فقال له : يا أبا الحسن اما أن تركب واما أن تنصرف ، فان الله أمرني أن تركب إذا ركبت وتمشي إذا مشيت وتجلس إذا جلست إلا أن يكون حدا من حدود الله لابد لك من القيام والقعود فيه ، وما أكرمني الله بكرامة إلا وقد أكرمك بمثلها ، وخصني بالنبوة والرسالة وجعلك وليي في ذلك تقوم في حدوده وفي صعب اموره .
  والذي بعث محمدا بالحق نبيا ما آمن بي من أنكرك ، ولا أقر بي من جحدك ولا آمن بالله من كفر بك ، وان فضلك لمن فضلي وان فضلي لك فضل ، وهو قول ربي عز وجل : ( قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ) (1) ، ففضل الله نبوة نبيكم و ( رحمته ) ولاية علي بن أبي طالب ، ( فبذلك ) قال بالنبوة والولاية ، ( فليفرحوا ) يعني الشيعة ، ( هو خير مما يجمعون ) يعني مخالفيهم من الأهل والمال والولد في دار الدنيا .
  والله يا علي ما خلقت إلا لتعبد ربك وليعرف بك معالم الدين ويصلح بك دارس السبيل ، ولقد ضل من ضل عنك ولن يهتد (2) الى الله عز وجل من لم يهتد إليك وإلى ولايتك ، وهو قوله عز وجل : ( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ) (3) ، يعني الى ولايتك ، ولقد أمرني ربي تبارك وتعالى أن افترض من حقك ما افترضه من حقي ، وان حقك لمفروض على من آمن بي ولولاك لم يعرف حزب الله وبك يعرف عدو الله ومن لم يلقه بولايتك لم يلقه بشيء .
  ولقد أنزل الله عز وجل إلي : ( يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك ) يعني في ولايتك يا علي ، ( وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) (4) ، ولو لم ابلغ ما امرت به من ولايتك لحبط عملي ، ومن لقي الله عز وجل بغير ولايتك فقد حبط عمله وغدا ينجز لي ، وما أقول إلا قول ربي تبارك وتعالى ، وان الذي أقول لمن الله عز وجل أنزله فيك ) (5) .

------------------------------------
(1) يونس : 58 .
(2) في ( ط ) : لم يهتد ، وفي الأمالي : لم يهدي .
(3) طه : 82 .
(4) المائدة : 67 .
(5) رواه الصدوق في أماليه : 400 ، عنه البحار 38 : 105 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _277_

  92 ـ وبهذا الاسناد قال : حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ، قال : حدثنا أبي ، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي ، عن أبيه ، عن خلف (1) بن حماد الأسدي ، عن أبي الحسن العبدي ، عن الأعمش عن [ سالم ] (2) أبي الجعد قال : سئل جابر بن عبد الله الأنصاري عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال :
  ( ذلك خير خلق الله من الأولين والآخرين ما خلا النبيين والمرسلين ان الله عز وجل لم يخلق خلقا بعد النبيين والمرسلين أكرم عليه من علي بن أبي طالب والائمة من ولده بعده .
  قلت : فما تقول فيمن يبغضه وينتقصه ؟ فقال : لا يبغضه إلا كافر ولا ينتقصه إلا منافق ، قلت : فما تقول فيمن يتولاه ويتولى الأئمة من ولده بعده ؟ فقال : ان شيعة علي والأئمة من ولده بعده هم الفائزون والآمنون يوم القيامة ، ثم قال : ما ترون لو أن رجلا يدعو الناس إلى ضلالة من كان أقرب الناس منه ؟ قالوا : شيعته وأنصاره ( قال : إن خرج (3) يدعو إلى هدى من كان أقرب الناس منه ؟ قالوا : شيعته وأنصاره ) (4) ، قال : فكذلك علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، بيده لواء الحمد يوم القيامة ، أقرب الناس منه شيعته وأنصاره ) (5) .
  93 ـ وبهذا الاسناد قال : حدثنا أبي ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن خالد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه وعلى آله السلام ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) قال :
  ( قال رسول الله على منبره : يا علي ! ان الله عز وجل وهب لك (6) حب المساكين والمستضعفين في الأرض ، فرضيت بهم إخوانا ورضوا بك إماما ، فطوبى لمن أحبك وصدق عليك (7) ، وويل لمن أبغضك وكذب عليك ، يا علي أنت

------------------------------------
(1) في الأمالي : خالد .
(2) من الأمالي .
(3) في الأمالي : فلو ان رجلا .
(4) ليس في ( م ) .
(5) رواه الصدوق في أماليه : 401 .
(6) في ( ط ) : وهبك .
(7) بك ( خ ل ) .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _278_

  العلم لهذه الامة ، من أحبك فاز ومن أبغضك هلك .
  يا علي أنا المدينة وأنت بابها وهل تؤتى المدينة إلا من بابها ، يا علي أهل مودتك كل أواب حفيظ وكل ذي طمر لو أقسم على الله لأبر قسمه ، يا علي اخوانك كل طاهر زكي (1) مجتهد [ يحب فيك ويبغض فيك محتقر ] (2) عند الخلق عظيم المنزلة عند الله عز وجل .
  يا علي محبوك جيران الله في دار الفردوس لا يأسفون على ما فاتهم (3) من الدنيا ، يا علي أنا ولي لمن واليت وأنا عدو لمن عاديت ، يا علي من أحبك فقد أحبني ومن أبغضك فقد أبغضني ، يا علي إخوانك ذبل الشفاه تعرف الرهبانية في وجوههم ، يا علي إخوانك يفرحون في ثلاث مواطن : عند خروج انفسهم وأنا شاهدهم وأنت ، وعند المسألة في قبورهم ، وعند العرض [ الاكبر ] (4) ، وعند الصراط إذا سئل الخلق عن ايمانهم فلم يجيبوا .
  يا علي حربك حربي وسلمك سلمي ، وحربي حرب الله وسلمي سلم الله ، ومن سالمك فقد سالمني ومن سالمني فقد سالم الله عز وجل ، يا علي بشر إخوانك فان الله عز وجل قد رضي عنهم إذ رضيت لهم قائدا ورضوا بك وليا .
  يا علي أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين ، يا علي شيعتك المنتجبون ، ولولا أنت وشيعتك ما قام لله عز وجل دين ولولا من في الأرض منكم لما أنزلت السماء قطرها ، يا علي لك كنز في الجنة ، وأنت ذو قرنيها شيعتك تعرف بحزب الله عز وجل ، يا علي أنت وشيعتك القائمون بالقسط وخيرة الله من خلقه .
  يا علي أنا أول من ينفض التراب عن رأسه وأنت معي ثم سائر الخلق ، يا علي وشيعتك على الحوض تسقون من أحببتم وتمنعون من كرهتم وأنتم الآمنون يوم الفزع الأكبر في ظل العرش يفزع الناس ولا تفزعون ويحزن الناس ولا تحزنون ، فيكم نزلت هذه الآية : ( إن الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون ) (5) ، وفيكم نزلت :

------------------------------------
(1) في ( ط ) : زاك .
(2 و 3) من الأمالي .
(4) في الأمالي : على ما خلفوا .
(5) الانبياء : 3 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _279 _

  ( لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُون ) (1) .
  يا علي أنت وشيعتك تطلبون في الموقف وأنتم في الجنان تتنعمون ، يا علي ان الملائكة والخزان يشتاقون اليكم ، وان حملة العرش والملائكة المقربون ليخصونكم بالدعاء ويسألون الله لمحبيكم ويفرحون بمن قدم عليهم منكم كما يفرح الأهل بالغايب القادم بعد طول الغيبة ، يا علي شيعتك الذين يخافون الله في السر وينصحونه في العلانية ، يا علي شيعتك الذين يتنافسون في الدرجات لأنهم يلقون الله عز وجل وما عليهم ذنب ، يا علي ان اعمال شيعتك ستعرض علي في كل جمعة فأفرح بصالح ما يبلغني من أعمالهم واستغفر لسيئاتهم .
  يا علي ذكرك في التوراة وذكر شيعتك قبل أن يخلقوا بكل خير وكذلك في الإنجيل ، فسل أهل الانجيل وأهل الكتاب عن ( اليا ) يخبرونك (2) مع علمك بالتوراة والإنجيل وما أعطاك الله عز وجل من علم الكتاب ، وان أهل الانجيل ليتعاظمون ( اليا ) وما يعرفونه شيعته وانما يعرفونهم بما يحدثونهم في كتبهم ، يا علي ان أصحابك ذكرهم في السماء أكبر وأعظم من ذكر أهل الأرض لهم بالخير فليفرحوا بذلك وليزدادوا اجتهادا .
  يا علي ان أرواح شيعتك لتصعد إلى السماء في رقادهم ووفاتهم فتنظر الملائكة إليه كما ينظر الناس إلى الهلال شوقا إليهم ولما يرون من منزلتهم عند الله عز وجل ، يا علي قل لأصحابك العارفين بك يتنزهون عن الأعمال التي يقارفها عدوهم ، فما من يوم ولا ليلة إلا ورحمة [ من ] (3) الله تبارك وتعالى تغشاهم فليجتنبوا الدنس .
  يا علي اشتد غضب الله عز وجل على من قلاهم وبرئ منك ومنهم واستبدل بك وبهم ومال إلى عدوك وتركك وشيعتك واختار الضلال ونصب لك الحرب (4) ولشيعتك ، وأبغضنا أهل البيت وأبغض من والاك ونصرك واختارك وبذل مهجته

------------------------------------
(1) الانبياء : 101 .
(2) في الأمالي : يخبروك .
(3) من الأمالي .
(4) في الأمالي : نصب الحرب لك .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _280_

  وماله فينا ، يا علي اقرئهم مني السلام من رآني منهم ومن لم يرني ، واعلمهم انهم اخواني الذين اشتاق إليهم فليلقوا علمي (1) إلى من يبلغ القرون من بعدي وليتمسكوا بحبل الله وليعتصموا به ، وليجتهدوا في العمل ، فانا لا نخرجهم من هدى إلى ضلالة ، وأخبرهم ان الله عز وجل راض عنهم ، وانه يباهي بهم ملائكته وينظر إليهم في كل جمعة برحمته ويأمر الملائكة أن تستغفر لهم .
  يا علي لا ترغب عن نصرة قوم يبلغهم أو يسمعون اني احبك فاحبوك لحبي إياك ودانوا الله عز وجل بذلك وأعطوك سفو المودة من قلوبهم (2) واختاروك على الآباء والاخوة والأولاد وسلكوا طريقك وقد حملوا على المكاره فينا فأبوا إلا نصرنا وبذل المهج فينا مع الأذى وسوء القول ، وما يقاسونه من مضاضة ذلك فكن بهم رحيما واقنع بهم ، فان الله عز وجل اختارهم بعلمه لنا من بين الخلق وخلقهم من طينتنا واستودعهم سرنا وألزم قلوبهم معرفة حقنا وشرح صدورهم (3) [ وجعلهم ] (4) متمسكين (5) بحبلنا ، لا يؤثرون علينا من خالفنا مع ما يزول من الدنيا عنهم أيدهم الله وسلك بهم طريق الهدى فاعتصموا به ، والناس في غمة الضلال متحيرون في الأهواء ، عموا عن الحجة وما جاء من عند الله عز وجل ، فهم يصبحون ويمسون في سخط الله وشيعتك على منهاج الحق والاستقامة لا يستأنسون إلى من خالفهم وليست الدنيا منهم ، وليسوا منها ، اولئك مصابيح الدجى ، [ اولئك مصابيح الدجى ، اولئك مصابيح الدجى ] (6) ) (7) .

------------------------------------
(1) في ( ط ) و ( م ) : عملي ، وما أثبتناه من الامالي .
(2) في الأمالي : في قلوبهم .
(3) في ( م ) : صدورنا .
(4) من الأمالي .
(5) في الأمالي : مستمسكين .
(6) من الامالي .
(7) عنه البحار 68 : 46 ، رواه الصدوق في أماليه : 2 ـ 450 ، فضائل الشيعة : 14 ـ 17 عنه 39 : 306 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _281_

الجزء الخامس

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _283_

  1 ـ وبالاسناد عن أبي محمد الفحام ، قال : حدثني عمي ، قال : حدثني أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علي الرواس ، قال : حدثنا أبو عبد الله عبد الرحمن بن عبد الله العمري ، قال : حدثنا أبو سلمة يحيى بن المغيرة ، قال : حدثني أخي محمد بن المغيرة ، عن محمد بن سنان ، عن سيدنا أبي عبد الله جعفر بن محمد ( عليه السلام ) ، قال : قال أبي لجابر بن عبد الله : لي اليك حاجة أريد أخلو بك فيها ، فلما خلا به في بعض الأيام قال له : أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يدي (1) امي فاطمة ( عليها السلام ) .
  قال جابر : أشهد بالله لقد دخلت على فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لاهنئها بولدها الحسين ، فإذا بيدها لوح أخضر من زبرجدة خضراء فيه كتاب أنور من الشمس وأطيب رائحة من المسك (2) الأذفر ، فقلت : ما هذا يا بنت رسول الله ؟ فقال : هذا لوح أهداه الله عز وجل الى أبي فيه اسم أبي واسم بعلي واسم الأوصياء بعده من ولدي .
  فسألتها أن تدفعه إلي لأنسخه ، ففعلت ، قال له : فهل لك أن تعارضني (3) به ؟ قال : نعم ، فمضى جابر إلى منزله فأتى بصحيفة من كاغذ فقال له : انظر في صحيفتك حتى أقرأها عليك فكان في صحيفته مكتوب :

------------------------------------
(1) في أمالي الشيخ : يد .
(2) أمالي الشيخ : أطيب من رائحة المسك .
(3) في الأمالي : تتعارضني .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _284_

  ( بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز العليم ، أنزله الروح الأمين على محمد خاتم النبيين ، يا محمد عظم أسمائي واشكر نعمائي ولا تجحد آلائي ولا ترج سواي ولا تخش غيري فانه من يرجو سواى ويخشى غيري أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين ، يا محمد اني اصطفيتك على الأنبياء وفضلت وصيك على الأوصياء ، وجعلت الحسن عيبة علمي من بعد انقضاء مدة أبيه ، والحسين خير أولاد الأولين والآخرين ، فيه تثبت الإمامة ، ومنه يعقب علي زين العابدين ، ومحمد الباقر لعلمي والداعي إلى سبيلي على منهاج الحق ، وجعفر الصادق في القول والعمل سبب (1) من بعده فتنة صماء ، فالويل كل الويل للمكذب لعبدي (2) وخيرتي في خلقي موسى ، وعلي الرضا يقتله عفريت كافر يدفن في المدينة (3) التي بناها العبد الصالح الى جنب شر خلق الله ، ومحمد الهادي الى سبيلي الذاب عن حريمي والقائم في رعيته الحسن الأغر (4) ، يخرج منه ذو الاسمين علي ، والخلف محمد يخرج في آخر الزمان على رأسه غمامة بيضاء تظله من الشمس ، ينادي بلسان فصيح يسمعه الثقلان والخافقان ، وهو المهدي من آل محمد يملا الأرض عدلا كما ملئت جورا ) (5) .
  2 ـ حدثنا حماد ، عن علي بن زيد ، عن [ عدي بن ] ثابت ، عن البراء قال : ( لما أقبلنا مع رسول الله في حجة الوداع كنا بغدير خم ، فنادى [ ان ] الصلاة جامعة ، وكسح [ للنبي ] تحت شجرتين ، فأخذ بيد علي ( عليه السلام ) فقال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى يارسول الله ، قال : ألست أولى بكل مؤمن بنفسه ؟ قالوا : بلى ، قال : هذا مولى من أنا مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه .
  قال : فلقيه عمر فقال [ له ] : هنيئا لك يابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة ) (6) .

------------------------------------
(1) في الأمالي : في العقل والعمل ثبت .
(2) في الأمالي : بعبدي .
(3) في الأمالي : بالمدينة .
(4) في الأمالي : القيم في رعيته حسن الاغر .
(5) رواه الشيخ في أماليه 1 : 298 ، والصدوق في اكماله 1 : 308 ، والعيون : 25 .
(6) رواه السيد في الطرائف : 147 ، عنه البحار 37 : 179 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _285_

  3 ـ وعن أبي محمد الفحام ، قال : حدثني المنصوري ، قال : عم أبي أبو موسى بن عيسى بن أحمد ( قال : حدثنا عمر بن موسى بن عيسى بن أحمد ) (1) ، قال : حدثني الامام علي بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن موسى ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ( عليهم السلام ) قال : قال سيدنا الصادق ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  ( يا علي ان الله عز وجل قد غفر لك ولشيعتك ولمحبي شيعتك ، فابشر فانك الأنزع البطين منزوع من الشرك بطين (2) من العلم ) (3) .
  4 ـ وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  ( إنما سميت ابنتي فاطمة ، لأن الله عز وجل فطمها وفطم من أحبها من النار ) (4) .
  5 ـ حدثنا سعيد بن عثمان عن الفضيل بن الزبير ، قال : أنبأني داود قال : قلت لابن عمر : ألا احدثك بحديث حدثنيه زيد بن أرقم ؟ قال : بلى ، قلت : أخبرني زيد انه سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول يوم الغدير : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، قال : أنا رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أخذ بيد علي ( عليه السلام ) حتى رأيت بياض اباطيهما ورسول الله يقول :
  ( من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، قال : قلت : أسمع ذلك أبو بكر وعمر ؟ قال : إي والله لقد سمعا ) .
  6 ـ عن الحسين بن الحكم قال : حدثنا إسماعيل بن صبيح ، قال : أنبأني أبو الجارود حدثني يحيى بن مساور عن أبي الجارود عن بريدة الأسلمي قال :
  ( كنا إذا سافرنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان علي ( عليه السلام ) صاحب متاعه يضمه إليه ،

-------------------------------
(1) ليس في الأمالي .
(2) في صحيفة الرضا ( عليه السلام ) : مبطون .
(3) رواه الشيخ في أماليه 1 : 300 ، عنه البحار 68 : 101 .
(4) رواه الشيخ في أماليه 1 : 300 ، أقول : مر تحت أرقام : 222 و 237 ، وذكرنا تحت رقم 222 مصادرها .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _286_

  وإذا نزلنا تعاهد متاعه ، فان كان شيء يرمه رمه أو كانت نعل خصفها ، فنزلنا يوما منزلا فأقبل علي بنعل رسول الله فدخل أبو بكر على رسول الله ، فقال : يا أبا بكر سلم على أمير المؤمنين ، قال : يارسول الله وأنت حي ؟ قال : وأنا حي ، قال : ومن ذلك ؟ قال : خاصف النعل .
  ثم جاء عمر حتى دخل عليه فسلم عليه ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اذهب فسلم على أمير المؤمنين ، قال : وأنت حي ؟ قال : وأنا حي ، قال : ومن ذلك : قال : خاصف النعل ) .
  قال بريدة : فكنت أنا فيمن دخل معهم على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فأمرني أن اسلم على علي صلوات الله عليه فأتيته فسلمت كما سلموا عليه .
  قال أبو الجارود : وحدثني حبيب بن مساور وعثمان بن نشيط بمثله .
   7 ـ حدثنا إسماعيل بن الغزالي ، حدثنا محمد بن فضيل بن غزوان ، أخبرنا عطا بن السايب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( إذا كان يوم القيامة أقف أنا وعلي بن أبي طالب على الصراط بيد كل واحد منا سيف ، فما يمر أحد [ من خلق الله ] (1) إلا سألناه عن ولاية علي بن أبي طالب فمن كانت معه [ شيء منها نجا وفاز ] (2) وإلا ضربنا عنقه والقيناه في النار وذلك قوله تعالى :
  ( وقفوفهم إنهم مسؤولون مالكم لا تناصرون بل هم اليوم مستسلمون ) (3) ) (4) .
  8 ـ عن أبي محمد الفحام قال : حدثني المنصوري ، قال : حدثني عم أبي أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى المنصوري ، قال : حدثني الامام علي بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن علي : قال : حدثني أبي علي بن موسى الرضا ، قال : حدثني أبي وآبائه الى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :

-------------------------------
(1 و 2) من تأويل الآيات .
(3) الصافات : 24 ـ 26 .
(4) رواه في تأويل الآيات 2 : 494 ، عنه البحار 24 : 273 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _287 _

  ( يا علي خلقني الله تعالى وأنت من نور الله حين خلق آدم ، فافرغ ذاك [ النور ] (1) في صلبه ، فأفضى به إلى عبد المطلب ، ثم افترقا من عبد المطلب أنا في عبد الله وأنت في أبي طالب ، لا تصلح النبوة إلا لي ولا تصلح الوصية إلا لك ، فمن جحد وصيتك جحد نبوتي [ ومن جحد نبوتي ] (2) أكبه الله على منخريه في النار ) (3) .
  9 ـ وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  ( لما اسري بي الى السماء كنت من ربي كقاب قوسين أو أدنى ، فأوحى إلي ربي ما أوحى ، ثم قال : يا محمد اقرأ ان علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ، فما سميت بهذا الاسم أحدا قبله ولا اسمي بهذا أحدا بعده ) (4) .
  10 ـ قال : حدثنا إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن الحسن ، عن عبد الله بن عبيدالله بن أبي رافع ، عن أبي رافع :
  ( ان راية النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم احد كانت مع علي بن أبي طالب ، وراية الأنصار مع سعد بن عبادة ، وكان لواء المشركين مع ابن أبي طلحة الجهني من بني عبدالدار ، فقال له علي ( عليه السلام ) : أنا القاصم ، وحمل علي على طلحة فقتله ووقع اللواء ، فأخذه أبو سعيد بن أبي طلحة الجهني فحمله ، ثم قال : هل لك يا قاصم ؟ قال علي : نعم .
  وحمل عليه ثم قتله ، ووقع اللواء ، فأخذه عثمان بن عبد الله الجهني ، فحمل علي ( عليه السلام ) فقتله ووقع اللواء ، فأخذه كلدة بن طلحة ، فحمل عليه علي فقتله ، ووقع اللواء ، فأخذه المحالس بن طلحة ، فحمل عليه علي فقتله ووقع اللواء ، فأخذه مولاهم ضرار فحمل عليه علي فضرب يده اليمنى فطرح اللواء فأخذه ضرار بشماله فنصبه ، فحمل علي عليه فضرب شماله فانابها ، فأخذ ضرار اللواء بذراعيه فنصبه على صدره ، فحمل عليه علي فقتله ، فوقع اللواء ، فأخذته عمرة ابنة الحارث بن علقمة من بني عبد الدار فنصبته لقريش ، فقال حسان بن ثابت :

-------------------------------
(1 و 2) من أمالي الشيخ .
(3 و 4) رواه الشيخ في أماليه 1 : 301 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _288 _

فخرتم باللواء وشر iiفخر      لواء حين رد الى ضرار

  وقال أيضا :
ولـولا لـواء الـحارثية أصبحوا      يباعون في الأسواق بالثمن الوكس

  فقتل علي ( عليه السلام ) أصحاب الألوية كلهم من بني عبدالدار بن قصي ، ثم أبصر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جماعة من المشركين ، فقال : يا علي احمل فحمل عليهم ففرق جماعتهم وقتل هشام بن امية المخزومي ، ثم رأى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جماعة اخرى ، فقال : يا علي إحمل عليهم ، فحمل عليهم ففرق جماعتهم ، وقتل شيبة بن مالك من بني عامر بن لوي .
  ثم رأى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جماعة اخرى فقال : يا علي إحمل عليهم ، فحمل عليهم ففرق جماعتهم وقتل عمرة بن عبد الله .
  فقال جبرئيل : يا محمد هذه المواساة ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : انه مني وأنا منه ، فقال جبرئيل : وأنا منكما .
  ثم صاح من السماء : ( لا سيف إلا ذو الفقار ، ولا فتى إلا علي ) .
فلما رجعوا إلى المدينة رجع بسيفه مختضبا بالدماء منحنيا فقال :
أفـاطم هـاك الـسيف غير ذميم      فـلـست بـرعـديد ولا iiبـلئيم
لعمري لقد جاهدت في نصر أحمد      وطـاعـة  رب بـالعباد iiعـليم
أريـد  ثـواب الله لا شيء iiغيره      ورضـوانه  فـي جـنة iiونـعيم

  11 ـ قال : حدثنا الإمام علي بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن موسى ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ( عليهم السلام ) ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  ( من أحب أن يجاوز الخليل في داره ويأمن حر ناره ، فليتول علي بن أبي طالب ) (1) .

-------------------------------
(1) رواه الشيخ في أماليه 1 : 301 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _289 _

  12 ـ وبالاسناد عن أبي محمد الفحام قال :
  ( دخل سماعة بن مهران على الصادق ( عليه السلام ) فقال : يا سماعة من شر الناس ؟ قال : نحن يابن رسول الله ، قال : فغضب ( عليه السلام ) حتى احمرت وجنتاه ، ثم استوى جالسا وكان متكئا وقال : يا سماعة من شر الناس ( عند الناس ) (1) ؟ فقلت : والله لا (2) كذبتك يابن رسول الله نحن شر الناس عند الناس ، لأنهم سمونا كفارا ورافضة (3) ، فنظر إلي ثم قال :
  كيف بكم إذا سيق بكم إلى الجنة وسيق بهم إلى النار فينظرون إليكم فيقولون : مالنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الاشرار ، يا سماعة بن مهران انه والله من أساء منكم اساءة مشينا إلى الله تعالى يوم القيامة بأقدامنا فنشفع فيه فيشفعنا (4) والله لا يدخل النار منكم عشرة رجال والله لا يدخل النار منكم خمسة رجال والله لا يدخل النار منكم ثلاثة رجال والله لا يدخل النار منكم رجل واحد فتنافسوا في الدرجات وأكمدوا عدوكم بالورع ) (5) .
  13 ـ وذكر بعضهم : قال : حدثنا أبو القاسم عيسى بن الأزهر ، حدثنا مسنة بن عبد ربه ، حدثنا أبي ، عن علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) ، حدثنا أبي موسى وحدثنا سلمان القمي عن مسروق مولى عائشة قال :
  ( دخل على عائشة نسوة من أهل العراق ونسوة من أهل الشام فسألوا عائشة عن علي ( عليه السلام ) فقالت أين مثل علي بن أبي طالب كان والله للقرآن تاليا وبالنهار صائما وبالليل قائما وللسر غالبا وعن المنكر ناهيا وللدين ناصرا ، وعلي والله أقعدكن في البيوت آمنات وسماكن مؤمنات ، وتنفست صعداء ثم قالت : آه سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول لعلي : يا أبا الحسن حبك حسنة لا يضر معها سيئة وبغضك سيئة لا ينفع معها حسنة وان محبك يدخل الجنة مدلا ) .

-------------------------------
(1) ليس في أمالي الشيخ .
(2) في الأمالي : ما .
(3) في الأمالي : رفضه .
(4) في الأمالي : فنشفع .
(5) رواه الشيخ في أماليه 1 : 301 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _290 _

  14 ـ عن زيد بن أرقم : قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  ( من أحب أن يحيى حياتي ويموت موتي ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي عز وجل ، فان ربي غرس قضبانها بيده ، فليتول علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فانه لن يخرجكم من هدى ولن يدخلكم في ضلالة ) (1) .
  15 ـ الحسين بن علي بن عمرة ، عن زرارة بن أوفى ، قال عبد الله بن عباس :
  ( بينا أنا عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله في مسجده بعد العشاء الآخرة وعنده جماعة من أصحابه إذ انقض نجم ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من انقض هذا في حجرته فهو الوصي من بعدي ، قال : فوثب الجماعة وإذا النجم قد انقض في حجرة علي ( عليه السلام ) ، فقالوا : لقد ضل محمد في حب علي ، فأنزل الله تعالى : [ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ] (2) ) (3) .
  16 ـ أبو سعيد الخدري : ( أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دخل على ابنته فاطمة وابناها الى جنبها وعلي نائم فاستسقى الحسن فأتى بناقة لهم فحلب منها ثم جاء به فنازعه الحسين أن يشرب قبله حتى بكى فقال : يشرب أخوك ثم تشرب ، فقالت فاطمة : كأنه آثر عندك منه ، فقال : ما هو عندي وأنهما عندي بمنزلة واحدة وانك وهما وهذا المضطجع معي في مكان واحد في القيامة ) .
  17 ـ قال الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي بقراءتي عليه في شهر رمضان سنة 511 بمشهد مولانا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام السر من رأى قال : حدثني عمي محمد بن جعفر ، قال : حدثني محمد بن المثنى ، عن أبيه ، عن عثمان بن زيد ، عن جابر بن يزيد الجعفي قال : ( خدمت

-------------------------------
(1) عنه البحار 27 : 106 ، أقول : مر تحت الرقم 81 .
(2) النجم : 1 ـ 3 .
(3) رواه الصدوق مفصلا في أماليه : 453 ، عنه البحار 35 : 272 ، أخرجه في تأويل الآيات 2 : 622 ، تفسير فرات الكوفي : 174 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _291 _

  سيدنا الامام أبا جعفر محمد بن علي ( عليه السلام ) ثمانية عشر سنة ، فلما أردت الخروج ودعته وقلت له : أفدني : فقال : بعد ثمانية عشر سنة يا جابر ، قلت : نعم انكم بحر لاينزف ولا يبلغ قعره ، قال :
  يا جابر بلغ شيعتي مني السلام واعلمهم انه لا قرابة بيننا وبين الله عز وجل ، ولا يتقرب إليه إلا بالطاعة ، يا جابر من أطاع الله وأحبنا فهو ولينا ومن عصى الله لم ينفعه حبنا ، يا جابر من هذا الذي يسأل الله فلم يعطه ، أو توكل عليه فلم يكفه ، أو وثق به فلم ينجه ، يا جابر انزل الدنيا كمنزل نزلته تريد التحويل عنه وهل الدنيا إلا دابة ركبتها في منامك فاستيقظت فأنت على فراشك غير راكب ولا آخذ بعنانها أو كثوب لبسته أو كجارية وطأتها .
  يا جابر الدنيا عند ذوي الألباب كفي الضلال ، لا إله إلا الله أعوان لأهل دعوته ، والصلاة تثبيت للاخلاص وتبرية عن الكبر ، والزكاة تزيد في الرزق ، والصيام والحج تسكين القلوب ، والقصاص والحدود حقن الدماء ، وحقنا أهل البيت نظام الدين جعلنا الله وإياكم من الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون ) (1) .
  18 ـ قال : حدثنا أبو أحمد إسحاق بن محمد المنصوري ، قال : حدثنا عبيد بن كثير قال : حدثنا إبراهيم بن إسحاق العمي ، عن جرير بن عبد الحميد ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التميمي ، عن أبيه عن أبي ذر ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( من شك في علي فهو كافر ) .
  19 ـ قال حدثني محمد بن أحمد بن داود ، قال : روى الى الحسين بن أحمد بن علي الرياحي قال :
  ( كنا بحضرة المتوكل وعنده أربعة من ولد علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) منهم الحسن وجعفر أخوه ومحمد بن جعفر وعبيد الله بن القاسم ، فقال المتوكل للحسن : يابن رسول الله روي بأنه كان لأبيكم ستة لم تكن للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فما هي الستة ؟

-------------------------------
(1) رواه الشيخ في أماليه 1 : 302 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _292 _

  قال : نعم ، رويته مسندا عن أبي علي بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن موسى ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أخيه الحسن بن علي ( عليهم السلام ) ، عن عبد الله بن العباس ، وكانوا هم أعلم وأحكم وإنما أردت به تأكيدا عليك وعلى الناس ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) انه قال :
  أعطى الله عليا ستا لم تكن لي ولا للنبيين من الأولين : حموه مثلي وليس لي حمو مثله وحماة مثل خديجة الكبرى وليست لي حماة مثلها ، وزوجة مثل فاطمة وليس لي زوجة مثلها ، وولدان مثل الحسن والحسين وليس لي ولدان مثلهما ، وولادته في بيت الله الحرام وأنا ولدت في دار جدي عبد المطلب ) .
  20 ـ حدثني العمركي الخراساني ، عن علي بن جعفر ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  ( من أحسن وضوءه وأحسن صلاته وأدى زكاة ماله ، وكف غضبه وسجن لسانه واستغفر لذنبه وأدى النصيحة لأهل بيت نبيه ، فقد استكمل حقايق الايمان وأبواب الجنة مفتحة له ) .
  21 ـ إبراهيم بن ظريف السلمي ، حدثنا يوسف ، عن الصقر ، عن الأوزاعي ، عن محمد بن المنذر ، عن جابر بن عبد الله قال : قلت : يارسول الله ما تقول في علي بن أبي طالب قال :
  ( يا جابر خلقت أنا وعلي من نور واحد قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام نقلنا إلى صلبه ولم نزل نسير في الأصلاب الزاكية والأرحام الطاهرة حتى افترقنا إلى صلب عبد المطلب فجعل في النبوة والرسالة وفيه الخلافة والسؤدد .
  يا جابر ان عليا لم يعبد صنما ولا وثنا ولم يشرب خمرا ولم يرتكب معصية قط ، ولا عرف له خطيئة ولا إثما فمن أراد أن يبرأ من النفاق فليحب أهل بيتي فانهم أصلي وورثة علمي مثلهم في الجنة كمثل الفردوس في الجنان ألا ان جبرئيل أخبرني بما قلت يا جابر ) .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _293 _

  22 ـ أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبيدالله المنصوري ، قال : حدثني عم أبي أبو موسى عيسى بن أحمد ، قال : حدثني الامام علي بن محمد ( عليه السلام ) ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن موسى ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ( عليهم السلام ) قال :
  ( ان رجلا جاء إلى سيدنا الصادق ( عليه السلام ) فشكا إليه الفقر فقال : ليس الأمر كما ذكرت وما أعرفك فقيرا ، قال : والله يا سيدي ما كذبت ، وذكر من الفقر قطعة والصادق ( عليه السلام ) يكذبه إلى أن قال له : أخبرني لو اعطيت بالبراءة منا مائة دينار كنت تأخذ ؟ قال : لا إلى أن ذكر له الوف الدنانير والرجل يحلف انه لا يفعل ، فقال : من معه يعطى بها هذا المال لا يبيعها ، هو فقير ) .
  فهذه بشارة عظيمة لفقراء الشيعة أغناهم الله .
  23 ـ حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان العزرمي ، عن عبد الرحيم ، عن زاذان ، قال :
  ( سمعت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في الرحبة وهو يقول : انشد الله رجلا سمع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم غدير خم يقول ما قال إلا قام ، فقام ثلاثة عشر رجلا فقالوا : نشهد إنا سمعنا رسول الله يوم غدير خم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (1) ) .
  24 ـ عن الأصبغ بن نباتة بعد حذف الاسناد انه قال أمير المؤمنين في بعض خطبه :
  ( أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه عني ، فان الفراق قريب ، أنا خير البرية ووصي خير الخليقة وزوج سيدة نساء [ هذه ] (2) الامة وأبو العترة الطاهرة والأئمة الهادية أخو رسول الله ووصيه ووليه وصاحبه وصفيه وحبيبه وخليله ، أنا أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وسيد الوصيين حربي حرب الله وسلمي سلم الله

-------------------------------
(1) رواه الشيخ في أماليه : 160 ، عنه البحار 37 : 125 ، أقول : مر في ج3: الرقم 22 ، 32 ، ويأتي في ج10 : الرقم 15 .
(2) من أمالي الشيخ .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _294 _

  وطاعتي طاعة الله ، وولايتي ولاية الله وشيعتي أولياء الله وأنصاري أنصار الله والذي خلقني ولم أك شيئا ، لقد علم المستحفظون من أصحاب [ رسول الله ] (1) محمد ان الناكثين والقاسطين والمارقين ملعونون على لسان النبي الامي ، وقد خاب من افترى ) (2) .
  25 ـ قال : وكتب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فيما كتب إلى سهل بن حنيف :
  ( والله ما قلعت باب خيبر وقذفت بها أربعين ذراعا لم يحس به أعضائي بقوة جسدية ولا حركة غذائية ولكني ايدت بقوة ملكوتية ونفس بنور ربها مضية ، فأنا من أحمد كالضوء من الضوء ، والله لو تظاهرت العرب على قتالي لما وليت ولو أمكنتني الفرصة من الفرار ، ومن لم يبال متى حتفه عليه ساقط فجنانه في الملمات رابط ) (3) .
  26 ـ زيد بن أرقم قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( من أحب أن يتمسك بالقضيب الأحمر الذي غرسه الله عز وجل في جنة عدن بيمينه فليتمسك بحب علي بن أبي طالب ) (4) .
  27 ـ عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  ( من سره أن يحيى حياتي ويموت ميتتي ويدخل جنة عدن التي غرسها ربي فليتول علي بن أبي طالب وليا ثم الأوصياء من ولده ، فانهم عترتي خلقوا من طينتي ، إلى الله أشكوا أعداءهم من امتي المنكرين لفضلهم القاطعين فيهم صلتي وايم الله لتقتلن ابني بعدي الحسين لا أنالهم الله شفاعتي ) (5) .
  28 ـ جابر ( رضي الله عنه ) عنه قال :
  ( دخل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال له : يا علي عد عمران

-------------------------------
(1) من أمالي الشيخ .
(2) رواه الشيخ في أماليه 1 : 485 .
(3) رواه في عيون المعجزات : 12 ، عنه مدينة المعاجز : 101 .
(4) رواه الشيخ في أماليه 1 : 467 مع اختلاف .
(5) عنه البحار 36 : 227 ، أقول : مرفي ج4 : الرقم 25 ، ويأتي في ج9 : الرقم 21...

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _295 _

  ابن حصين فانه مريض ، قال : فعاده وعنده معاذ بن جبل وأبو هريرة فجعل عمران يحد النظر الى علي ( عليه السلام ) ، فقال له معاذ : مالك يا عمران تحد النظر الى علي ؟ قال : لأ ني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : النظر الى علي عبادة ، قال معاذ : وأنا أيضا سمعت من رسول الله ، فقال أبو هريرة وأنا أيضا سمعت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) (1) ) .
  29 ـ علي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  ( من قال : رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد رسولا وبأهل بيته أولياء كان حقا على الله أن يرضيه يوم القيامة ) .
  30 ـ حدثني الامام علي بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن موسى ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد الباقر ( عليه السلام ) ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ( رضي الله عنه ) قال :
  ( كنت اماشي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على الفرات ، إذ خرجت موجة عظيمة فغطته حتى استتر عني ثم انحسرت عنه ولا رطوبة عليه ، فوجمت لذلك وتعجبت وسألته عنه فقال : ورأيت ذلك ؟ قلت : نعم ، قال : إنما الملك الموكل بالماء خرج فسلم علي واعتنقني ) (2) .
  31 ـ الاسناد قال : أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : سمعت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول :
  ( إذا حشر الناس يوم القيامة نادى مناد : يارسول الله ! ان الله جل اسمه قد أمكنك من مجازاة محبيك ومحبي أهل بيتك ، الموالين لهم والمعادين من عاداهم فيك (3) ، فكافهم بما شئت ، فأقول : يا رب الجنة ، وانادي : بوئهم (4) منها حيث شئت ،

-------------------------------
(1) رواه الشيخ في أماليه 1 : 360 والصدوق في أماليه : 296 .
(2) رواه الشيخ في أماليه 1 : 304 ، عنه مدينة المعاجز : 440 ، إثبات الهداة 4 : 496 .
(3) في تأويل الآيات : المعادين لهم فيك .
(4) في الامالي : فولهم .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _296 _

  فذلك المقام المحمود الذي وعدت [ به ] (1) ) (2) .
  32 ـ حذف الاسناد فيه عن جابر بن سمرة العامري قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( لا يضر هذا الدين من ناواه حتى يمضي اثنا عشر إماما كلهم من قريش ) (3) .
  33 ـ وذكر بعضهم عن جابر بن عبد الله قال :
  ( كنا عند النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذ جاءه علي فقال : قد جاءكم أخي ثم التفت إلى الكعبة فضرب بيده وقال : والذي نفسي بيده ان هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة ، ثم قال : انه أولكم ايمانا معي وأوفاكم بعهد الله وأقومكم بأمر الله وأعدلكم في الرعية وأقسمكم بالسوية وأعظمكم عند الله مزية ، قال : ونزلت الآية : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) (4) قال : فكان أصحاب محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا أقبل علي ( عليه السلام ) قالوا : قد جاء خير البرية ) (5) .
  34 ـ الاسناد عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمد بن علي ، عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي :
  ( يا علي ان عن يمين العرش لمنابر من نور ومواسيد من نور فإذا كان يوم القيامة جئت أنت وشيعتك تجلسون على تلك المنابر تأكلون وتشربون والناس في الموقف يحاسبون ) .
  35 ـ الاسناد قال : حدثنا يحيى بن سابق ، عن أبي حازم قال :
  ( سمعت سهلا يقول : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم خيبر : لاعطين الراية غدا رجلا يفتح الله تعالى على يديه ، قال : فبات الناس يخوضون ليلتهم أيهم يعطاها ، قال : فلما أصبح الناس غدو على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كلهم يرجون أن يعطوها ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أين علي بن أبي طالب ؟ قالوا : يشتكى عينيه ، قال : ارسلوا إليه ، قال :

-------------------------------
(1) من التأويل .
(2) رواه الشيخ في أماليه 1 : 304 ، عنه البحار 8 : 39 ، 68 : 117 ، رواه في البرهان 2 : 438 ، تأويل الآيات 1 : 286 .
(3) رواه الشيخ في أماليه 1 : 255 مع اختلاف .
(4) البينة : 7 .
(5) رواه الشيخ في أماليه 1 : 257 ، أقول : مر مثله في ج2 : الرقم 104 وج3: الرقم 15.

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _297 _

  فبصق في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع ، قال : فأعطى الراية .
  قال : فقال علي ( عليه السلام ) : يارسول الله اقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ قال : فقال : انفذ أحسنه على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الاسلام واخبرهم بما عليهم فيه ، فوالله لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم ) (1) .
  36 ـ الاسناد عن محمد بن أبي حمزة ، عن أبيه قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) :
  ( من قال في ركوعه وسجوده وقيامه : اللهم صل على محمد وآل محمد كتب له بمثل الركوع والسجود والقيام ) (2) .
  37 ـ قال : حدثنا أبو أحمد يحيى بن يحيى المقري الفتى الظريف قال : وجدت في كتاب عمي الفضل فيما كتبه عن أبي منصور أحمد بن العباس عن أبيه الفضل بن يحيى ، قال سئل أبو جعفر محمد بن علي عن قول الله عز وجل : ( أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ [ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ] (3) ) فكان جوابه أن قال : ( ألم تر إلى الذين اتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ـ فلان وفلان (4) ـ ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا * اولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا * أم لهم نصيب من الملك ـ يعني من الإمامة والخلافة ـ فإذا لا يؤتون الناس نقيرا ) (5) .
  قال أبو جعفر : والنقير النقطة التي تكون في وسط النواة .
  ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ ـ [ نحن الناس المحسودون على ما آتانا الله من ] (6) الإمامة دون خلق الله جميعا ـ فقد اتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ) (7) [ يقول ] (8) فجعلنا منهم الرسل والأنبياء

-------------------------------
(1) رواه السيد في الطرائف : 151 ، عن مسند أحمد بن حنبل : 1 : 84 ، عنه البحار 37 : 188 ، رواه الشيخ في أماليه 1 : 415 .
(2) رواه الصدوق في ثواب الاعمال : 32 ، والكليني في الكافي 3 : 324 ، عنه البحار 85 : 108 .
(3 و 4) من المصادر .
(5) النساء : 51 ـ 53 .
(6) من المصادر .
(7) النساء : 54 .
(8) من المصادر .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _298 _

  والأئمة ، فكيف يقرون [ به ] (1) في آل عمران وينكرون في آل محمد ، ( فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا * وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً ) (2) .
  ثم قال : ( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ ) (3) إذا ظفرنا وظهرنا ، ثم قال للناس ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) (4) .
  قال : قلت : فذاك ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (5) ، قال : إيانا عنى ، قلت : فقوله : ( وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) (6) قال : إيانا عنى ، قلت : فقوله : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ) (7) قال : نحن الامة الوسط ونحن شهداء الله على خلقه وحجته في أرضه ، قلت : فقوله : ( فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ) (8) قال : الملك العظيم ان جعل منهم أئمة ، من أطاعهم فقد أطاع الله ومن عصاهم عصى الله فهو الملك العظيم .
  قلت : فقوله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ ) (9) قال : إيانا عنى نحن

-------------------------------
(1) من المصادر .
(2) النساء : 55 ـ 57 .
(3) النساء : 58 .
(4) النساء : 59 .
(5) المائدة : 55 .
(6) التوبة : 105 .
(7) البقرة : 143 .
(8) النساء : 54 .
(9) الحج : 77 ـ 78 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _299 _

  مجتبون ، ولم يجعل علينا في الدين من ضيق ، والحرج أشد من الضيق ، ( ملة أبيكم إبراهيم ) ، قال : إيانا عنى خاصة ، هو سماكم المسلمين من قبل ـ في الكتب التي مضت ـ وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم ـ فرسول الله شهيد علينا فيما بلغنا عن الله عز وجل ونحن الشهداء على الناس فمن صدقنا يوم القيامة صدقناه ومن كذبنا يوم القيامة كذبناه .
  قال : فقوله : ( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) ، قال : إيانا عنى وعلي أقضانا وأولنا وخيرنا بعد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، قلت : فقوله : ( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ) (1) ، قال : إيانا عنى نحن المسئولون ونحن أهل الذكر ، فقلت : (رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) (2) ، قال : المنذر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وفي كل زمان منا إمام يهدي الى ما جاء به نبي الله ثم الهداة من بعده علي بن أبي طالب والأوصياء ، قلت : فقوله : ( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) (3) ، قال : فرسول الله أفضل الراسخين قد علم جميع ما انزل عليه وما كاد لينزل عليه شيئا لم يعلمه ، وأوصياؤنا من بعده يعلمون ذلك كله ، فقال : الذين لا يعلمون ما يقول إذا لم يعلم تأويله نادى بهم الله يقولون آمنا به كل من عند ربنا ، والقرآن له خاص وعام وناسخ ومنسوخ ومحكم ومتشابه والراسخون في العلم يعلمونه .
  قلت : فقوله : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ) (4) قال : إيانا عنى فالسابق الامام ، والمقتصد العارف ، والظالم الشاك الواقف منهم (5) ) .
  38 ـ قال : حدثنا عبيد بن يحيى بن مهران ، عن محمد ، عن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن آبائه ، عن جده ، عن علي ( عليهم السلام ) قال :

-------------------------------
(1) الزخرف : 44 .
(2) الرعد : 7 .
(3) آل عمران : 7 .
(4) فاطر : 32 .
(5) رواه مع اختلافات في الكافي 1 : 205 ، العياشي : 1 : 246 ، الامامة والتبصرة : 40 ، البحار 23 : 289 ، إرشاد القلوب 2 : 298 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _300 _

  ( زارنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فعملنا له حريرة ، وأهدت لنا ام ايمن قعبا من لبن وزبدا وصفحة تمر ، فتوضأ رسول الله ثم قام واستقبل القبلة فدعا الله ما شاء ثم أكب إلى الأرض بدموع غزيرة مثل المطر فهبنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن نسأله ، فوثب الحسن ( عليه السلام ) فقال : يا أبه رأيتك تصنع شيئا ما صنعت مثله ؟
  قال : يا بني إني سررت بكم اليوم سرورا لم أسر بكم مثله ، وان حبيبي جبرئيل أتاني وأخبرني انكم قتلى وان مصارعكم شت ، فدعوت الله لكم فأخبرني ذلك ، قال الحسين ( عليه السلام ) : يارسول الله فمن يزورنا على تشتتنا ويتعاهد قبورنا ؟ فقال : طائفة من امتي يريدون بري وصلتي إذا كان يوم القيامة زرتها فأخذت بأعضادها فأنجيتها من أهواله وشدائده ) .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _301 _

الجزء السادس