( لما قضى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مناسكه من حجة الوداع ركب راحلته وأنشأ يقول : لا يدخل الجنة إلا من كان مسلما ، فقام إليه أبو ذر الغفاري ( رحمه الله ) فقال : يارسول الله وما الاسلام ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الاسلام عريان ، ولباسه التقوى ، وزينته الحياء ، وملاكه الورع ، وجماله الوقار ، وثمره العمل الصالح ، ولكل شيء أساس وأساس الإسلام حبنا أهل البيت ) (1) .
  108 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) بقراءتي عليه في مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في شعبان سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي ( رضي الله عنه ) ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن همام ، قال : حدثنا علي بن محمد بن مسعدة ، قال : حدثني جدي مسعدة بن صدقة ، قال :
  ( سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد ( عليه السلام ) يقول : والله لا يهلك هالك على حب علي بن أبي طالب إلا رآه في أحب المواطن إليه ، ولا يهلك هالك على بغض علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) إلا رآه في أبغض المواطن إليه ) (2) .
  109 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي ابن الطوسي ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا السعيد الوالد ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد ( أبو عبد الله محمد بن محمد ) (3) ، قال : أخبرني أبو بكر محمد بن عمر المعروف بابن الجعابي ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : أخبرنا محمد بن يوسف بن إبراهيم الورداني ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا وهيب بن حفص ، عن أبي حسان العجلي قال :   ( لقيت أمة الله بنت راشد (4) الهجري فقلت لها : أخبريني بما (5) سمعت من أبيك

------------------------------------
(1) رواه الشيخ في أماليه 1 : 82 ، والصدوق في أماليه : 221 مع اختلاف .
(2) عنه البحار 39 : 280 ، رواه الشيخ في أماليه 1 : 166 .
(3) ليس في ( م ) .
(4) في ( ط ) في جميع المواضع : رشيد .
(5) في ( م ) : حدثيني لما .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _152_

  قالت : سمعته يقول : قال لي حبيبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : يا راشد كيف صبرك إذا أرسل إليك دعي بني امية فقطع يديك ورجلك ولسانك ، فقلت : يا أمير المؤمنين أيكون آخر ذلك الى الجنة ؟ قال ( عليه السلام ) : نعم يا راشد وأنت معي في الدنيا والآخرة .
  قالت : فوالله ما ذهبت الأيام حتى أرسل إليه الدعي عبيد الله بن زياد عليهما لعائن الله ، فدعاه إلى البراءة من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فأبى أن يتبرأ منه ، فقال له ( ابن زياد ) : فبأي ميتة قال لك صاحبك تموت ؟ قال : أخبرني خليلي ( عليه السلام ) انك تدعوني إلى البراءة منه فلا اتبرأ فتقدمني وتقطع يدي ورجلي ولساني ، فقال : والله لأكذبن صاحبك ، قدموه فاقطعوا يده ورجله واتركوا لسانه ، فقطعوه ثم حملوه الى منزلنا فقلت له : يا أبة جعلت فداك هل تجد لما أصابك ألما ؟ قال : لا والله يا بنية إلا كالزحام بين الناس .
  ودخل عليه جيرانه ومعارفه يتوجعون له ، فقال : ايتوني بصحيفة ودواة أذكر لكم ما يكون مما علمنيه مولاي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فأتوه بصحيفة ودواة ، فجعل يذكر ويملي عليهم أخبار الملاحم والكائنات ويسندها إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
  فبلغ ذلك ابن زياد لعنه الله ، فأرسل إليه الحجام حتى قطع لسانه فمات من ليلته تلك ( رحمه الله ) ، وكان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يسميه راشد المبتلى ، وكان قد القى إليه علم المنايا والبلايا ، وكان يلقى الرجل فيقول له : يا فلان بن فلان تموت ميتة كذا وكذا ، وأنت يا فلان تقتل قتلة كذا (1) ، فيكون الأمر كما قاله راشد ( رحمه الله ) ) (2) .
  110 ـ أخبرنا الشيخ المفيد الزاهد أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه ( رحمه الله ) بالري في صفر سنة عشرة وخمسمائة ، قال : حدثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ( رضي الله عنه ) في جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين

------------------------------------
(1) في ( م ) : كذا وكذا .
(2) رواه الشيخ في أماليه 1 : 167 ، عنه البحار 42 : 121 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _153_

  وأربعمائة ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة ، قال : حدثنا جعفر بن عبد الله قال : حدثنا سعدان بن سعيد قال : حدثنا سفيان بن إبراهيم الغامدي القاضي ، قال : سمعت جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) يقول :
  ( بنا يبدأ البلاء ثم بكم ، وبنا يبدأ الرخاء ثم بكم ، والذي يحلف به لينتصرن الله بكم كما انتصر بالحجارة ) (1) .
  111 ـ أخبرنا الشيخ الأمين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن بقراءتي عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في ذي القعدة سنة اثني عشر وخمسمائة ، قال : حدثنا الشيخ أبو صالح عبد الرحمان بن يعقوب الحنفي الصندلي قدم علينا حاجا من نيشابور ، قال : حدثني والدي أبو يوسف يعقوب بن طاهر ، قال : حدثني أحمد بن إسحاق القاضي ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الله بن سابور الدقيقي ، قال : حدثنا عبيد بن هاشم (2) ، قال : حدثنا إسماعيل بن جعفر ، قال : حدثنا العلاء بن عبد الرحمان ، عن أبيه ، عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  ( يا علي لو أن عبدا عبد الله مثل ما قام نوح في قومه وكان له مثل احد ذهبا فأنفقه في سبيل الله ومد في عمره حتى حج ألف حجة ثم قتل بين الصفا والمروة ثم لم يوالك يا علي ، لم يشم رائحة الجنة ولم يدخلها ، أما علمت يا علي ان حبك حسنة لا يضر معها سيئة وبغضك سيئة لا ينفع معها طاعة ، يا علي لو نثرت الدر على المنافق ما أحبك ولو ضربت خيشوم المؤمن ما أبغضك ، لأن حبك إيمان وبغضك نفاق ، لا يحبك إلا مؤمن تقي ، ولا يبغضك إلا منافق شقي ) (3) .
  112 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي في

------------------------------------
(1) روى صدره المفيد في أماليه : 31 ، أقول : مر مثله في ج 1 : الرقم 11 .
(2) في ( م ) : هشام .
(3) عنه البحار 39 : 208 ، رواه الشيخ في أماليه 1 : 209 ، ويأتي عنه في ج 2 : الرقم 141 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _154 _

  مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بقراءتي عليه في شعبان سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، قال : أخبرنا السعيد الوالد ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : أخبرنا الحسن بن القاسم ، قال : حدثنا علي بن ابراهيم بن يعلى التميمي (1) ، قال : حدثنا علي بن سيف بن عميرة ، عن أبيه ، عن أبان بن عثمان ، عن عبد الرحمان بن سيابة ، عن حمران بن أعين ، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي ، عن أبيه قال : سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يقول :
  ( والله لأذودن بيدي هاتين القصيرتين عن حوض رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أعداءنا ولأوردنه أحباءنا ) (2) .
  113 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه ( رحمه الله ) بالري بقراءتي عليه في صفر سنة عشرة وخمسمائة ، قال : حدثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) إملاء في رجب سنة خمس وخمسين وأربعمائة ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن سليمان أبو الفضل ، قال : حدثنا داود بن رشيد ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق الثعلبي الموصلي أبو نوفل قال : سمعت جعفر بن محمد ( عليه السلام ) يقول :
  ( نحن خيرة الله من خلقه ، وشيعتنا خيرة الله من امة نبيه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ) (3) .
  114 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه الرئيس أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه ( رحمه الله ) بقراءتي عليه بالري سنة عشرة وخمسمائة ، قال : حدثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في

------------------------------------
(1) في أمالي الشيخ : التيمي .
(2) رواه الشيخ في أماليه : 1 : 175 .
(3) رواه الشيخ في أماليه 1 : 76 ، والمفيد في أماليه : 308 ، أقول : مر مثله في ج 1 : الرقم 17 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _155_

  رجب سنة خمس وخمسين وأربعمائة إملاء من لفظه ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال : حدثني أبو عبد الله جعفر بن محمد بن يحيى ، قال : حدثنا أحمد بن عبد المنعم ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد الفزاري ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ( عليهم السلام ) ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال :
  ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : ألا ابشرك ألا أمنحك ؟ قال : بلى يارسول الله ، قال : فاني خلقت أنا وأنت من طينة واحدة ، ففضلت منها فضلة فخلق منها شيعتنا ، فإذا كان يوم القيامة دعي الناس بأسماء امهاتهم إلا شيعتك فانهم يدعون بأسماء آبائهم لطيب مولدهم (1) ) (2) .
  115 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو النجم محمد بن عبد الوهاب بن عيسى الرازي بالري في درب زامهران بالمشهد (3) المعروف بالغري قراءة عليه في صفر سنة عشرة وخمسمائة ، قال : حدثنا أبو سعيد محمد بن أحمد بن الحسين النيشابوري ، قال : أخبرنا أبو علي محمد بن محمد المقري بقراءتي عليه ، قال : حدثنا السيد أبو طالب يحيى بن الحسين بن هارون العلوي الحسيني إملاء ، قال : حدثنا أبو أحمد محمد بن علي العبدي ، قال : حدثنا محمد بن جعفر القمي ، قال : حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، قال : حدثنا الحسن بن محبوب ، عن صفوان بن يحيى ، قال : قال جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) :
  ( من اعتصم بالله عز وجل هدى ، ومن توكل على الله عز وجل كفى ، ومن قنع بما رزقه الله عز وجل أغنى ، ومن اتقى الله عز وجل نجا ، فاتقوا الله عباد الله ما استطعتم وأطيعوا الله وسلموا الأمر لأهله تفلحوا ، واصبروا ان الله مع الصابرين :

------------------------------------
(1) في ( ط ) : ولادتهم .
(2) عنه البحار 7 : 239 ، رواه الشيخ في أماليه 2 : 71 و 77 ، عنه البحار 7 : 238 ، أقول : مر مثله في ج 1 : الرقم 20 ، ويأتي في ج 4 : الرقم 316 .
(3) في ( م ) : بمشهد .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _156_

  ( وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ) (1) الآية ، ( لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ) (2) ، وهم شيعة علي ( عليه السلام ) (3) .
  حدثني بذلك أبي عن أبيه ، عن ام سلمة زوجة النبي [ انها ] (4) قالت : أقرأني رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون ) [ فقلت : يارسول الله من أصحاب النار ؟ قال : مبغضي علي وذريته ومنقصوهم ، فقلت يارسول الله ! فمن الفائزون منهم ؟ قال : وهم شيعة علي ( عليه السلام ) ] (5) ) (6) .
  116 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) بقراءتي عليه في مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه في شعبان سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، قال : أخبرنا السعيد الوالد ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ، قال : حدثني القاضي أبو بكر محمد بن عمر ، عن أبي العباس أحمد بن يحيى بن زكريا بن شيبان ، عن الحسين بن سفيان ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال : حدثنا أبو حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ، قال ( عليه السلام ) :
  ( من دعا الله بنا أفلح ، ومن دعاه بغيرنا هلك واستهلك ) (7) .
  117 ـ وأخبرنا الشيخ المفيد أبو علي بن الطوسي ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا السعيد الوالد ( رضي الله عنه ) ، قال : أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الحميد ، قال : حدثنا محمد بن عمرو بن عتبة ، قال : حدثنا الحسن بن مبارك ، قال : حدثنا العباس بن عامر ، عن مالك الأحمسي ، عن سعد بن طريف ،

------------------------------------
(1) الحشر : 19 .
(2) الحشر : 20 .
(3) من البرهان .
(4) ليس من هناك الى آخر الحديث في ( م ) .
(5) من البرهان .
(6) رواه في البرهان 4 : 320 عن الاربعين .
(7) عنه البحار 23 : 102 ، رواه الشيخ في أماليه 1 : 175 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _157_

  عن الأصبغ بن نباتة قال :
  ( كنت أركع عند باب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأنا ادعو إذ خرج أمير المؤمنين ، فقال صلوات الله عليه : يا أصبغ ، قلت : لبيك ، قال : أي شيء كنت تصنع ؟ قلت : ركعت وأنا أدعو ، قال : أفلا اعلمك دعاء سمعته من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، قلت : بلى ، قال : قل : الحمد لله على ما كان والحمد لله على كل حال .
  ثم ضرب ( عليه السلام ) بيده اليمنى على منكبي(1) الأيسر وقال : يا أصبغ لئن ثبتت قدمك وتمت ولايتك وأنبسط (2) يدك ، الله أرحم بك من نفسك ) (3) .
  118 ـ أخبرنا الشيخ الرئيس الزاهد أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه ( رحمه الله ) بالري بقراءتي عليه في صفر سنة عشرة وخمسمائة ، قال : حدثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) في رجب سنة خمس وخمسين وأربعمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان ، قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن همام الاسكافي ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال : حدثنا الحسين بن سعيد الأهوازي قال : حدثنا علي بن حديد ، عن سيف بن عميرة ، عن مدرك بن زهير قال :
  ( قال أبو عبد الله جعفر بن محمد ( عليه السلام ) : يا مدرك ان أمرنا ليس بقبوله فقط ولكنه (4) بصيانته وكتمانه عن غير أهله ، اقرئ أصحابنا السلام ورحمة الله وبركاته ، وقل لهم : رحم الله امرءا (5) اجتر مودة الناس إلينا وحدثهم بما يعرفون وترك ما ينكرون ) (6) .
  119 ـ أخبرنا الشيخ الأمين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن ( رحمه الله )

------------------------------------
(1) في البحار منكبه .
(2) في البحار والأمالي : انبسطت .
(3) عنه البحار 95 : 361 ، رواه الشيخ في أماليه 1 : 176 .
(4) في ( م ) : لكن .
(5) في أمالي الصدوق : عبدا .
(6) رواه الشيخ في أماليه 1 : 84 ، والصدوق في أماليه : 88 باسناد آخر ومختصرا .
أقول : مر مثله في ج 1 : الرقم 21 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _158_

  بقراءتي عليه في ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : حدثنا أبو الحسين محمد بن محمد بن ميمون بن إسحاق المعدل الواسطي ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا الشريف أحمد بن القاسم بن علي المحمدي ، قال : حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن علي الخزاعي ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا أخي دعبل ، قال : حدثنا عبد الله بن سعيد الزهري ، قال : حدثني ضمرة ، عن ابن شوذب ، عن مطر الوراق ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة ( يرفعه إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ) (1) انه قال :
  ( من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة كتب الله له صيام ستين شهرا ، وذلك يوم غدير خم لما أخذ رسول الله بيد علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال : من كنت مولاه فهذا مولاه ، فقال له عمر بن الخطاب : بخ بخ [ يابن أبي طالب ] (2) أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ) (3) .
  120 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) في شعبان سنة إحدى عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا محمد بن محمد بن النعمان ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدثنا أبو عوانة موسى بن يوسف بن راشد ، قال : حدثنا علي بن الحكم الأزدي ، قال : أخبرنا عمرو بن ثابت ، عن فضيل بن غزوان ، عن الشعبي ، عن الحارث ، عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال :
  ( من أحبني رآني يوم القيامة حيث يحب ، ومن أبغضني رآني يوم القيامة حيث يكره ) (4) .

------------------------------------
(1) ليس في ( م ) .
(2) من الأمالي .
(3) عنه البحار 98 : 321 ، رواه الصدوق في أماليه : 12 بسند آخر مع اضافات ، رواه السيد في الطرائف : 147 عن مناقب ابن المغازلي : 19 .
أقول : يأتي في ج 9 : الرقم 20 مثله .
(4) رواه الشيخ في أماليه 1 : 183 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _159_

  121 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) تعالى في التاريخ والموضع المقدم ذكرهما ، قال : أخبرنا السعيد الوالد ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن خالد المراغي ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن صالح ، قال : حدثنا عبد الأعلى بن واصل الأسدي ، عن مخول بن إبراهيم ، عن علي بن حزور ، عن الأصبغ بن نباتة قال : سمعت عمار بن ياسر ( رحمه الله ) يقول : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي :
  ( يا علي ان الله قد زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب الى الله منها ، زينك بالزهد في الدنيا وجعلك لا تزرء منها شيئا ولا تزرء منك شيئا ، ووهب لك حب المساكين فجعلك ترضى بهم أتباعا ويرضون بك اماما ، فطوبى لمن أحبك وصدق فيك ( وويل لمن أبغضك وكذب عليك ، فأما من أحبك وصدق فيك ) (1) ، فاولئك جيرانك في دارك وشركاؤك في جنتك ، وأما من أبغضك وكذب عليك فحق على الله أن يوقفه موقف الكذابين ) (2) .
  122 ـ أخبرنا الشيخ أبو علي الطوسي ، قال : أخبرنا السعيد الوالد ( رحمه الله ) قال : أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه ، عن محمد بن يعقوب الكليني ، عن عدة من أصحابه (3) ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن سنان ، عن حماد بن أبي طلحة ، عن معاذ بن كثير قال :
  ( نظرت إلى الموقف والناس فيه كثير ، فدنوت إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) فقلت : ان أهل الموقف لكثير (4) قال : فضرب ببصره فأداره فيهم ، ثم قال : ادن مني يا عبد الله فدنوت منه فقال : غثاء يأتي به (5) الموج من كل مكان ، ما الحج إلا لكم ، ولا والله ما يقبل الله إلا منكم (6) ) (7) .

------------------------------------
(1) ليس في ( ط ) .
(2) رواه الشيخ في أماليه 1 : 184 .
(3) في ( ط ) : أصحابنا .
(4) في ( ط ) : كثير .
(5) في ( ط ) : بها .
(6) في ( ط ) : والله لا يقبل إلا منكم ، وفي أمالي الشيخ : ما يتقبل الله .
(7) رواه الشيخ في أماليه 1 : 188 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _160_

  123 ـ أخبرنا الشيخ الزاهد أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه ( رحمه الله ) بالري بقراءتي عليه في صفر سنة ست عشرة وخمسمائة قال : أخبرنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي ( رحمهم الله ) في رجب سنة خمس وخمسين وأربعمائة ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي ( رضي الله عنه ) ، قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد ، عن العباس بن معروف ، عن محمد بن سنان ، عن طلحة بن زيد ، عن جعفر بن محمد الصادق ، عن أبيه ، عن جده ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  ( ما قبض الله نبيا حتى أمره ان يوصي الى أفضل عشيرته من عصبته ، وأمرني ان اوصي فقلت : الى من يا رب (1) فقال : اوص يا محمد إلى ابن عمك علي بن أبي طالب فاني قد اثبته في الكتب السالفة وكتبت فيها انه وصيك ، وعلى ذلك أخذت ميثاق (2) الخلائق ومواثيق أنبيائي ورسلي ، وأخذت ميثاقهم لي بالربوبية ولك يا محمد بالنبوة ولعلي بالولاية ) (3) .
  124 ـ أخبرنا الشيخ الأمين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن بقراءتي عليه في ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : حدثنا الشيخ الصدوق أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري المعدل قراءة عليه بمدينة السلام من كتابه ، قال : حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن زرقويه البغدادي ، قال : حدثنا أبو عمر عثمان بن أحمد السماك الدقاق ، قال : حدثنا شريك ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال :

-------------------------------
(1) في ( م ) : يا رب الى من .
(2) في ( م ) : مواثيق .
(3) رواه الشيخ في أماليه 1 : 102 ، عنه البحار 15 : 18 ، و 26 : 271 ، و 38 : 111 ، وتأويل الآيات 2 : 566 .
أقول : يأتي مثله في ج 2 : الرقم 5 عن الشيخ .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _161_

  ( مرض رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مرضة ، فغدا إليه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في الغلس ، وكان يحب أن لا يسبقه إليه أحد ، قال : فإذا هو في صحن (1) الدار رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي ، فقال : السلام عليك ، قال : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أما إني احبك ولك عندي مديحة القيها إليك ، قال له : قل ، قال : أنت أمير المؤمنين وأنت قائد الغر المحجلين وأنت سيد ولد آدم إلى يوم القيامة ما خلا النبيين والمرسلين لواء الحمد بيدك تزف أنت وشيعتك زفا زفا إلى الجنان ، من تولاك (2) وخاب وخسر من تخلاك ، لحب محمد أحبوك ولبغض محمد أبغضوك ، لن تنالهم (3) شفاعة محمد ، اذن إلى صفوة الله أخيك وابن عمك وأنت أحق الناس به .
  فدنا علي بن أبي طالب وأخذ رأس رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أخذا رفيقا فصيره في حجره ، فانتبه رسول الله فقال : ما هذا الهمهمة ، فأخبره علي بالحديث ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لم يكن ذلك (4) دحية بن خليفة الكلبي ذاك جبرئيل سماك باسماء سماك الله بها وهو الذي القى محبتك في صدور المؤمنين ورهبتك وخوفك في صدور الكافرين ولك عند الله أضعاف كثيرة ) (5) .
  125 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) بقراءتي عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي ( رحمه الله ) ، قال : أخبرني الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا أبو عوانة موسى بن يوسف بن راشد الكوفي ، قال : حدثنا محمد بن سليمان بن بزيع الخزاز ، قال :

-------------------------------
(1) في ( م ) : بصحن .
(2) في أمالي الشيخ : والاك ، خلاك .
(3) في ( م ) : بحب محمد أحبوك وبغضوك ، وفي أمالي الشيخ : محب محمد محبوك ومبغضه مبغضوك ، لا تنالهم .
(4) في ( م ) : ذاك .
(5) عنه البحار 37 : 296 ، رواه الشيخ في أماليه 1 : 21 ، عنه البحار 37 : 296 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _162 _

  حدثنا الحسين الأشقر ، عن قيس ، عن ليث ، عن أبي ليلى ، عن الحسين بن علي ( عليهما السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  ( إلزموا مودتنا أهل البيت ، فانه من لقى الله يوم القيامة وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا ، والذي نفسي بيده لا ينفع عبدا عمله إلا بمعرفة حقنا ( (1) .
  126 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي بن الطوسي في التاريخ والموضع المقدم ذكرهما ، قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي رضي الله عنهما ، قال : حدثنا محمد بن محمد ، قال : حدثنا أبو نصر محمد بن الحسين المقري [ قال : حدثنا أبو عبد الله الحسين بن علي المرزباني ] (2) ، قال : حدثنا جعفر بن محمد الحنفي ، قال : حدثنا يحيى بن هاشم السماك (3) ، قال : حدثنا عمرو بن شمر ، قال : حدثنا حماد ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله بن حزام قال :
  ( أتيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقلت : يارسول الله من وصيك ؟ قال فأمسك [ عني ] (4) عشرا لا يجيبني ثم قال : يا جابر ألا أخبرك عما سألتني ، فقلت : بأبي أنت وامي ام والله لقد سكت عني حتى ظننت انك وجدت علي ، فقال : ما وجدت عليك يا جابر ولكن كنت انتظر ما يأتيني من السماء ، فأتاني جبرئيل فقال : يا محمد ان ربك يقول لك :
  ان علي بن أبي طالب (5) وصيك وخليفتك على أهلك وامتك والذائد عن حوضك وهو صاحب لوائك يقدمك إلى الجنة ، فقلت : يا نبي الله أرأيت من لا يؤمن بهذا اقتله ؟ قال : نعم يا جابر ما وضع هذا الموضع إلا ليتابع ، فمن تابعه كان معي غدا ومن خالفه لم يرد علي الحوض أبدا ) (6) .

-------------------------------
(1) رواه الشيخ في أماليه 1 : 190 ، والمفيد في أماليه : 13 ، 44 ، 140 .
(2) من أمالي الشيخ .
(3) في أمالي الشيخ : السمسار .
(4) من الأمالي .
(5) في ( ط ) : ان ربك يقرؤك السلام ويقول لك ، وفي الأمالي : يا محمد ربك يقول : ان علي بن أبي طالب .
(6) رواه الشيخ في أماليه 1 : 193 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _163 _

  127 ـ أخبرنا جماعة منهم أبو القاسم والدي الفقيه (1) وأبو اليقظان عمار بن ياسر وولده أبو القاسم سعد بن عمار سامحه الله ، عن الشيخ الزاهد ( الفقيه ) (2) إبراهيم بن نصر الجرجاني ، عن السيد الصالح محمد بن حمزة العلوي المرعشي الطبري وكتبته من كتابه بخطه ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا محمد بن الحسن ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا حمزة بن إسماعيل ، قال : حدثنا أحمد بن خليل ، حدثنا يحيى بن عبد الحميد ، حدثنا شريك عن ليث (3) المرادي بن أبي سليم ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال :
  ( لما فتح رسول الله مدينة (4) خيبر قدم جعفر ( عليه السلام ) من الحبشة فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا أدري أنا بأيهما اسر ، بفتح خيبر أم بقدوم جعفر ، وكانت مع جعفر جارية فأهداها إلى علي ( عليه السلام ) ، فدخلت فاطمة ( عليها السلام ) بيتها فإذا رأس علي في حجر الجارية ، فلحقها من الغيرة ما يلحق المرأة على زوجها فتبرقعت ببرقعتها ووضعت خمارها على رأسها تريد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تشكو إليه عليا ، فنزل جبرئيل ( عليه السلام ) على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال له : يا محمد ان الله يقرؤك السلام ويقول لك : هذه فاطمة اتتك (5) تشكو عليا فلا تقبلن (6) منها .
  فلما دخلت فاطمة قال لها النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إرجعي إلى بعلك وقولي له رغم انفي لرضاك ، فرجعت فاطمة ( عليها السلام ) فقالت : يابن عم رغم أنفي لرضاك ، فقال علي : يا فاطمة شكوتيني إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) واحياءاه من رسول الله اشهدك يا فاطمة ان هذه الجارية حرة لوجه الله في مرضاتك وكان مع علي خمسمائة درهم ، فقال : وهذه الخمسمائة درهم صدقة على (7) فقراء المهاجرين والأنصار في مرضاتك .
  فنزل جبرئيل على النبي فقال : يا محمد الله يقرئ عليك السلام ويقول لك بشّر

-------------------------------
(1) في ( ط ) : منهم والدي ( رحمه الله ) أبو القاسم الفقيه .
(2) ليس في ( ط ) .
(3) في ( ط ) شريك بن ليث .
(4) في ( ط ) : فتح الله على نبيه مدينة .
(5) في ( ط ) : تأتيك .
(6) في ( م ) : تقبل .
(7) في ( ط ) : في .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _164 _

  علي بن أبي طالب بأني (1) وهبت له الجنة بحذافيرها لعتقه (2) الجارية في مرضاة فاطمة ، فإذا كان يوم القيامة يقف على باب الجنة فيدخل من يشاء الجنة برحمتي ويمنع منها من يشاء بغضبي ، وقد وهبت له النار بحذافيرها بصدقته الخمسمائة درهم على الفقراء في مرضاة فاطمة فإذا كان يوم القيامة يقف على باب النار فيدخل من يشاء النار بغضبي ويمنع من يشاء منها برحمتي ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : بخ بخ من مثلك يا علي وأنت قسيم الجنة والنار ) (3) .
  128 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) بقراءتي عليه في شعبان سنة إحدى عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، قال : أخبرنا السعيد الوالد ، قال : حدثنا محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني ، قال : أخبرني عمر بن اسلم ، قال : حدثنا سعيد بن يوسف البصري ، عن خالد بن عبد الرحمان المدايني ، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى ، عن أبي ذر الغفاري ( رحمه الله ) قال :
  ( رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقد ضرب كتف علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بيده وقال : يا علي من أحبنا فهو العربي ومن أبغضنا فهو العلج ، شيعتنا أهل البيوتات والمعادن والشرف ، ومن كان مولده صحيحا ، وما على ملة إبراهيم ( عليه السلام ) إلا نحن وشيعتنا وسائر الناس منها براء ، وان الله وملائكته يهدمون سيئات شيعتنا كما يهدم القوم البنيان ) (4) .
  129 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن بن محمد الطوسي ( رحمه الله ) في التاريخ والموضع المقدم ذكرهما ، قال : أخبرنا السعيد الوالد ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا المفيد محمد بن محمد بن النعمان ( رحمه الله ) ، قال : أخبرني أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد ،

-------------------------------
(1) في ( م ) : اني .
(2) في ( م ) : بعتقه .
(3) عنه البحار 39 : 208 .
(4) رواه الشيخ في أماليه 1 : 194 ، المفيد في أماليه : 169 ، الديلمي في إرشاد القلوب : 254 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _165 _

  قال : حدثني أبي ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن بكر بن صالح ، عن الحسن بن علي ، عن عبد الله بن إبراهيم ، قال : حدثني الحسن (1) بن زيد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  ( لما اسري بي إلى السماء وانتهيت إلى سدرة المنتهى نوديت : يا محمد استوص بعلي خيرا ، فانه سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين يوم القيامة ) (2) .
  130 ـ أخبرنا الفقيه أبو النجم محمد بن عبد الوهاب بن عيسى الرازي بها في درب زامهران قراءة عليه في صفر سنة عشرة وخمسمائة ، قال : أخبرنا أبو سعيد محمد بن أحمد بن الحسين النيسابوري (3) ، قال : أخبرنا عبد الرزاق بن أحمد بن مدرك أبو الفتح بقراءتي عليه بعد ما كتبه لي بخطه ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن جعفر بن الفضل المقري بفسطاط مصر ، قال : حدثنا ابن رشيق العدل (4) ، قال : حدثنا محمد بن زريق بن جامع المدني ، قال : حدثنا أبو الحسين سفيان بن بشر الأسدي الكوفي ، قال : حدثنا علي بن هاشم ، عن محمد بن عبيدالله بن أبي رافع ، عن أبي رافع ، عن أبي ذر ( رضي الله عنه ) انه سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) :
  ( أنت أول من آمن بي (5) ، وأنت أول من يصافحني يوم القيامة ، وأنت الصديق الأكبر ، وأنت الفاروق الذي تفرق بين الحق والباطل ، وأنت يعسوب المؤمنين (6) والمال يعسوب المنافقين ) (7) .
  131 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه ( رحمه الله ) ،

-------------------------------
(1) في أمالي الشيخ : الحسين .
(2) رواه الشيخ في أماليه 1 : 196 ، المفيد في اماليه : 173 .
(3) في ( م ) : أحمد بن محمد بن الحسين النيشابوري .
(4) في ( م ) : حدثنا رشيق العدل ، وفي البحار : أبي رشيق العدل .
(5) في اليقين : آمن بي وصدقني .
(6) في ( ط ) : يعسوب الدين .
(7) عنه البحار 38 : 228 ، أقول : مر في ج 2 : الرقم 90 ، ويأتي في ج 2 : الرقم 142 ، وج : 4 الرقم 24 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _166 _

  قال : حدثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا أبو عوانة موسى بن يوسف القطان ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى الأودي ، قال : حدثنا إسماعيل بن أبان ، قال : حدثنا علي بن هاشم بن البريد ، عن أبيه ، عن عبد الرحمان بن قيس الأرحبي قال :
  ( كنت جالسا مع علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) على باب القصر حتى ألجأته الشمس إلى حائط القصر فوثب ليدخل فقام رجل من همدان فتعلق بثوبه وقال : يا أمير المؤمنين حدثني حديثا جامعا ينفعني الله به ، قال ( عليه السلام ) : أولم يكن في حديث كثير ؟ قال : بلى ولكن حدثني حديثا [ جامعا ] (1) ينفعني الله به ، قال ( عليه السلام ) :
  حدثني خليلي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أني أرد أنا وشيعتي الحوض رواء مرويين مبيضة وجوههم ويرد أعداؤنا ظماء (2) مسودة وجوههم ، خذها إليك قصيرة من طويلة أنت مع من أحببت ولك ما اكتسبت يا أخا همدان ، ثم دخل القصر ) (3) .
  132 ـ أخبرنا الشيخ الأمين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن بقراءتي عليه في ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وخمسمائة في مشهد (4) مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : حدثني أبو علي محمد بن محمد بن يعقوب الكوفي قراءة ، قال : حدثنا محمد بن عبد الرحمان العلوي ، قال : حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن عامر ، ( قال : حدثني أبي أحمد بن عامر ) (5) ، قال : حدثني علي بن موسى الرضا ، قال : حدثني أبي موسى ابن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :

-------------------------------
(1) من أمالي المفيد .
(2) في امالي الشيخ : ظمانا .
(3) رواه الشيخ في أماليه 1 : 115 ، والمفيد في أماليه 1 : 339 ، أقول : مر مثله في ج 2 : الرقم 22 .
(4) في ( م ) : بمشهد .
(5) ليس في البحار .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _167 _

  ( من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، واخذل من خذله ، وانصر من نصره ) (1) .
  133 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) بقراءتي عليه في شعبان سنة إحدى عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الكاتب ، قال : أخبرنا الحسن بن علي الزعفراني ، قال : حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي ، قال : حدثني عمار (2) بن أبي شيبة ، عن عمرو بن ميمون ، عن جعفر بن محمد عن أبيه ، عن جده ( عليهم السلام ) قال :
  ( قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) على منبر الكوفة : يا أيها الناس انه كان لي من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عشر هن أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ، قال : قال لي رسول الله : ( يا علي ) (3) أنت أخي في الدنيا والآخرة ، وأنت أقرب الخلائق إلي يوم القيامة في الموقف بين يدي الجبار ، ومنزلك في الجنة مواجه منزلي كما تتواجه منازل الإخوان في الله عز وجل ، وأنت الوارث ( مني ) (4) ، وأنت الوصي من بعدي في عداتي وأمري (5) ، وأنت الحافظ لي في أهلي عند غيبتي ، وأنت الامام لامتي والقائم بالقسط في رعيتي ، وأنت وليي ووليي ولي الله ، وعدوك عدوي وعدوي عدو الله ) (6) .
  134 ـ وأخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي بن الطوسي ( رحمه الله ) في الموضع والتاريخ المقدم ذكرهما ، قال : أخبرنا السعيد الوالد ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ،

-------------------------------
(1) عنه البحار 37 : 222 ، رواه الصدوق في صحيفة الرضا ( عليه السلام ) : 172 ، والشيخ في أماليه 1 : 260 و 353 .
(2) في أمالي الشيخ : عثمان .
(3 و 4) ليس في ( ط ) .
(5) في الأمالي : اسرتي .
(6) رواه الشيخ في أماليه 1 : 196 ، والمفيد في أماليه : 174 ، أقول : في ج 1 : الرقم 24 مثله ، ومر بمضمونه في ج 1 : الرقم 13 ، ويأتي بمضمونه ج 3 : الرقم 29 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _168 _

  قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني ، قال : حدثنا أحمد (1) بن عبد الحميد بن خالد ، قال : حدثنا محمد بن عمرو بن عتبة ، عن حسين الأشقر عن محمد بن أبي عمارة الكوفي ، قال : سمعت جعفر بن محمد ( عليه السلام ) يقول :
  ( من دمعت عينه (2) فينا دمعة لدم سفك لنا ، أو حق [ لنا ] نقصناه (3) ، أو عرض انتهك لنا ، أو لأحد من شيعتنا بوأه الله تعالى بها في الجنة حقبا ) (4) .
  135 ـ أخبرنا الشيخ الزاهد أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه ( رحمه الله ) بالري سنة عشرة وخمسمائة في ربيع الأول ، قال : حدثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ( رضي الله عنه ) ، في شهر رمضان سنة خمس وخمسين وأربعمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان ( رحمه الله ) ، قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، قال : حدثنا سليمان بن سلمة الكندي ، عن محمد بن سعيد بن غزوان ، عن عيسى بن أبي منصور ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال :
  ( نفس المهموم لظلمنا تسبيح وهمه لنا عبادة ، وكتمان سرنا جهاد في سبيل الله ، ثم قال أبو عبد الله : يجب أن يكتب هذا الحديث بالذهب ) (5) .
  136 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) في شعبان سنة إحدى عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بقراءتي عليه ، قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي ( رحمه الله ) ، قال : حدثني الشيخ الفقيه المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي ( رحمه الله ) ،

-------------------------------
(1) في ( ط ) : محمد بن عبد الحميد بن خالد ، وفي أمالي الشيخ : بن خلف .
(2) في ( ط ) : عيناه ، وفي الأمالي : عينه دمعة لدم .
(3) من الأمالي ، وفيه : انقصناه .
(4) رواه الشيخ في أماليه 1 : 197 ، أقول : مر في ج 2 : الرقم 46 بسند آخر عن الشيخ في أماليه : 1 : 116 .
(5) رواه الشيخ في أماليه 1 : 115 ، والمفيد في أماليه : 338 ، أقول : يأتي مثله ج 9 : الرقم 6 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _169 _

  قال : أخبرني الشريف أبو عبد الله محمد بن محمد بن طاهر ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ، ( قال : حدثني أحمد بن الحسين بن سعيد ) (1) ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا ظريف بن ناصح ، عن محمد بن عبد الله الأصم الأعلم ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال : سمعت أبي يقول لجماعة من أصحابه :
  ( والله لو أن على افواهكم أوكية ، لأخبرت كل رجل منكم بما لا يستوحش معه أي (2) شئ ، ولكن قد سبق فيكم الاذاعة والله بالغ امره )(3) .
  137 ـ أنشدني الشيخ أبو عبد الله محمد بن شهريار الخازن في سنة اثنى عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : أنشدني المفضل بن محمد المهلبي لنفسه :
( فـيارب زدني كل يوم iiوليلة      لآل رسـول الله حبا الى iiحبي
اولـئك  دون الـعالمين iiأئمتي      وسلمهم سلمي وحربهم حربي )

  138 ـ أخبرنا الفقيه أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) بالموضع والتاريخ المقدم ذكرهما ، قال : أخبرنا السعيد الوالد ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ، قال : حدثنا أبو الحسن علي بن بلال المهلبي ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع البلخي ، قال : حدثنا سليمان بن الربيع النهدي ، قال : حدثنا نصر بن مزاحم المنقري ، قال : حدثنا أبو الحسن علي بن بلال ، وحدثني علي بن عبيدالله بن أسد بن منصور الاصفهاني ، قال : حدثني إبراهيم بن محمد بن هلال الثقفي ، قال : حدثني محمد بن علي ، قال : حدثنا نصر بن مزاحم ، عن يحيى بن يعلى الأسلمي ، عن علي بن حزور ، عن الأصبغ بن نباتة قال :
  ( جاء رجل إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال : يا أمير المؤمنين هؤلاء القوم الذين نقاتلهم ، الدعوة واحدة والرسول واحد والصلاة واحدة الحج واحد فبم نسميهم ؟ قال ( عليه السلام ) : سمهم بما سماهم الله تعالى في كتابه ، [ فقال : ما كل

-------------------------------
(1) ليس في ( ط ) .
(2) في أمالي الشيخ : الى .
(3) رواه الشيخ في أماليه 1 : 200 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _170 _

  ما في كتاب الله أعلمه ؟ قال : أما سمعت الله تعالى يقول في كتابه ] (1) :
  ( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ ) (2) .
  فلما وقع الاختلاف كنا نحن أولى بالله عز وجل وبالنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبالكتاب وبالحق فنحن الذين آمنوا وهم الذين كفروا وشاء الله قتالهم بمشيته وإرادته ) (3) .
  139 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه قال : حدثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد الأنباري الكاتب ، قال : حدثنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد الأزدي ، قال : حدثنا شعيب بن أيوب ، قال : حدثنا معاوية بن هشام ، عن سفيان ، عن هشام بن حسان قال :
  سمعت أبا محمد الحسن بن علي ( عليه السلام ) يخطب الناس بعد البيعة له بالأمر (4) فقال : ( نحن حزب الله الغالبون وعترة رسوله الأقربون وأهل بيته الطيبون الطاهرون ، وأحد الثقلين الذين خلفهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في امته والثاني كتاب الله فيه تفصيل كل شئ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، فالمعول علينا في تفسيره لا يتعبنا (5) تأويله بل نتيقن حقايقه فأطيعونا ، فان طاعتنا مفروضة إذ كانت بطاعة الله عز وجل وبرسوله مقرونة قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ ) (6) ، ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ )(7) .

-------------------------------
(1) من الامالي .
(2) البقرة : 253 .
(3) رواه الشيخ في أماليه 1 : 201 .
(4) في ( ط ) : بالبيعة له .
(5) في الأمالي : لا نتظنا .
(6) النساء : 59 .
(7) النساء : 83 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _171 _

  واحذركم الإصغاء لهتاف الشيطان فانه لكم عدو مبين (1) فتكونوا كاولئك الذين قال لهم الشيطان : ( لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ ) (2) ، فتلقون (3) إلى الرماح وزرا(4) وإلى السيوف جزرا وإلى العمد حطما والسهام (5) غرضا ، ثم لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ) (6) .
  140 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو النجم محمد بن عبد الوهاب بن عيسى الرازي بها قراءة عليه في مسجد الغربي بدرب زامهران في صفر سنة عشر وخمسمائة ، قال : أخبرنا أبو سعيد محمد بن أحمد بن الحسين النيشابوري قال : أخبرنا أبو الوليد الحسن بن محمد البلخي الحافظ بقراءتي عليه ، ( قال : أخبرنا محمد بن عوف ) (7) ، قال : أخبرنا الحسن بن منير ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن عامر ، قال : حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي ( الرازي ) (8) إملاء في أيام هشام بن عامر وهو يسمع منه ، قال : حدثنا عبد العزيز بن الخطاب ، قال : حدثنا علي بن القاسم ، عن علي بن عبد الله ( عن أبي رافع ) (9) ، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر ، عن أبيه ، عن عمار بن ياسر ( رضي الله عنه ) عنه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  ( اوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي بن أبي طالب ، فمن تولاه فقد تولاني ومن تولاني فقد تولى الله عزوجل ، ومن أحبه فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله عزوجل ، ( ومن أبغضه فقد أبغضني ومن ابغضني فقد أبغض الله عزوجل ) (10) ) (11) .

-------------------------------
(1) في ( ط ) : فانه عدو مبين لكم .
(2) الانفال : 48 .
(3) في ( م ) : فتلقوني .
(4) في ( ط ) : زورا .
(5) في ( ط ) : للعمد ، للسهام .
(6) رواه الشيخ في أماليه 2 : 303 .
(7) ليس في البحار .
(8) ليس في ( ط ) .
(9) ليس في ( ط ) ، وفي البحار : علي بن عبيدالله بن أبي رافع .
(10) ليس في ( ط ) .
(11) عنه البحار 38 : 139 و 39 : 281 ، رواه الطوسي في أماليه 1 : 253 ، وابن المغازلي في مناقبه : 231 .
أقول : يأتي مثله في ج 3 : الرقم 10 ، وج 4 : الرقم 20 و 21 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _172 _

  141 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه المفيد أبو علي الطوسي ( رحمه الله ) بقراءتي عليه في شعبان سنة إحدى عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال : حدثنا علي بن العباس بن الوليد ، قال : حدثنا إبراهيم بن بشر (1) بن خالد ، قال : حدثنا منصور بن يعقوب ، قال : حدثنا عمرو بن ميمون (2) ، عن إبراهيم بن عبد الأعلى ، عن سويد بن غفلة قال :
  ( سمعت عليا ( عليه السلام ) يقول : والله لو صببت الدنيا على المنافق صبا ما أحبني ، ولو ضربت بسيفي هذا خيشوم المؤمن لأحبني ، وذلك اني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ) (3) .
  142 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ، قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن جعفر الصولي ، قال : حدثنا يحيى بن زكريا (4) الساجي ، قال : حدثنا إسماعيل بن موسى السدي ، قال : حدثنا محمد بن سعيد ، عن فضيل بن غزوان ، عن أبي سخيلة ، عن أبي ذر وسلمان الفارسي رضي الله عنهما قال :
  ( أخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بيد علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال : هذا أول من آمن بي ، وهو أول من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصديق الأكبر وفاروق هذه الامة ويعسوب المؤمنين ) (5) .

-------------------------------
(1) في ( ط ) : بشير .
(2) في أمالي الشيخ : عمرو بن شمر .
(3) رواه الشيخ في أماليه 1 : 209 ، أقول : مر ج 2 : الرقم 111 مثله .
(4) في ( م ) : زكريا بن يحيى .
(5) رواه الشيخ في أماليه 1 : 147 ، أقول : مر مثله في ج 2 : الرقم 90 ، ومر أيضا في ج 2 : الرقم 130 ، ويأتي في ج 4 : الرقم 25 مثله .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _173 _

  143 ـ أخبرنا الشيخ ( الأمين ) (1) أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن بقراءتي عليه في ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، قال : أخبرنا أبو الفرج محمد بن أحمد بن محمد بن عامر بن علان العدل بالكوفة قراءة عليه في شهر ربيع الأول سنة أربع وستين وأربعمائة ، قال : حدثنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد بن هارون التميمي الاشناني قراءة عليه ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسين الاشناني قراءة عليه ، قال : حدثنا عباد (2) بن يعقوب الاسدي ، قال : أخبرنا حسين بن زيد ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين بن علي ( عليه السلام ) قال :
  ( ان الله افترض خمسا ولم يفترض إلا حسنا جميلا : الصلاة والزكاة والحج والصيام وولايتنا أهل البيت ، فعمل الناس بأربع واستخفوا بالخامسة ، والله لا يستكملوا الأربع حتى يستكملوها بالخامسة ) (3) .
  144 ـ أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) بقراءتي عليه في مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في شعبان سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد ( رحمه الله ) ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال :
  ( ما خلق الله خلقا أكثر من الملائكة ، وانه لينزل كل يوم (4) سبعون ألف ملك فيأتون البيت المعمور فيطوفون به فإذا هم طافوا به نزلوا فطافوا بالكعبة فإذا طافوا بها أتوا قبر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فسلموا عليه ، ثم أتوا قبر (5) أمير المؤمنين علي بن

-------------------------------
(1) ليس في ( ط ) .
(2) في البحار : عبد الله .
(3) عنه البحار 23 : 105 .
(4) في ( ط ) : كل يوم وليلة .
(5) في ( ط ) : إلى قبر .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _174 _

  أبي طالب فسلموا عليه ، ثم أتوا قبر الحسين ( عليه السلام ) فسلموا عليه ثم عرجوا وينزل مثلهم أبدا إلى(1) يوم القيامة .
  وقال ( عليه السلام ) : من زار قبر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عارفا بحقه غير متجبر ولا متكبر كتب الله له أجر مائة ألف شهيد وغفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وبعث من الآمنين وهون عليه الحساب واستقبلته الملائكة فإذا انصرف شيعوه إلى منزله فإذا مرض عادوه وإن مات تبعوه بالاستغفار الى قبره .
  قال : ومن زار قبر الحسين ( عليه السلام ) عارفا بحقه كتب الله له ثواب ألف حجة مقبولة ، وألف عمرة مقبولة ، وغفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) (2) .
  145 ـ أخبرنا الشيخ أبو علي ابن الطوسي ، عن أبيه ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن المغيرة ، قال : حدثنا أبو أحمد حيدر بن محمد (3) ، قال : حدثنا أبو عمرو محمد بن عمر الكشي ، قال : حدثنا جعفر بن أحمد ، عن أيوب بن نوح بن دراج ، عن إبراهيم المخارقي قال :
  ( وصفت لأبي عبد الله جعفر بن محمد ( عليه السلام ) ديني فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله(4) ، وأن عليا إمام عدل بعده ثم الحسن والحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم أنت ، فقال ( عليه السلام ) : رحمك الله ثم قال : اتقوا الله ، عليكم بالورع وصدق الحديث وأداء الأمانة وعفة البطن والفرج ، تكونوا معنا في الرفيق الأعلى ) (5) .
  146 ـ أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) في الموضع والتاريخ المذكور ، قال : أخبرنا السعيد الوالد ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال :

-------------------------------
(1) في ( ط ) : أبدا هكذا الى .
(2) عنه البحار 100 : 122 ، رواه الشيخ في أماليه 1 : 218 ، وابن قولويه في كامل الزيارات : 114 ، ثواب الأعمال : 87 ، والسيد في كشف اليقين : 67 ، أورده المزار الكبير : 109 .
(3) في ( ط ) : حميد بن محمد .
(4) في الامالي : محمد رسول الله .
(5) رواه الشيخ في اماليه 1 : 226 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _175 _

  حدثنا أبو الحسن علي بن سعيد المقري ، قال : حدثنا عبد الرحمان بن محمد بن أبي هاشم ، قال : حدثنا يحيى بن الحسين ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن سلمان الفارسي ( رضي الله عنه ) قال :
  ( سمعت رسول الله يقول : يا معشر المهاجرين والانصار ألا أدلكم على ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا ، قالوا : بلى يارسول الله ، قال : هذا علي أخي [ ووصيي ] (1) ووزيري ووارثي وخليفتي إمامكم ، فأحبوه لحبي وأكرموه لكرامتي ، فان جبرئيل أمرني أن أقول لكم ما قلت ) (2) .
  147 ـ أخبرنا الشيخ أبو علي ، قال : أخبرنا السعيد الوالد ( رحمه الله ) ، قال : أخبرني محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه ، قال : حدثني القاسم بن محمد ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن جده ، عن عبد الله بن حماد الأنصاري ، عن جميل بن دراج ، عن معتب مولى أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول لداود بن سرحان :
  ( يا داود ابلغ موالي عني السلام واني أقول : رحم الله عبدا اجتمع مع آخر فتذاكرا (3) أمرنا ، فان ثالثهما ملك يستغفر لهما ، إن (4) إجتمعتم فاشتغلوا بالذكر ، فان في اجتماعكم ومذاكرتكم إحياء لأمرنا (5) ، وخير الناس من بعدنا من ذاكر بأمرنا ودعا إلى ذكرنا ) (6) .
  148 ـ أخبرنا الشيخ الزاهد أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه ( رحمه الله ) بقراءتي عليه بالري سنة عشرة وخمسمائة ، قال : حدثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) في شهر الله المبارك شهر رمضان منه سنة خمس وخمسين

-------------------------------
(1) من أمالي الصدوق .
(2) رواه الصدوق في أماليه : 386 ، وفيه : أمرني أن أقوله لكم ، والشيخ في أماليه 1 : 226 أقول : يأتي مثله في ج 4 : الرقم 66 ، وبمضمونه عن زيد بن ارقم في ج 4 : الرقم 88 ، وج 7 : الرقم 3 .
(3) في ( ط ) : فتذاكر .
(4) في ( م ) : وما ، وفي أمالي الشيخ : فإذا .
(5) في الأمالي : احياءنا .
(6) رواه الشيخ في أماليه 1 : 228 .