وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر وجاهدتم الملحدين وعبدتم الله حتى أتاكم اليقين ، والذي بعث محمدا بالحق ( نبيا ) (1) لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه .
  قال عطية : فقلت له : يا جابر (2) كيف ولم نهبط واديا ولم نعل جبلا ولم نضرب بسيف ، والقوم قد فرق بين رؤوسهم وأبدانهم واوتمت أولادهم وارملت أزواجهم (3) ؟
  فقال لي : يا عطية سمعت حبيبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : من أحب قوما حشر معهم ومن أحب عمل قوم أشرك في عملهم ، والذي بعث محمدا بالحق نبيا ان نيتي ونية أصحابي (4) على ما مضى عليه الحسين ( عليه السلام ) وأصحابه خذني (5) نحو أبيات كوفان .
  فلما صرنا في بعض الطريق قال ( لي ) (6) : يا عطية هل اوصيك وما أظن انني بعد هذه السفرة ملاقيك : أحبب محب آل محمد ( عليهم السلام ) ما أحبهم وابغض مبغض آل محمد ما أبغضهم وإن كان صواما قواما ، وارفق بمحب محمد وآل محمد ، فانه إن تزل له قدم بكثرة ذنوبه ثبتت له (7) اخرى بمحبتهم ، فان محبهم يعود إلى الجنة ومبغضهم يعود إلى النار ) (8) .
  73 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو النجم محمد بن عبد الوهاب بن عيسى الرازي بالري في درب زامهران في مسجد الغربي (9) بقراءتي عليه في صفر سنة عشرة وخمسمائة ، قال : أخبرنا أبو سعيد محمد بن أحمد النيشابوري ، قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عمر الفقيه المعروف بالناطقي بقراءتي عليه ، قال : أخبرنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن محمد الشيباني في داره ببغداد ، قال : حدثنا

------------------------------------
(1) ليس في ( م ) .
(2) في ( م ) : فقلت لجابر .
(3) في ( م ) : الازواج .
(4) في ( م ) : أصحابه .
(5) في ( م ) : خذوني .
(6) ليس في ( ط ) .
(7) في ( م ) : فإنهم ان تزل لهم قدم بكثرة ذنوبهم ثبتت لهم .
(8) عنه البحار 101 : 7 ـ 195 .
(9) في ( م ) : الغري .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _127_

  ناصر الحق الحسن بن علي ، قال : حدثنا محمد بن منصور ، قال : حدثنا يحيى بن طلحة اليربوعي ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن ليث بن أبي سليم ، عن طاووس ، عن ابن عباس : ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال :
  ( لو اجتمع الناس على حب علي بن أبي طالب لما خلق الله النار ) (1) .
  74 ـ أخبرنا الفقيه أبو إسحاق إسماعيل بن أبي القاسم بن أحمد الديلمي من لفظه بآمل في داره بمحلة المشهد الناصر في ربيع الأول سنة عشرين وخمسمائة ، قال : أخبرنا أبو منصور نصر بن عبد الجبار بن عبد الله الفراتي القزويني ، قال : حدثنا أبو محمد الجوهري ، قال : أخبرنا أبو بكر القطيفي (2) ، قال : حدثنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن إبراهيم ، قال : حدثنا إسماعيل الثقفي ، قال : حدثنا أسباط بن محمد بن إسماعيل الزبيدي ، عن الأعمش ، عن عدي بن ثابت ، عن زر قال : قال علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) :
  ( والذي فلق الحبة وخلق النسمة انه لعهد النبي الامي إلي ، لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ) (3) .
  75 ـ أخبرنا الشيخ الرئيس أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه بالري في صفر سنة عشر وخمسمائة ، قال : حدثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن ابن علي الطوسي بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين وأربعمائة ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ( رحمه الله ) ، قال : أخبرني أبو عبد الله محمد بن عمران المرزباني ، قال : حدثني عبيد الله بن الحسين (4) ، قال : حدثنا أبو سعيد محمد بن رشيد ، قال :

------------------------------------
(1) عنه البحار 39 : 249 ، رواه الصدوق في أماليه : 523 ، الإربلي في كشف الغمة 1 : 99 ، الخوارزمي في مناقبه : 28 ، أخرجه في تأويل الآيات 2 : 497 .
(2) في ( م ) : القطيعي .
(3) مر في ج 2 : الرقم 51 ، ويأتي في ج 3 : الرقم 25 ، وج 4 : الرقم 11 و 23 .
(4) في ( ط ) : عبد الله بن الحسين ، وفي أمالي الشيخ : عبيدالله بن الحسن .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _128_

  ( آخر شعر قاله السيد بن محمد ( رحمه الله ) قبل وفاته بساعة وذلك انه اغمي عليه واسود لونه ثم أفاق وقد أبيض وجهه ، وهو يقول :
احـب  الـذي من مات من أهل iiوده      تلقاه بالبشرى لدى الموت يضحك (1)
ومـن مـات يـهوى غيره من iiعدوه      فـليس لـه إلا الـى الـنار iiمـسلك
أبـا  حـسن تـفديك نفسي iiواسرتي      وأهـلي  ومـالي والـمسبب iiأمـلك
أبـا  حـسن إنـي بـفضلك iiعارف      وإنـي  بـحبل مـن هـواك لممسك
وأنـت وصـي المصطفى وابن iiعمه      وانــا  نـعادي مـبغضك iiونـترك
مـواليك  نـاج مـؤمن بـين iiالهدى      وقـاليك مـعروف الـضلالة iiمشرك
ولاح  لـحاني فـي عـلي iiوحـزبه      فقلت  لحاك الله انك اعفك (2) ) (3)ii

------------------------------------
(1) نقل في ( ط ) : هذه الاشعار بزيادة وتغيير في الابيات ، ما نقلناه كما في ( م ) وهو يطابق المنقول في أمالي الشيخ ورجال الكشي والبحار ، يوجد الاشعار في ( ط ) كذا :
احب  الذي من مات من أهل iiوده      تلقاه بالبشرى لدى الموت iiيضحك
ومـن مات يهوى غيره من عدوه      فـليس لـه إلا الـى النار iiمسلك
ابـا  حـسن أني بفضلك iiعارف      وإنـي بـحبل من هواك iiلممسك
أبـا  حسن حبيبك في الله iiخالص      فـكيف على حبيبك في الله iiاهلك
وأنـت أمـين الله أرعـاك iiخلقه      فـإنا نـعادي مـبغضيك iiونترك
وأنت وصي المصطفى وابن عمه      فـليس هـدى إلا بك اليوم يدرك
أبـا  حسن تفديك نفسي iiواسرتي      وأهـلي  ومـالي والمسبب iiأملك
مـواليك  نـاج مؤمن بين iiالهدى      وقـاليك معروف الضلالة iiمشرك
فدونك  من مولاك من جذم iiحمير      قـوافي غـر ما لها عنك iiمزحك
ولاح  لـحاني فـي علي iiوحزبه      فـقلت لـحاك الله إنـك iiاعـفك
عـلى حب خير الناس إلا iiمحمدا      لـحوت  لحاك الله من أين iiتؤفك
فـما زلـت أرقى سمعه في مقره      ويرفض  من حبك الكلام iiويمحك
بـقولي حـتى قـام حيران iiنادما      على وجهه لون من الخزي iiأرمك

(2) قال الجوهري : لحيت الرجل لحاء ولحيا إذا لمته ، وقولهم : لحاء الله أي قبحه ولعنه ، اعفك : أحمق .
(3) رواه كما في المتن ، الشيخ في أماليه 1 : 48 ، عنه البحار 47 : 312 ، والقاضي نور الله في =

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _129 _

  76 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في شعبان سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، قال : أخبرنا السعيد الوالد ، قال : أخبرنا محمد بن محمد ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد ، عن أبيه ( رحمهم الله ) ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أحمد بن إسحاق ، عن بكر بن محمد ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول لخيثمة :
  ( يا خيثمة اقرأ موالينا ( مني ) (1) السلام وأوصهم بتقوى الله العظيم ، وأن يشهد أحياؤهم جنائز موتاهم وان يتلاقوا في بيوتهم ، فان لقياهم حياة أمرنا ، قال : ثم رفع يده ( عليه السلام ) فقال : رحم الله من أحيى أمرنا ) (2) .
  77 ـ وبهذا الإسناد عن محمد بن محمد ، قال : أخبرنا الشريف أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى ، قال : حدثنا إبراهيم بن علي والحسن بن يحيى جميعا ، قالا : حدثنا نصر بن مزاحم ، عن أبي خالد الواسطي ، عن زيد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال :
  ( كان لي من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عشر لم يعطهن أحد قبلي ولا يعطاهن أحد بعدي ، قال لي : [ يا علي ] (3) أنت أخي في الدنيا وأخي في الآخرة ، وأنت أقرب الناس مني موقفا يوم القيامة ، ومنزلي ومنزلك في الجنة متواجهين كمثل الأخوين ، وأنت الوصي وأنت الولي ، وانت الوزير ، عدوك عدوي وعدوي عدو الله ، ووليك وليي ، ووليي ولي الله ) (4) .
  78 ـ أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه بالري بقراءتي

------------------------------------
= مجالسه 2 : 514 ، وبيتان منها في مناقب ابن شهر آشوب 3 : 24 ، أخرجها الكشي في رجاله : 287 بتقديم وتأخير .
(1) ليس في ( م ) وأمالي الشيخ .
(2) رواه الشيخ في أماليه 1 : 135 .
(3) من أمالي الصدوق .
(4) رواه الصدوق في أماليه : 72 ، والشيخ في أماليه 1 : 136 .
أقول : يأتي مثله في ج 3 : الرقم 39 ، ويأتي أيضا بمضمونه في ج 2 : 133 ، وج 7 : الرقم 24 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _130_

  عليه في صفر سنة عشر وخمسمائة ، قال : أخبرنا السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي في جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين وأربعمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي ، قال : حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد ، قال : حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عمن رواه ، عن داود الرقي ، قال : قال الباقر ( عليه السلام ) :
  ( من زار الحسين (1) ( عليه السلام ) في ليلة النصف من شعبان غفرت له ذنوبه ) (2) .
  79 ـ أحالة على الكتاب المذكور ، قال : حدثنا محمد بن مسلم قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) :
  ( ان الحسين بن علي عند ربه ينظر إلى موضع معسكره ومن حله من الشهداء معه ، وينظر إلى زواره وهو أعرف بهم وبأسمائهم وأسماء آبائهم وبدرجاتهم ومنزلتهم عند الله عز وجل من أحدكم بولده ، وانه ليرى من يبكيه فيستغفر له ويسأل آباءه ( عليهم السلام ) ان يستغفروا ، ويقول : لو يعلم زائري ما أعد الله له كان فرحه أكثر من جزعه ، وأن زائره لينقلب وما عليه من ذنب ) (3) .
  80 ـ أخبرنا الشيخ الأمين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن ( رحمه الله ) في ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بقراءتي عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عند باب الوداع ، قال : حدثنا الشيخ الفقيه أبو عبد الله جعفر بن محمد بن عباس (4) الدوريستي بالمشهد المقدس بالغري على ساكنه السلام في شعبان سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة ، وهو متوجه إلى مكة للحج ، قال : حدثني أبي محمد بن أحمد ، قال : حدثني الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن

------------------------------------
(1) في ( م ) : قبر الحسين .
(2) عنه البحار 101 : 100 ، رواه الشيخ في أماليه مع زيادة 1 : 46 .
(3) هذه الرواية لا توجد في ( م ) ، رواها الشيخ في أماليه 1 : 54 ، عنه البحار 101 : 64 .
(4) في ( ط ) : أبو جعفر بن محمد بن عباس .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _131_

  بابويه ، قال : حدثني أبي ( رحمهم الله ) ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه قال :
  ( حضرت مجلس الرضا وهو بالمدينة ، فشكا إليه رجل أخاه ، فأنشأ ( عليه السلام ) يقول :
اعـذر أخاك على iiذنوبه      واستر وغط على iiعيوبه
واصبر على بهت iiالسفيه      ولـلزمان عـلى خطوبه
ودع  الـجواب iiتـفضلا      وكل الظلوم إلى حسيبه )

  81 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه المفيد أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) بقراءتي عليه في الموضع المذكور في السنة المذكورة ، قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال : حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني ، قال : حدثنا العباس بن بكر ، قال : حدثنا محمد بن زكريا ، قال : حدثنا كثير بن طارق ، قال :
  ( سألت زيد بن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) عن قول الله تبارك وتعالى : ( لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا ) (1) قال زيد : يا كثير ! انك رجل صالح ولست منهم (2) ، واني خائف عليك أن تهلك ، انه إذا كان يوم القيامة أمر الله تعالى باتباع كل إمام جائر الى النار ، فيدعون بالويل والثبور ، ويقولون لإمامهم : يامن أهلكنا هلم الآن فخلصنا مما نحن فيه ، فعندها يقال له : لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا [ ثبورا ] (3) كثيرا .
  ثم قال زيد بن علي : حدثني أبي عن أبيه الحسين بن علي قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : أنت يا علي وأصحابك في الجنة ، يا علي أنت وأتباعك في الجنة ) (4) .

------------------------------------
(1) الفرقان : 14 .
(2) في تأويل الآيات وأمالي الشيخ : بمتهم .
(3) من أمالي الشيخ .
(4) رواه الشيخ في أماليه 1 : 56 و 138 مع اختلاف ، عنه البحار 7 : 178 و 23 : 101 و 24 : 270 .
أقول : يأتي ذيله في ج 4 : الرقم 27 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _132_

  82 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو النجم محمد بن عبد الوهاب بن عيسى الرازي بها ( رحمه الله ) قراءة عليه في صفر سنة عشرة وخمسمائة ، قال : أخبرنا الشيخ أبو سعيد محمد بن أحمد النيشابوري ، قال : أخبرنا أبو علي أحمد بن الحسين الحافظ بقراءتي عليه ، قال : حدثني أبو الحسن محمد بن أحمد قراءة عليه ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني محمد بن الحسين ، قال : حدثني محمد بن الحسن الصفار ، قال : حدثني أحمد بن محمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني علي بن المغيرة ومحمد بن يحيى الخثعمي ، قالا : حدثنا محمد بن بهلول العبدي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه ، قال : حدثني أبي الحسين بن علي ( عليه السلام ) قال :
  ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لما اسري بي إلى السماء وانتهى بي إلى حجب النور كلمني ربي جل جلاله وقال لي : يا محمد بلغ علي بن أبي طالب مني السلام وأعلمه انه حجتي بعدك على خلقي به اسقي العباد الغيث وبه أدفع عنهم السوء ، وبه احتج عليهم يوم يلقوني فاياه فليطيعوا ولأمره فليأتمروا وعن نهيه فلينتهوا ، أجعلهم عندي في مقعد صدق وأبيح لهم جناني وان لا يفعلوا أسكنتهم ناري مع الأشقياء من أعدائي ثم لا ابالي ) (1) .
  83 ـ أخبرنا الشيخ الإمام الرئيس الزاهد أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه ( رحمه الله ) بقراءتي عليه بالري سنة عشرة وخمسمائة ، قال : أخبرنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ( رحمهم الله ) املاء بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين وأربعمائة ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي ( رحمهم الله ) ، قال : أخبرنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه ( رحمهم الله ) ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى باسناده ، عن الباقر ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله لأمير المؤمنين :

------------------------------------
(1) عنه البحار 38 : 138 ، رواه ابن شاذان في مائة منقبة : 55 ، عنه مدينة المعاجز : 157 ح 430 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _133_

  ( اكتب ما املي عليك ، فقال : يا نبي الله أو تخاف علي النسيان ؟ قال : لست أخاف النسيان وقد دعوت الله لك [ ان ] (1) يحفظك ولا ينسيك ، ولكن اكتب لشركائك ، قلت (2) : ومن شركائي يا نبي الله ؟ قال : الأئمة من ولدك ، تسقى بهم امتي الغيث وبهم يستجاب دعاؤهم وبهم يصرف الله عنهم البلاء وبهم تنزل الرحمة من السماء وأومأ الى الحسن ( عليه السلام ) فقال : هذا أولهم ، وأومأ الى الحسين ( عليه السلام ) وقال : الأئمة من ولده ) (3) .
  84 ـ أخبرنا الشيخ الأمين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن في ذي القعدة سنة اثنتي عشر وخمسمائة قراءة عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) عند باب الوداع ، قال : أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد بن العباس الدورستي بالمشهد المقدس بالغري على ساكنه السلام في شعبان سنة ثمان وخمسين وأربعمائة وهو متوجه إلى مكة للحج ، قال : حدثني أبي محمد بن أحمد ، قال : حدثني الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه ( رحمهم الله ) ، قال : حدثني أبي ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن ياسر الخادم قال :
  ( لما جعل المأمون علي بن موسى الرضا ولي عهده ، وضربت الدراهم باسمه وخطب ( له ) (4) على المنابر قصده الشعراء من جميع الآفاق ، فكان في جملتهم أبو نواس الحسن بن هاني ، فمدحه كل شاعر بما عنده إلا أبا نؤاس فانه لم يقل فيه شيئا فعاتبه المأمون وقال له : يا أبا نواس أنت (5) مع تشيعك وميلك إلى أهل هذا البيت تركت مدح علي بن موسى الرضا مع اجتماع خصال الخير فيه ، فأنشأ يقول :
قيل لي أنت أشعر الناس  (6) طرا      إذ تـفـوهت بـالـكلام iiالـبديه

------------------------------------
(1) من أمالي الصدوق .
(2) في ( ط ) : فقلت ، وفي الامالي : قال : قلت .
(3) رواه الصدوق في أماليه : 327 مع اختلاف .
(4) ليس في ( م ) .
(5) في ( م ) : انت يا أبا نؤاس .
(6) في ( م ) : أفضل الناس .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _134_

لـك مـن جوهر القريض iiمديح      يـثمر  الـدر فـي يدي iiمجتنيه
فلماذا  (1) تركت مدح ابن موسى      والـخصال الـتي تـجمعن iiفيه
قـلت  لا اسـتطيع لـمدح iiإمام      كـان  جـبريل خادما لأبيه (2)ii
قـصرت  ألـسن الـمدايح iiعنه      ولـهذا  القريض لا يحتويه (3)ii
  قال : فدعا بحقة لؤلؤ فحشا فاه لؤلؤا وهكذا فعل بعلي بن هامان لما جلس علي بن موسى ( عليهما السلام ) في الدست قال له المأمون : يا علي بن هامان ما تقول في علي بن موسى و ( أهل ) (4) هذا البيت ؟ فقال يا أمير المؤمنين ما أقول في طينة عجنت (5) بماء الحيوان وغرس غرس بماء الوحي والرسالة هل ينفح منها إلا رائحة التقى وعنبر الهدى ، فحشا أيضا فاه لؤلؤا .
  قال ياسر : خرج علينا علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) من دار المأمون (6) راكبا بغلة فارهة بمراكب حسنة وعليه ثياب فاخرة ، وكان الرضا ( عليه السلام ) أشبه الناس برسول الله وكل من رأى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في المنام رآه في صورته ، فاستقبله أبو نواس في الدهليز فأنشأ يقول :
مـطـهرون نـقيات iiجـيوبهم      تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا
مـن لـم يكن علويا حين تنسبه      فـما لـه في قديم الدهر iiمفتخر
الله  لـما بـرى خـلقا iiفـأتقنه      صـفاكم  واصطفاكم أيها iiالبشر
فـأنتم الـملأ الأعـلى iiوعندكم      علم الكتاب وما جاءت به iiالسور

  فقال له الرضا ( عليه السلام ) : يا حسن بن هاني قد قلت أبياتا لم تسبق إلى مثلها فأحسن الله جزاك ، ثم قال لغلامه : كم معنا من النفقة ؟ قال : ثلاثمائة دينار ، قال : احملها إلى أبي نواس ، فلما رجع الغلام قال له : يا غلام لعله استقلها سق إليه البغلة ) .

------------------------------------
(1) في ( ط ) : فعلاما .
(2) في ( ط ) : لا اهتدي .
(3) في ( ط ) : الفصاحة .
(4) ليس في ( م ) .
(5) في ( م ) غرست .
(6) في ( م ) : خرج الرضا علي بن موسى من دار المأمون .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _135_

  85 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن بن الشيخ الفقيه السعيد أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي قراءة عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في شعبان سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، قال : أخبرنا السعيد الوالد ، قال :
  أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن خالد المراغي ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن الحسن الكوفي ، قال : حدثنا إسماعيل بن محمد المزني ، قال : حدثنا سلام بن أبي عمرة (1) الخراساني ، عن سعد بن سعيد ، عن يونس بن الحباب ، عن علي بن الحسين زين العابدين ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  ( ما بال أقوام إذا ذكر عندهم آل إبراهيم ، فرحوا واستبشروا وإذا ذكر عندهم آل محمد إشمأزت قلوبهم ، والذي نفس محمد بيده لو أن عبدا جاء يوم القيامة بعمل سبعين نبيا ما قبل الله ذلك منه حتى يلقاه بولايتي وولاية أهل بيتي ) (2) .
  86 ـ وبهذا الإسناد عن محمد بن محمد ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن عبد الله بن الوليد قال :
  ( دخلنا على أبي عبد الله في زمن بني مروان ، فقال : ممن أنتم ؟ قلنا : من أهل الكوفة ، قال :
  ما من أهل البلدان أكثر محبا لنا من أهل الكوفة لا سيما هذه العصابة ، ان الله هداكم لأمر جهله الناس فاحببتمونا وابغضنا الناس وبايعتمونا (3) وخالفنا الناس وصدقتمونا وكذبنا الناس فأحياكم الله محيانا وأماتكم مماتنا ، فأشهد على أبي ( عليه السلام )

-------------------------------
(1) في ( ط ) عميرة .
(2) رواه الشيخ في أماليه 1 : 140 ، والمفيد في أماليه : 115 .
أقول : يأتي مثله في ج 3 : الرقم 37 ، وج 6 : الرقم 27 .
(3) في ( ط ) : تابعتمونا .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _136_

  انه كان يقول : ما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقر به عينه أو يغتبط إلا أن تبلغ نفسه هاهنا ـ وأومأ بيده إلى حلقه ـ وقد قال الله عز وجل في كتابه : ( ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية ) (1) فنحن ذرية رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ) (2) .
  87 ـ أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد أبو محمد الحسن بن بابويه ( رحمه الله ) ، قال : أخبرني عمي أبو جعفر محمد بن الحسن ، قال : أخبرني أبي الحسن بن الحسين بن علي ، قال : أخبرني عمي الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي ( رحمهم الله ) ، قال : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن مقاتل بن سليمان ، عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  ( أنا سيد النبيين ووصيي سيد الوصيين وأوصياؤه (3) سادة الأوصياء وان آدم سأل الله عز وجل أن يجعل له وصيا صالحا ، فأوحى الله إليه أني أكرمت الأنبياء بالنبوة ثم اخترت خلقي وجعلت خيارهم الأوصياء ، ثم أوحى الله عز وجل إليه : يا آدم اوص إلى إبنك شيث ، فأوصى آدم إلى شيث ، وهو هبة الله بن آدم ، وأوصى شيث إلى ابنه شنان (4) ، وهو ابن نزلة الحوراء التي أنزلها الله عز وجل على آدم من الجنة فزوجها ابنه شيث ، وأوصى شنان إلى مجثب ، وأوصى مجثب إلى محرق (5) ، وأوصى محرق الى عثميشا (6) ، وأوصى عثميشا إلى اخنوخ ، وهو إدريس النبي ، وأوصى إدريس إلى ناحور ، ودفعها ناحور إلى نوح النبي ( عليه السلام ) ، وأوصى نوح إلى سام ، وأوصى سام إلى عثام (7) ، وأوصى عثام إلى برغيثاشا (8) ،
-------------------------------
(1) الرعد : 38 .
(2) رواه الشيخ في أماليه 1 : 143 .
أقول : يأتي مثله في ج 3 : الرقم 39 .
(3) في الأمالي : أوصيائي .
(4) في الأمالي : شبان .
(5) في الأمالي : مجلث ، محوق .
(6) في ( م ) : علميشا ، وفي الأمالي : غثميشا .
(7) في ( ط ) : عيشاص ، وفي الأمالي : عثامر .
(8) في ( ط ) : برغيثا ، وفي الأمالي : برعيثاشا .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _137 _

  وأوصى برغيثاشا إلى يافث ، وأوصى يافث إلى برة ، وأوصى برة الى حفيشه (1) ، وأوصى حفيشه إلى عمران .
  ودفعها عمران إلى إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) ، وأوصى إبراهيم إلى ابنه إسماعيل ، وأوصى إسماعيل إلى إسحاق ، وأوصى إسحاق إلى يعقوب ، وأوصى يعقوب إلى يوسف ، وأوصى يوسف إلى بثرياء (2) ، وأوصى بثرياء إلى شعيب ( عليه السلام ) ، ودفعها ( شعيب ) (3) إلى موسى بن عمران ( عليه السلام ) ، وأوصى موسى بن عمران إلى يوشع بن نون ، وأوصى يوشع بن نون إلى داود ( عليه السلام ) .
  وأوصى داود إلى سليمان ( عليهما السلام ) ، وأوصى سليمان الى آصف بن برخيا وأوصى آصف بن برخيا إلى زكريا ودفعها زكريا إلى عيسى ( عليه السلام ) ، وأوصى عيسى إلى شمعون بن حمون الصفا ، وأوصى شمعون إلى يحيى بن زكريا ( عليه السلام ) ، وأوصى يحيى بن زكريا إلى منذر ، وأوصى منذر الى سليمة وأوصى سليمة إلى بردة .
  ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ودفعها إلي بردة وأنا ادفعها إليك يا علي ، وأنت تدفعها إلى وصيك ، ويدفعها وصيك إلى أوصيائك من ولدك واحدا بعد واحد ، حتى تدفع إلى خير أهل الأرض بعدك ولتكفرن بك الامة ولتختلفن عليك اختلافا شديدا ، الثابت عليك كالمقيم معي والشاذ عنك في النار والنار مثوى للكافرين (4) ) (5) .
  88 ـ وأخبرني بهذا الحديث ( شيخي الامام ) (6) أبو محمد الحسن بن بابويه وشيخي المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي والشيخ أبو عبد الله محمد بن شهريار الخازن جميعا ، عن الشيخ ( السعيد ) (7) أبي جعفر محمد بن الحسن

-------------------------------
(1) في الامالي : جفسيه .
(2) في ( ط ) : بريشا .
(3) ليس في ( ط ) .
(4) في ( م ) : الكافرين .
(5) رواه الصدوق في أماليه : 329 ، والعلل : 328 .
أقول : يأتي بسند آخر في ج 2 : الرقم 88 .
(6 و 7) ليس في ( م ) .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _138 _

  الطوسي ( رحمهم الله ) ، عن الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ( رحمهم الله ) ، عن الشيخ الفقيه أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه ( رحمه الله ) ، باسناده إلى آخر الخبر .
  89 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو النجم محمد بن عبد الوهاب بن عيسى الرازي بالري قراءة عليه في صفر سنة عشرة وخمسمائة ، قال : أخبرنا أبو سعيد محمد بن أحمد بن الحسين النيشابوري ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن الحسين بقراءتي عليه قال : حدثنا أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الأهوازي ، قال : حدثنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن سهل الفارسي ، قال : حدثنا أبو زرعة أحمد بن محمد بن موسى الفارسي ، قال : حدثنا أبو الحسن أحمد بن يعقوب البلخي ، قال : حدثنا محمد بن جرير ، قال : حدثنا الهيثم بن الحسين بن محمد بن عمر ، عن محمد بن هارون بن عمارة ، عن أبيه ، عن أنس بن مالك قال :
  ( خرجت مع رسول الله نتماشى حتى انتهينا إلى بقيع الغرقد ، فإذا نحن بسدرة عارية لا نبات عليها ، فجلس رسول الله تحتها فأورقت الشجرة وأثمرت واستظلت على رسول الله فتبسم وقال ( لي : يا ) (1) انس ادع لي عليا ، فعدوت حتى انتهيت إلى منزل فاطمة ( عليها السلام ) فإذا أنا بعلي يتناول شيئا من الطعام ، فقلت له : أجب رسول الله ، فقال : لخير ادعى ؟ فقلت : الله ورسوله أعلم .
  قال : فجعل علي ( عليه السلام ) يمشي ويهرول على أطراف أنامله حتى مثل بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فجذبه رسول الله وأجلسه إلى جنبه فرأيتهما يتحدثان ويضحكان ورأيت وجه علي قد استنار فإذا أنا بجام من ذهب مرصع بالياقوت (2) والجواهر وللجام أربعة أركان على كل ركن منه مكتوب : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، وعلى الركن الثاني : لا إله إلا الله محمد رسول الله وعلي بن أبي طالب ولي الله وسيفه على القاسطين والناكثين والمارقين (3) ، وعلى الركن الثالث : لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي بن أبي طالب ، وعلى الركن الرابع : نجا المعتقدون

-------------------------------
(1) ليس في ( ط ) .
(2) في ( ط ) : باليواقيت .
(3) في ( م ) : والناكثين القاسطين والمارقين .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _139 _

  لدين الله الموالون لأهل بيت رسول الله .
  وإذا في الجام رطب وعنب ولم يكن أوان العنب ولا أوان الرطب ، فجعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يأكل ويطعم عليا حتى إذا شبعا ارتفع الجام ، فقال لي رسول الله : يا أنس أترى هذه السدرة ؟ قلت : نعم ، قال : قد (1) قعد تحتها ثلاثمائة وثلاثة عشر نبيا وثلاثمائة وثلاثة عشر وصيا ما في النبيين نبي أوجه (2) مني ولا في الوصيين وصي أوجه من علي بن أبي طالب .
  يا أنس من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى إبراهيم في وقاره وإلى سليمان في قضائه وإلى يحيى في زهده وإلى أيوب في صبره وإلى إسماعيل في صدقه فلينظر إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، يا أنس ما من نبي إلا وقد خصه الله تبارك وتعالى بوزيره ، وقد خصني الله تبارك وتعالى بأربعة اثنين في السماء واثنين في الأرض ، فأما اللذان في السماء فجبرائيل وميكائيل ، وأما اللذان في الأرض فعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وعمي حمزة ) (3) .
  90 ـ أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي ، قال : أخبرنا السعيد الوالد ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا محمد بن محمد بن النعمان ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى الاودي ، قال : حدثنا إسماعيل بن أبان ، قال : حدثنا فضيل بن الزبير ، قال : حدثنا أبو عبد الله (4) مولى بني هاشم عن أبي سخيلة قال :
  ( حججت أنا وسلمان الفارسي ( رحمه الله ) فمررنا بالربذة وجلسنا إلى أبي ذر الغفاري فقال لنا :
  انه ستكون بعدي فتنه ولابد منها فعليكم بكتاب الله والشيخ علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فالزموهما ، فاشهد على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أني سمعته يقول : علي أول من

-------------------------------
(1) في ( م ) : لقد .
(2) في ( ط ) : أشرف .
(3) عنه البحار 39 : 128 ، رواه البحراني في مدينة المعاجز : 245 .
(4) في ( ط ) : أبو عبيدالله .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _140 _

  آمن بي وأول من صدقني وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصديق الأكبر وهو فاروق هذه الامة يفرق (1) بين الحق والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب المنافقين ) (2) .
  قال ( الشيخ ) (3) الفقيه عماد الدين : اليعسوب أمير النحل وهو قائده يجتمعون إليه ، فإذا رحل رحلوا برحيله .
  91 ـ أخبرنا الشيخ أبو علي الطوسي ، قال : أخبرنا الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي ( رحمهم الله ) ، قال : أخبرني محمد بن محمد ، قال : أخبرني جعفر بن محمد بن قولويه ، عن أبيه ( رحمهم الله ) ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد ( عليه السلام ) يقول :
  ( ( ان ) (4) في السماء أربعة ملائكة يقولون في تسبيحهم : سبحان من دل هذا الخلق القليل من هذا الخلق الكثير على هذا الدين العزيز )(5) .
  92 ـ أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد الرئيس أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه ( رحمه الله ) بقراءتي عليه في صفر سنة عشرة وخمسمائة ، قال : حدثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ( رضي الله عنه ) املاء في جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين وأربعمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد ( رحمه الله ) ، قال : أخبرني أبو عبد الله محمد بن رياح القرشي إجازة ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا أبو علي الحسن بن

-------------------------------
(1) في ( م ) : الذي يفرق .
(2) عنه البحار 38 : 217 ، رواه الشيخ في أماليه 1 : 147 و 213 وبمضمونه 1 : 256 ، والصدوق في أماليه : 172 مع اختلاف ، وابن طاووس في اليقين : 194 و 195 و 197 و 200 و 201 بعبارات مختلفة .
أقول : يأتي مثله في ج 2 : الرقم 130 ، وج 2 : الرقم 142 ، وج 4 : 24 . (3) ليس في ( م ) .
(4) ليس في ( ط ) .
(5) رواه الشيخ في أماليه 1 : 143 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _141 _

  محمد ، قال : حدثنا الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ( عليهم السلام ) قال :
  ( ان أبا ذر وسلمان ( رحمهما الله ) خرجا في طلب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقيل لهما : انه توجه إلى ( ناحية ) قبا ( فاتبعاه ) (1) ، فوجداه ساجدا تحت شجرة فجلسا ينتظرانه حتى ظنا انه نائم فأهويا ليوقظاه فرفع رأسه إليهما ، ثم قال :
  قد رأيت مكانكما وسمعت مقالتكم ولم أكن راقدا ، ان الله بعث كل نبي كان قبلي الى امته بلسان قومه وبعثني إلى كل اسود وأحمر بالعربية ، وأعطاني في امتي خمس خصال لم يعطها نبيا [ كان ] (2) قبلي نصرني بالرعب يسمع بي القوم وبيني وبينهم مسيرة شهر فيؤمنون بي وأحل لي المغنم وجعل لي الأرض مسجدا وطهورا ، أين ما كنت منها أتيمم من ترابها (3) واصلي عليها ، وجعل لكل نبي مسألة فسألوه إياها ، فأعطاهم [ ذلك ] (4) في الدنيا ، وأعطاني مسألة فأخرت مسألتي لشفاعة المذنبين (5) من امتي يوم القيامة ، ففعل ذلك ، وأعطاني جوامع العلم وأعطى عليا مفاتيح الكلام ، ولم يعط ما أعطاني نبيا قبلي ، فمسألتي بالغة [ الى ] (6) يوم القيامة لمن لقى الله لا يشرك به شيئا ، فيرضى ( بي ) (7) مواليا لوصيي محبا لأهل بيتي ) (8) .
  قال محمد بن أبي القاسم : آخر هذا الخبر يدل على أن بشارة المصطفى بالشفاعة للمذنبين من امته إنما تخص الشيعة الموالية المحبة لأهل بيته كما ذكره ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في آخر الكلام .
  93 ـ أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن بقراءتي

-------------------------------
(1) ليس في ( ط ) .
(2) من أمالي الشيخ .
(3) في الأمالي : تربتها .
(4) من الأمالي .
(5) في الأمالي والبحار : المؤمنين .
(6) من الأمالي .
(7) ليس في ( ط ) ، وفي الأمالي : لا يشرك به شيئا مؤمنا بي .
(8) عنه البحار 16 : 317 ، رواه الشيخ في أماليه 1 : 56 ، عنه البحار 16 : 316 ، روى ذيله الصدوق في الخصال 1 : 292 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _142 _

  عليه في ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال : حدثنا الشيخ الفقيه أبو عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد الدورستي بالغري على ساكنه السلام في شعبان سنة ثمان وخمسين وأربعمائة ، قال : حدثني أبو عبد الله أحمد بن عبدون بن أحمد البزاز بمدينة السلام سنة أربعمائة ، قال : حدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله المطلب الشيباني ، قال : حدثني أحمد بن الحسين العدل الأنباري ، قال :
  ( قدم أبو نعيم الفضل بن ذكين بغداد ، فنزل الرميلة وهي محلة بها ، فاجتمع إليه أصحاب الحديث ، ونصبوا له كرسيا صعد إليه (1) وأخذ يعظ الناس ويذكرهم ويروي لهم الأحاديث ، وكانت أياما صعبة في التقية ، فقام إليه رجل من آخر المجلس وقال له : يا أبا نعيم أتتشيع ؟ قال : فكره الشيخ مقالته وأعرض عنه بوجهه وتمثل بهذين البيتين :
وما  زال بي حبيك حتى iiكأنني      برد  جواب السائلي عنك iiأعجم
لا  سلم من قول الوشاة iiوتسلمي      سلمت وهل حي من الناس يسلم

  قال فلم يفطن الرجل بمراده وعاد إلى السؤال وقال : يا أبا نعيم أتتشيع ؟ فقال : يا هذا كيف بليت بك وأي ريح هبت بك ألي ، نعم ، سمعت الحسن بن صالح بن حي يقول : سمعت جعفر بن محمد ( عليه السلام ) يقول : حب علي عبادة وخير العبادة ما كتمت ) (2) .
  94 ـ أخبرني الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) بقراءتي عليه في مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في شعبان سنة إحدى عشرة وخمسمائة : قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي ( رضي الله عنه ) ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ، قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن

-------------------------------
(1) في ( م ) : عليه .
(2) عنه البحار 39 : 279 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _143 _

  محمد بن عيسى ، عن صفوان بن يحيى ، عن يعقوب بن شعيب ، عن صالح بن ميثم التمار ( رحمه الله ) قال :
  ( وجدت في كتاب ميثم ( رحمه الله ) يقول : تمسينا ليلة عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال لنا :
  ليس من عبد امتحن الله قلبه للإيمان إلا أصبح يجد مودتنا على قلبه ، ولا أصبح عبد ممن سخط الله عليه إلا يجد بغضنا على قلبه ، وأصبحنا نفرح بحب المحب لنا ونعرف بغض المبغض لنا ، وأصبح محبنا مغتبطا برحمة من الله ينتظرها كل يوم ، وأصبح مبغضنا يؤسس بنيانه على شفا جرف هار فكأن ذلك الشفا قد انهار به في نار جهنم ، وكأن أبواب الرحمة قد فتحت لأهل الرحمة ، فهنيئا لأهل الرحمة (1) رحمتهم وتعسا لأهل النار مثواهم .
  أن عبدا لم يقصر في حبنا لخير جعله(2) الله في قلبه ولن يحبنا من يحب مبغضنا ان ذلك لا يجتمع (3) في قلب واحد : ( مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ) (4) ، يحب بهذا قوما ويحب بالآخر عدوهم (5) ، والذي يحبنا فهو يخلص حبنا (6) ، كما يخلص الذهب الذي لا غش فيه ، نحن النجباء وافراطنا افراط الأنبياء ، وأنا وصي الأوصياء وأنا حزب الله ورسوله والفئة الباغية حزب الشيطان ، فمن أحب أن يعلم حاله في حبنا فليمتحن قلبه ، فان وجد فيه حب من ألب علينا فليعلم ان الله تعالى عدوه وجبرئيل وميكائيل والله عدو للكافرين ) (7) .
  95 ـ أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي بن الشيخ السعيد أبو جعفر الطوسي رضي الله عنهما ، عن أبيه ، قال : أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد عيسى ، عن

-------------------------------
(1) في ( ط ) : فهنيئا لأصحاب الرحمة ، وفي أمالي الشيخ : فتحت لأصحاب الرحمة فهنيئا لأصحاب الرحمة .
(2) في ( ط ) : يجعله .
(3) في ( ط ) : لم يجتمع .
(4) الأحزاب : 4 .
(5) في ( م ) : يحب بهذا اعداءهم .
(6) في ( ط ) : بحبنا .
(7) رواه الشيخ في أماليه 1 : 147 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _144 _

  محمد بن خالد ، عن فضالة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر محمد بن علي ( عليه السلام ) قال :
  ( أنا وشيعتنا خلقنا من طينة ( من ) (1) عليين ، وخلق عدونا من طينة خبال (2) من حمأ مسنون ) (3) .
  96 ـ أخبرنا الشريف أبو البركات عمر بن محمد بن حمزة العلوي بالكوفة في مسجده في صفر سنة ست عشرة وخمسمائة ، وأخبرنا أبو غالب سعيد بن محمد بن أحمد بن أحمد الثقفي الكوفي بها ، قال : أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمان العلوي العلامة ، قال : أخبرنا جعفر بن محمد الجعفري وزيد بن جعفر بن حاجب قراءة عليهما ، قال : حدثنا محمد بن القاسم المحاربي قراءة عليه ، قال : حدثنا الحسن بن محمد بن عبد الواحد ، قال : حدثنا حرب بن حسن الطحان ، قال : حدثنا يحيى بن مساور ، عن بشير النبال وكان يرمي النبل (4) ، قال :
  ( اشتريت بعيرا نضوا فقال لي قوم : يحملك ، وقال قوم : لا يحملك ، فركبت ومشيت حتى وصلت المدينة وقد تشقق وجهي ويداي ورجلاي ، فأتيت باب أبي جعفر ( عليه السلام ) فقلت : يا غلام استأذن لي عليه ، قال : فسمع صوتي فقال : ادخل يا بشير مرحبا يا بشير ، ما هذا الذي أرى بك ؟ قلت : جعلت فداك اشتريت بعيرا نضوا فركبت ومشيت فتشقق (5) وجهي ويداي ورجلاي ، فقال : فما دعاك إلى ذلك ؟ قلت : حبكم والله جعلت فداك ، قال : إذا كان يوم القيامة فزع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى الله وفزعنا الى رسول الله وفزعتم إلينا فإلى أين ترون ، نذهب بكم إلى الجنة (6) ورب الكعبة ، ( إلى الجنة ورب الكعبة ) (7) ) .

-------------------------------
(1) ليس في البحار .
(2) في النهاية : فيه ( من شرب الخمر سقاه الله من طينة الخبال يوم القيامة ) ، جاء تفسيره في الحديث : ان الخبال عصارة أهل النار والخبال في الأصل الفساد ويكون من الأفعال والأبدان والعقول .
(3) عنه البحار 67 : 129 ، رواه الشيخ في أماليه 1 : 148 .
(4) في ( م ) : بالنبل .
(5) في ( ط ) : فشقق .
(6) في ( م ) إلى الله .
(7) ليس في ( م ) .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _145 _

  97 ـ أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه ( رحمهم الله ) بالري في صفر سنة عشرة وخمسمائة بقراءتي عليه ، قال : حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي ( رحمه الله ) في جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين وأربعمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : أخبرنا أبو عبد الله المفيد محمد بن محمد بن النعمان الحارثي ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الكاتب ، قال : أخبرنا الحسن بن علي بن عبد الكريم ، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن محمد الثقفي ، قال : أخبرنا عباد بن يعقوب ، قال : حدثنا الحكم بن ظهير ، عن أبي إسحاق ، عن رافع مولى أبي ذر ، قال :
  ( رأيت أبا ذر ( رحمه الله ) آخذا بحلقة باب الكعبة وهو يقول : من عرفني فقد عرفني أنا جندب الغفاري ، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر الغفاري ، سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : من قاتلني في الاولى وقاتل أهل بيتي في الثانية حشره الله [ في الثالثة ] (1) مع الدجال ، انما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ، ومثل باب حطة ، من دخلها نجا ومن لم يدخلها هلك ) (2) .
  98 ـ أخبرنا الشيخ الرئيس أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه ( رحمه الله ) في السنة المذكورة والموضع والتاريخ المذكور ، قال : حدثنا الشيخ السعيد أبو جعفر الطوسي ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد ، قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن الحسين المقري ، قال : حدثنا عمر بن محمد الوراق ، قال : أخبرنا علي بن العباس البجلي قال : حدثنا حميد بن زياد ، قال : حدثنا محمد بن تسنيم (3) ، قال : حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ، قال : حدثنا مقاتل بن سليمان ، عن الضحاك بن مزاحم ، عن ابن عباس قال :

-------------------------------
(1) ليس في ( ط ) .
(2) عنه البحار 23 : 105 ، رواه الشيخ في أماليه 1 : 59 ، 2 : 75 و 96 و 127 و 343 .
(3) في الأمالي : نسيم .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _146 _

  ( سألت رسول الله عن قول الله عز وجل : ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقربون * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ) (1) ، فقال : قال لي جبرئيل : ذاك علي وشيعته هم السابقون إلى الجنة ، المقربون من الله بكرامته لهم ) (2) .
  99 ـ أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) بقراءتي عليه في شعبان سنة إحدى عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، قال : أخبرنا السعيد الوالد ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي ( رحمه الله ) ، قال : أخبرني أبو الحسن زيد بن محمد بن جعفر السلمي إجازة ، قال : حدثنا أبو عبد الله الحسين بن الحكم (3) الكندي ، قال : حدثنا إسماعيل بن صبيح السكري ، قال : حدثنا خالد بن العلي ، عن المنهال بن عمر قال :
  ( كنت جالسا مع محمد بن علي الباقر ( عليهما السلام ) إذ جاءه رجل فسلم عليه فرد ( عليه السلام ) ، فقال الرجل : كيف أنتم ؟ فقال له محمد :
  أوما آن لكم أن تعلموا كيف نحن ، إنما مثلنا في هذه الامة مثل بني إسرائيل كان يذبح ابناؤهم وتستحي نساؤهم ألا وأن هؤلاء يذبحون أبناءنا ويستحيون نساءنا . زعمت العرب ان لهم فضلا على العجم ، فقالت العجم : وبما ذاك ؟ قالوا : كان محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) منا عربيا ، قالوا : صدقتم ، وزعمت قريش ان لها فضلا على غيرها من العرب فقالت لهم العرب من غيرهم : وبما ذاك ؟ قالوا : كان محمد قرشيا ، قالوا لهم : صدقتم وان كان القوم صدقوا فلنا فضل على الناس ، لأنا ذرية محمد وأهل بيته خاصة وعترته لا يشركنا في ذلك غيرنا .
  فقال له الرجل : والله أني لأحبكم أهل البيت ، قال ( عليه السلام ) : فاتخذ للبلاء جلبابا

-------------------------------
(1) الواقعة : 9 ـ 12 .
(2) رواه الشيخ في أماليه 1 : 70 ، عنه البحار 35 : 332 ، ورواه المفيد في أماليه : 298 ، وأخرجه في تأويل الآيات 2 : 643 .
أقول : مر في ج 1 : الرقم 8 .
(3) في ( ط ) : الحكيم .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _147 _

  فوالله انه لأسرع إلينا وإلى شيعتنا من السيل في الوادي ، وبنا يبدأ البلاء ثم بكم وبنا يبدأ الرخاء ثم بكم ) (1) .
  100 ـ أخبرنا الشيخ أبو علي ( رحمه الله ) بالموضع المقدس على ساكنه السلام في التاريخ المؤرخ ، قال : أخبرنا السعيد الوالد ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد محمد بن محمد ( رضي الله عنه ) ، قال : أخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني ، قال : حدثنا محمد بن القاسم المحاربي ، قال : حدثنا أحمد بن صبيح ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل الهمداني ، عن الحسين بن مصعب ، قال :
  ( سمعت جعفر بن محمد ( عليه السلام ) يقول : من أحبنا وأحب محبنا لا لغرض دنيا يصيبها منه ، وعادى عدونا لا لإحنة (2) كانت بينه وبينه ، ثم جاء يوم القيامة وعليه من الذنوب مثل رمل عالج وزبد البحر ، غفرها الله تعالى له ) (3) .
  101 ـ أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي في الموضع والتاريخ المقدم ذكرهما ، قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ( رضي الله عنه ) ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عبيد ، قال : حدثنا الحسن بن محمد ، قال : حدثني أبي ، عن محمد بن المثنى الأزدي انه سمع أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول :
  ( نحن السبب بينكم وبين الله عز وجل ) (4) .
  102 ـ أخبرنا الشيخ الزاهد أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه بقراءتي عليه بالري سنة عشرة وخمسمائة ، قال : حدثنا الشيخ السعيد الفقيه أبو جعفر

-------------------------------
(1) عنه البحار 67 : 238 ، رواه الشيخ في أماليه 1 : 154 .
(2) الاحنة : الحقد .
(3) عنه البحار 27 : 106 ، رواه الشيخ في أماليه 1 : 156 .
(4) رواه الشيخ في أماليه 1 : 157 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _148 _

  محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ، قال : أخبرنا أبو علي الحسن بن عبيدالله القطان ، قال : حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد ، قال : حدثنا أحمد بن الحسين ، قال : حدثنا إبراهيم بن محمد بن بسام ، عن علي بن الحكم ، عن الليث بن سعد ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  ( أحبوا عليا فان لحمه من لحمي ودمه من دمي ، لعن الله أقواما من امتي ضيعوا فيه عهدي ونسوا فيه وصيتي ، ما لهم عند الله من خلاق ) (1) .
  103 ـ أخبرنا الشيخ الرئيس أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه رحمه الله تعالى بالموضع المذكور في التاريخ المذكور المكتوب ، قال : حدثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) بالمشهد المقدس بالغري على ساكنه السلام في جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين وأربعمائة ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا أبو غالب أحمد بن محمد الزراري (2) ، قال : أخبرني عمي أبو الحسن ، عن سليمان بن الجهم ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن خالد الطيالسي ، قال : حدثنا العلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم الثقفي قال :
  ( سألت أبا جعفر محمد بن علي ( عليه السلام ) عن قول الله تبارك وتعالى : ( فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ) (3) ، قال ( عليه السلام ) :
  يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتى يقام بموقف الحساب ، فيكون الله تعالى هو يتولى حسابه ، لا يطلع على حسابه أحدا من الناس فيعرفه ذنوبه ، حتى إذا أقر بسيئاته قال الله تعالى للكتبة : بدلوها حسنات وأظهروها للناس ، فيقول الناس حينئذ : ما كان لهذا العبد سيئة واحد ، ثم يأمر الله به الى الجنة ، فهذا تأويل الآية ، وهي للمذنبين (4) من شيعتنا خاصة ) (5) .

-------------------------------
(1) رواه الشيخ في أماليه 1 : 67 .
(2) في ( ط ) : الرازي .
(3) الفرقان : 70 .
(4) في أمالي الشيخ : في المذنبين .
(5) رواه الشيخ في أماليه 1 : 70 .
أقول : مر في ج 1 : الرقم 9 مثله .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _149 _

  104 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو النجم محمد بن عبد الوهاب الرازي بها في صفر عشرة وخمسمائة قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو سعيد محمد بن أحمد بن الحسين ، قال : أخبرني القاضي أبو علي الحسن بن علي الصفار بقراءتي عليه ، قال : أخبرني أبو عمران مهدي ، قال : أخبرنا أبو العباس بن عقدة ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن القطواني ، قال : حدثنا إبراهيم بن أنس الأنصاري ، قال : حدثنا إبراهيم بن جعفر ، عن عبد الله بن مسلم ، عن أبي الزبير (1) عن جابر بن عبد الله قال :
  ( كنا عند النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فأقبل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال النبي : قد أتاكم أخي ، ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده وقال : والذي نفس محمد بيده ان هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة ، ثم قال : انه أولكم إيمانا معي وأوفاكم بعهد الله وأقومكم (2) بأمر الله عز وجل ، وأعدلكم في الرعية وأقسمكم بالسوية وأعظمكم عند الله مزبة (3) ، قال : ونزلت : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) (4) ) (5) .
  105 ـ وأخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي بقراءتي عليه في شعبان سنة إحدى عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي ( رضي الله عنه ) ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي ( رحمه الله ) ، قال : أخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني ، قال : حدثنا الحسين بن عتبة ، قال : حدثنا أحمد بن النصر ، قال : حدثنا محمد بن الصامت الجعفي ، قال :

-------------------------------
(1) في ( م ) : ابن الزبير .
(2) في ( ط ) : اقواكم .
(3) في ( م ) : مرتبة .
(4) البينة : 7 .
(5) رواه الشيخ في أماليه 1 : 257 ، والخوارزمي في مناقبه : 62 ، والمفيد في أماليه : 62 ، وتفسير فرات : 219 ، عنه البحار 35 : 246 .
أقول : يأتي مثله في ج 3 : الرقم 15 ، وج 5 : الرقم 33 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _150 _

  كنا عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) جماعة من البصريين فحدثهم بحديث أبيه عن جابر بن عبد الله ( رحمه الله ) في الحج املاء عليهم ، فلما قاموا قال أبو عبد الله :
  ( ان الناس أخذوا يمينا وشمالا ، وانكم لزمتم صاحبكم فالى أين ترون ، يرد بكم إلى الجنة والله ، إلى الجنة والله ، إلى الجنة والله ) (1) .
  106 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن بن محمد الطوسي في التاريخ والموضع المقدم ذكرهما ، قال : أخبرنا السعيد الوالد ، قال : أخبرني الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ( رحمهم الله ) ، قال : أخبرني الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ، قال : حدثنا محمد بن جعفر الأسدي ، قال : حدثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر الجعفي قال :
  ( قال أبو عبد الله جعفر بن محمد ( عليه السلام ) : ان الله تعالى ضمن للمؤمن ضمانا ، قال : قلت : وما هو ؟ قال : ضمن له ان أقر لله تعالى بالربوبية ولمحمد بالنبوة ولعلي بالإمامة وأدى ما افترض عليه ، ان يسكنه في جواره ، قال : فقلت : هذه والله هي الكرامة التي لا تشبهها كرامة الآدميين ، ثم قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : اعملوا قليلا تنعموا كثيرا ) (2) .
  107 ـ أخبرنا الشيخ الرئيس الزاهد أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه بالري بقراءتي عليه في صفر سنة عشرة وخمسمائة ، قال : حدثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن الحسين البصير ، قال : حدثنا أحمد بن نصر بن سعيد الباهلي ، قال : حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، قال : حدثنا عبد الله بن حماد ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده ( عليهم السلام ) قال :

-------------------------------
(1) رواه الشيخ في أماليه : 1 : 158 .
(2) رواه الشيخ في أماليه 1 : 159 .