الاطفال ومشاعر الخوف والقلق
ـ 71 ـ
ـ مرة يخاف من اللص في ان يخطفه ، لهذا يفتش الغرفة قبل النوم ، يفتش زوايا الغرفة ، وتحت السرير خشية ان يكون هناك شخص مختف فيها .
ـ يرى في النوم احياناً شيئاً مفزعاً ، فيستيقظ نتيجة الخوف وينام مرة ثانية ويرى ذلك الحلم المفزع ، ويتكرر هذا الامر حتى الصباح عدة مرات .
ـ تكون المخاوف لديهم شديدة وعلى شكل كابوس .
ـ يصل خوفهم في حالات كثيرة الى درجة انهم لايتجرؤون على ذكره باللسان .
ـ مع علمهم ان عامل الخوف ليس له وجود في الخارج الا انهم لايستطيعون التغلب على الخوف .
ـ لا يستطيع هؤلاء الاطفال ان يتذكروا في الظروف العادية ما رأوه في النوم .
ـ يسيطر عليهم الخوف المقرون بالخجل ، وفي بعض الحالات يقرن هذا الامر بالاضطراب او الشعور بالذنب .
ـ يزول اساس الخوف من خلال التذكير به او التحدث عنه .
يبحث الاطفال عن ذريعة لاثبات صحة خوفهم ويحاولون اظهاره وكأنه حقيقة لاشك فيها .
ـ يحاول المصاب بالعصاب تعميم خوفه ، فهو في البداية يخشى من القطة مثلا ، ولكنه يعممه الى اشياء اخرى في ما بعد .
ـ يتخذ الخوف وسيلة في بعض الايحان لاستقطاب اهتمام الآخرين .
ـ قد تمتد نوبة وجوده لدى الاطفال من عدة دقائق الى ساعة واحدة ، ثم يهدأ .
ـ يظهر عادة بعد بداية النوم بثلاث ساعات ، ويحصل في ساعة محددة غالباً .
ـ يصل الى حده الاقصى في سن 4 ـ 6 ويكون الاضطراب على أشده في هذا السن .
ـ يصرح بخوفه قبل النوم أحيانا ويقول : اخاف من شخص مختف في الغرفة او من صرصر تحت السرير ، او يقول لاتطفئ المصباح و ... الخ .
الاطفال ومشاعر الخوف والقلق
ـ 72 ـ
خطر العصاب :
من الطبيعي ان تتجسد في العصاب الاعراض الموجود في بقية المخاوف ، وله نفس مخاطرها ولكن من اهم الاخطار التي يمكن ذكرها في هذا الاطار هو خطر الانصهار الداخلي وفقدان الجرأة والقدرة على العمل .
ان مشاعر الضعف عند هؤلاء الاشخاص شديدة بشكل استثنائي ، إذ يجب ان يحملوا مشقة وعناء كثيراً .
ويصاحب رد فعل العصاب وجود كثير من الامراض النفسية ، ولهذا يساعد فهم مبدأ ذلك كثيراً في معرفة وعلاج الكثير من الامراض، هذا الخوف يجب ان لايصبح مزمناً لان امكانية علاجه في تلك الحالة تتضاءل جداً وينغلق طريق النجاة بوجه الشخص الى حد كبير .
يتحول الكابوس الى عامل لقبول الجوانب الانفعالية ويشتد ارتباطه بالام او بقية الاقرباء بحيث لايتحرك من مكانه ولايقدر على القيام بأي نشاط حتى في النهار .
ويحول الخوف من النوم دون نومه واستقراره ، وقد يتمخض عنه قلة النوم ، والنوم القلق يعد منشأ لكثير من الاضطرابات النفسية ، وقد يؤدي العصاب احياناً الى الاضطراب ، وهو خطر جديد آخر .
الجذور والمنشأ :
طرحت آراء مختلفة حول ماهية جذور العصاب ، ويمكن ادراج بعضها في اطار ثلاثة عوامل مهمة هي :
1 ـ الخوف الشديد والمفاجيء في وقت سابق لايتذكر الطفل شيئاً منه ، ويتمركز هذا الامر في ضمير اللاشعور لدى الطفل .
الاطفال ومشاعر الخوف والقلق
ـ 73 ـ
2 ـ رد فعل شرطي سابق في وقت وظروف كانت مرعبة للطفل ، وقد زال الشرط وبقيت آثاره وجوانبه التعميمية .
3 ـ الايحاء الخارجي او علامة خوف عامة او تعارض شديد ، وسببه مجهول عند الطفل أيضاً ، ومن الممكن ان يكتبه بشكل من الاشكال .
وثمة اسباب اخرى في هذا المجال ، اهمها :
انواع التعلق المفرط ، الاتصال المفرط ، القلق العاطفي ، انعدام الاستقرار النفسي ، العجز عن الدفاع ، فقدان الحيوية في النشاط ، الضعف البدني و ... الخ ، والافضل ان نسمي هذه العوامل ، عوامل مساعدة ونعتبرها من المسائل التي تزيد ذلك .
الاطفال ومشاعر الخوف والقلق
ـ 74 ـ
الفصل الحادي عشر : العوامل المؤثرة في الخوف :
تمهيد :
هناك عوامل مؤثرة في خوف الطفل من حيث الشدة والضعف ، وكذلك النوع والكيفية ، يحتاج شرحها وبحثها من كل الجوانب الى تفصيل اكثر ، وسنتناول بعض الجوانب باختصار .
في البداية لابد من الاشارة الى ان الناس يتباينون فيما بينهم من جهات مختلفة ، ودائرة هذا التفاوت وتوعه وكيفيته وأساسه في موضوع علم النفس واسعة جداً وشاملة للنواحي الظاهرة والباطنية ، الفردية والجماعية وكافة أبعاد الانسان ، ومن الطبيعي في هذه الحالة ان يختلف الخوف لدى الاشخاص من النواحي المختلفة ، وهذه الاختلافات ترتبط بما يلي :
1 ـ سن الاشخاص :
لاشك انه كلما كان السن أقل كان الخوف اشد ، ومسألة الخوف لدى الاطفال في سن ( 3 ـ 5 ) هي اكثر من سائر سني عمر الطفل ، وذلك لأن قوة التخيل شديدة ، باستثناء حالات خاصة .
ويتفاوت نوع الخوف باختلاف السنين ، فالاطفال الصغار يخافون من مجموعة اشياء وظواهر الاكبر وصولاً الى البالغين يخافون من اشياء وظواهر اخرى ، وبعض المخاوف التي تحصل في مرحلة الطفولة تزول في سنين الفتوة وتظهر بدلاً عنها مخاوف جديدة .
2 ـ الذكاء :
أثبتت البحوث العلمية ان هناك ارتباطاً بين المخاوف وذكاء
الاطفال ومشاعر الخوف والقلق
ـ 75 ـ
الاشخاص ، فالاشخاص الاذكياء يخافون عادة اكثر من الاشخاص قليلي الذكاء، ويرى العلماء ان النضج العقلي يجب ان يرفع الخوف ، ولكن الحقيقة هي انهم يحاولون مواجهة المسائل بتحفظ اكثر ، وهذا التحفظ يصبح في النهاية سبباً في خوفهم أكثر فأكثر ، هؤلاء أشد خوفاً لأنهم يدركون بشكل اسرع وافضل احتمال وقوع الخطر ويدركون عواقبه بصورة أفضل وأكثر ، اوانهم ينسجون خيالات الخوف في الذهن بشكل اكثر ، وبعد ان يكبر الاشخاص قليلو الذكاء يصبحون طبيعين ويسخرون من مخاوفهم السابقة في الماضي .
3 ـ الجنس :
ثمة ارتباط بين المخاوف والجنس ، وقد ثبت من خلال التحقيقات والاختبارات ان الخوف لدى الفتيات أشد مما لدى الفتيان ، وهذا الامر ينطبق على النساء أيضاً ، أي ان النساء يخفن اكثر من الرجال ، ولعل هذا يرتبط بجانبهن العاطفي ورقتهن .
كما ان الخوف يختلف من حيث النوع لدى البنين والبنات ، فالبنات مثلاً يخفن اشد من الاولاد من الحضور في التجمعات ومن الذهاب الى المدرسة ، ولعل ذلك ناتج من شدة استياء البنت من الانفصال عن الام ، وكذلك ارتباطها غير العادي بالعائلة .
ويجب عدم نسيان عامل التقليد في هذا المجال ، كما ان الخوف يستمر لدى البنات اكثر مما لدى البنين .
4 ـ التجربة :
أثبتت البحوث ان الخوف لدى الاشخاص ذوي التجربة الاقل في الحياة هو أشد مما لدى غيرهم ، من الطبيعي ان الاطفال من اهل الصحراء والتجول والطبيعة والجبال او الذين تستوجب حياتهم العادية ان يسيروا في الظلام ، اكثر جرأة وشهامة من الذين لايعيشون هذه الظروف .
والاطفال القرويون يلاحقون الكلاب والثعالب وحتى الذئاب ، وهم بالطبع اشجع من اطفال المدينة الذين يرتجفون عند رؤية صرصر أو فأرة ، ويفرون اذا رأوا ثعلباً .