قوله تعالى ( لَهُ عَزْماً ) يجوز أن يكون مفعول نجد بمعنى نعلم ، وأن يكون عزما مفعول نجد ، ويكون بمعنى نصب ، وله إما حال من عزم أو متعلق بنجد.
  قوله تعالى ( أبى ) قد ذكر في البقرة.
  قوله تعالى ( فتشقى ) أفرد بعد التثنية لتتوافق رؤوس الآى مع أن المعنى صحيح لأن آدم عليه السلام هو المكتسب ، وكان أكثر بكاء على الخطيئة منها.
  قوله تعالى ( وأنك ) يقرأ بفتح الهمزة عطفا على موضع ألا تجوع ، وجاز أن تقع ( أن ) المفتوحة معمولة لأن لما فصل بينهما ، والتقدير أن لك الشبع والرى والكن ويقرأ بالكسر على الاستئناف أو العطف على ( أن ) الأولى.
  قوله تعالى ( فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ ) عدى وسوس بإلى لانه بمعنى أسر ، وعداه في موضع آخر باللام لأنه بمعنى ذكر له ، أو يكون بمعنى لأجله.
  قوله تعالى ( فغوى ) الجمهور على الألف ، وهو بمعنى فسد وهلك ، وقرئ شاذا بالياء وكسر الواو ، وهو من غوى الفصيل إذا أبشم على اللبن وليست بشئ.
  قوله تعالى ( ضنكا ) الجمهور على التنوين ، وأن الألف في الوقف مبدلة منه ، والضنك الضيق ، ويقرأ ضنكى على مثال سكرى.
  قوله تعالى ( ونحشره ) يقرأ بضم الراء على الاستئناف ، وبسكونها إما لتوالى الحركات ، أو أنه مجزوم حملا على موضع جواب الشرط وهو قوله ( فَإِنَّ لَهُ ).
  و ( أعمى ) حال.
  قوله تعالى ( كذلك ) في موضع نصب : أي حشرنا مثل ذلك ، أو فعلنا مثل ذلك ، وإتيانا مثل ذلك ، أو جزاء مثل إعراضك ، أو نسيانا.
  قوله تعالى ( يَهْدِ لَهُمْ ) في فاعله وجهان : أحدهما ضمير اسم الله تعالى : أي ألم يبين الله لهم ، وعلق بين هنا إذ كانت بمعنى أعلم كما علقه في قوله تعالى ( وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ ).
  والثانى أن يكون الفاعل مادل عليه أهلكنا : أي إهلاكنا ، والجملة مفسرة له ، ويقرأ بالنون و ( كم ) في موضع نصب ب ( أهلكنا ) أي كم قرنا أهلكنا ، وقد استوفينا ذلك في ( سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ) ( يمشون ) حال من الضمير المجرور في لهم : أي ألم يبن للمشركين في حال مشيهم في مساكن من أهلك من الكفار ، وقيل هو حال من المفعول في أهلكنا : أي أهلكناهم في حال غفلتهم.
  قوله تعالى ( وَأَجَلٌ مُسَمًّى ) هو معطوف على كلمة : أي ولولا أجل مسمى

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 129 _

  لكان العذاب لازما ، واللزام مصدر في موضع اسم الفاعل ، ويجوز أن يكون جمع لازم مثل قائم وقيام.
  قوله تعالى ( وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ ) هو في موضع نصب بسبح الثانية ( وأطراف ) محمول على الموضع أو معطوف على قبل ، ووضع الجمع موضع التثنية لأن النهار له طرفان ، وقد جاء في قوله ( أَقِمْ الصَّلاةَ طَرَفِي النَّهَارِ ) وقيل لما كان النهار جنسا جمع الأطراف ، وقيل أراد بالأطراف الساعات ، كما قال تعالى ( وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ ) ( لَعَلَّكَ تَرْضَى ) وترضى وهما ظاهران.
  قوله تعالى ( زهرة ) في نصبه أوجه : أحدها أن يكون منصوبا بفعل محذوف دل عليه متعنا : أي جعلنا لهم زهرة.
  والثانى أن يكون بدلا من موضع به.
  والثالث أن يكون بدلا من أزواج ، والتقدير : ذوى زهرة ، فحذف المضاف ، ويجوز أن يكون جعل الأزواج زهرة على المبالغة ولايجوز أن يكون صفة لأنه معرفة.
  وأزواجا نكرة.
  والرابع أن يكون على الذم أي أذم أو أعنى.
  والخامس أن يكون بدلا من ما اختاره بعضهم ، وقال آخرون : لا يجوز لأن قوله تعالى ( لنفتنهم ) من صلة متعنا فيلزم منه الفصل بين الصلة والموصول بالأجنبى.
  والسادس أن يكون حالا من الهاء أو من ( ما ) وحذف التنوين لالتقاء الساكنين وجر الحياة على البدل من ( ما ) اختاره مكى ، وفيه نظر.
  والسابع أنه تمييز لما أو للهاء في به ، حكى عن الفراء ، وهو غلط لأنه معرفة.
  قوله تعالى ( وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ) أي لذوى التقوى ، وقد دل على ذلك قوله ( وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ).
  قوله تعالى ( أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ ) يقرأ بالتاء على لفظ التثنية ، وبالياء على معنى البيان وقرئ ( بينة ) بالتنوين ، و ( ما ) بدل منها أو خبر مبتدأ محذوف ، وحكى عن بعضهم بالنصب والتنوين على أن يكون الفاعل ( ما ) وبينة حال مقدمة ، و ( الصحف ) بالتحريك والإسكان ( فنتبع ) جواب الاستفهام و ( نَذِلَّ وَنَخْزَى ) على تسمية الفاعل وترك تسميته.
  قوله تعالى ( مَنْ أَصْحَابُ ) من مبتدأ وخبر ، والجملة في موضع نصب ، ولا تكون ( من ) بمعنى الذى إذ لاعائد عليها ، وقد حكى ذلك عن الفراء ( الصِّرَاطِ السَّوِيِّ ) فيه خمس قراءات : الأولى على فعيل أي المستوى.
  والثانية السواء أي الوسط والثالثة السوء بفتح السين بمعنى النشر والرابعة السوءى ، وهو تأنيث الأسوأ وأنث على معنى الصراط

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 130 _
  أي الطريقة كقوله تعالى ( اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ ).
  والخامس السوى على تصغير السوء.
  ( وَمَنْ اهْتَدَى ) بمعنى الذى ، وفيه عطف الخبر على الاستفهام ، وفيه تقوية قول الفراء : ويجوز أن يكون في موضع جر : أي وأصحاب من اهتدى ، يعنى النبي صلى الله عليه وسلم ، ويجوز أن يكون استفهاما كالأول.

سورة الأنبياء عليهم السلام
بسم الله الرحمن الرحيم

  قوله تعالى ( وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ ) هم مبتدأ ، و ( معرضون ) الخبر ، وفى غفلة يجوز أن يكون حالا من الضمير في معرضون : أي أعرضوا غافلين ، ويجوز أن يكون خبرا ثانيا.
  قوله تعالى ( محدث ) محمول على لفظ ذكر ولو رفع على موضع من ذكر جاز ، ومن ربهم يجوز أن يتعلق بيأتيهم ، وأن يكون صفة لذكر ، وأن يتعلق بمحدث وأن يكون حالا من الضمير في محدث.
  قوله تعالى ( لاهية ) هو حال من الضمير في يلعبون ، ويجوز أن يكون حالا من الواو في استمعوه.
  قوله تعالى ( الَّذِينَ ظَلَمُوا ) في موضعه ثلاثة أوجه أحدها الرفع ، وفيه أربعة أوجه : أحدها أن يكون بدلا من الواو في أسروا والثانى أن يكون فاعلا والواو حرف للجمع لااسم.
  والثالث أن يكون مبتدأ والخبر هل هذا ، والتقدير : يقولون هل هذا والرابع أن يكون خبر مبتدأ محذوف : أي هم الذين ظلموا والوجه الثاني أن يكون منصوبا على إضمار أعنى والثالث أن يكون مجرورا صفة للناس.
  قوله تعالى ( قَالَ رَبِّي ) يقرأ قل على الأمر ، وقال على الخبر ( فِي السَّمَاءِ ) حال من القول أو حال من الفاعل في يعلم وفيه ضعف : ويجوز أن يتعلق بيعلم.
  قوله تعالى ( أَضْغَاثُ أَحْلامٍ ) أي هذا أضغاث ( كَمَا أُرْسِلَ ) أي إتيانا مثل إرسال الأولين ، و ( أَهْلَكْنَاهَا ) صفة لقرية إما على اللفظ أو على الموضع ، و ( يوحى ) بالياء ، و ( إليهم ) قائم مقام الفاعل ، ونوحى بالنون ، والمفعول محذوف : أي الأمر والنهى.
  قوله تعالى ( جسدا ) هو مفرد في موضع الجمع ، والمضاف محذوف : أي ذوى

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 131 _
  أجساد ، و ( لا يَأْكُلُونَ ) صفة لاجساد.
  وجعلناهم يجوز أن يكون متعديا إلى اثنين ، وأن يتعدى إلى واحد ، فيكون جسدا حالا ، ولا يأكلون حالا أخرى.
  قوله تعالى ( فِيهِ ذِكْرُكُمْ ) الجملة صفة لكتاب ، وذكركم مضاف إلى المفعول أي ذكرنا إياكم ، ويجوز أن يكون مضافا إلى الفاعل : أي ما ذكرتم من الشرك وتكذيب النبي صلى الله عليه وسلم ، فيكون المفعول محذوفا ( وكم ) في موضع نصب ب ( قصمنا ) و ( كَانَتْ ظَالِمَةً ) صفة لقرية.
  قوله تعالى ( إِذَا هُمْ ) للمفاجأة فهو مبتدأ ، و ( يركضون ) الخبر ، وإذا ظرف للخبر.
  قوله تعالى ( تِلْكَ دَعْوَاهُمْ ) تلك في موضع رفع اسم زالت ، ودعواهم الخبر.
  ويجوز العكس ، والدعوى قولهم يا ويلنا ، و ( حصيدا ) مفعول ثان ، والتقدير : مثل حصيد ، فلذلك لم يجمع كما لا يجمع مثل المقدر : و ( خامدين ) بمنزلة هذا حلو حامض ، ويجوز أن يكون صفة لحصيد ، و ( لاعبين ) حال من الفاعل في خلقنا ، و ( إِنْ كُنَّا ) بمعنى ماكنا ، وقيل هي شرط ( فيدمغه ) قرئ شاذا بالنصب وهو بعيد ، والحمل فيه على المعنى : أي بالحق فالدمغ ، ( مِمَّا تَصِفُونَ ) حال : أي ولكم الويل واقعا ، و ( ما ) بمعنى الذى أو نكرة موصوفة أو مصدرية.
  قوله تعالى ( وَمَنْ عِنْدَهُ ) فيه وجهان : أحدهما أن تكون ( من ) معطوفة على ( من ) الأولى والأولى مبتدأ وله الخبر أو هي مرفوعة بالظرف ، فعلى هذا ( لا يَسْتَكْبِرُونَ ) حال إما من ( من ) الاولى أو الثانية على قول من رفع بالظرف ، أو من الضمير في الظرف الذى هو الخبر ، أو من الضمير في عنده.
  والوجه الثاني أن تكون من الثانية مبتدأ ، ولا يستكبرون الخبر.
  قوله تعالى ( يسبحون ) يجوز أن يكون مستأنفا ، وأن يكون حالا من ضمير الفاعل قبلها ، و ( لا يَفْتُرُونَ ) حال من ضمير الفاعل في يسبحون.
  قوله تعالى ( مِنْ الأَرْضِ ) هو صفة لآلهة.
  أو متعلق باتخذوا على معنى ابتداء غاية الاتخاذ.
  قوله تعالى ( إِلاَّ اللَّهُ ) الرفع على أن إلا صفة بمعنى غير ، ولايجوز أن يكون بدلا ، لأن المعنى يصير إلى قولك : لو كان فيهما الله لفسدتا ، ألا ترى أنك لو قلت : ما جاءني قومك إلا زيد على البدل لكان المعنى : جاءني زيد وحده ، وقيل يمتنع البدل ،

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 132 _
  لأن ما قبلها إيجاب ، ولايجوز النصب على الاستثناء لوجهين : أحدهما أنه فاسد في المعنى ، وذلك أنك إذا قلت : لو جاءني القوم إلا زيدا لقتلتهم : كان معناه أن القتل امتنع لكون زيد مع القوم ، فلو نصبت في الآية لكان المعنى : إن فساد السموات والأرض امتنع لوجود الله تعالى مع الآلهة ، وفى ذلك إثبات إله مع الله ، وإذا رفعت على الوصف لا يلزم مثل ذلك ، لأن المعنى لو كان فيهما غير الله لفسدتا.
  والوجه الثاني أن آلهة هنا نكرة والجمع إذا كان نكرة لم يستثن منه عند جماعة من المحققين ، لأنه لاعموم له بحيث يدخل فيه المستثنى لولا الاستثناء.
  قوله تعالى ( ذِكْرُ مَنْ مَعِي ) الجمهور على الإضافة ، وقرئ بالتنوين على أن تكون ( من ) في موضع نصب بالمصدر ، ويجوز أن تكون في موضع رفع على إقامة المصدر مقام ما لم يسم فاعله ، ويقرأ كذلك إلا أنه بكسر الميم ، والتقدير : هذا ذكر من كتاب معى ، ومن كتاب قبلى ونحو ذلك فحذف الموصوف.
  قوله تعالى ( الحق ) الجمهور على النصب بالفعل قبله ، وقرئ بالرفع على تقدير حذف مبتدأ.
  قوله تعالى ( بَلْ عِبَادٌ ) أي هم عباد ، ( مكرمون ) بالتخفيف والتشديد ، و ( لا يَسْبِقُونَهُ ) صفة في موضع رفع.
  قوله تعالى ( فذلك ) في موضع رفع بالابتداء ، وقيل في موضع نصب بفعل دل عليه ( نجزيه ) والجملة جواب الشرط ، و ( كذلك ) في موضع نصب ب ( نجزى ) أي جزاء مثل ذلك.
  قوله تعالى ( أَوَ لَمْ ) يقرأ بالواو وبحذفها ، وقد ذكر نظيره في البقرة عند قوله تعالى ( وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ ) ( كانتا ) الضمير يعود على الجنسين ، و ( رتقا ) بسكون التاء : أي ذاتي رتق أو مرتوقتين ، كالخلق بمعنى المخلوق ، ويقرأ بفتحها وهو بمعنى المرتوق كالقبض والنقض ( وجعلنا ) أي وخلقنا ، والمفعول ( كُلِّ شَيْءٍ ) و ( حى ) صفة ومن لابتداء الغاية ، ويجوز أن يكون صفة لكل تقدم عليه فصار حالا ، ويجوز أن تكون جعل بمعنى صير ، فيكون من الماء مفعولا ثانيا ، ويقرأ ( حيا ) على أن يكون صفة لكل ، أو مفعولا ثانيا.
  قوله تعالى ( أَنْ تَمِيدَ ) أي مخافة أن تميد ، أو لئلا تميد ، و ( فجاجا ) حال من ( سبل ) وقيل سبلا بدل : أي سبلا ( فجاجا ) كما جاء في الآية الأخرى.
  قوله تعالى ( كل ) أي كل واحد منهما أو منها ، ويعود إلى الليل والنهار والشمس

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 133 _
  والقمر و ( يسبحون ) خبر كل على المعنى ، لأن كل واحد منها إذا سبح فكلها تسبح ، وقيل يسبحون على هذا الوجه حال ، والخبر في فلك ، وقيل التقدير : كلها والخبر يسبحون ، وأتى بضمير الجمع على معنى كل ، وذكره كضمير من يعقل لأنه وصفها بالسباحة ، وهى من صفات من يعقل.
  قوله تعالى ( أَفَإِيْن مَاتَ ) قد ذكر في قوله تعالى ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ ).
  قوله تعالى ( فتنة ) مصدر مفعول له ، أو في موضع الحال : أي فاتنين ، أو على المصدر بمعنى نبلوكم : أي تفتنكم بهما فتنة.
  قوله تعالى ( إِلاَّ هُزُواً ) أي مهزوا به ، وهو مفعول ثان ، وأعاد ذكرهم توكيدا.
  قوله تعالى ( مِنْ عَجَلٍ ) في موضع نصب بخلق على المجاز كما تقول خلق من طين ، وقيل هو حال : أي عجلا ، وجواب ( لو ) محذوف ، و ( حين ) مفعول به لاظرف ، و ( بغتة ) مصدر في موضع الحال.
  قوله تعالى ( مِنْ الرَّحْمَنِ ) أي من أمر الرحمن ، فهو في موضع نصب بيكلؤكم ونظيره يحفظونه من أمر الله.
  قوله تعالى ( لا يَسْتَطِيعُونَ ) هو مستأنف.
  قوله تعالى ( نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ) قد ذكر في الرعد.
  قوله تعالى ( وَلا يَسْمَعُ ) في قراءات وجوهها ظاهرة ، و ( إذا ) منصوبة بيسمع أو بالدعاء ، فعلى هذا القول يكون المصدر المعرف بالألف واللام عاملا بنفسه.
  قوله تعالى ( مِنْ عَذَابِ ) صفة لنفحة أو في موضع نصب بمستهم قوله تعالى ( القسط ) إنما أفرد وهو صفة لجمع لأنه مصدر وصف به ، وإن شئت قلت : التقدير ذوات القسط ( لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ) أي لأجله ، وقيل هي بمعنى في ، و ( شيئا ) بمعنى المصدر ، و ( مثقال ) بالنصب على أنه خبر كان : أي وإن كان الظلم أو العمل ، ويقرأ بالرفع على أن تكون كان التامة ، و ( مِنْ خَرْدَلٍ ) صفة لحبة أو لمثقال ، و ( أتينا ) بالقصر جئنا ، ويقرأ بالمد بمعنى جازينا بها ، فهو يقرب من معنى أعطينا لأن الجزاء إعطاء ، وليس منقولا من أتينا لأن ذلك ينقل عنهم.

--------------------
(1) القراء‌تان جيدتان صحيحتان فلا عبرة بكراهة قوم لحوق تاء التأنيث في قوله (فنادته) اه‍ مصحح . (*)

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 134 _
  قوله تعالى ( وضياء ) قيل دخلت الواو على الصفة كما تقول : مررت بزيد الكريم والعالم ، فعلى هذا يكون حالا : أي الفرقان مضيئا ، وقيل هي عاطفة : أي آتيناه ثلاثة أشياء.
  الفرقان ، والضياء ، والذكر.
  قوله تعالى ( الَّذِينَ يَخْشَوْنَ ) في موضع جر على الصفة ، أو نصب بإضمار أعنى ، أو رفع على إضمارهم.
  و ( بالغيب ) حال.
  قوله تعالى ( إِذْ قَالَ ) إذ ظرف لعالمين أو لرشده ، أو لآتينا ، ويجوز أن يكون بدلا من موضع ( مِنْ قَبْلُ ) ويجوز أن ينتصب بإضمار أعنى أو بإضمار اذكر ( لَهَا عَاكِفُونَ ) قيل اللام بمعنى على كقوله ( لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ ) وقيل هي على بابها ، إذ المعنى لها عابدون ، وقيل أفادت معنى الاختصاص.
  قوله تعالى ( عَلَى ذَلِكُمْ ) لا يجوز أن يتعلق با ( لشاهدين ) لما يلزم من تقديم الصلة على الموصول فيكون على التبيين ، وقد ذكر في مواضع.
  قوله تعالى ( جذاذا ) يقرأ بالضم والفتح والكسر وهى لغات ، وقيل الضم على أن واحده جذاذه ، والكسر على أن واحده جذاذه بالكسر ، والفتح على المصدر كالحصاد ، والتقدير : ذوى جذاذ ، ويقرأ بضم الجيم من غير ألف ، وواحده جذه كقبة وقبب ، ويقرأ كذلك إلا أنه بضم الذال الاولى ، وواحده جذيذ كقليب وقلب.
  قوله تعالى ( مَنْ فَعَلَ هَذَا ) يجوز أن يكون ( من ) استفهاما ، فيكون ( إنه ) استئنافا ، ويجوز أن يكون بمعنى الذى ، فيكون ( إنه ) ومابعده الخبر.
  قوله تعالى ( يذكرهم ) مفعول ثان لسمعنا ، ولا يكون ذلك إلا مسموعا كقولك : سمعت زيدا يقول كذا ، والمعنى : سمعت قول زيد ، و ( يقال ) صفة ويجوز أن يكون حالا.
  وفى ارتفاع ( إبراهيم ) عليه السلام ثلاثة أوجه : أحدها هو خبر مبتدأ محذوف : أي هو أو هذا ، وقيل هو مبتدأ والخبر محذوف : أي إبراهيم فاعل ذلك ، والجملة محكية.
  والثانى هو منادى مفرد فضمته بناء.
  والثالث هو مفعول يقال ، لأن المعنى يذكر إبراهيم في تسميته ، فالمراد الاسم لا المسمى.
  قوله تعالى ( عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ ) في موضع الحال : أي على رؤيتهم : أي ظاهرا لهم.
  قوله تعالى ( بَلْ فَعَلَهُ ) الفاعل ( كبيرهم ) ، ( هذا ) وصف أو بدل ،

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 135 _
  وقيل الوقف على فعله ، والفاعل محذوف : أي فعله من فعله ، وهذا بعيد لأن حذف الفاعل لا يسوغ.
  قوله تعالى ( عَلَى رُءُوسِهِمْ ) متعلقة بنكسوا ، ويجوز أن يكون حالا فيتعلق بمحذوف ( مَا هَؤُلاءِ يَنطِقُونَ ) الجملة تسد مسد مفعولي علمت كقوله ( وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ ) ، و ( شيئا ) في موضع المصدر : أي نفعا ( أُفٍّ لَكُمَ ) قد ذكر في سبحان.
  قوله تعالى ( بردا ) أي ذات برد ، و ( على ) يتعلق بسلام أو هي صفة له.
  قوله تعالى ( نافلة ) حال من يعقوب ، وقيل هو مصدر كالعاقبة والعافية ، والعامل فيه معنى وهبنا ( وكلا ) المفعول الأول ل ( جعلنا ـ وإقام الصلاة ) الأصل فيه إقامة ، وهى عوض من حذف إحدى الألفين ، وجعل المضاف إليه بدلا من الهاء.
  قوله تعالى ( ولوطا ) أي وآتينا لوطا ، و ( آتيناه ) مفسر للمحذوف ، ومثله ونوحا وداود وسليمان وأيوب ومابعده من أسماء الأنبياء عليهم السلام ، ويحتمل أن يكون التقدير : واذكر لوطا ، والتقدير : واذكر خبر لوط ، والخبر المحذوف هو العامل في ( إذ ) والله أعلم.
  قوله تعالى ( ونصرناه ) أي منعناه من أذاهم ، وقيل من بمعنى على ، و ( إِذْ نَفَشَتْ ) ظرف ليحكمان ، و ( لحكمهم ) بمعنى الذين اختصموا في الحرث وقيل الضمير لهم ولداود وسليمان ، وقيل هو لداود وسليمان خاصة ، وجمع لأن الاثنين جمع.
  قوله تعالى ( مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ ) العامل في مع ( يسبحن ) وهو نظير قوله تعالى ( يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ ) ويسبحن حال من الجبال ( والطير ) معطوف على الجبال وقيل هي بمعنى ، ويقرأ شاذا بالرفع عطفا على الضمير في يسبحن ، وقيل التقدير والطير كذلك.
  قوله تعالى ( لكم ) يجوز أن يكون وصفا للبوس ، وأن يتعلق بعلمنا أو بصنعة ( لتحصنكم ) يجوز أن يكون بدلا من لكم بإعادة الجار ، ويجوز أن يتعلق بعلمنا : أي لأجل تحصينكم ويحصنكم بالياء على أن الفاعل الله عزوجل أو داود عليه السلام أو الصنع أو التعليم أو اللبوس ، وبالتاء : أي الصنعة أو الدروع ، وبالنون لله تعالى على التعظيم ، ويقرأ بالتشديد والتخفيف ، و ( الريح ) نصب على تقدير : وسخرنا

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 136 _
  لسليمان ، ودل عليه وسخرنا الأولى ، ويقرأ بالرفع على الاستئناف ، و ( عاصفة ) حال ، و ( تجرى ) حال أخرى ، إما بدلا من عاصفة ، أو من الضمير فيها.
  قوله تعالى ( مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ ) ( من ) في موضع نصب عطفا على الرياح ، أو رفع على الاستئناف ، وهى نكرة موصوفة والضمير عائد على معناها ، و ( دُونَ ذَلِكَ ) صفة لعمل.
  قوله تعالى ( رحمة ـ وذكرى ) مفعول له ، ويجوز أن ينتصب على المصدر : أي ورحمناه ، و ( مغاضبا ) حال.
  قوله تعالى ( ننجي ) الجمهور على الجمع بين النونين وتخفيف الجيم ، ويقرأ بنون واحدة وتشديد الجيم ، وفيه ثلاثة أوجه : أحدها أنه فعل ماض ، وسكن الياء إيثارا للتخفيف ، والقائم مقام الفاعل المصدر : أي نجى النجاء.
  وهو ضعيف من وجهين : أحدهما تسكين آخر الماضي ، والثانى إقامة المصدر مقام المصدر مقام الفاعل مع وجود المفعول الصحيح.
  والوجه الثاني أنه فعل مستقبل قلبت منه النون الثانية جيما وأدغمت وهو ضعيف أيضا.
  والثالث أن أصله ننجي بفتح النون الثانية ، ولكنها حذفت كما حذفت التاء الثانية في ( تظاهرون ) وهذا ضعيف أيضا لوجهين : أحدهما أن النون الثانية أصل وهى فاء الكلمة ، فحذفها يبعد جدا.
  والثانى أن حركتها غير حركة النون الأولى ، فلا يستثقل الجمع بينهما بخلاف تظاهرون ، ألا ترى أنك لو قلت تتحامى المظالم لم يسغ حذف التاء الثانية.
  قوله تعالى ( رَغَباً وَرَهَباً ) مفعول له ، أو مصدر في موضع الحال ، أو مصدر على المعنى.
  قوله تعالى ( وَالَّتِي أَحْصَنَتْ ) أي واذكر التى ، ويجوز أن يكون في موضع رفع : أي وفيما يتلى عليك خبر التى ، و ( فيها ) يعود على مريم ، و ( آية ) مفعول ثان.
  وفى الإفراد وجهان : أحدهما أن مريم وابنها جميعا آية واحدة ، لأن العجب منهما كمل.
  والثانى أن تقديره وجعلناها آية وابنها كذلك فآية مفعول المعطوف عليه ، وقيل المحذوف هو الأول ، وآية المذكور للابن.
  قوله تعالى ( أمتكم ) بالرفع على أنه خبر إن ، وبالنصب على أنه خبر أو عطف بيان ، و ( أمة ) بالنصب حال ، وبالرفع بدل من أمتكم ، أو خبر مبتدأ محذوف قوله تعالى ( وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ ) أي في أمرهم.
  أي تفرقوا ، وقيل عدى

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 137 _
  تقطعوا بنفسه ، لأنه بمعنى قطعوا : أي فرقوا ، وقيل هو تمييز : أي تقطع أمرهم.
  و ( له ) أي للسعى ، وقيل يعود على من.
  قوله تعالى ( وحرام ) يقرأ بالألف وبكسر الحاء وسكون الراء من غير ألف.
  وبفتح الحاء وكسر الراء من غير ألف ، وهو في ذلك كله مرفوع بالابتداء ، وفى الخبر وجهان : أحدهما هو ( أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ ) و ( لا ) زائدة : أي ممتنع رجوعهم إلى الدنيا ، وقيل ليست زائدة : أي ممتنع عدم رجوعهم عن معصيتهم ، والجيد أن يكون أنهم فاعلا سد مسد الخبر.
  والثانى الخبر محذوف تقدير : توبتهم أو رجاء بعثهم إذا جعلت ( لا ) زائدة ، وقيل حرام خبر مبتدأ محذوف أي ذلك الذى ذكرناه من العمل الصالح حرام ، وحرام وحرم لغتان مثل حلال وحل ، ومن فتح الحاء وكسر الراء كان اسم فاعل من حرم : أي امتنع مثل فلق ، ومنه : ( يقول لا غائب مالى ولاحرم ) أي ممتنع ، ويقرأ ( حرم ) على أنه فعل بكسر الراء وضمها ، وأنهم بالفتح على أنها مصدرية وبالكسر على الاستئناف ، و ( حتى ) متعلقة في المعنى بحرام : أي يستمر الامتناع إلى هذا الوقت ، ولاعمل لها في ( إذا ) ويقرأ ( من كل جدث ) بالجيم والثاء وهو بمعى الحدب ، و ( ينسلون ) بكسر السين وضمها لغتان ، وجواب إذا ( فَإِذَا هِيَ ) وقيل جوابها قالوا يا ويلنا ، وقيل واقترب ، والواو زائدة.
  قوله تعالى ( فَإِذَا هِيَ ) ( إذا ) للمفاجأة ، وهى مكان ، والعامل فيها ( شاخصة ) وهى ضمير القصة ، و ( أَبْصَارُ الَّذِينَ ) مبتدأ ، وشاخصة خبره ( يَا وَيْلَنَا ) في موضع نصب بقالوا المقدر ، ويجوز أن يكون التقدير : يقولون فيكون حالا.
  قوله تعالى ( حَصَبُ جَهَنَّمَ ) يقرأ بفتح الصاد وهو ماتوقد به ، وبسكونها وهو مصدر حصبتها أوقدتها فيكون بمعنى المحصوب ، ويقرأ بالضاد محركة وساكنة ، وبالطاء وهما بمعنى ( أَنْتُمْ لَهَا ) يجوز أن يكون بدلا من حصب جهنم ، وأن يكون مستأنفا ، وأن يكون حالا من جهنم.
  قوله تعالى ( منا ) يجوز أن يتعلق بسبقت ، وأن يكون حالا من ( الحسنى ) ( لا يَسْمَعُونَ ) يجوز أن يكون بدلا من ( مبعدون ) ، وأن يكون خبرا ثانيا ، وأن يكون حالا من الضمير في مبعدون ( هَذَا يَوْمُكُمْ ) أي يقولون.
  قوله تعالى ( يَوْمَ نَطْوِي ) يجوز أن يكون بدلا من العائد المحذوف من قوله يوعدون ، أو على إضمار أعنى ، أو ظرفا للا يحزنهم أو بإضمار اذكر ، ونطوى بالنون

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 138 _
  على التعظيم ، وبالياء على الغيبة ، وبالتاء وترك تسمية الفاعل ، و ( السماء ) بالرفع والتقدير طيا كطى ، وهو مصدر مضاف إلى المفعول إن قلنا السجل القرطاس ، وقيل هو اسم ملك أو كاتب ، فيكون مضافا إلى الفاعل ، ويقرأ بكسر السين والجيم وتشديد اللام ، ويقرأ كذلك إلا أنه بتخفيف اللام ، ويقرأ بفتح السين وسكون الجيم وتخفيف اللام ، وبضم السين والجيم مخففا ومشددا وهى لغات فيه ، واللام في ( للكتاب ) زائدة ، وقيل هي بمعنى على ، وقيل يتعلق بطى والله أعلم.
  قوله تعالى ( كَمَا بَدَأْنَا ) الكاف نعت لمصدر محذوف : أي نعيده عوادا مثل بدئه وفى نصب ( أول ) وجهان : أحدهما هو منصوب ببدأنا : أي خلقنا أول خلق والثانى هو حال من الهاء في نعيده ، والمعنى مثل أول خلقه ، ( وعدا ) مصدر : أي وعدنا ذلك وعدا.
  قوله تعالى ( مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ ) يجوز أن يتعلق بكتبنا ، وأن يكون ظرفا للزبور لأن الزبور بمعنى المزبور : أي المكتوب.
  قوله تعالى ( إِلاَّ رَحْمَةً ) هو مفعول له ، ويجوز أن يكون حالا : أي ذا رحمة.
  كما قال تعالى ( وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا ) ويجوز أن يكون بمعنى راحم.
  قوله تعالى ( يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا ) ( أن ) مصدرية ، وما الكافة لا تمنع من ذلك.
  والتقدير : يوحى إلى وحدانية إلهى ( فَهَلْ أَنْتُمْ ) هل هنا على لفظ الاستفهام ، والمعنى على التحريض : أي فهل أنتم مسلمون بعد هذا فهو للمستقبل.
  قوله تعالى ( عَلَى سَوَاءٍ ) حال من المفعول والفاعل : أي مستوين في العلم بما أعلمتكم به ( وَإِنْ أَدْرِي ) بإسكان الياء وهو على الأصل ، وقد حكى في الشاذ فتحها قال أبو الفتح : هو غلط لأن ( إن ) بمعنى ما ، وقال غيره : ألقيت حركة الهمزة على الياء فتحركت وبقيت الهمزة ساكنة فأبدلت ألفا لانفتاح ما قبلها ثم أبدلت همزة متحركة لأنها في حكم المبتدأ بها ، والابتداء بالساكن محال ، و ( أقريب ) مبتدأ ، ( وَمَا تُوعَدُونَ ) فاعل له لأنه قد اعتمد على الهمزة ، ويخرج على قول البصريين أن يرتفع ببعيد لأنه أقرب إليه ، و ( مِنْ الْقَوْلِ ) حال من الجهر : أي المجهور من القول.
  قوله تعالى ( قُلْ رَبِّي ) يقرأ على لفظ الأمر وعلى لفظ الماضي ، و ( احكم ) على الأمر ، ويقرأ ربى أحكم على الابتداء والخبر ، و ( تصفون ) بالتاء والياء وهو ظاهر والله أعلم.

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 139 _
سورة الحج
بسم الله الرحمن الرحيم

  قوله تعالى ( إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ ) الزلزلة مصدر يجوز أن يكون من الفعل اللازم أي تزلزل الساعة شئ ، وأن يكون متعديا : أي أن زلزال الساعة الناس ، فيكون المصدر مضافا إلى الفاعل في الوجهين ، ويجوز أن يكون المصدر مضافا إلى الظرف ، قوله تعالى ( يَوْمَ تَرَوْنَهَا ) هو منصوب ب ( تذهل ) ويجوز أن يكون بدلا من الساعة على قول من بناه ، أو ظرف لعظيم ، أو على إضمار اذكر ، فعلى هذه الوجوه يكون تذهل حالا من ضمير المفعول ، والعائد محذوف : أي تذهل فيها ، ولايجوز أن يكون ظرفا للزلزلة لأنه مصدر قد أخبر عنه ، والمرضعة جاء على الفعل ، ولو على النسب لقال مرضع ، ( وما ) بمعنى من ، ويجوز أن تكون مصدرية ( وَتَرَى النَّاسَ ) الجمهور على الخطاب وتسمية الفاعل ، ويقرأ بضم التاء : أي وترى أنت أيها المخاطب ، أو يا محمد صلى الله عليه وسلم ، ويقرأ كذلك إلا أنه يرفع الناس ، والتأنيث على معنى الجماعة ، ويقرأ بالياء : أي ويرى الناس : أي يبصرون ، و ( سكارى ) حال على الاوجه كلها ، والضم والفتح فيه لغتان قد قرئ بهما ، وسكرى مثل مرضى الواحد سكران أو سكر مثل زمن وزمنى ، ويقرأ سكرى مثل حبلى ، قيل هو محذوف من سكارى ، وقيل هو واحد مثل حبلى كأنه قال : ترى الأمة سكرى.
  قوله تعالى ( مَنْ يُجَادِلُ ) هي نكرة موصوفة ، و ( بِغَيْرِ عِلْمٍ ) في موضع المفعول أو حال.
  قوله تعالى ( إنه ) هي وما عملت فيه في موضع رفع بكتب ، ويقرأ كتب بالفتح أي كتب الله ، فيكون في موضع نصب ، و ( مَنْ تَوَلاَّهُ ) في موضع رفع بالابتداء و ( من ) شرط ، وجوابه ( فإنه ) يجوز أن يكون بمعنى الذى ، وفإنه الخبر ، ودخلت فيه الفاء لما في الذى من معنى المجازاة ، وفتحت أن الثانية لأن التقدير : فشأنه أنه ، أو فله أنه ، وفيه كلام آخر قد ذكرنا مثله في أنه من يحادد الله ، وقرئ للكسر فيها حملا على معنى قيل له.
  قوله تعالى ( مِنْ الْبَعْثِ ) في موضع جر صفة لريب ، أو متعلق بريب ، وقرأ الحسن البعث بفتح العين وهى لغة ( ونقر ) الجمهور على الضم على الاستئناف ،

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 140 _
  إذ ليس المعنى خلقناكم لنقر ، وقرئ بالنصب على أن يكون معطوفا في اللفظ ، والمعنى مختلف لأن اللام في لنبين للتعليل ، واللام المقدرة مع نقر للصيرورة ، وقرئ بفتح النون وضم القاف والراء ، أي نسكن ، و ( طفلا ) حال وهو واحد في معنى الجمع ، وقيل التقدير : نخرج كل واحد منكم طفلا كما قال تعالى ( فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ ) أي كل واحد منهم ، وقيل هو مصدر في الأصل ، فلذلك لم يجمع ( مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً ) قد ذكر في النحل ( وربت ) بغير همز من ربا يربوا إذا زاد ، وقرئ بالهمز وهو من ربأ للقوم وهو الربيئة إذا ارتفع على موضع عال لينظر لهم ، فالمعنى ارتفعت ( وأنبتت ) أي أشياء ، أو ألوانا أو من كل زوج بهيج زوجا فالمفعول محذوف ، وعند الأخفش من زائدة.
  قوله تعالى ( ذلك ) مبتدأ ، و ( بِأَنَّ اللَّهَ ) الخبر ، وقيل المبتدأ محذوف : أي الأمر ذلك ، وقيل في موضع نصب : أي فعلنا ذلك.
  قوله تعالى ( بِغَيْرِ عِلْمٍ ) حال من الفاعل في يجادل ، و ( ثَانِيَ عِطْفِهِ ) حال أيضا ، والإضافة غير محضة : أي معرضا ( ليضل ) يجوز أن يتعلق بثاني ، وبيجادل ( لَّهُ فِي الدُّنْيَا ) يجوز أن تكون حالا مقدرة ، وأن تكون مقارنة : أي مستحقا ، ويجوز أن يكون مستأنفا.
  قوله تعالى ( عَلَى حَرْفٍ ) هو حال : أي مضطربا متزلزلا ( خَسِرَ الدُّنْيَا ) هو حال : أي انقلب قد خسر ، ويجوز أن يكون مستأنفا ، ويقرأ خاسر الدنيا ، وخسر الدنيا على أنه اسم ، وهو حال أيضا ( والآخرة ) على هذا بالجر.
  قوله تعالى ( يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ ) هذا موضع اختلف فيه آراء النحاة ، وسبب ذلك أن اللام تعلق الفعل الذى قبلها عن العمل إذا كان من أفعال القلوب ، ويدعو ليس منها.
  وهم في ذلك على طريقين : أحدهما أن يكون يدعو غير عامل فيما بعده لا لفظا ولاتقديرا ، وفيه على هذا ثلاثة أوجه : أحدها أن يكون تكريرا ليدعوا الأولى فلا يكون له معمول.
  والثانى أن يكون ذلك بمعنى الذى في موضع نصب بيدعو : أي يدعو الذى هو الضلال ، ولكنه قدم المفعول ، وهذا على قول من جعل ذا مع غير الاستفهام بمعنى الذى.
  والثالث أن يكون التقدير : ذلك هو الضلال البعيد يدعوه فذلك مبتدأ وهو مبتدأ ثان ، أو بدل أو عماد ، والضلال خبر المبتدأ ، ويدعوه حال والتقدير : مدعوا وفيه ضعف ، وعلى هذه الأوجه الكلام بعده مستأنف ، ومن مبتدأ والخبر ( لَبِئْسَ الْمَوْلَى ) والطريق الثاني أن يدعو متصل بما بعده ، وفيه على هذا

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 141 _
  ثلاثة أوجه : أحدها أن : يدعو يشبه أفعال القلوب لأن معناه يسمى من ضره أقرب من نفعه إلها ، ولا يصدر ذلك إلا عن اعتقاد فكأنه قال يظن ، والأحسن أن تقديره يزعم ، لأن يزعم قول مع اعتقاد.
  والثانى أن يكون يدعو بمعنى يقول ، ومن مبتدأ ، وضره مبتدأ ثان ، وأقرب خبره والجملة صلة ( من ) وخبر من محذوف تقديره : إله أو إلهى ، وموضع الجملة نصب بالقول ، ولبئس مستأنف لأنه لا يصح دخوله في الحكاية لأن الكفار لا يقولون عن أصنامهم لبئس المولى.
  والوجه الثالث قول الفراء وهو أن التقدير يدعو من لضره ، ثم قدم اللام على موضعها ، وهذا بعيد لأن ( ما ) في صلة الذى لا يتقدم عليها.
  قوله تعالى ( مَنْ كَانَ ) هو شرط ، والجواب فليمدد ، و ( هَلْ يُذْهِبَنَّ ) في موضع نصب بينظر ، والجمهور على كسر اللام في ليقطع ، وقرئ بإسكانها على تشبيه ثم بالواو والفاء لكون الجميع عواطف.
  قوله تعالى ( وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي ) أي وأنزلنا أن الله يهدى ، والتقدير : ذكر أن الله ، ويجوز أن يكون التقدير : ولأن الله يهدى بالآيات من يشاء أنزلناها.
  قوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ) خبر ( إن ) إن الثانية واسمها وخبرها ، وهو قوله ( إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ ).
  وقيل ( إن ) الثانية تكرير للأولى ، وقيل الخبر محذوف تقديره : مفترقون يوم القيامة أو نحو ذلك ، والمذكور تفسير له.
  قوله تعالى ( والدواب ) يقرأ بتخفيف الباء وهو بعيد لأنه من الدبيب ، ووجهها أنه حذف الباء الأولى كراهية التضعيف والجمع بين الساكنين ( وكثير ) مبتدأ ، و ( مِنْ النَّاسِ ) صفة له ، والخبر محذوف تقديره مطيعون أو مثابون أو نحو ذلك ، ويدل على ذلك قوله ( وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ) والتقدير : وكثير منهم ، ولا يكون معطوفا على قوله ( مَنْ فِي السَّمَوَاتِ ) لأن الناس داخلون فيه ، وقيل هو معطوف عليه ، وكرر للتفصيل ( مِنْ مُكْرِمٍ ) بكسر الراء ، ويقرأ بفتح الراء ، وهو مصدر بمعنى الإكرام.
  قوله تعالى ( خصمان ) هو في الأصل مصدر ، وقد وصف به ، وأكثر الاستعمال توحيده ، فمن ثناه وجمعه على الصفات والأسماء و ( اختصموا ) إنما جمع حملا على المعنى ، لأن كل خصم فريق فيه أشخاص.
  قوله تعالى ( يصب ) جملة مستأنفة ، ويجوز أن تكون خبر ثانيا ، وأن تكون

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 142 _
  حالا من الضمير في لهم ( يصهر ) بالتخفيف ، وقرئ بالتشديد للتكثير ، والجملة حال من الحميم.
  قوله تعالى ( كلما ) العامل فيها ( أعيدا ) و ( مِنْ غَمٍّ ) بدل بإعادة الخافض بدل الاشتمال ، وقيل الأولى لابتداء الغاية ، والثانية بمعنى من أجل ( وذوقوا ) أي وقيل لهم فحذف القول.
  قوله تعالى ( يحلون ) يقرأ بالتشديد من التحلية بالحلى ، ويقرأ بالتخفيف من قولك أحلى ألبس الحلى ، وهو بمعنى المشدد ، ويقرأ بفتح الباء والتخفيف ، وهو من حليت المرأة تحلى إذا لبست الحلى ، ويجوز أن يكون من حلى بعينى كذا إذا حسن ، وتكون ( من ) زائدة ، أو يكون المفعول محذوفا ، و ( مِنْ أَسَاوِرَ ) نعت له ، وقيل هو من حليت بكذا إذا ظفرت به ، و ( مِنْ ذَهَبٍ ) نعت لأساور ( ولؤلؤا ) معطوف على أساور لا على ذهب ، لأن السوار لا يكون من لؤلؤ في العادة ، ويصح أن يكون حليا ، ويقرأ بالنصب عطفا على موضع من أساور وقيل هو منصوب بفعل محذوف تقديره : ويعطون لؤلؤا ، والهمز أو تركه لغتان قد قرئ بهما.
  قوله تعالى ( مِنْ الْقَوْلِ ) هو حال من الطيب أو من الضمير فيه.
  قوله تعالى ( ويصدون ) حال من الفاعل في كفروا ، وقيل هو معطوف على المعنى ، إذ التقدير : يكفرون ويصدون ، أو كفروا وصدوا ، والخبر على هذين محذوف تقديره : معذبون : دل عليه آخر الآية ، وقيل الواو زائدة وهو الخبر ، و ( جعلناه ) يتعدى إلى مفعولين ، فالضمير هو الأول ، وفي الثاني ثلاثة أوجه : أحدها ( للناس ) فيكون ( سواء ) خبرا مقدما ، وما بعده المبتدأ ، والجملة حال إما من الضمير الذى هو الهاء ، أو من الضمير في الجار.
  والوجه الثاني أن يكون للناس حالا ، والجملة بعده في موضع المفعول الثاني.
  والثالث أن يكون المفعول الثاني سواء على قراءة من نصب ، و ( العاكف ) فاعل سواء ، ويجوز أن يكون جعل متعديا إلى مفعول واحد ، وللناس حال ، أو مفعول تعدى إليه بحرف الجر ، وقرئ ( العاكف ) بالجر على أن يكون بدلا من الناس ، وسواء على هذا نصب لاغير ( وَمَنْ يُرِدْ ) الجمهور على ضم الياء من الإرادة ، ويقرأ شاذا بفتحها من الورود ، فعلى هذا يكون ( بإلحاد ) حالا : أي ملتبسا بإلحاد ، وعلى الأول تكون الباء زائدة وقيل المفعول محذوف : أي تعديا بإلحاد ، و ( بظلم ) بدل بإعادة الجار ، وقيل هو حال أيضا : أي إلحادا ظالما ، وقيل التقدير : إلحادا بسبب الظلم.
  قوله تعالى ( وَإِذْ بَوَّأْنَا ) أي اذكر ، و ( مَكَانَ الْبَيْتِ ) ظرف ، واللام

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 143 _
  في لإبراهيم زائدة ، أي أنزلناه مكان البيت ، والدليل عليه قوله تعالى ( وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ) وقيل اللام غير زائدة.
  والمعنى هيأنا ( أَلاَّ تُشْرِكُ ) تقديره : قائلين له لا تشرك ، فأن مفسرة للقول المقدر ، وقيل هي مصدرية : أي فعلنا ذلك لئلا تشرك ، وجعل النهى صلة لها ، وقوى ذلك قراءة من قرأ بالياء ( والقائمين ) أي المقيمين ، وقيل أراد المصلين.
  قوله تعالى ( وأذن ) يقرأ بالتشديد والتخفيف والمد : أي أعلم الناس بالحج ( رجالا ) حال ، وهو جمع راجل ، ويقرأ بضم الراء مع التخفيف ، وهو قليل في الجمع ، ويقرأ بالضم والتشديد مثل صائم وصوام ، ويقرأ رجالى مثل عجالى ( وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ ) في موضع الحال أيضا : أي وركبانا ، وضامر بغير هاء للمذكر والمؤنث ، و ( يأتين ) محمول على المعنى ، والمعنى ، وركبانا على ضوامر يأتين ، فهو صفة لضامر ، وقرئ شاذا ( يأتون ) أي يأتون على كل ضامر ، وقيل يأتون مستأنف ، و ( مِنْ كُلِّ فَجٍّ ) يتعلق به.
  قوله تعالى ( ليشهدوا ) يجوز أن تتعلق اللام بإذن ، وأن تتعلق بيأتوك والله أعلم.
  قوله تعالى ( ذلك ) أي الأمر ذلك ( فَهُوَ خَيْرٌ ) هو ضمير التعظيم الذى دل عليه يعظم ( إِلاَّ مَا يُتْلَى ) يجوز أن يكون الاستثناء منقطعا ، لأن بهيمة الأنعام ليس فيها محرم ، ويجوز أن يكون متصلا ويصرف إلى ما حرم منها بسبب عارض كالموت ونحوه ( مِنْ الأَوْثَانِ ) من لبيان الجنس : أي اجتنبوا الرجس من هذا القبيل ، وهو بمعنى ابتداء الغاية هنا.
  قوله تعالى ( حنفاء ) هو حال ( غَيْرَ مُشْرِكِينَ ) كذلك ( فَكَأَنَّمَا خَرَّ ) أي يخر ، ولذلك عطف عليه.
  قوله تعالى ( تخطفه ) ويجوز أن يكون التقدير : فهو يخطفه ، فيكون عطف الجملة على الجملة الأولى ، وفيها قراءات قد ذكرت في أول البقرة.
  قوله تعالى ( فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ) في الضمير المؤنث وجهان : أحدهما هو ضمير الشعائر ، والمضاف محذوف تقديره : فإن تعظيمها ، والعائد على ( من ) محذوف : أي فإن تعظيمها منه أو من تقوى القلوب منهم ، ويخرج على قول الكوفيين أن يكون التقدير : من تقوى قلوبهم ، والألف واللام بدل من الضمير.
  والوجه الثاني

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 144 _
  أن يكون ضمير مصدر مؤنث تقديره : فإن العظمة أو الحرمة أو الخصلة ، وتقديره العائد على ما تقدم.
  قوله تعالى ( لَكُمْ فِيهَا ) الضمير لبهيمة الأنعام.
  والمنسك يقرأ بفتح السين وكسرها وهما لغتان ، وقيل الفتح للمصدر والكسر للمكان.
  قوله تعالى ( الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ ) يجوز أن يكون نصبا على الصفة أو البدل أو على إضمار أعنى ، وأن يكون رفعا على تقديرهم ( وَالْمُقِيمِ الصَّلاةِ ) الجمهور على الجر بالإضافة ، وقرأ الحسن بالنصب ، والتقدير : والمقيمين ، فحذف النون تخفيفا لا للإضافة.
  قوله تعالى ( والبدن ) هو جمع بدن ، وواحدته بدنة مثل خشب وخشب ، ويقال هو جمع بدنة مثل ثمرة وثمر ، ويقرأ بضم الدال مثل ثمر ، والجمهور على النصب بفعل محذوف ، أي وجعلنا البدن ، ويقرأ بالرفع على الابتداء ، و ( لكم ) أي من أجلكم فيتعلق بالفعل ، و ( مِنْ شَعَائِرِ ) المفعول الثاني ( لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ) الجملة حال ( صواف ) حال من الهاء : أي بعضها إلى جنب بعض ، ويقرأ ( صوافن ) واحد صافن وهو الذى يقوم على ثلاث ، وعلى سنبك الرابعة ، وذلك يكون إذا عقلت البدنة ، ويقرأ ( صوافي ) أي خوالص لله تعالى ، ويقرأ بتسكين الياء ، وهو مما سكن في موضع النصب من المنقوص ( القانع ) بالألف من قولك قنع به إذا رضى بالشئ اليسير ، ويقرأ بغير ألف من قولك قنع قنوعا إذا سال ( والمعتر ) المعترض ، ويقرأ المعترى ، بفتح الياء ، وهو في معناه ، يقال عرهم وأعرهم وعراهم واعتراهم إذا تعرض بهم للطلب ( كذلك ) الكاف نعت لمصدر محذوف تقديره : سخرناهم تسخيرا مثل ما ذكرنا.
  قوله تعالى ( لَنْ يَنَالَ اللَّهَ ) الجمهور على الياء ، لأن اللحوم والدماء جمع تكسير ، فتأنيثه غير حقيقي ، والفصل بينهما حاصل ، ويقرأ بالتاء ، وكذلك ( يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ).
  قوله تعالى ( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ ) يقرأ بغير ألف وبالألف وهما سواء ، ويقال إن الألف تدل على أن المدافعة تكون بين الله تعالى وبين من يقصد أذى المؤمنين.
  قوله تعالى ( أذن ) يقرأ على تسمية الفاعل وعلى ترك تسميته ، وكذلك ( يقاتلون ) والتقدير : أذن لهم في القتال بسبب توجيه الظلم إليهم.
  قوله تعالى ( الَّذِينَ أُخْرِجُوا ) هو نعت للذين الأول ، أو بدل منه ،

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 145 _
  أو في موضع نصب بأعنى ، أو في موضع رفع على إضمارهم ( إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا ) هذا استثناء منقطع تقديره إلا بقولهم ربنا الله ، و ( دَفْعُ اللَّهِ ) ودفاعه قد ذكر في البقرة ، ( صلوات ) أي ومواضع صلوات ، ويقرأ بسكون اللام مع فتح الصاد وكسرها ، يقرأ بضم الصاد واللام ، وبضم الصاد وفتح اللام ، وبسكون اللام كما جاء في ( حجرة ) اللغات الثلاث ، ويقرأ صلوت بضم الصاد واللام وإسكان الواو مثل صلب وصلوب ، ويقرأ ( صلويثا ) بفتح الصاد وإسكان اللام وياء بعد الواو وثاء معجمة بثلاث ، ويقرأ ( صلوتا ) بفتح الصاد وضم اللام وهواسم عربي ، والضمير في ( فيها ) يعود على المواضع المذكورة.
  قوله تعالى ( الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ ) هو مثل ( الَّذِينَ أُخْرِجُوا ) ( نكير ) مصدر في موضع الإنكار.
  قوله تعالى ( وكأين ) يجوز أن يكون في موضع نصب بما دل عليه أهلكناها ، وأن يكون في موضع رفع بالابتداء ، ( أهلكناها ) وأهلكتها سواء في المعنى ( وبئر ) معطوفة على قرية.
  قوله تعالى ( فإنها ) الضمير للقصة ، والجملة بعدها مفسرة لها ، و ( الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) صفة مؤكدة.
  قوله تعالى ( معجزين ) حال ويقرأ ( معاجزين ) بالألف والتخفيف ، وهو في معنى المشدد مثل عاهد وعهد ، وقيل عاجز سابق وعجز سبق.
  قوله تعالى ( إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى ) قيل هو استثناء من غير الجنس ، وقيل الكلام كله في موضع صفة لنبى ، و ( القاسية ) الألف واللام بمعنى الذى ، والضمير في ( قلوبهم ) العائد عليها ، وقلوبهم مرفوع باسم الفاعل ، وأنث لأنه لو كان موضعه الفعل للحقته تاء التأنيث ، وهو معطوف على الذين.
  قوله تعالى ( فيؤمنوا ) هو معطوف على ليعلم وكذلك ( فتخبت ) ( لَهَادِ الَّذِينَ ) الجمهور على الإضافة ، ويقرأ لهاد بالتنوين ، والذين نصب به ( فِي مِرْيَةٍ ) بالكسر والضم وهما لغتان.
  قوله تعالى ( يومئذ ) منصوب بقوله ( لله ) ولله الخبر ، و ( يحكم ) مستأنف ، ويجوز أن يكون حالا من اسم الله تعالى ، والعامل فيه الجار.
  قوله تعالى ( فأولئك ) الجملة خبر الذين ، ودخلت الفاء لمعنى الجزاء ، و ( قتلوا )

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 146 _
  بالتخفيف والتشديد ، ( وليرزقنهم ) الخبر ، و ( رزقا ) مفعول ثان ، ويحتمل أن يكون مصدرا مؤكدا.
  قوله تعالى ( ليدخلنهم ) يجوز أن يكون بدلا من ليرزقنهم ، ويجوز أن يكون مستأنفا ، و ( مدخلا ) بالضم والفتح ، وقد ذكر في النساء.
  قوله تعالى ( ذلك ) أي الأمر ذلك ومابعده مستأنف ( بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ) الباء فيها بمعنى السبب لا بمعنى الآلة ، و ( لينصرنه ) خبر من.
  قوله تعالى ( هُوَ الْحَقُّ ) يجوز أن يكون هو توكيدا وفصلا ومبتدأ ، و ( يدعون ) بالياء والتاء والمعنى ظاهر.
  قوله تعالى ( فَتُصْبِحُ الأَرْضُ ) إنما رفع الفعل هنا وإن كان قبله لفظ الاستفهام لأمرين : أحدهما أنه استفهام بمعنى الخبر : أي قد رأيت فلا يكون له جواب.
  والثانى أن ما بعد الفاء ينتصب إذا كان المستفهم عنه سببا له ، ورؤيته لإنزال الماء لا يوجب اخضرار الأرض ، وإنما يجب عن الماء ، فهى ، أي القصة ، وتصبح الخبر ، ويجوز أن يكون فتصبح بمعنى أصبحت ، وهو معطوف على أنزل فلا موضع له إذا ( مخضرة ) حال وهو اسم فاعل ، وقرئ شاذا بفتح الميم وتخفيف الضاد مثل مبقلة ومجزرة : أي ذات خضرة.
  قوله تعالى ( والفلك ) في نصبه وجهان : أحدهما هو منصوب بسخر معطوف على ما.
  والثانى هو معطوف على اسم إن ، و ( تجرى ) حال على الوجه الأول ، وخبر على الثاني ، ويقرأ بالرفع ، وتجرى الخبر ( أَنْ تَقَعَ ) مفعول له : أي كراهة أن تقع ، ويجوز أن يكون في موضع جر : أي من أن تقع ، وقيل في موضع نصب على بدل الاشتمال : أي ويمسك وقوع السماء : أي يمنعه.
  قوله تعالى ( فَلا يُنَازِعُنَّكَ ) ويقرأ ( ينزعنك ) بفتح الياء وكسر الزاى وإسكان النون : أي لا يخرجنك.
  قوله تعالى ( يكادون ) الجملة حال من الذين ، أو من الوجوه لأنه يعبر بالوجوه عن أصحابها كما قال تعالى ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ ) ثم قال : أولئك هم.
  قوله تعالى ( النار ) يقرأ بالرفع.
  وفيه وجهان : أحدهما هو مبتدأ ، و ( وعدها ) الخبر.
  والثانى هو خبر مبتدأ محذوف : أي هو النار : أي الشر ، ووعدها على هذا مستأنف إذ ليس في الجملة ما يصلح أن يعمل في الحال ، ويقرأ بالنصب على تقدير أعنى ، أو بوعد الذى دل عليه وعدها ، ويقرأ بالجر على البدل من شر.

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 147 _
  قوله تعالى ( يسلبهم ) يتعدى إلى مفعولين ، و ( شيئا ) هو الثاني.
  قوله تعالى ( وَمِنْ النَّاسِ ) أي ومن الناس رسلا.
  قوله تعالى ( حَقَّ جِهَادِهِ ) هو منصوب على المصدر ، ويجوز أن يكون نعتا لمصدر محذوف : أي جهادا حق جهاده ( مِلَّةَ أَبِيكُمْ ) أي اتبعوا ملة أبيكم ، وقيل تقديره : مثل ملة ، لأن المعنى سهل عليكم الدين مثل ملة إبراهيم ، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه ( هُوَ سَمَّاكُمْ ) قيل الضمير لإبراهيم ، فعلى هذا الوجه يكون قوله ( وَفِي هَذَا ) أي وفي هذا القرآن سماكم : أي بسببه سميتم ، وقيل الضمير لله تعالى ( لِيَكُونَ الرَّسُولُ ) يتعلق بسماكم ، والله أعلم.

سورة المؤمنون
بسم الله الرحمن الرحيم

  قوله تعالى ( قَدْ أَفْلَحَ ) من ألقى حركة الهمزة على الدال وحذفها فعلته أن الهمزة بعد حذف حركتها صيرت ألفا ثم حذفت لسكونها وسكون الدال قبلها في الأصل ، ولا يعتد بحركة الدال لأنها عارضة.
  قوله تعالى ( إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ ) في موضع نصب يحافظون على المعنى ، لأن المعنى صانوها عن كل فرج إلا عن فروج أزواجهم ، وقيل هو حال : أي حفظوها في كل حال إلا في هذه الحال ، ولايجوز أن يتعلق ب ( ملومين ) لأمرين : أحدهما أن ما بعد إن لا يعمل فيما قبلها.
  والثانى أن المضاف إليه لا يعمل فيما قبله ، وإنما تعلقت على يحافظون على المعنى ، ويجوز أن تتعلق بفعل دل عليه ملومين : أي إلا على أزواجهم لا يلامون.
  قوله تعالى ( لأماناتهم ) يقرأ بالجمع لأنها كثيرة كقوله تعالى ( أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ) وعلى الإفراد لأنها جنس فهى في الإفراد كعهدهم ، ومثله ( صلواتهم ) في الإفراد والجمع.
  قوله تعالى ( هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) الجملة حال مقدرة ، إما من الفاعل أو المفعول.
  قوله تعالى ( مِنْ سُلالَةٍ ) يتعلق بخلقنا ، و ( مِنْ طِينٍ ) بمحذوف لأنه صفة لسلالة ، ويجوز أن يتعلق بمعنى سلالة لأنها بمعنى مسلولة.

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 148 _
  قوله تعالى ( خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً ) خلقنا بمعنى صيرنا ، فلذلك نصب مفعولين ( العظام ) بالجمع على الأصل ، وبالإفراد لأنه جنس ( أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) بدل أو خبر مبتدأ محذوف ، وليس بصفة لأنه نكرة وإن أضيف ، لأن المضاف إليه عوض عن ( من ) وهكذا جميع باب أفعل منك.
  قوله تعالى ( بَعْدَ ذَلِكَ ) العامل فيه ( ميتون ) واللام هاهنا لا تمنع العمل.
  قوله تعالى ( به ) متعلق بذهاب ، وعلى متعلقة ب ( قادرون ).
  قوله تعالى ( وشجرة ) أي وأنشأنا شجرة ، فهو معطوف على جنات ( سيناء ) يقرأ بكسر السين ، والهمزة على هذا أصل مثل حملاق وليست للتأنيث ، إذ ليس في الكلام مثل سيناء ، ولم ينصرف لأنه اسم بقعة ففيه التعريف والتأنيث ، ويجوز أن تكون فيه العجمة أيضا ، ويقرأ بفتح السين والهمزة على هذا للتأنيث ، إذ ليس في الكلام فعلال بالفتح ، وما حكى الفراء من قولهم ناقة فيها جز عال لا يثبت ، وإن ثبت فهو شاذ لا يحمل عليه.
  قوله تعالى ( تنبت ) يقرأ بضم التاء وكسر الباء.
  وفيه وجهان : أحدهما هو متعد والمفعول محذوف تقديره : تنبت ثمرها أو جناها ، والباء على هذا حال من المحذوف أي وفيه الدهن كقولك خرج زيد بثيابه ، وقيل الباء زائدة فلا حذف إذا ، بل المفعول الدهن.
  والوجه الثاني هو لازم يقال : نبت البقل وأنبت بمعنى ، فعلى هذا الباء حال ، وقيل هي مفعول : أي تنبت بسبب الدهن ، ويقرأ بضم التاء وفتح الباء وهو معلوم ، ويقرأ بفتح التاء وضم الباء وهو كالوجه الثاني المذكور ( وصبغ ) معطوف على الدهن ، وقرئ في الشاذ بالنصب عطفا على موضع بالدهن.
  قوله تعالى ( نسقيكم ) يقرأ بالنون ، وقد ذكر في النحل ، وبالتاء وفيه ضمير الانعام وهو مستأنف.
  قوله تعالى ( بأعيننا ) في موضع الحال : أي محفوظة ، و ( مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ) قد ذكر في هود.
  قوله تعالى ( منزلا ) يقرأ بفتح الميم وكسر الزاى وهو مكان : أو مصدر نزل وهو مطاوع أنزلته ، ويقرأ بضم الميم وفتح الزاى ، وهو مصدر بمعنى الإنزال ، ويجوز أن يكون مكانا كقولك أنزل المكان فهو منزل ( وَإِنْ كُنَّا ) أي وإنا كنا فهى مخففة من الثقيلة ، وقد ذكرت في غير موضع.

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 149 _
  قوله تعالى ( أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ ) في إعراب هذه الآية أوجه : أحدها أن اسم ( أن ) الأولى محذوف أقيم مقام المضاف إليه تقديره : أن إخراجكم ، وإذا هو الخبر ، و ( أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ ) تكرير ، لأن ( أن ) وما عملت فيه للتوكيد ، أو للدلالة على المحذوف.
  والثانى أن اسم ( أن ) الكاف والميم ، وذا شرط ، وجوابها محذوف تقديره : إنكم إذا متم يحدث أنكم مخرجون ، فإنكم الثانية وما عملت فيه فاعل جواب إذا ، والجملة كلها خبر أن الأولى.
  والثالث أن خبر الأولى مخرجون ، وأن الثانية مكررة وحدها توكيد ، وأجاز ذلك لما طال الكلام كما جاز ذلك في المكسورة في قوله تعالى ( ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا ـ و ـ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ ) وقد ذكر في النحل.
  والرابع أن خبر ( أن ) الأولى محذوف لدلالة خبر الثانية عليه ، ولايجوز أن يكون إذا خبر الأولى ، لأنها ظرف زمان ، واسمها جثة ، وأما العامل في إذا فمحذوف ، فعلى الوجه الأول يكون المقدر من الاستقرار ، وعلى الوجه الثاني يعمل فيها جوابها المحذوف ، وعلى الثالث والرابع يعمل فيها مادل عليه خبر الثانية ، ولا يعمل فيها متم لإضافتها إليه.
  قوله تعالى ( هيهات ) هو اسم للفعل ، وهو خبر واقع موقع بعد.
  وفى فاعله وجهان : أحدهما هو مضمر تقديره : بعد التصديق لما توعدون ، أو الصحة أو الوقوع ونحو ذلك.
  والثانى فاعله ( ما ) واللام زائدة : أي بعد ما توعدون من البعث.
  وقال قوم : هيهات بمعنى البعد فموضعه مبتدأ ، ولما توعدون الخبر وهو ضعيف وهيهات على الوجه الأول لا موضع لها ، وفيها عدة قراءات الفتح بلا تنوين على أنه مفرد ، وبالتنوين على إرادة التكثير ، وبالكسر بلا تنوين وبتنوين على أنه جمع تأنيث والضم بالوجهين شبه بقبل وبعد ويقرأ هيهاه بالهاء وقفا ووصلا ، ويقرأ أيهاه بإبدال الهمزة من الهاء الأولى.
  قوله تعالى ( عَمَّا قَلِيلٍ ) ( ما ) زائدة ، وقيل هي بمعنى شئ أو زمن ، وقيل بدل منها ، وفى الكلام قسم محذوف جوابه ( ليصبحن ) وعن يتعلق بيصبحن ، ولم تمنع اللام ذلك كما منعتها لام الابتداء ، وأجازوا زيد لأضربن ، لأن اللام للتوكيد فهى مثل قد ، ومثل لام التوكيد في خبر إن كقوله ( بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ ) وقيل اللام هنا تمنع من التقديم إلا في الظروف فأنه يتوسع فيها.
  قوله تعالى ( تترى ) التاء بدل من الواو لأنه من المواترة وهى المتابعة ، وذلك من قولهم جاءوا على وتيرة واحدة : أي طريقة واحدة ، وهو نصب على الحال :

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 150 _
  أي متتابعين ، وحقيقته أنه مصدر في موضع الحال ، وقيل هو صفة لمصدر محذوف أي إرسالا متواترا.
  وفى ألفها ثلاثة أوجه : أحدها هي للإلحاق بجعفر كالألف في أرطى ولذلك تؤنث في قول من صرفها.
  والثانى هي بدل من التنوين.
  والثالث هي للتأنيث مثل سكرى ، ولذلك لاتنون على قول من منع الصرف.
  قوله تعالى ( هارون ) هو بدل من أخاه.
  قوله تعالى ( مثلنا ) إنما لم يثن لأن مثلا في حكم المصدر ، وقد جاءت تثنيته وجمعه في قوله ( يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ ) وفى قوله تعالى ( ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ) وقيل إنما وحد لأن المراد المماثلة في البشرية وليس المراد الكمية ، وقيل اكتفى بالواحد عن الاثنين.
  قوله تعالى ( وَأُمَّهُ آيَةً ) قد ذكر في الأنبياء.
  قوله تعالى ( ومعين ) فيه وجهان : أحدهما هو فعيل من المعن وهو الشئ القليل ومنه الماعون ، وقيل الماعون الماء فالميم أصل.
  والثانى الميم زائدة ، وهو من عنته إذا أبصرته بعينك وأصله معيون.
  قوله تعالى ( وَإِنَّ هَذِهِ ) يقرأ بفتح الهمزة.
  وفيه ثلاثة أوجه : أحدها تقديره : ولأن ، واللام المقدرة تتعلق بفاتقون : أي فاتقون ، لأن هذه وموضع إن نصب أو جر على ما حكينا من الاختلاف في غير موضع.
  والثانى أنه معطوف على ما قبله تقديره : إنى بما تعملون عليم وبإن هذه.
  والثالث أن في الكلام حذفا : أي واعلموا أن هذه ويقرأ بتخفيف النون وهى مخففة من الثقيلة ، ويقرأ بالكسر على الاستئناف ، و ( أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ) قد ذكر في الأنبياء ، وكذلك ( فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ ) و ( زبرا ) بضمتين جمع زبور مثل رسول ورسل ، ويقرأ بالتسكين على هذا المعنى ، ويقرأ بفتح الباء ، وهو جمع زبرة وهى القطعة أو الفرقة ، والنصب على موجه الأول على الحال من أمرهم : أي مثل كتب ، وقيل من ضمير الفاعل ، وقيل هو مفعول ثان لتقطعوا ، وعلى الوجه الثاني هو حال من الفاعل.
  قوله تعالى ( آنُ مَا ) بمعنى الذى ، وخبر إن ( نُسَارِعُ لَهُمْ ) والعائد محذوف أي نسارع لهم به أو فيه ، ولايجوز أن يكون الخبر من مال لأنه كان من مال فلا يعاب عليهم ذلك ، وإنما يعاب عليهم اعتقادهم أن تلك الأموال خير لهم ، ويقرأ نسارع بالياء والنون ، وعلى ترك تسمية الفاعل ونسرع بغير ألف.

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 151 _
  قوله تعالى ( مَا آتَوا ) ( ما ) بمعنى الذى ، والعائد محذوف : أي يعطون مايعطون ويقرأ أتوا بالقصر : أي ماجاءوه ( أنهم ) أي وجلة من رجوعهم إلى ربهم ، فحذف حرف الجر.
  قوله تعالى ( وَهُمْ لَهَا ) أي لأجلها ، وقيل التقدير : وهم يسابقونها : أي يبادرونها فهى في موضع المفعول ، ومثله و ( هُمْ لَهَا عَامِلُونَ ) أي لأجلها وإياها يعملون.
  قوله تعالى ( إذا ) هي للمفاجأة : وقد ذكر حكمها.
  قوله تعالى ( عَلَى أَعْقَابِكُمْ ) هو حال من الفاعل في ( تنكصون ) وقوله تعالى ( مستكبرين ) حال أخرى ، والهاء في ( به ) للقرآن العظيم ، وقيل للنبى عليه الصلاة والسلام ، وقيل لامر الله تعالى ، وقيل للبيت ، فعلى هذا القول تكون متعلقة ب ( سامرا ) أي تسمرون حول البيت ، وقيل بالقرآن ، وسامرا حال أيضا ، وهو مصدر كقولهم قم قائما ، وقد جاء من المصادر لفظ اسم الفاعل نحو العاقبة والعافية ، وقيل هو واحد في موضع الجمع ، وقرئ سمرا جمع سامر مثل شاهد وشهد ، و ( تهجرون ) في موضع الحال من الضمير في سامرا ، ويقرأ بفتح التاء ، من قولك هجر يهجر ، إذا هذى.
  وقيل يهجرون القرآن ، ويقرأ بضم التاء وكسر الجيم من أهجر إذا جاء بالهجر وهو الفحش ، ويقرأ بالتشديد وهو في معنى المخفف.
  قوله تعالى ( خرجا ) يقرأ بغير ألف في الأول ، وبألف في الثاني ، ويقرأ بغير ألف فيهما ، وبألف فيهما وهما بمعنى ، وقيل الخرج الأجرة ، والخراج ما يضرب على الأرض والرقاب.
  قوله تعالى ( عَنْ الصِّرَاطِ ) يتعلق ب ( ناكبون ) ولا تمنع اللام من ذلك.
  قوله تعالى ( فَمَا اسْتَكَانُوا ) قد ذكر في آل عمران بما فيه من الاختلاف.
  قوله تعالى ( قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ ) قد ذكر في أول الأعراف.
  قوله تعالى ( سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ) الموضع الأول باللام في قراءة الجمهور ، وهو جواب ما فيه اللام ، وهو قوله تعالى ( لِمَنْ الأَرْضُ ) وهو مطابق للفظ والمعنى ، وقرئ بغير لام حملا على المعنى ، لأن معنى ( لِمَنْ الأَرْضُ ) من رب الأرض ، فيكون الجواب الله أي هو الله ، وأما الموضعان الآخران فيقرآن بغير لام على اللفظ وهو جواب قوله تعالى ( مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِ ـ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ ) باللام على المعنى ، لأن المعنى في قوله ( مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِ ) لمن السموات.

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 152 _
  قوله تعالى ( عَالِمِ الْغَيْبِ ) يقرأ بالجر على الصفة أو البدل من اسم الله تعالى قبله ، وبالرفع : أي هو عالم.
  قوله تعالى ( فَلا تَجْعَلْنِي ) الفاء جواب الشرط وهو قوله تعالى ( إِمَّا تُرِيَنِّي ) والنداء معترض بينهما ، و ( على ) تتعلق ب ( قادرون ).
  قوله تعالى ( ارجعون ) فيه ثلاثة أوجه : أحدها أنه جمع على التعظيم كما قال تعالى ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ ) وكقوله تعالى ( أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا ).
  والثانى أنه أراد يا ملائكة ربى ارجعون.
  والثالث أنه دل بلفظ الجمع على تكرير القول فكأنه قال ارجعني ارجعني.
  قوله تعالى ( يومئذ ) العامل في ظرف الزمان العامل في بينهم وهو المحذوف ، ولايجوز أن يعمل فيه أنساب لأن اسم ( لا ) إذا بنى لم يعمل.
  قوله تعالى ( شقوتنا ) يقرأ بالكسر من غير ألف ، وبالفتح مع الألف وهما بمعنى واحد.
  قوله تعالى ( سخريا ) هو مفعول ثان والكسر والضم لغتان ، وقيل الكسر بمعنى الهزل والضم بمعنى الإذلال من التسخير ، وقيل بعكس ذلك.
  قوله تعالى ( إنهم ) يقرأ بالفتح على أن الجملة في موضع مفعول ثان ، لأن جزى يتعدى إلى اثنين كما قال تعالى ( وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً ).
  وفيه وجه آخر ، وهو أن يكون على تقدير لأنهم أو بأنهم : أي جزاهم بالفوز على صبرهم ، ويقرأ بالكسر على الاستئناف.
  قوله تعالى ( قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ ) يقرأ على لفظ الماضي : أي قال السائل لهم ، وعلى لفظ الأمر : أي يقول الله للسائل قل لهم ، وكم ظرف للبثتم أي كم سنة أو نحوها و ( عدد ) بدل من كم : ويقرأ شاذا عدد بالتنوين ، و ( سنين ) بدل منه ، و ( العادين ) بالتشديد من العدد ، وبالتخفيف على معنى العادين : أي المتقدمين كقولك : هذه بئر عادية : أي سل من تقدمنا ، وحذف إحدى ياءى النسب كما قالوا الأشعرون ، وحذفت الأخرى لالتقاء الساكنين ، ( إِلاَّ قَلِيلاً ) أي زمنا قليلا أو لبثا قليلا ، وجواب ( لو ) محذوف : أي لو كنتم تعلمون مقدار لبثكم من الطول لما أجبتم بهذه المدة ، و ( عبثا ) مصدر في موضع الحال أو مفعول لأجله ، و ( رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ) مثل قوله تعالى في البقرة ( لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ) وقد ذكر.

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 153 _
  قوله تعالى ( لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ ) صفة لإله ، والجواب ( فَإِنَّمَا حِسَابُهُ ) وقوله ( إِنَّهُ لا يُفْلِحُ ) بالكسر على الاستئناف ، وبالفتح على تقدير بأنه : أي يجازى بعدم الفلاح ، والله أعلم.

سورة النور
بسم الله الرحمن الرحيم

  قوله تعالى ( سورة ) بالرفع على تقدير : هذه سورة ، أو مما يتلى عليك سورة ، ولا يكون سورة مبتدأ ، لأنها نكرة وقرئ بالنصب على تقدير : أنزلنا سورة ، ولا موضع ب ( أنزلناها ) على هذا لأنه مفسر لما لا موضع له فلا موضع له ، ويجوز النصب على تقدير : اذكر سورة فيكون موضع أنزلناها نصبا ، وموضعها على الرفع رفع ( وفرضناها ) بالتشديد بأنه تكثير ما فيها من الفرائض ، أو على تأكيد إيجاب العمل بما فيها وبالتخفيف على معنى فرضنا العمل بما فيها.
  قوله تعالى ( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي ) في رفعه وجهان : أحدهما هو مبتدأ والخبر محذوف تقديره : وفيما يتلى عليك الزانية والزانى ، فعلى هذا ( فاجلدوا ) مستأنف.
  والثانى الخبر فاجلدوا ، وقد قرئ بالنصب بفعل دل عليه فاجلدوا ، وقد استوفينا ذلك في قوله تعالى ( وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ ).
  ومائة وثمانين ينتصبان انتصاب المصادر ( وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا ) لا يجوز أن تتعلق الباء ب ( رأفة ) لأن المصدر لايتقدم عليه معموله ، وإنما يتعلق بتأخذ : أي ولا تأخذكم بسببهما ، ويجوز أن يتعلق بمحذوف على البيان : أي أعنى بهما ، أي لاترأفوا بهما ، ويفسره المصدر والرأفة فيها أربعة أوجه : إسكان الهمزة ، وفتحها ، وإبدالها ألفا ، وزيادة ألف بعدها ، وكل ذلك لغات قد قرئ به ، و ( في ) يتعلق بتأخذكم.
  قوله تعالى ( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ) في موضعه وجهان : أحدهما الرفع والآخر النصب على ما ذكر في قوله تعالى ( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي ) ( فاجلدوهم ) أي فاجلدوا كل واحد منهم فحذف المضاف ( وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ ) جملة مستأنفة ، ويجوز أن يكون حالا.
  قوله تعالى ( إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا ) هو استثناء من الجمل التى قبلها عند جماعة ، ومن الجملة التى تليها عند آخرين ، وموضع المستثنى نصب على أصل الباب ، وقيل

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 154 _
  موضعه جر على البدل من الضمير في لهم ، وقيل موضعه رفع بالابتداء ، والخبر ( فَإِنَّ اللَّهَ ) وفى الخبر ضمير محذوف : أي غفور لهم.
  قوله تعالى ( إِلاَّ أَنفُسُهُمْ ) هو نعت لشهداء أو بدل منه ، ولو قرئ بالنصب لجار على أن يكون خبر كان أو على الاستثناء ، وإنما كان الرفع أقوى لأن ( إلا ) هنا صفة للنكرة كما ذكرنا في سورة الأنبياء في قوله تعالى ( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا ) ( فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ ) المصدر مضاف إلى الفاعل.
  وفى رفعه وجهان : أحدهما هو خبر مبتدأ محذوف : أي فالواجب شهادة أحدهم.
  والثانى هو مبتدأ والخبر محذوف : أي فعليهم شهادة أحدهم ، و ( أربع ) بالنصب على المصدر : أي أن يشهد أحدهم أربع ، و ( بالله ) يتعلق بشهادات عند البصريين لأنه أقرب ، وبشهادة عند الكوفيون لأنه أول العاملين ، و ( إنه ) وما عملت فيه معمول شهادات أو شهادة على ما ذكرنا : أي يشهد على أنه صادق ، ولكن العامل علق من أجل اللام في الخبر ولذلك كسرت إن ، وموضعه إما نصب أو جر على اختلاف المذهبين في أن إذا حذف منه الجار ، ويقرأ ( أربع ) بالرفع على أنه خبر المبتدأ ، وعلى هذا لا يبقى للمبتدأ عمل فيما بعد الخبر لئلا يفصل بين الصلة والموصول ، فيتعين أن تعمل شهادات فيما بعدها.
  قوله تعالى ( والخامسة ) أي والشهادة الخامسة ، وهو مبتدأ ، والخبر ( أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ ) ويقرأ بتخفيف ( أن ) وهى المخففة من الثقيلة واسمها محذوف ، و ( مِنْ الْكَاذِبِينَ ) خبر أن (1) على قراءة التشديد ، وخبر لعنة على قراءة التخفيف ، ويقرأ ( والخامسة ) بالنصب على تقدير : ويشهد الخامسة ، ويكون التقدير : بأن لعنة الله ، ويجوز أن يكون بدلا من الخامسة.
  قوله تعالى ( أَنْ تَشْهَدَ ) هو فاعل يدرأ ، و ( بالله ) يتعلق بشهادات ، أو بأن تشهد كما ذكرنا في الأولى.
  قوله تعالى ( وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا ) هو مثل الخامسة الأولى ، ويقرأ ( أن ) بالتشديد ، و ( أن ) بالتخفيف ، وغضب بالرفع ، ويقرأ غضب على أنه فعل.
  قوله تعالى ( وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ ) جواب ( لولا ) محذوف تقديره : لهلكتم ولخرجتم ، ومثله رأس العشرين من هذه السورة.

--------------------
(1) قوله ومن الكاذبين خبر أن الخ كذا بالنسخ وهو سبق قلم والصواب أن يقول وعليه خبر أن الخ كما هو واضح اه مصححه .(*)

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 155 _
  قوله تعالى ( عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ) هي خبر ( أن ) ومنكم نعت لها ، وبه أفاد الخبر.
  قوله تعالى ( لا تَحْسَبُوهُ ) مستأنف ، والهاء ضمير الإفك أو القذف ، و ( كبره ) بالكسر بمعنى معظمه ، وبالضم من قولهم : الولاء للكبر ، وهو أكبر ولد الرجل : أي تولى أكبره.
  قوله تعالى ( إِذْ تَلَقَّوْنَهُ ) العامل في إذا مسكم أو أفضتم ، ويقرأ تلقونه بضم التاء من ألقيت الشئ إذا طرحته ، وتلقونه بفتح التاء وكسر اللام وضم القاف وتخفيفها ، أي تسرعون فيه ، وأصله من الولق ، وهو الجنون ، ويقرأ تقفونه بفتح التاء والقاف وفاء مشددة مفتوحة بعدها وأصله تتقفون : أي تتبعون.
  قوله تعالى ( أَنْ تَعُودُوا ) أي كراهة أن تعودوا فهو مفعول له ، وقيل حذف حرف الجر حملا على معنى يعظكم : أي يزجركم عن العود.
  قوله تعالى ( فَإِنَّهُ يَأْمُرُ ) الهاء ضمير الشيطان أو ضمير من ، و ( زكا ) يمال حملا على تصرف الفعل ، ومن لم يمل قال الألف من الواو.
  قوله تعالى ( وَلا يَأْتَلِ ) هو يفتعل من أليت : أي حلفت ، ويقرأ يتأل على يتفعل وهو من الألية أيضا.
  قوله تعالى ( يَوْمَ تَشْهَدُ ) العامل في الظرف معنى الاستقرار في قوله تعالى ( لَهُمْ عَذَابٌ ) ولا يعمل عذاب لأنه قد وصف ، وقيل التقدير : اذكر وتشهد بالياء والتاء وهو ظاهر.
  قوله تعالى ( يومئذ ) العامل فيه ( يوفيهم ) و ( الحق ) بالنصب صفة للدين.
  وبالرفع على الصفة لله ، ولم يحتفل بالفصل ، وقد ذكر نظيره في الكهف.
  قوله تعالى ( لَهُمْ مَغْفِرَةٌ ) يجوز أن يكون مستأنفا ، وأن يكون خبرا بعد خبر.
  قوله تعالى ( أَنْ تَدْخُلُوا ) أي في أن تدخلوا وقد ذكر.
  قوله تعالى ( مِنْ أَبْصَارِهِمْ ) ( من ) هاهنا بمعنى التبعيض : أي لا يلزمه غض البصر بالكلية ، وقيل هي زائدة ، وقيل هي لبيان الجنس ، والله أعلم.
  قوله تعالى ( غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ ) بالجر على الصفة أو البدل ، وبالنصب على الحال أو الاستثناء ، وقد ذكر في الفاتحة ، و ( مِنْ الرِّجَالِ ) نصب على الحال وإفراد ( الطفل ) قد ذكر في الحج.

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 156 _
  قوله تعالى ( مِنْ زِينَتِهِنَّ ) حال ( أيها ) الجمهور على فتح الهاء في الوصل لأن بعدها ألفا في التقدير : وقرئ بضم الهاء إتباعا للضمة قبلها في اللفظ وهو بعيد.
  قوله تعالى ( وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ ) رفع أو نصب كما ذكر في ( الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ).
  قوله تعالى ( مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ ) أي غفور : أي لهن.
  قوله تعالى ( اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ ) تقديره : صاحب نور السموات ، وقيل المصدر بمعنى الفاعل ، أي منور السموات ( فِيهَا مِصْبَاحٌ ) صفة لمشكاة.
  قوله تعالى ( درى ) يقرأ بالضم والتشديد من غير همز : وهو منسوب إلى الدر شبه به لصفائه وإضاءته ، ويجوز أن يكون أصله الهمز ولكن خففت الهمزة وأدغمت وهو فعيل من الدرء ، وهو دفع الظلمة بضوئه ، ويقرأ بالكسر على معنى الوجه الثاني ويكون على فعيل كسكيت وصديق ، ويقرأ بالفتح على فعيل وهو بعيد ( توقد ) بالتاء والفتح على أنه ماض ، وتوقد على أنه مضارع ، والتاء لتأنيث الزجاجة ، والياء على معنى الصباح ، و ( زيتونة ) بدل من شجرة ، و ( لا شَرْقِيَّةٍ ) نعت ( يَكَادُ زَيْتُهَا ) الجملة نعت الزيتونة ( نُورٌ عَلَى نُورٍ ) أي ذلك نور.
  قوله تعالى ( فِي بُيُوتٍ ) فيما يتعلق به في أوجه : أحدها أنها صفة لزجاجة في قوله ( الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ) في بيوت.
  والثانى هي متعلقة بتوقد : أي توجد في المساجد.
  والثالث هي متعلقة بيسبح ، وفيها التى بعد يسبح مكررة مثل قوله ( وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا ) ولا يجوز أن يتعلق بيذكر لأنه معطوف على ترفع ، وهو في صلة ( أن ) فلا تعمل فيما قبله ، ويسبح بكسر الباء ، والفاعل ( رجال ) وبالفتح على أن يكون القائم مقام الفاعل له أو فيها ، ورجال مرفوع بفعل محذوف كأنه قيل : من يسبحه ؟ فقال رجال : أي يسبحه رجال : وقيل هو خبر مبتدأ محذوف : أي المسبح رجال ، وقيل التقدير : فيها رجال ( وَإِقَامِ الصَّلاةِ ) قد ذكر في الأنبياء أي وعن إقام الصلاة ( يخافون ) حال من الضمير في تلهيهم ، ويجوز أن تكون صفة أخرى لرجال.
  قوله تعالى ( ليجزيهم ) يجوز أن تتعلق اللام بيسبح ، وبلا تلهيهم ، وبيخافون ويجوز أن تكون لام الصيرورة كالتى في قوله ( لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً ) وموضعها حال ، والتقدير : يخافون ملهين ليجزيهم.

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 157 _
  قوله تعالى ( بقيعة ) في موضع جر صفة لسراب : ويجوز أن يكون ظرفا ، والعامل فيه ما يتعلق به الكاف التى هي الخبر ، والياء في قيعة بدل من واو لسكونها وانكسار ما قبلها ، لأنهم قالوا في قاع أقواع ، ويقرأ قيعال وهو جمع قيعة ، ويجوز أن تكون الألف زائدة كألف سعلاة فيكون مفردا ، و ( يحسبه ) صفة لسراب أيضا ، ( شيئا ) في موضع المصدر : أي لم يجده وجدانا ، وقيل شيئا هنا بمعنى ماء علا ما ظن ( وَوَجَدَ اللَّهَ ) أي قدر الله أو إماتة الله (1).
  قوله تعالى ( أَوْ كَظُلُمَاتٍ ) هو معطوف على كسراب ، وفى التقدير وجهان : أحدهما تقديره أو كأعمال ذى ظلمات ، فيقدر ذى ليعود الضمير من قوله إذا أخرج يده إليه ، وتقدر أعمال ليصح تشبيه أعمال الكفار بأعمال صاحب الظلمة ، إذ لا معنى لتشبيه العمل بصاحب الظلمات.
  والثانى لا حذف فيه ، والمعنى أنه شبه أعمال الكفار بالظلمة في حيلولتها بين القلب وبين ما يهتدى إليه ، فأما الضمير في قوله ( إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ ) ، فيعود إلى مذكور حذف اعتمادا على المعنى تقديره : إذا أخرج من فيها يده ( فِي بَحْرٍ ) صفة لظلمات ، و ( لجى ) نسبة إلى اللج ، وهو في معنى ذى لجة ، و ( يغشاه ) صفة أخرى ، و ( مِنْ فَوْقِهِ ) صفة لموج.
  وموج الثاني مرفوع بالظرف لأنه قد اعتمد : ويجوز أن يكون مبتدأ والظرف خبره ، و ( مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ) نعت لموج الثاني ، و ( ظلمات ) بالرفع خبر مبتدأ محذوف : أي هذه ظلمات ويقرأ سحاب ظلمات بالإضافة والجر على جعل الموج المتراكم بمنزلة السحاب ويقرأ سحاب بالرفع والتنوين ، وظلمات بالجر على أنها بدل من ظلمات الأولى.
  قوله تعالى ( لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ) اختلف الناس في تأويل هذا الكلام ، ومنشأ الاختلاف فيه أن موضوع كاد إذا نفيت وقوع الفعل ، وأكثر المفسرين على أن المعنى أنه لا يرى يده ، فعلى هذا في التقدير ثلاثة أوجه : أحدها أن التقدير : لم يرها ولم يكد ، ذكره جماعة من النحويين ، وهذا خطأ لأن قوله لم يرها جزم بنفى الرؤية ، وقوله تعالى ( لَمْ يَكَدْ ) إذا أخرجها عن مقتضى الباب كان التقدير : ولم يكد يراها كما هو مصرح به في الآية ، فإن أراد هذا القائل لم يكد يراها وأنه رآها بعد جهد ، تناقض لأنه نفى الرؤية ثم أثبتها ، وإن كان معنى لم يكد يراها لم يرها البتة على خلاف الأكثر في هذا الباب فينبغي أن يحمل عليه من غير أن يقدر لم يرها.
  والوجه الثاني أن ( كاد ) زائدة وهو بعيد.
  والثالث أنه كان أخرجت هاهنا على معنى قارب ، والمعنى لم يقارب رؤيتها ، وإذا لم يقاربها باعدها ، وعليه جاء قول ذى الرمة :

--------------------
(1) ( قوله أو إماتة الله ) كذا بالنسخ التى بأيدينا ولعل المناسب أو جزاء الله كما في التفاسير اه. (*)

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء‌ات في جميع القرآن ( الجزء الثاني ) _ 158 _

إذا غـير الـنأى المحبين لم iiيكد      رسيس الهوى من حب مية يبرح
  أي لم يقارب البراح ، ومن هاهنا حكى عن ذى الرمة أنه روجع في هذا البيت فقال : لم أجد بدلا من لم يكد ، والمعنى الثاني جهد أنه رآها بعد ، والتشبيه على هذا صحيح لأنه مع شدة الظلمة إذا أحد نظره إلى يده وقربها من عينه رآها.
  قوله تعالى ( والطير ) هو معطوف على من ، و ( صافات ) حال من الطير ( كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ ) ضمير الفاعل في علم اسم الله عند قوم ، وعند آخرين هو ضمير كل وهو الأقوى ، لأن القراءة برفع كل على الابتداء ، فيرجع ضمير الفاعل إليه ، ولو كان فيه ضمير اسم الله لكان الأولى نصب كل ، لأن الفعل الذى بعدها قد نصب ما هو من سببها ، فيصير كقولك : زيدا ضرب عمرو غلامه ، فتنصب زيدا بفعل دل عليه ما بعده ، وهو أقوى من الرفع ، والآخر جائز.
  قوله تعالى ( يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ) إنما جاز دخول بين على المفرد ، لأن المعنى بين كل قطعة وقطعة سحابة ، والسحاب جنس لها ( وَيُنَزِّلُ مِنْ السَّمَاءِ ) من هاهنا لابتداء الغاية فأما ( مِنْ جِبَالٍ ) ففى ( من ) وجهان : أحدهما هي زائدة ، هذا على رأى الأخفش.
  والثانى ليست زائدة.
  ثم فيها وجهان : أحدهما هي بدل من الأولى على إعادة الجار ، والتقدير : وينزل من جبال السماء : أي من جبال في السماء ، فعلى هذا يكون ( من ) في ( مِنْ بَرَدٍ ) زائدة عند قوم ، وغير زائدة عند آخرين.
  والوجه الثاني أن التقدير : شيئا من جبال ، فحذف الموصوف واكتفى بالصفة ، وهذا الوجه هو الصحيح ، لأن قوله تعالى ( فِيهَا مِنْ بَرَدٍ ) يحوجك إلى مفعول يعود الضمير إليه فيكون تقديره وينزل من جبال السماء جبالا فيها برد ، وفي ذلك زيادة حذف وتقدير مستغنى عنه ، وأما من الثانية ففيها وجهان : أحدهما هي زائدة.
  والثانى للتبعيض.
  قوله تعالى ( مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ ـ و ـ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ ) ( من ) فيهما لما لا يعقل ، لأنها صحبت من لمن يعقل ، فكان الأحسن اتفاق لفظها ، وقيل لما وصف هذين بالمشى والاختيار حمله على من يعقل.
  قوله تعالى ( إِذَا فَرِيقٌ ) هي للمفاجأة ، وقد تقدم ذكرها في مواضع.
  قوله تعالى ( قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ ) يقرأ بالنصب والرفع ، وقد ذكر نظيره في مواضع.
  قوله تعالى ( ويتقه ) قد ذكر في قوله تعالى ( يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ ).
  قوله تعالى ( طاعة ) مبتدأ ، والخبر محذوف : أي أمثل من غيرها ، ويجوز أن