بـبدر iiفـاعتدل
(فـجـزيناهم بـبـدر iiمـثلها      واقـمنا ميل بدر فاعتدل خ iiل)
لـعـبت هـاشم بـالملك فـلا      خـبر  جـاء ولا وحـي iiنزل
لست من خندف (2) ان لم انتقم      مـن بـني احـمد ما كان iiفعل
  ( فقامت ) زينب بنت علي عليه السلام فقالت (3) (خطبة زينب علهيا السلام بالشام) الحمد لله رب العالمين وصلى الله عليه رسوله وآله اجمعين (4) صدق الله (سبحانه خ) كذلك حيث يقول ثم كان عاقبة الذين اساءوا السؤى ان كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون اظننت يا يزيد حيث (حين خ ل) اخذت علينا اقطار الارض وآفاق (5) السماء

------------------
= الثاني ايضا ولكنه غير مذكور في رواية ابن الجوزي ( منه ).
(1) وعدلنا ميل بدر خ ل.
(2) عتبة خ ل.
(3) هذه رواية السيد ابن طاوس ورواها الطبرسي في الاحتجاج بتفاوت كثير اشرنا إليه في الهامش ( منه ).
(4) على جدي رسول الله سيد المرسلين خ ل.
(5) وضيقت علينا آفاق خ ل.

لواعج الاشجان _ 227 _

  فاصبحنا نساق كما يساق الاماء (1) ان بنا هوانا على الله وبك عليه كرامة (2) وان ذلك لعظم خطرك (3 عنده فشمخت بانفك ونظرت في عطفك (4) جذلان مسرورا حيث رأيت الدنيا لك مستوسقة والامور (5) متسقة وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا (6) فمهلا مهلا (لا تطش جهلا خ) انسيت قول الله تعالى ولا تحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خيرا لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين امن العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك واماءك وسوقك بنات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سبايا قد هتكت ستورهن وابديت وجوههن تحدو بهن الاعداء من بلد إلى بلد ويستشرفهن اهل المناهل والمناقل (7) ويتصفح وجوهن القريب والبعيد (8) الدني والشريف ليس معهن من حماتهن حمي ولامن رجالهن ولي (9) وكيف ترتجى مراقبة آبن من لفظ (10) فوه اكباد الازكياء (11)

------------------
(1) فاصبحنا لك في اسار نساق اليك سوقا في قطار وانت علينا ذو اقتدار خ ل.
(2) ان بنا من الله هو انا وعليك منه كرامة وامتنانا خ ل.
(3) وجلالة قدرك خ.
(4) تضرب اصدريك فرحا وتنفض مذرويك مرحا حين رأيت خ.
(5) لديك خ.
(6) وخلص لك سلطاننا خ ل.
(7) ويستشرفهن اهل المناقل ويبرزن لاهل المناهل خ ل.
(8) والغائب والشهيد والشريف والوضيع والدني والرفيع خ.
(9) وليس معهن من رجالهن ولي ولا من حماتهن حميم عتوا منك على الله وجحودا لرسول الله صلى الله عليه وآله ودفعا لما جاء به من عند الله ولا غرو منك ولا عجب من فعلك خ ل.
(10) واني يرتجى من لفظ خ ل.
(11) الشهداء خ ل.

لواعج الاشجان _ 228 _

  ونبت لحمه بدماء الشهداء (1) وكيف يستبطي (2) في بغضنا اهل البيت من نظر الينا بالشنف والشنآن والاحن والاضغان (3) ثم تقول غير متأثم (4) ولا مستعظم .
لاهلوا واستهلوا iiفرحا      ثم قالوا يا يزيد لاتشل
  منحنيا على ثنايا ابي عبد الله (5) سيد شباب اهل الجنة تنكتها بمخصرتك (6) وكيف لا تقول ذلك وقد (7) نكأت القرحة واستأصلت الشأفة باراقتك دماء ذرية محمد صلى الله عليه وآله ونجوم الارض من آل عبد المطلب (8) وتهتف باشياخك زعمت انك تناديهم فلتردن وشيكا موردهم ولتودن انك شللت وبكمت

------------------
(1) السعداء خ ل ونصب الحرب لسيد الانبياء وجمع الاحزاب وشهر الحراب وهز السيوف في وجه رسول الله صلى الله عليه وآله اشد العرب لله جحودا وانكرهم له رسولا واظهرهم له عدوانا واعتاهم على الرب كفرا وطغيانا الا انها نتيجة خلال الكفر وضب يجرجر في الصدر لقتلي يوم بدر (خ) الضب الحقد الكامن في الصدر ( منه ).
(2) فلا يستبطئ خ ل.
(3) من كان نظره الينا شنفا وشنآنا واحنا واضغانا يظهر كفره برسوله ويفصح ذلك بلسانه وهو يقول فرحا بقتل ولده وسبي ذريته خ.
(4) متحوب خ ل.
(5) ومكان مقبل رسول الله صلى الله عليه وآله خ.
(6) ينكتها بمخصرته قدالتمع السرور بوجهه خ ل.
(7) لعمري لقد خ ل.
(8) باراقتك دم سيد شباب اهل الجنة وابن يعسوب العرب وشمس آل عبد المطلب خ ل.

لواعج الاشجان _ 229 _

  ولم تكن قلت ما قلت وفعلت ما فعلت (1) اللهم خذ لنا بحقنا وانتقم ممن ظلمنا واحلل غضبك بمن (2) سفك دماءنا (3) وقتل حماتنا (4) فوالله ما فريت (5) الا جلدك ولا حززت الا لحمك ولتردن (6) على رسول الله صلى الله عليه وآله بما تحملت من سفك دماء ذريته (7) وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته (8) حيث يجمع الله شملهم ويلم شعثهم ويأخذ بحقهم (9) ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون (10) وحسبك بالله حاكما (11) وبمحمد (12) خصيما وبجبرئيل ظهيرا وسيعلم من سول سلك (13) ومكنك من رقاب المسلمين بئس (14) للظالمين بدلا وايكم شر مكانا واضعف جندا (15).

------------------
(1) وهتفت باشياخك وتقربت بدمه إلى الكفرة من اسلافك ثم صرحت بذلك ولعمري لقد ناديتهم لو شهدوك ووشيكا تشهدهم ولن يشهدوك ولتودن يمينك كما زعمت شلت بك عن مرفقها وجذت واحببت امك لم تحملك واباك لم يلدك حين تصير إلى سخط الله ويخاصمك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خ ل.
(2) على من خ ل.
(3) ونقض ذمامنا خ.
(4) وهتك عناسدولنا خ
(5) وفعلت فعلتك التي فعلت وما فريت خ ل.
(6) وسترد خ ل
(7) من ذريته خ ل.
(8) وسفكت من دماء عترته ولحمته خ ل
(9) حيث يجمع به شملهم ويلم به شعثهم وينتقم من ظالمهم ويأخذ لهم بحقهم من اعدائهم فلا يستفزنك الفرح بقتله خ ل.
(10) فرحين بما اتاهم الله من فضله خ.
(11) وليا وحاكما خ ل.
(12) وبرسول الله خ ل.
(13) بواك خ ل.
(14) ان بئس خ ل.
(15) واضل ؟ سبيلا خ ل.

لواعج الاشجان _ 230 _

  ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك اني لاستصغر قدرك واستعظم تقريعك واستكبر توبيخك لكن العيون عبرى والصدور حرى (1) الا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء فهذه الايدي تنطف من دمائنا والافواه تتحلب من لحومنا وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل وتعفرها امهات الفراعل (2) ولئن اتخذتنا مغنما لتجدننا وشيكا مغرما حين لاتجد الا ما قدمت يداك وما ربك بظلام للعبيد فالى الله المشتكى وعليه المعول (3) فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فوالله لا تمحو ذكرنا ولا

------------------
(1) وما استصغاري قدرك ولا استعظامي تقريعك توهما لانتجاع الخطاب فيك بعد ان تركت عيون المسلمين به عبرى وصدورهم عند ذكره حرى فتلك قلوب قاسية ونفوس طاغية واجسام محشوة بسخط الله ولعنة الرسول صلى الله عليه وآله قد عشش فيها الشيطان وفرخ ومن هناك مثلك ما درج ونهض خ ل.
(2) فالعجب كل العجب لقتل الاتقياء واسباط الانبياء وسليل الاوصياء بايدي الطلقاء الخبيثة ونسل العهرة الفجرة ننطف اكفهم من دمائنا وتتحلب افواهم من لحومنا وللجثث الزاكية على الجنوب الضاحية تنتابها العواسل وتعفرها الفراعل خ ل العواسل جمع عاسل وهو الذئب من عسل الذئب إذا اضطرب في عدوه والفراعل جمع فرعل بالضم وهو ولد الضبع وام فرعل اسم للضبع والجمع امهات فراعل ( منه ).
(3) واليه الملجأ والموئل خ..

لواعج الاشجان _ 231 _

  تميت وحينا ولا تدرك امدنا (1) ولا ترحض عنك عارها وهل رأيك الافند وايامك الا عدد وجمعك الا بدد يوم ينادي المنادي الا لعنة الله على الظالمين (2) فالحمد لله الذي ختم لاولنا بالسعادة والمغفرة ولاخرنا بالشهادة والرحمة ونسئل الله ان يكمل لهم الثواب ويوجب لهم المزيد ويحسن علينا الخلافة انه رحيم ودود وحسبنا الله ونعم الوكيل (3) فقال يزيد مجيبا لها
يا صيحة تحمد من iiصوائح      ما اهون النوح على النوائح
  ( واستشار ) يزيد اهل الشام فيما يصنع بهم فقال له بعضهم لا تتخذ من كلب سؤ جروا فقال له النعمان بن بشير انظر ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصنعه بهم فاصنعه بهم ( ونظر ) رجل من اهل الشام احمر إلى فاطمة بنت الحسين عليهما السلام فقال يا امير هب لي هذه الجارية قالت فاطمة فارتعدت وظننت ان ذلك جائز عندهم

------------------
(1) ثم كد كيدك واجهد جهدك فوالذي شرفنا بالوحي والكتاب والنبوة والانتجاب لا تدرك امدنا ولا تبلغ غايتنا ولا تمحو ذكرنا خ ل .
(2) الا لعن الله الظالم خ ل .
(3) فالحمد لله الذي حكم لاوليائه بالسعادة وختم لاصفيائه ببلوغ الارادة ونقلهم إلى الرحمة والرأفة والرضوان والمغفرة ولم يشق بهم غيرك ولا ابتلى بهم سواك ونسئله ان يكمل لهم الاجر ويجزل لهم الثواب والذخر ونسئله حسن الخلافة وجميل الانابة انه رحيم ودود خ ل.

لواعج الاشجان _ 232 _

  فاخذت بثياب عمتي زينب وقلت يا عمتاه أو تمت واستخدم وكانت عمتي تعلم ان ذلك لا يكون فقالت عمتي لاحبا ولا كرامة لهذا الفاسق وقالت للشامي كذبت والله ولوءمت والله ما ذاك لك ولا له فغضب يزيد وقال كذبت ان ذلك لي ولو شئت ان افعل لفعلت قالت زينب كلا والله ما جعل الله لك ذلك الا ان تخرج من ملتنا وتدين بغيرها فاستطار يزيد غضبا وقال اياي تستقبلين بهذا انما خرج من الدين ابوك واخوك قالت زينب بدين الله ودين ابي ودين اخي اهتديت انت وجدك وابوك ان كنت مسلما قال كذبت يا عدوة الله قالت له انت امير تشتم ظالما وتقهر بسلطانك فكأنه استحيا وسكت فعاد الشامي فقال هب لي هذه الجارية فقا له يزيد اعزب وهب الله لك حتفا قاضيا ( وفي رواية ) فقال الشامي من هذه الجارية فقال هذه فاطمة بنت الحسين عليه السلام وتلك زينب بنت علي فقال الشامي الحسين بن فاطمة وعلي بن ابي طالب فقال نعم فقال الشامي لعنك الله يا يزيد تقتل عترة نبيك وتسبي ذريته والله ما توهمت الا انهم سبي الروم فقال يزيد والله لالحقنك بهم ثم امر به فضربت عنقه ( ثم ) دخل نساء الحسين عليه السلام وبناته على نساء يزيد فقمن اليهن وصحن وبكين واقمن المأتم على الحسين عليه السلام ( ثم ) امر لهم يزيد بدار تتصل بداره ( وقيل ) امر بهم إلى منزل لايكنهم من

لواعج الاشجان _ 233 _

  حر ولا برد فاقاموا فيه حتى تقشرت وجوههم ( وكانوا ) مدة مقامهم بالشام ينوحون على الحسين عليه السلام ( وامر ) يزيد بمنبر وخطيب وامر الخطيب ان يصعد المنبر فيذم الحسين واباه صلوات الله عليهما فصعد الخطيب المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم بالغ في ذم امير المؤمنين والحسين الشهيد واطنب في مدح معوية ويزيد فذكرهما بكل جميل ولقد اجاد ابن سنان الخفاجي حيث يقول
يـا امـة كفرت وفي iiافواهها      الـقرآن فيه ضلالها iiورشادها
اعـلى الـمنابر تعلنون iiبسبه      وبـسيفه نصبت لكم iiاعوادها
تـلك  الـخلائق بينكم iiبدرية      قتل الحسين وما خبت احقادها
  ( فصاح ) به علي بن الحسين عليهما السلام ويلك ايها الخاطب اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق فتبوء مقعدك من النار ( ثم قال ) علي بن الحسين عليهما السلام يا يزيد اتأذن لي حتى اصعد هذه الاعواد فاتكلم بكلمات لله فيهن رضاه ولهؤلاء الجلساء فيهن اجر وثواب فابي يزيد عليه ذلك فقال الناس يا امير المؤمنين ائذن له فليصعد المنبر فلعلنا نسمع منه شيئا فقال انه ان صعد لم ينزل الا بفضيحتي وبفضيحة آل ابي سفيان فقيل له وما قدر ما يحسن هذا فقال انه من اهل بيت زقوا العلم زقا فلم يزالوا به حتى اذن له فصعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم خطب خطبة ابكى فهيا العيون

لواعج الاشجان _ 234 _

واوجل منها القلوب ثم قال :
  (من خطبة لزين العابدين عليه السلام بالشام)
  ايها الناس اعطينا ستا وفضلنا بسبع اعطينا العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبة في قلوب المؤمنين وفضلنا بأن منا النبي المختار محمدا صلى الله عليه وآله ومنا الصديق ومنا الطيار ومنا اسد الله واسد رسوله ومنا سبطا هذه الامة.
  من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني انبأته بحسبي ونسبي ايها الناس انا ابن مكة ومنى انا ابن زمزم والصفا انا ابن من حمل الركن باطراف الردا انا ابن خير من ائتزر وارتدي وانا ابن خير من انتعل واحتفى وانا ابن خير من طاف وسعى انا ابن خير من حج ولبي انا ابن من حمل على الراق في الهوا انا ابن من اسري به من المسجد الحرام إلى السمجد الاقصى انا ابن من بلغ به جبرئيل إلى سدرة المنتهى انا ابن من دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو ادني انا ابن من صلى بملائكة السما انا ابن من اوحى إليه الجليل ما اوحى انا ابن محمد المصطفى انا ابن علي المرتضى انا ابن من ضرب خراطيم الخلق حتى قالوا لا اله الا الله انا ابن من ضرب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله بسيفين وطعن برمحين وهاجر الهجرتين وبايع البيعتين وقاتل ببدر وحنين ولم يكفر بالله طرفة عين انا ابن صالح المؤمنين

لواعج الاشجان _ 235 _

  ووارث النبيين وقامع المحدثين ويعسوب المسلمين ونور المجاهدين وزين العابدين وتاج البكائين واصبر الصابرين وافضا القائمين من آل يس رسول رب العالمين انا ابن المؤيد بجبرئيل المنصور بميكائيل انا ابن المحامي عن حرم المسلمين وقاتل المارقين والناكثين والقاسطين والمجاهد اعداءه الناصبين وافخر من مشي من قريش اجمعين واول من اجاب واستجاب لله ولرسوله من المؤمنين واول السابقين وقاصم المعتدين ومبيد المشركين وسهم من مرامي الله على المنافقين ولسان حكمة العابدين وناصر دين الله وولي امر الله ولسان حكمة الله وعيبة علمه سمح سخي بهي بهلول زكي ابطحي رضي مقدام همام صابر صوام مهذب قوام قاطع الاصلاب ومفرق الاحزاب اربطهم عنانا واثبتهم جنانا وامضاهم عزيمة واشدهم شكيمة اسد باسل يطحنهم في الحروف إذا ازدلفت الاسنة وقربت الاعنة طحن الرحى ويدروهم ذرو الريح الهشيم ليث الحجاز وكبش العراق مكي مدني حنيفي عقبي بدري احدي شجري مهاجري من العرب سيدها ومن الوغي ليثها وارث المشعرين وابو السبطين الحسن والحسين ذاك جدي علي بن ابي طالب عليه السلام ثم قال انا ابن فاطمة الزهراء انا ابن سيدة النساء " فلم " يزل يقول انا انا حتى ضج الناس بالبكاء والنحيب وخشي يزيد ان يكون فتنة فأمر المؤذن فقطع

لواعج الاشجان _ 236 _

  عليه الكلام فلما قال المؤذن الله اكبر الله اكبر قال علي عليه السلام لا شئ اكبر من الله فلما قال اشهد أن لا اله الا الله قال علي بن الحسين شهد بها شعرى وبشري ولحمي ودمي فلما قال المؤذن اشهد ان محمد رسول الله التفت من فوق المنبر إلى يزيد فقال محمد هذا جدي ام جدك يا يزيد فان زعمت انه جدك فقد كذبت وكفرت وان زعمت انه جدي فلم قتلت عترته ولله در القائل
يصلي على المبعوث من آل هاشم      ط  ويـغزى بـنوه ان ذا iiلعجيب
  ( وعن ) ابن لهيعة عن ابي الاسود محمد بن عبد الرحمن قال لقيني رأس الجالوت فقال والله ان بيني وبين داود لسبعين ابا وان اليهود تلقاني فتعظمني وانتم ليس بين ابن نبيكم وبينة الااب واحد قتلتم ولده ( وعن ) زين العابدين عليه السلام قال لما اتي برأس الحسين عليه لاسلام إلى يزيد كان يتخذ مجالس الشرب ويأتي برأس الحسين عليه السلام ويضعه بين يديه ويشرب عليه فحضر ذات يوم في مجلسه رسول ملك الروم وكان من اشراف الروم وعظمائهم فقال يا ملك العرب هذا رأس من فقال له يزيد مالك ولهذا الراس فقال اني إذا رجعت إلى ملكنا يسألني عن كل شئ رأيته فاحببت ان اخبره بقصة هذا الرأس وصاحبه حتى يشاركك في الفرح والسرور فقال يزيد هذا رأس الحسين بن علي بن ابي طالب فقال الرومي ومن

لواعج الاشجان _ 237 _

  امه فقال فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله فقال النصراني اف لك ولدينك لي دين احسن من دينك ان ابي من حوافد داود وبيني وبينه آباء كثيرة والنصاري يعظمونني ويأخذون من تراب قدمي تبركا بي بان ابي من حوافد داود وانتم تقتلون ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وما بينه وبين نبيكم الا ام واحد فأي دين دينكم ثم قال ليزيد هل سمعت حديث كنيسة الحافر فقال له قل حتى اسمع فقال ان بين عمان والصين بحرا مسيرة ستة اشهر ليس فيها عمران الا بلدة واحدة في وسط الماء طولها ثمانون فرسخا في ثمانين فرسخا ما على وجه الارض بلدة اكبر منها ومنها يحمل الكافور والياقوت اشجارهم العود والعنبر وهي في ايدي النصاري لا ملك لاحد من الملوك فيها سواهم وفيها كنائس كثيرة اعظمها كنيسة الحافر في محرابها حقة ذهب معلقة فيها حافر يقولون ان هذا حافر حمار كان يركبه نبيهم عيسى عليه السلام وقد زينوا حول الحقة بالذهب والديباج يقصدها في كل عام عالم من النصاري يطوفون حولها ويقبلونها ويرفعون حوائجهم إلى الله تعالى هذا شأنهم ودأبهم بحافر يزعمون انه حافر حمار كان يركبه عيسى نبيهم وانتم تقتلون ابن بنت نبيكم فلا بارك الله فيكم ولا في دينكم فقال يزيد اقتلوا هذا النصراني لئلا يفضحني في بلاده فلما احسن النصراني

لواعج الاشجان _ 238 _

  بذلك قال له اترپد ان تقتلني قال نعم قال اعلم اني رأيت البارحة نبيكم في المنام يقول يا نصراني انت من اهل الجنة فتعجبت من كلامه وانا اشهد ان لا آله الا الله وان محمدا رسول الله ثم وثب إلى رأس الحسين عليه السلام فضمه إلى صدره وجعل يقبله ويبكي حتى قتل ( وخرج ) زين العابدين عليه السلام يوما يمشي في اسواق دمشق فاستقبله المنهال بن عمرو فقال له كيف امسيت يا ابن رسول الله قال امسينا كمثل بني اسرائيل في آل فرعون يذبحون ابنائهم ويستحيون نسائهم يا منهال امست العرب تفتخر على العجم بان محمدا عربي وامست قريش تفتخر على سائر العرب بان محمدا منها وامسينا معشر اهل بيته ونحن مغصوبون مقتولون مشردون انا لله وانا إليه راجعون مما امسينا فيه يا منهال ولله در مهيار حيث قال
يـعظمون  لـه اعواد iiمنبره      وتحت ارجلهم اولاده وضعوا
بـأي حـكم بـنوه iiيتبعونكم      وفخركم  انكم صحب له iiتبع
  ( ودعا ) يزيد يوما بعلي بن الحسين عليهما السلام وعمرو بن الحسن عليه السلام وكان عمرو غلاما صغيرا يقال ان عمره احدي عشرة سنة فقال له اتصارع هذا يعني ابنه خالدا فقال له عمرو لا ولكن اعطني سكينا واعطه سكينا ثم اقاتله فقال يزيد (شنشنة اعرفها من اخزم هل تلد الحية الاحية) ( وكان ) يزيد وعد عليا بن الحسين

لواعج الاشجان _ 239 _

  عليهما السلام يوم دخولهم عليه ان يقضي له ثلاث حاجات فقال له اذكر حاجاتك الثلاث اللاتي وعدتك بقضائهن فقال له ( الاولى ) ان تريني وجه سيدي ومولاي وابي الحسين عليه السلام فاتزود منه وانظر إليه واودعه ( والثانية ) ان ترد علينا ما اخذ منا ( والثالثة ) ان كنت عزمت علي قتلي ان توجه مع هاؤلاء النساء من يردهن إلى حرم جدهم صلى الله عليه وآله فقال اما وجه ابيك فلن تراه ابدا واما قتلك فقد عفوت عنك واما النساء فما يردهن غيرك إلى المدينة واما ما اخذ منكم فانا اعوضكم عنه اضعاف قيمته فقال عليه السلام اما مالك فلا نريده وهو موفر عليك وانما طلبت ما اخذ منا لان فيه مغزل فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله ومقنعتها وقلادتها وقميصها فامر برد ذلك وزاد فيه من عنده مأتي دينار فاخذها زين العابدين وفرقها في الفقراء والمساكين ( وفي رواية ) ان يزيد قال لعلي بن الحسين عليهما السلام ان شئت اقمت عندنا فبررناك وان شئت رددناك إلى المدينة فقال لا اريد الا المدينة ثم ان يزيد ( لع ) امر برد السبايا والا ساري إلى المدينة وارسل معهم النعمان بن بشير الانصاري في جماعة ( فلما ) بلغوا إلى العراق قالوا للدليل مر بنا على طريق كربلا فلما وصلوا إلى موضع المصرع وجدوا جابرا بن عبد الله الانصاري وجماعة من بني هاشم ورجالا من آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد

لواعج الاشجان _ 240 _

  وردو الزيارة قبر الحسين عليه السلام فتوافوا في وقت واحد وتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم واقواموا المأتم واجتمع عليهم اهل ذلك السواد واقاموا على ذلك اياما ( وعن ) كتاب بشارة المصطفى وغيره بسنده عن الاعمش بن (عن خ ل) عطية العوفي قال خرجت مع جابر بن عبد الله الانصاري رضي الله عنه زائرا قبر الحسين عليه السلام فلما وردنا كربلا دنا جابر من شاطئ الفرات فاغتسل ثم أتزر بازار وارتدى بآخر ثم فتح صرة فيها سعد فنثرها على بدنه ثم لم يخط خطوة الا ذكر الله تعالى حتى إذا دنا من القبر قال المسنيه فالمسته اياه فخر على القبر مغشيا عليه فرششت عليه شيئا من الماء فلما افاق قال يا حسين ثلاثا ثم قال حبيب لا يجيب حبيبه ثم قال واني لك بالجواب وقد شخبت اوداجك على اثباجك وفرق بين بدنك ورأسك اشهد انك ابن خير النبيين وابن سيد المؤمنين وابن حليف التقوى وسليل الهدى وخامس اصحاب الكسا وابن سيد النقبا وابن فاطمة سيدة النسا ومالك لا تكون هكذا وقد غذتك كف سيد المرسلين وربيت في حجر المتقين ورضعت من ثدي الايمان وفطمت بالاسلام فطبت حيا وطبت ميتا غير ان قلوب المؤمنين غير طيبة بفراقك ولا شاكة في حياتك فعليك سلام الله ورضوانه واشهد انك فضيت على ما مضى عليه اخوك يحيى بن زكريا ثم جال ببصره حول

لواعج الاشجان _ 241 _

  القبر وقال السلام عليكم ايتها الارواح التي حلت بفناء الحسين عليه السلام وانا اخت برحله اشهد انكم اقمتم الصلوة واتيتم الزكوة وامرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر وجاهدتم الملحدين وعبدتم الله حتى اتاكم اليقين والذي بعث محمدا بالحق لقد شاركنا كم فيما دخلتم فيه قال عطية (ابن عطية خ ل) فقلت لجابر فكيف ولم نهبط واديا ولم نعل جبلا ولم نضرب بسيف والقوم قد فرق بين روءسهم وابدانهم واوتمت اولادهم وارملت الازواج فقال لي يا عطية (يا ابن عطية خ ل) سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول من احب قوما حشر معهم ومن احب عمل قوم اشرك في عملهم والذي بعث محمدا صلى الله عليه وآله بالحق ان نيتي ونية اصحابي على مامضي عليه الحسين عليه السلام واصحابه قال عطية (ابن عطية خ ل) فبينما نحن كذلك وإذا بسواد قد طلع من ناحية الشام فقلت يا جابر هذا سواد قد طلع من ناحية الشام فقال جابر لعبده انطلق إلى هذا السواد وأتنا بخبره فان كانوا من اصحاب عمربن سعد فارجع الينا لعلنا نلجا إلى ملجأ وان كان زين العابدين فانت حر لوجه الله تعالى قال فمضي العبد فما كان باسرع من ان رجع وهو يقول يا جابر قم واستقبل حرم رسول الله هذا زين العابدين قد جاء بعماته واخواته فقام جابر يمشي حافي الاقدام مكشوف الرأس إلى ان دنا من زين العابدين عليه السلام فقال الامام انت جابر فقال نعم يا ابن رسول

لواعج الاشجان _ 242 _

  الله فقال يا جابر ههنا والله قتلت رجالنا وذبحت اطفالنا وسبيت نساؤنا وحرقت خيامنا ( ثم ) انفصلوا من كربلا طالبين المدينة ( قال ) بشير بن جذلم فلما قربنا منها نزل علي بن الحسين عليهما السلام فحط رحله وضرب فسطاطه وانزل نساءه وقال يا بشير رحم الله اباك لقد كان شاعرا فهل تقدر على شئ منه قلت بلي يا ابن رسول الله اني لشاعر قال فادخل المدينة وانع ابا عبد الله قال بشير فركبت فرسي وركضت حتى دخلت المدينة لما بلغت مسجد النبي صلى الله عليه وآله رفعت صوتي بالبكاء وانشأت اقول
يا اهل يثرب لا مقام لكم بها      قتل  الحسين فادمعي iiمدرار
الـجسم منه بكربلا iiمضرج      والرأس منه على القناة iiيدار
  ثم قلت يا اهل المدينة هذا علي بن الحسين مع عماته واخواته قد حلوا بساحتكم ونزلوا بفنائكم وانا رسوله اليكم اعرفكم مكانه قال فما بقيت بالمدينة مخدرة ولا محجبة الا برزن من خدورهن مكشوفة شعورهن مخمشة وجوههن ضاربات خدودهن وهن يدعون بالويل والثبور ولم يبق بالمدينة احد الا خرج وهم يضبحون بالبكاء فلم اربايكا اكثر ممن ذلك اليوم ولا يوما امر على المسلمين منه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسمعت جارية تنوح على الحسين عليه السلام وتقول

لواعج الاشجان _ 243 _

نـعي  سـيدي نـاع نـعاه iiفاوجعا      وامـرضـني نـاع نـعاه iiفـافجعا
فـعيني  جـودا بـالدموع iiواسـكبا      وجـودا  بـدمع بـعد دمـعكما iiمعا
على من دهى عرش الجليل فزعزعا      فـاصبح  هـذا المجدو الدين iiاجدعا
عـلى  ابـن نـبي الله وابن iiوصيه      وان كـان عـنا شاحط الدار iiاشسعا
  ثم قالت ايها الناعي جددت حزننا بابي عبد الله (عليه السلام) وخدشت منا قروحا لما تندمل فمن انت رحمك الله فقلت انا بشير بن جذلم وجهني مولاي علي بن الحسين عليهما السلام وهو نازل بموضع كذا وكذا مع عيال ابي عبد الله الحسين عليه السلام ونسائه قال فتركوني مكاني وبادروني فضربت فرسي حتى رجعت إليهم فوجدت الناس قد أخذوا الطرق والمواضع فنزلت عن فرسي وتخطأت رقاب الناس حتى قربت من باب الفسطاط وكان علي بن الحسين عليهما السلام داخلا فخرج ومعه خرقة يمسح بها دموعه وخلفه خادم معه كرسي فوضعه له وجلس عليه وهو لا يتمالك من العبرة وارتفعت اصوات الناس بالبكاء من كل ناحية يعزونه فضجت تلك البقعة ضجة شديدة فاومأ بيده ان اسكتوا فسكنت فورتهم فقال (خطبة زين العابدين عليه السلام بالمدينة) الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين بارى

لواعج الاشجان _ 244 _

  الخلائق اجمعين الذي بعد فارتفع في السموات العلى وقرب فشهد النجوي نحمده على عظائم الامور وفجائع الدهور والم الفجائع ومضاضة اللواذع وجليل الرزء وعظيم المصائب الفاضعة الكاظة الفادحة الجائحة الجائحة ايها القوم ان الله وله الحمد ابتلانا بمصائب جليلة وثلمة في الاسلام عظيمة قتل أبو عبد الله وعترته وسبي نساؤه وصبيته وداروا برأسه في البلدان من فوق عامل السنان وهذه الرزية التي لامثلها رزية ايها الناس فاي رجالات منكم يسرون بعد قتله ام اي فؤاد لا يحزن من اجله ام اي عين منكم تحبس دمعها وتضن عن انهما لها فلقد بكت السبع الشداد لقتله وبكت البحار بامواجها والسموات باركانها والارض بارجائها والاشجار باغصانها والحيتان في لجج البحار والملائكة المقربون واهل السموات اجمعون يا ايها الناس اي قلب لا ينصدع لقتله ام اي فؤاد لا يحن إليه ام اي سمع يسمع هذه الثلمة التي ثلمت في الاسلام ولا يصم ايها الناس اصبحنا مطرودين مشردين مذودين شاسعين عن الامصار كأنا اولاد ترك وكابل من غير جرم اجترمناه ولا مكروه ارتكبناه ولا ثلمة في الاسلام ثلمناها ما سمعنا بهذا في آبائنا الاولين ان هذا الاختناق والله لو ان النبي صلى الله عليه وآله تقدم إليهم في قتالنا كما تقدم إليهم في الوصاية بنا لما زادوا على ما فعلوا بنا فانا لله إليه راجعون من

لواعج الاشجان _ 245 _

  مصيبة ما اعظمها واوجعها واكظها وافظها وامرها وافدحها فعند الله نحتسب فيما اصابنا وما بلغ بنا انه عزيز ذو انتقام ( فقام ) صوحان بن صعصعة بن صوحان وكان زمنا فاعتذر إليه بما عنده من زمانة رجليه فاجابه بقبول معذرته وحسن الظن فيه وترحم على ابيه ( ثم ) دخل زين العابدين عليه السلام إلى المدينة قرأها موحشة باكية ووجد ديار اهله خالية تنعى اهلها وتندب سكانها ولنعم ما قال الشاعر
مـررت  على ابيات آل محمد      فـلم ارهـا امـثالها يوم حلت
فـلا يـبعد الله الـديار واهلها      وان اصبحت منهم برغم تخلت
  وقال آخر
ولـما  وردنـا ماء يثرب iiبعدما      اسلنا  على السبط الشهيد المدامعا
ومـدت  لما نلقاه من الم iiالجوى      رقاب المطايا واستلانت خواضعا
وجرع كأس الموت بالطف iiانفس      كـرام  وكـانت للرسول iiودائعا
وبـدل سـعد الشم من آل iiهاشم      بـنحس فـكانوا كالبدور iiطوالعا
وقـفنا على الاطلال نندب iiاهلها      اسـى ونـبكي الخاليات iiالبلاقعا
  ( ولم ) يزل زين العابدين عليه السلام وهو ذو الحلم الذي لا يبلغ الوصف إليه حزينا باكيا على تلك الرزية العظيمة حتى قبضه الله تعالى إليه ( وعن ) الصادق عليه السلام انه قال ان زين العابدين عليه السلام بكى على ابيه اربعين سنة صائما نهاره قائما ليله فإذا حضره الافطار جاء غلامه

لواعج الاشجان _ 246 _

  بطعامه وشرابه فيضعه بين يديه فيقول كل يا مولاي فيقول قتل ابن رسول الله جائعا قتل ابن رسول الله عطشانا فلا يزال يكرر ذلك ويبكي حتى يبل طعامه من دموعه ثم يمزج شرابه بدموعه فلم يزل كذلك حتى لحق بالله عزوجل ( وفي رواية ) انه كان إذا حضر الطعام لافطاره ذكر قتلاه وقال واكرباه يكرر ذلك ويقول قتل ابن رسول الله جائعا قتل ابن رسول الله عطشانا حتى يبل بالدموع ثيابه ( وحدث ) مولى له انه برز يوما إلى الصحراء قال فتبعته فوجدته قد سجد على حجارة خشنة فوقفت وانا اسمع شهيقه وبكاءه واحصيت عليه الف مرة وهو يقول (لا آله الا الله حقا حقا لا آله الله تعبدا ورقا لا آله الا الله ايمانا وصدقا) ثم رفع رأسه من سجوده وإذا لحيته ووجهه قد غمرا بالماء من دموع عينيه فقلت يا سيدي اما آن لحزنك ان ينقضي ولبكائك ان يقل فقال لي ويحك ان يعقوب بن اسحق بن ابراهيم كان نبيا ابن نبي له اثنا عشر ابنا فغيب الله واحدا منه فشاب رأسه من الحزن واحد ودب ظهره من الغم وذهب بصره من البكاء وابنه حي في دار الدنيا وانا رأيت ابي واخي وسبعة عشر من اهل بيتي صرعي مقتولين فكيف ينقضي حزني ويقل بكائي .

لواعج الاشجان _ 247 _

  (خاتمة فيها فصلان) (فصل في مدفن رأس الحسين عليه السلام) اختلاف الروايات والاقوال في ذلك على وجوه ( الاول ) انه عند ابيه امير المؤمنين عليه السلام بالنجف ذهب إليه بعض علماء الشيعة استنادا إلى اخبار وردت بذلك في الكافي والتهذيب وغيرهما من طرق الشيعة عن الائمة عليهم السلام ( وفي ) بعضها ان الصادق عليه السلام قال لولده اسماعيل انه لما حمل إلى الشام سرقه مولى لنا فدفنه بجنب امير المؤمنين عليه السلام وهذا القول مختص بالشيعة ( الثاني ) انه مدفون مع جسده الشريف ( وفي ) البحار انه المشهور بين علمائنا الامامية رده علي بن الحسين عليهما السلام ( انتهي ) ( وفي ) اللهوف انه اعيد فدفن بكربلا مع جسده الشريف وكان عمل الطائفة علي هذا المعني المشار إليه ( انتهي ) واعتمده هو ايضا في كتاب الاقبال ( وقال ) ابن نما الذي عليه المعول من الاقوال انه اعيد إلى الجسد بعد ان طيف به في البلاد ودفن معه ( انتهي ) وعن المرتضى في بعض مسائله انه رد إلى بدنه بكربلا من الشام وقال الطوسي ومنه زيارة الاربعين ( وقال ) سبط بن الجوزي في

لواعج الاشجان _ 248 _

  تذكرة الخواص اختلفوا في الرأس على اقوال اشهرها انه يعني يزيد رده إلى المدينة مع السبايا ثم رد إلى الجسد بكربلا فدفن معه قاله هشام وغيره انتهى فهذا القول مشترك بين الشيعة واهل السنة ( الثالث ) انه مدفون بظهر الكوفة دون قبر امير المؤمنين عليه السلام رواه في الكافي بسنده عن الصادق عليه السلام ( الرابع ) انه دفن بالمدينة المنورة عند قبر امه فاطمة عليها السلام وان يزيد ارسله إلى عمرو بن سعيد بن العاص بالمدينة فدفن عند امه الزهراء عليها السلام وان مروان بن الحكم كان يومئذ بالمدينة فاخذه وتركه بين يديه وقال
يـا حبذا بردك في iiاليدين      ولو نك الاحمر في الخدين
   والله لكأني انظر إلى ايام عثمان .
  حكاه سبط بن الجوزي في تذكرة الخواص عن ابن سعد في الطبقات ( الخامس ) انه بدمشق قال سبط بن الجوزي حكى ابن ابي الدنيا قال وجد رأس الحسين عليه السلام في خزانة يزيد بدمشق فكفنوه ودفنوه بباب الفراديس وكذا ذكر البلاذري في تاريخه قال هو بدمشق في دار الاماره وكذا ذكر الواقدي ايضا انتهى ( ويروى ) ان سليمان بن عبد الملك قال وجدت رأس الحسين عليه السلام في خزانة يزيد بن معاوية فكسوته خمسة اثواب من الديباج وصليت عليه في جماعة من اصحابي وقبرته ( وفي رواية ) انه مكث في خزائن بني امية حتى ولي سليمان

لواعج الاشجان _ 249 _

  ابن عبد الملك فطلب فجئ به وهو عظم ابيض فجعله في سفط وطيبه وجعل عليه ثوبا ودفنه في مقابر المسلمين بعد ما صلى عليه فلما ولي عمر بن عبد العزيز سأل عن موضعه فنبشه واخذه والله اعلم ما صنع به ( وقال ) بعضهم الظاهر من دينه انه بعث به إلى كربلا فدفنه مع الجسد الشريف ( وروي ) ابن نما عن منصور بن جمهور انه دخل خزانة يزيد لما فتحت فوجد بها جونة حمراء فقال لغلامه سليم اختفظ بهذه الجونه فانها كنز من كنوز بني امية فلما فتحها إذ فيها رأس الحسين عليه السلام وهو مخضوب بالسواد فلفه في ثوب ودفنه عند باب الفراد يس عند البرج الثالث مما يلي المشرق انتهى ( اقول ) وكأنه هو الموضع المعروف الان بمسجد أو مقام أو مشهد رأس الحسين عليه السلام بجانب المسجد الاموى بدمشق وهو مشهد مشيد معظم ( السادس ) انه بمسجد الرقة على الفرات بالمدينة المشهورة حكى سبط بن الجوزي عن عبد الله بن عمر الوراق ان يزيد لعنه الله قال لابعثنه إلى آل ابي معيط عن رأس عثمان وكانوا بالرقة فبعثه إليهم فدفنوه في بعض دورهم ثم ادخلت تلك الدار في المسجد الجامع قال وهو إلى جنب سدرة هناك وعليه شبه النيل لا يذهب شتاء ولا صيفاء ( السابع ) انه بمصر نقله الخلفاء الفاطميون من باب الفراديس إلى عسقلان ثم نقلوه إلى القاهره وله فيها مشهد عظيم يزار نقله سبط بن الجوزي ( اقول )

لواعج الاشجان _ 250 _

  حكى غير واحد من المؤرخين ان الخليفه العلوي بمصر ارسل إلى عسقلان وهي مدينة كانت بين مصر والشام والان هي خراب فاستخرج رأسا زعم انه رأس الحسين عليه السلام وجئ به إلى مصر فدفن فيها في المشهد المعروف الان وهو مشهد معظم يزار والى جانبه مسجد عظيم رأيته في سنة احدى وعشرين بعد الثلثمائة والف والمصريون يتوافدون إلى زيارته افواجا رجالا ونساء ويدعون ويتضرعون عنده .
  واخذ العلويين لذلك الرأس من عسقلان ودفنه بمصر كأنه لاريب فيه لكن الشأن في كونه رأس الحسين عليه السلام ( وهذه ) الوجوه الاربعة الاخيرة كلها من روايات اهل السنة واقوالهم خاصة والله اعلم فصل قد يسئل عن وجه خروج الحسين عليه السلام باهله وعياله إلى الكوفة وهي في يد اعدائه وقد علم صنع اهلها بأبيه واخيه مع ان جميع نصحائه كانوا يشيرون عليه بعدم الخروج ومنهم ابن عباس وكثير ممن لاقاه في الطريق وكيف لم يرجع حين علم بقتل مسلم بن عقيل ( وكيف ) استجاز ان يحارب بنفر قليل جموعا عظيمة لها مدد ( ولم) القى بيده إلى التهلكة وما الجمع بين فعله وفعل اخيه

لواعج الاشجان _ 251 _

  الحسن عليهما السلام الذي سلم الامر إلى معوية بدون هذا الخوف " وهذا السؤال يتوجه على مذهب القائلين بعصمة الائمة عليهم السلام فيسئل عن وجه ذلك حتى لا ينافي العصمة ويتوجه على مذهب القائلين بعدم العصمة فيقال ان مثل ذلك ما كان ليخفى على مثل الحسين عليه السلام وفضله مسلم عند الكل ولو فرض عدم القول بالعصمة وقد اورد هذا السؤال السيد المرتضى رضي الله عنه في كتاب تنزيه الانبياء عليهم السلام ( واجاب ) عنه بما حاصله ان الحسين عليه السلام غلب على ظنه بمقتضى ما جرى من الامور انه يصل إلى حقه بالمسير فوجب عليه وذلك بمكاتبة وجوه الكوفة واشرافها وقرائها مع تقدم ذلك منهم في ايام الحسن عليه السلام وبعد وفاته واعطائهم العهود والمواثيق طائعين مبتدئين مكررين للطلب مع تسلطهم على واليهم في ذلك الوقت وقوتهم عليه وضعفه عنهم وقد جرى الامر في اوله على ما ظنه عليه السلام ولاحت اسباب الظفر فبايع مسلما اكثر اهل الكوفة وكتب إلى الحسين عليه السلام بذلك وتمكن مسلم من قتل ابن زياد غيلة في دار هاني لكنه لم يفعل معتذرا ؟ بأن الاسلام قيد الفتك ولما حبس ابن زياد هانيا حصره مسلم في قصره وكاد يستولي عليه لكن الاتفاق السئ عكس الامر ( اما ) الجمع بين فعله وفعل اخيه الحسن عليهما السلام فالحسن عليه السلام لما احسن بالغدر من

لواعج الاشجان _ 252 _

  اصحابه سلم كفا للفتنة وابقاء على نفسه واهله وشيعته والحسين عليه السلام طلب بحقه حين قوي في ظنه النصرة ممن كاتبه وعاهده ورأى قوة انصار الحق وضعف انصار الباطل فلم انعكس الامر رام الرجوع فمنع منه وطلب الموادعة والتسليم كما فعل اخوه الحسن عليهما السلام فلم يجب وطلبت نفسه فمنع منها بجهده حتى مضى كريما إلى جوار جده صلى الله عليه وآله انتهى ملخص جواب السيد رحمة الله عليه بتصرف ( والامر ) كما ذكره رحمه الله تعالى من انهم لم يجيبوه إلى الموادعة بل طلب ابن زياد ان ينزل هو واصحابه على حكمه ولو فعل ذلك لكان المظنون قويا ان يقتله ابن زياد مع اصحابه صبرا فاختار عليه السلام الموت عزيزا في مجال الطراد على ميتة الذل بيد ابن زياد ( بل ) المتيقن من حال ابن زياد في خبثه وعداوته لاهل البيت الطاهر ونسبه المعلوم انه لابد ان يفعل ما قلناه لو نزل الحسين عليه لاسلام على حكمه ( وفي بعض المخاطبات طلب ابن زياد ان يبايع هو واصحابه ليزيد فإذا فعل ذلك رأى ابن زياد رأيه ( هذا ) ولكن الذي يظهر من تصفح مجموع ما جرى للحسين عليه السلام هو خلاف ما اجاب به السيد قدس سره إذ يظهر منه ان الحسين عليه السلام كان عازما على عدم مبايعة يزيد على كل حال ولو ادى ذلك إلى قتله وكان مقدما على ذلك في حالة ظن السلامة ان وجدت وفي

لواعج الاشجان _ 253 _

  حال ظن العطب بل تيقنه لانه كان مأمورا بذلك من قبل جده صلى الله عليه وآله وابيه عليه السلام بامر آلهي كما تدل عليه الاخبار الكثيرة كما ان اخاه الحسن عليه السلام كان مأمورا بالصلح والتسليم عند خوف القتل ولا يلزم ان يكون تكليفهما في ذلك واحدا لجواز اختلاف الاحكام بحسب الاوقات لاختلاف الحكم والمصالح كما انه لا يجب اتفاقنا معهم في الاحكام التي من هذا القبيل ولا مانع عقلا ولا شرعا من اختلافنا معهم في ذلك وهذه الانبياء عليهم السلام كانت تبعث فرادى إلى الالوف من الكفرة تدعوهم إلى دينها وتسب آلهتهم وتصبر على انواع الاذى والوان العذاب والقتل والحرق والمثلة ( مع ) امكان دعوى ظهور الحكمة في فعل الحسن وفعل اخيه الحسين عليهما السلام باختلاف حالة معوية وولده يزيد الظاهرية في الجملة فلو بايع الحسين عليه السلام يزيدا وسلم إليه الامر ولم ينازعه لخفي حاله على اكثر الناس واعتقدوه امام حق فكان يتمكن من تبديل الدين وقلب الشريعة ظهرا لبطن وطمس اعلام النبوة ومحو اثرها ويأتي من بعده فيبنون على ما اسس ويضيفون إلى ما فعل فالحسين عليه السلام قد فدى دين جده بنفسه واهله وولده ( وما ) تزلزلت اركان دولة بني امية الا بقتل الحسين عليه السلام ولا ظهر للناس حالهم الا بعد شهادته ( ومما ) يدل على ان الحسين عليه

لواعج الاشجان _ 254 _

  السلام كان موطنا نفسه على القتل وظانا أو عالما في بعض الحالات بأنه يقتلى في سفره ذلك ( خطبته ) التي خطبها حين عزم على الخروج إلى العراق التي يقول فيها خط الموت على ولد آدم الخ فان اكثر فقراتها يدل على ذلك ( ونهى ) عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام له بمكة عن الخروج واقامته البرهان على ان ذلك ليس من الرأى بقوله انك تأتى بلدا فيه عماله وامراوءه ومعهم بيوت الاموال وانما الناس عبيد الدينار والدرهم فلا آمن عليك ان يقاتلك من وعدك نصره ومن انت احب إليه ممن يقاتلك معه وعدم اخذ الحسين عليه السلام بقوله مع اعتذاره إليه واعترافه بنصحه ( ونهي ) ابن عباس له ايضا محتجا بنحو ذلك من ان الذين دعوه لم يقتلوا اميرهم وينفوا عدوهم ويضبطوا بلادهم بل دعوه واميرهم عليهم قاهر لهم وعماله تجبي بلادهم فكأنهم دعوه إلى الحرب ولا يؤمن ان يخذلوه ويكونوا اشد الناس عليه ( ومعاودته ) للنهي ذاكرا له نحو من ذلك ومشيرا عليه باليمن فلم يقبل ( وجوابه ) لمحمد بن الحنفيه حين اشار عليه بعدم الخروج إلى العراق فوعده النظر ثم ارتحل في السحر فسأله ابن الحنفية فقال له الحسين عليه السلام اتاني رسول الله صلى الله عليه وآله بعد ما فارقتك فقال يا حسين اخرج فأن الله قد شاء ان يراك قتيلا قال ما معنى حملك هذه النسوة معك قال ان الله قد شاء ان يراهن سبايا ( وقول ) ابن

لواعج الاشجان _ 255 _

  عمر له حين نهاه عن الخروج فأبي انك مقتول في وجهك هذا فأنه دال على ان ظاهر الحال كان كذلك وما ظهر لابن عمر ما كان ليخفى على الحسين عليه السلام ( وقول ) الفرزدق له قلوب الناس معك واسيافهم عليك ( وقول ) بشر بن غالب له اني خلفت القلوب معك والسيوف مع بني امية وتصديق الحسين عليه السلام له ( ونهى ) عبد الله بن جعفر له وقوله اني مشفق عليك من هذا الوجه ان يكون فيه هلاكك واستئصال اهل بيتك وقول الحسين عليه السلام له اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام وامرني بما انا ماض له وامتناعه من أن يحدث بتلك الرؤيا ( ونهي ) عبد الله بن مطيع له وقوله والله لئن طلبت ما في ايدي بني امية ليقتلنك واباء الحسين عليه السلام الا ان يمضي ( وقول ) الاعراب له انا لا نستطيع ان نلج ولا نخرج القاضي باستيلاء بني امية استيلاء تاما وخطورة الامر ( واخبار ) اخته زينب عليها السلام بما سمعته حين نزل الخزيمية ( وما ) رآه في منامه بالثعلبية ( وقوله ) لابي هره وايم الله لتقتلني الفئة الباغية ( ونظره ) إلى بني عقيل حين اخبره الاسديان بقتل مسلم وهاني واشارا عليه بالرجوع واخبراه انه ليس له بالكوفة ناصر بل هو عليه وقوله لهم ما ترون فقد مسلم وامتناعهم عن الرجوع حتى يموتوا أو يدركوا ثارهم وقوله للاسديين لاخير في العيش بعد هؤلاء .

لواعج الاشجان _ 256 _

  فان الذي يظهر انه عليه السلام كان يريد ان يجيبوا بالامتناع عن الرجوع ليعتذر بذلك إلى الاسديين وانه عازم على عدم الرجوع على كل حال ( وقوله ) لاصحابه حين جاءه خبر مسلم وهاني وعبد الله بن يقطر انه قد خذلنا شيعتنا فمن احب منكم الانصراف فلينصرف " وعدم " رجوعه بعد تفرقهم عنه وبقائه في اصحابه الذين صحبوه من المدينة ويسير من غيرهم " واشارة " عمرو بن يوذان عليه بالرجوع وقوله له والله ما تقدم الا على الاسنة وحد السيوف ونهيه اياه عن المسير لان الذين كتبوا إليه لم يكفوه مؤنة القتال وقول الحسين عليه السلام له ليس يخفى على الرأى ولكن الله تعالى لا يغلب على امره وقوله عليه السلام والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي ( وقوله ) عليه السلام وايم الله لو كنت في حجر هامة من هذه الهوام لاستخرجوني حتى يقتلوني ( وكتابه ) الذي كتبه إلى بني هاشم حين توجه إلى العراق اما بعد فأنه من لحق بي استشهد ومن تخلف عني لم يبلغ الفتح إلى غير ذلك مما يقف عليه المتتبع المتأمل وهذه كلها ما بين صريح أو ظاهر في المطلوب كما لا يخفى ( والى ) هذا الذي ذكرناه ذهب ابن طاوس عليه الرحمة ايضا في اللهوف حيث قال الذي تحققناه ان الحسين عليه السلام كان عالما بما انتهت حاله إليه وكان تكليفه ما اعتمد عليه ثم اورد بعض الاخبار الدالة على ذلك ثم قال لعل

لواعج الاشجان _ 257 _

  بعض من لايعرف حقائق شرف السعادة بالشهادة يعتقد ان الله لايتعبد بمثل هذه الحالة ورده بأن الله تعالى تعبد قوما بقتل انفسهم فقال فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا انفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم انتهى ملخصا ( مع ) انه إذا كان في ذلك من الفوائد مثل احياء الدين وكشف قبائح المنافقين وردع الناس عن الاقتداء بهم كان التعبد به اولى من التعبد بقتل النفس عند التوبة ولا يقصر عن التعبد به في الجهاد والقصاص ( اما ) توهم ان ذلك القاء باليد إلى التهلكة ففاسد لان بذل النفس في سبيل الله تعالى للحصول على الحياة الدائمة والنعيم الخالد القاء باليد إلى اعظم السعادات ( واما ) ما جاء في بعض الروايات من ان الحسين عليه السلام طلب منهم احد امور اما ان يرجع إلى المكان الذي منه اتى أو أن يسير إلى ثغر من الثغور فيكون رجلا من المسلمين أو ان يأتي يزيد فيضع يده في يده فلم يثبت وقد جاء في بعض الاخبار ما يكذبه ويدل على ذلك الاعتبار ايضا وملاحظة سائر الاحوال قال ابن الاثير في الكامل وقد روي عن عقبة بن سمعان انه قال صحبت الحسين من المدينة إلى المكة ومن مكة إلى العراق ولم افارقه حتى قتل وسمعت جميع مخاطباته الناس إلى يوم مقتله فوالله ما اعطاهم ما يتذاكر به الناس انه يضع يده في يد يزيد ولا ان يسيروه إلى ثغر من ثغور المسلمين ولكنه قال دعوني ارجع

لواعج الاشجان _ 258 _

  إلى المكان الذي اقبلت منه أو دعوني اذهب في هذه الارض العريضة حتى ننظر إلى ما يصير إليه الناس فلم يفعلوا انتهى ( واما ) دعاؤه انه قال صحبت الحسين من المدينة إلى المكة ومن مكة إلى العراق ولم افارقه حتى قتل وسمعت جميع مخاطباته الناس إلى يوم مقتله فوالله ما اعطاهم ما يتذاكر به الناس انه يضع يده في يد يزيد ولا ان يسيروه إلى ثغر من ثغور المسلمين ولكنه قال دعوني ارجع

لواعج الاشجان _ 259 _

  إلى المكان الذي اقبلت منه أو دعوني اذهب في هذه الارض العريضة حتى ننظر إلى ما يصير إليه الناس فلم يفعلوا انتهى ( واما ) دعاؤه الناس إلى نصرته مثل عبد الله بن الحر الجعفي وغيره وكتابه إلى اهل البصره فكل ذلك من باب اقامة الحجة وقطع المعذرة والحمد لله الذي وفق لجمع هذا الكتاب المميز بين القشر واللباب والحاوي من شوارد الاخبار ما لم يجتمع مثله في كتاب مع مراعاة الحد الوسط بين الايجاز والاطناب والقارئ المنصف يعلم امتيازه عن غيره مما صنف في هذا الباب فاسأله تعالى ان يكون وسيلة لشفاعة الحسين وجده وابيه واهل بيته عليهم السلام في يوم الحساب وامنا من العقاب وزيادة في الثواب وقد فرغ من تسويده جامعه العبد الجاني على نفسه محسن بن المرحوم السيد عبد الكريم الحسيني العالمي نزيل دمشق الشام عفى الله عن جرائمه عصر يوم الجمعة المبارك الحادي عشر من شهر ذي القعدة الحرام الذي هو من شهور سنة تسع وعشرين بعد الالف وثلثمائة من هجرة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم ببلدة دمشق الشام صانها الله عن طوارق الحدثان والحمد لله وحده (وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم) (تم كتاب لواعج الاشجان)