
كما في كتب السّنة
نقد لما كتبه الدّكتور السالوس
تأليف
السيّد علي الحسيني الميلاني
الحمد الله ربّ العالمين ، والصلاة والسّلام
على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
من الأولين والآخرين .
كلمة المؤلّف
هذا نقد علمي لما كتبه الدكتور علي أحمد السالوس حول حديث الثقلين .
هذا الحديث الثابت صدوره عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لدى المسلمين كافّة .
فقد توافقوا على روايته بأسانيدهم المعتبرة الكثيرة ، وتسالموا على ثبوته عنه ، ولم نجد ـ خلال هذه القرون المتمادية ـ من يشك في صحته إلاّ رجلاً واحداً . . . وهو أبو الفرج ابن الجوزي الحنبلي . . . حيث أودعه في روايةٍ واحدةٍ له كتاب ( العلل المتناهية في الأحاديث الواهية ) .
وقد خطّئه العلماء ، وحذّروا من الاغترار بفعله ، ومنهم من أحسن الظنَّ به فحمل ذلك منه على عدم استحضاره لسائر طرق الحديث . . . لا سيّما وأنّه في صحيح مسلم . . . كما سترى ذلك كلّه في هذا الكتاب .
والحق معهم . . . فأنّه لو جاز رمي مثل هذا الحديث ـ الصحيحة أسانيده والكثيرة طرقه ـ بالضّعف لَما بقي فيما بأيدينا من الأحاديث النبوية ما نثق بصدوره عن الرسّول الكريم إلاّ الشاذ النادر ، وهذا يؤدّي إلى سقوط السنّة النبويّة وهدم أركان الشريعة المقدّسة .
ولهذه الأمور وغيرها . . . لم نعثر ـ وما كنّا نظن العثور ـ على مقلّد لا بن الجوزي من أهل العلم فيما قاله حول هذا الحديث ، حتى جاء دور « الدكتور » .
و « للدكاترة » و « المشايخ » في الآونة الأخيرة تحرّك واسع في شتى البلدان
الإسلامية للتأليف في المسائل العقدية ، وكثير منهم يتعرّضون لعقائد الشيعة الإمامية الإثني عشرية ، وخاصّة في الإمامة والخلافة ، لكنّها ـ في الأغلب ـ حملات وتهجّمات مفعمة بالضغينة والحقد . . . إلاّ أن الملفت للنّظر وقوع التناقضات العجيبة فيما بين هؤلاء الكتّاب من جهةٍ ، وبينهم وبين علمائهم السابقين من جهةٍ أخرى .
حديـــث الثقلـــين
_ 2 _
فالسّابقون منهم على أنّ « الخلافة عن النبي » من فروع الدين لا من أصوله ، فتكون الإمامة من المسائل العمليّة الفرعية ، شأنها شأن الصلاة والزكاة ونحوهما ، ولكلّ مجتهدٍ رأيه . . . يقول القاضي عضد الدّين الايجي وشارحه الجرجاني : « الإمامة ومباحثها ليست من أصول الديانات والعقائد ـ خلافاً للشيعة ـ بل هي عندنا من الفروع المتعلّقة بأفعال المكلّفين »