الفهرس العام

  قلت : بلى ، يا رسول الله.
  قال : اختلاف وقتل أهل الحرمين ، والرايات السود ، وخروج السفياني ، وافتتاح الكوفة ، وخسف بالبيداء ، ورجل منا أهل البيت يبايع له بين زمزم والمقام ، يركب إليه عصائب أهل العراق وأبدال الشام ، ونجباء أهل مصر ، وتصير أهل اليمن عدتهم عدة أهل بدر ، فيتبعه بنو كلب يوم الأعماق.
  قلت : يا رسول الله ، ما بنو كلب ؟
  قال : هم أنصار السفياني ، يريد قتل الرجل الذي يبايع له بين زمزم والمقام ، ويسير بهم فيقتلون وتباع ذراريهم على باب مسجد دمشق ، والخائب (1) من غاب عن غنيمة كلب ولو بعقال (2) .
  451 / 55 ـ وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى ، عن أبيه ، قال : حدثنا أبو علي الحسن بن محمد النهاوندي ، قال : حدثنا أبو محمد عبد الكريم ، عن أبي إسحاق الثقفي ، قال : حدثنا محمد بن سليمان النخعي ، قال : حدثنا السري بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن علي السلمي ، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) ، قال : إنما سمي المهدي مهديا (3) لأنه يهدي لأمر خفي ، يهدي لما في صدور الناس ، يبعث إلى الرجل فيقتله لا يدري في أي شئ قتله ، ويبعث ثلاثة راكب ، قال : هي بلغة غطفان ( ركبان ) : أما راكب فيأخذ ما في أيدي أهل الذمة من رقيق المسلمين ، فيعتقهم.
  وأما راكب فيظهر البراءة منهما ـ يغوث ويعوق ـ في أرض العرب.
  وراكب يخرج التوراة من مغارة (4) بأنطاكية ، ويعطى حكم سليمان (عليه السلام) (5).
  452 / 56 ـ وبإسناده عن أبي علي النهاوندي ، قال : حدثنا أبو عبد الله

---------------------------
(1) في ( م ، ط ) : والغائب.
(2) عنه ، معجم أحاديث الإمام المهدي (عليه السلام) 1 : 506 / 348.
(3) (مهديا) ليس في ( ع ).
(4) في ( ط ) : مفازة.
(5) إثبات الهداة 7 : 146 / 711 و 169 / 786 قطعة منه ، حلية الأبرار 2 : 556.

دلائل الإمامة _ 467 _

  الزعفراني ، قال : حدثنا أبو طالب ، عن الحسن بن محبوب ، عن محمد بن سنان ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال : إذا قام قائمنا بعث في أقاليم الأرض ، في كل إقليم رجلا ، فيقول له : عهدك في كفك واعمل بما ترى (1).
  453 / 57 ـ وبإسناده عن أبي علي النهاوندي ، قال : حدثنا أبو القاسم بن أبي حية (2) ، قال : حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل (3) ، قال : حدثنا أبو عبيدة الحداد (4) عبد الواحد بن واصل السدوسي ، قال : حدثنا عوف (5) ، عن أبي الصديق الناجي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلما وعدوانا ، ثم يخرج رجل من عترتي ـ أو قال : من أهل بيتي ـ يملأها قسطا وعدلا ، كما ملئت ظلما وعدوانا (6).
  454 / 58 ـ وبإسناده عن أبي علي النهاوندي ، قال : حدثنا إسحاق ، عن يحيى ابن سليم ، قال : حدثنا هشام بن حسان ، عن المعلى بن أبي المعلى ، عن أبي الصديق الناجي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أبشروا بالمهدي ، فإنه يأتي (7) في آخر الزمان على شدة وزلازل ، يسع الله له الأرض عدلا وقسطا (8).

---------------------------
(1) إثبات الهداة 7 : 147 / 712.
(2) هو عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الوهاب بن أبي حية أبو القاسم وراق الجاحظ ، وثقه الدارقطني والخطيب ، روى عن إسحاق بن أبي إسرائيل ، مات سنة (319 هـ) ، تاريخ بغداد 11 : 28.
(3) هو أبو يعقوب إسحاق بن أبي إسرائيل إبراهيم بن كامجر المروزي ، وثقه غير واحد ، مات سنة (245 هـ).
تاريخ بغداد 6 : 356 ، تهذيب الكمال 2 : 398.
(4) زاد في النسخ : قال : حدثنا ، وهو خطأ ، وأبو عبيدة الحداد كنية ولقب عبد الواحد ، وثقه غير واحد ، مات سنة (190 هـ) ، تهذيب التهذيب 6 : 440.
(5) وهو عوف بن أبي جميلة العبدي الهجري الأعرابي ، وثقه أحمد والنسائي وابن سعد ، وكان يسمى الصدوق ، طبقات ابن سعد 7 : 258 ، تهذيب التهذيب 8 : 166.
(6) مسند أحمد 3 : 36 ، مسند أبي يعلى 2 : 274 / 987 ، مستدرك الحاكم 4 : 557 ، الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان 8 : 290 / 6784 ، إلزام الناصب 1 : 338.
(7) في ( ع ) : يهدي.
(8) إثبات الهداة 7 : 147 / 713.

دلائل الإمامة _ 468 _

  455 / 59 ـ وعنه ، عن أبي علي النهاوندي ، قال : حدثنا محمد بن أحمد القاساني ، قال : حدثنا أبو مسلم محمد بن سليمان البغدادي ، عن أبي عثمان ، عن هشام ، عن سليمان بن خالد ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : كيف أنتم إذا استيأستم من المهدي ، فيطلع عليكم صاحبكم مثل قرن الشمس ، يفرح به أهل السماء والأرض.
  فقيل : يا رسول الله ، وأني يكون ذلك ؟
  قال : إذا غاب عنهم المهدي ، وأيسوا منه (1) .
  456 / 60 ـ وبإسناده عن أبي علي النهاوندي ، قال : حدثنا محمد بن أحمد القاساني ، قال : حدثنا علي بن سيف (2) ، قال حدثني أبي ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال : نزلت في بني فلان ثلاث آيات : قوله (عز وجل) : * (حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا) * (3) يعني القائم بالسيف * (فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس) * (4) .
  وقوله (عز وجل) : * (فتحنا عليهم أبواب كل شئ حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون * فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين) * (5) قال أبو عبد الله (عليه السلام) : بالسيف.
  وقوله (عز وجل) * (فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون * لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسئلون) * (6) يعني القائم (عليه السلام) ، يسأل بني

---------------------------
(1) مختصر البصائر : 18 ، إثبات الهداة 7 : 147 / 715 ، معجم أحاديث الإمام المهدي 1 : 259 / 161.
(2) هو علي بن سيف بن عميرة الكوفي ، ثقة ، روى عن أبيه ، وقد روى عنه القاساني بواسطة محمد بن سليمان ، كما يأتي في الحديث (66) ، وانظر رجال النجاشي : 189 و 278.
(3 و 4) يونس 10 : 24.
(5) الأنعام 6 : 44 و 45.
(6) الأنبياء 21 : 12 و 13.

دلائل الإمامة _ 469 _

  فلان عن كنوز بني أمية (1) .
  457 / 61 ـ وحدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله قال : حدثنا محمد بن همام ، قال : أخبرنا جعفر بن محمد بن مالك الكوفي ، عن سفيان بن المهدي ، عن أبان (2) ، عن أنس بن مالك ، قال : خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم ، فرأى عليا (عليه السلام) ، فوضع يده بين كتفيه ، ثم قال : يا علي ، لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد ، لطول الله ذلك اليوم حتى يملك رجل من عترتك ، يقال له (المهدي) يهدي إلى الله (عز وجل) ، ويهتدي به العرب ، كما هديت أنت الكفار والمشركين من الضلالة.
  ثم قال : ومكتوب على راحته (3) : بايعوه ، فإن البيعة لله (عز وجل) (4) .
  458 / 62 ـ وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى ، قال : حدثنا (5) أبي ، قال : حدثنا أبو علي الحسن بن محمد النهاوندي ، قال : حدثنا ابن أبي حية ، قال : حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ، قال : حدثنا جرير ، عن مطر (6) الوراق ، قال : أخبرنا أبو الصديق الناجي ، عن أبي سعيد الخدري : أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال : ليقومن على أمتي رجل من أهل بيتي ، أقنى (7) ، أجلى (8) ، يوسع الأرض عدلا ، كما أوسعت جورا ،

---------------------------
(1) المحجة للبحراني : 98.
(2) روى عن أنس كل من : أبان بن صالح بن عمير القرشي ، وأبان بن أبي عياش العبدي البصري ، راجع تهذيب الكمال 2 : 9 و 19 ، و 3 : 354.
(3) في ( ط ) : راحتيه.
(4) الملاحم والفتن : 139 قطعة منه ، إثبات الهداة 7 : 147 / 716.
(5) في ( م ) : حدثني.
(6) في ( ع ، م ) : مصر ، وفي ( ط ) : معد ، والصواب ما في المتن ، كما في مسند أحمد وأبي يعلى وغيرهما ، وهو مطر بن طهمان الوراق أبو رجاء الخراساني السلمي ، تهذيب التهذيب 10 : 167 ، سير أعلام النبلاء 5 : 452.
(7) القنا في الأنف : طوله ورقة أرنبته مع حدب في وسطه ، ( النهاية 4 : 116 ).
(8) الأجلى : الخفيف شعر ما بين النزعتين من الصدغين ، والذي انحسر الشعر عن جبهته ، ( النهاية 1 : 290 ).

دلائل الإمامة _ 470 _

  يملك سبع سنين (1) .
  459 / 63 ـ وقال أبو علي النهاوندي : وجدت في كتاب لبعض إخواننا : روي عن الصادق (عليه السلام) ، أن أمير المؤمنين (عليه السلام) ، قال : قال لي النبي (صلى الله عليه وآله) : يا علي ، صاحب الحلي ، أخبركم بأمري ، أنذركم بأس المهدي ، يقيم فيكم سنة النبي ، وذلك عند بيعة الصبي ، عند طلوع الكواكب الدرية ، يفزع من بالمشرق والمغرب.
  460 / 64 ـ وقال أبو علي النهاوندي : وحدثني أبو الحسن (2) الحصيني ، قال : حدثني محمد بن الحسن الصفار (3) ، عن الحسن بن علي الخزاز ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن الصادق (عليه السلام) ، قال : يكون في أمتي ـ يعني القائم ـ سنة (4) من أربعة أنبياء : سنة من موسى (عليه السلام) ، خائف يترقب ، وسنة من يوسف (عليه السلام) ، يعرفهم وهم له منكرون ، وسنة من عيسى (عليه السلام) ، وما قتلوه وما صلبوه ، وسنة من محمد (صلى الله عليه وآله) ، يقوم بالسيف (5) .
  461 / 65 ـ وقال أبو علي النهاوندي ، حدثني أبو عبد الله محمد بن أحمد القاساني ، قال : حدثنا محمد بن سليمان ، قال : حدثنا أبو القاسم الزندودي (6) ، قال : حدثنا إبراهيم بن مهران ، عن عمرو بن شمر ، قال : قلت لجابر : إذا قام قائم آل محمد كيف السلام عليه ؟
  قال : إنك إذا أدركته ، ولن تدركه إلا أن تكون مكرورا ، فستراني إلى جنبه ، راكبا

---------------------------
(1) مسند أحمد 3 : 17 ، مسند أبي يعلى 2 : 367 / 1128 ، مجمع الزوائد 7 : 314.
(2) في ( م ، ط ) : الحسين.
(3) في ( ط ) زيادة : مملوكه ، وفي ( ع ، م ) : مموله.
(4) في ( ع ، م ) شبيه ، وكذا في المواضع الآتية.
(5) نحوه في الإمامة والتبصرة : 93 / 84 ، كمال الدين وتمام النعمة : 28 و 152 / 16 و : 326 / 6 و : 329 / 11 و : 350 / 46 ، غيبة النعماني : 164 / 5 ، تقريب المعارف : 190 ، غيبة الطوسي : 60 / 57 و : 424 / 408 ، الخرائج والجرائح 2 : 936 ، ويأتي نحوه الحديث (115).
(6) في ( ط ) : الزندوري ، وقد ورد في أنساب السمعاني 3 : 171 و 174 : الزندرودي والزندوردي.

دلائل الإمامة _ 471 _

  على فرس لي ، ذنوب ، أغر ، محجل ، مطلق يد (1) اليمنى ، علي عمامة لي من عصب (2) اليمن ، فأنا أول من يسلم عليه (3) .
  462 / 66 ـ وقال أبو علي النهاوندي : حدثنا القاساني ، قال : حدثنا محمد بن سليمان ، قال : حدثنا علي بن سيف ، قال : حدثني أبي ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فشكا إليه طول دولة الجور ، فقال له أمير المؤمنين : والله ، لا يكون ما تأملون حتى يهلك المبطلون ، ويضمحل الجاهلون ، ويأمن المتقون ، وقليل ما يكون حتى لا يكون لأحدكم موضع قدمه ، وحتى تكونوا على الناس أهون من الميتة عند صاحبها ، فبينا أنتم كذلك إذ جاء نصر الله والفتح ، وهو قول ربي (عز وجل) في كتابه : * (حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا) * (4) .
  463 / 67 ـ وقال أبو علي النهاوندي : حدثنا أبو علي هشام بن علي السيرافي ، قال : حدثنا عبد الله بن رجاء ، قال : حدثنا همام ، عن المعلى بن زياد ، قال : حدثني العلاء ـ رجل من مزينة (5) ـ عن أبي الصديق الناجي ، عن أبي سعيد الخدري ، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذكر المهدي ، فقال : يخرج عند كثرة اختلاف الناس وزلازل ، فيملأها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا ، يرضى به ساكن السماء ، وساكن الأرض ، ويقسم المال قسمة صحاحا.

---------------------------
(1) في ( ط ، ع ) : يده ، والمطلق من الخيل : ما لا تحجيل في إحدى قوائمه.
(2) العصب : ضرب من البرود ، وقيل صبغ لا ينبت إلا باليمن.
(3) حليه الأبرار 2 : 646.
(4) المحجة للبحراني : 107 ، ينابيع المودة : 424 ( قطعة منه ) ، والآية من سورة يوسف 12 : 110.
(5) في ( م ) : عن رجل من مرنية ، وما في المتن هو الصواب ، والعلاء هو ابن بشير المزني ، قال عنه ابن حنبل في مسنده 3 : 52 : وكان بكاء عند الذكر ، شجاعا عند اللقاء ، روى عن أبي الصديق ، وروى عنه المعلى ابن زياد القردوسي ، راجع تهذيب الكمال 4 : 223 ، تهذيب التهذيب 8 : 177 و 10 : 237 ، الجرح والتعديل 6 : 353 و 8 : 330.

دلائل الإمامة _ 472 _

  قال : قلت : وما صحاح ؟ قال : بالسواء ، قال : ويغنم الناس حتى لا يحتاج أحد أحدا ، فينادي مناد : من له إلي من حاجة ؟ فلا يجيبه أحد من الناس ، إلا إنسان واحد ، فيقول له : خذ.
  قال : فيحثو في ثوبه ما لا يستطيع حمله ، فيقول : احمل علي ، فيأبى عليه ، فيخفف منه ، حتى يصير بقدر ما يستطيع أن يحمله ، فيقول : ما كان في الناس أجشع نفسا من هذا ، فيرجع إلى الخازن ، فيقول : إنه قد بدا لي رده ، فيأبى أن يقبله ، فيقول : إنا لا نقبل ممن أعطيناه ، قال : فيمكث سبعا ، أو ثماني ، أو تسعا ـ يعني سنة ـ ولا خير في العيش بعد هذا.
  أو قال : لا خير في الحياة بعده (1) .
  464 / 68 ـ وأخبرني أبو المفضل محمد بن عبد الله ، قال : أخبرنا محمد بن همام ، قال : أخبرنا جعفر بن محمد بن مالك ، قال : حدثنا علي بن يونس الخزاز ، عن إسماعيل بن عمر بن أبان ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : إذا أراد الله قيام القائم بعث جبرئيل في صورة طائر أبيض ، فيضع إحدى رجليه على الكعبة ، والأخرى على بيت المقدس ، ثم ينادي بأعلى صوته : * (أتى أمر الله فلا تستعجلوه) * (2) .
  قال : فيحضر القائم فيصلي عند مقام إبراهيم (عليه السلام) ركعتين ، ثم ينصرف ، وحواليه أصحابه ، وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، إن فيهم لمن يسري من فراشه ليلا ، فيخرج ومعه الحجر ، فيلقيه فتعشب الأرض (3) .
  465 / 69 ـ وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون ، عن أبيه ، قال : حدثنا أبو علي الحسن بن محمد النهاوندي ، قال : حدثنا العباس بن مطران (4) الهمداني ، قال :

---------------------------
(1) البيان في أخبار صاحب الزمان : 505 ، الحاوي للفتاوي 2 : 58 ، الملاحم والفتن : 165.
(2) النحل 16 : 1.
(3) إثبات الهداة 7 : 148 / 717 ، المحجة للبحراني : 115 ، حلية الأبرار 2 : 615.
(4) كذا ولعله تصحيف عمران أو مهران.

دلائل الإمامة _ 473 _

  حدثنا إسماعيل بن علي المقرئ القمي ، قال : حدثنا محمد بن سليمان ، قال : حدثني أبو جعفر العرجي ، عن محمد بن يزيد ، عن سعيد بن عباية (1) ، عن سلمان الفارسي ، قال : خطبنا أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) بالمدينة ، فذكر الفتنة وقربها ، ثم ذكر قيام القائم من ولده ، وأنه يملأها عدلا كما ملئت جورا.
  قال سلمان : فأتيته خاليا ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، متى يظهر القائم من ولدك !
  فتنفس الصعداء وقال : لا يظهر القائم حتى يكون أمور الصبيان ، وتضيع حقوق الرحمن ، ويتغنى بالقرآن بالتطريب والألحان ، فإذا قتلت ملوك بني العباس أولي العمى والالتباس ، أصحاب الرمي عن الأقواس بوجوه كالتراس ، وخربت البصرة ، وظهرت العشرة.
  قال سلمان : قلت : وما العشرة : يا أمير المؤمنين ؟
  قال : منها خروج الزنج ، وظهور الفتنة (2) ، ووقائع بالعراق ، وفتن الآفاق ، والزلازل العظيمة ، مقعدة مقيمة ، ويظهر الحندر والديلم بالعقيق والصيلم ، وولاية القصاح بعقب الفم (3) الجناح ، وظهور آيات مقتربات (4) في النواحي والجنبات ، وعمران الفسطاط بعين العرب والأقباط ، ويخرج الحائك الطويل بأرض مصر والنيل.
  قال سلمان : فقلت : وما الحائك الطويل ؟
  قال : رجل صعلوك ، ليس من أبناء الملوك ، تظهر له معادن الذهب ، ويساعده العجم والعرب ، ويأتي له من كل شئ حتى يلي الحسن (5) ، ويكون في زمانه العظائم والعجائب ، وإذا سار بالعرب إلى الشام ، وداس بالبرذون أرحام ، وداس جبل الأردن واللكام (6) ، وطار الناس من غشيته ، وطار السيل من جيشه ، ووصل جبل القاعوس (7)

---------------------------
(1) في ( ع ، م ) : عناية.
(2) في ( ع ) : الفتن.
(3) في ( ع ) : يعقب قم.
(4) في ( ط ) : مفتريات.
(5) لعله تصحيف ( الحسني ) : قصر في دار الخلافة ببغداد ، أو ( الحسنا ) جبل قرب ينبع.
(6) اللكام : جبل مشرف على أنطاكية والمصيصة وطرطوس.
(7) لعله تصحيف ( القاعون ) جبل شاهق بالأندلس.

دلائل الإمامة _ 474 _

  في جيشه ، فيجر به بعض الأمور ، فيسرع الأسلاف ، ولا يهنيه طعام ولا شراب حتى يعاود بأيلون (1) مصر ، وكثرة الآراء والظنون ، ولا تعجز العجوز ، وشيد القصور ، وعمر الجبل الملعون ، وبرقت برقة فردت ، واتصل الأشرار (2) بين عين الشمس وحلوان (3) ، وسمع من الأشرار الأذان ، فصعقت صاعقة ببرقة ، وأخرى ببلخ (4) ، وقاتل الأعراب البوادي ، وجرت السفياني خيله ، وجند الجنود ، وبند البنود (5) ، هناك يأتيه أمر الله بغته ، لغلبة الأوباش (6) ، وتعيش المعاش (7) ، وتنتقص الأطراف ، ويكثر الاختلاف ، وتخالفه طليعة بعين طرطوس (8) ، وبقاصية أفريقية ، هناك تقبل رايات مغربية ، أو مشرقية ، فأعلنوا الفتنة في البرية ، يا لها من وقعات طاحنات ، من النبل (9) والأكمات ، وقعات ذات رسون ، ومنابت اللون ، بعمران بني حام بالقمار الأدغام ، وتأويل العين (10) بالفسطاط ، من التربت (11) من غير العرب ، والأقباط بأدبجة الديباج ،

---------------------------
(1) في ( ع ) : بابلون ، ولعلها تصحيف ( بابليون ) : اسم عام لديار مصر بلغة القدماء.
(2) في ( ع ، م ) : الامرار.
(3) عين شمس : مدينة فرعون بمصر ، بينها وبين الفسطاط ثلاثة فراسخ ، وحلوان : تطلق على عدة مواضع ، منها : حلوان العراق ، وهي آخر حدود السواد ، وحلوان أيضا : قرية من قرى مصر مشرفة على النيل ، وحلوان أيضا : بليدة بقوهستان ، وهي آخر حدود خراسان.
(4) بلخ : مدينة مشهورة بخراسان : وتقع اليوم ضمن حدود أفغانستان الإقليمية ، وبرقة : تطلق على مواضع عديدة ، منها : اسم صقع كبير يشتمل على مدن وقرى بين الإسكندرية وإفريقية ، ومنها : قرية من قرى قم.
(5) البنود : جمع بند ، العقد أو الحيلة.
(6) الأوباش : جمع وبش ، الأخلاط والسفلة.
(7) أي صعبت وتكلفت أسبابه.
(8) في ( م ) : طرسوس ، وطرطوس : بلد بالشام على البحر ، وطرسوس : مدينة بثغور الشام ، بين أنطاكية وحلب وبلاد الروم.
(9) في ( ع ) : وأحناط من النيل ، وفي ( م ) : احنات من النيل.
(10) في ( ع ) : لعين.
(11) في ( ع ، م ) : البريت.

دلائل الإمامة _ 475 _

  ونطحة (1) النطاح ، بأحراث المقابر ، ودروس المعابر ، وتأديب المسكوب (2) ، على السن المنصوب ، باقصاح (3) رأس العلم والعمل في الحرب بغلبة بني الأصفر على الانعاد (4) ، وقع المقدار ، فما يغني الحذر ، هناك تضطرب الشام ، وتنصب الأعلام ، وتنتقص التمام ، وسد غصن الشجرة الملعونة الطاغية ، فهنالك ذل (5) شامل ، وعقل ذاهل ، وختل قابل ، ونبل ناصل ، حتى تغلب الظلمة على النور ، وتبقى الأمور من أكثر الشرور ، هنالك يقوم المهدي من ولد الحسين (عليه السلام) (6) ، لا ابن مثله ، لا ابن ، فيزيل الردى ، ويميت (7) الفتن ، وتتدارس (8) الركبتين ، هناك يقضى لأهل الدين بالدين.
  قال سلمان (رضي الله عنه) : ثم انضجع ووضع يده تحت رأسه ، يقول : شعار الرهبانية القناعة (9).
  466 / 70 ـ وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون ، قال : حدثنا أبي هارون بن موسى (رضي الله عنه) ، قال : حدثنا محمد (10) بن أحمد بن عبيد الله بن أحمد الهاشمي المنصوري بسر من رأى من لفظه ، قال : حدثنا أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى ابن المنصور الهاشمي ، قال : حدثنا أبو الحسن علي (11) بن محمد بن علي بن موسى ، عن

---------------------------
(1) في ( ع ، م ) : وبطحة.
(2) في ( م ) : المسكوت.
(3) في ( ع ) : بإفصاح.
(4) في ( ط ) ، الانعار.
(5) في ( ع ، م ) : قلا.
(6) (هنالك يقوم ...) الجملة جواب ل ( إذا ) المتقدمة قبل سؤال سلمان (رضي الله عنه).
(7) في ( ع ) : ومميت.
(8) في ( م ) : تتداوس.
(9) العدد لقوية : 75 / 126 ، إثبات الهداة 7 : 148 / 718 ( قطعة منه ) ، معجم أحاديث الإمام المهدي 3 : 14 / 569.
(10) زاد في النسخ : أبو المفضل ، وهو سهو ، إذ روى التلعكبري عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن عبيد الله الهاشمي بلا واسطة ، كما في غيبة الطوسي : 136 / 100 وكفاية الأثر : 91 و 166 وغيرهما.
(11) في النسخ : حدثنا الحسن بن علي ، وهو خطأ ، والصواب ما في المتن ، حيث روى عيسى بن أحمد ، عن أبي الحسن علي بن محمد (عليه السلام) نسخة ذكرها النجاشي في رجاله : 297.

دلائل الإمامة _ 476 _

  علي بن موسى ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، قال : حدثني محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدثني أبي الحسين بن علي ، قال : قال أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) : قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) : رأيت ليلة أسري بي إلى السماء قصورا من ياقوت أحمر ، وزبرجد أخضر ، ودر ومرجان ، وعقيان (1) ، بلاطها المسك الأذفر ، وترابها الزعفران ، وفيها فاكهة ونخل ورمان ، وحور وخيرات حسان ، وأنهار من لبن ، وأنهار من عسل ، تجري على الدر والجوهر ، وقباب على حافتي تلك الأنهار ، وغرف وخيام ، وخدم وولدان ، وفرشها الإستبرق والسندس والحرير ، وفيها أطيار (2) ، فقلت : يا حبيبي جبرئيل ، لمن هذه القصور ؟ وما شأنها ؟
  فقال لي جبرئيل : هذه القصور وما فيها ، خلقها الله (عز وجل) كذا ، وأعد فيها ما ترى ، ومثلها أضعاف مضاعفة ، لشيعة أخيك علي ، وخليفتك من بعدك على أمتك ، وهم يدعون في آخر الزمان باسم يراد به (3) غيرهم ، يسمون (الرافضة) وإنما هو زين لهم ، لأنهم رفضوا الباطل ، وتمسكوا بالحق ، وهم السواد الأعظم ، ولشيعة ابنه الحسن من بعده ، ولشيعة أخيه الحسين من بعده ، ولشيعة ابنه علي بن الحسين من بعده ، ولشيعة ابنه محمد بن علي من بعده ، ولشيعة ابنه جعفر بن محمد من بعده ، ولشيعة ابنه موسى ابن جعفر من بعده ، ولشيعة ابنه علي بن موسى من بعده ، ولشيعة ابنه محمد بن علي من بعده ، ولشيعة ابنه علي بن محمد من بعده ، ولشيعة ابنه الحسن بن علي من بعده ، ولشيعة ابنه محمد المهدي من بعده.
  يا محمد ، فهؤلاء الأئمة من بعدك ، أعلام الهدى ، ومصابيح الدجى ، شيعتهم وشيعة جميع ولدك ومحبيهم شيعة الحق ، وموالي الله ، وموالي رسوله ، الذين رفضوا الباطل

---------------------------
(1) في ( ط ) : عقيقا ، والعقيان : ذهب متكاثف في مناجمه ، خالص مما يختلط به من الرمال والحجارة ( المعجم الوسيط ـ عقي ـ 2 : 618 ).
(2) في ( ع ، م ) : أطناب.
(3) في ( ع ) : يؤديه ، وفي ( م ) : يرد به.

دلائل الإمامة _ 477 _

  واجتنبوه ، وقصدوا الحق واتبعوه ، يتولونهم في حياتهم ، ويزورونهم من بعد وفاتهم ، متناصرين لهم ، قاصدين على محبتهم رحمة الله عليهم ، إنه غفور رحيم (1)
  467 / 71 ـ وعنه ، عن أبيه أبي محمد هارون بن موسى (رضي الله عنه) ، قال : حدثني أبو علي الحسن بن محمد النهاوندي ، قال : حدثني أحمد بن زهير ، قال : حدثنا عبد الله ابن داهر الرازي ، قال : حدثنا عبد الله بن عبد القدوس ، عن الأعمش ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن زر بن حبيش ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من ولدي ، يوافق اسمه اسمي ، يملأ الأرض قسطا وعدلا ، كما ملئت ظلما وجورا (2).
  468 / 72 ـ وعنه ، عن أبيه ، عن أبي علي ، قال : حدثنا أحمد بن زهير ، قال : حدثنا عبد الله بن عمر ، قال : حدثنا محمد بن مروان ، قال : حدثنا عمارة بن أبي حفصة (3) ، قال : أخبرنا زيد العمي (4) ، عن أبي الصديق الناجي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : حدث يكون في أمتي ، المهدي ، إن قصر عمره فسبع ، وإلا فثمان (5) ، وإلا فتسع ، وتنعم أمتي فيها نعمة لم يتنعموا (6) مثلها قط ، يرسل الله السماء عليهم مدرارا ، فلا تدخر الأرض شيئا من النبات والمأكل ، وسيقوم الرجل

---------------------------
(1) الصراط المستقيم 2 : 150.
(2) نحوه في حلية الأولياء 5 : 75 ، والملاحم والفتن : 141 باب (69) ، والفصول المهمة : 291 ، والحاوي للفتاوي 2 : 59 ، كشف الغمة 2 : 471 / 19 ، إثبات الهداة 7 : 148 / 719.
(3) في النسخ : حبة ، والصواب ما في المتن ، وهو عمارة بن أبي حفصة نابت الأزدي العتكي ، روى عن زيد العمي ، وعنه محمد بن مروان بن قدامة العقيلي ، مات سنة (132 هـ) ، تهذيب التهذيب 7 : 415 ، سير أعلام النبلاء 6 : 138.
(4) في النسخ : القمي ، تصحيف صوابه ما في المتن ، وهو زيد بن الحواري أبو الحواري العمي البصري سمي العمي لأنه كلما سئل عن شئ قال : حتى أسأل عمي ، تهذيب الكمال 10 : 56.
(5) في ( ط ) : أو ثمان.
(6) في ( ع ) ينعموا.

دلائل الإمامة _ 478 _

  فيقول : يا مهدي ، أعطني ، فيقول : خذ (1).
  469 / 73 ـ وعنه ، عن أبيه أبي محمد هارون بن موسى (رضي الله عنه) ، قال : حدثنا أبو علي ، عن جعفر بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن سماعة الصيرفي ، عن المفضل بن عيسى ، عن محمد بن علي الهمذاني ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : الليلة التي يقوم فيها قائم آل محمد ينزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وأمير المؤمنين (صلوات الله عليه) ، وجبرئيل (عليه السلام) ، على حراء ، فيقول له جبرئيل (عليه السلام) : أجب ، فيخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) رقا من حجزة (2) إزاره ، فيدفعه إلى علي (عليه السلام) ، فيقول له : اكتب : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا عهد من الله ، ومن رسوله ، ومن علي بن أبي طالب ، لفلان بن فلان ) باسمه واسم أبيه ، وذلك قول الله (عز وجل) في كتابه : * (والطور * وكتاب مسطور * في رق منشور) * (3) وهو الكتاب الذي كتبه علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، والرق المنشور الذي أخرجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) من حجزة إزاره.
  قلت : والبيت المعمور ، أهو رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟
  قال : نعم ، المملي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، والكاتب علي (عليه السلام) (4).
  470 / 74 ـ وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون ، قال : حدثنا أبي هارون بن موسى (رضي الله عنه) ، قال : حدثنا محمد بن جرير الطبري ، قال : حدثنا عيسى بن عبد الرحمن ، قال : أخبرنا الحسن بن الحسين العرني ، قال : حدثنا يحيى بن يعلى الأسلمي وعلي بن القاسم الكندي ويحيى بن المساور ، عن علي بن المساور ، عن علي ابن الحزور ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : كنا مع علي (عليه السلام) بالبصرة ، وهو على بغلة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وقد اجتمع حوله (5) أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) ، فقال : ألا

---------------------------
(1) نحوه في مسند أحمد 3 : 21 ، وسنن ابن ماجة 2 : 1366 / 4083 ، وسنن الترمذي 4 : 506 / 2232 ، ومستدرك الحاكم 4 : 558 ، ومصابيح البغوي 3 : 493 / 4213 ، والبيان في أخبار صاحب الزمان : 492 و 519 ، والفصول المهمة : 298 ، وكشف الغمة 2 : 467 / 1 ، وفرائد السمطين 2 : 315 / 566.
(2) الحجزة : معقد الإزار.
(3) الطور 52 : 1 ـ 3.
(4) المحجة للبحراني : 212 ، إلزام الناصب 1 : 95.
(5) في ( م ، ط ) : هو و.

دلائل الإمامة _ 479 _

  أخبركم بأفضل خلق الله عند الله يوم يجمع الرسل ؟
  قلنا : بلى يا أمير المؤمنين.
  قال : أفضل الرسل محمد ، وإن أفضل الخلق بعدهم الأوصياء ، وأفضل الأوصياء أنا ، وأفضل الناس بعد الرسل والأوصياء ، الأسباط ، وإن خير الأسباط سبطا نبيكم ـ يعني الحسن والحسين ـ وإن أفضل الخلق بعد الأسباط الشهداء ، وإن أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب ـ قال ذلك النبي (صلى الله عليه وآله) ـ وجعفر بن أبي طالب ذو الجناحين ، مختصان بكرامة خص الله (عز وجل) بها نبيكم ، والمهدي منا في آخر الزمان ، لم يكن في أمة من الأمم مهديا ينتظر غيره (1).
  471 / 75 ـ وعنه ، عن أبيه ، عن أبي علي محمد بن همام ، قال : حدثنا جعفر ابن محمد بن مالك الكوفي ، قال ، حدثنا محمد بن الحسن الطحان ، الضحاك العجلي ، عن محمد بن يزيد النخعي ، عن سيف بن عميرة ، قال : قال لي أبو جعفر (عليه السلام) : المؤمن ليخير في قبره ، إذا قام القائم ، فيقال له : قد قام صاحبك ، فإن أحببت أن تلحق به فالحق ، وإن أحببت أن تقيم في كرامة الله فأقم (2).
  472 / 76 ـ وعنه ، عن أبيه (رضي الله عنه) ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن همام ، قال : حدثنا أحمد بن علي القصير (3) ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي إسحاق السبيعي ـ أو غيره ـ عن الحارث الأعور ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، قال رأيت أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو في بعض أزقة المدينة يمشي وحده ، فسلمت عليه ، واتبعته حتى انتهى إلى دار الثاني ، وهو يومئذ خليفة ، فاستأذن ، فأذن له ، فدخل ودخلت معه ، فسلم على الثاني ، وجلس ، فحين استقرت به الأرض قال له : من علمك الجهالة يا مغرور ،

---------------------------
(1) الكافي 1 : 374 / 34 ، إثبات الهداة 7 : 148 / 720.
(2) حلية الأبرار 2 : 617 و 641.
(3) في ( ط ) : القصيري.

دلائل الإمامة _ 480 _

  أما والله ، ولو ركبت القفر (1) ، ولبست الشعر ، لكان خيرا لك من المجلس الذي قد جلسته ، ومن علوك المنابر ، أما والله ، لو قبلت قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأطعت ما أمرك به ، لما سميت أمير المؤمنين ، ولكأني بك قد طلبت الإقالة كما طلبها صاحبك ، ولا إقالة.
  قال : صاحبي طلب منك الإقالة ؟
  قال : والله ، إنك لتعلم أن صاحبك قد طلب مني الإقالة ، ولم أقله ، وكذلك تطلبها أنت ، ووالله ، لكأني بك وبصاحبك وقد أخرجتما طريين حتى تصلبا بالبيداء.
  فقال له الثاني : ما هذا التكهن ، فإنكم يا معشر بني عبد المطلب ، لم تزل قريش تعرفكم بالكذب ، أما والله لا ذقت حلاوتها وأنا أطاع.
  قال له : إنك لتعلم أني لست بكاهن.
  قال له : من يعمل بنا ما قلت ؟
  قال : فتى من ولدي ، من عصابة قد أخذ الله ميثاقها.
  فقال له : يا أبا الحسن ، إني لأعلم أنك ما تقول إلا حقا ، فأسألك بالله أن رسول الله سماني وسمى صاحبي ؟
  فقال له : والله ، إن رسول الله سماك وسمى صاحبك.
  قال : والله ، لو علمت أنك تريد هذا ، ما أذنت لك في الدخول. ثم قام فخرج ، فقال لي : يا أبا الطفيل اسكت. فوالله ما علم أحد ما دار بينهما حتى قتل الثاني ، وقتل أمير المؤمنين (عليه السلام) (2).
  473 / 77 ـ وأخبرني أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن خالد الكاتب (3) ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن جعفر بن محمد بن محمد الخلال (4) ، قال :

---------------------------
(1) في ( ع ) : الفقر ، وفي ( م ) : القعر.
(2) حلية الأبرار 2 : 600.
(3) في ( ط ) : الكابلي.
(4) في ( ع ) : الحلال.

دلائل الإمامة _ 481 _

  حدثني محمد بن إسكاب والحسن بن منصور الجصاص ، قالا : حدثنا أبو النضر (1) ، قال : حدثنا شيبان ، عن مطر الوراق ، عن أبي الصديق ، عن أبي سعيد : أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال : لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي ، أجلى ، أقنى ، يملأ الأرض عدلا كما ملئت قبله ظلما ، يكون سبع سنين (2).
  474 / 78 ـ وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون ، قال : حدثنا أبي (رضي الله عنه) ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن همام ، (قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك) (3) ، قال : حدثنا عباد بن يعقوب ، قال : أخبرنا يحيى بن سالم ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال : صاحب هذا الأمر أصغرنا سنا ، وأخملنا شخصا.
  قلت : متى يكون ؟
  قال : إذا سارت الركبان ببيعة الغلام ، فعند ذلك يرفع كل ذي صيصية (4) لواء ، فانتظروا الفرج (5).
  475 / 79 ـ وحدثني أبو عبد الله الحسين بن عبد الله الحرمي ، قال : حدثنا أبو محمد هارون بن موسى ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن همام ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الكوفي ، قال : حدثنا عمر بن طرخان ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل ، عن علي بن عمر بن علي بن الحسين ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال : القائم من ولدي ،

---------------------------
(1) هو هشام بن القاسم بن مسلم بن مقسم الليثي البغدادي من كبار شيوخ أحمد بن حنبل ويحيى بن معين ، ولد سنة (134 هـ) ، وتوفي سنة (207 هـ) وهو يروي عن أبي معاوية شيبان بن عبد الرحمن التميمي البصري المؤدب من شيوخ أبي حنيفة ، توفي سنة (164 هـ) ، راجع بشأنهما تهذيب الكمال 12 : 592 ، سير أعلام النبلاء 7 : 406 و 9 : 545 ، تهذيب التهذيب 11 : 18.
(2) مسند أحمد 3 : 17 ، فرائد السمطين 2 : 324 / 574 ، الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان 8 : 291 / 6787.
(3) أضفناه من غيبة النعماني وهو الصواب ، حيث لم يرو ابن همام عن عباد إلا بواسطة ، أو أكثر ، ومنهم جعفر بن محمد بن مالك ، راجع رجال النجاشي : 293 ، تهذيب الكمال 14 : 175 ، معجم رجال الحديث 9 : 210 و 218.
(4) هي الحصون والقلاع ، والشوكة التي في رجل الطيور ، وقال الشيخ المجلسي في البحار 51 : 39 : كناية عن القوة والصولة ، وانظر مجمع البحرين 4 : 174.
(5) غيبة النعماني : 184 / 35.

دلائل الإمامة _ 482 _

  يعمر عمر خليل الرحمن ، يقوم في الناس وهو ابن ثمانين (1) سنة ، ويلبث فيها أربعين سنة ، يملأ الأرض عدلا وقسطا ، كما ملئت جورا وظلما (2).
  476 / 80 ـ وأخبرني أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن خالد قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن جعفر ، قال : حدثني محمد بن عبيد بن عتبة الكندي ، قال : حدثني إسماعيل بن أبان الوراق ، قال : حدثنا عبد الله بن مسلم الملائي ، عن أبي الحجاف ، عن خالد بن عبد الملك ، عن مطر الوراق ، عن الناجي ـ يعني أبا الصديق ـ عن أبي مسلم (3) أنه سمعه يقول : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أبشروا بالمهدي ، فإنه يبعث على حين اختلاف من الناس شديد ، يملأ الأرض عدلا وقسطا ، كما ملئت جورا وظلما ، يرضى عنه ساكنو السماء وساكنو الأرض ، ويملأ الله (عز وجل) قلوب عباده غنى ، ويسعهم عدله (4).
  477 / 81 ـ وحدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن همام ، (قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك) (5) ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصيرفي (6) ، قال : حدثني يحيى بن المثنى العطار ، عن عبد الله بن بكير ، عن عبيد بن زرارة ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال : يفقد الناس إمامهم (7) ، يشهد الموسم يراهم ولا يرون (8).

---------------------------
(1) في ( ط ) : ثلاثين.
(2) إثبات الهداة 7 : 149 / 722.
(3) كذا في سند هذا الحديث ، وفي الأحاديث المتقدمة : 57 ، 58 ، 62 ، 67 ، 72 ، 77 ، عن أبي سعيد الخدري ، انظر تهذيب الكمال 4 : 223.
(4) مسند أحمد 3 : 37 و 52 ، غيبة الطوسي : 178 / 136 ، البيان في أخبار صاحب الزمان : 505 ، الفصول المهمة : 297.
(5) من المصادر.
(6) كذا في النسخ ، ويأتي في الحديث (113) الحسن بن محمد بن سماعة الصيرفي ، وهو الموافق لما في غيبة النعماني : 175 / 13 وكمال الدين : 351 / 49 ، وفي أسانيد أخرى لهذا الحديث : إسحاق بن محمد الصيرفي ، راجع معجم رجال الحديث 3 : 70 و 5 : 135 و 20 : 87.
(7) في ( ع ، م ) : إمام.
(8) الكافي 1 : 272 / 6 و : 274 / 12 ، كمال الدين وتمام النعمة : 346 / 33 و : 351 / 49 و : 440 / 7 ، غيبة النعماني : 175 / 13 ، غيبة الطوسي : 161 / 119 ، ويأتي مثله الحديث (113).

دلائل الإمامة _ 483 _

  478 / 82 ـ وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون ، قال : حدثنا أبي (رضي الله عنه) ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن همام ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : حدثنا أحمد بن هلال ، قال : حدثني الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب وأبي أيوب الخزاز ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال : إن لقيام قائمنا (عليه السلام) علامات ، بلوى من الله للمؤمنين (1).
  قلت : وما هي ؟
  قال : ذلك قول الله (عز وجل) : * (ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين) * (2).
  قال : * (لنبلونكم) * يعني المؤمن * (بشئ من الخوف) * من ملوك بني فلان في آخر سلطانهم * (والجوع) * بغلاء أسعارهم * (ونقص من الأموال) * قال : فساد التجارات ، وقلة (3) الفضل * (والأنفس) * موت ذريع ، * (والثمرات) * قلة ريع ما يزرع وقلة بركة الثمار * (وبشر الصابرين) * عن ذلك بخروج القائم (عليه السلام).
  ثم قال لي : يا محمد ، هذا (4) تأويله * (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) * (5).
  479 / 83 ـ وأخبرني أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس النعالي (6) ، قال :

---------------------------
(1) في ( ع ، م ) : للمؤمن.
(2) البقرة 2 : 155.
(3) في ( ع ) : وفضل.
(4) في ( ع ، م ) : هو.
(5) كمال الدين وتمام النعمة 649 / 3 ، غيبة النعماني : 250 / 5 ، كشف الغمة 2 : 462 ، المستجاد من كتاب الارشاد : 551 ، ينابيع المودة : 421 ، والآية من سورة آل عمران 3 : 7.
(6) في ( ط ) : الثعلبي ، وفي ( ع ) : الثعالبي ، وفي ( م ) : الثعلابي ، تصحيفات صوابها ما في المتن ، وتقدمت ترجمته في الحديث (69) من دلائل فاطمة (عليه السلام).

دلائل الإمامة _ 484 _

  حدثنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن ابن الحسن بن علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا جعفر بن محمد قال : حدثنا أبو جعفر أحمد بن زيد ، قال : حدثني أبو محمد ، عن أم سعيد الأحمسية ، قالت : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : جعلت فداك يا بن رسول الله ، اجعل في يدي علامة من خروج القائم.
  قالت : قال لي : يا أم سعيد ، إذا انكسف القمر ليلة البدر من رجب ، وخرج رجل من تحته ، فذاك عند خروج القائم (1).
  480 / 84 ـ وأخبرني أبو عبد الله ، قال : حدثنا أبو محمد هارون بن موسى ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن همام ، قال : حدثنا إبراهيم بن صالح النخعي ، عن محمد ابن عمران ، عن المفضل بن عمر ، قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : يكر (2) مع القائم (عليه السلام) ثلاث عشرة امرأة (3).
  قلت : وما يصنع بهن ؟
  قال : يداوين الجرحى ، ويقمن على المرضى ، كما كان مع رسول الله (صلى الله عليه وآله).
  قلت : فسمهن لي.
  فقال القنواء بنت رشيد ، وأم أيمن ، وحبابة الوالبية ، وسمية أم عمار بن ياسر ، وزبيدة (4) ، وأم خالد الأحمسية ، وأم سعيد الحنفية ، وصبانة (5) الماشطة ، وأم خالد الجهنية (6).
  481 / 85 ـ وأخبرني أبو الحسين ، عن أبيه ، عن ابن همام (7) ، قال : حدثنا

---------------------------
(1) إثبات الهداة 7 : 149 / 724.
(2) في ( ط ) : يكن.
(3) المعدود في الحديث تسع نساء.
(4) في ( ع ، م ) : زبيرة.
(5) في ( ع ) : صيانة.
(6) إثبات الهداة 7 : 15 / 725 ، مدينة المعاجز : 513.
(7) الظاهر سقوط الواسطة بين ابن همام وسعدان ، ولعله علي بن محمد بن مسعدة ، شيخ ابن همام والراوي عن سعدان ، راجع أمالي الطوسي 1 : 166 ، بشارة المصطفى : 93 ، معجم رجال الحديث 12 : 161.

دلائل الإمامة _ 485 _

  سعدان بن مسلم ، عن جهم بن أبي جهمة (1) قال : سمعت أبا الحسن موسى (عليه السلام) يقول : إن الله (تبارك وتعالى) خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام ، ثم خلق الأبدان بعد ذلك ، فما تعارف منها في السماء تعارف في الأرض ، وما تناكر منها في السماء تناكر في الأرض ، فإذا قام القائم (عليه السلام) ورث الأخ في الدين ، ولم يورث الأخ في الولادة ، وذلك قول الله (عز وجل) في كتابه : * (قد أفلح المؤمنون) * (2) ، * (فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون) * (3).
  482 / 86 ـ وأخبرني أبو الحسن علي بن هبة الله ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد ابن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ، قال : حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ، عن محمد بن أبي القاسم ـ عمه (4) ـ عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن محمد بن سليمان ، عن داود بن النعمان ، عن عبد الرحمن القصير ، قال : قال لي أبو جعفر (عليه السلام) أما لو قام القائم لقد ردت إليه الحميراء حتى يجلدها الحد ، وينتقم لأمه فاطمة (عليها السلام) منها.
  قلت : جعلت فداك ، ولم يجلدها الحد.

---------------------------
(1) في ( ط ) : جرهم بن أبي جهنة ، تصحيف ، والصواب ما في المتن ، وهو كوفي من أصحاب الإمام الكاظم (عليه السلام) ، له كتاب نوادر ، رواه عنه سعدان بن مسلم ، وقد اختلف في اسمه على أقوال ، راجع رجال البرقي : 50 ، رجال الطوسي : 345 ، رجال النجاشي : 131 ، لسان الميزان 2 : 143 ، وغيرها.
(2) المؤمنون 23 : 1 .
(3) المحجة للبحراني : 146 ، والآية من سورة المؤمنون 23 : 101.
(4) في النسخ : محمد بن علي بن ماجيلويه ، عن محمد بن أبي القاسم عن عمه ، وهو سهو ، صوابه ما في المتن ، ومحمد هو ابن أبي القاسم عبد الله ـ أو عبيد الله ـ بن عمران البرقي ، صهر أحمد بن أبي عبد الله البرقي على ابنته ، ثقة ، عالم ، فقيه ، عارف بالأدب والشعر والغريب ، له كتب رواها عنه محمد بن علي الملقب ماجيلويه ، والذي يعبر عنه بعمي ، راجع رجال النجاشي : 353 ، رجال الشيخ : 491 ، معجم رجال الحديث 11 : 241 و 14 ، : 294 و 296 و 17 : 55.

دلائل الإمامة _ 486 _

  قال : لقرفها (1) على أم إبراهيم.
  قلت : فكيف أخره الله (عز وجل) للقائم (عليه السلام).
  فقال : لأن الله (تبارك وتعالى) بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) رحمة ، ويبعث القائم (عليه السلام) نقمة (2).
  483 / 87 ـ وأخبرني أبو عبد الله الحرمي ، عن أبي محمد ، عن ابن همام (3) ، قال : حدثنا سليمان (4) بن صالح ، قال : حدثني أبو الهيثم القصاب ، عن المفضل بن عمر ، قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : إن قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربها ، واستغنى العباد عن ضوء الشمس ، وصار الليل والنهار واحدا ، وذهبت الظلمة ، وعاش الرجل في زمانه ألف سنة ، يولد له في كل سنة غلام ، لا يولد جارية ، ويكسوه الثوب ، فيطول عليه كلما طال ، ويتلون عليه أي لون شاء (5).
  484 / 88 ـ وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون ، عن أبيه ، عن أبي علي محمد ابن همام ، (قال : حدثني جعفر بن محمد بن مالك) (6) عن عباد بن يعقوب ، قال : حدثني الحسن بن حماد (7) الطائي ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال : صاحب هذا الأمر الطريد الشريد ، الموتور بأبيه ، وهو يكنى بعمه ، المفرد (8) من أهله ، اسمه اسم نبي (9).

---------------------------
(1) القرف : التهمة ، في ( ط ) : لفريتها.
(2) حلية الأبرار 2 : 605.
(3) سقطت الواسطة بين همام وسليمان بن صالح ، وقد تقدم في الحديث (37) وفيه : أبو علي محمد بن همام قال : حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد الحميري ، قال : حدثنا أحمد بن ميثم ، قال : حدثنا سليمان بن صالح.
(4) في ( ط ، م ) : سلمان.
(5) تقدمت تخريجاته في الحديث (37).
(6) من غيبة النعماني ، وراجع تعليقتنا على الحديث (78).
(7) في ( م ، ط ) : عماد ، تصحيف ، صوابه ما في المتن ، راجع رجال الطوسي : 168.
(8) في ( ط ) : الفرد.
(9) غيبة النعماني : 178 / 22 و 23 و : 179 / 24 ، يأتي مثله الحديث (111).

دلائل الإمامة _ 487 _

  485 / 89 ـ وعنه ، عن أبيه أبي محمد هارون بن موسى (رضي الله عنه) ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن همام ، قال : حدثنا علي بن محمد الرازي ، عمن رواه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : العام الذي لا يشهد صاحب هذا الأمر الموسم ، لا يقبل من الناس حجهم (1).
  486 / 90 ـ وعنه ، عن أبيه ، عن محمد بن همام ، (قال : حدثنا جعفر بن محمد ابن مالك الفزاري) (2) ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن خالد التميمي ، قال : حدثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيوب ، عن عمر بن حنظلة ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال : قبل القائم (عليه السلام) خمس علامات : السفياني ، واليماني ، والمرواني ، وشعيب بن صالح ، وكف تقول : هذا ، هذا (3).
  487 / 91 ـ وعنه ، عن أبيه ، عن أبي علي محمد بن همام (4) ، قال : حدثنا القاسم ابن وهيب ، قال : حدثني إسماعيل بن أبان ، عن يونس بن أبي يعفور ، قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : إذا خرج السفياني بعث جيشا إلينا ، وجيشا إليكم ، فإذا كان ذلك فأتونا على كل صعب وذلول (5).
  والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد المصطفى وآله وسلم تسليما.

---------------------------
(1) حلية الأبرار 2 : 607.
(2) من غيبة النعماني ، ولعله الصواب لبعد طبقتي ابن همام والتميمي ، راجع معجم رجال الحديث 10 : 93 و 307.
(3) نحوه في الكافي 8 : 310 / 483 ، وكمال الدين وتمام النعمة : 649 / 1 و : 650 / 7 ، وغيبة النعماني : 252 / 9 و : 253 / 12 ، وغيبة الطوسي : 436 / 427 ، والبرهان في علامات آخر الزمان : 114 / 10.
(4) زاد في غيبة النعماني : قال : حدثني جعفر بن محمد بن مالك ، ولعله الصواب ، ولم أعثر على ترجمة للقاسم بن وهيب ، أو الحسن بن وهب كما في (الغيبة).
(5) غبية النعماني : 306 / 17.