( خرجت إلى مكة فبينما أنا بالطواف فإذا بجارية خماسية ، وهي متعلقة بستارة الكعبة وهي تخاطب جارية مثلها وهي تقول : ألا وحق المنتجب بالوصية الحاكم بالسوية الصحيح النية
زوج فاطمة المرضية ما كان كذا وكذا ، فقلت لها : يا جارية من صاحب هذه الصفة ؟ قالت : ذلك والله علم الأعلام وباب الأحكام وقسيم الجنة والنار ، رباني الامة ورياسي الأئمة أخو النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ووصيه وخليفته على امته
، ذاك مولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، فقلت لها يا جارية بم يستحق علي ( عليه السلام ) منك هذه الصفة ؟ قال : كان أبي والله مولاه فقتل بين يديه يوم صفين ولقد دخل يوما على امي وهي في خبائها وقد ركبني
ثم أدنانا إليه ثم أمر يده المباركة على عيني وعين أخي ثم دعا بدعوات ثم شال يده فها أنا بأبي أنت والله أنظر إلى الجمل على فراسخ
كل ذلك ببركته صلوات الله عليه ، قال : فحللت خريطتي فدفعت إليها دينارين بقية نفقة كانت معي ، فتبسمت في وجهي وقالت : مه خلفنا أكرم سلف على خير خلف
فنحن اليوم في كفالة أبي محمد الحسن بن علي ( عليه السلام ) .
ثم قالت : أتحب عليا ؟ قلت : أجل ، قالت : ابشر فقد استمسكت بالعروة التي لا انفصام لها ، ثم ولت وهي تقول :
مـا سـرني انـني من غير iiشيعته وان لي ما حواه العرب والعجم ) (1) |
67 ـ أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه ( رحمه الله ) في الري سنة عشرة وخمسمائة بقراءتي عليه ، قال : حدثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي إملاء في جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين
(2) وأربعمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ( رحمهم الله ) ، قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه ، قال : حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن شريف بن سابق التفليسي ، عن أبي العباس الفضل بن عبد الملك ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
( أول عنوان صحيفة المؤمن [ بعد موته ]
(3) ما يقول الناس فيه ، إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا ، وأول
(4) تحفة المؤمن ان يغفر له
(5) ولمن تبع جنازته ، ثم قال : يا فضل لا يأتي المسجد من كل قبيلة إلا وافدها ومن كل أهل بيت إلا نجيبها ، يا فضل لا يرجع صاحب المسجد بأقل من إحدى ثلاث : أما دعاء يدعو به يدخله الله به الجنة ، وأما دعاء يدعو به يصرف الله به عنه بلاء الدنيا ، وأما أخ يستفيده في الله تعالى .
قال : ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما استفاد امرؤ [ مسلم ]
(6) فائدة بعد فائدة الاسلام مثل أخ يستفيده في الله عز وجل ، ثم قال : يا فضل لا تزهدوا في فقراء شيعتنا فان الفقير منهم ليشفع يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر ، ثم قال : يا فضل انما سمي المؤمن مؤمنا لأنه يؤمن على الله فيجير الله أمانه ، ثم قال : أما سمعت الله
-------------------------------
(1) عنه البحار 41 : 221 ، رواه الراوندي في الخرائج 2 : 544 ، عنه البحار 8 : 532 ( طبع حجر ) ، والبحار 41 : 220 .
(2) في ( م ) : تسعين .
(3) من أمالي الشيخ .
(4) في ( م ) اقل .
(5) في ( ط ) : يغفر الله .
(6) من أمالي الشيخ .
بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام )
_123 _
يقول في اعدائكم إذا رأوا شفاعة رجل منكم لصديقه يوم القيامة : ( فما لنا من شافعين ولا صديق حميم )
(1) )
(2) .
68 ـ وبهذا الإسناد عن الشيخ المفيد بن النعمان ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن المراغي ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن صالح السليقي
(3) ، قال : حدثنا أبو الحسين صالح بن أحمد بن أبي مقاتل البزاز ، قال : حدثني عيسى بن عبد الرحمان الكوفي الحداد ، قال : حدثنا الحسن بن الحسين العرني ، قال : حدثنا يحيى بن علي الهمداني ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي داود الأنصاري ، عن الحارث الهمداني قال :
( دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال : يا حارث ( اتحبني )
(4) فقلت : نعم والله يا أمير المؤمنين ، قال : أما لو بلغت نفسك الحلقوم رأيتني حيث تحب ، ولو رأيتني وأنا اذود الرجال عن الحوض ذود غريبة الإبل رأيتني
(5) حيث تحب ، ولو رأيتني وأنا مار على الصراط بلواء الحمد
(6) بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) رأيتني حيث تحب )
(7) .
69 ـ أخبرنا الشريف عمر بن محمد بن حمزة العلوي الزيدي ( رحمه الله ) في النسب والمذهب بالكوفة سنة ست عشرة وخمسمائة وأبو غالب سعيد بن محمد بن أحمد الثقفي الكوفي بها ، قالا : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين بن عبد الرحمان العلوي ، قال : أخبرنا زيد بن جعفر بن محمد بن حاجب ، قال : حدثنا أبو العباس محمد بن الحسين بن هارون ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن علي الحسني ، قال : حدثنا محمد بن مروان الغزال ، قال : حدثنا عامر بن كثير السراج ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال :
-------------------------------
(1) الشعراء : 101 .
(2) رواه الشيخ في أماليه 1 : 46 .
(3) في ( م ) : السيلقي ، وفي أمالي الشيخ : السبيعي .
(4) ليس في ( ط ) .
(5) في أمالي الشيخ في موضعين : لرأيتني .
(6) في ( ط ) : بيدي لواء الحمد .
(7) رواه الشيخ في أماليه 1 : 47 ، يأتي بمضمونه في ج 2 : الرقم 120 .
بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام )
_124 _
( قلت له بمكة أو بمنى : يابن رسول الله ما أكثر الحاج ، قال : ما أقل الحاج ، ما يغفر
(1) إلا لك ولأصحابك ولا يتقبل إلا منك ومن أصحابك )
(2) .
70 ـ أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن بن علي الطوسي بقراءتي عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في شعبان سنة إحدى عشر وخمسمائة قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ( رحمهم الله ) ، قال : أخبرنا أبو الحسن
(3) محمد بن المظفر ، قال : حدثنا محمد بن عبد ربه ، قال : حدثنا عصام بن يوسف ، قال : حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن عبد الله بن سعيد ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( من أحبني فارزقه العفاف والكفاف ومن أبغضني فاكثر ماله وولده )
(4) .
71 ـ أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمد الطوسي ، عن أبيه ( رحمهم الله ) ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن خالد المراغي ، قال : حدثنا أبو الحسن علي بن العباس ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن الحسين ، قال : حدثنا موسى بن زياد ، عن يحيى بن يعلى ، عن أبي خالد الواسطي ، عن أبي هاشم الحولاني
(5) ، عن زاذان قال :
( سمعت سلمان ( رحمه الله ) يقول : لا أزال أحب عليا ( عليه السلام ) ، فاني رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يضرب فخذه ويقول : محبك لي محب ومحبي لله محب ، ومبغضك لي مبغض ومبغضي لله ( تعالى )
(6) مبغض )
(7) .
72 ـ أخبرنا الشيخ الأمين أبو عبد الله محمد بن شهريار الخازن بقراءتي عليه
-------------------------------
(1) في ( ط ) : ما يغفر الله .
(2) عنه البحار 27 : 196 .
(3) في امالي الشيخ : أبو الحسين .
(4) رواه الشيخ في أماليه 1 : 132 .
(5) في ( م ) : الجولانه ، وفي امالي الشيخ : الخولانه .
(6) ليس في ( ط ) .
(7) رواه الشيخ في أماليه 1 : 132 أقول : يأتي مثله في ج 3 : الرقم 26 .
بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام )
_125 _
في مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في شوال سنة اثنتي عشرة وخمسمائة ، قال : أملى علينا أبو عبد الله محمد بن محمد البرسي ، قال : أخبرني أبو طاهر محمد بن الحسين القرشي المعدل ، قال : حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد
(1) بن حمران الأسدي ، قال : حدثنا أبو أحمد إسحاق بن محمد بن علي المقري ( قال : حدثنا عبد الله )
(2) ، قال : حدثنا عبيدالله بن محمد بن الايادي ، قال : حدثنا عمر بن مدرك ، قال : حدثنا يحيى بن زياد
(3) الملكي ، قال : أخبرنا جرير بن عبد الحميد ، عن الاعمش ، عن عطية العوفي قال :
( خرجت مع جابر بن عبد الله الانصاري ( رحمه الله ) زائرين قبر الحسين بن علي بن أبي طالب فلما وردنا كربلا دنا جابر من شاطئ الفرات فاغتسل ثم اتزر بأزار وارتدى بآخر ، ثم فتح صرة فيها سعد فنثرها على بدنه ، ثم لم يخط خطوة إلا ذكر الله تعالى ، حتى إذا دنا من القبر قال : المسنيه ، فألمسته ، فخر على القبر مغشيا عليه ، فرششت عليه شيئا من الماء ، فلما أفاق قال : يا حسين ثلاثا ، ثم قال : حبيب لا يجيب حبيبه .
ثم قال : وانى لك بالجواب وقد شحطت أوداجك على اثباجك وفرق بين بدنك ورأسك فأشهد انك ابن خاتم النبيين وابن سيد المؤمنين وابن حليف التقوى وسليل الهدى وخامس أصحاب الكسا وابن سيد النقباء وابن فاطمة سيدة النساء ، ومالك لا تكون هكذا وقد غذتك كف سيد المرسلين وربيت في حجر المتقين ورضعت من ثدي الايمان وفطمت بالاسلام ، فطبت حيا وطبت ميتا ، غير ان قلوب المؤمنين غير طيبة لفراقك ولا شاكة في الخيرة لك فعليك سلام الله ورضوانه ، وأشهد انك مضيت على ما مضى عليه أخوك يحيى بن زكريا .
ثم جال ببصره
(4) حول القبر وقال : السلام عليكم أيتها الأرواح التي حلت بفناء الحسين وأناخت برحله ، ( و )
(5) أشهد أنكم أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة
-------------------------------
(1) في ( ط ) : أحمد .
(2) ليس في ( م ) .
(3) في ( م ) : محمد بن زياد .
(4) في ( ط ) : بصره .
(5) ليس في ( م ) .