ياسر وولده أبو القاسم سعد بن عمار ( رحمهم الله ) جميعا ، عن إبراهيم بن نصر الجرجاني ، عن السيد الزاهد محمد بن حمزة الحسيني ( رحمه الله ) ، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن بابويه ( رحمه الله ) ( عن أخيه الصدوق أبي جعفر بن بابويه ) (1) قال : حدثنا أبو الحسن علي بن عيسى المجاور في مسجد الكوفة ، قال : حدثنا إسماعيل بن رزين ابن أخ دعبل الخزاعي ، عن أبيه ، قال : حدثني علي بن موسى الرضا ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي قال : حدثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدثني أبي الحسين بن علي ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( يا علي أنت المظلوم بعدي فويل لمن قاتلك وطوبى لمن قاتل معك ، يا علي أنت الذي تنطق بكلامي وتتكلم بلساني بعدي فويل لمن رد عليك وطوبى لمن قبل كلامك ، يا علي أنت سيد هذه الامة بعدي وأنت إمامها وخليفتي عليها ، ومن فارقك فارقني يوم القيامة ومن كان معك كان معي يوم القيامة ، يا علي أنت أول من آمن بي وصدقني وأول من أعانني على أمري وجاهد معي عدوي ، وأنت أول من صلى معي والناس يومئذ في غفلة الجهالة .
  يا علي أنت أول من تنشق عنه الأرض معي ، وأنت أول من يبعث معي ، وأنت أول من يجوز الصراط معي ، وان ربي جل جلاله أقسم بعزته لا يجوز عقبة الصراط إلا من معه براءة (2) بولايتك وولاية الأئمة من ولدك ، وأنت أول من يرد حوضي تسقي منه أولياءك وتذود عنه أعداءك ، وأنت صاحبي إذا قمت المقام المحمود ، تشفع لمحبنا (3) فتشفع فيهم ، وأنت أول من يدخل الجنة ، وبيدك لوائي لواء الحمد وهو سبعون شقة ، الشقة منه أوسع من الشمس والقمر ، وأنت صاحب شجرة طوبى في الجنة ، أصلها في دارك وأغصانها في دور شيعتك ومحبيك ) (4) .

------------------------------------
(1) ليس في ( ط ) .
(2) في ( ط ) : من كان له براءة .
(3) في البحار : لمحبينا .
(4) عنه البحار 38 : 140 ، رواه الصدوق في عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 6 مع اختلافات ، أقول : يأتي في ج 7 : الرقم 32 مثله .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _202_

  25 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن بن محمد الطوسي ( رحمه الله ) في شهر رمضان سنة إحدى عشرة وخمسمائة بقراءتي عليه في مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وأخبرني الشيخ الفقيه الأمين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن قراءة عليه في سنة أربع عشرة وخمسمائة ، قال : حدثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي ( رضي الله عنه ) بالغري على ساكنه السلام سنة ست وخمسين وأربعمائة ، قال : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي ، سنة عشرة وأربعمائة في منزله ببغداد في درب الزعفراني رحبة بن مهدي ، قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمان بن عقدة الحافظ ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى الجعفي الحازمي (1) ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا زياد بن خيثمة وزهير بن معاوية ، عن الأعمش ، عن عدي بن ثابت ، عن زر بن حبيش ، عن علي ( عليه السلام ) قال : ( ان فيما عهد إلي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أن لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق (2) ) (3) .
  26 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه ( رحمه الله ) بالري وأبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : أخبرني الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ، قال : أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي ، قال : حدثنا أبو الحسن علي بن العباس ( قال : حدثنا جعفر بن محمد بن الحسين ) (4) ، قال : حدثنا موسى بن زياد ، عن يحيى بن يعلى ، عن أبى خالد الواسطي ، عن أبي هاشم الجولاني ، عن زاذان قال :

------------------------------------
(1) في ( ط ) : الحارثي ، وفي الأمالي : الخاذمي .
(2) في الأمالي : كافر .
(3) رواه الشيخ في أماليه 1 : 264 ، أقول : مر في ج 2 : الرقم 51 و 74 ، ويأتي في ج 4 : الرقم 11 و 23 مثله .
(4) ليس في أمالي الشيخ .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _203_

  سمعت سلمان ( رحمه الله ) يقول :
  ( لا ازال احب عليا ( عليه السلام ) ، فاني رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يضرب فخذه ويقول : محبك لي محب ، ومحبي لله محب ، ومبغضك لي مبغض ، ومبغضي لله مبغض ) (1) .
  27 ـ حدثنا السيد الزاهد أبو طالب يحيى بن محمد بن الحسن الجواني الحسيني ( رحمه الله ) في محرم سنة ثمان أو تسع وخمسمائة بآمل في داره ونسخت من أصله وعارضته معه ، قال : حدثنا السيد الزاهد أبو إبراهيم جعفر بن محمد الحسيني ، قال : حدثنا الشيخ أبو عبد الله الحاكم محمد بن عبد الله الحافظ ( قال : أخبرني الحسين بن محمد بن أحمد بن الحسين الحافظ ) (2) ، قال : أخبرنا أبو حفص عمر بن إبراهيم الكيلاني بتنسيس ، قال : حدثنا حمدون بن عيسى ، قال : حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي ، قال : حدثنا عباد بن عبد الصمد ، عن الحسن ، عن أنس ، قال :
  ( جاءت فاطمة ( عليها السلام ) ومعها الحسن والحسين ( عليهما السلام ) الى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في المرض الذي قبض فيه ، فانكبت عليه فاطمة والصقت صدرها بصدره وجعلت تبكي فقال لها النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا فاطمة ، ونهاها عن البكاء فانطلقت إلى البيت ، فقال : النبي ويستعبر الدموع : اللهم أهل بيتي وأنا مستودعهم كل مؤمن (3) ثلاث مرات ) (4) .
  قال محمد بن أبي القاسم مصنف هذا الكتاب : هذا الخبر يدل على ان المؤمن هو من تمسك بولايتهم وعرف حقهم وأطاعهم وحفظ وديعة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في مراعاتهم ، وان من تخلف عنهم وتولى غيرهم وقدم غيرهم عليهم فقد ضيع وديعة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وخرج عن تناول هذا الاسم له لأنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) استودعهم كل مؤمن وكل (5) من حفظهم وقدمهم على سائر الناس فهو الحافظ لوديعة رسول الله ، وما هم إلا الشيعة المنقادة لهم المطيعة لأمرهم المسلمة لحكمهم الراضية بقضائهم الموالية لهم المخالفة لمن خالفهم وغيرهم عليهم قد عتوا عن الحق وأضاعوا

------------------------------------
(1) رواه الشيخ في أماليه 1 : 132 ، أقول : مر في ج 2 : الرقم 71 مثله .
(2) ليس في البحار .
(3) في ( ط ) : كل مؤمن ومؤمنة .
(4) عنه البحار 22 : 46 .
(5) في ( م ) : فكل .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _204 _

  وديعة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا .
  وإن (1) اشتغلت بشرح ما يتعلق بمعاني هذه الأخبار خرج الكتاب عن حده في كبره وربما مل الناظر فيه واستثقل الحامل له وعجز منه الناسخ والطالب له ؛ لأن لكل خير مما يروي معان ووجوها ظاهرة وخفية وغامضة وجلية ، لكن ما دل وقل خير مما كثر ومل ، والإشارة تغني عن العبارة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا ، وسيذكر من يخشى ويتجنبها الأشقى ، جعلنا الله وإياكم يا أخواني (2) ممن خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ، ورزقنا وإياكم طاعة أولي الأمر والمودة في القربى انه لطيف ( خبير )(3) لما يشاء .
  28 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي ( رحمه الله ) بقراءتي عليه في مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في شهر رمضان سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، قال : أخبرنا السعيد الوالد ، قال : أخبرنا أبو عمر (4) عبد الواحد بن محمد ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا إبراهيم بن إسحاق بن يزيد ، قال : حدثنا إسحاق بن يزيد النظامي ، قال : حدثنا سعيد بن حازم ، عن الحسين بن عمر ، عن رشيد ، عن حبة العرني قال : سمعت عليا ( عليه السلام ) يقول :
  ( نحن النجباء وأفراطنا (5)أفراط الأنبياء ، حزبنا حزب الله ، والفئة الباغية حزب الشيطان ، من ساوى بيننا وبينهم فليس منا ) (6) .
  29 ـ أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه ( رحمه الله ) بقراءتي عليه في خانقانه بالري في شهر ربيع الأول سنة عشرة وخمسمائة ، قال : حدثنا الشيخ السعيد محمد بن الحسن بن علي الطوسي ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبد الله

------------------------------------
(1) في ( م ) : ولو .
(2) في ( ط ) : اخوتي .
(3) ليس في ( ط ) .
(4) في البحار : أبو عمرو .
(5) أفراطنا : أي أولادنا الذين يموتون قبلنا أولاد الأنبياء ، أو شفعاؤنا شفعاء الأنبياء .
(6) عنه البحار 23 : 106 ، في ج 2 : الرقم 13 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _205_

  محمد بن محمد بن النعمان الحارثي ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا الشريف أبو محمد الحسن ابن محمد بن يحيى ، قال : حدثنا جدي ، قال : إبراهيم بن علي والحسن بن يحيى جميعا ، قالا : حدثنا نصر بن مزاحم ، عن أبي خالد الواسطي ، عن زيد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : ( كان من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عشر لم يعطهن أحد قبلي ولا يعطاهن بعدي ، قال لي : يا علي أنت أخي في الدنيا وأخي في الآخرة وأنت أقرب الناس مني موقفا يوم القيامة ، ومنزلي ومنزلك في الجنة متواجهين كمنزل الأخوين ، وأنت الوصي وأنت الولي وأنت الوزير ، عدوك عدوي وعدوي عدو الله ، ووليك وليي ووليي ولي الله ) (1) .
  30 ـ أخبرني الشيخ أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي وأبو محمد بن أحمد بن شهريار الخازن ، قال : حدثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا عبد الله بن موسى ، قال : حدثني هاني بن أيوب ، عن طلحة بن مصرف ، عن عميرة بن سعد (2) انه سمع عليا ( عليه السلام ) ( يقول ) (3) في الرحبة وينشد الناس :
  ( من سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فقام بضعة عشر رجلا فشهدوا ) (4) .
  قال محمد بن أبي القاسم : هذا الخبر وإن تكررت ألفاظه فأسانيده مختلفة وهو أعظم البشارات للشيعة (5) لأن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دعا لمن والى عليا ( عليه السلام ) ودعوة

------------------------------------
(1) رواه الشيخ في أماليه 1 : 136 ، أقول : مر في ج2 : الرقم 77 مثله ، وبمضمونه في ج 2 : الرقم 133 ويأتي في ج 7 : الرقم 25 .
(2) في ( ط ) : عمارة بن سعيد .
(3) ليس في البحار .
(4) عنه البحار 37 : 125 ، رواه الشيخ في أماليه 1 : 278 و 343 ، أقول : مر في ج 3 : الرقم 21 مثله ويأتي في ج 5 : الرقم 25 ، وج 10 : الرقم 15 مثله .
(5) في ( ط ) : البشارة لشيعته .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _206_

  النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مستجابة بلا خلاف فيه ، والشيعة إذا كانت توالي عليا حق الولاية فقد صارت ولية لله بدعاء النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فتكون الشيعة هم الذين قال الله فيهم : ( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) (1) جعلنا الله من صالحي الشيعة بحق محمد وآله .
  31 ـ أخبرني الشيخ أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه ( رحمه الله ) إجازة ، ونسخت من أصله وقرأت عليه (2) في خانقانه بالري سنة عشرة وخمسمائة ، عن عمه محمد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين ، عن عمه أبي جعفر محمد بن علي (3) ، قال : حدثني محمد بن علي بن ماجيلويه ، عن علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، عن حكم بن أيمن ، عن محمد الحلبي ، قال : قال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ) :
  ( انه من عرف دينه من كتاب الله عز وجل زالت الجبال قبل أن يزول ، ومن دخل في أمر بجهل خرج منه بجهل قلت : وما هو في كتاب الله ؟ قال : قول الله عز وجل : ( مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) (4) .
  وقوله عز وجل : ( مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ ) (5) .
وقوله عز وجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ )(6) .
  وقوله تبارك وتعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (7) .
  وقوله جل جلاله : ( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا ) (8) .

------------------------------------
(1) يونس : 62 .
(2) في ( م ) : علي ولده .
(3) في البحار : أبي جعفر بن بابويه .
(4) الحشر : 7 .
(5) النساء : 80 .
(6) النساء : 59 .
(7) المائدة : 57 .
(8) النساء : 65 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _207_

  وقوله عز وجل : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )(1) .
  ومن ذلك قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله ، وأحب من أحبه وابغض من أبغضه ) (2) .
  32 ـ أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) بقراءتي عليه في شهر رمضان سنة إحدى عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : حدثنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام السامري ، قال : حدثني أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبيدالله المنصوري ، قال : حدثنا أبو السري سهل بن يعقوب بن إسحاق الملقب بأبي نؤاس المؤذن في المسجد المعلق في صف (3) شنيف بسامرا ، قال المنصوري : وكان يلقب بأبي نؤاس لأنه كان يتخالع ويطيب مع الناس ويظهر التشيع على الطيبة فيأمن على نفسه ، فلما سمع الامام علي بن محمد لقبني بأبي نؤاس ، قال : يا أبا السري أنت أبو نؤاس الحق ومن تقدمك أبو نؤاس الباطل .
  قال : وقلت له ذات يوم : يا سيدي قد وقع لي اختيارات (4) الأيام عن سيدنا الصادق ( عليه السلام ) ، مما حدثني به الحسن بن عبد الله بن مطهر (5) ، عن محمد بن سليمان الديلمي ، عن أبيه ، عن سيدنا الصادق ( عليه السلام ) في كل شهر فأعرضه عليك ، فقال لي : افعل .
  فلما عرضته عليه وصححته قلت له : يا سيدي في أكثر هذه الأيام قواطع عن المقاصد لما ذكر فيها من النحس والمخاوف ، فدلني (6)على الاحتراز من

------------------------------------
(1) المائدة : 67 .
(2) عنه البحار 23 : 103 .
(3) في الأمالي : صفة .
(4) في الامالي : اختيار .
(5) في الأمالي : مظفر .
(6) في ( ط ) : فدخلني ، وفي الأمالي : فتدلني .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _208_

  المخاوف فيها ، فانما تدعوني الضرورة إلى التوجه في الحوائج فيها .
  فقال لي : يا سهل ان لشيعتنا بولايتنا عصمة لو سلكوا بها في لجج البحار الغامرة وسباسب البيداء الغامرة ، بين سباع وذئاب واعادي الجن والانس ، لأمنوا من مخاوفهم بولايتهم لنا ، فثق بالله عز وجل واخلص في الولاء لائمتك (1) الطاهرين ، وتوجه حيث شئت واقصد ما شئت ، يا سهل إذا أصبحت وقلت ثلاثا :
  اصبحت اللهم معتصما بذمامك المنيع الذي لا يطاول ولا يحاول ، من شر كل طارق وغاشم ، من سائر ما خلقت ومن خلقت من خلقك ، الصامت والناطق في جنة من كل مخوف بلباس سابغة ولاء أهل بيت نبيك ، في جنة من كل مخوف محتجزا من كل قاصد لي الى أذية بجدار حصين الاخلاص في الاعتراف بحقهم والتمسك بحبلهم جميعا ، موقنا ان (2) الحق لهم ومعهم وفيهم وبهم أوالي من والوا وأجانب من جانبوا .
  [ فصل على محمد وآل محمد ] (3) ، فاعذني اللهم بهم من سوء شر كل ما اتقيته ، يا عظيم حجزة الاعادي عني ببديع السماوات والأرض ، إنا جعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لا يبصرون .
  وقلتها عشاء ثلاثا ، حصلت في حصن (4) من مخاوفك وأمن من محذورك .
  فإذا أردت التوجه في يوم قد حذرت فيه فقدم امام توجهك (5) الحمد لله رب العالمين ، والمعوذتين ، وآية الكرسي ، وسورة القدر ، وآخر آية من آل عمران ، وقل : اللهم بك يصول الصائل وبقدرتك يطول الطائل ، ولا حول لكل ذي حول إلا بك ، ولا قوة يمتارها ذو قوة إلا منك ، بصفوتك من خلقك وخيرتك من بريتك محمد نبيك وعترته وسلالته عليه وعليهم السلام ، صل عليهم واكفني شر هذا اليوم

------------------------------------
(1) في ( ط ) : بائمتك .
(2) في الأمالي : بان .
(3) عن الأمالي .
(4) في ( ط ) : حصين .
(5) في ( ط ) : توجيهك .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _209_

  وضره (1) وارزقني خيره ويمنه واقض لي (2) في منصرفاتي بحسن العاقبة (3) وبلوغ المحبة والظفر بالامنية وكفاية الطاغية الغوية (4) وكل ذي قدرة لي على أذية ، حتى أكون في جنة وعصمة من كل بلاء ونقمة ، وابدلني من المخاوف فيه أمنا ومن العوائق فيه يسرا ، حتى لا يصدني صاد عن المراد ولا يحل بي طارق من أذى العباد ، إنك على كل شئ قدير والامور إليك تصير ، يامن ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ) (5) .
  33 ـ حدثنا السيد الامام الزاهد أبو طالب يحيى بن الحسن بن عبيدالله الجواني الحسيني في داره بآمل لفظا منه في محرم سنة تسع وخمسمائة ، قال : أخبرنا الشيخ أبو علي جامع بن أحمد الدهستاني في نيشابور (6) في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وخمسمائة قال : أخبرنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن العباس ، قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الثعالبي ، قال : أخبرنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد السري الفروضي ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني علي بن موسى ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدثني أبي الحسين بن علي ، قال : حدثني علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  ( انما سميت ابنتي فاطمة ، لأن الله فطمها وفطم من أحبها من النار ) (7) .
  34 ـ أخبرني الشيخ أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي بقراءتي عليه في مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في شهر رمضان سنة

-------------------------------
(1) في الأمالي : ضرره .
(2) في الأمالي : من .
(3) في الأمالي : العافية .
(4) في ( ط ) : القوية .
(5) رواه الشيخ في أماليه 1 : 282 .
(6) في ( م ) : بنيشابور .
(7) مر في ج 3 : الرقم 18 مثله ، ويأتي في ج 5 : الرقم 4 مثله .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _210_

  إحدى عشرة وخمسمائة ، عن أبيه ، قال : أخبرنا أبو محمد ( الحسن بن محمد بن يحيى ) (1) الفحام السر من رائي ، قال : حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبيدالله (2) المنصوري ، قال : حدثنا عم أبي أبو موسى (3) عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور (4) قال :
  ( كنت خدنا للامام علي بن محمد ( عليه السلام ) وكان يروي عنه كثيرا ، من ذلك انه قال (5) :
  حدثنا الامام [ علي بن محمد ](6) ( عليه السلام ) ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن موسى ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين ، قال حدثني ابي الحسين بن علي ، قال : حدثني ابي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) [ لي ] (7) وإلا صمتا : يا علي محبك محبي ومبغضك مبغضي ) (8) .
  35 ـ أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه ( رحمهم الله ) ، عن عمه محمد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين ، عن عمه أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه ( رحمه الله ) (9) ، قال : حدثني سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن صفوان ، عن خيثمة الجعفي قال :
  ( دخلت على الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) وأنا اريد الشخوص فقال : ابلغ موالينا السلام ، وأوصهم بتقوى الله وأن يعود غنيهم فقيرهم وقويهم ضعيفهم ، وأن يعود صحيحهم مريضهم ، وأن يشهد حيهم جنازة ميتهم ، وأن يتلاقوا في بيوتهم ،

-------------------------------
(1) ليس في أمالي الشيخ .
(2) في الأمالي : عبد الله .
(3) في ( م ) : عمر بن موسى .
(4) في ( ط ) : عيسى المنصوري .
(5) في ( م ) : ويروي عنه كثيرا ، من ذلك قال ، وفي الأمالي : كان يروي منه كثيرا .
(6) من الأمالي .
(7) من الأمالي .
(8) رواه الشيخ في أماليه 1 : 285 والسيد ابن طاووس في اليقين : 74 .
(9) في البحار : عن عمه محمد بن الحسن عن أبيه عن عمه أبي جعفر بن بابويه عن أبيه عن سعد .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _211 _

  فان لقاء بعضهم بعضا حياة لأمرنا ، رحم الله امرءا أحيى أمرنا ، يا خيثمة إنا لا نغني عنكم من الله شيئا إلا بالعمل ، وان ولايتنا لا تنال إلا بالورع ، وان أشد الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم خالفه (1) إلى غيره ) (2) .
  36 ـ أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) بالموضع والتاريخ المقدم ذكرهما ، عن أبيه ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن يحيى الفحام ، قال : حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبيدالله المنصوري ، قال : حدثنا عم أبي أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن منصور ، قال : كنت خدنا للامام علي بن محمد ( عليهما السلام ) وكان يروي عنه (3) كثيرا ، من ذلك انه قال :
  حدثنا الإمام علي بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ( عليهما السلام ) ، قال : حدثني أبي علي بن موسى ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، قال : حدثني أبي الحسين بن علي ، قال : حدثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( أحبوا الله لما (4) يغدوكم به من نعمة ، وأحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي ) (5) .
  37 ـ أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن الحسين بن بايويه بقراءتي عليه بالري في ربيع الأول سنة عشرة وخمسمائة ، قال : حدثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن بن محمد الطوسي ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ، قال : أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن الحسن الكوفي ، قال : حدثنا إسماعيل بن محمد المزني ، قال :

-------------------------------
(1) في ( ط ) : يخالفه .
(2) عنه البحار 71 : 187 ، أقول : مر في ج 2 : الرقم 76 مثله .
(3) في الأمالي : منه .
(4) في الأمالي : بما .
(5) رواه الشيخ في أماليه 1 : 285 ، أقول : مر في ج 2 : الرقم 43 ، ويأتي في ج 7 : الرقم 50 مثله .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _212 _

  حدثنا سلام بن أبي عمرة (1) الخراساني ، عن سعد بن سعيد ، عن يونس بن الحباب ، عن علي بن الحسين زين العابدين ( عليه السلام ) قال :
  ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما بال أقوام إذا ذكر عندهم آل إبراهيم فرحوا واستبشروا ، وإذا ذكر عندهم آل محمد ( عليهم السلام ) اشمأزت قلوبهم ، والذي نفس محمد بيده لو أن عبدا جاء يوم القيامة بعمل سبعين نبيا ، ما قبل الله ذلك منه حتى يلقاه بولايتي وولاية أهل بيتي (2) ) (3) .
  38 ـ أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) بقراءتي عليه في مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في شهر رمضان سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام السامري ببغداد ، قال : حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبيدالله الهاشمي المنصوري ، قال : حدثني عم أبي أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى المنصوري ، قال : حدثنا الامام علي بن محمد العسكري ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن موسى ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر قال : أبو محمد بن الفحام : وحدثني عمي عمر بن يحيى ، قال : حدثني إبراهيم بن عبد الله البلخي ، قال : حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل ، قال :
  ( سمعت الصادق ( عليه السلام ) يقول : حدثني أبي محمد بن علي ( عليهما السلام ) عن جابر بن عبد الله قال : كنت عند النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنا من جانب وعلي أمير المؤمنين من جانب ، إذ أقبل عمر بن الخطاب ومعه رجل قد تلبب [ به ] (4) ، قال : ما باله ؟ قال : حكي عنك يارسول الله إنك قلت : من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله دخل الجنة ، وهذا إذا سمعه الناس فرطوا في الأعمال ، أفأنت قلت ذاك يارسول الله ؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : نعم

-------------------------------
(1) في الأمالي : أبا عمرة .
(2) في ( ط ) : أهل بيتي عند الله .
(3) رواه الشيخ في أماليه 1 : 140 ، أقول : مر في ج 2 : الرقم 85 ، ويأتي في ج 6 : الرقم 27 مثله .
(4) من الأمالي .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _213 _

  إذا تمسك بمحبة هذا وولايته ) (1).
  39 ـ أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه بقراءتي عليه بالري سنة عشرة وخمسمائة ، قال : حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ، قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن عبد الله بن الوليد قال :
  ( دخلنا على أبي عبد الله ( عليه السلام ) في زمن بني مروان قال : ممن أنتم ؟ قلنا : من أهل الكوفة ، قال : ما في البلدان أكثر محبا لنا من أهل الكوفة ، لا سيما هذه العصابة ، ان الله تعالى هداكم لأمر جهله الناس ، فاجبتمونا (2) وأبغضنا الناس ، [ وبايعتمونا وخالفنا الناس ] (3) وصدقتمونا وكذبنا الناس ، فأحياكم الله محيانا وأماتكم مماتنا ، فأشهد على أبي انه كان يقول : ما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقر به عينه أو يغتبط إلا أن تبلغ نفسه هكذا ـ وأهوى بيده إلى حلقه ـ وقد قال الله عز وجل في كتابه :
  ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ) (4) ، فنحن ذرية رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ) (5) .
  40 ـ أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) بقراءتي عليه في الموضع والتاريخ المقدم ذكرهما ، عن أبيه ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن يحيى الفحام ، قال : حدثني عمي عمر بن يحيى ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن سليمان بن عاصم قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد العبدي ، قال : حدثنا علي بن الحسن بن جعفر الأموي(6) ، عن العباس بن عبيدالله (7) ، عن سعد بن

-------------------------------
(1) رواه الشيخ في أماليه 1 : 288 .
(2) في ( ط ) فأجبتمونا .
(3) من الامالي .
(4) الرعد : 38 .
(5) رواه الشيخ في أماليه 1 : 143 ، أقول : مر في ج 2 : الرقم 86 مثله .
(6) في ( م ) : علي بن الحسين ، وفي الأمالي : عن جعفر الأموي .
(7) في الأمالي : عبد الله .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _214 _

  طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن أبي مريم ، عن سلمان قال :
  ( كنا جلوسا عند النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذ أقبل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فناوله النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الحصاة ، فلما استقرت ( الحصاة ) (1) في كف (2) علي ( عليه السلام ) نطقت وهي تقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله رضيت بالله ربا وبمحمد نبيا وبعلي بن أبي طالب وليا (3) .
  ثم قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من أصبح منكم راضيا بالله وبولاية علي بن أبي طالب فقد امن من خوف الله وعقابه ) (4) .
  41 ـ أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) ، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن قراءة عليهما ، بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قالا : حدثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام ، قال : حدثني أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبيدالله المنصوري ، قال : حدثني عم أبي أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى قال :
  ( قصدت الامام علي بن محمد ( عليه السلام ) يوما فقلت له : يا سيدي ان هذا الرجل قد أطرحني وقطع رزقي وملني وما اتهم في ذلك إلا علمه بملازمتي لك ، وإذا سألته فسياسته تلزمه القبول منك فينبغي أن تتفضل علي بمسألته ، فقال : تفكى إن شاء الله .
  فلما كان في الليل طرقني رسول (5) المتوكل ، رسول يتلو رسولا ، فجئت والفتح على الباب قائم (6) ، فقال : يارجل ما تأوي في منزلك بالليل ، ( كدني ) (7) هذا الرجل مما يطلبك .
  فدخلت ، فإذا المتوكل جالس على فراشه ، فقال : يا أبا موسى نشتغل عنك

-------------------------------
(1) في الأمالي : حصاة ، فما نطقت الحصاة في كف .
(2) ليس في ( ط ) .
(3) في ( ط ) : اماما ووليا .
(4) رواه الشيخ في أماليه 1 : 289 .
(5) في الأمالي : رسل .
(6) في ( م ) : قائم على الباب .
(7) من الأمالي .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _215 _

  وتنسينا نفسك أي شيء لك عندي ؟ فقلت : الصلة الفلانية والرزق الفلاني ـ وذكرت أشياء ـ فأمر لي بها وضعفها ، فقلت للفتح : وافى علي بن محمد الى هاهنا ، فقال : لا فقلت : كتب رقعة ، فقال لا ، فوليت منصرفا فتبعني ، فقال لي : لست أشك انك سألته دعاء لك فالتمس لي منه دعا .
  فلما دخلت عليه قال لي : يا أبا موسى هذا وجه الرضا ، قلت : ببركتك يا سيدي ولكن قالوا لي : أنك ما مضت إليه ولا سألته .
  قال ( عليه السلام ) : ان الله تعالى علم منا إنا لا نلجأ في المهمات إلا عليه (1) ( ولا نتوكل في الملمات إلا عليه ) (2) ، وعودنا إذا سألناه الاجابة ، ونخاف أن نعدل فيعدل بنا ، فقلت : إن الفتح قال لي كيت وكيت ، فقال ( عليه السلام ) لي : انه يوالينا بظاهره ويجانبنا بباطنه ، الدعاء لمن يدعو به إذا خلصت في طاعة الله واعترفت برسول الله وبحقنا أهل البيت ، وسألت الله تبارك وتعالى شيئا لم يمنعك ، قلت : يا سيدي فعلمني دعاء أختص به من الأدعية ، فقال : هذا الدعاء كثيرا ما ادعوا الله به وقد سألت الله أن لا يخيب من دعا به في مشهدي بعدي وهو :
  يا عدتي عند العدو ، ويارجائي والمعتمد ، يا كهفي والسند ، يا واحد يا أحد ياقل هو الله أحد ، أسألك اللهم بحق من خلقته (3) من خلقك ولم تجعل في خلقك مثله أن تصلي عليهم ، وان تفعل بي كيت وكيت )(4) .
  42 ـ حدثنا السيد الزاهد أبو طالب يحيى بن محمد بن الحسن الجواني الحسيني بآمل في محرم سنة تسع وخمسمائة لفظا منه وقراءة عليه بعد ذلك ، قال : أخبرنا الشيخ أبو علي جامع بن أحمد الدهستاني بنيشابور ، قال : أخبرنا الشيخ الامام أبو الحسن علي بن الحسين بن العباس (5) ، قال : أخبرنا أبو إسحاق

-------------------------------
(1) في الأمالي : إليه .
(2) ليس في ( ط ) .
(3) في ( م ) : خلقت .
(4) رواه الشيخ في أماليه 1 : 291 ، عنه مستدرك الوسائل 10 : 363 ، البحار 95 : 156 و 102 : 59 في دعواته .
(5) في ( م ) : الحسن بن العباس .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _216 _

  أحمد(1) بن محمد بن إبراهيم الثعالبي ، قال : أخبرنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد السري ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي بالبصرة ، قال : حدثني أبي في سنة ستين ومائتين ، قال : حدثنا علي بن موسى بن جعفر ( سنة أربع وتسعين ) (2) ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدثني أبي الحسين بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) قال :
  ( قال رسول الله : يا علي إذا كان يوم القيامة أخذت بحجزة الله ، وأخذت أنت بحجزتي ، وأخذ ولدك بحجزتك ، وأخذ شيعة ولدك بحجزتهم فترى أين يؤمر بنا .
  قال أبو القاسم الطائي : سألت أبا العباس ثعلبا عن الحجزة فقال : هي السبب ، وسألت نفطويه النحوي عن ذلك فقال : هي السبب ) (3) .
  قال محمد بن أبي القاسم الطبري : وهي العصمة من الله تعالى وذمته التي لا تخفر وحبله الذي من تمسك به لم ينقطع عنه وقد أمر الله تعالى بالتمسك به ، فقال : ( واعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا ) (4) يعني بولاية علي بن أبي طالب وولاية الأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) ، وفقنا الله وإياكم لطاعته وطاعة اولي الأمر ومحبته ومحبتهم بحق محمد وآله .
  43 ـ أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه ( رحمه الله ) فيما أجاز لي وكتب لي بخطه بالري في خانقانه سنة عشرة وخمسمائة ، قال : حدثنا السيد الزاهد أبو عبد الله الحسين بن الحسن (5) بن زيد الحسيني الجرجاني القاضي ، قال :

-------------------------------
(1) في ( ط ) : إسحاق بن محمد .
(2) ليس في ( ط ) .
(3) رواه الصدوق في صحيفة الرضا ( عليه السلام ) : 92 ، عنه البحار 68 : 104 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 : 126 ، معاني الأخبار : 16 . أقول : مر في ج 2 : الرقم 11 مختصرا .
(4) آل عمران : 103 .
(5) في ( ط ) : الحسن بن الحسين .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _217 _

  حدثنا والدي ( رحمه الله ) ، عن جدي زيد بن محمد ، قال : حدثنا أبو الطيب الحسن بن أحمد السبيعي ، قال : حدثنا محمد بن عبد العزيز ، قال : حدثنا إبراهيم بن ميمون ، قال : حدثنا موسى بن عثمان الحضرمي ، عن أبي إسحاق السبيعي ، قال : سمعت البراء بن عازب وزيد بن أرقم قالا :
  ( كنا مع(1) رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم غدير خم ونحن نرفع أغصان الشجر عن رأسه ، فقال : لعن الله من ادعى إلى غير أبيه ، ولعن الله من توالى إلى غير مواليه ، والولد للفراش وليس للوارث وصية ، ألا وقد سمعتم مني ورأيتموني ألا من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ، ألا إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ، أنا فرطكم على الحوض فمكاثر بكم الامم يوم القيامة فلا تسودوا (2) وجهي .
  ألا لأستنقذن رجالا من النار وليستفقدن من يدي آخرون ولأقولن : يا رب أصحابي فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، ألا وأن الله وليي وأنا ولي كل مؤمن ، فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، ثم قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي طرفه بيدي وطرفه بأيديكم فاسألوهم ولا تسألوا غيرهم فتضلوا ) (3) .
  44 ـ أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) فيما أجاز لي روايته عنه وكتب لي بخطه سنة إحدى عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : حدثني أبو الحسن محمد بن الحسين المعروف بابن الصقال ، قال : حدثنا أبو المفضل محمد بن معقل العجلي القرميسيني بشهرزور ، قال : حدثني محمد بن أبي الصهبان الباهلي ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن فضال ، عن حمزة بن حمران ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن أبيه ( عليهما السلام ) ، عن جابر بن عبد الله الانصاري ( رضي الله عنه ) قال :

-------------------------------
(1) في ( ط ) : عند .
(2) في ( ط ) : تسود .
(3) عنه البحار 37 : 168 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _218 _

  ( صلى بنا رسول الله صلاة العصر ، فلما : انفتل جلس في قبلته والناس حوله فبينما هم كذلك إذ أقبل إليه شيخ من مهاجرة العرب [ عليه ] (1) سمل قد تهلل(2) واخلق (3) ، وهو لا يكاد يتمالك كبرا وضعفا (4) .
  فأقبل عليه رسول الله يستجليه (5) الخبر ، فقال الشيخ : يا نبي الله أنا جائع الكبد فاطعمني وعاري الجسد فاكسني وفقير فارشيني ، فقال : ما أجد لك شيئا ولكن الدال على الخير كفاعله ، انطلق إلى منزل من يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يؤثر الله على نفسه ، انطلق إلى حجرة فاطمة ، وكان بيتها ملاصق بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الذي ينفرد به لنفسه من أزواجه .
  و [ قال ] (6) : يا بلال قم فقف به على منزل فاطمة ، فانطلق الاعرابي مع بلال فلما وقف على باب فاطمة نادى بأعلى صوته :
  السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ومختلف الملائكة ومهبط جبرئيل الروح الأمين بالتنزيل عن عند رب العالمين ، فقالت فاطمة : وعليك السلام ، من أنت يا هذا ؟ قال : شيخ من العرب أقبلت على أبيك سيد البشر مهاجرا من شقة بعيدة ، وأنا يا بنت محمد عاري الجسد جائع الكبد فواسيني رحمك الله .
  وكان لفاطمة وعلي ورسول الله(7) ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثلاثا ما طعموا فيها طعاما ، وقد علم رسول الله ذلك من شأنهما ، فعمدت فاطمة إلى جلد كبش مدبوغ بالقرظ (8) كان ينام عليه الحسن والحسين : فقالت : خذ هذا أيها الطارق فعسى الله أن يرتاح لك (9) ما هو خير منه .

-------------------------------
(1) من البحار .
(2) السمل ـ بالتحريك ـ الثوب الخلق ، قوله : قد تهلل أي الرجل ، من قولهم : تهلل وجهه إذا استنار وظهر فيه آثار السرور ، أو الثوب كناية عن انخراقه ـ البحار .
(3) في ( ط ) : اختلق .
(4) في ( ط ) : ضعفا وكبرا .
(5) في البحار : يستحثه ، وهو بمعنى يسأله الخير ويحثه ويرغبه على ذكر أحواله .
(6) عنه البحار .
(7) في ( ط ) : وعلى في تلك الحال ورسول الله .
(8) القرظ : ورق السلم يدبغ به .
(9) في ( م ) : فعسى ان يتاح لك ، أقول : أرتاح الله لفلان : أي رحمه .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _219 _

  فقال الأعرابي : يا بنت محمد شكوت إليك الجوع فناولتني جلد كبش ما أنا صانع به مع ما أجد من السغب (1) .
  قال : فعمدت ( عليها السلام ) لما سمعت هذا من قوله إلى عقد كان في عنقها أهدته لها فاطمة بنت عمها حمزة بن عبد المطلب ، فقطعته من عنقها ونبذته إلى الأعرابي ، فقالت : خذه وبعه فعسى الله أن يعوضك به ما هو خير منه .
  فأخذ الأعرابي العقد وانطلق إلى مسجد رسول الله ، والنبي جالس في أصحابه ، فقال : يارسول الله أعطتني فاطمة بنت محمد هذا العقد وقالت : بعه فعسى أن يصنع الله لك ، قال : فبكى النبي وقال : وكيف لا يصنع الله (2) لك وقد أعطتك (3) فاطمة بنت محمد سيدة بنات آدم .
  فقام عمار بن ياسر ( رحمه الله ) فقال : يارسول الله أتأذن لي بشراء هذا العقد ؟ قال : اشتره يا عمار فلو اشترك فيه الثقلان ما عذبهم الله بالنار ، فقال عمار : بكم هذا العقد يا أعرابي ؟ قال : بشبعة من الخبز واللحم ، وبردة يمانية استر بها عورتي واصلي فيها لربي ودينار يبلغني إلى أهلي ، وكان عمار قد باع سهمه الذي نقله رسول الله من خيبر ولم يبق منه شيئا ، فقال : لك عشرون دينارا ومائتا درهم هجرية وبردة يمانية وراحلتي تبلغك ( إلى ) (4) أهلك وشبعة من خبز البر واللحم ، فقال الأعرابي : ما اسخاك بالمال [ ايها الرجل ] (5) ، وانطلق به عمار فوفاه ما ضمن له .
  وعاد الأعرابي إلى رسول الله فقال له رسول الله : أشبعت واكتسيت ؟ قال الأعرابي : نعم واستغنيت (6) بأبي أنت وامي ، قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : فأجز فاطمة بصنيعها ، فقال الأعرابي :
  اللهم انك إله ما استحدثناك ولا إله لنا نعبده سواك ، وأنت رازقنا على كل الجهات ، اللهم إعط فاطمة ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ، فأمن النبي على

-------------------------------
(1) السغب : الجوع .
(2) في ( ط ) : قال : لا كيف يصنع الله .
(3) في البحار : اعطيتك .
(4) ليس في البحار .
(5) عنه البحار .
(6) في ( ط ) : نعم يارسول الله واستغنيت .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _220 _

  دعائه (1) وأقبل على أصحابه فقال :
  ان الله قد أعطى فاطمة في الدنيا ذلك : أنا أبوها وما أحد من العالمين مثلي ، وعلي بعلها ولولا علي ما كان لفاطمة كفوا أبدا ، واعطاها الحسن والحسين وما للعالمين مثلهما سيدا شباب أسباط الأنبياء وسيدا أهل الجنة ـ وكان بازائه مقداد وعمار وسلمان رضي الله عنهم ـ فقال : وأزيدكم ؟ فقالوا : نعم يارسول الله .
  قال : أتاني الروح الأمين ـ يعني جبرئيل ـ إنها إذا هي قبضت ودفنت يسألها الملكان في قبرها : من ربك فتقول : الله ربي ، فيقولان : من نبيك فتقول : أبي ، فيقولان : فمن وليك فتقول : هذا القائم على شفير قبري علي بن أبي طالب ، ألا وأزيدكم من فضلها ان الله قد وكل بها رعيلا (2) من الملائكة يحفظونها من بين يديها ومن خلفها وعن يمينها وعن شمالها وهم معها في حياتها وعند قبرها بعد موتها يكثرون الصلاة عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها ، فمن زارني بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي ، ومن زار فاطمة فكأنما زارني ، ومن زار علي بن أبي طالب فكأنما زار فاطمة ، ومن زار الحسن والحسين فكأنما زار عليا ، ومن زار ذريتهما فكأنما زارهما .
  فعمد عمار إلى العقد وطيبه بالمسك ولفه في بردة يمانية وكان له عبد اسمه سهم ، ابتاعه من ذلك السهم الذي أصابه بخيبر ، فدفع العقد إلى المملوك وقال له : خذ هذا العقد فادفعه إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأنت له ، فأخذ ( المملوك ) (3) العقد فأتى به رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأخبره بقول عمار ( رحمه الله ) فقال النبي : انطلق الى فاطمة فادفع إليها العقد وأنت لها ، فجاء المملوك بالعقد وأخبرها بقول رسول الله ، فأخذت فاطمة العقد وأعتقت المملوك فضحك الغلام فقالت فاطمة ( عليها السلام ) : ما يضحكك يا غلام ؟

-------------------------------
(1) في ( م ) : دعاء الأعرابي .
(2) قال الجزري : يقال للقطعة من الفرسان : الرعلة ، ولجماعة الخيل : الرعيل ، ومنه حديث علي : سراعا أي مره رعيلا ، أي ركابا على الخيل .
(3) ليس في ( ط ) .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _221 _

  فقال : أضحكني عظم بركة هذا العقد ، أشبع جائعا وكسى عريانا وأغنى فقيرا وأعتق عبدا ورجع إلى ربه ) (1) .
  45 ـ حدثنا الشيخ العالم أبو إسحاق إسماعيل بن أبي القاسم بن أحمد الديلمي في داره بآمل في محلة مشهد الناصر للحق في ربيع الأول سنة عشرين وخمسمائة من لفظه ، قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن بندار الصيرفي ، قال : أخبرنا القاضي أبو جعفر محمد بن علي الجبلي ، قال : أخبرنا السيد الامام أبو طالب الحسيني ، قال : أخبرنا أبو منصور محمد بن الدينوري ، قال : أخبرني علي بن شاكر بن البختري ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن العباس الضبي ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد القطان ، عن عبيدالله بن الوسيم ، عن أبي رافع قال :
  ( كنت الاعب الحسن بن علي وهو صبي بالمداحي ، فإذا أصبات مدحاتي مدحاته قلت : احملني ، فيقول : ويحك أتركب ظهرا حمله رسول الله ، فأتركه ، فإذا أصاب مدحاته مدحاتي ، قلت له : لا أحملك كما لا تحملني(2) ، فيقول : أو ما ترضى أن تحمل بدنا حمله رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فأحمله ) .
  46 ـ أخبرنا الشيخ الامام أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ( رضي الله عنه ) عنه بقراءتي عليه في شهر رمضان سنة إحدى عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن يحيى الفحام السامري ، قال : حدثني عمي عمر بن يحيى الفحام ، قال : حدثني عبد الله بن أحمد بن عامر ، قال : حدثني أبي أحمد بن عامر الطائي ، قال : حدثنا علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدثني ابي جعفر بن محمد ، قال : حدثني ابي الحسين بن علي ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :

-------------------------------
(1) عنه البحار 43 : 56 ـ 58 ، عنه قطعة 100 ـ 123 .
(2) في ( م ) : لم تحملني .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _222 _

  ( أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة : المحب لأهل بيتي ، والموالي لهم والمعادي فيهم ، والقاضي لهم حوائجهم ، والساعي لهم فيما ينوبهم (1) من امورهم )(2) .
  47 ـ أخبرنا الشيخ الامام أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه ( رحمه الله ) فيما أجاز لي أن أرويه عنه وقد نسخته من أصله وقابلت مع ولده ، قال : أخبرني عمي أبو جعفر محمد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين ، عن عمه الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه ، عن أبيه الشيخ أبي الحسن علي بن الحسين ابن بابويه ( رحمهم الله ) ، قال : حدثني علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن صالح ، عن السري ، عن يونس بن عبد الرحمان ، عن يحيى الحلبي ، عن عبد الحميد بن عواض الطائي ، عن عمر بن يحيى بن بسام ، قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول :
  ( ان أحق الناس بالورع آل محمد وشيعتهم كي تقتدي الرعية بهم ) .
  قال محمد بن أبي القاسم : كما أن الشيعة أحق بالورع والتقوى بعد آل محمد ( عليهم السلام ) فهكذا يكونون أحق بالثواب والجزاء ، فاعملوا يا اخوتي ( من ) (3) شيعة آل محمد المصطفى ، ليوم نعمه لا تبيد ولا تفنى (4) ، أحسن توفيقنا رب السماء بحق يس وآل طه .
  48 ـ أخبرنا الشيخ العفيف أبو البقاء إبراهيم بن الحسن(5) البصري ( رحمه الله ) قراءة عليه في صفر سنة عشرة (6) وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : حدثني الشيخ أبو طالب محمد بن الحسين بن عتبة ، قال : حدثني أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن خالد المداري ، قال : حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني في شعبان سنة ست وثمانين وثلاثمائة ببغداد في نهر الدجاج في دار الصيداوي المنشد ، قال : حدثنا محمد بن محمد بن

-------------------------------
(1) في الأمالي : ينوؤهم .
(2) رواه الشيخ في أماليه 1 : 286 ، أقول : مر في ج 1 : الرقم 27 ، وج 2 : الرقم 1 مثله .
(3) في ( ط ) : نعمته لا تبيد ولا تضى .
(4) ليس في ( م ) .
(5) في ( م ) : الحسين .
(6) في ( م ) : ست عشرة .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _223 _

  معقل العجلي القرميسني بشهرزور ، قال : حدثنا محمد بن أبي الصهبان الباهلي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان الأحمر ، عن أبان بن تغلب ( رحمه الله ) ، عن عكرمة مولى عبد الله بن عباس ، عن عبد الله بن عباس ( رضي الله عنه ) قال :
  ( عقم النساء أن يأتين بمثل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ما كشفت (1) النساء ذيولهن عن مثله ، لا والله ما رأيت فارسا محدثا يوزن به لرأيته يوما ونحن معه بصفين وعلى رأسه عمامة سوداء وكأن عينيه سراجا سليط تتوقدان من تحتهما يقف على شرذمة (2) يخطبهم ، حتى انتهى إلى نفر أنا فيهم وطلعت خيل لمعاوية لعنه الله تدعى بالكتيبة الشهباء عشرة آلاف دارع على عشرة آلاف أشهب ، فاقشعر الناس لها لما رأوها وانحاز بعضهم إلى بعض .
  فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : فيما النخع والخنع يا أهل العراق هل هي إلا أشخاص مائلة فيها قلوب طائرة لو مستها سيوف أهل الحق لرأيتموها كجراد بقيعة سفته الريح في يوم عاصف ، ألا فاستشعروا الخشية وتجلببوا (3) السكينة وادرعوا الصبر وغضوا الأصوات وقلقوا الأسياف في الأغماد قبل السلة وانظروا الخزر واطعنوا الشزر وكافحوا بالضبا (4) وصلوا السيوف بالخطى والنبال بالرماح وعاودوا الكر واستحيوا من الفر ، فانه عار في الاعقاب ونار يوم الحساب فطيبوا عن أنفسكم نفسا وامشوا إلى الموت مشية سجحا فانكم بعين الله عز وجل ومع أخي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعليكم بهذا السرادق الأدلم والرواق المظلم واضربوا بثجة ، فان الشيطان راقد في كسره ناقش حضينه مفترش ذراعيه قد قدم للوثبة يدا وأخر للنكوص رجلا فصمدا صمدا حتى ينجلي لكم عمود الحق وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم ها أنا شاد فشدوا ، بسم الله الرحمن الرحيم حم لا يبصرون .
  ثم حمل عليهم أمير المؤمنين (5) صلى الله عليه وعلى ذريته الصلاة والسلام

-------------------------------
(1) في ( ط ) كشف .
(2) ليس في ( ط ) .
(3) في ( م ) : تحلوا .
(4) في ( م ) : انظروا الشزر واطعنوا الوخز وكافحوا بالظبي .
(5) في ( ط ) : بسم الله حم لا ينصرون ثم حمل أمير المؤمنين .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _224 _

  حملة وتبعته خويلة لم تبلغ المائة فارس فأجالهم فيها جولان الرحى المسرحة بثقالها فارتفعت عجاجة منعتني النظر ثم انجلت ، فأثبت النظر فلم نر إلا رأسا نادرا ويدا طايحة فيما كان بأسرع من أن ولوا مدبرين كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة فإذا أمير المؤمنين قد أقبل وسيفه ينطف ووجهه كشقة القمر وهو يقول : قاتلوا أئمة الكفر انهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون .
  قال عكرمة : وكان ابن عباس ( رضي الله عنه ) يحدث فيقول (1) : أمر رسول الله عليا ( عليه السلام ) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا علي أنك لمقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ) .
  49 ـ أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) بقراءتي في مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في شهر رمضان سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، عن أبيه ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام ، قال : حدثني أبو الطيب أحمد بن محمد بن بويطة ـ وكان لا يدخل المشهد ويزور من وراء الشباك ـ فقال لي :
  ( جئت يوم عاشوراء نصف نهار ظهر (2) والشمس تغلي والطريق خال من أحد وأنا فزع من الذعار ومن أهل البلد أتخفى ، إلى أن بلغت الحائط الذي امضي منه إلى الشباك ، فممدت عيني فإذا أنا برجل جالس على الباب ظهره إلي ، كأنه ينظر في دفتر فقال لي : أين يا أبا الطيب ، بصوت يشبه صوت حسين بن علي بن محمد بن الرضا (3) .
  فقلت : هذا حسين قد جاء يزور أخاه ، فقلت : يا سيدي امضي أزور من الشباك وأجيئك فاقضي حقك ، فقال : ولم لا تدخل يا أبا الطيب [ فقلت له : الدار لها مالك لا أدخلها من غير اذنه ، فقال : يا أبا الطيب ] (4) تكون مولى لنا ورقا وتوالينا حقا ونمنعك تدخل الدار ادخل يا أبا الطيب ، فقلت : امضي اسلم عليه ولا أقبل منه .

-------------------------------
(1) في ( م ) : قال .
(2) في ( ط ) : نصف النهار ظهرا .
(3) في ( م ) : علي بن جعفر بن الرضا .
(4) عن الأمالي .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _225 _

  فجئت إلى الباب وليس عليه أحد فيشعر بي وبادرت إلى عند البصري خادم الموضع ، ففتح لي الباب فدخلت فكان يقول : أليس كنت لا تدخل الدار ؟ فقال (1) : أما أنا فقد أذنوا لي بقيتم أنتم ) (2) .
  قال محمد بن أبي القاسم : لا شك انه كان صاحب الدار القائم بالحق صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه لما رأى وليه أبا الطيب انه يزورهم من وراء الشباك ولا يدخل الدار احتراما منه لصاحب الأمر فقال له : هذا القول وأذن له بالدخول .
  50 ـ أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه إجازة ، عن عمه أبي جعفر محمد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين بن بابويه ، عن عمه أبي جعفر محمد بن بابويه ، قال : حدثني محمد بن موسى ، قال : حدثني عبد الله بن جعفر ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن إسماعيل بن مراد ، عن يونس بن عبد الرحمان ، عن كليب بن معاوية الأسدي قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول :
  ( أما انكم والله لعلى دين الله ودين ملائكته ، فأعينونا على ذلك بورع واجتهاد ، عليكم بالصلاة [ والعبادة ](3) ، عليكم بالورع ) (4) .
  51 ـ أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، بقراءتي عليه في شهر رمضان سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، عن أبيه أبي جعفر الطوسي ( رضي الله عنه ) ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام ، قال : حدثني عمي عمر بن يحيى ، قال : حدثني إسحاق بن عبدوس ، قال : حدثنا محمد بن بهار بن عمار ، قال : حدثنا زكريا بن يحيى ، عن جابر بن إسحاق بن عبد الله بن الحارث ، عن أبيه ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال :
  ( أتيت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعنده أبو بكر وعمر ، فجلست بينه وبين عائشة فقالت

-------------------------------
(1) في ( ط ) : فدخلت فكنا نقول له : أليس كنت لا تدخل ، فقال .
(2) رواه الشيخ في أماليه 1 : 294 .
(3) من الأمالي .
(4) رواه الشيخ في أماليه 1 : 31 ، والمفيد في أماليه : 270 ، أقول : مر مثله في ج 2 : الرقم 25 .