الفهرس العام

  209 / 45 ـ وعنه : عن أحمد بن الحسين ، عن أبيه ، عن الحسن بن علي ، عن أبي عثمان ـ أو غيره ـ عن محمد بن سنان ، عن أبان ، عن حذيفة بن منصور ، عن رزام ، قال : بعثني أبو جعفر عبد الله بن الطويل ـ وهو المنصور ـ إلى المدينة ، وأمرني إذا دخلت المدينة أن أفض الكتاب الذي دفعه إلي وأعمل ما فيه.
  قال : فما شعرت إلا بركب قد طلعوا علي حين قربت من المدينة ، وإذا رجل قد صار إلى جانبي ، فقال : يا رزام ، اتق الله ولا تشرك في دم آل محمد.
  قال : فأنكرت ذلك ، فقال لي : دعاك صاحبك نصف الليل ، وخاط رقعة في جانب قبائك ، وأمرك إذا صرت إلى المدينة تفضها وتعمل بما فيها.
  قال : فرميت بنفسي من المحمل وقبلت رجليه وقلت : ظننت أن ذلك صاحبي ، وأنت سيدي وصاحبي ، فما أصنع ؟
  قال : ارجع إليه ، واذهب بين يديه وتعال ، فإنه رجل نساء ، وقد نسي ذلك ، فليس يسألك عنه.
  قال : فرجعت إليه فلم يسألني عن شئ ، فقلت : صدق مولاي (عليه السلام) (1).
  210 / 46 ـ وروى الحسين بن أبي (2) العلاء ، قال : كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ جاءه مولى له يشكو زوجته وسوء خلقها ، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام) : ائتني بها.
  فأتاه بها ، فقال لها : ما لزوجك يشكوك ؟
  فقالت : فعل الله به وفعل.
  فقال لها أبو عبد الله (عليه السلام) : أما إنك إن بقيت على هذا لم تعيشي إلا ثلاثة أيام.
  قالت : والله ، ما أبالي ألا أراه.
  فقال أبو عبد الله (عليه السلام) للزوج : خذ بيدها ، فليس بينك وبينها أكثر من ثلاثة أيام.

---------------------------
(1) مدينة المعاجز : 364 / 29.
(2) (أبي) ليس في ( ط ).

دلائل الإمامة _ 276 _

  فلما كان اليوم الثالث دخل علينا الرجل ، فقال أبو عبد الله (عليه السلام) : ما فعلت زوجتك ؟
  قال : قد والله دفنتها الساعة. قلت : ما كان حالها ؟
  قال أبو عبد الله (عليه السلام) : كانت متعدية عليه ، فبتر الله عمرها (1).
  211 / 47 ـ وروى أحمد بن عبد الله ، وكان من أصحاب أبي الجارود ، قال : قدم رجل من الكوفة (2) إلى خراسان يدعو الناس إلى ولاية جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) ، ففرقة صالحت وأجابت ، وفرقة جحدت وأنكرت ، وفرقة ورعت ووقفت ، فخرج من كل فرقة رجل فدخلوا على أبي عبد الله (عليه السلام) ، فكان منهم الذي ذكر أنه (3) تورع ووقف ، وقد كان من بعض القوم جارية ، فخلا بها الرجل ووقع عليها.
  فلما دخلوا على أبي عبد الله (عليه السلام) كان هو المتكلم ، فقال له : أصلحك الله ، قدم علينا رجل من أهل الكوفة يدعو الناس إلى ولايتك وطاعتك ، فأجاب قوم ، وأنكر قوم ، وورع قوم ووقفوا.
  فقال له أبو عبد الله (عليه السلام) : من أي الثلاث أنت ؟
  قال : أنا من الفرقة التي وقفت وورعت.
  فقال له أبو عبد الله (عليه السلام) : أين كان ورعك يوم كذا وكذا مع الجارية ؟
  قال : فارتاب الرجل وسكت .
  212 / 48 ـ وروى محمد بن سعيد (4) ، عن الإسكاف ، قال : كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) ذات يوم ، فدخل عليه رجل من أهل الجبل بهدايا وألطاف ، وكان فيما أهدى إليه جراب قديد وجبن ، فنثره أبو عبد الله (عليه السلام) بين يديه ، ثم قال : خذ هذا

---------------------------
(1) الخرائج والجرائح 2 : 611 / 6 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 224 ، مدينة المعاجز 395 / 31.
(2) في البصائر : عن الحارث بن حصيرة الأزدي قال : قدم رجل من أهل الكوفة.
(3) في ( ط ) : ذكرتهم.
(4) في ( ط ) : سعيد ، وفي الهداية : عن محمد غلام سعد الإسكاف.

دلائل الإمامة _ 277 _

  القديد فأطعمه الكلب.
  فقال الرجل : والله ما أبليت نصحا (1).
  فقال (عليه السلام) : إنه ليس بذكي.
  فقال الرجل : اشتريته من رجل مسلم ، وذكر أنه ذكي ، فرده أبو عبد الله (عليه السلام) ، في الجراب ، وتكلم عليه بكلام ، ثم قال للرجل : قم فأدخله البيت ، وضعه في زاوية ، ففعل.
  قال : فسمع الرجل القديد يقول : يا عبد الله (2) ، ليس مثلي تأكله أولاد الأنبياء ، إني لست بذكي ، فحمل الرجل الجراب وخرج إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له : ما قال لك ؟ قال : أخبرني أنه غير ذكي ، فقال أبو عبد الله (عليه السلام) : أما علمت يا هارون ، أنا نعلم ما لا يعلم الناس ؟! قلت : بلى ، جعلني الله فداك. (3)
  وخرج الرجل ، وخرجت معه حتى مر على كلب ، فألقاه بين يديه ، فأكله الكلب كله (4).
  213 / 49 ـ حدثنا القاضي أبو الفرج المعافى ، قال : حدثنا علي بن محمد بن أحمد المصري ، قال : حدثنا محمد بن أبي أحمد بن عياض (5) بن أبي شيبة ، قال : حدثني جدي عياض بن أبي شيبة ، قال : حدثنا عبد الله بن وهب ، قال : سمعت الليث بن سعد يقول : حججت في سنة ثلاث عشرة ومائة ، فأتيت مكة ، فلما أن صليت العصر رقيت أبا قبيس ، فإذا أنا برجل جالس وهو يدعو ، فقال : يا رب ، يا رب ، حتى انقطع النفس.
  ثم قال : يا رباه ، يا رباه ، حتى انطفأ نفسه.
  ثم قال : يا الله ، يا الله ، حتى انطفأ نفسه.

---------------------------
(1) في الهداية : ما أتيتك إلا ناصحا ، والظاهر صوابه.
(2) في النسخ : يا أبا عبد الله ، وما أثبتناه من المصادر.
(3) زاد في الهداية : فعلمت أن اسم الرجل هارون.
(4) الهداية الكبرى : 250 ، الخرائج والجرائح 2 : 606 / 1 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 222 ، الصراط المستقيم 2 : 187 / 9.
(5) في ( ع ) : محمد بن أحمد بن عباس.

دلائل الإمامة _ 278 _

  ثم قال : يا حي ، يا حي ، حتى انطفأ نفسه.
  ثم قال : يا رحيم يا رحيم ، حتى انطفأ نفسه.
  ثم قال : يا رحمن يا رحمن ، سبع مرات.
  ثم قال : اللهم إني أشتهي من هذا العنب فأطعمنيه ، اللهم إن بردي قد أخلقا فاكسني.
  قال الليث بن سعد : والله ، ما استتم الكلام حتى نظرت إلى سلة مملوة عنبا ، وليس على الأرض عنب يومئذ ، وبردين مصبوغين ، فأراد أن يأكل فقلت له : أنا شريكك ، فقال : ولم ؟
  فقلت : إنك كنت تدعو وأنا أومن.
  فقال : تقدم فكل ، ولا تخبئ منه شيئا : فأكلت شيئا لم آكل مثله قط ، وإذا هو عنب لا عجم له ، فأكلت وأكل حتى انصرفنا عن ري ، والسلة لم تنقص شيئا.
  ثم قال لي : خذ أحد البردين إليك.
  فقلت : أما البردان فأنا غني عنهما.
  فقال لي : توار عني حتى ألبسهما ، فتواريت عنه ، فاتزر بأحدهما وارتدى الآخر ، ثم أخذ البردين الذين كانا عليه فحملهما على يده ونزل ، واتبعته حتى إذا كان بالمسعى لقيه رجل فقام له : أكسني كساك الله يا بن رسول الله ، فدفعهما إليه ، فلحقت الرجل ، فقلت : من هذا ؟
  قال : هذا جعفر بن محمد.
  قال الليث بن سعد : فطلبته لأسمع منه فلم أجده (1).
  214 / 50 ـ وروى جميل بن دراج ، قال : كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فدخلت عليه امرأة ، فذكرت أنها تركت ابنها وقد لفته بالملحفة على وجهه ميتا.
  فقال لها : لعله لم يمت ، فقومي واذهبي إلى بيتك واغتسلي ، وصلي ركعتين ،

---------------------------
(1) مناقب ابن شهرآشوب 4 : 232 ، صفة الصفوة 2 : 173 ، تذكرة الخواص : 345 ، كشف الغمة 2 : 160 ، الصواعق المحرقة : 203.

دلائل الإمامة _ 279 _

  وادعي (1) وقولي : يا من وهبه لي ولم يكن شيئا ، جدد ما وهبته لي ، ثم حركيه ، ولا تخبري بذلك أحدا.
  قال : ففعلت ، وجاءت فحركته ، فإذا هو يبكي (2).
  215 / 51 ـ وروى عبد الله بن محمد ، عن محمد بن إبراهيم ، قال : حدثنا أبو محمد ، عن يزيد ، عن داود بن كثير الرقي ، قال : حج رجل من أصحابنا فدخل على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال : فداك أبي وأمي ، إن أهلي قد توفيت ، وبقيت وحيدا ، فقال أبو عبد الله (عليه السلام) : فكنت تحبها ؟ قال : نعم.
  قال : ارجع إلى منزلك ، فإنك سترجع إلى المنزل وهي تأكل ، قال : فلما رجعت من حجتي ودخلت منزلي وجدتها قاعدة وهي تأكل (3).
  216 / 52 ـ وروى محمد بن إسماعيل ، عن علي بن الحكم ، عن مالك بن عطية ، عن أبي حمزة ، قال : كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) فيما بين مكة والمدينة ، فالتفت عن يساره ، فإذا كلب أسود ، فقال : مالك ، قبحك الله ؟! ما أشد مسارعتك ؟! وإذا هو شبيه بالطائر ، فقلت : ما هذا ، جعلني الله فداك ؟
  فقال : هذا عثم ـ بريد الجن ـ مات هشام الساعة ، وهو يطير ينعى به في كل بلد (4).
  217 / 53 ـ وروى محمد بن عبد الله العطار ، عن محمد بن الحسن يرفعه إلى معتب مولى أبي عبد الله (عليه السلام) قال : إني لواقف يوما خارجا من المدينة ، وكان يوم التروية ، فدنا مني رجل فناولني كتابا طينه رطب ، والكتاب من أبي عبد الله (عليه السلام) وهو بمكة حاج ، ففضضته وقرأته فإذا فيه : إذا كان غدا أفعل كذا وكذا ، ونظرت إلى

---------------------------
(1) كذا في البصائر ، وفي النسخ : واجزعي.
(2) في ( ع ، م ) : بكى.
بصائر الدرجات : 292 / 1 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 239 ، الثاقب في المناقب : 395 / 321.
(3) بصائر الدرجات : 294 / 5 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 239 ، الثاقب في المناقب : 396 / 323.
(4) بصائر الدرجات : 116 / 4 ، الكافي 6 : 553 / 8 ، الخرائج والجرائح 2 : 855 / 71 ، كشف الغمة 2 : 192.

دلائل الإمامة _ 280 _

  الرجل لأسأله متى عهدك به ، فلم أر شيئا ، فلما قدم أبو عبد الله (عليه السلام) سألته عن ذلك ، فقال : ذلك من شيعتنا ، من مؤمني الجن ، إذا كانت لنا الحاجة المهمة أرسلناهم فيها (1).
  218 / 54 ـ وروى إبراهيم بن إسحاق (2) ، عن عبد الله بن حماد ، عن سيف التمار ، قال : كنا مع أبي عبد الله (عليه السلام) جماعة من الشيعة في الحجر ، فقال : علينا عين ؟
  فالتفتنا يمنة ويسرة ، فلم نر أحدا ، فقلنا : ليس علينا عين ، فقال : ورب الكعبة ، ورب البيت ، ورب القرآن ، لو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أني أعلم منهما ، ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما ، لأن موسى والخضر إنما أعطيا علم ما كان ، ولم يعطيا علم ما هو كائن حتى تقوم الساعة ، وقد ورثناه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) (3).
  219 / 55 ـ وروى محمد بن علي ، عن عمه محمد بن خالد ، عن جده ، قال : كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) ليلة من الليالي ، ولم يكن عنده أحد غيري ، فمد رجله في حجري ، فقال : اغمزها.
  فغمزت رجله ، فنظرت إلى اضطراب في عضلة ساقه ، وأردت أن أسأله ، فابتدأني فقال : لا تسألني في هذه الليلة عن شئ ، فإني لست أجيبك (4).
  220 / 56 ـ وروى محمد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ، عن يزيد بن إسحاق ، عن ابن مسلم ، عن عمر (5) بن يزيد ، قال : دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) وهو مضطجع ووجهه إلى الحائط ، فقال لي حين دخلت عليه : يا عمر ، اغمز رجلي.
  فقعدت أغمز رجله ، فقلت في نفسي ، أسأله عن عبد الله وموسى ، أيهما الإمام ؟ فحول

---------------------------
(1) مدينة المعاجز : 396 / 134.
(2) في النسخ : إبراهيم بن هاشم ، وهو سهو صوابه ما في المتن من الكافي ، وهو إبراهيم بن إسحاق الأحمري راوي كتابي عبد الله بن حماد وكثيرا من أحاديثه ، راجع رجال النجاشي : 19 و 218 ومعجم رجال الحديث 1 : 206 و 10 : 174.
(3) الكافي 1 : 203 / 1.
(4) بصائر الدرجات : 255 / 1 ، مدينة المعاجز : 378 / 61.
(5) في ( ع ، م ) : عمرو ، وكذا في الموضع الآتي ، انظر معجم رجال الحديث 13 : 60 و 132.

دلائل الإمامة _ 281 _

  وجهه إلي ثم قال : والله ، لا أجيبك (1).
  221 / 57 ـ وروى أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن زياد بن أبي الحلال ، قال : اختلف في جابر بن يزيد الجعفي وعجائبه وأحاديثه ، فدخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) وأنا أريد أن أسأله عنه ، فابتدأني من غير أن أسأله فقال : رحم الله جابر بن يزيد الجعفي فإنه كان يصدق علينا ، ولعن الله المغيرة بن سعيد ، فإنه كان يكذب علينا (2).
  222 / 58 ـ وروى محمد بن الحسين ، عن علي بن الحكم ، عن شهاب بن عبد ربه ، قال : أتيت أبا عبد الله (عليه السلام) (أسأله ، فابتدأني فقال) (3) : يا شهاب ، إن شئت سل ، وإن شئت أخبرناك بما جئت له.
  فقلت : أخبرني ، جعلت فداك.
  قال : جئت تسألني عن الجنب يغرف الماء من الحب بالكوز فتصيب الماء يده.
  فقلت : ما جئت إلا له.
  فقال : نعم ، ليس به بأس (4).
  223 / 59 ـ وروى أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي أسامة ، قال : قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) : يا زيد ، كم أتى عليك من سنة ؟
  قلت : جعلت فداك ، كذا وكذا سنة.
  فقال : يا أبا أسامة ، جدد عبادة ربك ، وأحدث توبة ، فبكيت ، قال : ما يبكيك يا زيد ؟ قلت : نعيت إلي نفسي.
  فقال : يا زيد ، أبشر فإنك من شيعتنا ، وأنت في الجنة .(5)

---------------------------
(1) بصائر الدرجات : 255 / 2 ، الثاقب في المناقب : 403 / 332 ، كشف الغمة 2 : 194 ، مدينة المعاجز : 378 / 61.
(2) بصائر الدرجات : 258 / 12 ، رجال الكشي : 191 / 336.
(3) من البصائر.
(4) بصائر الدرجات : 256 / 3 نحوه ، و : 258 / 13 قطعة منه ، مدينة المعاجز : 379 / 62.
(5) بصائر الدرجات : 284 / 8 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 223.

دلائل الإمامة _ 282 _

  224 / 60 ـ وروى الحسن بن علي ، عن الصباح (1) ، عن زيد الشحام ، قال : دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال : يا زيد ، (2) جدد عبادة (3) ، وأحدث توبة.
  قال : قلت : نعيت إلي نفسي ، جعلت فداك.
  قال : يا زيد ، ما عندنا خير لك ، وأنت من شيعتنا.
  فقلت : كيف لي أن أكون من شيعتكم ؟
  قال : فقال لي : أنت من شيعتنا ، إلينا الصراط والميزان وحساب شيعتنا ، والله لأنا أرحم بكم منكم بأنفسكم ، كأني أنظر إليك ورفيقك (4) في درجتك في الجنة (5).
  225 / 61 ـ وروى محمد بن الحسين ، عن أبي داود المسترق ، عن عيسى الفراء ، عن مالك الجهني ، قال : كنت بين يدي أبي عبد الله (عليه السلام) فوضعت يدي على خدي فقلت : لقد عظمك الله وشرفك.
  فقال : يا مالك ، الأمر أعظم مما تذهب إليه (6).
  226 / 62 ـ وروى محمد بن الحسين ، عن عبد الله بن جبلة ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، قال : حججت مع أبي عبد الله (عليه السلام) ، فلما كنا في الطواف قلت له : جعلت فداك يا بن رسول الله ، يغفر الله لهذا الخلق ؟
  فقال : يا أبا بصير ، إن أكثر من ترى قردة وخنازير.
  قال : قلت له : أرنيهم.
  قال : فتكلم بكلمات ، ثم أمر يده على بصري ، فرأيتهم كما قال ، قلت : رد علي بصري ، فرأيتهم كما رأيتهم في المرة الأولى.

---------------------------
(1) في البصائر : أبي الصباح ، وفي رجال الكشي : محمد بن الوضاح.
(2) زاد في ( ع ) : ما عندنا خير لك.
(3) في ( ط ) زيادة : ربك.
(4) في رجال الكشي : ورفيقك فيها الحارث بن المغيرة النصري ، وانظر رجال النجاشي : 139.
(5) بصائر الدرجات : 285 / 15 ، رجال الكشي : 337 / 619.
(6) بصائر الدرجات : 260 / 18 ، مدينة المعاجز : 380 / 67.

دلائل الإمامة _ 283 _

  فقال : يا أبا محمد ، أنتم في الجنة تحبرون (1) ، وبين أطباق النار تطلبون فلا توجدون ، والله ، لا يجتمع منكم ثلاثة (2) ، لا والله ولا اثنان ، لا والله ولا واحد (3).
  227 / 63 ـ وروى أحمد بن محمد ، عن العباس ، عن حماد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير ، قال : قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) : تريد أن تنظر بعينك إلى السماء ؟ قال : فمسح يده على عيني ، فنظرت إلى السماء (4).
  228 / 64 ـ وروى محمد بن الحسين ، عن موسى بن سعدان ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، قال : تجسست (5) جسد أبي عبد الله (عليه السلام) ومناكبه ، قال : فقال لي : يا أبا محمد ، تحب أن تراني ، فقلت : نعم ، جعلت فداك ، فمسح يده على عيني ، فإذا أنا بصير أنظر إليه.
  فقال : يا أبا محمد ، لولا شهرة الناس لتركتك بصيرا على حالتك ، ولكن لا يستقيم. قال : ثم مسح يده على عيني فإذا أنا كما كنت (6).
  229 / 65 ـ وروى أحمد بن محمد ، عن أحمد (7) بن يوسف ، عن علي بن داود الحذاء ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : كنت عنده إذ نظرت إلى زوج حمام عنده ، يهدر الذكر على الأنثى ، فقال : تدري ما يقول ؟ قلت : لا .
  قال : يقول : يا سكني وعرسي ، ما خلق الله خلقا أحب إلي منك ، إلا أن يكون جعفر بن محمد (8).
  230 / 66 ـ وأخبرني أبو الحسن علي بن هبة الله ، عن أبي جعفر محمد بن

---------------------------
(1) أي تنعمون وتكرمون وتسرون ( مجمع البحرين ـ حبر ـ 3 : 256 ).
(2) في ( ع ، م ) : مائة.
(3) بصائر الدرجات : 290 / 4.
(4) بصائر الدرجات : 290 / 5.
(5) الجس : اللمس باليد ( لسان العرب ـ جسس ـ 6 : 38 ).
(6) بصائر الدرجات : 291 / 7.
(7) في النسخ : محمد ، تصحيف صوابه ما في المتن ، انظر البصائر ومعجم رجال الحديث 2 : 365.
(8) بصائر الدرجات : 362 / 4 ، الاختصاص : 293.

دلائل الإمامة _ 284 _

  علي بن الحسين بن موسى ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن ابن مسكان (1) ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال : كنت معه في طريق الحج ، فنزلنا بشراف (2) ، فإذا نحن بغراب ينعق في وجهه ، فقال له : مت جوعا ، فبالله ما تعلم شيئا إلا نحن نعلمه ، ونحن أعلم بالله منك.
  ثم قال : إنه يقول : سقطت ناقة بعرفات (3).
  231 / 67 ـ وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن همام الكاتب ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك ، قال : أخبرنا أحمد بن مدبر (4) ، عن محمد بن عمار ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، قال : كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فركض (5) الأرض برجله ، فإذا بحر وفيه سفن من فضة ، قال : فركب وركبت معه ، حتى انتهى إلى موضع فيه خيم من فضة ، فدخلها ، ثم خرج فقال لي : رأيت الخيمة التي دخلتها أولا ؟ قلت : نعم.
  قال : تلك خيمة رسول الله ، والأخرى خيمة أمير المؤمنين ، والثالثة خيمة فاطمة ، والرابعة خيمة خديجة ، والخامسة خيمة الحسن ، والسادسة خيمة الحسين ، والسابعة خيمة جدي ، والثامنة خيمة أبي ، وهي التي بكيت فيها ، والتاسعة خيمتي ، وليس أحد منا يموت إلا وله خيمة يكسن فيها (6).

---------------------------
(1) زاد في البصائر : عن عبد الله بن فرقد ، وكلاهما من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) ، انظر رجال الطوسي : 264 و 265 ومعجم رجال الحديث 10 : 275 و 324.
(2) موضع من أعمال المدينة ، معجم ما استعجم 3 : 788 ، وفي البصائر : سرف ، وهو موضع على ستة أميال من مكة ، المصدر السابق 3 : 735.
(3) بصائر الدرجات : 365 / 21.
(4) يأتي هذا السند في الحديث (44) من دلائل الإمام صاحب الزمان (عليه السلام) وفيه : أحمد بن زيد ، وفي الاختصاص : 325 : أحمد بن المؤدب من ولد الأشتر ، عن محمد بن عمار الشعراني.
وفي البصائر : جعفر بن محمد بن مالك الكوفي ، عن محمد بن عمار ، عن أبي بصير .
(5) أي ضرب.
(6) بصائر الدرجات : 425 / 5 ، نوادر المعجزات : 152 / 20 ، مدينة المعاجز : 396 / 35.

دلائل الإمامة _ 285 _

  232 / 68 ـ وروى محمد بن الحسين ، عن موسى بن سعدان ، عن عبد الله بن القاسم ، عن عمر (1) بن أبان الكلبي ، عن أبان بن تغلب ، قال : كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فدخل عليه رجل من أهل اليمن ، فقال أبو عبد الله (عليه السلام) : يا يماني ، أفيكم علماء ؟ قال : نعم.
  قال : فأي شئ يبلغ من علم عالمكم ؟
  قال : إنه يسير في ليلة واحدة مسير شهرين ، ويزجر الطير ، ويقفو الأثر.
  فقال له : عالم المدينة أعلم من عالمكم ، قال له : فأي شئ يبلغ من علم عالم المدينة ؟
  فقال له : يسير في صباح واحد مسيرة سنة للشمس (2) إذا أمرت (3) فإنها اليوم غير مأمورة ، ولكن إذا أمرت تقطع اثني عشر مغربا ، واثني عشر مشرقا ، واثنتي عشرة شمسا ، واثني عشر قمرا ، واثني عشر عالما.
  قال : فانقطع اليماني ، وأمسك أبو عبد الله (عليه السلام) (4).
  233 / 69 ـ وروى محمد بن الحسين ، عن موسى بن سعدان ، (عن عبد الله بن القاسم) (5) ، عن حفص الأبيض التمار ، قال : دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) أيام صلب المعلى بن خنيس (رحمه الله) ، فقال لي : يا حفص ، إني أمرت المعلى بأمر فخالفني فابتلي بالحديد ، إني نظرت إليه يوما فرأيته كئيبا حزينا فقلت له : مالي أراك كئيبا حزينا ؟
  فقال لي : ذكرت أهلي وولدي ، فقلت له : ادن مني ، فدنا مني فمسحت وجهه

---------------------------
(1) في النسخ : محمد ، تصحيف صوابه ما في المتن من البصائر والاختصاص ، وذكر في معجم رجال الحديث 13 : 10 روايته عن أبان ورواية عبد الله بن القاسم عنه.
(2) في البصائر والاختصاص : كالشمس.
(3) في النسخ : مرت في الموضعين ، وما أثبتناه من البصائر والاختصاص.
(4) بصائر الدرجات : 421 / 14 ، الاختصاص : 318.
(5) أضفناه من رجال الكشي والبصائر ، وانظر سند الحديث السابق.

دلائل الإمامة _ 286 _

  بيدي وقلت له : أين أنت ؟ قال : يا سيدي ، أنا في منزلي ، هذه والله زوجتي وولدي.
  فتركته حتى أخذ وطره منهم واستترت منه حتى نال حاجته من أهله وولده ، حتى كان منه إلى أهله ما يكون من الزوج إلى المرأة.
  ثم قلت له : ادن مني ، فدنا ، فمسحت وجهه ، فقلت له : أين أنت ؟ فقال : أنا معك في المدينة ، وهذا بيتك.
  فقلت له : يا معلى ، إن لنا حديثا من حفظه علينا حفظه الله وحفظ عليه دينه ودنياه.
  يا معلى ، لا تكونوا أسراء في أيدي الناس بحديثنا ، إن شاءوا منوا عليكم ، وإن شاءوا قتلوكم.
  يا معلى ، إنه من كتم الصعب من حديثنا جعله (1) الله نورا بين عينيه ، وأعزه في الناس من غير عشيرة ، ومن أذاعه لم يمت حتى يذوق عضة الحديد ، وألح عليه الفقر والفاقة في الدنيا حتى يخرج منها ، ولا ينال منها شيئا ، وعليه في الآخرة غضب ، وله عذاب أليم.
  ثم قلت له : يا معلى ، أنت مقتول فاستعد (2).
  234 / 70 ـ وروى الحسن بن علي ، عن عبيس (3) ، عن مروان ، عن الحسن ابن موسى الحناط (4) ، قال : خرجت أنا وجميل بن دراج وعائذ الأحمسي حاجين ، فقال عائذ : إن لي حاجة إلى أبي عبد الله (عليه السلام) ، أريد أن أسأله عنها.
  قال : فدخلنا عليه ، فما جلسنا قال لنا مبتدئا : من أتى الله (عز وجل) بما فرض

---------------------------
(1) في ( م ، ط ) : جعل.
(2) بصائر الدرجات : 423 / 2 ، نوادر المعجزات : 150 / 18 ، الاختصاص : 321 ، رجال الكشي : 378 / 709 ، مختصر بصائر الدرجات : 98 نحوه ، إثبات الهداة 5 : 385 / 95.
(3) في نسخ : الحسين بن علي بن عنبس ، تصحيف صوابه ما في المتن ، وقد روى الحسن بن علي الكوفي ، عن عبيس كتابه النوادر وبعض مروياته ، انظر رجال النجاشي : 280 ، ومعجم رجال الحديث 9 : 249 ، و 11 : 95.
(4) في ( ع ، م ) الخياط ، انظر رجال الطوسي : 168 ومعجم رجال الحديث 5 : 144.

دلائل الإمامة _ 287 _

  عليه ، لم يسأله عما سوى ذلك.
  قال : فغمزنا عائذ (1) ، فلما نهضنا (2) قلنا : حاجتك ؟
  قال : الذي سمعت منه ، أنا رجل لا أطيق القيام بالليل ، فخفت أن أكون مأثوما فأهلك (3).
  235 / 71 ـ وروى بكر بن محمد الأزدي ، عن جماعة من أصحابنا ، قال بكر : خرجنا من المدينة نريد منزل أبي عبد الله (عليه السلام) فلحقنا أبو بصير خارجا من الزقاق وهو جنب ، ونحن لا نعلم ، حتى دخلنا على أبي عبد الله (عليه السلام) ، فرفع رأسه إلى أبي بصير فقال : يا أبا محمد ، ألا تعلم أنه لا ينبغي للجنب أن يدخل بيوت الأوصياء ؟!
  فرجع أبو بصير ودخلنا (4).
  236 / 72 ـ وروى الهيثم النهدي ، عن إسماعيل بن مهران ، (عن رجل) (5) من أهل دارسما (6) ، قال : كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فودعته عند الخروج ، فخرجت من عنده ، ثم ذكرت حاجة لي ، فرجعت والبيت غاص بأهله ، وأردت أن أسأله عن أكل بيض ديوك (7) الماء ، فلما أبصرني قال لي : ما حل ـ يعني : لا تأكل فإنه لا يحل ـ بالنبطية (8).

---------------------------
(1) في ( ع ، م ) : فغمزنا على يده.
(2) في ( ع ، م ) : فهمنا.
(3) بصائر الدرجات : 259 / 15 ، مدينة المعاجز : 379 / 65.
(4) بصائر الدرجات : 261 / 23 ، الثاقب في المناقب : 410 / 340 ، مدينة المعاجز : 380 / 72.
(5) من البصائر.
(6) كذا في النسخ ، وفي البصائر : بيرما ، وفي نسخة قديمة منه : دير بيرما ، ولم نجد أيا منها بهذا الضبط ، فلعلها تصحيف : بئر أرما ، بيرحا ، داريا ، دير برصوما ، دير بني مرينا ، انظر معجم البلدان 1 : 298 و 524 و 2 : 500 و 501.
وفي المناقب : دوين ، انظر بشأنها معجم البلدان 2 : 491.
(7) كذا في البصائر والمناقب ، وفي النسخ : نهول.
(8) في البصائر : فقال لي : يا تب ـ يعني البيض ـ دعانا حينا ـ يعني ديوك الماء ـ بناحل ـ يعني لا تأكل.
بصائر الدرجات : 354 / 6 ، مدينة المعاجز : 389 / 100 ، ونحوه في الخرائج والجرائح 2 : 752 / 68 ، ومناقب ابن شهرآشوب 4 : 218.

دلائل الإمامة _ 288 _

  237 / 73 ـ وروى أحمد بن الحسين ، عن الحسين بن الحسن ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، قال : حدثني رجل من أهل جسر بابل ، قال : كان في قرية رجل يؤذيني ويقول لي : يا رافضي ، ويشتمني ، وكان يلقب بقرد القرية.
  قال : فحججت سنة بعد ذلك ، فدخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال لي ابتداء : (قوفة ما نامت) ، (1) فقلت : جعلت فداك : متى ؟ قال : الساعة.
  فكتبت ذلك اليوم وتلك الساعة ، فلما قدمت الكوفة تلقاني أخي فسألته : من مات ؟ ومن بقي ؟
  فقال : (قوفة ما نامت) ، وهي كلمة بالنبطية يقول : قرد القرية مات ، فقلت : متى ؟
  قال لي : يوم كذا وكذا ، في وقت كذا وكذا ، كما (2) أخبرني به أبو عبد الله (عليه السلام) (3).
  238 / 74 ـ وروى أحمد بن محمد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن الحسن (4) ، عن يونس بن ظبيان والمفضل بن عمر وأبي سلمة السراج والحسين بن ثوير بن أبي فاختة (5) : قالوا جميعا : كنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال : إن عندنا خزائن الأرض ومفاتيحها ، ولو شئت أن أقول (6) بإحدى رجلي أخرجي ما فيك من اللجين والعقيان (7).
  قال : فقال بإحدى رجليه ، فخطها في الأرض خطا ، فانفجرت الأرض ، ثم قال

---------------------------
(1) في ( م ) : قرية مات ، في الموضعين ، وفي ( ط ) : قرد القرية مات ، في الموضعين أيضا.
(2) في ( ع ) : الذي.
(3) بصائر الدرجات : 354 / 7 ، الخرائج والجرائح 2 : 752 / 69 ، الثاقب في المناقب : 413 / 347 ، مدينة المعاجز : 390 / 101.
(4) في الحديث (93) عن عمر بن عبد العزيز ، عن رجل من أصحابنا ، عن الحسين بن أحمد المنقري.
(5) في ( ع ، م ) : والحسن بن موسى بن أبي ناجية ، وهو تصحيف ، انظر رجال النجاشي : 55 ومعجم رجال الحديث 5 : 206.
(6) أي أشير.
(7) ذهب متكاثف في مناجمه ، خالص مما يختلط به من الرمال والحجارة ( المعجم الوسيط 2 : 618 ).

دلائل الإمامة _ 289 _

  بيده ، فأخرج سبيكة ذهب قدر شبر ، فتناولها ، ثم قال : انظروا في الأرض ، فإذا سبائك كثيرة ، بعضها على بعض تتلألأ.
  فقال بعضنا : جعلت فداك ، أعطيتم ما أعطيتم وشيعتكم محتاجون ؟!
  فقال : إن الله (عز وجل) سيجمع لنا ولشيعتنا الدنيا والآخرة ، ويدخلهم جنات النعيم ، ويدخل عدونا الجحيم (1).
  239 / 75 ـ وروى أحمد بن الحسين ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن حماد ابن عثمان (2) ، عن المعلى بن خنيس ، قال : كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال لي : مالي أراك كئيبا حزينا ؟
  فقلت : بلغني عن العراق وما أصاب أهله من الوباء ، فذكرت عيالي وداري ومالي هناك.
  فقال : أيسرك أن تراهم ؟
  فقلت : إي والله ، إنه ليسرني ذلك.
  قال : فحول وجهك نحوهم ، فحولت وجهي ، فمسح بيده على وجهي ، فإذا داري وأهلي وولدي ممثلة بين يدي نصب عيني.
  قال : فقال : ادخل دارك ، فدخلتها حتى نظرت إلى جميع ما فيها من عيالي ومالي (3) ، ثم بقيت ساعة حتى مللت منهم ، ثم خرجت ، قال لي : حول وجهك فحولت وجهي ، فنظرت فلم أر شيئا (4).
  240 / 76 ـ وروى أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمد بن

---------------------------
(1) بصائر الدرجات : 394 / 1 ، الكافي 1 : 394 / 4 ، إثبات الوصية : 157 ، الاختصاص : 269 ، عيون المعجزات : 86 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 244 ، يأتي مثله ، الحديث (93).
(2) في النسخ : أحمد بن الحسن ، عن أبيه ، عن محمد بن يسار ، عن حماد بن عيسى ، وهو تصحيف ، والصواب ما في المتن من البصائر والاختصاص وهم : أحمد بن الحسين بن سعيد ، والحسين يروي كثيرا عن محمد بن سنان ، الذي يروي بدوره عن حماد بن عثمان ، راجع معجم رجال الحديث 5 : 247 و 6 : 218 و 18 : 236.
(3) في ( ط ) : وولدي.
(4) بصائر الدرجات : 426 / 8 ، الاختصاص : 323 ، مدينة المعاجز : 360.

دلائل الإمامة _ 290 _


  سنان (1) ، عن زياد بن أبي الحلال ، عن جابر ، قال : سمعته يقول ... وسمعت منه أحاديث اضطربت منها وضعفت نفسي ضعفا شديدا ، فقلت : والله ، إن السراج لقريب ، وإني عليه لقادر.
  فابتعت قلوصا (2) وخرجت عليه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) ، فلما وصلت طلبت الإذن ، فأذن لي ، فلما نظر إلي قال : رحم الله جابرا كان يصدق علينا ، ولعن الله المغيرة كان يكذب.
  قال : ثم قال : إن فينا روح رسول الله (صلى الله عليه وآله) (3).
  241 / 77 ـ حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن جعفر الزيات ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن بعض أصحابنا ، عن شهاب بن عبد ربه ، قال : قال أبو عبد الله (عليه السلام) : كيف أنت إذا نعاني إليك محمد بن سليمان ؟
  قال : فلم أعرف محمد بن سليمان (4) من هو.
  قال : فإني يوما بالبصرة إذ قال لي محمد بن سليمان بن علي : يا شهاب ، عظم الله أجرك.
  قال : قلت : ومن ذاك أصلح الله الأمير ؟! قال : جعفر بن محمد (عليه السلام).
  قال : فذكرت قول أبي عبد الله (عليه السلام) فخنقتني العبرة ، وقمت (5).
  242 / 78 ـ وحدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن جعفر الزيات ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن

---------------------------
(1) في النسخ : يسار ، وهو تصحيف ، حيث روى الحسين بن سعيد كثيرا عن محمد بن سنان وروى الأخير عن زياد بن أبي الحلال ، راجع معجم رجال الحديث 16 : 138.
(2) القلوص : الناقة الشابة ( مجمع البحرين ـ قلص ـ 4 : 181 ).
(3) بصائر الدرجات : 479 / 4 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 219 ، مدينة المعاجز : 379 / 63 ( نحوه ) ، تقدم مثله الحديث (57).
(4) وهو محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس ، ولي إمارة البصرة في عهد المهدي والرشيد ، توفي سنة ثلاث وسبعين ومائة ، راجع ترجمته في تاريخ بغداد 5 : 291 ، سير أعلام النبلاء 8 : 240.
(5) إعلام الورى : 276 ( نحوه ) ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 222 ، مدينة المعاجز : 409 / 196.

دلائل الإمامة _ 291 _


  النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن عبد الله (1) بن الحسن ، عن الحسن بن هارون ، قال : كنت بالمدينة ، فكنت آتي موضعا أسمع فيه غناء جيران لنا ، فدخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال لي ابتداء منه : * (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) * (2) يسأل السمع عما سمع ، والبصر عما أبصر ، والفؤاد عما عقد عليه (3).
  243 / 79 ـ وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى ، عن أبيه ، قال : حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد العلوي الموسائي ، قال : حدثنا عبيد الله بن أحمد بن نهيك أبو العباس النخعي الشيخ الصالح (4) ، قال : حدثنا محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، قال : دخل أبو موسى البناء على أبي عبد الله (عليه السلام) في نفر من أصحابنا ، فقال لهم أبو عبد الله (عليه السلام) : احتفظوا بهذا الشيخ ، قال : فذهب على وجهه في طريق مكة فلم ير بعد (5).
  244 / 80 ـ وبإسناده عن محمد بن أبي عمير ، عن علي بن حسان ، عن جعفر ابن هارون الزيات ، قال : كنت أطوف بالكعبة وأبو عبد الله (عليه السلام) في الطواف ، فنظرت إليه فحدثت نفسي فقلت : هذا حجة الله ؟! وهذا الذي لا يقبل الله شيئا إلا بمعرفته ؟! قال : فإني في هذا متفكر إذ جاءني أبو عبد الله (عليه السلام) من خلفي ، فضرب بيده على منكبي ، ثم قال : * (أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر) * (6).
  ثم جازني (7).

---------------------------
(1) في ( ع ، م ) : عبيد ، وفي ( ط ) : عبيد الله ، والصحيح ما في المتن ، روى عن الحسن بن هارون ، وروى عنه يحيى بن عمران الحلبي ، انظر معجم رجال الحديث 10 : 157.
(2) الاسراء 17 : 36.
(3) نوادر المعجزات : 152 / 19.
(4) في ( ط ) : الصدوق.
(5) رجال الكشي : 310 / 561 ، مدينة المعاجز : 396 / 136.
(6) القمر 54 : 24.
(7) بصائر الدرجات : 260 / 21 ، مدينة المعاجز : 396 / 137.

دلائل الإمامة _ 292 _


  245 / 81 ـ وبإسناده عن محمد بن أبي عمير ، عن الحسن ، عن أبي حران ، عن يونس بن يعقوب ، عن عمر (1) ، قال : أقبلت من مكة حتى انتهيت إلى الحفيرة ـ دون المدينة نحو من بريد ـ فسرقت زاملتي (2) وأخذ ما فيها ، وكان لأبي عبد الله (عليه السلام) فيها سبعمائة درهم ، فلحقنا صاحب المدينة فقال : سرقت زاملتك وأخذ ما فيها ؟ قلت : نعم.
  قال : فإذا قدمت المدينة فائتنا (حتى أعوضك) (3) قلت : نعم.
  فقدمت ، فدخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال : يا عمر ، سرقت زاملتك وأخذ ما فيها ؟ فقلت : نعم.
  فقال : ما آتاك الله خير مما أخذ منك ، وقال لك صاحب المدينة : ائتنا ؟ قلت : نعم.
  قال : فائته ، فإنه الذي دعاك إلى ذا ، ولم تطلب ذلك أنت.
  ثم قال : إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذهبت ناقته فقال الناس : يأتينا بخبر السماء ولا يدري أي موضع ناقته ؟! فنزل جبرئيل فأخبره أنها في موضع كذا وكذا ، ملفوف زمامها بشجرة كذا وكذا.
  فخطب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال : ما آتاني الله خير من ناقتي ، وإن ناقتي في موضع كذا وكذا ، ملفوف خطامها بشجرة كذا وكذا ، فذهب المسلمون فوجدوها كذلك (4).
  246 / 82 ـ وعنه ، عن علي بن أبي حمزة ، قال : كنت مع أبي بصير ومعنا شعيب

---------------------------
(1) في النسخ : عثمان ، وهو تحريف ، والصواب ما في المتن كما يأتي في أثناء الحديث ، والكافي ، وهو عمر بن عيسى أخو عذافر ، انظر معجم رجال الحديث 13 : 9 و 49.
(2) الزاملة : مؤنث الزامل ، ما يحمل عليه من الإبل وغيرها ( المعجم الوسيط 1 : 401 ).
(3) أثبتناه من الكافي ومدينة المعاجز.
(4) في ( ط ) : هنالك ، نحوه في الكافي 8 : 221 / 278 ، ومدينة المعاجز : 424 / 262.

دلائل الإمامة _ 293 _


  العقرقوفي ، قال : فأخرج إلى أبي عبد الله (عليه السلام) مالا فوضعه بين يديه ، وقال له : جعلت فداك ، لك منه كذا وكذا من الزكاة.
  قال : فضرب أبو عبد الله (عليه السلام) بيده إليه وقال : هذا لي ، وهذا ليس لي.
  قال : فلما خرجنا قال أبو بصير لشعيب : يا عقرقوفي ، أعطيت الليلة آية عظيمة (1).
  247 / 83 ـ وعنه ، قال : حدثنا الحسن بن فضال ، قال : أخبرني علي بن أبي حمزة ، قال : خرجت بأبي بصير أقوده إلى أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال ، فقال لي : لا تكلم ولا تقل شيئا.
  قال : فانتهيت به إلى الباب فتنحى أبو بصير ، فسمعنا أبو عبد الله (عليه السلام) يقول : فلانة ، افتحي (2) لأبي محمد.
  قال : فدخلنا والسراج بين يديه ، وإذا سفط بين يديه مفتوح ، قال : فوقعت علي الرعدة ، فجعلت ارتعد.
  قال : فرفع رأسه (3) فقال : أبزاز أنت ؟ قلت : نعم ، جعلني الله فداك.
  قال : فرمى إلي بملاءة قوهية (4) كانت على المرفقة ، قال : اطو هذه ، قال : فطويتها ، قال : ثم قال : أبزاز أنت ؟
  وهو ينظر في الصحيفة.
  قال (5) : ما رأيت كما مر بي الليلة ، إنا دخلنا وبين يدي أبي عبد الله (عليه السلام) سفط قد أخرج منه صحيفة ينظر فيها ، وكلما نظر فيها أخذتني الرعدة.
  قال : فضرب أبو بصير بيده على جبينه ، ثم قال : ويحك! ألا أخبرتني ؟! فتلك ـ والله ـ الصحيفة التي فيها أسامي الشيعة ، ولو أخبرتني لسألته أن يريك اسمك فيها (6).
  248 / 84 ـ وبإسناده عن الحسن بن علي بن فضال ، عن عبد الله الكناني ،

---------------------------
(1) مدينة المعاجز : 396 / 138.
(2) في ( ط ) زيادة : الباب.
(3) زاد في البصائر : إلي.
(4) ضرب من الثياب بيض منسوبة إلى قوهستان ( لسان العرب ـ قوه ـ 13 : 532 ).
(5) زاد في البصائر : فازددت رعدة ، فقال : فلما خرجنا قلت.
(6) بصائر الدرجات : 192 / 5 ، مدينة المعاجز : 396 / 140.

دلائل الإمامة _ 294 _

  عن موسى بن بكر ، قال : حدثني بشير النبال ، قال : كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ استأذن عليه رجل ، فدخل ، فقال أبو عبد الله (عليه السلام) : ما أنقى ثيابك !
  فقال : جعلت فداك ، هي لباس بلدنا.
  ثم قال : لقد جئتك بهدية ، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام) : هدية ؟ قال : نعم.
  قال : فدخل غلام معه جراب فيه ثياب ، فوضعه ، ثم تحدث ساعة ثم قام ، فقال أبو عبد الله (عليه السلام) : إن بلغ الوقت وصدق الوصف ، فهو صاحب الرايات السود من خراسان ، يا قانع ، انطلق فاسأله : ما اسمك ـ لوصيف قائم على رأسه ـ.
  قال : فلحقه فقال له : أبو عبد الله يقول لك : ما اسمك قال : عبد الرحمن (1).
  قال : فرجع الغلام ، فقال : أصلحك الله يقول : اسمي عبد الرحمن.
  فقال أبو عبد الله (عليه السلام) : عبد الرحمن ، والله ـ ثلاث مرات ـ هو ورب الكعبة.
  قال بشير : فلما قدم أبو مسلم الكوفة جئت فنظرت إليه ، فإذا هو الرجل الذي دخل علينا (2).
  249 / 85 ـ وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى ، عن أبيه ، قال : أخبرني أبو جعفر محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، قال : حدثني محمد بن علي ، عن إدريس ، عن عبد الرحمن ، عن داود بن كثير الرقي ، قال : أتيت المدينة فدخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فلما استويت في المجلس بكيت ، فقال أبو عبد الله (عليه السلام) : ما يبكيك يا داود ؟ فقلت : يا بن رسول الله ، إن قوما يقولون لنا : لم يخصكم الله بشئ سوى ما خص به غيركم ، ولم يفضلكم بشئ سوى ما فضل به غيركم.
  فقال : كذبوا الملاعين ، قال : ثم قام فركض الدار برجله ، ثم قال : كوني بقدرة الله ، فإذا سفينة من ياقوتة حمراء ، وسطها درة بيضاء ، وعلى أعلى السفينة راية خضراء ،

---------------------------
(1) وهو عبد الرحمن بن مسلم ، أبو مسلم الخراساني ، انظر وفيات الأعيان 3 : 145 ، تاريخ بغداد 10 : 207 ، سير أعلام النبلاء 6 : 48.
(2) الخرائج والجرائح 2 : 645 / 54 ، مدينة المعاجز : 396 / 141 ، ونحوه في إثبات الوصية : 158 ، وإعلام الورى : 279 ، ومناقب ابن شهرآشوب 4 : 229.

دلائل الإمامة _ 295 _


  عليها مكتوب ( لا إله إلا الله ، محمد رسول الله (1) ، يقتل القائم الأعداء ، ويبعث المؤمنون ، وينصره الله بالملائكة ) ، وإذا في وسط السفينة أربع كراسي من أنواع الجواهر ، فجلس أبو عبد الله (عليه السلام) على واحد ، وأجلسني على واحد ، وأجلس موسى على واحد ، وأجلس إسماعيل على واحد ، ثم قال : سيري على بركة الله (عز وجل) ، فسارت في بحر عجاج ، أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، فسرنا بين جبال الدر والياقوت ، حتى انتهينا إلى جزيرة ، وسطها قباب من الدر الأبيض ، محفوفة بالملائكة ، ينادون : مرحبا مرحبا يا بن رسول الله ، فقال : هذه قباب الأئمة من آل محمد ، ومن ولد محمد (صلى الله عليه وآله) ، كلما افتقد واحد منهم أتى هذه القباب ، حتى يأتي الوقت الذي ذكره الله (عز وجل) في كتابه : * (ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا) * (2).
  قال : ثم ضرب يده إلى أسفل البحر ، فاستخرج منه درا وياقوتا ، فقال : يا داود ، إن كنت تريد الدنيا فخذها ، فقلت : لا حاجة لي في الدنيا يا بن رسول الله ، فألقاه في البحر ، ثم استخرج من رمل البحر ، فإذا مسك وعنبر واشتمه واشتممناه ، ثم رمى به في البحر.
  ثم نهض فقال : قوموا حتى تسلموا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، وعلى أبي محمد الحسن بن علي ، وعلى أبي عبد الله الحسين بن علي ، وعلى أبي محمد علي بن الحسين ، وعلى أبي جعفر محمد بن علي (عليهم السلام).
  فخرجنا حتى انتهينا إلى قبة وسط القباب ، فرفع جعفر (عليه السلام) الستر فإذا أمير المؤمنين (عليه السلام) جالس ، فسلمنا عليه ، ثم أتينا قبة الحسن بن علي ، فسلمنا عليه ، فخرجنا ، ثم أتينا قبة الحسين بن علي فسلمنا عليه ، وخرجنا ، ثم أتينا قبة علي بن الحسين ، فسلمنا عليه ، فخرجنا ، ثم أتينا قبة محمد بن علي ، فسلمنا عليه ، وخرجنا.
  ثم قال : انظروا على يمين الجزيرة ، فإذا قباب لا ستور عليها (3) ، قال : هذه لي

---------------------------
(1) في النوادر زيادة : علي ولي الله.
(2) الاسراء 17 : 6.
(3) في النوادر زيادة : فقلت : يا بن رسول الله ، ما بال هذه القباب لا ستور عليها ؟

دلائل الإمامة _ 296 _


  ولمن يكون من بعدي من الأئمة.
  ثم قال : انظروا إلى وسط الجزيرة ، (فنظرنا فإذا فيها أرفع ما يكون من القباب ووسطها سرير ، فقال : ) (1) هذه للقائم من آل محمد (عليه السلام) ، ثم قال : ارجعوا ، فرجعنا ، ثم قال : كوني بقدرة الله (عز وجل) ، فإذا نحن في مجلسنا كما كنا (2).
  250 / 86 ـ أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى ، عن أبيه ، قال : حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد العلوي الموسائي ، قال : حدثنا عبيد الله بن أحمد بن نهيك أبو العباس النخعي ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن عبد الله ابن النجاشي ، قال : أصاب جبة لي (3) نضح من بول ، فشككت فيه فغسلتها في ماء في ليلة باردة ، فلما دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) ابتدأني فقال : إن الفرو (4) إذا غسلته بالماء فسد (5).
  251 / 87 ـ حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله ، قال : حدثني أبو النجم بدر ابن عمار الطبرستاني ، قال : حدثني أبو جعفر محمد بن علي بن الشلمغاني قال : روى رفاعة بن موسى ، قال : كنت جالسا عند أبي عبد الله (عليه السلام) فأقبل أبو الحسن (عليه السلام) وهو صغير السن ، فأخذه ووضعه في حجره ، فقبل رأسه ، ثم قال : يا رفاعة ، أما إنه سيصير في أيدي بني مرداس (6) ، ويتخلص منهم ، ثم يأخذونه ثانية فيعطب (7) في أيديهم (8).
  252 / 88 ـ أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون ، عن أبيه ، قال : حدثني أبو

---------------------------
(1) أثبتناه من النوادر.
(2) نوادر المعجزات : 146 / 15 ، مدينة المعاجز : 373 / 42.
(3) زاد في ( ط ) : فراء.
(4) في ( ط ) : الفراء.
(5) بصائر الدرجات : 262 / 26.
(6) في كشف الغمة : آل العباس.
(7) العطب : الهلاك ( لسان العرب ـ عطب ـ 1 : 610 ).
(8) إثبات الوصية : 162 ، كشف الغمة 2 : 192 ، مدينة المعاجز : 397 / 142.

دلائل الإمامة _ 297 _


  علي محمد بن همام قال : حدثني أحمد بن الحسين المعروف بابن أبي القاسم ، قال : حدثني أبي ، عن الحسن بن علي الحراني ، عن محمد بن حمران ، عن داود بن كثير الرقي ، قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : حدثني عن القوم.
  فقال : الحديث أحب إليك أم المعاينة ؟ فقلت : المعاينة.
  فقال لأبي الحسن موسى (عليه السلام) : انطلق فائتني بالقصبة ، فأتى بها (1) ، فضرب بها (2) الأرض ضربة ، فانشقت عن بحر أسود ، فضربها ، فانفتحت عن باب ، فإذا بهم ووجوههم مسودة ، وأعينهم مزرقة ، وكل واحد منهم مشدود إلى جنب صخرة ، موكل بكل واحد منهم ملك ، وهم ينادون ، والملائكة تضرب وجوههم ، ويقولون : كذبتم ليس لكم محمد.
  فقلت : جعلت فداك ، من هؤلاء ؟
  فقال : ابن الجمل (3) وزفر ونعثل واللعين ، ثم قال : انطبق عليهم إلى الوقت (4).
  253 / 89 ـ وأخبرني أبو الحسن علي بن هبة الله ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد ابن علي ، عن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن داود بن كثير الرقي ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه لما خرج من عند المنصور نزل الحيرة ، فبينا هو بها إذ أتاه الربيع (5) فقال : أجب أمير المؤمنين ، فركب إليه وقد كان وجد في الصحراء صورة عجيبة لا يعرف خلقتها ، ذكر من وجدها أنه رآها وقد سقطت مع المطر.
  فلما دخل عليه قال له : يا أبا عبد الله ، أخبرني عن الهواء ، أي شئ فيه ؟ فقال : بحر مكفوف.
  قال له : فله سكان ؟ قال : نعم.

---------------------------
(1 ، 2) في ( ع ، م ) : به ، وهو صحيح بناء على نسخة النوادر التي فيها : فائتني بالقضيب.
(3) في النوادر : أبو جهل.
(4) نوادر المعجزات : 148 / 16.
(5) وهو الربيع بن يونس أحد وزراء أبي جعفر المنصور ، وكان أول أمره حاجبه ومولاه ، مات أول سنة سبعين ومائة ، انظر تاريخ بغداد 8 : 414 ، الجوهر الثمين 1 : 118.

دلائل الإمامة _ 298 _

  قال : وما سكانه ؟
  قال : خلق ، أبدانهم أبدان الحيتان ، ورؤوسهم رؤوس الطير ، ولهم أعرفة كأعرفة الديكة ، ونغانغ كنغانغ الديكة ، وأجنحة كأجنحة الطير ، من ألوان أشد بياضا من الفضة.
  فدعا المنصور بالطست ، فإذا الخلق فيها لا يزيد ولا ينقص ، فأذن له فانصرف.
  ثم قال للربيع : ويلك (1) يا ربيع! هذا الشجا المعترض (2) في حلقي من أعلم الناس (3).
  254 / 90 ـ وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى ، عن أبيه ، عن أبي جعفر محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمد بن علي ، عن إدريس ، عن عبد الرحمن ، عن داود بن كثير الرقي ، قال : خرجت مع أبي عبد الله (عليه السلام) إلى الحج ، فلما كان أوان الظهر قال لي في أرض قفر : يا داود ، قد كانت الظهر ، فاعدل بنا عن الطريق حتى تأخذ أهبة الظهر ، فعدلنا عن الطريق ، ونزل في أرض قفر لا ماء فيها ، فركضها برجله ، فنبعت لنا عين ماء (4) ، كأنها قطع الثلج ، فتوضأ وتوضأت ، وصلينا.
  فلما هممنا بالمسير التفت ، فإذا بجذع نخلة ، فقال : يا داود ، أتحب أن أطعمك منه رطبا ؟ فقلت : نعم. فضرب بيده إليه ، ثم هزه فاخضر من أسفله إلى أعلاه ، ثم جذبه الثانية ، فأطعمني منه اثنين وثلاثين نوعا من أنواع الرطب ، ثم مسح بيده عليه فقال : عد جذعا بإذن الله. فعاد كسيرته الأولى (5).
  255 / 91 ـ وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون ، قال : أخبرني أبو جعفر

---------------------------
(1) في ( ع ) : ويحك.
(2) في ( ع ، م ) : الشئ المفروض.
(3) إثبات الوصية : 159 ، عيون المعجزات : 88 ، الخرائج والجرائح 2 : 640 / 47 ، كشف الغمة 2 : 196 ، مدينة المعاجز : 406 / 183.
(4) في ( ع ، م ) زيادة : من ماء.
(5) عيون المعجزات : 86 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 241.

دلائل الإمامة _ 299 _


  محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه (1) ، قال : حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد النيسابوري الحذاء (رضي الله عنه) ، قال : حدثني أبو الحسن علي بن عمرو ابن محمد الرازي الكاتب ، قال : حدثنا محمد بن الحسن السراج ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن خالد البرقي ، عن محمد بن هذيل ، عن محمد بن سنان ، عن الربيع ، قال : وجه المنصور ... وجاء بالخبر على السياقة.
  وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى ، عن أبيه ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن همام ، قال : حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد الحميري ، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي ، عن محمد بن هذيل ، عن محمد بن سنان ، قال : وجه المنصور إلى سبعين رجلا من أهل كابل ، فدعاهم فقال لهم : ويحكم! إنكم تزعمون أنكم ورثتم السحر عن آبائكم أيام موسى ، وأنكم تفرقون بين المرء وزوجه ، وأن أبا عبد الله جعفر ابن محمد ساحر مثلكم ، فاعملوا شيئا من السحر ، فإنكم إن أبهتموه أعطيتكم الجائزة العظيمة ، والمال الجزيل.
  فقاموا إلى المجلس الذي فيه المنصور ، وصوروا له سبعين صورة من صور السباع ، لا يأكلون ولا يشربون ، وإنما كانت صورا ، وجلس كل واحد منهم تحت صورته ، وجلس المنصور على سريره ، ووضع إكليله على رأسه ، ثم قال لحاجبه : ابعث إلى أبي عبد الله.
  فقام فدخل عليه ، فلما أن نظر إليه وإليهم وما قد استعدوا له ، رفع يده إلى السماء ، ثم تكلم بكلام ، بعضه جهرا وبعضه خفيا ، ثم قال : ويحكم ! أنا الذي أبطل سحركم.
  ثم نادى برفيع صوته : قسورة ، خذهم ، فوثب كل سبع منها على صاحبه.

---------------------------
(1) كذا في النسخ ، ولم تعهد رواية محمد بن هارون عن الشيخ الصدوق ، ولم يذكر الحذاء في مشايخ الأخير.
والأرجح أن الصواب هو : أخبرني أبي ، إذ روى محمد بن هارون ، عن أبيه هارون بن موسى التلعكبري كثيرا كما تقدم ويأتي في أسانيد هذا الكتاب ، وذكر الشيخ الطوسي في رجاله : 468 رقم 36 أبو محمد الحذاء هذا وقال : روى عنه التلعكبري وله منه إجازة.

دلائل الإمامة _ 270 _


  قال : فخرجت ، فضرب بيده على عيني فشدها ، ثم حملني رديفا فصبح المدينة (1) وأنا معه ، فلم يزل في منزله حتى قدم عياله (2).
  204 / 40 ـ وبإسناده إلى أحمد بن الحسين المعروف بابن أبي القاسم ، عن أبيه ، عن بعض رجاله ، عن الحسن بن شعيب ، عن محمد بن سنان ، عن يونس بن ظبيان ، قال : استأذنت على أبي عبد الله (عليه السلام) فخرج إلي معتب فأذن لي ، فدخلت ولم يدخل معي كما كان يدخل.
  فلما أن صرت في الدار نظرت إلى رجل على صورة أبي عبد الله (عليه السلام) فسلمت عليه كما كنت أفعل ، قال : من أنت يا هذا ؟ لقد وردت على كفر أو إيمان.
  وكان بين يديه رجلان كأن على رؤوسهما الطير ، فقال لي : ادخل ، فدخلت الدار الثانية ، فإذا رجل على صورته (صلى الله عليه) ، وإذا بين يديه جمع كثير كلهم صورهم واحدة ، فقال : من تريد ؟ قلت : أريد أبا عبد الله.
  فقال : قد وردت على أمر عظيم ، إما كفر أو إيمان.
  ثم خرج من البيت رجل قد بدا به الشيب ، فأخذ بيدي ، وأوقفني على الباب وغشي بصري من النور ، فقلت : السلام عليك يا بيت الله ونوره وحجابه.
  فقال : وعليك السلام يا يونس ، فدخلت البيت فإذا بين يديه طائران يحكيان ، فكنت أفهم كلام أبي عبد الله (عليه السلام) ولا أفهم كلامهما.
  فلما خرجا قال : يا يونس ، سل ، نحن نجلي النور في الظلمات ، ونحن البيب المعمور الذي من دخله كان آمنا ، نحن عزة الله وكبرياؤه.
  قال : قلت : جعلت فداك ، رأيت شيئا عجيبا ، رأيت رجلا على صورتك ! قال : يا يونس ، إنا لا نوصف ، ذلك صاحب السماء الثالثة يسأل أن أستأذن الله له أن يصيره (3) مع أخ له في السماء الرابعة.

---------------------------
(1) صبح المدينة : أي أتاها صباحا ، انظر ( لسان العرب ـ صبح ـ 2 : 502 ).
(2) مدينة المعاجز : 394 / 127.
(3) في ( ع ، م ) : يصير.

دلائل الإمامة _ 300 _

  وافترسه في مكانه ، ووقع المنصور من سريره ، وهو يقول : يا أبا عبد الله ، أقلني ، فوالله لا عدت إلى مثلها أبدا ، فقال له : قد أقلتك.
  قال : يا سيدي ، فرد السباع إلى ما أكلوا (1).
  قال : هيهات ، إن عادت عصا موسى فستعود السباع (2).
  256 / 92 ـ وحدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله ، عن محمد بن جعفر الزيات ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، قال : كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) وهو راكب وأنا أمشي معه ، فمررنا بعبد الله بن الحسن وهو راكب ، فلما بصر بنا شال المقرعة ليضرب بها فخذ أبي عبد الله (عليه السلام) ، فأومأ إليها الصادق فجفت يمينه ، والمقرعة فيها ، فقال له : يا أبا عبد الله ، بالرحم إلا عفوت عني ، فأومأ إليه بيده ، فرجعت يده.
  ثم أقبل علي وقال لي : يا مفضل ـ وقد مرت عظاءة (3) من العظاء ـ ما يقول الناس في هذه ؟
  قلت : يقولون إنها حملت الماء فأطفأت نار إبراهيم ، فتبسم ثم قال لي : يا مفضل ، ولكن هذا عبد الله وولده ، وإنما يرق الناس عليهم لما مسهم من الولادة (4) والرحم (5).
  257 / 93 ـ أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون ، عن أبيه ، قال : أخبرني أبو جعفر محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد ابن عيسى ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن (6) رجل من أصحابنا ، عن الحسين بن أحمد

---------------------------
(1) في النوادر : ما كانت.
(2) نوادر المعجزات : 149 / 17 ، مدينة المعاجز ، 362 / 23.
(3) العظاءة : دويبة تشبه سام أبرص ، جمعها عظاء وعظايا ( لسان العرب ـ عظي ـ 15 : 71 ) ، حياة الحيوان 2 : 32 ).
(4) في مدينة المعاجز : الولاية.
(5) مدينة المعاجز : 397 / 144.
(6) (عن) ليس في ( ع ، م ).

دلائل الإمامة _ 301 _

  المنقري ، عن يونس بن ظبيان والمفضل بن عمر وأبي سلمة السراج والحسين بن ثوير ابن أبي فاختة ، قالوا : كنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال : لنا خزائن الأرض ومفاتيحها ، ولو أشاء أن أقول بإحدى رجلي أخرجي ما فيك من الذهب.
  ثم قال بإحدى رجليه فخطها في الأرض خطا فانفرجت الأرض ، ثم قال بيده فأخرج سبيكة ذهب قدر شبر فتناولها ، ثم قال : انظروا فيها حسنا حتى لا تشكوا.
  ثم قال : انظروا في الأرض ، فإذا سبائك في الأرض كثيرة ، تتلألأ ، فقال له بعضنا : أعطيتم ما أعطيتم وشيعتكم محتاجون !
  فقال : إن الله سيجمع لنا ولشيعتنا الدنيا والآخرة ، فيدخلهم جنات النعيم ، ويدخل عدونا الجحيم (1).
  وصلى الله على سيدنا محمد وآله أجمعين وسلم تسليما.

---------------------------
(1) تقدمت تخريجاته في الحديث : 238 / 74.