.
11 ـ قال : حدثنا موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده الحسين بن علي قال :
( كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا عطس قال له علي ( عليه السلام ) : رفع الله ذكرك ، وإذا عطس علي ( عليه السلام ) قال له النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أعلى الله كعبك
) .
12 ـ قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا أحمد بن إدريس ، قال : حدثنا محمد بن عبد الغفار ، عن القاسم بن محمد الرازي ، عن علي بن محمد الهرمزداري
( صلى الله عليه وآله وسلم ) وصت إلى علي ( عليه السلام ) ان يكتم أمرها ويخفي خبرها ولا يؤذن أحدا بمرضها ، ففعل ذلك ، وكان يمرضها بنفسه وتعينه على ذلك أسماء بنت عميس على استسرار
بذلك كما وصت به ، فلما حضرتها الوفاة وصت أمير المؤمنين ان يتولى أمرها ويدفنها ليلا ويعفي قبرها ، فتولى ذلك أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ودفنها وعفى
موضع قبرها ، فلما نفض يده من تراب القبر هاج به الحزن فأرسل دموعه على خديه وحول وجهه إلى قبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال :
وحبيبتك وقرة عينك وزائرتك والبائتة في الثرى ببقعتك ، المختار الله لها سرعة اللحاق بك ،
قل يارسول الله عن صفيتك صبري وضعف عن سيدة النساء تجلدي
(1) ، إلا إن في التأسي لي بسنتك والحزن الذي حل لي لفراقك موضع تعزي ، ولقد وسدتك في ملحود قبرك بعد أن فاضت نفسك
(2) على صدري وغمضتك بيدي وتوليت أمرك بنفسي ، نعم وفي كتاب الله أنعم القبول ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، قد استرجعت الوديعة وأخذت الرهينة واختلست
(3) الزهراء ، فما أقبح الخضراء والغبراء .
يارسول الله ، أما حزني فسرمد وأما ليلي فمسهد
(4) ، لا يبرح الحزن من قلبي أو يختار
(5) الله لي دارك التي فيها [ أنت ]
(6) مقيم ، كمد
(7) مقيح
(8) وهم مهيج ، سرعان ما فرق بيننا والى الله أشكوا ، وستنبئك ابنتك بتظاهر امتك علي وعلى هضمها
(9) حقها ، فاستخبرها الحال ، فكم من غليل
(10) معتلج
(11) بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلا ، وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين .
سلام عليك يارسول الله سلام مودع لا سأم ولا قال ، فان أنصرف فلا عن ملالة ، وإن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين ، والصبر أيمن وأجمل ، ولولا غلبة المستولين علينا لجعلت المقام عند قبرك لزاما ، والتلبث عنده معكوفا
(12) ، ولأعولت أعوال
(13) الثكلى على جليل الرزية ، فبعين الله تدفن ابنتك سرا ، ويهتضم حقها قهرا ، وتمنع [ ارثها ]
(14) جهرا ، ولم يطل العهد ولن يخلق منك الذكر ، فالى الله يارسول الله المشتكى وفيك أجمل العزاء ، فصلوات الله عليها وعليك ورحمة الله وبركاته )
(15) .
-------------------------------
(1) التجلد : القوة .
(2) فاضت نفسه : خرجت روحه .
(3) التخالس : التسالب .
(4) السهود : قلة النوم .
(5) أو يختار : أي إلى أن يختار .
(6) من الأمالي .
(7) الكمد : الحزن الشديد .
(8) في الأمالي : كمد منيخ .
(9) الهضم : الظلم .
(10) الغليل : حرارة الجوف .
(11) اعتلجت الأمواج : التطمت .
(12) عكفه : حبسه .
(13) الأعوال : رفع الصوت بالبكاء .
(14) من الأمالي .
(15) رواه الشيخ في أماليه 1 : 108 ، عنه البحار 43 : 211 ، أورد ذيله الكليني في الكافي
=
بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام )
_398 _
13 ـ قال : حدثنا معاوية بن هشام ، عن سفيان ، عن هشام بن حسان ، قال : سمعت أبا محمد الحسن بن علي ( عليه السلام ) يخطب الناس بعد البيعة له بالأمر ، فقال : نحن حزب الله الغالبون وعشيرة
(1) رسول الله الأقربون ، وأهل بيته الطيبون الطاهرون ، وأحد الثقلين اللذين خلفهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في امته ، والثاني كتاب الله ، فيه تفصيل كل شيء ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، والمعول علينا في تفسيره لا نظن [ تأويله بل نتيقن ]
(2) حقائقه ، فأطيعونا فان طاعتنا مفروضة إذ كانت بطاعة الله عز وجل ورسوله مقرونة .
قال الله عز وجل : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الأمر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول )
(3) ، ( ولو ردوه إلى الرسول واولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم )
(4) ، واحذركم الإصغاء لهتاف الشيطان فانه لكم عدو مبين ، وتكونوا كأوليائه الذين قال لهم : ( لا غالب لكم اليوم من الناس واني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون )
(5) ، فتلقون إلى الرماح وزرا وإلى السيوف جزرا وللعمد حطما وللسهام غرضا ، ( ثم لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا )
(6) .
14 ـ عن عطا ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( يا بني عبد المطلب اني سألت الله لكم أن يعلم جاهلكم وأن يثبت قائمكم ، وان يهدي ضالكم وان يجعلكم نجدا [ جوداء رحماء ]
(7) ولو أن رجلا صلى وصف قدميه بين الركن والمقام ولقي الله ببغضكم أهل البيت دخل النار
(8) ) .
-------------------------------
=
1 : 458 ، عنه البحار 43 : 193 ، النهج : الخطبة 202 ، دلائل الإمامة : 47 ، الإرشاد للمفيد : 165 ، كشف الغمة 2 : 147 ، تذكرة الخواص : 318 .
(1) في الأمالي : عترة .
(2) من الأمالي .
(3) النساء : 59 .
(4) النساء : 83 .
(5) الانفال : 48 .
(6) الانعام : 158 .
(7) من الأمالي .
(8) رواه الشيخ في أماليه 1 : 117 و 21 .
بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام )
_399 _
15 ـ عن محمد بن محمد ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني ، قال : حدثنا أبو عوانة موسى بن يوسف القطان الكوفي ، قال : حدثنا محمد بن سليمان
(1) المقري الكندي ، عن عبد الصمد بن علي النوفلي ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن الأصبغ بن نباتة العبدي قال :
( لما ضرب ابن ملجم عليه اللعنة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) عدونا عليه نفر من أصحابنا : أنا والحرث وسويد بن غفلة وجماعة معنا ، فقعد [ نا ]
(2) على الباب فسمعت
(3) البكاء فبكينا ، فخرج إلينا الحسن بن علي ( عليهما السلام ) فقال : يقول لكم أمير المؤمنين : انصرفوا إلى منازلكم ، فانصرف القوم غيري ، واشتد البكاء من منزله ، فبكيت ، وخرج الحسن وقال : ألم أقل لكم أنصرفوا ؟ فقلت : لا والله يابن رسول الله ما تتابعني نفسي ولا تحملني رجلي ان أنصرف حتى أرى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
قال : وبكيت فدخل ولم يلبث ان خرج فقال لي : ادخل ، فدخلت على أمير المؤمنين ، فإذا هو مستند معصوب الرأس بعمامة صفراء ، قد نزف دمه واصفر وجهه ، فما أدري وجهه أصفر أم العمامة ، فأكببت عليه فقبلته وبكيت فقال لي : لا تبك يا أصبغ فانها والله الجنة ، فقلت له : جعلت فداك إني أعلم [ والله ]
(4) إنك تصير إلى الجنة وأنا
(5) أبكي لفقداني إياك يا أمير المؤمنين جعلت فداك حدثني بحديث سمعته من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فاني أراني لا أسمع منك حديثا بعد يومي هذا أبدا .
فقال : نعم يا أصبغ ، دعاني رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوما فقال لي : يا علي انطلق حتى تأتي مسجدي ثم تصعد منبري ، ثم تدعو الناس إليك فتحمد الله [ تعالى ]
(6) وتثني عليه وتصلي علي صلاة كثيرة وتقول : أيها الناس إني رسول رسول الله إليكم ،
-------------------------------
(1) في الامالي : سلمان .
(2) من الأمالي .
(3) في الأمالي : فسمعنا .
(4) من الأمالي .
(5) في الأمالي : انه .
(6) من الأمالي .
بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام )
_400 _
وهو يقول [ لكم ] : ان لعنة الله ولعنة ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين ولعنتي على من انتمى إلى غير أبيه أو ادعى إلى غير مواليه ، أو ظلم أجيرا أجره .
فأتيت مسجده
(1) وصعدت منبره فلما رأتني قريش وكانوا في المسجد أقبلوا نحوي فحمدت الله وأثنيت عليه وصليت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) صلاة كثيرة ثم قلت : أيها الناس إني رسول رسول الله إليكم وهو يقول لكم ألا لعنة الله ولعنة ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين ولعنتي على من انتمى إلى غير أبيه أو إدعى إلى غير مواليه أو ظلم أجيرا أجره .
قال : فلم يتكلم أحد من القوم إلا عمر بن الخطاب فانه قال : قد أبلغت يا أبا الحسن ولكنك جئت بكلام غير مفسر ، فقلت : إبلغ ذلك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فرجعت إلى النبي فأخبرته الخبر فقال : إرجع إلى مسجدي حتى تصعد منبري فاحمد الله واثني عليه وصل علي ثم قل : [ يا ]
(2) أيها الناس ما كنا لنجيئكم بشئ إلا وعندنا تأويله وتفسيره ، ألا واني [ أنا ]
(3) أبوكم ، ألا واني [ انا ]
(4) مولاكم ، ألا وأني [ أنا ]
(5) أجيركم )
(6) .
16 ـ قال : حدثنا إبراهيم بن عبد الحميد ، عن زيد بن اسامة الشحام ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) انه قال : ( انكم لن تنالوا ولايتنا إلا بالورع والإجتهاد وصدق الحديث وأداء الأمانة وحسن الجوار وحسن الخلق والوفاء بالعهد وصلة الرحم ، وأعينونا بطول السجود ، ولو ان قاتل علي ( عليه السلام ) ائتمني على امانة لأديتها إليه ) .
17 ـ عن جابر عن أبي عبد الله في قوله جل جلاله ( وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم )
(7) ، قال : " ولاية علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) )
(8) .
-------------------------------
(1) من الأمالي .
(2 ـ 5) من الأمالي .
(6) رواه الشيخ في أماليه 1 : 123 .
(7) يونس : 2 .
(8) رواه الكليني في الكافي 1 : 422 ، عنه البحار 24 : 40 و 36 : 58 ، وأخرجه في تأويل الآيات 1 : 213 .