طالب ( عليه السلام ) ، قال : حدثني محمد بن سلام الكوفي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد الواسطي ، قال : حدثني محمد بن صالح ومحمد بن الصلت ، قال : حدثنا عمر بن يونس اليماني ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ان عباس قال : ( دخل الحسين بن علي على أخيه الحسن بن علي ( عليهم السلام ) في مرضه الذي توفي فيه ، فقال له : كيف تجدك يا أخي ؟ قال : أجدني [ في ]
أول يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدنيا ، وأعلم إني لا أسبق أجلي ، واني وارد على أبي وجدي ( عليهما السلام ) على كره مني لفراقك وفراق إخوتك وفراق الأحبة ، واستغفر الله من مقالتي وأتوب إليه ، بل على محبة مني للقاء رسول الله وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما الصلاة والسلام وامي فاطمة وحمزة وجعفر ، وفي الله عز وجل خلف من كل هالك وعزاء من كل مصيبة ودرك من كل ما فات ، رأيت يا أخي كبدي آنفا في الطشت ، ولقد عرفت من دهاني ومن أين أتيت ، فما أنت صانع به يا أخي ؟ قال الحسين ( عليه السلام ) ، أقتله والله ، قال : فوالله لا أخبرك به أبدا حتى ألقى
رسول الله ولكن اكتب يا أخي : هذا ما أوصى به الحسن بن علي بن أبي طالب إلى أخيه الحسين بن علي ، أوصى إليه انه :
يشهد أن لا إله إلا وحده لا شريك له ، وانه يعبده حق عبادته لا شريك له في الملك ولا ولي له من الذل ، وانه خلق كل شئ فقدره تقديرا ، وانه أولى من عبد وأحق من حمد ، من أطاعه رشد ومن عصاه غوى ومن تاب إليه اهتدى ، فاني أوصيك يا حسين بمن خلفت من أهلي وولدي وأهل بيتك أن تصفح عن مسيئهم وتقبل من محسنهم ، وتكون لهم خلفا ووالدا ، وان تدفني مع رسول الله ، فاني أحق به وببيته ممن ادخل بيته بغير إذنه ولا كتاب جاءهم من بعده ، قال الله تعالى فيما أنزله على نبيه في كتابه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ )
.
فوالله ما أذن [ لهم ]
(1) في الدخول عليه في حياته ولا جاءهم الاذن في ذلك من بعد وفاته ، ونحن مأذونون
(2) في التصرف فيما ورثناه من بعده ، فان أبت عليك المرأة فأنشدك بالقرابة التي قرب الله عز وجل منا
(3) والرحم الماسة من رسول الله أن لا تريق
(4) في محجمة [ من ]
(5) دم حتى تلقى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فنختصم إليه ونخبره
(6) بما كان من الناس إلينا بعده ، ثم قبض ( عليه السلام ) .
قال ابن عباس : فدعاني الحسين ( عليه السلام ) وعبد الله بن جعفر وعلي بن عبد الله بن العباس ، فقال : أغسلوا ابن عمكم ، فغسلناه وحنطناه وألبسناه وأكفناه
(7) ، ثم خرجنا به حتى صلينا عليه في المسجد وان الحسين أمر أن يفتح البيت ، فحال دون ذلك مروان بن الحكم وآل أبي سفيان ومن حضر هناك من ولد عثمان بن عفان ، وقالوا [ أ ]
(8) يدفن أمير المؤمنين عثمان الشهيد [ القتيل ] ظلما بالبقيع بشر مكان ، ويدفن الحسن مع رسول الله [ والله ]
(9) ، لا يكون ذلك أبدا حتى تكسر السوف بيننا وتنقصف الرماح وينفذ النبل .
فقال الحسين ( عليه السلام ) : [ أم ]
(10) والله الذي حرم مكة للحسن بن علي بن فاطمة أحق برسول الله وببيته ممن ادخل بيته بغير إذنه ، وهو والله أحق به من حمال الخطايا مسير أبي ذر ، الفاعل بعمار ما فعل ، بعبد الله ما صنع ، الحامي الحمى المؤوي طريد
(11) طريد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، لكنكم صرتم بعده الامراء وتابعكم
(12) على ذلك الأعداء وأبناء الأعداء ، قال : فحملناه فأتينا به قبر امه فاطمة ( عليها السلام ) فدفناه إلى جنبها .
قال ابن عباس : فكنت أول من انصرف فسمعت اللغط وخفت أن يعجل
-------------------------------
(1) من الأمالي .
(2) في الأمالي : مأذون لنا .
(3) في الأمالي : منك .
(4) في الامالي : تهرق .
(5) من الأمالي .
(6) في الامالي : تلقى ، تختصم ، تخبره .
(7) في الأمالي : البسناه الفاقه .
(8 و 9 و 10) من الأمالي .
(11) في الأمالي : الطريد .
(12) في الأمالي : بايعكم .
بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام )
_419 _
الحسين على من قد أقبل ، فرأيت شخصا فعلمت الشر فيه ، فأقبلت مبادرا فإذا أنا بعائشة في أربعين راكبا على بغل مرحل تقدمهم وتأمرهم بالقتال ، فلما رأتني قالت لي : يابن
(1) عباس لقد اجترأتم علي في الدنيا تؤذونني مرة بعد اخرى ، تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أهوى ولا أحب ، فقلت : واسوأتاه يوم على بغل ويوم على جمل تريدين أن تطفئي [ فيه ]
(2) نور الله وتقاتلي أولياء الله وتحولي بين رسول الله وبين حبيبه أن يدفن معه ، ارجعي فقد كفى الله عز وجل المؤونة ودفن الحسن ( عليه السلام ) إلى جانب
(3) امه ، فلم يزدد من الله تعالى إلا قربا وما ازددتم والله منه إلا بعدا ، يا سوأتاه انصرفي فقد رأيت ما سرك ، قال : فقطبت
(4) في وجهي ونادت بأعلى صوتها ، أو ما نسيتم الجمل ؟ يابن عباس إنكم لذووا أحقاد ، فقلت : أم والله ما نسيته أهل السماء فكيف ينساه أهل الأرض ؟ فانصرفت وهي تقول :
فألقت عصاها واستقرت بها iiالنوى كما قر عينا بالإياب المسافر ) (5). |
25 ـ قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا يعقوب بن عبد الرحمان ، عن أبي حازم ، انه سمع سهل بن سعد وهو يسأل عن جرح رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : ( والله إني لأعرف من كان يغسل رسول الله ومن كان يسكب الماء ثم قال : كانت بنت رسول الله تغسله ، وعلي يسكب الماء بالمجن ، قال : فلما رأت فاطمة ان الماء لا يزيل الدم إلا كثرة أخذت قطعة من حصير فأحرقتها وألصقتها فاستمسك الدم وكسرت رباعية رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يومئذ وجرح وجهه وكسرت البيضة
(6) على رأسه ) .
26 ـ عن ابن عباس قال : ( لما ماتت زينب بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقف ـ يعني رسول الله ـ على شفير
-------------------------------
(1) في الأمالي : قالت : إلي إلي يابن .
(2) من الأمالي .
(3) في الأمالي : جنب .
(4) قطب الرجل : زوى بين عينيه وكلح .
(5) رواه الشيخ في أماليه 1 : 2 و 160 .
(6) البيضة : الخوذة من الحديد .
بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام )
_420 _
القبر وفاطمة تبكي ، فجعل يأخذ ثوبه فيمسح عينيها فبكين النساء ، فضربهن عمر بسوطه فقال : فقال : يا عمر دعهن فان العين دامعة والنفس مصابة ابكين وإياكن وبقيعة الشيطان ، فانه ما يكن من القلب والعين فمن الله وما يكن من اليد واللسان فمن الشيطان ) .
قال محمد بن أبي القاسم الطبري : البشارة فيه مسح دموع فاطمة من كرامتها على الله وعليه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وجواز البكاء أيضا والتوجع بشارة إذا لم يتكلم باللسان القبيح ولم يضرب باليد ، وشيء آخر فيه للشيعة تمسك به وحجة قوية وهو المعروف الذي أنكره عمر وانكار رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يدخل بذلك في جملة من قال الله تعالى فيهم : ( يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ )
(1) الآية ، فافهم .
27 ـ حدثنا ذو النون المصري عن مالك بن أنس ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
( إذا كان يوم القيامة نصب الصراط على شفير جهنم فلا يجاوز إلا من كان معه براءة بولاية علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) )
(2) .
28 ـ قال : حدثنا عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة الثقفي ، عن أبيه ، عن جده يعلى بن مرة قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : ( يا علي أنت خير الناس بعدي ، وأنت أول الناس تصدرا ، من أطاعك فقد أطاعني ومن أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاك فقد عصاني ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أحبك فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغضك فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله ، يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق أو كافر ) .
-------------------------------
(1) التوبة : 67 .
(2) رواه في تأويل الآيات 1 : 494 ، مصباح الأنوار : 106 ، أمالي 1 : 296 ، عنه البحار 8 : 67 أقول : مر ما يشابهه تحت ارقام : 217 ، 259 ، 398 ، 407 .
بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام )
_421 _
29 ـ قال : حدثنا محمد بن داود الرفلي ، عن هوذة ، عن سليمان التيمي ، عن أبي مخلد ، عن ابن مسعود قال : ( نظر إلي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو واضع كفه في كف علي ( عليه السلام ) متبسما في وجهه فقلت : يارسول الله ما منزلة علي منك ؟ قال : كمنزلتي عند الله عز وجل )
(1) .
30 ـ قال : حدثنا يحيى بن قيس الكندي ، عن أبي جارود ، عن حبيب بن بشارة ، عن زاذان ، عن جرير قال : ( لما قفل
(2) النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من مكة وبلغ واديا يقال له : وادي خم به غدير ، قام في المهاجرة خطيبا فأخذ بيد علي ( عليه السلام ) فقال : من كنت مولاه فهذا له مولى قد بلغت ، قال زاذان : قلت لجرير : من حضر ذلك الموضع ؟ فقال : جماعة من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سمعوا كما سمعت ، ثم عد أصحاب رسول الله ، فلم يبق منهم إلا من نسي ذكره ، وذكر أبو بكر وعمر ) .
-------------------------------
(1) رواه الشيخ مع اختلاف في أماليه 1 : 203 .
(2) قفل : رجع عن السفر خاصة .
بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام )
_422 _
الجزء الحادي عشر
بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام )
_425 _
1 ـ قال : حدثني محمد بن الحسن الصفار ، قال : حدثني أحمد بن إسحاق بن سعد ، عن بكر بن محمد الأزدي ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ( تجلسون وتتحدثون ؟ قال : قلت جعلت فداك نعم ، قال : ان تلك المجالس أحبها فأحيوا أمرنا [ فرحم الله من أحيى أمرنا ]
(1) ، انه من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج منه مثل جناح الذباب ، غفر الله له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر )
(2) .
2 ـ اعتمادا على بعضهم ، قال : حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب الزراد ، عن أبي محمد الأنصاري ، عن معاوية بن وهب قال : ( كنت جالسا عند جعفر بن محمد ( عليه السلام ) إذ جاء شيخ قد انحنى من الكبر فقال : السلام عليك ورحمة الله وبركاته فقال له أبو عبد الله : وعليك السلام ورحمة الله يا شيخ ادن مني ، فدنا منه وقبل يده وبكى ، فقال له أبو عبد الله ( عليه السلام ) : ما يبكيك يا شيخ ؟
-------------------------------
(1) من قرب الاسناد .
(2) رواه الحميري في قرب الاسناد : 26 ، عنه البحار 44 : 282 ، أورده القمي في تفسيره 616 ، عنه البحار 44 : 278 ، أخرجه مع اختلاف ابن قولويه في الكامل : 103 ، والبرقي في محاسنه : 64 .
بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام )
_426 _
فقال له : يابن رسول الله أنا مقيم على رجاء منكم منذ نحو من مائة سنة ، أقول هذه السنة وهذا الشهر وهذا اليوم ، ولا أراه فيكم فتلوموني ان أبكي ، قال : فبكى أبو عبد الله ( عليه السلام ) ثم قال : يا شيخ ان اخرت منيتك كنت معنا وإن عجلت كنت [ يوم القيامة ]
(1) مع ثقل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقال الشيخ : ما ابالي ما فاتني بعد هذا يابن رسول الله .
فقال [ له ]
(2) أبو عبد الله يا شيخ ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله المنزل وعترتي أهل بيتي ، تجيء وأنت معنا يوم القيامة ، ثم قال : يا شيخ ما أحسبك من أهل الكوفة ؟ قال : لا . قال : فمن أين [ أنت ]
(3) ؟ قال : من سوادها جعلت فداك ، قال : أين أنت من قبر جدي المظلوم الحسين ( عليه السلام ) ؟ قال : إني لقريب منه ، قال : كيف اتيانك له ؟ قال : اني لأتيه وأكثر .
قال ( عليه السلام ) : يا شيخ دم يطلب الله تعالى به وما اصيب ولد فاطمة ولا يصابون بمثل الحسين ، ولقد قتل ( عليه السلام ) في سبعة عشر من أهل بيته نصحوا لله وصبروا في جنب الله ، فجزاهم الله أحسن جزاء الصابرين ، انه إذا كان يوم القيامة أقبل رسول الله ومعه الحسين ( عليه السلام ) ويده على رأسه يقطر دما فيقول : يا رب سل امتي فيم قتلوا ولدي )
(4) .
3 ـ قال : حدثنا محمد بن سليمان ، قال : حدثنا عمي
(5) قال : ( لما خفنا أيام الحجاج
(6) خرج نفر منا من الكوفة مشردين
(7) وخرجت معهم ، فصرنا إلى كربلاء وليس بها موضع نسكنه ، فبينا كوخا على شاطئ الفرات وقلنا : نأوي إليه ، فبينا نحن فيه إذ جاءنا رجل غريب ، فقال : أصير معكم في هذا الكوخ الليلة فإني عابر سبيل ، فأجبناه وقلنا : غريب منقطع به ، فلما غربت الشمس وأظلم الليل أشعلنا ـ وكنا نشعل بالنفط ـ ، ثم جلسنا نتذاكر أمر الحسين ومصيبته
-------------------------------
(1 و 2 و 3) من الأمالي .
(4) رواه الشيخ في أماليه 1 : 163 .
(5) في الاصل : عمر .
(6) في الأمالي : الحج .
(7) في الأمالي : مستترين ، أقول : شرده : طرده ونفره .
بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام )
_427 _
وقتله ومن تولاه ، فقلنا : ما بقي أحد من قتلة الحسين إلا رماه الله ببلية في بدنه ، فقال ذلك الرجل : فأنا كنت فيمن قتله والله ما أصابني سوء وانكم يا قوم تكذبون .
قال : فأمسكنا عنه ، وقل ضوء النفط ، فقام ذلك الرجل ليصلح الفتيلة باصبعه فأخذت النار كفه ، فخرج ونادى حتى ألقى نفسه في الفرات يتغوص به ، فوالله لقد رأيناه يدخل نفسه
(1) في الماء والنار على وجه الماء ، فإذا أخرج رأسه سرت النار إليه ، فيغوصه إلى الماء ثم يخرجه فتعود إليه ، فلم يزل دأبه ذلك حتى هلك )
(2) .
4 ـ أخبرنا أبو الفضل محمد بن محمد بن الحسين العلوي ، قال : أنشدني أبو الخير الفارسي فيما أجاز لي وكتب لي بخطه ، قال : أنشدني كامل بن أحمد ، قال : أنشدني ابن بكران ، قال : أنشدني ابن حلاج ، قال : أنشدني أبو العباس المصري ، قال : أنشدني منصور الفقيه لنفسه :
( إن كـان حبي iiخمسة زكـت بـهم فرائضي وبـغض مـن iiعاداهم رفضا فاني رافضي ) |
5 ـ عن المنهال بن عمرو ، عن زر بن حبيش ، عن حذيفة قال : قالت لي امي : متى عهدك بالنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ فقلت : مالي به عهد ، قال : فنالت
(3) مني ، قال : قلت : دعيني فاني سيأتي النبي فيستغفر لي ذلك ، قال :
( فأتيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فصليت معه المغرب ، قال : فصلى ما بين المغرب والعشاء .
ثم انصرف فتبعته فبينا هو يمشي إذ عرض له عارض ، ثم مضى فتبعته ، فالتفت فقال : من هذا ؟ فقلت : حذيفة ، فقال : ما جاء بك ؟ فأخبرته بالذي قالت امي وقلت لها ، فقال : غفر الله لك يا حذيفة ولامك ، ما رأيت العارض الذي عرض لي ؟ قلت : بلى بأبي أنت وامي ، قال : جاءني ملك من الملائكة لم يهبط إلى الأرض قبل ليلتي هذه فاستأذن ربه عز وجل أن يسلم علي ، فبشرني ان الحسن والحسين
-------------------------------
(1) في الأمالي : رأسه .
(2) رواه الشيخ في أماليه 1 : 164 .
(3) نال من فلان : وقع فيه .
بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام )
_428 _
سيدا شباب أهل الجنة وان فاطمة سيدة نساء أهل الجنة )
(1) .
6 ـ قال : حدثنا معاذ بن عمار ، قال : حدثني أبي ، عن جدي قال : ( سمعت أمير المؤمنين عليا ( عليه السلام ) يقول على المنبر : ما أصبت منذ وليت على هذا إلا قوصرة
(2) أهداها إلي الدهقان ـ بضم الدال ـ ثم نزل إلى بيت المال ، فقال : خذوا خذوا وقسمه ، ثم تمثل بقول الشاعر :
أفلح من كانت له قوصرة يأكل منها كل يوم مرة ) |
7 ـ حدثنا العباس بن بكار والفضل بن عبد الوهاب والحكم بن أسلم وبشر بن مهران قالوا : حدثنا شريك بن سلمة بن كهيل ، عن الصنايجي ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( يا علي إنما أنت بمنزلة الكعبة تؤتى ولا تأتي ، فإن أتاك هؤلاء القوم فسلموا لك [ هذا ]
(3) الأمر فاقبله منهم ، وإن لم يأتوك فلا تأتهم ( حتى يأتوا الله )
(4) )
(5) .
8 ـ عن عبد الله بن عباس قال : ( كنا جلوسا عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في سلمه ، وإلى إبراهيم في حلمه ، وإلى موسى في فطنته ، وإلى داود في زهده ، فلينظر إلى هذا ، فإذا علي بن أبي طالب قد أقبل كأنما ينحدر من صبب
(6) )
(7) .
9 ـ قال : حدثنا أبو عوانة ، عن الحسين بن علي ، عن عبد الرزاق ، عن أبيه ، عن مينا مولى عبد الرحمان بن عوف ، عن عبد الله بن مسعود قال : ( قلت للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يارسول الله من يغسلك إذا مت ؟ قال : يغسل كل نبي
-------------------------------
(1) أورده ابن شهرآشوب في مناقبه 3 : 394 عن حلية الأولياء ، عنه البحار 43 : 292 .
(2) القوصرة : وعاء من قصر يجعل فيه التمر ونحوه .
(3) من البحار .
(4) ليس في البحار .
(5) رواه في البحار 40 : 78 عن ابن شيرويه الديلمي .
(6) الصبب : ما انحدر من الأرض أو الطريق .
(7) رواه في البحار 39 : 36 عن إكمال الدين : 16 ، رواه المفيد في أماليه : 14 .
بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام )
_429 _
وصيه ، قلت : فمن وصيك يارسول الله ؟ قال : علي بن أبي طالب ، قلت : كم يعيش بعدك يارسول الله ؟ قال : ثلاثين سنة ، فان يوشع بن نون وصي موسى عاش من بعده ثلاثين سنة وخرجت عليه صفوراء بنت شعيب زوجة موسى فقالت : أنا أحق بالأمر منك ، فقاتلها فقتل مقاتلها واسرها فأحسن أسرها ، وان ابنة أبي بكر ستخرج على علي ( عليه السلام ) في كذا وكذا الفا من امتي فيقاتلها ، فيقتل مقاتلها ويأسرها فيحسن أسرها وفيها انزل الله عز وجل : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى )
(1) ، يعني صفراء ابنة شعيب )
(2) .
10 ـ قال : حدثنا حمدان بن سليمان ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن حيان السراج ، قال : سمعت السيد إسماعيل بن محمد الحميري يقول : ( كنت أقول بالغلو واعتقد غيبة محمد بن علي بن الحنفية ( رضي الله عنه ) ، قد ضللت في ذلك زمانا ، فمن الله جل وعز علي بالصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) وأنقذني به من النار وهداني إلى سواء الصراط ، فسألته بعد ما صح عندي بالدلائل التي شاهدتها منه أنه حجة الله علي وعلى جميع أهل زمانه ، وانه الامام الذي فرض الله جل وعز طاعته وأوجب الاقتداء به .
فقلت له : يابن رسول الله قد روى لنا أخبار عن آبائك ( عليهم السلام ) في الغيبة وصحة كونها فأخبرني بمن تقع ؟ فقال ( عليه السلام ) : ان الغيبة حق ستقع بالسادس من ولدي وهو الثاني عشر من الأئمة الهداة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وآخرهم القائم بالحق ، بقية الله في أرضه وصاحب الزمان ، والله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتى يظهر ، فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما .
قال السيد : فلما سمعت ذلك من مولاي الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) تبت إلى الله عز وجل على يديه ، وقلت قصيدتي التي أولها :
-------------------------------
(1) الأحزاب : 32 .
(2) رواه في البرهان 3 : 308 .
بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام )
_430 _
تـجعفرت بـاسم الله والله iiأكبر وأيـقنت ان الله يـعفو iiويـغفر ودنـت بـدين غير ما كنت iiدينا بـه ونـهاني واحد الناس جعفر فـقلت : فهبني قد تهودت iiبرهة وإلا فـديني ديـن مـن يتنصر فاني إلى الرحمان من ذاك iiتائب وإنـي قـد أسـلمت والله iiأكبر فـلست بـغال ما حييت وراجع إلـى ما عليه كنت أخفي iiوأظهر ولا قـائلا حـي برضوى محمد وإن عـاب جهال مقالي iiوأكثروا ولـكنه مـمن مـضى iiلـسبيله على أفضل الحالات يقفوا iiويخبر مع الطيبين الطاهرين الاولى iiلهم من المصطفى فرع زكي وعنصر |
إلى آخر القصيدة ، وقلت بعد ذلك :
أيـا راكـبا نـحو الـمدينة iiجـسرة عذافرة (1) يطوى بها كل سبسب (2)ii إذا مـا هـداك الله عـاينت iiجـعفرا فـقل لأمـين الله (3) وابـن iiالمهذب [ ألا يــا أمـين الله وابـن iiأمـينه أتـوب إلـى الرحمن ثم تأوبي ] (4)ii إلـيك رددت الأمـر غـير iiمـخالف وفئت إلى الرحمان من كل مذهب (5) سـوى مـا تـراه يـابن بنت محمد فـان بـه عـقدي وزلـفي تـقربي ومـا كـان قولي في ابن خولة iiمطنبا مـعـاندة مـنـي لـنسل iiالـمطيب ولـكن رويـنا عـن وصـي iiمحمد ومـا كـان فـيما قـال iiبـالمتكذب بـأن ولـي الأمـر يـفقد لا iiيـرى سـنين كـمثل الخائف المترقب (6)ii فـتـقسم أمــوال الـفـقيه iiكـأنما تـغـيبه بـين الـصفيح iiالـمنصب |
-------------------------------
(1) العذافرة : العظمة الشديدة في الابل .
(2) السبسب : المفازة أو الأرض المستوية البعيدة .
(3) في البحار : لولي الله .
(4) من البحار .
(5) في البحار : إليك من الأمر الذي كنت مبطنا=أحارب فيه جاهدا كل معرب .
(6) في البحار : ولي الله ، كفعل .
بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام )
_431 _
فـيمكث حـينا ثـم يشرق iiشخصه مضيئا بنور العدل إشراق كوكب (1) يـسير بـنصر الله مـن بـيت ربه عـلى قدر ما يأتي (2) وأمر مسبب يـسـير إلــى أعـدائـه iiبـلوائه فـيقتل فـيهم قـتل حران iiمغضب فـلما رأوا ان ابـن خـولة iiغـائب صـرفـنا إلـيه قـولنا لا iiنـكذب وقـلنا هـو الـمهدي والـقائم iiالذي يـعيش بجدوى عدله كل مجدب (3)ii فـإذ قـلت : لا فالقول قولك iiوالذي أمـرت فـحتم غـير مـا iiمتعصب فـاشـهد ربـي ان قـولك iiحـجة عـلى الناس طرا من مطيع iiومذنب وان ولــي الأمــر أول iiقـائـم سـيظهر اخـرى الـدهر بعد ترقب لـه غـيبة لابـد مـن أن iiيـغيبها فـصـلى عـليه الله مـن iiمـتغيب فـيمكث حـينا ثـم يـظهر iiبـعده فـيملأ عـدلا كـل شـرق iiومغرب بــذاك أديـن الله سـرا iiوجـهرة ولـست وإن عوتبت فيه بمعتب (4)ii |
وكان حيان السراج الراوي لهذا الحديث من الكيسانية ) .
11 ـ قال : حدثنا محمد بن فليح ، عن موسى بن عقبة ، عن محمد بن شهاب الزهري قال : ( لما قدم جعفر بن أبي طالب ( عليه السلام ) من بلاد الحبشة بعثه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى مؤتة واستعمل على الجيش ، معه زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة ، فمضى الناس معهم حتى كانوا بتخوم البلقاء فلقيهم جموع هرقل من الروم والعرب ، فانحاز المسلمون إلى قرية يقال لها : مؤتة ، فالتقى الناس عندها واقتتلوا قتالا شديدا ، وكان اللواء يومئذ مع زيد بن حارثة فقاتل [ به ]
(5) حتى شاط في رماح القوم ،
-------------------------------
(1) في البحار :
فيمكث حينا ثم ينبع نبعة=كنبعة جدي من الافق كوكب
(2) في البحار : علس سؤدد منه .
(3) في البحار : يعيش به من عدله .
(4) رواه في البحار 47 : 318 ، مجالس المؤمنين 2 : 506 .
(5) من الأمالي .
بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام )
_432 _
ثم أخذه جعفر فقاتل به قتالا شديدا ، ثم اقتحم عن فرس [ له ]
(1) شقراء ، فعقرها وقاتل حتى قتل [ قال ]
(2) وكان جعفر أول رجل من المسلمين عقر فرسه في الاسلام ، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة ، فقاتل حتى قتل ، فأعطى المسلمون اللواء بعدهم إلى خالد بن الوليد ، فناوش القوم وراوغهم ثم انحاز بالمسلمين منهزما ، ونجا بهم من الروم ، وأنفذ رجلا من المسلمين ، يقال له : عبد الرحمان بن سمرة إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالخبر .
فقال عبد الرحمان : فصرت إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فلما وصلت [ إلى ]
(3) المسجد قال لي رسول الله : على رسلك يا عبد الرحمان ، ثم قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أخذ اللواء زيد ، فقاتل به فقتل رحم الله زيدا ، ثم أخذ اللواء جعفرا فقاتل وقتل فرحم الله جعفرا ، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فقاتل وقتل فرحم الله عبد الله .
قال : فبكى أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهم حوله ، فقال لهم النبي : فما يبكيكم ؟ فقالوا : وما لنا لا نبكي وقد ذهب خيارنا وأشرافنا وأهل الفضل [ منا ]
(4) ، فقال لهم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا تبكوا فانما مثل امتي كمثل حديقة قام صاحبها فأصلح رواكبها وبنى مساكنها وحلق سعفها ، فأطعمت عاما فوجا ثم عاما فوجا فلعل آخرها طعما أن يكون أجودها قنوانا وأطولها شمراخا ، أم والذي بعثني بالحق نبيا ليجدن عيسى بن مريم في امتي خلقا من حواريه ، قال : وقال كعب بن مالك يرثي جعفر بن أبي طالب و [ عن ]
(5) المستشهدين معه ، فقال :
نـام (6) الـعيون ودمـع عـينك iiيهمل سحا (7) كما وكف الطباب (8) المخضل وكــأن مـا بـين الـجوانح iiوالـحشا مـمـا تـأويـني شـهـاب iiمـدخـل وجــدا عـلى الـنفر الـذين تـتابعوا يـوما بـمؤتة أسـندوا لـم ينقلوا (9)ii |
-------------------------------
(1 ـ 4) من الأمالي .
(5) من الأمالي .
(6) في الأمالي : هدت .
(7) سح الماء : صبه صبا متتابعا غزيرا .
(8) في الأمالي : الضباب ، أقول : الطبابة : القطعة المستطيلة من الثوب أو السجاب أو الجلد أو الأرض .
(9) في الأمالي : لم يغفلوا .
بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام )
_433 _
فـتـغير الـقـمر الـمنير لـفقده (1) والـشمس قـد كـسفت وكـادت iiتأفل قــوم عــلا بـنيانه مـن iiهـاشم فـرعا أشـم وسـؤددا مـا ينقل (2)ii قــوم بـهـم عـصم الإلـه iiعـباده وعـلـيهم نــزل الـكتاب iiالـمنزل وبـهـديهم رضــي الإلـه iiلـخلقه وبـجـهدهم نـصر الـنبي iiالـمرسل بـيض الـوجوه تـرى بـطون iiأكفهم تندى إذ أغبر الزمان الممحل (3) ) (4) |
12 ـ قال : حدثنا أبو سعيد الخدري قال : ( لما كان يوم احد شج
(5) النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في وجهه وكسرت رباعيته ، فقام ( صلى الله عليه وآله وسلم ) رافعا يديه يقول : ان الله اشتد غضبه على اليهود أن قالوا : عزير ابن الله ، واشتد غضبه على النصارى ان قالوا : المسيح ابن الله ، وان الله اشتد غضبه على من أراق دمي وآذاني في عترتي )
(6) .
13 ـ قال : حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، قال : حدثنا بشر بن بكر ، عن محمد بن إسحاق ، عن مشيخته قال :
( لما رجع علي بن أبي طالب من احد ناول فاطمة سيفه ، وقال :
أفـاطم هـاك الـسيف غير ذميم فـلست بـرعديد (7) ولا iiبـلئيم لعمري لقد أعذرت في نصر أحمد ومـرضـاة رب لـلعباد iiرحـيم |
قال : وسمع في يوم احد وقد هاجت ريح عاصف كلام هاتف يهتف وهو يقول :
لا سـيـف إلا ذو iiالـفـقار ولا فــتـى إلا iiعــلـي وإذا نـدبـتـم iiهـالـكـا فابكوا الوفي أخا الوفي ) (8) |
-------------------------------
(1) في الأمالي : لفقدهم .
(2) في الأمالي :
قوم على بنيانهم من هاشم فرع اشم وسؤدد ما iiينقلوا |
(3) امحل المكان : أجدب .
(4) رواه الشيخ في أماليه 1 : 141 .
(5) شج الرأس : جرحه وكسره .
(6 و 8) رواه الشيخ في أماليه 1 : 142 .
(7) الرعديد : الجبان الكثير الارتعاد .
بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام )
_434 _
14 ـ قال : حدثنا محمد بن عثمان ، عن أبي عبد الله الأسلمي ، عن موسى بن عبد الله الأسدي قال : ( لما انهزم أهل البصرة أمر علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أن تنزل عائشة قصر ( ابن )
(1) أبي خلف ، فلما نزلت جاءها عمار بن ياسر ( رضي الله عنه ) فقال لها : يا ام
(2) كيف رأيت ضرب بنيك دون دينهم بالسيف ؟ فقالت : استبصرت يا عمار من أجل
(3) انك غلبت ، قال : أنا أشد استبصارا من ذلك ، أم والله لو ضربتمونا حتى تبلغونا سعفات
(4) هجر لعلمنا إنا على الحق وانكم على الباطل ، فقالت له عائشة : هكذا نحيل
(5) إليك اتق الله يا عمار ، فان سنك قد كبر ودق عظمك وفنى أجلك وأذهبت دينك لابن أبي طالب .
فقال عمار : إني والله اخترت لنفسي في أصحاب رسول الله فرأيت عليا أقرأهم بكتاب
(6) الله عز وجل وأعلمهم بتأويله وأشدهم تعظيما لحرمته وأعرفهم بالسنة [ مع ]
(7) قرابته من رسول الله وعظم عنائه وبلائه في الاسلام ، فسكتت )
(8) .
15 ـ عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
( لن تذهب ـ أو لن تنقضي ـ الأيام حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي )
(9) .
-------------------------------
(1) ليس في الأمالي .
(2) في الأمالي : امة .
(3) في الأمالي : اجلي .
(4) السعفة : جريد النخل .
(5) في الأمالي : يخيل .
(6) في الأمالي : لكتاب الله .
(7) من الأمالي .
(8) رواه الشيخ في أماليه 1 : 143 .
(9) رواه الگنجي الشافعي في أخبار صاحب الزمان : 481 ، وللحديث بهذا اللفظ أو غيره مصادر كثيرة في كتب أهل السنة ذلك بعضها : مشكاة المصابيح : 1123 ، حلية الأولياء 5 : 75 ، صحيح الترمذي 2 : 36 ، مسند أحمد بن حنبل 1 : 376 ، تاريخ الخطيب البغدادي 4 : 388 ، كنز العمال 7 : 188 ، ينابيع المودة : 520 ، سنن أبي داود 2 : 207 .
بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام )
_435 _
المستدرك
نقل السيد ابن طاووس ( قدس سره ) في كتاب المضمار في أعمال شهر رمضان ، خطبة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في آخر شعبان ، عن كتاب بشارة المصطفى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وحيث لم يوجد هذه الخطبة في النسخ الموجودة من هذا الكتاب ، ذكرناها هنا ، قال السيد :
ومن ذلك ما رواه محمد بن أبي القاسم الطبري في كتاب بشارة المصطفى لشيعة المرتضى ( عليهما السلام ) باسناده إلى الحسن بن علي بن فضال ، عن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه السيد الشيهد الحسين بن علي ، عن أبيه سيد الوصيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) قال : ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خطبنا ذات يوم فقال :
( أيها الناس انه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة ، شهر هو عند الله أفضل الشهور ، وأيامه أفضل الأيام ، ولياليه أفضل الليالي ، وساعاته أفضل الساعات ، وهو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله ، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله ،أنفاسكم فيه تسبيح ، ونومكم فيه عبادة ، وعملكم فيه مقبول ، ودعاؤكم فيه مستجاب .
فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة ، ان يوفقكم الله لصيامه وتلاوة كتابه ، فان الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم ، اذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه ، وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم ،
بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام )
_436 _
ووقروا كباركم ، وارحموا صغاركم ، وصلوا أرحامكم ، واحفظوا ألسنتكم ، وغضوا عما لا يحل النظر إليه أبصاركم ، وعما لا يحل الاستماع إليه اسماعكم ، وتحننوا على ايتام الناس يتحنن على ايتامكم ، وتوبوا إلى الله من ذنوبكم .
وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم ، فانها أفضل الساعات ، ينظر الله عز وجل فيها بالرحمة إلى عباده ، ويجيبهم إذا ناجوه ، ويلبيهم إذا نادوه ويستجيب لهم إذا دعوه .
أيها الناس ان انفسكم مرهونة بأعمالكم ففكوها باستغفاركم ، وظهوركم ثقيلة من أو زاركم فخففوها بطول سجودكم ، واعلموا ان الله عز وجل ذكره أقسم بعزته ان لا يعذب المصلين والساجدين ، وان لا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين ، أيها الناس من فطر منكم صائما مؤمنا في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق رقبة ومغفرة لما مضى من ذنوبه .
فقيل : يارسول الله وليس كلنا نقدر على ذلك ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اتقوا النار ولو بشق تمرة ، اتقوا النار ولو بشربة من ماء أيها الناس ! من حسن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جواز على الصراط يوم تزل فيه الأقدام ، ومن خفف منكم في هذا الشهر عما ملكت يمينه خفف الله عليه حسابه ، ومن كف فيه شره كف الله عنه غضبه يوم يلقاه ، ومن أكرم فيه يتيما أكرمه الله يوم يلقاه ، ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه ، ومن قطع فيه رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه ، ومن تطوع فيه بصلاة كتب الله له براءة من النار ، ومن ادى فيه فرضا كان له ثواب من ادى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور ، ومن أكثر فيه من الصلاة علي ثقل الله ميزانه يوم تخف الموازين ، ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور .
أيها الناس ! ان أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة فاسألوا ربكم ان لا يغلقها عليكم ، وأبواب النيران مغلقة ، فاسألوا ربكم أن لا يفتحها عليكم ، والشياطين مغلولة فاسألوا ربكم ألا يسلطها عليكم .
بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام )
_437 _
قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : فقمت وقلت : يارسول الله ! ما أفضل الأعمال في هذا الشهر ؟ فقال : يا أبا الحسن ! أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله عز وجل ، ثم بكى ، فقلت : يارسول الله ! ما يبكيك ؟ فقال : يا علي ! لما يستحل منك في هذا الشهر ، كأني بك وأنت تصلي لربك وقد انبعث أشقى الأولين والآخرين ، شقيق عاقر ناقة ثمود ، فيضربك ضربة على قرنك تخضب منها
(1) لحيتك .
قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقلت : يارسول الله ! وذلك في سلامة من ديني ؟ فقال ( عليه السلام ) : في سلامة من دينك .
ثم قال : يا علي ! من قتلك فقد قتلني ، ومن أبغضك فقد أبغضني ، ومن سبك فقد سبني ، لأنك مني كنفسي ، روحك من روحي ، وطينتك من طينتي ، ان الله عز وجل خلقني واياك ، واصطفاني واياك ، واختارني للنبوة واختارك للإمامة ، فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوتي ، يا علي أنت وصيي وأبو ولدي وزوج ابنتي وخليفتي على امتي في حياتي وبعد موتي ، أمرك أمري ونهيك نهي ، أقسم بالذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية إنك حجة الله على خلقه وأمينه على سره وخليفته في عباده )
(2) .
-------------------------------
(1) بها ( خ ل ) .
(2) اقبال الاعمال 1 : 1 ، ورواه الصدوق في أماليه : 84 ، فضائل الأشهر الثلاثة : 77 ، عيون الأخبار 1 : 295 ، عنهم الوسائل 10 : 313 ، وأخرجه مختصرا في الكافي 4 : 67 ، التهذيب 3 : 57 و 152 ، الفقيه 2 : 58 .