( بنا يبدأ البلاء ثم بكم ، وبنا يبدأ الرخاء ثم بكم ، والذي يحلف به لينتصرن الله بكم كما انتصر بالحجارة ) (1) .
  12 ـ أخبرنا أبو البقاء إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم الرقا البصري بقراءتي عليه بمشهد الكوفة على ساكنه السلام في المحرم سنة ست عشرة وخمسمائة ، قال : حدثنا أبو طالب يحيى بن محمد بن الحسين بن عتبة في ربيع الأول سنة ثلاث وستين وأربعمائة بالبصرة في مشهد النخاسين على صاحبه السلام ، قال : حدثنا أبو الحسين محمد بن احمد (2) بن خالد المذاري في المحرم سنة ست وثلاثين واربعمائة في مشهد النخاسين ، قال : حدثنا الشيخ أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري في صفر سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة ببغداد ، قال : حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن مخزوم مولى بني هاشم ، قال : حدثنا الحسن ابن أحمد بن عبد الغفار الأنصاري ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن مالك ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، عن حميد الطويل ، عن أبي زرارة ، عن ابن عباس ، قال :
  سمعت النبي ( صلى الله عليه وآله ) يقول لعلي ( عليه السلام ) : تختم ( بالعقيق ) (3) في اليمين ، فانها فضيلة من الله للمقربين ، قال علي ( عليه السلام ) : ومن المقربون يارسول الله ؟ قال جبرئيل وميكائيل وما بينهما من الملائكة ، قال : فبم أتختم ؟ قال : تختم بالعقيق الأحمر فانه جبل أقر لله عز وجل بالوحدانية ولي بالنبوة ولك ( بالوصية ولولدك ) (4) بالإمامة ولشيعتك بالجنة ولمبغضيهم بالنار ) (5) .
  13 ـ أخبرنا الشيخ الزاهد أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه بالري سنة عشرة وخمسمائة ، قال : أخبرني عمي أبو جعفر محمد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين ، عن عمه الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه ( رحمهم الله ) ،

-------------------------------
(1) روى صدره المفيد في أماليه : 31 ، ويأتي مثله في ج 2 : الرقم 110 عن الصدوق .
(2) في ( ط ) محمد بن محمد .
(3) ليس في ( ط ) .
(4) ليس في ( م ) .
(5) رواه الخوارزمي في مناقبه : 233 ، المغازلي في مناقبه : 281 ، عنه العمدة : 378 ، أقول : يأتي ما يشابهه في ج 7 : الرقم 20 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _ 29 _

  قال : حدثنا أحمد بن الحسن القطان العدل ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان ، قال : حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب ، قال : حدثنا تميم بن بهلول ، عن أبيه ، قال : حدثنا أبو الحسن العبدي ، قال : حدثنا سليمان بن مهران ، عن عباية بن ربعي قال :
  قلت لعبدالله بن عباس : لم كنى رسول الله عليا أبا تراب ؟ قال : لأنه صاحب الأرض وحجة الله على أهلها بعده ، وبه بقاؤها وإليه سكونها ولقد سمعت رسول الله يقول : انه إذا كان يوم القيامة ورأى الكافر ما أعد الله تعالى لشيعة علي من الثواب والزلفى والكرامة قال ياليتني كنت ترابا أي ليتني كنت من شيعة علي ( عليه السلام ) (1) ، وذلك قول الله عز وجل : ( وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا ) (2) ) ، (3) .
  14 ـ وبالإسناد عن أبي جعفر محمد بن علي ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ، قال : حدثني عمي محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر قال : قال أبو عبد الله : ( من وجد برد حبنا على قلبه فليكثر الدعاء لامه ، فانها لم تخن أباه ) (4) .
  15 ـ أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمد الطوسي ( رحمه الله ) في السنة المذكورة بالموضع المذكور ، قال : حدثنا السعيد الوالد ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة ، قال : حدثنا جعفر بن محمد ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا إبراهيم بن الحكم ، عن المسعودي ، قال : حدثنا الحارث ابن حصيرة ، عن عمران بن الحصين ، قال : « كنت أنا وعمر بن الخطاب جالسين عند النبي وعلي جالس إلى جنبه إذ قرأ رسول الله : ( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا

------------------------------------
(1) في ( ط ) : ياليتني من شيعة علي ، وفي العلل ، يعني من شيعة علي .
(2) النبأ : 40 .
(3) رواه في علل الشرائع 1 : 156 .
(4) عنه البحار 27 : 147 ، أخرجه الصدوق في أماليه : 488 ، علل الشرائع : 58 ، معاني الأخبار : 51 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _ 30 _

  مَّا تَذَكَّرُونَ ) (1) ، قال : فانتفض علي ( عليه السلام ) انتفاض العصفور ، فقال له النبي : ما شأنك تجزع ؟ ( فقال : ومالي لا أجزع ) (2) ، والله يقول : [ انه ] (3) يجعلنا خلفاء الأرض (4) ، فقال له النبي : لا تجزع فوالله لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا ( كافر منافق )(5) (6) .
  16 ـ أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن بمشهد مولانا أمير المؤمنين في شوال سنة اثنتي عشر وخمسمائة ، قال : حدثني أبو عبد الله محمد بن الحسن الخزاعي ، قال : حدثنا أبو الطيب علي بن محمد بن بنان (7) ، قال : حدثنا أبو القاسم الحسن بن محمد السكري (8) من كتابه ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق ببغداد من كتابه ، قال : حدثنا محمد بن دينار الضبي ، قال : حدثنا عبد الله بن الضحاك ، قال : حدثنا هشام بن محمد ، ( عن أبيه ) (9) ، قال :
  ( اجتمع الطرماح وهشام المرادي ومحمد بن عبد الله الحميري عند معاوية بن أبي سفيان ، فأخرج بدرة فوضعها بين يديه وقال (10) : يا معشر شعراء العرب قولوا ( قولكم ) (11) في علي بن أبي طالب ولا تقولوا إلا الحق وأنا نفي من صخر بن حرب ان اعطيت هذه البدرة إلا من قال الحق في علي ، فقام الطرماح وتكلم في علي (12) ( عليه السلام ) ووقع فيه ، فقال معاوية : اجلس فقد عرف الله نيتك ورأى (13) مكانك ، ثم قام هشام المرادي ، فقال : أيضا ووقع فيه ، فقال معاوية : اجلس ( مع صاحبك ) (14) فقد عرف الله مكانكما .

------------------------------------
(1) النمل : 62 .
(2) ليس في ( ط ) .
(3) من أمالي الشيخ .
(4) في ( ط ) : أم من يجعلكم خلفاء الأرض .
(5) ليس في أمالي الشيخ وأمالي المفيد .
(6) رواه الشيخ في أماليه 1 : 75 ، المفيد في أماليه : 307 ، أخرجه في البحار 39 : 266 .
(7) في ( م ) : نبات .
(8) في ( م ) : السكوني .
(9) ليس في ( م ) .
(10) في ( م ) : ثم قال .
(11) ليس في ( م ) .
(12) في ( م ) : فتكلم وقال في علي .
(13) في ( ط ) : عرف .
(14) ليس في ( ط ) .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _ 31 _

  فقال عمرو بن العاص لمحمد بن عبد الله الحميري وكان خاصا به : تكلم ولا تقل إلا الحق ، ثم قال : يا معاوية قد آليت ان لا تعطي هذه البدرة إلا لمن قال الحق (1) في علي ، قال : نعم أنا نفي بن صخر بن حرب ان أعطيتها ( منهم ) (2) إلا من قال الحق في علي ، فقام محمد بن عبد الله فتكلم ثم قال :
بـحـق مـحمد قـولوا iiبـحق      فـان  الافـك مـن شـيم iiاللئام
أبـعـد  مـحمد بـأبي iiوامـي      رسـول  الله ذي الشرف iiالهمام
ألـيس  عـلي أفضل خلق iiربي      وأشـرف عـند تـحصيل iiالأنام
ولايـتـه هـي الايـمان iiحـقا      فـذرني  مـن أبـاطيل iiالـكلام
وطـاعـة ربـنا فـيها وفـيها      شـفاء  لـلقلوب مـن iiالـسقام
عـلـي إمـامنا بـأبي iiوامـي      أبـو الـحسن المطهر من iiحرام
إمــام هـدى أتـاه الله عـلما      بـه عـرف الـحلال من iiالحرام
ولـو انـي قـتلت الـنفس iiحبا      لـه  مـا كـان فـيها من iiآثام
يـحل  الـنار قـوما iiأبـغضوه      وإن صلوا وصاموا ألف iiعام (3)
ولا  والله لا تـزكـوا iiصــلاة      بـغـير ولايـة الـعدل iiالإمـام
أمـير الـمؤمنين بـك iiاعتمادي      وبـالغر  الـميامين iiإعـتصامي
 فـهذا الـقول لـي دين iiوهذا      إلـى لـقياك يا رب كلامي (4)ii
بـرئت  مـن الـذي عادى iiعليا      وحـاربـه مـن أولاد iiالـحرام
تناسوا نصبه (5) في يوم ( خم )      مـن الـباري ومـن خير iiالأنام
بـرغم  الأنـف من يشنأ iiكلامي      عـلي فـضله كـالبحر iiطام (6)
وأبـرء  مـن انـاس iiأخـروه      وكـان  هـو الـمقدم iiبـالمقام

------------------------------------
(1) في ( م ) : قائل الحق .
(2) ليس في ( م ) .
(3) في ( م ) : وان صاموا وصلوا .
(4) ليس في ( م ) .
(5) في ( م ) : نصه .
(6) في ( م ) : على فضله كالبحر طام برغمى أنف من يشنأ كلام .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _ 32 _

عـلي مـدمر الابـطال iiلما      رأوا في كفه لمع الحسام (1)
على آل الرسول صلاة iiربي      صـلاة  بـالكمال وبـالتمام

  فقال معاوية : أنت أصدقهم قولا ، فخذ هذه البدرة ) .
  17 ـ أخبرنا الشيخ السعيد المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي ( رضي الله عنه ) بمشهد مولانا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بقراءتي عليه في جمادى الآخرة سنة إحدى عشر وخمسمائة ، قال : حدثنا السعيد الوالد ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد الحارثي ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال : حدثني جعفر بن محمد بن سليمان أبو الفضل ، قال : حدثنا داود بن رشيد ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق الثعلبي الموصلي أبو نوفل ، قال : سمعت جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) يقول :
  « نحن خيرة الله من خلقه وشيعتنا خيرة الله من امة نبيه ( صلى الله عليه وآله ) ) (2) .
  18 ـ أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن الحسين بن الحسن بن الحسين بن علي بن علي بن بابويه ( رحمه الله ) بالري سنة عشرة وخمسمائة ، عن عمه محمد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين ، عن عمه الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن علي ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ، قال : حدثنا عبد العزيز بن يحيى بالبصرة ، قال : حدثني المغيرة بن محمد ، قال : حدثنا رجاء بن ( أبي ) (3) سلمة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمد بن علي ( عليه السلام ) قال :
( خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بالكوفة عند (4) منصرفه من النهروان وبلغه أن معاوية يسبه ويعيبه (5) ويقتل أصحابه ، فقام خطيبا فحمد الله

------------------------------------
(1) في ( ط ) : على هزم ، ذات الحسام .
(2) رواه المفيد في أماليه : 308 ، الشيخ في أماليه 1 : 76 ، أقول : يأتي مثله في ج 2 : الرقم 113 .
(3) ليس في معاني الأخبار .
(4) في المعاني : بعد .
(5) في المعاني : يلعنه .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _33 _

  وأثنى عليه وصلى على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وذكر ما أنعم الله على نبيه وعليه ، ثم قال :
  لولا آية في كتاب الله ما ذكرت ما أنا ذاكره في مقامي هذا ، يقول الله عز وجل : ( وأما بنعمة ربك فحدث ) (1) اللهم لك الحمد على نعمك التي لا تحصى ، وفضلك الذي لا ينسى ، [ يا ] (2) أيها الناس انه بلغني ما بلغني واني أراني قد أقترب أجلي ، وكأني بكم وقد جهلتم أمري ، واني تارك فيكم ما تركه رسول الله : كتاب الله وعترتي ، وهي عترة الهادي إلى النجاة ، خاتم الأنبياء وسيد النجباء والنبي المصطفى .
  يا أيها الناس لعلكم لا تسمعون قائلا يقول مثل قولي بعدي إلا مفتر ، أنا أخو رسول الله وابن عمه وسيف نقمته ، وعماد نصرته وبأسه وشدته ، أنا رحى جهنم الدائرة وأضراسها الطاحنة ، أنا مؤتم البنين والبنات ، وقابض الأرواح ، وبأس الله الذي لا يرده عن القوم المجرمين ، أنا مجدل الأبطال وقاتل الفرسان ومبيد من كفر بالرحمن ، وصهر خير الأنام ، أنا سيد الأوصياء ووصي خير الأنبياء ، أنا باب مدينة العلم وخازن علم رسول الله ووارثه ، وأنا زوج البتول سيدة نساء العالمين ، فاطمة التقية النقية ، الزكية البرة (3) المهدية ، حبيبة حبيب الله وخير بناته وسلالته وريحانة رسول الله ، سبطاه خير الأسباط وولدي خير الأولاد ، هل ينكر أحد ما أقول ، أين مسلمو أهل الكتاب ؟
  أنا اسمي في الإنجيل ( إليا ) ، وفي التوراة ( بريا ) ، وفي الزبور ( اري ) (4) ، وعند الهند ( كابر ) (5) ، وعند الروم ( بطريسا ) ، وعند الفرس ( جبير ) (6) وعند الترك ( تبير ) (7) ، وعند الزنج ( حيتر ) (8) وعند الكهنة ( بوسي ) ، وعند الحبشة ( بتريك ) (9) ،

---------------------------
(1) الضحى : 11 .
(2) من المعاني .
(3) في المعاني : الميرة ، وفي ( م ) : البرية .
(4) في ( ط ) : اريا .
(5) في ( م ) كابن ، وفي المعاني : كبكر .
(6) في ( م ) : جبير ، وفي المعاني : حيثر .
(7) في ( م ) : بتير ، وفي المعاني : بثير .
(8) في ( ط ) : خبير .
(9) في المعاني : بثريك .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _34 _

  وعند امي ( حيدرة ) ، وعند ظئري ( ميمون ) ، وعند العرب ( علي ) ، وعند الأرمن ( فريق ) ، وعند أبي ( ظهيرا ) .
  ألا واني مخصوص في القرآن بأسماء ، احذروا أن تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم ، يقول الله عز وجل : ( إن الله مع الصادقين ) (1) أنا ذلك الصادق ، وأنا المؤذن في الدنيا والآخرة ، قال الله تعالى : ( وأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين ) (2) أنا ذلك المؤذن ، وقال الله تعالى : ( وأذان من الله ورسوله ) (3) فانا ذلك الأذان ، وأنا المحسن يقول الله عز وجل : ( وأن الله لمع المحسنين ) (4) ، وأنا ذو القلب يقول الله عز وجل : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ ) (5) ، وأنا الذاكر (6) يقول الله عز وجل : ( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ ) (7) ، ونحن أصحاب الأعراف أنا وعمي وأخي وابن عمي ، والله فالق الحب والنوى ، لا يلج النار لنا محب ولا يدخل الجنة ( لنا ) (8) مبغض يقول الله عز وجل : ( وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ ) (9) .
  وأنا الصهر يقول الله عز وجل : ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا ) (10) ، وأنا الأذن الواعية يقول الله عز وجل : ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) (11) ، وأنا السلم (12) لرسول الله يقول الله عز وجل : ( وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ ) (13) ، ومن ولدي مهدي هذه الامة .
  ألا وقد جعلت محنتكم ، ببغضي يعرف المنافقون وبمحبتي امتحن الله

---------------------------
(1) ليس في المصحف هكذا .
(2) الأعراف : 43 .
(3) التوبة : 3 .
(4) العنكبوت : 69 .
(5) ق : 36 .
(6) في ( ط ) : الذكر .
(7) آل عمران : 188 .
(8) ليس في ( ط ) .
(9) الأعراف : 44 .
(10) الفرقان : 56 .
(11) الحاقة : 12 .
(12) في ( ط وم ) : السالم ، ما أثبتناه من المعاني .
(13) الزمر : 30 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _ 35 _

  المؤمنين ، هذا عهد النبي الامي إلي ، انه لا يحبك يا علي إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ، وأنا صاحب لواء رسول الله في الدنيا والآخرة ، ورسول الله فرطي وأنا فرط شيعتي ، والله لا عطش محبي ولا خاف والله موالي (1) ، أنا ولي المؤمنين والله وليي (2) ، يحب (3) محبي أن يحبوا من أحب الله ويحب (4) مبغضي أن يبغضوا من أحب الله ، ألا وانه قد بلغني أن معاوية سبني ولعنني ، اللهم اشدد وطأتك عليه وإنزل اللعنة على المستحق آمين رب العالمين ، رب إسماعيل وباعث إبراهيم إنك حميد مجيد ، ثم نزل ( عليه السلام ) عن أعواده ، فما عاد إليها حتى قتله ابن ملجم لعنه الله ) (5) .
  19 ـ أخبرنا الشيخ أبو البقاء البصري إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم الوفا المجاور بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في المحرم سنة ست عشرة وخمسمائة بقراءتي عليه قال : حدثنا أبو طالب محمد بن الحسين بن عتبة بالبصرة في مشهد النخاسين ، على صاحبه السلام ، سنة ثلاث وستين وأربعمائة ، قال : حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين الفقيه ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن وهبان ، قال : أخبرني علي بن حبشي بن قوني الكاتب ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمان ، قال : حدثنا يحيى بن زكريا بن شيبان ، قال : حدثني نصر بن مزاحم ، قال : حدثني محمد بن عمران بن عبد الكريم (6) ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال :
  « دخل أبي المسجد فإذا هو باناس من شيعتنا ، فدنا منهم فسلم عليهم ، ثم قال لهم : والله إني لاحب ريحكم وأرواحكم ، وانكم لعلى دين الله وما بين أحدكم وبين أن يغتبط بما هو فيه إلا أن يبلغ نفسه هاهنا ـ وأشار بيده إلى حنجرته ـ فأعينونا بورع واجتهاد ، ومن يأتم منكم بإمام فليعمل بعمله .
  أنتم شرط الله ، وأنتم أعوان الله ، وأنتم أنصار الله ، وأنتم السابقون الأولون ،

---------------------------
(1) في المعاني : ولا خاف وليي .
(2) في « ط » : وليه .
(3 و 4) في المعاني : حب .
(5) رواه في معاني الأخبار : 59 مع توضيحات .
(6) في بشارات الشيعة : عبد الله بن عبد الله بن محمد بن عمران .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _ 36_
  وأنتم السابقون الآخرون ، وأنتم السابقون إلى الجنة ، قد ضمنا لكم الجنان بأمر الله ورسوله كأنكم في الجنة تتنافسون في فضائل الدرجات ، كل مؤمن منكم صديق وكل مؤمنة منكم حوراء .
  قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : يا قنبر ! قم فاستبشر ، فالله ساخط على الامة ما خلا شيعتنا ، ألا وأن لكل شيء شرفا وشرف الدين الشيعة ، ألا وإن لكل شيء عمادا وعماد الدين الشيعة ، ألا وإن لكل شيء سيدا وسيد المجالس مجلس شيعتنا ، ألا وإن لكل شيء شهودا وشهود الأرض سكان شيعتنا فيها ، ألا وإن من خالفكم منسوب إلى هذه الآية : ( وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية ) (1) ألا وان من دعا منكم فدعاؤه مستجاب ، ألا وان من سأل منكم حاجة فله بها مائة ، ياحبذا حسن صنع الله اليكم ، نخرج شيعتنا من قبورهم يوم القيامة مشرقة ألوانهم ووجوههم قد اعطوا الأمان لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، والله أشد حبا لشيعتنا منا لهم ) (2) .
  20 ـ أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي ، قال : حدثنا السعيد الوالد ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي البغدادي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال : حدثنا جعفر بن محمد الحسيني ، قال : حدثنا أحمد بن عبد المنعم ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد الفزاري ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر .
  قال : وحدثني جعفر بن محمد الحسيني ، قال : حدثتنا أحمد بن عبد المنعم ، قال : حدثنا عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر محمد بن علي ( عليهما السلام ) ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) :
( ألا ابشرك ألا أمنحك ، قال : بلى يارسول الله ، قال : فاني خلقت أنا وأنت من

---------------------------
(1) الغاشية : 2 ـ 4 .
(2) رواه الصدوق في بشارات الشيعة ، عنه البرهان 4 : 454 ، أخرجه الصدوق في أماليه : 500 ، والشيخ في أماليه 2 : 332 مع إختلافات .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _ 37 _

  طينة واحدة ، ففضلت منها فضلة فخلق منها شيعتنا فإذا كان يوم القيامة دعي الناس بأسماء امهاتهم إلا شيعتك ، فانهم يدعون بأسماء آبائهم لطيب مولدهم ) (1) .
  21 ـ أخبرنا الشيخ أبو علي ، عن أبيه رحمة الله عليه قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان رحمة الله عليه ، قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن قولويه ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن همام الاسكافي ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، قال : حدثنا الحسن بن سعيد الأهوازي ، قال : حدثنا علي بن حديد ، عن سيف بن عميرة ، عن مدرك بن زهير (2) قال :
  قال أبو عبد الله جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) : ( يا مدرك ان أمرنا ليس بقبوله فقط ، ولكن بصيانته وكتمانه عن غير أهله ، اقرئ أصحابنا السلام ورحمة الله وبركاته وقل لهم : رحم الله امرءا (3) اجتر مودة الناس الينا ، فحدثهم بما يعرفون وترك ما ينكرون ) (4) .
  22 ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن شهريار الخازن بمشهد الكوفة على ساكنه السلام في ربيع الأول سنة ست عشرة وخمسمائة بقراءتي عليه ، قال : حدثنا أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز المعدل من لفظه وكتابه بمدينة السلام في ذي القعدة سنة سبعين وأربعمائة ، قال : حدثنا العكبرى أبو الحسن بن رزقويه ، قال : حدثنا أبو عمير بن السماك ، قال : حدثني علي بن محمد القزويني ، قال : حدثنا داود بن سليمان بن وهب بن أحمد القزويني الثغري سنة ست وستين ومائتين ، قال : حدثنا علي بن موسى الرضا ، قال : حدثنا أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد بن علي ، عن أبيه محمد عن أبيه علي بن الحسين

---------------------------
(1) عنه البحار 67 : 126 ، ورواه الشيخ في أماليه 1 : 71 و 77 ،ن أقول : يأتي مثله في ج 1 : الرقم 34 وج 2 : الرقم 103 وج 4 : الرقم 58 .
(2) في أمالي الصدوق : مدرك بن الهزهاز .
(3) في أمالي الصدوق : عبدا .
(4) رواه الشيخ في أماليه 1 : 84 ، الصدوق في أماليه : 88 باسناد آخر مختصرا . أقول : يأتي مثله ج 2 : الرقم 107 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _38 _

  عن أبيه الحسين ، عن أبيه علي ( عليهم السلام ) ، قال : قال رسول الله :
  ( من أحب ان يركب سفينة النجاة ويتمسك بالعروة الوثقى ويعتصم بحبل الله المتين فليوال عليا ( عليه السلام ) بعدي ، وليعاد عدوه ، وليأتم بالهداة الميامين من ولده ، فانهم خلفائي وأحبائي وحجج الله على الخلق بعدي ، وسادات امتي وقادة الأتقياء إلى الجنة ، حزبهم حزبي وحزبي حزب الله ، وحزب أعدائهم حزب الشيطان ) (1) .
  23 ـ قال : وبالإسناد عن الصدوق ، قال : حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن سنان ، قال : حدثنا أبو الجارود زياد بن المنذر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
  ( ولاية علي بن أبي طالب ولاية الله ، وحبه عبادة الله ، وأتباعه فريضة الله ، وأولياؤه أولياء الله ، وأعداؤه أعداء الله ، وحزبه حزب الله ، وسلمه سلم الله ) (2) .
  24 ـ وبالإسناد قال : حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس ، قال : حدثنا أبي ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن العباس بن معروف ، عن محمد بن يحيى الخزاز ، عن طلحة بن زيد ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
  ( أتاني جبرئيل من قبل ربي جل جلاله ، فقال : يا محمد ! ان الله عز وجل يقرؤك السلام ويقول لك : بشر أخاك عليا بأني لا اعذب من تولاه ولا أرحم من عاداه ) (3) .
  25 ـ وبالإسناد قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور ، قال : حدثنا الحسين بن محمد بن عامر ، عن المعلى بن محمد البصري ، عن جعفر بن سليمان ،

---------------------------
(1) رواه الصدوق في عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 292 ، وفي أماليه : 26 مع اختلاف .
(2) رواه الصدوق في أماليه : 36 ، أقول : يأتي مثله في ج 4 : الرقم 29 .
(3) رواه الصدوق في أماليه : 42 ، أقول : يأتي مثله في ج 4 : الرقم 31 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _ 39 _

  عن عبد الله بن الحكم ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  ( ان عليا وصيي وخليفتي ، وزوجته سيدة نساء العالمين فاطمة ابنتي ، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ولداي ، من والهم فقد والاني ، ومن عاداهم فقد عاداني ، ومن ناواهم فقد ناواني ، ومن جفاهم فقد جفاني ، ومن برهم فقد برني ، وصل الله من وصلهم ، وقطع من قطعهم ، ونصر من أعانهم ، وخذل من خذلهم .
  اللهم من كان له من أنبيائك ورسلك ثقل وأهل بيت ، علي (1) وفاطمة والحسن والحسين أهل بيتي وثقلي ، فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ) (2) .
  26 ـ وبالإسناد قال : حدثنا محمد بن عمر الجعابي الحافظ البغدادي ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن ثابت بن كنانة ، قال : حدثنا محمد [ بن الحسن ] (3) بن العباس أبو جعفر الخزاعي ، قال : حدثنا الحسن بن الحسين العرني (4) ، قال : حدثنا عمر (5) بن ثابت ، عن عطاء بن السايب ، عن ابن يحيى (6) ، عن ابن عباس قال :
  ( صعد رسول الله المنبر فخطب واجتمع الناس إليه فقال : يا معشر (7) المؤمنين ان الله عز وجل أوحى الي اني مقبوض ، وان ابن عمي عليا مقتول ، واني ايها الناس ، أخبركم خبرا ، إن عملتم به سلمتم وان تركتموه هلكتم ، ان ابن عمي عليا هو أخي ووزيري ، وهو خليفتي ، وهو المبلغ عني ، وهو امام المتقين وقائد الغر المحجلين ، ان استرشدتموه أرشدكم وان اتبعتموه نجوتم ، وإن خالفتموه ضللتم ، وإن أطعتموه فالله أطعتم ، وإن عصيتموه فالله عصيتم ، وإن بايعتموه فالله بايعتم ،

---------------------------
(1) في ( م ) : فعلي .
(2) رواه الصدوق في أماليه : 56 ، وبسند آخر : 382 .
(3) من الأمالي .
(4) في ( ط ) : القربى ، وفي الأمالي : العرنى .
(5) في الأمالي : عمرو .
(6) في الأمالي : أبي يحيى .
(7) في الأمالي : مجموعون .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _ 40 _

  وإن نكثتم بيعته فبيعة الله نكثتم ، ان الله عز وجل أنزل علي القرآن وهو الذي من خالفه ضل ، ومن ابتغى علمه عند غير علي ( عليه السلام ) هلك .
  أيها الناس اسمعوا قولي ، واعرفوا حق نصيحتي ، ولا تخالفوني في أهل بيتي إلا بالذي امرتم به ، ومن حفظهم فقد حفظني ، فانهم حامتي وقرابتي واخواني وأولادي ، فانكم مجمعون (1) ومساءلون عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما (2) فانهم أهل بيتي ، فمن آذاهم فقد آذاني ، ومن ظلمهم فقد ظلمني ، ومن اذلهم فقد اذلني ، ومن اعزهم فقد اعزني ، ومن اكرمهم اكرمني ، ومن نصرهم نصرني ، ومن خذلهم خذلني ، ومن طلب الهدى في غيرهم فقد كذبني ، ايها الناس اتقوا الله وانظروا ما انتم قائلون إذا لقيتموني ، فاني خصم لمن آذاهم (3) ، ومن كنت خصمه فقد خصمته ، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ) (4) .
  27 ـ وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  ( أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة ولو أتوني بذنوب أهل الأرض : الضارب بسيفه أمام ذريتي ، والقاضي لهم حوائجهم ، والساعي في حوائجهم عندما اضطروا ( إليه ) (5) والمحب لهم بقلبه ولسانه ) (6) .
  28 ـ قال : أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن ، قال : أخبرنا الشريف النقيب أبو الحسن زيد بن الناصر العلوي ، قال : أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمان العلوي ، قال : حدثنا عمر بن إبراهيم الكناني المقري ومحمد بن عبد الرحمان المخلص ، قال : حدثنا أبو حامد محمد بن هارون الحضرمي ، أخبرنا علي بن شعيب السمسار ، أخبرنا عبد الرحمان بن قيس بن معاوية (7) البصري الزعفراني ، أخبرنا محمد بن عمر عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة

---------------------------
(1) في الأمالي : مجموعون .
(2) في ( ط ) : فيهم .
(3) في ( ط ) : عاداهم وآذاهم .
(4) رواه الصدوق في أماليه : 62 .
(5) ليس في ( ط ) .
(6) عنه البحار 68 : 123 ، ويأتي في ج 2 : الرقم 1 وج 3 : الرقم 46 بألفاظ اخر .
(7) في ( م ) : أبو معاوية .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _ 41 _

  قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( ان أول كرامة المؤمن على الله تعالى أن يغفر لمشيعه ) (1) .
  29 ـ أخبرنا الشيخ الزاهد أبو محمد الحسن بن الحسين ، عن عمه محمد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين بن علي ، عن عمه الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد ، قال : أخبرنا عمر بن أحمد (2) بن حمدان القشيري ، قال : أخبرنا المغيرة بن محمد بن مهلب ، قال : أخبرنا عبد الغفار بن محمد بن كثير (3) الكلابي الكوفي ، عن عمرو بن ثابت ، عن جابر ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
  ( حبي وحب أهل بيتي نافع في سبع مواطن (4) أهوالهن عظيمة : عند الوفاة ، وفي القبر ، وعند النشور ، وعند الكتاب ، وعند الحساب ، وعند الميزان ، وعند الصراط ) (5) .
  30 ـ وبهذا الأسناد ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه ، قال : حدثنا محمد بن علي ، عن عمه أبي القاسم ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن محمد بن سنان ، عن زياد بن المنذر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
  ( المخالف على علي بن أبي طالب بعدي كافر ، والمشرك به كافر ، والمحب له مؤمن ، والمبغض له منافق ، والمقتفي لأثره لاحق ، والمحارب له مارق (6) ، والراد عليه زاهق ، علي نور الله في بلاده وحجته على عباده ، علي سيف الله على أعدائه ، ووارث علم أنبيائه ، علي كلمة الله العليا وكلمة أعدائه السفلى ، علي سيد الأوصياء ووصي سيد الأنبياء ، علي أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وإمام المسلمين ،

---------------------------
(1) في ( ط ) : المشيعيه .
(2) في الخصال : محمد بن أحمد .
(3) في الخصال : بكير .
(4) في ( ط ) : مواضع .
(5) رواه الصدوق في الخصال 2 : 36 ، والامالي 2 : 19 وفضائل الشيعة : 6 .
(6) في ( ط ) : منافق مارق .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _ 42 _

  لا يقبل الله الايمان إلا بولايته وطاعته ) (1) .
  31 ـ وبالإسناد قال : حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال : حدثنا عبد الرحمان بن محمد الحسيني قال : حدثنا أبو جعفر أحمد بن عيسى بن أبي موسى العجلي ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الله بن زياد العرزمي ، قال : أخبرنا علي بن حاتم المنقري ، قال : حدثنا شريك ، عن سالم الأفطس ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله لعلي ( عليه السلام ) :
  « يا علي ! شيعتك هم الفائزون يوم القيامة ، فمن أهان واحدا منهم فقد أهانك ، ومن أهانك فقد أهانني ، ومن أهانني أدخله الله نار جهنم فيها وبئس المصير ، يا علي ! أنت مني وأنا منك ، وروحك من روحي وطينتك من طينتي ، وشيعتك خلقوا من فضل طينتنا ، فمن أحبهم فقد أحبنا ومن أبغضهم فقد أبغضنا ، ومن عاداهم فقد عادانا ، ومن ودهم فقد ودنا .
  يا علي ! ان شيعتك مغفور لهم ، على ما كان فيهم (2) من ذنوب وعيوب ، يا علي أنا الشفيع لشيعتك غدا إذا قمت المقام المحمود فبشرهم بذلك ، يا علي شيعتك شيعة الله ، وأنصارك أنصار الله ، وأوليائك أولياء الله ، وحزبك حزب الله ، يا علي سعد من تولاك وشقي من عاداك ، يا علي لك كنز في الجنة وأنت ذو قرينها ) (3) .
  32 ـ وبالإسناد قال : حدثنا محمد بن ابراهيم ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري ، قال : حدثنا أبو محمد الحسن بن عبد الواحد الخزاز ، قال : حدثنا إسماعيل بن علي السدي ، عن منيع بن الحجاج ، عن عيسى بن موسى ، عن جعفر الأحمر ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ( عليهما السلام ) قال : قال : سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
  « إذا كان يوم القيامة تقبل ابنتي فاطمة ( عليهما السلام ) على ناقة من نوق الجنة مدبجة

---------------------------
(1) رواه الصدوق في أماليه : 19 ، أقول : يأتي في ج 4 : الرقم 54 مثله .
(2) في ( ط ) : منهم .
(3) رواه الصدوق في أماليه : 34 ، أقول : يأتي في ج 4 : الرقم 59 مثله .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _ 43 _

  الجنبين ، خطامها من لؤلؤ رطب ، قوائمها من الزمرد الأخضر ، ذنبها من المسك الأذفر ، عيناها ياقوتتان حمراوان ، عليها قبة من نور ، يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها ، داخلها عفو الله ، وخارجها رحمة الله ، وعلى رأسها تاج من نور ، للتاج سبعون ركنا ، كل ركن مرصع بالدر والياقوت يضئ كما يضئ الكوكب (1) الدري في افق السماء . وعن يمينها سبعون ألف ملك ، وعن شمالها سبعون ألف ملك وجبرئيل آخذ بخطام الناقة ينادي بأعلى صوته : غضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة بنت محمد ، فلا يبقى يومئذ نبي ( مرسل ) (2) ولا رسول ولا صديق ولا شهيد إلا غضوا أبصارهم حتى تجوز فاطمة .
  فتسير حتى تحاذي عرش ربها جل جلاله وتروح (3) بنفسها عن ناقتها وتقول : إلهي وسيدي احكم بيني وبين من ظلمني ، اللهم إحكم بيني وبين من قتل ولدي ، فإذا النداء من قبل الله جل جلاله : يا حبيبتي وابنة حبيبي سليني تعطي واشفعي تشفعي وعزتي وجلالي لا جازني (4) ظلم ظالم .
  فتقول : إلهي وسيدي ذريتي وشيعتي وشيعة ذريتي ومحبي ومحب ذريتي ، فإذا النداء من قبل الله جل جلاله : أين ذرية فاطمة وشيعتها ومحبوها ومحبو ذريتها ؟ فيقومون (5) وقد أحاط بهم ملائكة الرحمة ، فتقدمهم فاطمة حتى تدخلهم الجنة ) (6) .
  33 ـ قال (7) : وحدثنا أبي ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب ، قال : حدثنا أحمد بن علي الأصفهاني ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، قال : حدثني

--------------------------
(1) في ( ط ) : يضئ كالكوكب .
(2) ليس في الأمالي .
(3) في الأمالي : فتزج ، وفي ( م ) : ترمي .
(4) في ( ط ) : لا اجازي .
(5) في الأمالي : فيقبلون .
(6) رواه في الأمالي : 25 .
(7) يوجد في ( ط ) و ( م ) هذه العبارة ، الظاهر انها من زيادات النساخ : ( قال : وبالإسناد حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، قال : أخبرني علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن علي بن معيد ، عن الحسين بن خالد ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه ) .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _44 _

  جعفر بن الحسن بن عبيدالله (1) بن موسى العبسي ، عن محمد (2) بن علي السلمي ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ( رضي الله عنه ) قال : لقد سمعت رسول الله يقول : في علي (3) ( عليه السلام ) خصال لو كانت واحدة منها في جميع الناس لأكتفوا بها فضلا .
  قوله (4) ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) ، وقوله : ( علي مني كهارون من موسى ) وقوله : ( علي مني وأنا منه ) ، وقوله : ( علي مني كنفسي طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي ) ، وقوله : ( حرب علي حرب الله وسلم علي سلم الله ) ، وقوله : ( ولي علي ولي الله وعدو علي عدو الله ) ، وقوله : ( علي حجة الله وخليفته على عباده ) (5) ، وقوله : ( حب علي ايمان وبغضه كفر ) ، وقوله : ( حزب علي حزب الله وحزب أعدائه حزب الشيطان ) ، وقوله : ( علي مع الحق والحق مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض ) ، وقول : ( علي قسيم (6) الجنة والنار ) ، وقوله : ( من فارق عليا فقد فارقني ومن فارقني فقد فارق الله عز وجل ) ، وقوله : ( شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة ) (7) .
  34 ـ أخبرنا الشيخ الأمين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن في ربيع الأول سنة ست عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : حدثنا أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز المعدل ، قال : حدثنا أبو عمير (8) بن السماك ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن المهدي ، قال : حدثنا عمر بن الخطاب السجستاني ، قال : حدثنا إسماعيل بن العباس الحمصي ، عن محمد بن زياد ، عن أبي هريرة ، قال : سمعت رسول الله يقول لعلي ( عليه السلام ) : ( ألا ابشرك يا علي ؟ قال : بلى بأبي أنت

--------------------------
(1) في ( ط ) : عبد الله .
(2) في ( ط ) : أحمد .
(3) في ( ط ) : قال : قال رسول الله في علي . (4) في ( ط ) : منها قوله .
(5) في ( ط ) : علي حجة الله على أعدائه .
(6) في ( ط ) : قاسم .
(7) رواه في الخصال 2 : 496 ، الأمالي : 81 .
(8) في البحار : أبو عمر .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _ 45 _

  وامي يا رسول الله ، قال : أنا وانت وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) خلقنا من طينة واحدة ، وفضلت منها فضلة فجعل منها شيعتنا ومحبونا ، فإذا كان يوم القيامة دعي الناس بأسمائهم واسماء امهاتهم ، ما خلا نحن وشيعتنا ومحبونا ، فانهم يدعون بأسمائهم وأسماء آبائهم ) (1) .
  35 ـ أخبرنا الشيخ الرئيس أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه ، عن عمه محمد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين ، عن عمه أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا أحمد بن إدريس ، قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن محمد القبطي ، قال :
  قال الصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) : ( أغفل الناس قول رسول الله في علي بن أبي طالب يوم مشربة ام ابراهيم ، كما أغفلوا قوله فيه يوم غدير خم ، ان رسول الله كان في مشربة ام ابراهيم وعنده أصحابه ، إذا جاءه علي فلم يفرجوا له ، فلما رآهم لم يفرجوا (2) قال ( لهم ) (3) : يا معاشر الناس ! هذا أهل بيتي تستخفون بهم (4) وأنا حي بين ظهرانيكم ، أما والله لئن غبت عنكم فان الله لا يغيب عنكم ، ان الروح والراحة والبشر والبشارة لمن ائتم بعلي وتولاه ومسلم له وللاوصياء من ولده ان حقا علي ان ادخلهم في شفاعتي ، لانهم اتباعي ، فمن تبعني فانه مني ، سنة جرت في من إبراهيم لأني من ابراهيم ، وابراهيم مني ، وفضلي له فضل (5) وفضله فضلي ، وأنا أفضل منه تصديق [ ذلك ] (6) قول ربي : ( ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ) (7) ، وكان رسول الله وثئت رجله في مشربة ام إبراهيم حتى عاده الناس ) (8) .
-------------------------------
(1) رواه الشيخ في أماليه 2 : 71 ، عنه البحار 67 : 126 . أقول : مر مثله في ج 1 : الرقم 20 وج 2 : 114 وج 4 : الرقم 58 .
(2) في الأمالي : لا يفرجون ، وفي ( م ) : فلم يفرجوا .
(3) ليس في ( م ) .
(4) في ( ط ) : هذا علي من أهل بيتي وتستخفون بهم .
(5) في ( ط ) : فضله .
(6) من الأمالي .
(7) آل عمران : 24 .
(8) رواه في الأمالي : 98 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _ 46 _

  36 ـ وعنه ( رحمه الله ) عن عمه عن أبيه عن عمه أبي جعفر ، قال : حدثني أبي ( رحمه الله ) قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى ، قال : حدثنا العباس بن معروف ، قال : حدثنا أبو حفص العبدي ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال :
  ( قال رسول الله : إذا سألتم الله عز وجل فاسألوه لي الوسيلة ، قال : فسألت النبي عن الوسيلة ، فقال : هي درجتي في الجنة وهي ألف مرقاة ما بين المرقاة إلى المرقاة حضر الفرس الجواد شهرا ، وهي ما بين مرقاة جوهرة إلى مرقاة زبرجد ، ومرقاة ياقوتة إلى مرقاة ذهب إلى مرقاة فضة ، فيؤتى بها يوم القيامة حتى تنصب مع درجة النبيين فهي في درج النبيين كالقمر بين الكواكب ، فلا يبقى يومئذ نبي ولا صديق ولا شهيد إلا قال : طوبى لمن كانت هذه الدرجة درجته ، فيأتي النداء من عند الله عز وجل يسمع النبيين وجميع الخلق : هذه درجة محمد .
  فأقبل وأنا يومئذ متزر (1) بريطة [ من نور ] (2) وعلي تاج الملك وأكليل الكرامة وعلي بن أبي طالب امامي وبيده لوائي وهو لواء الحمد ، مكتوب عليه : لا إله إلا الله المفلحون هم الفائزون بالله ، وإذا مررنا بالنبيين قالوا : هذان ملكان [ كريمان ] (3) مقربان ولم نعرفهما ولم نرهما ، وإذا مررنا بالملائكة قالوا : هذان نبيان مرسلان حتى أعلو الدرجة وعلي يتبعني ، حتى إذا صرت في أعلى درجة منها وعلي أسفل مني بدرجة ، ولا يبقى يومئذ نبي ولا صديق ولا شهيد إلا قال : طوبى لهذين العبدين ما أكرمهما على الله ، فيأتي النداء من قبل الله عز وجل يسمع النبيين والصديقين والشهداء والمؤمنين : هذا حبيبي محمد وهذا وليي علي ، طوبى لمن أحبه والويل لمن أبغضه وكذب عليه .
  ثم قال رسول الله : فلا يبقى يومئذ أحد أحبك يا علي إلا استروح إلى هذا الكلام وابيض وجهه وفرح قلبه ، ولا يبقى أحد ممن عاداك أو نصب لك حربا

-------------------------------
(1) في ( ط ) : مؤتز .
(2) من الأمالي .
(3) من الأمالي .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _ 47 _

  [ أو جحد لك حقا ] (1) إلا اسود وجهه واضطربت قدماه .
  وبينا انا كذلك إذا ملكان قد أقبلا إلي أما أحدهما رضوان خازن الجنان ، وأما الآخر فمالك خازن النار (2) ، فيأتي (3) رضوان فيقول : السلام عليك يا أحمد ، فأقول : السلام عليك ( ايها الملك ) (4) من أنت ؟ فما أحسن وجهك وأطيب ريحك ! فيقول : أنا رضوان خازن الجنان وهذه مفاتيح الجنة ، بعث بها إليك رب العزة فخذها يا أحمد ، فأقول : قد قبلت ذلك من ربي له الحمد على ما فضلني به ، أدفعها إلى أخي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ثم يرجع فيدنو مالك فيقول : السلام عليك يا أحمد ، فأقول : السلام عليك ايها الملك من أنت ؟ فما أقبح وجهك وأنكر رؤيتك ! فيقول : أنا مالك خازن النار وهذه مقاليد النار ، بعث بها إليك رب العزة فخذها يا أحمد ، فأقول : قد قبلت ذلك من ربي فله الحمد على ما فضلني به ، أدفعها إلى أخي علي بن أبي طالب ، ثم يرجع مالك فيقبل علي بن أبي طالب ومعه مفاتيح الجنة ومقاليد النار حتى يقف على حجرة (5) جهنم وقد تطاير شررها وعلا زفيرها واشتد حرها ، وعلي آخذ بزمامها ، فتقول [ له جهنم ] (6) : جزني يا علي فقد أطفأ نورك لهبي ، فيقول لها علي : قري يا جهنم ، خذي هذا واتركي هذا ، خذي هذا عدوي واتركي هذا وليي ، فجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي من غلام أحدكم لصاحبه ، وإن شاء يذهبها يمنة وإن شاء يذهبها يسرة ، ولجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي فيما يأمرها به من جميع الخلائق ) (7) .
  37 ـ وبهذا الإسناد ، قال : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ، قال : قرأت في كتاب أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) :

-------------------------------
(1) من الأمالي .
(2) في ( ط ) : النيران .
(3) في الأمالي : فيدنو .
(4) ليس في ( ط ) .
(5) في الأمالي : عجزة .
(6) من الأمالي .
(7) رواه في الأمالي : 102 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _ 48 _

  ( ابلغ شيعتي أن زيارتي عند الله تعالى تعدل ألف حجة (1) : قال : فقلت لأبي جعفر ( ابنه ) (2) ألف حجة ؟ قال : إي والله ألف ألف حجة لمن زاره عارفا بحقه ) (3) .
  38 ـ أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بقراءتي عليه في جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، قال : حدثنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي رضي الله عنهما ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ( رحمه الله ) ، قال : حدثني المظفر بن محمد الوراق ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن همام ، قال : حدثنا أبو سعيد الحسن بن زكريا البصري ، قال : حدثنا عمر بن المختار ، قال : حدثنا أبو محمد البرسي (4) ، عن النضر بن سويد ، عن عبد الله بن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله : ( كيف بك يا علي إذا وقفت على شفير جهنم وقدمت (5) الصراط وقيل للناس جوزوا وقلت لجهنم : هذا لي وهذا لك ، فقال علي : يا رسول الله ومن اولئك ؟ فقال : اولئك شيعتك معك حيث كنت ) (6) .
  39 ـ أخبرني الشيخ أبو عبد الله الحسن بن الحسين بن بابويه ، عن عمه أبي جعفر ، عن أبيه الحسن ، عن عمه أبي جعفر ، قال : حدثنا أبي ( رحمهم الله ) ، قال : حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب ، عن أحمد بن علي الإصفهاني ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن سلمان بن عبد الله الهاشمي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن جابر الجعفي ، قال : سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري ( رضي الله عنه ) يقول : سمعت رسول الله يقول لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : ( يا علي

--------------------------------
(1) في ( ط ) : تعدل ألف حجة لمن زاره ، وفي الأمالي والعيون : تعدل عند الله .
(2) ليس في ( ط ) .
(3) رواه في الأمالي : 61 و 104 ، والعيون 1 : 257 ، وكامل الزيارة : 306 .
(4) في ( م ) : البرنسي .
(5) في ( م ) : قد مدت .
(6) عنه البحار 29 : 198 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _49 _

  أنت أخي ووصيي ووارثي وخليفتي على امتي في حياتي وبعد وفاتي ، محبك محبي ومبغضك مبغضي ، وعدوك عدوي ووليك وليي ) (1) .
  40 ـ أخبرني الشيخ أبو محمد الحسن بن بابويه ، عن عمه ، عن أبيه ، عن عمه أبي جعفر ( رحمهم الله ) ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار ، قال : حدثنا أبي ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن أبي أحمد الأزدي ، عن أبان بن عثمان ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله : " ان الله تبارك وتعالى آخى بيني وبين علي بن أبي طالب وزوجه ابنتي من فوق سبع سماواته ، وأشهد على ذلك مقربي ملائكته وجعله لي وصيا ( وخليفة ) (2) فعلي مني وأنا منه ، محبه محبي ومبغضه مبغضي وان الملائكة لتتقرب إلى الله بمحبته ) (3) .
  41 ـ قال : وبهذا الإسناد عن الشيخ الفقيه أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا أبو الحسن محمد بن سعيد الهاشمي ، قال : حدثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي ، قال : حدثنا محمد بن ظهير ، قال : حدثنا عبد الله بن الفضل الهاشمي ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله :
  ( يوم غدير خم أفضل أعياد امتي ، وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره بنصب أخي علي بن أبي طالب علما لامتي يهتدون به من بعدي وهو اليوم الذي أكمل الله تعالى فيه الدين وأتم على امتي فيه النعمة ورضي لهم الإسلام دينا ، ثم قال عليه وآله السلام : معاشر الناس ! ان علي بن أبي طالب مني وأنا من علي ، خلق علي من طينتي وهو إمام الخلق بعدي ، يبين لهم ما اختلفوا فيه من سنتي ، وهو أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين ويعسوب الدين وخير الوصيين ، وزوج سيدة نساء العالمين ، وأبو الأئمة المهديين ، معاشر الناس ! من أحب عليا أحببته ومن أبغض عليا أبغضته ، ومن وصل عليا وصلته ومن قطع عليا قطعته ، ومن جفا

--------------------------------
(1) رواه في الأمالي : 108 .
(2) ليس في ( ط ) .
(3) رواه الصدوق في أماليه : 108 و 223 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _50 _

  عليا جفوته ومن والى عليا واليته ، ومن عادى عليا عاديته ، معاشر الناس ! أنا مدينة الحكمة وعلي بابها ولا تؤتى المدينة إلا من قبل الباب ، وكذب من زعم انه يحبني ويبغض عليا ، معاشر الناس ! والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية ما نصبت عليا علما لامتي حتى نوه الله باسمه في سماواته وأوجب ولايته على ملائكته ) (1) .
  42 ـ وبهذا الإسناد قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور ، قال : حدثنا الحسين بن محمد بن عامر ، عن عمه عبد الله بن عامر ، عن ابن أبي عمير ، عن حمزة بن حمران ، عن أبيه ، عن أبي حمزة ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) انه جاء إليه رجل فقال له : يا أبا الحسن ! انك تدعا أمير المؤمنين فمن أمرك عليهم ؟ قال : الله جل جلاله أمرني عليهم ، فجاء الرجل إلى رسول الله فقال : يارسول الله ! أيصدق علي فيما يقول ، ان الله أمره على خلقه ؟ فغضب النبي ثم قال :
  ( ان عليا أمير المؤمنين بولاية من الله عز وجل عقدها له فوق عرشه ، واشهد على ذلك الملائكة ان عليا خليفة الله وحجة الله وانه لإمام المسلمين ، طاعته مقرونة (2) بطاعة الله ، ومعصيته مقرونة بمعصية الله ، فمن جهله فقد جهلني ، ومن عرفه فقد عرفني ، ومن أنكر إمامته فقد أنكر نبوتي ، ومن جحد إمرته فقد جحد رسالتي ، ومن دفع فضله فقد نقصني (3) ، ومن قاتله فقد قاتلني ، ومن سبه فقد سبني ، لأنه مني ، خلق من طينتي وهو زوج فاطمة ابنتي وأبو ولدي الحسن والحسين ، ثم قال : أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين حجج الله على خلقه ، أعداؤنا أعداء الله وأولياؤنا أولياء الله ) (4) .
  43 ـ أخبرنا الشيخ أبو البقاء إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم البصري بقراءتي عليه في المحرم سنة ست عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن

--------------------------------
(1) رواه في الأمالي : 109 .
(2) في ( ط ) : طاعته مفروضة مقرونة .
(3) في الأمالي : تنقصني .
(4) رواه في الأمالي : 114 .