فذوقوا ( لقاء ) على قول الكوفيين في إعمال الأول ، ويجوز أن يكون مفعول ذوقوا ( هذا ) أي هذا العذاب.
  قوله تعالى ( تتجافى ) و ( يَدْعُونَ رَبَّهُمْ ) في موضع الحال ، و ( خَوْفاً وَطَمَعاً ) قد ذكر في الأعراف.
  قوله تعالى ( مَا أُخْفِيَ لَهُمْ ) يجوز أن تكون ( ما ) استفهاما ، وموضعها رفع بالابتداء ، وأخفى لهم خبره على قراءة من فتح الياء وعلى قراءة من سكنها ، وجعل أخفى مضارعا تكون ( ما ) في موضع نصب بأخفى ويجوز أن تكون ( ما ) بمعنى الذى منصوبة بتعلم ، و ( مِنْ قُرَّةِ ) في الوجهين حال من الضمير في أخفى ، و ( جزاء ) مصدر أي جوزوا جزاء.
  قوله تعالى ( لا يَسْتَوُونَ ) مستأنف لا موضع له ، وهو بمعنى ما تقدم من التقدير ، و ( نزلا ) قد ذكر في آل عمران.
  قوله تعالى ( الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ ) هو صفة العذاب في موضع نصب ، ويجوز أن يكون صفة النار ، وذكر على معنى الجحيم أو الحريق.
  قوله تعالى ( مِنْ لِقَائِهِ ) يجوز أن تكون الهاء ضمير اسم الله : أي من لقاء موسى الله ، فالمصدر مضاف إلى المفعول ، وأن يكون ضمير موسى فيكون مضافا إلى الفاعل ، وقيل يرجع إلى الكتاب كما قال تعالى ( وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ ) وقيل من لقائك يا محمد موسى صلى الله وسلم عليهما ليلة المعراج ( لما ) بالتشديد ، ظرف ، والعامل فيه جعلنا منهم أو يهددون ، وبالتخفيف وكسر اللام على أنها مصدرية ( كَمْ أَهْلَكْنَا ) قد ذكر في طه.

سورة الأحزاب
بسم الله الرحمن الرحيم

  قوله تعالى ( بِمَا تَعْمَلُونَ ) إنما جاء بالجمع لأنه عنى بقوله تعالى ( اتبع أنت وأصحابك ) ويقرأ بالياء على الغيبة.
  قوله تعالى ( اللاتى ) هو جمع التى ، والأصل إثبات الياء ، ويجوز حذفها اجتزاء بالكسرة ، ويجوز تليين الهمزة وقلبها ياء ، و ( تظاهرون ) قد ذكر في البقرة.
  قوله تعالى ( هُوَ أَقْسَطُ ) أي دعاؤكم فأضمر المصدر لدلالة الفعل عليه ( فإخوانكم ) بالرفع : أي فهم إخوانكم ، وبالنصب أي فادعوهم إخوانكم ( وَلَكِنْ

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الاول) _ 191 _

  مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ) ( ما ) في موضع جر عطفا على ما الأولى ، ويجوز أن تكون في موضع رفع على الابتداء ، والخبر محذوف : أي تؤاخذون به.
  قوله تعالى ( وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ) أي مثل أمهاتهم.
  قوله تعالى ( بعضهم ) يجوز أن يكون بدلا وأن يكون مبتدأ ، و ( فِي كِتَابِ اللَّهِ ) يتعلق بأولى ، وأفعل يعمل في الجار والمجرور ، ويجوز أن يكون حالا ، والعامل فيه معنى أولى ، ولايكون حالا من أولوا الأرحام للفصل بينهما بالخبر ، ولأنه عامل إذا ، و ( مِنْ الْمُؤْمِنِينَ ) يجوز أن يكون متصلا بأولوا الأرحام ، فينتصب على التبيين : أي أعنى ، وأن يكون متعلقا بأولى ، فمعنى الأول وأولوا الأرحام من المؤمنين أولى بالميراث من الأجانب ، وعلى الثاني وأولوا الأرحام أولى من المؤمنين والمهاجرين الأجانب ( إِلاَّ أَنْ تَفْعَلُوا ) استثناء من غير الجنس.
  قوله تعالى ( وَإِذْ أَخَذْنَا ) أي واذكر.
  قوله تعالى ( إِذْ جَاءَتْكُمْ ) هو مثل ( إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً ) وقد ذكر في آل عمران و ( إِذْ جَاءُوكُمْ ) بدل من إذ الأولى ، و ( الظنونا ) بالألف في المصاحف.
  ووجهه أنه رأس آية فشبه بأواخر الآيات المطلقة لتتآخى رءوس الآى ، ومثله الرسولا والسبيلا على ما ذكر في القراءات ، ويقرأ بغير ألف على الأصل.
  والزلزال بالكسر المصدر ، و ( يثرب ) لا ينصرف للتعريف ووزن الفعل ، وفيه التأنيث و ( يقولون ) حال أو تفسير ليستأذن ، و ( عورة ) أي ذات عورة ، ويقرأ بكسر الواو ، والفعل منه عور ، فهو اسم فاعل ، و ( لآتوها ) بالقصر جاءها وبالمد أي أعطوها ما عندهم من القوة والبقاء : و ( إِلاَّ يَسِيراً ) أي إلا لبثا أو إلا زمنا ، ومثله إلا قليلا ، و ( لا يُوَلُّونَ ) جواب القسم ، لأن عاهدوا في معنى أقسموا ، ويقرأ بتشديد النون وحذف الواو على تأكيد جواب القسم ، و ( هلم ) قد ذكر في الأنعام إلا أن ذاك متعد وهذا لازم.
  قوله تعالى ( أشحة ) هو جمع شحيح وانتصابه على الحال من الضمير في يأتون.
  وأشحة الثاني حال من الضمير المرفوع في سلقوكم ، و ( ينظرون ) حال ، لأن رأيتهم أبصرتهم ، و ( تدور ) حال من الضمير في ينظرون ( كالذى ) أي دورانا كدوران عين الذى ، ويجوز أن تكون الكاف حالا من أعينهم : أي مشبهة عين الذى.
  قوله تعالى ( يحسبون ) يجوز أن يكون حالا من أحد الضمائر المتقدمة إذا صح

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الاول) _ 192 _
  المعنى وتباعد العامل فيه ، ويجوز أن يكون مستأنفا ، و ( بادون ) جمع باد ، وقرئ ( بدى ) مثل غاز وغزى ، و ( يسألون ) حال.
  قوله تعالى ( أسوة ) الكسر والضم لغتان ، وهو اسم للتأسي ، وهو المصدر ، وهو اسم كان ، والخبر لكم.
  و ( فِي رَسُولِ اللَّهِ ) حال أو ظرف يتعلق بالاستقرار لا بأسوة أو بكان على قول من أجازه ، ويجوز أن يكون في رسول الله الخبر ، ولكم تخصيص وتبيين ( لِمَنْ كَانَ ) قيل هو بدل من ضمير المخاطب بإعادة الجار ، ومنع منه الأكثرون لأن ضمير المخاطب لا يبدل منه فعلى هذا يجوز أن تتعلق بحسنة أو يكون نعتا لها ، ولا تتعلق بأسوة لأنها قد وصفت ، و ( كثيرا ) نعت لمصدر محذوف.
  قوله تعالى ( وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ) إنما أظهر الاسمين هنا مع تقدم ذكرهما لئلا يكون الضمير الواحد عن الله وغيره.
  قوله تعالى ( لِيَجْزِيَ اللَّهُ ) يجوز أن يكون لام العاقبة ، وأن يتعلق بصدق أو بزادهم أو بما بدلوا.
  قوله تعالى ( بغيظهم ) يجوز أن يكون حالا ، وأن يكون مفعولا به ، و ( لَمْ يَنَالُوا ) حال ، و ( مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ) حال من ضمير الفاعل في ظاهروهم ، و ( مِنْ صَيَاصِيهِمْ ) متعلقة بأنزل ، و ( فريقا ) منصوب ب ( تقتلون ) ، و ( يضاعف ) ويضعف قد ذكر.
  قوله تعالى ( وَمَنْ يَقْنُتْ ) يقرأ بالياء حملا على لفظ ( من ) وبالتاء على معناها ومثله ، و ( تَعْمَلْ صَالِحاً ) ومنهم من قرأ الأولى بالتاء ، والثانية بالياء.
  وقال بعض النحويين.
  هذا ضعيف لأن التذكير أصل ، فلا يجعل تبعا للتأنيث ، وماعللوا به قد جاء مثله في القرآن ، وهو قوله تعالى ( خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا ).
  قوله تعالى ( فَيَطْمَعَ الَّذِي ) يقرأ بفتح العين على جواب النهى ، وبالكسر على نية الجزم عطفا على تخضعن.
  قوله تعالى ( وقرن ) يقرأ بكسر القاف وفيه وجهان ، أحدهما هو من وقر يقر إذا ثبت ، ومنه الوقار ، والفاء محذوفة.
  والثانى هو من قر يقر ، ولكن حذفت إحدى الراءين كما حذفت إحدى اللامين في ظلت فرارا من التكرير ، ويقرأ بالفتح وهو من قرن لاغير ، وحذفت إحدى الراءين ، وإنما فتحت القاف على لغة في قررت أقر في المكان.

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الاول) _ 193 _
  قوله تعالى ( أَهْلَ الْبَيْتِ ) أي يا أهل البيت ، ويجوز أن ينتصب على التخصيص والمدح : أي أعنى أو أخص.
  قوله تعالى ( والحافظات ) أي الحافظات فروجهن ، وكذلك ( والذاكرات ) أي والذاكرات الله ، وأغنى المفعول الأول عن الإعادة.
  قوله تعالى ( أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ ) إنما جمع لأن أول الآية يراد به العموم.
  قوله تعالى ( وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ) قد ذكر مثله في التوبة.
  قوله تعالى ( الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ ) هو نعت للذين خلوا ، ويجوز أن ينتصب على إضمار أعنى ، وأن يرتفع على إضمارهم.
  قوله تعالى ( وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ ) أي ولكن كان رسول الله ، وكذلك ( وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ) ويقرأ بفتح التاء على معنى المصدر ، كذا ذكر في بعض الأعاريب.
  وقال آخرون : هو فعل مثل قاتل بمعنى ختمهم.
  وقال آخرون : هو اسم بمعنى آخرهم ، وقيل هو بمعنى المختوم به النبيون كما يختم بالطابع ، وبكسرها : أي آخرهم.
  قوله تعالى ( تعتدونها ) تفتعلونها من العدد : أي تعدونها عليهن أو تحسبون بها عليهن ، وموضعه جر على اللفظ ، أو رفع على الموضع.
  والسراج اسم للتسريح وليس بالمصدر.
  قوله تعالى ( وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً ) في الناصب وجهان : أحدهما أحللنا في أول الآية.
  وقد رد هذا قوم وقالوا : أحللنا ماض و ( إِنْ وَهَبَتْ ) هو صفة للمرأة مستقبل ، وأحللنا في موضع جوابه ، وجواب الشرط لا يكون ماضيا في المعنى ، وهذا ليس بصحيح ، لأن معنى الإحلال هاهنا الإعلام بالحل إذا وقع الفعل على ذلك ، كما تقول : أبحت لك أن تكلم فلانا إن سلم عليك.
  الوجه الثاني أن ينتصب بفعل محذوف : أي ونحل لك امرأة ، ويقرأ أن وهبت بفتح الهمزة وهو بدل من امرأة بدل الاشتمال ، وقيل التقدير : لأن وهبت ، و ( خالصة ) يجور أن يكون حالا من الضمير في وهبت.
  وأن يكون صفة لمصدر محذوف : أي هبة خالصة ويجوز أن يكون مصدرا : أي أخلصت ذلك لك إخلاصا وقد جاءت فاعلة مصدرا مثل العاقبة والعافية ، و ( لكيلا ) يتعلق بأحللنا ( وَمَنْ ابْتَغَيْتَ ) ( من ) في موضع نصب بابتغيت ، وهى شرطية ، والجواب ( فَلا جُنَاحَ عَلَيْكَ ) ويجوز أن يكون مبتدأ ، والعائد محذوف : أي والتى ابتغيتها ، والخبر فلا جناح.

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الاول) _ 194 _
  قوله تعالى ( كلهن ) الرفع على توكيد الضمير في يرضين ، والنصب على توكيد المنصوب في آتيتهن.
  قوله تعالى ( إِلاَّ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ) يجوز أن يكون في موضع رفع بدلا من النساء ، وأن يكون في موضع نصب على أصل الاستثناء ، وهو من الجنس ، ويجوز أن يكون من غير الجنس ، وقوله تعالى ( مِنْ أَزْوَاجٍ ) (1) في موضع نصب ، و ( من زائدة ( إِلاَّ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ) يجوز أن يكون في موضع نصب بدلا من أزواج ، ويجوز أن يكون الاستثناء منقطعا.
  قوله تعالى ( إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ ) هو في موضع الحال : أي لا تدخلوا إلا مأذونا لكم ( وإلى ) تتعلق بيؤذن لأن معناها تدعو.
  و ( غير ) بالنصب على الحال من الفاعل في تدخلوا ، أو من المجرور في لكم ، ويقرأ بالجر على الصفة للطعام ، وهذا عند البصريين خطإ لأنه جرى على غيرها هو له ، فيجب أن يبرز ضمير الفاعل فيكون غير ناظرين أنتم.
  قوله تعالى ( وَلا مُسْتَأْنِسِينَ ) هو معطوف على ناظرين.
  قوله تعالى ( يدنين ) هو مثل قوله تعالى ( قُلْ لِعِبَادِي الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ ) في إبراهيم.
  قوله تعالى ( ملعونين ) هو حال من الفاعل في يجاورونك ، ولايجوز أن يكون حالا مما بعد أين لأنها شرط ، وما بعد الشرط لا يعمل فيما قبله.
  قوله تعالى ( سُنَّةَ اللَّهِ ) هو منصوب على المصدر : أي من ذلك سنة ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ ) يجوز أن يكون ظرفا لئلا يجدون ولنصيرا ، أو ل ( يقولون ) ويقولون على الوجهين الأولين حال من الوجوه ، لأن المراد أصحابها ، ويضعف أن يكون حالا من الضمير المجرور لأنه مضاف إليه ، ويقرأ ( تقلب ) يعنى السعير وجوههم بالنصب.
  قوله تعالى ( لِيُعَذِّبَ اللَّهُ ) اللام تتعلق بحملها ، والله أعلم.

--------------------
(1) ( قوله وقوله تعالى من أزواج الخ ) كذا بالنسخ التى بأيدينا ولا يخفى ما فيه من تشتيت الوجوه في الكلام على قوله ( إِلاَّ مَا مَلَكَتْ ) الخ فكان المناسب تقديمه عليه لتستقيم الأوجه اه مصححه . (*)

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الاول) _ 195 _
سورة سبأ
بسم الله الرحمن الرحيم

  قوله تعالى ( فِي الآخِرَةِ ) يجوز أن يكون ظرفا العامل فيه الحمد أو الظرف ، وأن يكون حالا من الحمد ، والعامل فيه الظرف.
  قوله تعالى ( يعلم ) هو مستأنف ، وقيل هو حال مؤكدة.
  قوله تعالى ( عَالِمُ الْغَيْبِ ) يقرأ بالرفع : أي هو عالم ، ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر ( لا يَعْزُبُ ) وبالجر صفة لربى أو بدلا.
  قوله تعالى ( وَلا أَصْغَرُ ) بالجر عطفا على ذرة وبالرفع عطفا على مثقال.
  قوله تعالى ( ليجزى ) تتعلق بمعنى لا يعزب ، فكأنه قال يحصى ذلك ليجزى.
  قوله تعالى ( مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ ) يقرأ بالجر صفة لرجز ، وبالرفع صفة لعذاب ، والرجز مطلق العذاب.
  قوله تعالى ( وترى ) هو معطوف على ليجزى ، ويجوز أن يكون مستأنفا ، و ( الَّذِي أُنزِلَ ) مفعول أول ، و ( الحق ) مفعول ثان وهو فصل ، وقرئ الحق بالرفع على الابتداء والخبر وفاعل ( يهدى ) ضمير الذى أنزل ، ويجوز أن يكون ضمير اسم الله ، ويجوز أن يعطف على موضع الحق وتكون إن محذوفة ، ويجوز أن يكون في موضع فاعل : أي ويروه حقا وهاديا.
  قوله تعالى ( إِذَا مُزِّقْتُمْ ) العامل في إذا مادل عليه خبر إن.
  أي إذا مزقتم بعثتم ولا يعمل فيه ينبئكم لأن إخبارهم لا يقع وقت تمزيقهم ، ولامزقتم لأن إذا مضافة إليها ولاجديد لأن ما بعد إن لا يعمل فيما قبلها ، وأجازه قوم في الظروف ( أفترى ) الهمزة للاستفهام ، وهمزة الوصل حذفت استغناء عنها.
  قوله تعالى ( نَخْسِفْ بِهِمْ ) الإظهار هو الأصل ، والإدغام جائز لأن الفاء والباء متقاربان.
  قوله تعالى ( يَا جِبَالُ ) أي وقلنا يا جبال ، ويجوز أن يكون تفسيرا للفصل ، وكذا ( وَأَلَنَّا لَهُ ) ( والطير ) بالنصب.
  وفيه أربعة أوجه : أحدها هو معطوف على موضع جبال.
  والثانى الواو بمعنى مع والذى أو صلته الواو ( أوبى ) لأنها لاتنصب إلا مع الفعل.
  والثالث أن تعطف على فضلا ، والتقدير : وتسبيح الطير قاله الكسائي

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الاول) _ 196 _
  والرابع بفعل محذوف : أي وسخرنا له الطير ، ويقرأ بالرفع وفيه وجهان : أحدهما هو معطوف على لفظ جبال.
  والثانى على الضمير في أوبى ، وأغنت مع عن توكيده.
  قوله تعالى ( أَنْ اعْمَلْ ) أن بمعنى أي : أي أمرناه أن اعمل ، وقيل هي مصدرية.
  قوله تعالى ( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ ) يقرأ بالنصب : أي وسخرنا ، وبالرفع على الابتداء ، أو على أنه فاعل ، و ( غُدُوُّهَا شَهْرٌ ) جملة في موضع الحال من الريح ، والتقدير : مدة غدوها ، لأن الغدو مصدر وليس بزمان ( مَنْ يَعْمَلُ ) ( من ) في موضع نصب : أي وسخرنا له من الجن فريقا يعمل أو في موضع رفع على الابتداء أو الفاعل : أي وله من الجن فريق يعمل ، و ( آلَ دَاوُودَ ) أي يا آل ، أو أعنى آل داود ، و ( شكرا ) مفعول له ، وقيل هو صفة لمصدر محذوف : أي عملا شكرا ويجوز أن يكون التقدير : اشكروا شكرا.
  قوله تعالى ( منسأته ) الأصل الهمز لأنه من نسأت الناقة وغيرها إذا سقتها ، والمنسأة العصا التى يساق بها إلا أن همزتها أبدلت ألفا تخفيفا ، وقرئ في الشاذ ( من سأته ) بكسر التاء على أن من حرف جر ، وقد قيل غلط قاريها ، وقال ابن جنى سميت العصا سأة لأنها تسوء ، فهى فلة والعين محذوفة وفيه بعد قوله تعالى ( تبينت ) على تسمية الفاعل ، والتقدير : تبين أمر الجن ، و ( أَنْ لَوْ كَانُوا ) في موضع رفع بدلا من أمر المقدر ، لأن المعنى تبينت الإنس جهل الجن ، ويجوز أن يكون في موضع نصب : أي تبينت الجن جهلها ، ويقرأ بينت على ترك تسمية الفاعل ، وهو على الوجه الأول بين.
  قوله تعالى ( لسبإ ) قد ذكر في النمل ، و ( مساكن ) جمع مسكن بالفتح والكسر : وهما المنزل موضع السكون ، ويجوز أن يكون مصدرا ، فيكون الواحد مفتوحا مثل المقعد والمطلع والمكان بالكسر ، و ( آية ) اسم كان ، و ( جنتان ) بدل منها أو خبر مبتدأ محذوف.
  قوله تعالى ( بلدة ) أي هذه بلدة ( ورب ) أي وربكم رب ، ، أو ولكم رب ، ويقرأ شاذا ( بلدة وربا ) بالنصب على أنه مفعول الشكر.
  قوله تعالى ( أُكُلٍ خَمْطٍ ) يقرأ بالتنوين ، والتقدير : أكل أكل خمط ، فحذف المضاف لأن الخمط شجر والإكل ثمرة ، وقيل التقدير : أكل ذى خمط ، وقيل هو

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الاول) _ 197 _
  بدل منه ، وجعل خمط أكلا لمجاورته إياه وكونه سببا له ، ويقرأ بالأضافة وهو ظاهر و ( قليل ) نعت لأكل ، ويجوز أن يكون نعتا لخمط وأثل وسدر.
  قوله تعالى ( ربنا ) يقرأ بالنصب على النداء ، و ( باعد ) وبعد على السؤال ، ويقرأ بعد على لفظ الماضي ، ويقرأ ربنا وباعد وبعد على الخبر ، و ( ممزق ) مصدر أو مكان.
  قوله تعالى ( صَدَّقَ عَلَيْهِمْ ) بالتخفيف ، و ( إبليس ) فاعله ، و ( ظنه ) بالنصب على أنه مفعول كأنه ظن فيهم أمرا وواعده نفسه فصدقه ، وقيل التقدير : صدق في ظنه ، فما حذف الحرف وصل الفعل ، ويقرأ بالتشديد على هذا المعنى ، ويقرأ إبليس بالنصب على أنه مفعول ، وظنه فاعل كقول الشاعر : ( فإن يك ظنى صادقا وهو صادقي ) ويقرأ برفعهما بجعل الثاني بدل الاشتمال.
  قوله تعالى ( مَنْ يُؤْمِنُ ) يجوز أن يكون بمعنى الذى فينتصب بتعلم ، وأن يكون استفهاما موضع رفع بالابتداء ، و ( منها ) إما على التبيين : أي لشك منها أي بسببها ، ويجوز أن يكون حالا من شك ، وقيل ( من ) بمعنى في.
  قوله تعالى ( إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ ) يجوز أن تتعلق اللام بالشفاعة لأنك تقول : شفعت له وأن تتعلق بتنفع ( فزع ) بالتشديد على ما لم يسم فاعله والقائم مقام الفاعل ( عَنْ قُلُوبِهِمْ ) والمعنى أزيل عن قلوبهم ، وقيل المسند إليه الفعل مضمر دل عليه الكلام أي نحى الخوف ، ويقرأ بالفتح على التسمية : أي فزع الله ، أي كشف عنها ، ويقرأ فرغ : أي أخلى ، وقرئ شاذا ( افرنقع ) أي تفرق ولا تجوز القراءة بها.
  قوله تعالى ( أَوْ إِيَّاكُمْ ) معطوف على اسم إن ، وأما الخبر فيجب أن يكون مكررا كقولك : إن زيدا وعمرا قائم.
  التقدير : إن زيدا قائم وإن عمرا قائم ، واختلفوا في الخبر المذكور فقال بعضهم : هو لأول ، وقال بعضهم : هو للثاني ، فعلى هذا يكون ( لَعَلَى هُدًى ) خبر الأول ، و ( أَوْ فِي ضَلالٍ ) معطوف عليه ، وخبر المعطوف محذوف لدلالة المذكور عليه ، وعكسه آخرون ، والكلام على المعنى غير الإعراب ، لأن المعنى إنا على هدى من غير شك ، وأنتم على ضلال من غير شك ، ولكن خلطه في اللفظ على عادتهم في نظائره كقولهم : أخزى الله الكاذب منى ومنك.
  قوله تعالى ( إِلاَّ كَافَّةً ) هو حال من المفعول في أرسلناك ، والهاء زائدة للمبالغة ، و ( للناس ) متعلق به : أي وما أرسلناك إلا كافة للناس عن الكفر والمعاصي وقيل

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الاول) _ 198 _
  هو حال من الناس إلا أنه ضعيف عند الأكثرين لأن صاحب الحال مجرور ويضعف هنا من وجه آخر ، وذاك أن اللام على هذا تكون بمعنى إلى ، إذ المعنى أرسلناك إلى الناس ، ويجوز أن يكون التقدير : من أجل الناس.
  قوله تعالى ( مِيعَادُ يَوْمٍ ) هو مصدر مضاف إلى الظرف ، والهاء في ( عنه ) يجوز أن تعود على الميعاد وعلى اليوم ، وإلى أيهما أعدتها كانت الجملة نعتا له.
  قوله تعالى ( بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ ) مثل ميعاد يوم ، ويقرأ بفتح الكاف وتشديد الراء ، والتقدير : بل صدنا كرور الليل والنهار علينا ، ويقرأ كذلك إلا أنه بالنصب على تقدير مدة كرورهما.
  قوله تعالى ( زلفى ) مصدر على المعنى : أي يقربكم قربى ( إِلاَّ مَنْ آمَنَ ) يجوز أن يكون في موضع نصب استثناء منقطعا ، وأن يكون متصلا مستثنى من المفعول في يقربكم ، وأن يكون مرفوعا بالابتداء ومابعده الخبر.
  قوله تعالى ( وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ) في ( ما ) وجهان : أحدهما شرطية في موضع نصب ، والفاء جواب الشرط ، ومن شئ تبيين.
  والثانى هو بمعنى الذى في موضع رفع بالابتداء وما بعد الفاء الخبر.
  قوله تعالى ( أهؤلاء ) مبتدأ ، و ( إياكم ) في موضع نصب ب ( يعبدون ) ويعبدون خبر كان ، وفيه دلالة على جواز تقديم خبر كان عليها لأن معمول الخبر بمنزلته.
  قوله تعالى ( أَنْ تَقُومُوا ) هو في موضع جر بدلا من واحدة ، أو رفع على تقدير : هي أن تقوموا ، أو نصب على تقدير أعنى ، و ( تتفكروا ) معطوف على تقوموا ، و ( مَا بِصَاحِبِكُمْ ) نفى ، ( بَيْنَ يَدَيْ ) ظرف لنذير ، ويجوز أن يكون نعتا لنذير ، ويجوز أن يكون لكم صفة لنذير ، فيكون بين ظرفا للاستقرار ، أو حالا من الضمير في الجار ، أو صفة أخرى.
  قوله تعالى ( عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ) بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف ، أو خبر ثان أو بدل من الضمير في يقذف ، أو صفة على الموضع ، وبالنصب صفة لاسم ( إن ) أو على إضمار أعنى.
  قوله تعالى ( فَلا فَوْتَ ) أي فلا فوت لهم ، و ( التناوش ) بغير همز من ناش

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الاول) _ 199 _
  ينوش أذا تناول ، والمعنى : من أين لهم تناول السلامة ، ويقرأ بالهمز من أجل ضم الواو ، وقيل هي أصل من ناشه يناشه إذا خلصه والله أعلم.

سورة فاطر
بسم الله الرحمن الرحيم

  قوله تعالى ( فَاطِرِ السَّمَوَاتِ ) الإضافة محضة لأنه للماضي لاغير ، فأما ( جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ ) فكذلك في أجود المذهبين ، وأجاز قوم أن تكون غير محضة على حكاية الحال ، و ( رسلا ) مفعول ثان ، و ( أولى ) بدل من رسل أو نعت له ويجوز أن يكون جاعل بمعنى خالق ، فيكون رسلا حالا مقدرة ، و ( مثنى ) نعت لأجنحة ، وقد ذكر الكلام في هذه الصفات المعدولة في أول النساء ، و ( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ) مستأنف.
  قوله تعالى ( مَا يَفْتَحْ اللَّهُ ) ( ما ) شرطية في موضع نصب بيفتح ، و ( مِنْ رَحْمَةِ ) تبيين لما.
  قوله تعالى ( مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ ) يقرأ بالرفع ، وفيه وجهان : أحدهما هو صفة لخالق على الموضع ، وخالق مبتدأ ، والخبر محذوف تقديره لكم أو للأشياء.
  والثانى أن يكون فاعل خالق : أي هل يخلق غير الله شيئا ، ويقرأ بالجر على الصفة لفظا ( يرزقكم ) يجوز أن يكون مستأنفا ، ويجوز أن يكون صفة لخالق.
  قوله تعالى ( الَّذِينَ كَفَرُوا ) يجوز أن يكون مبتدأ ومابعده الخبر ، وأن يكون صفة لحزبه أو بدلا منه ، وأن يكون في موضع جر صفة لأصحاب السعير أو بدل منه ، والله أعلم.
  قوله تعالى ( حسرات ) يجوز أن يكون حالا : أي متلهفة ، وأن يكون مفعولا له.
  قوله تعالى ( يرفعه ) الفاعل ضمير العمل والهاء للكلم : أي أي العمل الصالح يرفع الكلم ، وقيل الفاعل اسم الله فتعود الهاء على العمل.
  قوله تعالى ( وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ ) مبتدأ ، والخبر ( يبور ) وهو فصل أو توكيد ، ويجوز أن يكون مبتدأ ويبور الخبر ، والجملة خبر مكر.

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الاول) _ 200 _
  قوله تعالى ( سَائِغٌ شَرَابُهُ ) سائع على فاعل ، وبه يرتفع شرابه لاعتماده على ما قبله ، ويقرأ ( أسيغ ) بالتشديد وهو فعيل مثل سيد ، ويقرأ بالتخفيف مثل ميت وقد ذكر.
  قوله تعالى ( وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ) أي لو كان المدعو ذا قربى ، ويجوز أن يكون حالا ، وكان تامة.
  قوله تعالى ( وَلا النُّورُ * وَلا الْحَرُورُ ) لافيها زائدة ، لأن المعنى الظلمات لاتساوى النور ، وليس المراد أن النور في نفسه لا يستوى ، وكذلك ( لا ) في ( وَلا الأَمْوَاتُ ).
  قوله تعالى ( جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ ) حال ، وقد مقدرة : أي كذب الذين من قبلهم وقد جاءتهم رسلهم.
  قوله تعالى ( ألوانها ) مرفوع بمختلف ، و ( جدد ) بفتح الدال جمع جدة وهى الطريقة ، ويقرأ بضمها وهو جمع جديد ( وَغَرَابِيبُ سُودٌ ) الإصل وسود غرابيب ، لأن الغربيب تابع للأسود ، يقال أسود غربيب كما تقول أسود حالك ، و ( كذلك ) في موضع نصب : أي اختلافا مثل ذلك ، و ( العلماء ) بالرفع وهو الوجه ، ويقرأ برفع اسم الله ونصب العلماء على معنى إنما يعظم الله من عباده العلماء.
  قوله تعالى ( يَرْجُونَ تِجَارَةً ) هو خبر إن ، و ( ليوفيهم ) تتعلق بيرجون وهى لام الصيرورة ، ويجوز أن يتعلق بمحذوف : أي فعلوا ذلك ليوفيهم.
  قوله تعالى ( هُوَ الْحَقُّ ) يجوز أن يكون هو فصلا ، وأن يكون مبتدأ.
  و ( مصدقا ) حال مؤكدة.
  قوله تعالى ( جَنَّاتُ عَدْنٍ ) يجوز أن يكون خبرا ثانيا لذلك ، أو خبر مبتدأ محذوف ، أو مبتدأ والخبر ( يدخلونها ) وتمام الآية قد ذكر في الحج.
  قوله تعالى ( دَارَ الْمُقَامَةِ ) مفعول أحلنا ، وليس بظرف لأنها محدودة ( لا يَمَسُّنَا ) هو حال من المفعول الأول.
  قوله تعالى ( فيموتوا ) هو منصوب على جواب النفى ، و ( عنهم ) يجوز أن يقوم مقام الفاعل ، و ( مِنْ عَذَابِهَا ) في موضع نصب ، ويجوز العكس ، ويجوز أن تكون ( من ) زائدة فيتعين له الرفع ، و ( كذلك ) في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف : أي نجزى جزاء مثل ذلك.

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الاول) _ 201 _
  قوله تعالى ( صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي ) يجوز أن يكونا صفتين لمصدر محذوف ، أو لمفعول محذوف ، ويجوز أن يكون صالحا نعتا للمصدر ، وغير الذى مفعول ، و ( مَا يَتَذَكَّرُ ) أي زمن ما يتذكر ، ويجوز أن تكون نكرة موصوفة : أي تعميرا يتذكر فيه.
  قوله تعالى ( أَنْ تَزُولا ) يجوزأن يكون مفعولا له : أي مخافة أن تزولا ، أو عن ويمسك أي يحبس ، و ( إِنْ أَمْسَكَهُمَا ) أي مايمسكهما فإن بمعنى ما ، وأمسك بمعنى يمسك ، وفاعل ( زادهم ) ضمير النذير ، و ( استكبارا ) مفعول له ، وكذلك ( وَمَكْرَ السَّيِّئِ ) والجمهور على تحريك الهمزة ، وقرئ بإسكانها ، وهو عند الجمهور لحن ، وقيل أجرى الوصل مجرى الوقف ، وقيل شبه المنفصل بالمتصل لأن الياء والهمزة من كلمة ، ولا كلمة أخرى فأسكن كما سكن إبل ، والله أعلم.

سورة يس
بسم الله الرحمن الرحيم

  الجمهور على إسكان النون وقد ذكر نظيره ، ومنهم من يظهر النون لأنه حقق بذلك إسكانها ، وفي الغنة ما يقربها من الحركة من أجل الوصل المحض ، وفى الإظهار تقريب للحرف من الوقف عليه ، ومنهم من يكسر النون على أصل التقاء الساكنين ، ومنهم من يفتحها كما يفتح أين ، وقيل الفتحة إعراب ، ويس اسم للسورة كهابيل ، والتقدير : اتل يس ( والقرآن ) قسم على كل وجه.
  قوله تعالى ( عَلَى صِرَاطٍ ) هو خبر ثان لإن ، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في الجار ( تَنزِيلَ الْعَزِيزِ ) أي هو تنزيل العزيز ، والمصدر بمعنى المفعول : أي منزل العزيز ، ويقرأ بالنصب على أنه مصدر : أي نزل تنزيلا ، وبالجر أيضا صفة للقرآن ( لتنذر ) يجوز أن تتعلق اللام بتنزيل ، وأن تتعلق بمعنى قوله من المرسلين : أي مرسل لتنذر ، و ( ما ) نافية ، وقيل هي بمعنى الذى : أي تنذرهم العذاب الذى أنذره آباؤهم ، وقيل هي نكرة موصوفة ، وقيل هي زائدة.
  قوله تعالى ( فأغشيناهم ) بالغين : أي غطينا أعين بصائرهم ، فالمضاف محذوف ويقرأ بالعين : أي أضعفنا بصائرهم عن إدراك الهدى كما تضعف عين الأعشى.
  قوله تعالى ( وَكُلَّ شَيْءٍ ) مثل ( وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ ) وقد ذكر.

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الاول) _ 202 _
  قوله تعالى ( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ ) اضرب هنا بمعنى اجعل ، وأصحاب مفعول أول ، ومثلا مفعول ثان ، وقيل هو بمعنى اذكر ، والتقدير : مثلا مثل أصحاب ، فالثاني بدل من الأول ، و ( إِذْ جَاءَهَا ) مثل إذ انتبذت ، وقد ذكر ، و ( إذ ) الثانية بدل من الأولى ( فعززنا ) بالتشديد والتخفيف ، والمفعول محذوف أي قويناهما.
  قوله تعالى ( أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ ) على لفظ الشرط ، وجوابه محذوف : أي إن ذكرتم كفرتم ونحوه ، ويقرأ بفتح الهمزة : أي لأذكرتم ، ويقرأ شاذا ( أين ذكرتم ) أي عملكم السيئ لازم لكم أين ذكرتم ، والكاف مخففة في هذا الوجه.
  قوله تعالى ( ومالى ) الجمهور على فتح الياء ، لأن ما بعدها في حكم المتصل بها إذا كان لا يحسن الوقف عليها والابتداء بما بعدها و ( مَا لِي لا أَرَى الْهُدْهُدَ ) بعكس ذلك.
  قوله تعالى ( لا تُغْنِ عَنِّي ) هو جواب الشرط ، ولايجوز أن تقع ( ما ) مكان ( لا ) هنا ، لأن ( ما ) تنفى مافى الحال ، وجواب الشرط مستقبل لاغير.
  قوله تعالى ( بِمَا غَفَرَ لِي ) في ( ما ) ثلاثة أوجه : أحدها مصدرية : أي بغفرانه والثانى بمعنى الذى : أي بالذنب الذى غفره.
  والثالث استفهام على التعظيم ذكره بعض الناس ، وهو بعيد لأن ( ما ) في الاستفهام إذا دخل عليه حرف الجر حذفت ألفها ، وقد جاء في الشعر بغير حذف.
  قوله تعالى ( وَمَا أَنزَلْنَا ) ( ما ) نافية ، وهكذا ( وَمَا كُنَّا ) ويجوز أن تكون ( ما ) الثانية زائدة : أي وقد كنا ، وقيل هي اسم معطوف على جند.
  قوله تعالى ( إِنْ كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً ) اسم كان مضمر : أي ما كانت الصيحة إلا صيحة ، والغرض وصفها بالاتحاد.
  وإذا للمفاجأة ، والله أعلم.
  قوله تعالى ( يَا حَسْرَةً ) فيه وجهان : أحدهما أن حسرة منادى : أي يا حسرة احضرى فهذا وقتك ، و ( على ) تتعلق بحسرة فلذلك نصبت كقولك : ياضاربا رجلا.
  والثانى المنادى محذوف ، وحسرة مصدر : أي أتحسر حسرة ، ويقرأ في الشاذ ( يا حسرة العباد ) أي ياتحسيرهم ، فالمصدر مضاف إلى الفاعل ، ويجوز أن يكون مضافا إلى المفعول : أي أتحسر على العباد.
  قوله تعالى ( مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ ) الجملة تفسير سبب الحسرة ( وَكَمْ أَهْلَكْنَا )

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الاول) _ 203 _
  قد ذكر ، و ( أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ ) بفتح الهمزة وهى مصدرية ، وموضع الجملة بدل من موضع كم أهلكنا ، والتقدير : ألم يروا أنهم إليهم ، ويقرأ بكسر الهمزة على الاستئناف.
  قوله تعالى ( وَإِنْ كُلُّ ) قد ذكر في آخر هود.
  قوله تعالى ( وَآيَةٌ لَهُمْ ) مبتدأ ولهم الخبر ، و ( الأرض ) مبتدأ ، و ( أحييناها ) الخبر ، والجملة تفسير للآية ، وقيل الأرض مبتدأ ، وآية خبر مقدم ، وأحييناها تفسير الآية ، ولهم صفة آية.
  قوله تعالى ( مِنْ الْعُيُونِ ) من على قول الأخفش زائدة ، وعلى قول غيره المفعول محذوف : أي من العيون ما ينتفعون به ( وَمَا عَمِلَتْهُ ) في ( ما ) ثلاثة أوجه أحدها هي بمعنى الذى ، والثانى نكرة موصوفة ، وعلى كلا الوجهين هي في موضع جر عطفا على ثمرة ، ويجوز أن يكون نصبا على موضع من ثمره.
  والثالث هي نافية ، ويقرأ بغير هاء ويحتمل الأوجه الثلاثة إلا أنها نافية بضعف لأن عملت لم يذكر لها مفعول.
  قوله تعالى ( والقمر ) بالرفع مبتدأ ، و ( قدرناه ) الخبر : وبالنصب على فعل مضمر : أي وقدرنا القمر لأنه معطوف على اسم قد عمل فيه الفعل فحمل على ذلك ، ومن رفع قال : هو محمول على : وآية لهم في الموضعين ، وعلى : والشمس ، وهى أسماء لم يعمل فيها فعل ، و ( منازل ) أي ذا منازل ، فهو حال أو مفعول ثان ، لأن قدرنا بمعنى صيرنا ، وقيل التقدير : قدرنا له منازل ، و ( العرجون ) فعول ، والنون أصل ، وقيل هي زائدة لأنه من الانعراج وهذا صحيح المعنى ، ولكن شاذ في الاستعمال وقرأ بعضهم ( سابق النهار ) بالنصب وهو ضعيف ، وجوازه على أن يكون حذف التنوين لالتقاء الساكنين ، وحمل ( يسبحون ) على من يعقل لوصفها بالجريان والسباحة والإدراك والسبق.
  قوله تعالى ، و ( أنا ) يجوز أن تكون خبر مبتدأ محذوف : أي هي أنا ، وقيل هي مبتدأ ، وآية لهم الخبر ، وجاز ذلك لما كان لأنا تعلق بما قبلها ، والهاء والميم في ( ذريتهم ) لقوم نوح ، وقيل لأهل مكة ( فَلا صَرِيخَ ) الجمهور على الفتح ويكون ما بعده مستأنفا ، وقرئ بالرفع والتنوين ووجهه ما ذكرنا في قوله ( وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ).

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الاول) _ 204 _
  قوله تعالى ( إِلاَّ رَحْمَةً ) هو مفعول له أو مصدر ، وقيل التقدير : إلا برحمة ، وقيل هو استثناء منقطع ( يخصمون ) مثل قوله يهد ، وقد ذكر في يونس.
  قوله تعالى ( يَا وَيْلَنَا ) هو مثل قوله ( يَا حَسْرَةً ) وقال الكوفيون : وى كلمة ، ولنا جار ومجرور ، والجمهور على ( مَنْ بَعَثَنَا ) أنه استفهام ، وقرئ شاذا من بعثنا على أنه جار ومجرور يتعلق بويل ، و ( هذا ) مبتدأ ، و ( مَا وَعَدَ ) الخبر و ( ما ) بمعنى الذى ، أو نكرة موصوفة أو مصدر ، وقيل هذا نعت لمرقدنا فيوقف عليه ، وما وعد مبتدأ والخبر محذوف : أي حق ونحوه ، أو خبر والمبتدأ محذوف : أي هذا أو بعثنا.
  قوله تعالى ( فِي شُغُلٍ ) هو خبر إن ، و ( فاكهون ) خبر ثان ، أو هو الخبر وفى شغل يتعلق به ، ويقرأ ( فاكهين ) على الحال من الضمير في الجار ، والشغل بضمتين ، وبضم بعده سكون ، وبفتحتين ، وبفتحة بعدها سكون لغات قد قرئ بهن.
  قوله تعالى ( فِي ظِلالٍ ) يجوز أن يكون خبرهم ( عَلَى الأَرَائِكِ ) مستأنف ، وأن يكون الخبر ( متكئون ) وفي ظلال حال ، وعلى الأرائك منصوب بمتكئون وظلال جمع ظل مثل ذيب وذياب ، أو ظلة مثل قبة ، وقباب ، والظلل جمع ظلة لاغير ( مَا يَدَّعُونَ ) في ( ما ) ثلاثة أوجه : هي بمعنى الذى ونكرة ، ومصدرية وموضعها مبتدأ والخبر لهم ، وقيل الخبر ( سلام ) وقيل سلام صفة ثانية لما ، وقيل سلام خبر مبتدأ محذوف : أي هو سلام ، وقيل هو بدل من ( ما ) ويقرأ بالنصب على المصدر ، ويجوز أن يكون حالا من ( ما ) أو من الهاء المحذوفة : أي ذا سلامة أو مسلما ، و ( قولا ) مصدر : أي يقول الله ذلك لهم قولا ، أو يقولون قولا ، و ( من ) صفة لقول.
  قوله تعالى ( جبلا ) فيه قراءات كثيرة ، كلها لغات بمعنى واحد.
  قوله تعالى ( إِنْ هُوَ ) الضمير للمعلم : أي أن ما علمه ذكر ، ودل عليه ( وَمَا عَلَّمْنَاهُ ) ( لتنذر ) بالتاء على الخطاب ، وبالياء على الغيبة ، أو على أنه للقرآن.
  قوله تعالى ( ركوبهم ) بفتح الراء : أي مركوبهم كما قالوا حلوب بمعنى محلوب وقيل هو النسب : أي ذو ركوب ، وقرئ ( ركوبتهم ) بالتاء مثل حلوبتهم ، ويقرأ بضم الراء : أي ذو ركوبهم ، أو يكون المصدر بمعنى المفعول مثل الخلق.

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الاول) _ 205 _
  و ( رميم ) بمعنى رامم أو مرموم ، و ( كُنْ فَيَكُونُ ) قد ذكر في سورة النحل ، والله أعلم.

سورة الصافات
بسم الله الرحمن الرحيم

  الواو للقسم ، وجواب القسم إن إلهكم ، و ( صفا ) مصدرمؤكد وكذلك ( زجرا ) وقيل صفا مفعول به ، لأن الصف قد يقع على المصفوف ، و ( رَبُّ السَّمَوَاتِ ) بدل من واحد ، أو خبر مبتدأ محذوف : أي هو رب.
  قوله تعالى ( بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ) يقرأ بالإضافة.
  وفيه وجهان : أحدهما أن يكون من إضافة النوع إلى الجنس كقولك باب حديد فالزينة كواكب.
  والثانى أن تكون الزينة مصدرا أضيف إلى الفاعل ، وقيل إلى المفعول : أي زينا السماء بتزييننا الكواكب ، ويقرأ بتنوين الأول ونصب الكواكب ، وفيه وجهان : أحدهما إعمال المصدر منونا في المفعول.
  والثانى بتقدير أعنى ، ويقرأ بتنوين الأول ، وجر الثاني على البدل.
  وبرفع الثاني بالمصدر : أي بأن زينتها الكواكب أو بأن زينت الكواكب أو على تقدير هي الكواكب.
  قوله تعالى ( وحفظا ) أي وحفظناها حفظا ، و ( من ) يتعلق بالفعل المحذوف.
  قوله تعالى ( لا يَسَّمَّعُونَ ) جمع على معنى كل ، وموضع الجملة جر على الصفة أو نصب على الحال أو مستأنف ، ويقرأ بتخفيف السين وعداه بإلى حملا على معنى يصفون.
  وبتشديدها والمعنى واحد ، و ( دحورا ) يجوز أو يكون مصدرا من معنى يقذفون ، أو مصدرا في موضع الحال ، أو مفعولا له ، ويجوز أن يكون جمع داحر مثل قاعد وقعود ، فيكون حالا ( إِلاَّ مَنْ ) استثناء من الجنس : أي لا يستمعون الملائكة إلا مخالسة ، ثم يتبعون بالشهب ، وفي ( خطف ) كلام قد ذكر في أوائل البقرة ، و ( الخطفة ) مصدر ، والألف واللام فيه للجنس أو للمعهود منهم.
  قوله تعالى ( بَلْ عَجِبْتَ ) بفتح التاء على الخطاب ، وبضمها ، قيل الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقيل هو عن الله تعالى ، والمعنى عجب عباده ، وقيل المعنى أنه بلغ حدا يقول القائل في مثله عجبت.
  قوله تعالى ( وأزواجهم ) الجمهور على النصب : أي واحشروا أزواجهم ،

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الاول) _ 206 _
  أو هو بمعنى مع ، وهو في المعنى أقوى ، وقرئ شاذا بالرفع عطفا على الضمير في ظلموا ( لا يَتَنَاصَرُونَ ) في موضع الحال ، وقيل التقدير : في أن لا تناصرون ، و ( يتساءلون ) حال.
  قوله تعالى ( لَذَائِقُو الْعَذَابِ ) الوجه الجر بالإضافة ، وقرئ شاذا بالنصب وهو سهو من قارئه ، لأن اسم الفاعل تحذف منه النون ، وينصب إذا كان فيه الألف واللام.
  قوله تعالى ( فواكه ) هو بدل من رزق أو على تقدير هو ، و ( مكرمون ) بالتخفيف والتشديد للتكثير ، و ( فِي جَنَّاتِ ) يجوز أن يكون ظرفا وأن يكون حالا وأن يكون خبرا ثانيا ، وكذلك ( عَلَى سُرُرٍ ) ويجوز أن تتعلق على ب ( متقابلين ) ويكون متقابلين حالا من مكرمون أو من الضمير في الجار و ( يُطَافُ عَلَيْهِمْ ) يجوز أن يكون مستأنفا ، وأن يكون كالذى قبله وأن يكون صفة لمكرمون ، و ( مِنْ مَعِينٍ ) نعت لكأس وكذلك ( بيضاء ) و ( عنها ) يتعلق ب ( ينزفون ).
  قوله تعالى ( مطلعون ) يقرأ بالتشديد على مفتعلون ، ويقرأ بالتخفيف : أي مطلعون أصحابكم ، ويقرأ بكسر النون وهو بعيد جدا ، لأن النون إن كانت للوقاية فلا تلحق الأسماء ، وإن كانت نون الجمع فلا تثبت في الإضافة.
  قوله تعالى ( إِلاَّ مَوْتَتَنَا ) هو مصدر من اسم الفاعل ، وقيل هو استثناء و ( نزلا ) تمييز ، و ( شوبا ) يجوز أن يكون بمعنى مشوب ، وأن يكون مصدرا على بابه.
  قوله تعالى ( كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ) قد ذكر في النمل ( فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ ) المخصوص بالمدح محذوف : أي نحن ، و ( هم ) فصل و ( سَلامٌ عَلَى نُوحٍ ) مبتدأ وخبر في موضع نصب بتركنا ، وقيل هو تفسير مفعول محذوف : أي تركنا عليه ثناء هو سلام ، وقيل معنى تركنا قلنا ، وقيل القول مقدر ، وقرئ شاذا بالنصب وهو وهو مفعول تركنا ، وهكذا ما في هذه السورة من الآى ، و ( كذلك ) نعت لمصدر محذوف : أي جزاء كذلك.
  قوله تعالى ( إِذْ جَاءَ ) أي اذكر إذ جاء ، ويجوز أن يكون ظرفا لعامل فيه من شيعته ، و ( إِذْ قَالَ ) بدل من إذا الإولى ، ويجوز أن يكون ظرفا لسليم أو لجاء.
  قوله تعالى ( مَاذَا تَعْبُدُونَ ) هو مثل ( ماذا تنفقون ) وقد ذكر في البقرة ( أئفكا )هو منصوب ب ( تريدون ) وآلهة بدل منه ، والتقدير : وعبادة آلهة لإن الأفك مصدر فيقدر البدل منه كذلك والمعنى عليه ، وقيل إفكا مفعول له ، وآلهة مفعول تريدون

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الاول) _ 207 _
  و ( ضربا ) مصدر من فراغ لأن معناه ضرب ، ويجوز أن يكون في موضع الحال ، و ( يزفون ) بالتشديد والكسر مع فتح الياء ويقرأ بضمها وهما لغتان ، ويقرأ بفتح الياء وكسر الزاى والتخفيف وماضيه وزف مثل وعد ، ومعنى المشدد والمخفف والأسراع.
  قوله تعالى ( وَمَا تَعْمَلُونَ ) هي مصدرية ، وقيل بمعنى الذى ، وقيل نكرة موصوفة ، وقيل استفهامية على التحقير لعملهم ، ومامنصوبة بتعملون ، و ( بنيانا ) مفعول به.
  قوله تعالى ( مَاذَا تَرَى ) يجوز أن يكون ماذا اسما واحدا ينصب بترى : أي أي شئ ترى ، وترى من الرأى لا من رؤية العين ولا المتعدية إلى مفعولين ، بل كقولك هو يرى رأى الخوارج ، فهو متعد إلى واحد ، وقرئ ترى بضم التاء وكسر الراء ، وهو من الرأى أيضا إلا أنه نقل بالهمزة فتعدى إلى اثنين فماذا أحدهما والثانى محذوف أي ترينى ، ويجوز أن تكون ما استفهاما وذا بمعنى الذى ، فيكون مبتدأ وخبر : أي أي شئ الذى تراه أو الذى ترينيه.
  قوله تعالى ( فلما ) جوابها محذوف تقديره نادته الملائكة أو ظهر فضلها.
  وقال الكوفيون الواو زائدة أي تله أو ناديناه ، و ( نبيا ) حال من إسحق.
  قوله تعالى ( إِذْ قَالَ ) هو ظرف لمرسلين ، وقيل بإضمار أعنى.
  قوله تعالى ( اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ ) يقرأ الثلاثة بالنصب بدلا من أحسن أو على إضمار أعنى.
  قوله تعالى ( الياسين ) يقرأ آل بالمد : أي أهله ، وقرئ بالقصر وسكون اللام وكسر الهمزة ، والتقدير : الياسين واحدهم الياسى ثم خفف الجمع كما قالوا الأشعرون ، ويقرأ شاذا إدراسين منسوبون إلى إدريس.
  قوله تعالى ( وبالليل ) الوقف عليه تام.
  قوله تعالى ( فِي بَطْنِهِ ) حال أو ظرف ( إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) متعلق بلبث أو نعت لمصدر محذوف : أي لبثا إلى يوم.
  قوله تعالى ( أَوْ يَزِيدُونَ ) أي يقول الرائى لهم هم مائة ألف أو يزيدون ، وقيل بعضهم يقول : مائة ألف ، وبعضهم يقول أكثر ، وقد ذكرنا في قوله ( أَوْ كَصَيِّبٍ ) وفى مواضع وجوها أخر.

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الاول) _ 208 _
  قوله تعالى ( أصطفى ) بفتح الهمزة ، وهى للاستفهام ، وحذفت همزة الوصل استغناء بهمزة الاستفهام ، ويقرأ بالمد وهو بعيد جدا ، وقرئ بكسر الهمزة على لفظ الخبر ، والاستفهام مراد كما قال عمر بن أبى ربيعة :

ثـم قـالوا تـحبها قلت بهرا      عدد الرمل والحصى والتراب
  أي أتحبها ، وهو شاذ في الاستعمال والقياس ، فلا ينبغى أن يقرأ به ( مَا لَكُمْ كَيْفَ ) استفهام بعد استفهام ( إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ ) يجوز أن يكون مستثنى من جعلوا ، ومن محضرون ، وأن يكون منفصلا.
  قوله تعالى ( وَمَا تَعْبُدُونَ ) الواو عاطفة ، ويضعف أن يكون بمعنى مع ، إذ لافعل هنا ، و ( مَا أَنْتُمْ ) نفى ، و ( من ) في موضع نصب بفاتنين ، وهى بمعنى الذى ، أو نكرة موصوفة ، و ( صال ) يقرأ شاذا بضم اللام ، فيجوز أن يكون جمعا على معنى ( من ) وأن يكون قلب فصار صايلا ثم حذفت الياء فبقى صال ، ويجوز أن يكون غير مقلوب على فعل كما قالوا يوم راح ، وكبش صاف : أي روح وصوف ( وَمَا مِنَّا إِلاَّ لَهُ ) أي أحد إلا وقيل إلا من له ، وقد ذكر في النساء.

سورة ص
بسم الله الرحمن الرحيم

  الجمهور على إسكان الدال ، وقد ذكر وجهه ، وقرئ بكسرها.
  وفيه وجهان : أحدهما هي كسرها التقاء الساكنين ، والثانى هي أمر من صادى ، وصادى الشئ قابله وعارضه : أي عارض بعملك القرآن ، ويقرأ بالفتح : أي اتل صاد ، وقيل حرك لالتقاء الساكنين ( والقرآن ) قسم ، وقيل معطوف على القسم وهو صاد ، وأما جواب القسم فمحذوف : أي لقد جاءكم الحق ونحو ذلك ، وقيل هو معنى ( بَلْ الَّذِينَ كَفَرُوا ) أي وحق القرآن لقد خالف الكفار وتكبروا عن الإيمان ، وقيل الجواب ( كَمْ أَهْلَكْنَا ) واللام محذوفة : أي لكم أهلكنا ، وهو بعيد لأن كم في موضع نصب بأهلكنا ، وقيل هو معنى هذه الجملة : أي لقد أهلكنا كثيرا من القرون ، أو قيل هو قوله تعالى ( إِنْ كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ الرُّسُلَ ) وقيل هو قوله تعالى ( إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ ) وبينهما كلام طويل يمنع من كونه جوابا.
  قوله تعالى ( وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ ) الأصل ( لا ) زيدت عليها التاء ، كما زيدت

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الاول) _ 209 _
  على رب وثم فقيل ربت وثمت ، وأكثر العرب يحرك هذه التاء بالفتح ، فأما في الوقف فبعضهم يقف بالتاء لأن الحروف ليست موضع تغيير ، وبعضهم يقف بالهاء كما يقف على قائمة ، فأما حين فمذهب سيبويه أنه خبر لات ، واسمها محذوف لأنها عملت عمل ليس : أي ليس الحين حين هرب ، ولايقال هو مضمر لأن الحروف لا يضمر فيها.
  وقال الأخفش : هي العاملة في باب النفى ، فحين اسمها ، وخبرها محذوف : أي لاحين مناظر لهم أو حينهم ، ومنهم من يرفع ما بعدها ، ويقدر الخبر المنصوب كما قال بعضهم : ( فأنا ابن قيس لابراح ) وقال أبو عبيدة التاء موصولة بحين لابلا ، وحكى أنهم يقولون تحين وثلاث ، وأجاز قوم جرما بعد لات ، وأنشدوا عليه أبياتا ، وقد استوفيت ذلك في علل الإعراب الكبير.
  قوله تعالى ( أَنْ امْشُوا ) أي امشوا ، لأن المعنى انطلقوا في القول ، وقيل هو الانطلاق حقيقة ، والتقدير : وانطلقوا قائلين امشوا.
  قوله تعالى ( فليرتقوا ) هذا كلام محمول على المعنى : أي إن زعموا ذلك فليرتقوا.
  قوله تعالى ( جند ) مبتدأ ، و ( ما ) زائدة ، و ( هنالك ) نعت ، و ( مهزوم ) الخبر ، ويجوز أن يكون هنالك ظرفا لمهزوم ، و ( مِنْ الأَحْزَابِ ) يجوز أن يكون نعتا لجند : وأن يتعلق بمهزوم ، وأن يكون نعتا لمهزوم.
  قوله تعالى ( أُوْلَئِكَ الأَحْزَابُ ) يجوز أن يكون مستأنفا ، وأن يكون خبرا والمبتدأ من قوله وعاد ، وأن يكون من ثمود ، وأن يكون من قوله تعالى ( وَقَوْمُ لُوطٍ ) والفواق بالضم والفتح لغتان قد قرئ بها ، و ( داود ) بدل ، و ( سخرنا ) قد ذكر في الأنبياء.
  قوله تعالى ( الخصم ) هو مصدر في الأصل وصف به ، فلذلك لا يثني ولايجمع و ( إذ ) الأولى ظرف لنبأ ، والثانية بدل منها أو ظرف ل ( تسوروا ) وجمع الضمير وهو في الحقيقة لاثنين ، وتجوز لأن الاثنين جمع ، ويدل على ذلك قوله تعالى ( خصمان ) والتقدير : نحن خصمان.
  قوله تعالى ( وعزتي ) بالتشديد : أي غلبنى ، وقرئ شاذا بالتخفيف ، والمعنى واحد ، وقيل هو من وعز بكذا إذا أمر به ، وهذا بعيد لأن قبله فعلا يكون هذا معطوفا عليه ، كذا ذكر بعضهم ، ويجوز أن يكون حذف القول : أي فقال أكفلنيها ،

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الاول) _ 210 _
  وقال : وعزنى في الخطاب.
  أي الخطابة ، و ( سُؤَالِ نَعْجَتِكَ ) مصدر مضاف إلى المفعول به.
  قوله تعالى ( إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا ) استثناء من الجنس ، والمستثنى منه بعضهم ، وما زائدة وهم مبتدأ وقليل خبره ، وقيل التقدير : وهم قليل منهم.
  قوله تعالى ( فتناه ) بتشديد النون على إضافة الفعل إلى الله عزوجل ، وبالتخفيف على إضافته إلى الملكين ( راكعا ) حال مقدرة ، و ( ذلك ) مفعول ( غفرنا ) وقيل خبر مبتدإ : أي الأمر ذلك ( فيضلك ) منصوب على الجواب ، وقيل مجزوم عطفا على النهى ، وفتحت اللام لالتقاء الساكنين ، و ( باطلا ) قد ذكر في آل عمران وأم في الموضعين منقطعة ، و ( كتاب ) أي هذا كتاب ، و ( مبارك ) صفة أخرى ( نِعْمَ الْعَبْدُ ) أي سليمان ، وقيل داود فحذف المخصوص بالمدح ، وكذا في قصة أيوب.
  قوله تعالى ( إِذْ عُرِضَ ) يجوز أن يكون ظرفا لأواب ، وأن يكون العامل فيه نعم ، وأنه يكون التقدير : اذكر ، و ( الجياد ) جمع جواد ، وقيل جيد.
  قوله تعالى ( حُبَّ الْخَيْرِ ) هو مفعول أحببت ، لأن معنى أحببت آثرت ، لإن مصدر أحببت الأحباب ، ويجوز أن يكون مصدرا محذوف الزيادة.
  وقال أبو على.
  أحببت بمعنى جلست من إحباب البعير وهو بروكه ، وحب الخير مفعول له مضاف إلى المفعول و ( ذِكْرِ رَبِّي ) مضاف إلى المفعول أيضا ، وقيل إلى الفاعل : أي عن أن يذكرنى ربى ، وفاعل ( توارت ) الشمس ، ولم يجر لها ذكر ، ولكن دلت الحال عليها ، وقيل دل عليها ذكر الإشراق في قصة داود عليه السلام ، و ( ردوها ) الضمير للجياد ، و ( مسحا ) مصدر في موضع الحال ، وقيل التقدير : يمسح مسحا.
  قوله تعالى ( جسدا ) هو مفعول ألقينا ، وقيل هو حال من مفعول محذوف : أي ألقيناه ، قيل سليمان ، وقيل ولده على ما جاء في التفسير ، و ( تجرى ) حال من الريح ، و ( رخاء ) حال من الضمير في تجرى ؟ ؟ : أي لينة ، و ( حيث ) ظرف لتجرى وقيل لسخرنا ، و ( الشياطين ) عطف على الريح ، و ( كل ) بدل منهم.
  قوله تعالى ( بِغَيْرِ حِسَابٍ ) قيل هو حال من الضمير في امنن أو في أمسك ، والمعنى غير محاسب ، وقيل هو متعلق بعطاؤنا ، وقيل هو حال منه : أي هذا عطاؤنا واسعا ، لأن الحساب بمعنى الكافي.
  قوله تعالى ( وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى ) اسم إن والخبر له ، والعامل في عند الخبر.

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الاول) _ 211 _
  قوله تعالى ( بنصب ) فيه قراءات متقاربة المعنى ، و ( رحمة ) مفعول له.
  قوله تعالى ( عبادنا ) يقرأ على الجمع ، والاسماء التى بعده بدل منه ، وعلى الإفراد فيكون ( إبراهيم ) بدلا منه ، وما بعده معطوف على عبدنا ، ويجوز أن يكون جنسا في معنى الجمع ، فيكون كالقراءة الأولى.
  قوله تعالى ( بخالصة ) يقرأ بالإضافة ، وهى هاهنا من باب إضافة الشئ إلى ما يبينه لأن الخالصة قد تكون ذكرى وغير ذكرى ، وذكرى مصدر ، وخالصة مصدر أيضا بمعنى الإخلاص كالعافية ، وقيل خالصة مصدر مضاف إلى المفعول : أي بإخلاصهم ذكرى الدار : وقيل خالصة بمعنى خلوص ، فيكون مضافا إلى الفاعل : أي بأن خلصت لهم ذكرى الدار ، وقيل خالصة اسم فاعل تقديره : بخالص ذكرى الدار : أي خالص من أن يشاب بغيره ، وقرئ بتنوين خالصة فيجوز أن يكون ذكرى بدلا منها ، وأن يكون في موضع نصب مفعول خالصة ، أو على إضمار أعنى ، وأن يكون في موضع رفع فاعل خالصة ، أو على تقديره هي ذكرى ، وأما إضافة ذكرى إلى الدار فمن إضافة المصدر إلى المفعول : أي بذكرهم الدار الآخرة ، وقيل هي في المعنى ظرف : أي ذكرهم في الدار الدنيا ، فهو إما مفعول به على السعة مثل يا سارق الليلة ، أو على حذف حرف الجر مثل ذهبت الشام.
  قوله تعالى ( جَنَّاتِ عَدْنٍ ) هي بدل من حسن مآب ، و ( مفتحة ) حال من جنات في قول من جعلها معرفة لإضافتها إلى عدن ، وهو علم كما قالوا جنة الخلد وجنة المأوى.
  وقال آخرون : هي نكرة ، والمعنى جنات إقامة فتكون مفتحة وصفا وأما ارتفاع ( الأبواب ) ففيه ثلاثة أوجه : أحدها هو فاعل مفتحة ، والعائد محذوف أي مفتحة لهم الأبواب منها ، فحذف كما حذف في قوله ( فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى ) أي لهم.
  والثانى هي بدل من الضمير في مفتحة ، وهو ضمير الجنات ، والأبواب غير أجنبي منها لأنها من الجنة ، تقول : فتحت الجنة وأنت تريد أبوابها ، ومنه ( وَفُتِحَتْ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَاباً ) والثالث كالأول ، إلا أن الألف واللام عوضا من الهاء العائدة وهو قول الكوفيون وفيه بعد.
  قوله تعالى ( متكئين ) هو حال من المجرور في لهم ، والعامل مفتحة ، ويجوز أن يكون حالا من المتقين لأنه قد أخبر عنهم قبل الحال ، وقيل هو حال من الضمير في يدعون ، وقد تقدم على العامل فيه.

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الاول) _ 212 _
  قوله تعالى ( مَا يُوعَدُونَ ) بالياء على الغيبة ، والضمير للمتقين وبالتاء ، والتقدير وقيل لهم هذا ما توعدون ، والمعنى هذا ما وعدتم.
  قوله تعالى ( مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ ) الجملة حال من الرزق ، والعامل الإشارة ، أي إن هذا لرزقنا باقيا.
  قوله تعالى ( هذا ) أي الأمر هذا.
  ثم استأنف فقال ( وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ ) و ( جهنم ) بدل من شر ، و ( يصلونها ) حال العامل فيه الاستقرار في قوله تعالى ( للطاغين ) وقيل التقدير : يصلون جهنم ، فحذف الفعل لدلالة ما بعده عليه.
  قوله تعالى ( هذا ) هو مبتدأ.
  وفي الخبر وجهان : أحدهما ( فليذوقوه ) مثل قولك زيدا ضربه.
  وقال قوم : هذا ضعيف من أجل الفاء ، وليست في معنى الجواب كالتى في قوله ( وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا ) فأما ( حميم ) على هذا الوجه فيجوز أن يكون بدلا من هذا ، وأن يكون خبر مبتدإ محذوف : أي هو حميم ، وأن يكون خبرا ثانيا.
  والوجه الثاني أن يكون حميم خبر هذا ، وفليذوقوه معترض بينهما ، وقيل هذا في موضع نصب ، أي فليذوقوه هذا ، ثم استأنف فقال حميم : أي هو حميم ، وأما ( غساق ) فيقرأ بالتشديد مثل كفار وصبار ، وبالتخفيف اسم للمصدر : أي ذو غسق أو يكون فعال بمعنى فاعل.
  قوله تعالى ( وآخر ) يقرأ على الجمع.
  وفيه وجهان : أحدهما هو مبتدأ ، و ( مِنْ شَكْلِهِ ) نعت له : أي من شكل الحميم ، و ( أزواج ) خبره.
  والثانى أن يكون الخبر محذوفا : أي ولهم أخر.
  ومن شكله وأزواج صفتان ، ويجوز أن يكون من شكله صفة ، وأزواج يرتفع بالجار ، وذكر الضمير لأن المعنى من شكل ما ذكرنا.
  ويقرأ على الإفراد وهو معطوف على حميم ، ومن شكله نعت له ، وأزواج يرتفع بالجار ويجوز أن يرتفع على تقدير هي : أي الحميم والنوع الآخر.
قوله تعالى ( مقتحم ) أي النار ، و ( معكم ) يجوز أن يكون حالا من الضمير في مقتحم ،   أو من فوج لانه قد وصف ، ولايجوز أن يكون ظرفا لفساد المعنى ، ويجوز أن يكون نعتا ثانيا ، و ( لا مَرْحَباً ) يجوز أن يكون مستأنفا ، وأن يكون حالا : أي هذا فوج مقولا له لا مرحبا ، ومرحبا منصوب على المصدر ، أو على المفعول به أي لا يسمعون مرحبا.
  قوله تعالى ( مَنْ قَدَّمَ ) هي بمعنى الذى ، و ( فزده ) الخبر ، ويجوز أن يكون من نصبا : أي فرد من قدم ، وقيل هي استفهام بمعنى التعظيم ، فيكون مبتدأ ، وقدم

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الاول) _ 213 _
  الخبر ، ثم استأنف وفيه ضعف : و ( ضعفا ) نعت لعذاب : أي مضاعفا ، و ( فِي النَّارِ ) ظرف لزد ، ويجوز أن يكون حالا من الهاء والميم : أي زده كائنا في النار ، وأن يكون نعتا ثانيا لعذاب ، أو حالا لأنه قد وصف.
  قوله تعالى ( أتخذناهم ) يقرأ بقطع الهمزة لأنها للاستفهام ، وبالوصف على حذف حرف الاستفهام لدلالة أم عليه ، وقيل الأول خبر ، وهو وصف في المعنى لرجال ، وأم استفهام : أي أهم مفقودون أم زاغت ، و ( سخريا ) قد ذكر في المؤمنون.
  قوله تعالى ( تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ) هو بدل من حق ، أو خبر مبتدإ محذوف : أي هو تخاصم ، ولو قيل هو مرفوع لحق لكان بعيدا لأنه يصير جملة ولا ضمير فيها يعود على اسم ( إن ).
  قوله تعالى ( رَبُّ السَّمَوَاتِ ) يجوز أن يكون خبر مبتدإ محذوف ، وأن يكون صفة ، وأن يكون بدلا ، وأن يكون مبتدأ والخبر ( العزيز ).
  قوله تعالى ( إِذْ يَخْتَصِمُونَ ) هو ظرف لعلم ، و ( أنما ) مرفوع بيوحى إلى ، وقيل قائم مقام الفاعل ، وإنما في موضع نصب : أي أوحى إلى الإنذار ، أو يأتي نذير.
  قوله تعالى ( إِذْ قَالَ ) أي اذكر إذ قال ( مِنْ طِينٍ ) يجوز أن يكون نعتا لبشر ، وأن يتعلق بخالق.
  قوله تعالى ( فالحق ) في نصبه وجهان : أحدهما مفعول لفعل محذوف : أي فأحق الحق ، أو فاذكر الحق.
  والثانى على تقدير حذف القسم : أي فبالحق لأملأن ( وَالْحَقَّ أَقُولُ ) معترض بينهما ، وسيبويه يدفع ذلك لأنه لا يجوز حذفه إلا مع اسم الله عزوجل ، ويقرأ بالرفع : أي فأنا الحق أو فالحق منى ، وأما الحق الثاني فنصبه بأقول ، فيقرأ بالرفع على تقدير تكرير المرفوع قبله ، أو على إضمار مبتدإ : أي قولى الحق ، ويكون أقول على هذا مستأنفا موصولا بما بعده : أي أقول لأملأن ، وقيل يكون أقول خبرا عنه والهاء محذوفة : أي أقوله وفيه بعد.
  قوله تعالى ( ولتعلمن ) أي لتعرفن ، وله مفعول واحد ، وهو ( نبأه ) ويجوز أن يكون متعديا إلى اثنين والثانى ( بَعْدَ حِينٍ ).

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الاول) _ 214 _
سورة الزمر
بسم الله الرحمن الرحيم

  قوله تعالى ( تَنْزِيلُ الْكِتَابِ ) هو مبتدأ ، و ( مِنْ اللَّهِ ) الخبر ، ويجوز أن يكون خبر مبتدإ محذوف : أي هذا تنزيل ، و ( من ) متعلقة بالمصدر ، أو حال من الكتاب ، و ( الدين ) منصوب بمخلص ، ومخلصا حال ، وأجاز الفراء له الدين بالرفع على أنه مستأنف ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا ) مبتدأ ، والخبر محذوف : أي يقولون ما نعبدهم ، و ( زلفى ) مصدر أو حال مؤكدة ( يكور ) حال أو مستأنف ، و ( يخلقكم ) مستأنف ، و ( خلقا ) مصدر منه ، و ( في ) يتعلق به أو بخلق الثاني لأن الإول مؤكد فلا يعمل ، و ( ربكم ) نعت أو بدل ، وأما الخبر فالله ، و ( لَهُ الْمُلْكُ ) خبر ثان أو مستأنف ، ويجوز أن يكون الله بدلا من ذلك ، والخبر له الملك ، و ( لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ) مستأنف أو خبر آخر ، و ( يَرْضَهُ لَكُمْ ) بضم الهاء واختلاسها وإسكانها ، وقد ذكر مثله في ( يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ ) و ( منيبا ) حال ، و ( منه ) يتعلق بخول أو صفة لنعمة.
  قوله تعالى ( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ ) يقرأ بالتشديد ، والأصل أم من ، فأم للاستفهام منقطعة : أي بل أم من هو قانت ، وقيل هي متصلة تقديره : أم من يعصى ، أم من هو مطيع مستويان ، وحذف الخبر لدلالة قوله تعالى ( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ ) ويقرأ بالتخفيف ، وفيه الاستفهام ، والمعادل ، والخبر محذوفان ، وقيل هي همزة النداء ، و ( سَاجِداً وَقَائِماً ) حالان من الضمير في قانت ، أو من الضمير في ( يحذر ) و ( بِغَيْرِ حِسَابٍ ) حال من الأجر : أي موفرا ، أو من الصابرين : أي غير محاسبين ( قُلْ اللَّهَ ) هو منصوب ب ( أعبد ).
  قوله تعالى ( ظلل ) هو مبتدأ ، ولهم الخبر فيه الجار ، وأن يكون حالا من ظلل ، والتقدير النار ) نعت لظلل ، و ( الطاغوت ) مؤنث قوله تعالى ( أفمن ) مبتدأ ، والخبر محذوف دل على العامل فيه قوله ( لَهُمْ غُرَفٌ ) لأنه كقوله قوله تعالى ( ثُمَّ يَجْعَلُهُ ) الجمهور على الر

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الاول) _ 215 _
  أن يضمر معه ( إن ) والمعطوف عليه أن الله أنزل في أول الآية ، تقديره : ألم تر إنزال الله ، أو إلى إنزال ثم جعله ، ويجوز أن يكون منصوبا بتقدير ترى : أي ثم ترى جعله حطاما.
  قوله تعالى ( أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ ) ، و ( أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ ) الحكم فيهما كالحكم في قوله تعالى ( أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ ) وقد ذكر.
  قوله تعالى ( كتابا ) هو بدل من أحسن ، و ( تقشعر ) نعت ثالث.
  قوله تعالى ( قرآنا ) هو حال من القرآن موطئة ، والحال في المعنى.
  قوله تعالى ( عربيا ) وقيل انتصب بيتذكرون.
  قوله تعالى ( مَثَلاً رَجُلاً ) رجلا بدل من مثل ، وقد ذكر في قوله ( مَثَلاً قَرْيَةً ) في النحل ، و ( فِيهِ شُرَكَاءُ ) الجملة صفة لرجل ، وفي يتعلق ب ( متشاكسون ) وفيه دلالة على جواز تقديم خبر المبتدإ عليه ، ومثلا تمييز.
  قوله تعالى ( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ ) المعنى على الجمع ، وقد ذكر مثله في قوله ( مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي ).
  قوله تعالى ( كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ ) يقرأ بالتنوين وبالإضافة وهو ظاهر.
  قوله تعالى ( قُلْ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ ) مثل ( قُلْ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ ).
  قوله تعالى ( بَلْ هِيَ ) هي ضمير البلوى أو الحال.
  قوله تعالى ( أَنْ تَقُولَ ) هو مفعول له : أي أنذرناكم مخافة أن تقول : يا حسرتا الألف مبدلة من ياء المتكلم ، وقرئ ( حسرتاى ) وهو بعيد ، وقد وجهت على أن الباء زيدت بعد الألف المنقلبة.
  وقال آخرون : بل الألف زائدة ، وهذا أبعد لما فيه من الفصل بين المضاف والمضاف إليه ، وفتحت الكاف في ( جاءتك ) حملا على المخاطب وهو إنسان ، ومن كسر حمله على تأنيث النفس.
  قوله تعالى ( وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ ) الجملة حال من الذين كفروا ، لأن ترى من رؤية العين ، وقيل هي بمعنى العلم ، فتكون الجملة مفعولا ثانيا ، ولو قرئ وجوههم مسودة بالنصب لكان على بدل الاشتمال ، و ( مفازتهم ) على الإفراد لأنه مصدر ، وعلى الجمع لاختلاف المصدر كالحلوم والإشغال ، وقيل المفازة هنا الطريق ، والمعنى في مفازتهم ( لا يَمَسُّهُمْ السُّوءُ ) حال.

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الاول) _ 216 _
  قوله تعالى ( أَفَغَيْرَ اللَّهِ ) في إعرابها أوجه : أحدها أن غير منصوب ب ( أعبد ) مقدما عليه ، وقد ضعف هذا الوجه من حيث كان التقدير أن اعبد ، فعند ذلك يفضى إلى تقديم الصلة على الموصول وليس بشئ لأن أن ليست في اللفظ ، فلا يبقى عملها فلو قدرنا بقاء حكمها لأفضى إلى حذ ف الموصول وبقاء صلته ، وذلك لا يجوز إلا في ضرورة الشعر.
  والوجه الثاني أن يكو منصوبا بتأمرونى وأعبد بدل منه ، والتقدير قل أفتأمروني بعبادة غير الله عزوجل ، وهذا من بدل الاشتمال ومن باب أمرتك الخير.
  والثالث أن غير منصوب بفعل محذوف : أي أفتلزمونى غير الله ، وفسره ما بعده ، وقيل لا موضع لأعبد من الإعراب ، وقيل هو حال ، والعمل على الوجهين الأوثين ، وأما النون فمشددة على الأصل ، وقد خففت بحذف الثانية وقد ذكر نظائره.
  قوله ( والأرض ) مبتدأ ، و ( قبضته ) الخبر ، وجميعا حال من الأرض والتقدير : إذا كانت مجتمعة قبضته : أي مقبوضة ، فالعامل في إذا المصدر ، لأنه بمعنى المفعول ، وقد ذكر أبو على في الحجة التقدير : ذات قبضته ، وقد رد عليه ذلك بأن المضاف إليه لا يعمل فيما قبله ، وهذا لا يصح لأنه الآن غير مضاف إليه ، وبعد حذف المضاف لا يبقى حكمه ، ويقرأ قبضته بالنصب على معنى في قبضته ، وهو ضعيف لأن هذا الظرف محدود ، فهو كقولك زيد الدار ( وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ ) مبتدأ والخبر ، و ( بيمينه ) متعلق بالخبر ، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في الخبر ، وأن يكون خبرا ثانيا ، وقرئ ( مطويات ) بالكسر على الحال ، وبيمينه الخبر ، وقيل الخبر محذوف : أي والسموات قبضته ، و ( زمرا ) الموضعين حال ( وفتحت ) الواو زائدة عند قوم ، لأن الكلام جواب حتى وليست زائدة عند المحققين ، والجواب محذوف تقديره : اطمأنوا ونحو ذلك ، و ( نتبوأ ) حال من الفاعل أو المفعول ، و ( حيث ) هنا مفعول به كما ذكرنا في قوله تعالى ( وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا ) في أحد الوجوه ، و ( حافين ) حال من الملائكة ، و ( يسبحون ) حال من الضمير في حافين ، والله أعلم.

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الاول) _ 217 _
سورة المؤمن
بسم الله الرحمن الرحيم

  قوله تعالى ( حم * تَنزِيلُ الْكِتَابِ ) هو مثل ( الم * تَنزِيلُ ).
  قوله تعالى ( غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ ) كلتاهما صفة لما قبله ، والإضافة محضة ، وأما ( شَدِيدِ الْعِقَابِ ) فنكرة ، لأن التقدير : شديد عقابه ، فيكون بدلا ، ولايجوز أن يكون شديد بمعنى مشدد كما جاء أذين بمعنى مؤذن ، فتكون الإضافة محضة فيتعرف فيكون وصفا أيضا ، وأما ( ذِي الطَّوْلِ ) فصفة أيضا ( لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ) يجوز أن يكون صفة ، وأن يكون مستأنفا.
  قوله تعالى ( أنهم ) هو مثل الذى في يونس.
  قوله تعالى ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ ) مبتدأ ، و ( يسبحون ) خبره ( ربنا ) أي يقولون ، وهذا المحذوف حال ، و ( رَحْمَةً وَعِلْماً ) تمييز ، والأصل وسع كل شئ علمك.
  قوله تعالى ( وَمَنْ صَلَحَ ) في موضع نصب عطفا على الضمير في أدخلهم : أي وأدخل من صلح ، وقيل هو عطف على الضمير في وعدتهم.
  قوله تعالى ( مِنْ مَقْتِكُمْ ) هو مصدر مضاف إلى الفاعل ، و ( أنفسكم ) منصوب به ، و ( إذ ) ظرف لفعل محذوف تقديره : مقتكم إذ تدعون ، ولايجوز أن يعمل فيه مقت الله لانه مصدر قد أخبر عنه ، وهو قوله : أكبر من ولا مقتكم لأنهم لم يمقتوا أنفسهم حين دعوا إلى الإيمان ، وإنما مقتوها في النار ، وعند ذلك لا يدعون إلى الإيمان.
  قوله تعالى ( وحده ) هو مصدر في موضع الحال من الله : أي دعى مفردا وقال يونس : ينتصب على الظرف تقديره : دعى على حياله وحده ، وهو مصدر محذوف الزيادة ، والفعل منه أوحدته إيحادا.
  قوله تعالى ( رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ) يجوز أن يكون التقدير : هو رفيع الدرجات ، فيكون ( ذو ) صفة ، و ( يلقى ) مستأنفا ، وأن يكون مبتدأ ، والخبر ذو العرش أو يلقى ، و ( مِنْ أَمْرِهِ ) يجوز أن يكون حالا من الروح ، وأن يكون متعلقا بيلقى

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الاول) _ 218 _
  قوله تعالى ( يَوْمَ هُمْ ) يوم بدل من يوم التلاق ، ويجوز أن يكون التقدير.
  اذكر يوم ، وأن يكون ظرفا للتلاق ، وهم مبتدأ ، و ( بارزون ) خبره والجملة في موضع جر بإضافة يوم إليها ، و ( لا يَخْفَى ) يجوز أن يكون خبرا آخر ، وأن يكون حالا من الضمير في بارزون ، وأن يكون مستأنفا ، ( اليوم ) ظرف ، والعامل فيه لمن ، أو ما يتعلق به الجار ، وقيل هو ظرف للملك ( لله ) أي هو لله ، وقيل الوقف على الملك ، ثم استأنف فقال : هو اليوم لله الواحد : أي استقر اليوم لله ، و ( اليوم ) الآخر ظرف ل ( تجزى ) و ( اليوم ) الاخير خبر ( لا ) أي ظلم كائن اليوم ، و ( إذ ) بدل من يوم الآزفة ، و ( كاظمين ) حال من القلوب ، لأن المراد أصحابها ، وقيل هي حال من الضمير في لدى ، وقيل هي حال من الضمير في أنذرهم ( وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ ) يطاع في موضع جر صفة لشفيع على اللفظ ، أو في موضع رفع على الموضع.
  قوله تعالى ( وَإِنْ يَظْهَرُ ) هو في موضع نصب : أي أخاف الأمرين ، ويقرأ ( أو أن يظهر ) أي أخاف أحدهما وأيهما وقع كان مخوفا.
  قوله تعالى ( مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ ) هو في موضع رفع نعتا لمؤمن ، وقيل يتعلق ب ( يكتم ) أي يكتمه من آل فرعون ( إِنْ يَقُولُ ) أي لأن يقول ( وَقَدْ جَاءَكُمْ ) الجملة حال ، و ( ظاهرين ) حال من ضمير الجمع في لكم ، و ( أريكم ) متعد إلى مفعولين ، الثاني ( مَا أَرَى ) وهو من الرأى الذى بمعنى الاعتقاد.
  قوله تعالى ( سَبِيلَ الرَّشَادِ ) الجمهور على التخفيف وهو اسم للمصدر ، إما الرشد أو الإرشاد ، وقرئ بتشديد الشين ، وهو الذى يكثر منه الإرشاد أو الرشد.
  قوله تعالى ( يَوْمَ التَّنَادِ ) الجمهور على التخفيف ، وقرأ ابن عباس رضى الله عنه بتشديد الدال ، وهو مصدر تناد القوم إذا تفرقوا : أي يوم اختلاف مذاهب الناس ، و ( يَوْمَ تُوَلُّونَ ) بدل من اليوم الذى قبله ، و ( مَا لَكُمْ مِنْ اللَّهِ ) في موضع الحال.
  قوله تعالى ( الَّذِينَ يُجَادِلُونَ ) فيه أوجه : أحدها أن يكون خبر مبتدإ محذوف أي هم الذين ، وهم يرجع على قوله ( مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ ) لأنه في معنى الجمع.
  والثانى أن يكون مبتدأ والخبر يطبع الله ، والعائد محذوف : أي على كل قلب متكبر منهم ، و ( كذلك ) خبر مبتدإ محذوف أي الأمر كذلك ، وما بينهما معترض مسدد.

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الاول) _ 219 _
  والثالث أن يكون الخبر ( كَبُرَ مَقْتاً ) أي كبر قولهم مقتا.
  والرابع أن يكون الخبر محذوفا أي معاندون ونحو ذلك.
  والخامس أن يكون منصوبا بإضمار أعنى.
  قوله تعالى ( عَلَى كُلِّ قَلْبِ ) يقرأ بالتنوين ، و ( متكبر ) صفة له ، والمراد صاحب القلب ويقرأ بالإضافة وإضافة كل إلى القلب يراد بها عموم القلب لاستيعاب كل قلب بالطبع ، وهو في المعنى كقراءة من قرأ على قلب كل متكبر.
  قوله تعالى ( أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ ) هو بدل مما قبله ( فأطلع ) بالرفع عطفا على أبلغ ، وبالنصب على جواب الأمر : أي إن تبن لى أطلع ، وقال قوم : هو جواب لعلى إذ كان في معنى التمنى.
  قوله تعالى ( تدعونني ) الجملة وما يتصل بها بدل ، أو تبيين لتدعوننى الأول.
  قوله تعالى ( وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ) الجملة حال من الضمير في أقول.
  قوله تعالى ( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا ) فيه وجهان : أحدهما هو مبتدأ ، ويعرضون خبره.
  والثانى أن يكون بدلا من سوء العذاب ، ويقرأ بالنصب بفعل مضمر يفسره يعرضون عليها تقديره : يصلون النار ونحو ذلك ، ولا موضع ليعرضون على هذا ، وعلى البدل موضعه حال إما من النار أو من آل فرعون ( أدخلوا ) يقرأ بوصل الهمزة : أي يقال لآل فرعون ، فعلى هذا التقدير : يا آل فرعون ، ويقرأ بقطع الهمزة وكسر الخاء : أي يقول الله تعالى للملائكة.
  قوله تعالى ( وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ ) يجوز أن يكون معطوفا على عدوا ، وأن يكون التقدير : واذكر ، و ( تبعا ) مصدر في موضع اسم الفاعل ، و ( نصيبا ) منصوب بفعل دل عليه مغنون تقديره : هل أنتم دافعون عنا أو مانعون ، ويجوز أن يكون في موضع المصدر كما كان شئ كذلك ، ألا ترى إلى قوله تعالى ( لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئاً ) فشيئا في موضع عنا ، فكذلك نصيبا.
  قوله تعالى ( يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً ) يجوز أن يكون ظرفا : أي يخفف عنا في يوم شيئا من العذاب ، فالمفعول محذوف ، وعلى قول الأخفش يجوز أن تكون ( من ) زائدة ، ويجوز أن يكون مفعولا : أي عذاب يوم كقوله تعالى ( وَاتَّقُوا يَوْماً ) أي عذاب يوم.
  قوله تعالى ( لا يَنفَعُ ) هو بدل من يوم يقوم.
  قوله تعالى ( وَلا الْمُسِيءُ ) ( لا ) زائدة.

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الاول) _ 220 _
  قوله تعالى ( إِذْ الأَغْلالُ ) ( إذ ) ظرف زمان ماض ، والمراد بها الاستقبال هنا لقوله تعالى ( فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ) وقد ذكرت في قوله ( وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ ) ( والسلاسل ) بالرفع يجوز أن يكون معطوفا على الأغلال ، والخبر في أعناقهم ، وأن يكون مبتدأ والخبر محذوف : أي السلاسل في أعناقهم ، وحذف لدلالة الأول عليه ، و ( يسحبون ) على هذا حال من الضمير في الجار أو مستأنفا وأن يكون الخبر يسحبون ، والعائد محذوف : أي يسحبون بها ، وقرئ بالنصب ، ويسحبون بفتح الياء ، والمفعول هنا مقدم على الفعل.
  قوله تعالى ( مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا ) يجوز أن يكون منهم رافعا لمن ، لأنه قد وصف به رسلا ، وأن يكون مبتدأ وخبرا ، والجملة نعت لرسل ، وأن يكون مستأنفا ( فأى ) منصوب ب ( تنكرون ).
  قوله تعالى ( بِمَا عِنْدَهُمْ مِنْ الْعِلْمِ ) من هنا بمعنى البدل : أي بدلا من العلم وتكون حالا من ( ما ) أو من الضمير في الظرف.
  قوله تعالى ( سُنَّةَ اللَّهِ ) هو نصب على المصدر : أي سننا بهم سنة الله ، والله أعلم.

سورة حم السجدة
بسم الله الرحمن الرحيم

  قوله تعالى ( تَنزِيلٌ مِنْ الرَّحْمَنِ ) هو مثل أول سجدة لقمان ( كتاب ) أي هو كتاب ، ويجوز أن يكون مرفوعا بتنزيل : أي نزل كتاب ، وأن يكون خبرا بعد خبر أو بدلا ، و ( قرآنا ) حال موطئة من آياته ، ويجوز أن يكون حالا من كتاب لأنه قد وصف.
  قوله تعالى ( مِمَّا تَدْعُونَا ) هو محمول على المعنى ، لأن معنى في أكنة محجوبة عن سماع ماتدعونا إليه ، ولايجوز أن يكون نعتا لاكنة ، لأن الأكنة الأغشية ، وليست الأغشية مما تدعونا إليه ، و ( ممنون ) مفعول من مننت الحبل : أي قطعته.
  قوله تعالى ( وَجَعَلَ فِيهَا ) هو مستأنف غير معطوف على خلق ، لأنه لو كان