1 ـ أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام السر من رأى ، قال : حدثنا عمي عمر بن يحيى ، قال : حدثنا إبراهيم بن عبيدالله الكنيخي ، عن أبي عاصم ، عن الصادق جعفر ( عليه السلام ) قال :
  ( شيعتنا جزء منا خلقوا من فضل طينتنا ، يسوؤهم ما يسوؤنا ويسرهم ما يسرنا ، فإذا أرادنا أحد فليقصدهم فانهم الباب الذي يوصل منه إلينا ) (1) .
  2 ـ حدثنا أحمد بن أبي الطيب بن شعيب عن أبي الفضل ، عن أحمد بن هاشم ، أخبرنا مالك بن سليمان ، عن أبيه ، عن عمرو بن شمر ، عن الأحلج ، عن الشعبي قال :
  ( سئل الحسن بن علي ( عليهما السلام ) عن هذه الآية : ( اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) (2) اخاصة هي أم عامة ؟ قال : نزلت في قوم خاصة فتعقيب عامة ثم جاء التخفيف بعد : ( اتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) (3) فقيل : يابن رسول الله فيمن نزلت هذه الآية ؟ فنكت الأرض ساعة ثم رفع بصره ثم نكس رأسه ثم رفع فقال : لما نزلت هذه الآية : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) (4) فقال

------------------------------------
(1) رواه الشيخ في أماليه 1 : 305 ، والديلمي في إرشاد القلوب 2 : 256 .
(2) آل عمران : 102 .
(3) التغابن : 16 .
(4) الشورى : 23 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _304_

  بعض القوم : ما أنزل الله هذا انما يريد أن يرفع بضبع ابن عمه ، قالوها حسدا وبغضا لأهل بيت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : فأنزل الله تعالى : ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِن يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ ) (1) ، ولا تعتد هذه المقال ولا يشق عليك ما قالوا قبل من فان الله ( َيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) (2) .
  فشق ذلك على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وحزن على ما قالوا وعلم ان القوم غير تاركين الحسد والبغضاء ، فنزلت هذه الآية ( قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ ) (3) فلما نزلت هذه الآية ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) (4) .
  قال يوم غدير خم : من كنت مولاه فان عليا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فوقع في قلوبهم ما وقع تكلموا فيما بينهم سرا حتى قال أحدهما لصاحبه : من يلي بعد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومن يلي بعدك هذا الأمر لا نجعلها في أهل البيت أبدا فنزل : ( ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فان الله شديد العقاب ) ثم نزلت : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ ) إلى قوله ( وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) ) (5) .
  فلما قبض النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مضوا على رأيهم في أهل بيت نبيهم وعلى ما تعاقدوا عليه في حياته ونبذوا آيات الله عز وجل ووصي رسوله وأهل بيته وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون ) .
  3 ـ اعتمادا في الكتاب المذكور ، قال : حدثنا علي بن عبيدالله ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن جرير بن عبد الله البجلي قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  ( من مات على حب آل محمد مات شهيدا ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفورا له ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائبا ، ألا ومن مات على

------------------------------------
(1 و 2) الشورى : 24 .
(3) المائدة : 67 .
(4) البقرة : 211 .
(5) آل عمران : 102 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _305_

  حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الايمان ، ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكير ، ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها ، ألا ومن مات على حب آل محمد فتح الله له بابين من الجنة ، ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله زوار قبره ملائكة الرحمة ، ألا ومن مات على حب آل محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مات على السنة والجماعة ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة الله تعالى ، ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافرا ، ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة ) (1) .
  4 ـ قال : حدثنا محمد بن عيسى بن هارون ، قال : حدثني أبو عبد الصمد إبراهيم عن أبيه عن جده محمد بن إبراهيم ، قال : سمعت الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) يقول في قوله تعالى : ( ادخلوا في السلم كافة ) قال :
  ( في ولاية علي بن أبي طالب ( وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ) (2) ، قال : لا تتبعوا غيره ) (3) .
  5 ـ الاسناد عن ابن هارون ، قال : حدثني أبو عبد الصمد إبراهيم ، عن أبيه ، عن جده وهو إبراهيم بن عبد الصمد بن محمد بن إبراهيم قال : سمعت جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) يقول :
  ( كان يقرأ : ( إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ) (4) قال : هكذا انزل ) (5) .
  6 ـ قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، قال : حدثنا موسى بن عمران

------------------------------------
(1) رواه مختصرا ابن شاذان في مائة منقبة : 171 ، عنه البحار 27 : 120 ، والخوارزمي في المناقب : 32 ، أقول : تقدم ما يشابهه تحت الرقم : 55 .
(2) البقرة : 208 .
(3) رواه الشيخ في أماليه 1 : 306 ، عنه البرهان 1 : 207 .
(4) آل عمران : 34 .
(5) رواه الشيخ في أماليه 1 : 306 ، عنه البرهان 1 : 277 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _306 _

  النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن الحسين (1) بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال :
  ( ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان جالسا ذات يوم إذ أقبل الحسن ( عليه السلام ) ، فلما رآه بكى ثم قال : إلي إلي يا بني ، فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه الايمن (2) ، ثم أقبل الحسين ( عليه السلام ) فلما رآه بكى ثم قال : إلي إلي يا بني ، وأجلسه على فخذه الأيسر (3) ، ثم أقبلت فاطمة ( عليها السلام ) فلما رآها بكى ثم قال : إلي إلي يا بنية وأجلسها بين يديه ، ثم أقبل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فلما رآه بكى ثم قال : إلي إلي يا أخي ، فما زال يدنيه حتى أجلسه إلى جنبه الأيمن ، فقال له أصحابه : يارسول الله ما ترى واحدا من هؤلاء إلا بكيت أو ما فيهم من تسر برؤيته ؟
  فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية إني وإياهم لأكرم الخلق على الله عز وجل وما على وجه الأرض نسمة أحب إلي منهم ، أما علي بن أبي طالب فانه أخي وشقيقي وصاحب الأمر بعدي وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة ، وصاحب حوضي وشفاعتي ، وهو مولى كل مسلم وإمام كل مؤمن ، وقائد كل تقي ، وهو وصيي وخليفتي على أهلي وامتي في حياتي وبعد موتي ، محبه محبي ومبغضه مبغضي ، وبولايته صارت امتي مرحومة وبعداوته صارت المخالفة له منها ملعونة ، وأني بكيت حين أقبل لأني ذكرت غدر الامة به بعدي ، حتى [ انه ] (4) ليزال عن مقعدي وقد جعله الله له بعدي ، ثم لا يزال الأمر به حتى يضرب على قرنه [ ضربة ] (5) يخضب منها لحيته في أفضل الشهور ، شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان .
  واما ابنتي فاطمة فانها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين ، وهي بضعة مني وهي نور عيني وهي ثمرة فؤادي ، وهي روحي التي بين جنبي ، وهي الحوراء

------------------------------------
(1) في الأمالي : الحسن .
(2) في الأمالي : اليمنى .
(3) في الأمالي : فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليسرى .
(4 و 5) من الأمالي .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _307_

  الانسية ، متى قامت في محرابها بين يدي ربها جل جلاله زهر (1) نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض ، ويقول الله عز وجل لملائكته : يا ملائكتي انظروا الى أمتي فاطمة سيدة النساء (2) قائمة بين يدي ، ترتعد فرائصها من خيفتي وقد أقبلت [ بقلبها ] (3) على عبادتي ، اشهدكم اني قد أمنت شيعتها من النار ، واني رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي كأني بها وقد دخل الذل بيتها وانتهكت حرمتها وغصب حقها ومنعت ارثها [ وكسر جنبها ] (4) واسقطت جنينها ، وهي تنادي : يا محمد ، فلا تجاب وتستغيث فلا تغاث ، فلا تزال بعدي محزونة مكروبة [ باكية ] (5) تتذكر انقطاع الوحي عن بيتها مرة وتتذكر فراقي اخرى ، وتستوحش إذا جنها الليل لفقد صوتي الذي كانت تستمع إليه إذا تهجدت بالقرآن ، ثم ترى نفسها ذليلة بعد ان كانت في ايام أبيها عزيزة .
  فعند ذلك يؤنسها الله تعالى ذكره بالملائكة ، فنادتها بما نادت به مريم بنت عمران فتقول : يا فاطمة ان الله اصطفاك وطهرك على نساء العالمين ، يا فاطمة اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ، ثم يبتدى بها الوجع ، فتمرض ، فيبعث الله عز وجل إليها مريم بنت عمران تمرضها وتؤنسها في علتها ، فتقول عند ذلك : يا رب إني [ قد ] (6) سئمت الحياة وتبرمت بأهل الدنيا فالحقني بأبي ، فيلحقها الله عز وجل بي ، فتكون أول من تلحقني من أهل بيتي ، فتقدم علي محزونة مكروهة مغمومة مغصوبة مقتولة ، فأقول عند ذلك ، اللهم العن من ظلمها وعاقب من غصبها وأذل (7) من أذلها ، وخلد في نارك من ضرب جنبيها حتى ألقت ولدها ، فتقول الملائكة عند ذلك : آمين .
  وأما الحسن فانه ابني وولدي و [ بضعة ] (8) مني وقرة عيني وضياء قلبي وثمرة فؤادي ، وهو سيد شباب أهل الجنة ، وحجة الله على الامة ، أمره أمري وقوله قولي

------------------------------------
(1) في الأمالي : ظهر ، يظهر .
(2) في الأمالي : سيدة أمائي .
(3) من الامالي .
(4 و 5 و 6) من الأمالي .
(7) في الأمالي : ذلل .
(8) من الأمالي .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _308_

  من تبعه فهو مني ومن عصاه فليس مني ، واني لما نظرت إليه تذكرت ما يجري عليه من الذل بعدي ، فلا يزال الأمر به حتى يقتل بالسم ظلما وعدوانا ، فعند ذلك تبكي الملائكة السبع الشداد لموته ويبكيه كل شئ حتى الطير في جو السماء والحيتان في جوف الماء ، فمن بكى لم يعم عينه يوم تعمى العيون ، ومن حزن عليه لم يحزن قلبه يوم تحزن القلوب ، ومن زاره في بقيعه ثبتت قدمه على الصراط يوم تزل فيه الأقدام .
  وأما الحسين فهو (1) مني وهو ابني وولدي وخير الخلق بعد ( أبيه و ) (2) أخيه وهو إمام المسلمين ومولى المؤمنين وخليفة رب العالمين وغياث المستغيثين وكهف المستجيرين حجة الله على خلقه أجمعين وهذا سيد شباب أهل الجنة وباب نجاة الامة ، أمره أمري وطاعته طاعتي ، من تبعه فانه مني ومن عصاه فليس مني .
  واني لما رأيته تذكرت ما يصنع به [ بعدي ] (3) ، كأني به قد استجار بحرمي وقبري فلا يجار ، فأضمه في منامي إلى صدري وآمره بالرحلة عن دار هجرتي وابشره بالشهادة ، فيرتحل عنها إلى أرض مقتله وموضع مصرعه أرض كرب وبلاء وقتل وفناء ، ينصره عصابة من المسلمين اولئك من سادات شهداء امتي يوم القيامة ، كأني انظر إليه وقد رمي بسهم فخر [ عن فرسه ] (4) صريعا ، ثم يذبح كما يذبح الكبش مظلوما ، ثم بكى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبكى من حوله وارتفع أصواتهم بالضجيح ، ثم قال ( عليه السلام ) : [ وهو يقول : ] (5) اللهم اني أشكو إليك ما يلقى أهل بيتي بعدي ، ودخل منزله " (6) .
  7 ـ قال : حدثنا درست ، عن عجلان ، عن عمر بن عبد السلام ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال :
  ( ما بعث الله نبيا قط من أولي الأمر بالقتال إلا أعزه الله حتى يدخل الناس في

------------------------------------
(1) في الأمالي : فانه .
(2) ليس في الأمالي .
(3 و 4 و 5) من الأمالي .
(6) رواه الشيخ في أماليه : 100 ، والديلمي في إرشاد القلوب 2 : 295 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _309_

  دينه طوعا وكرها ، فإذا مات النبي وثبت الذين دخلوا في دينه كرها على الذين دخلوا طوعا فقتلوهم واستذلوهم ، حتى ان كان النبي يبعث بعد النبي فلا يجد أحدا يصدقه أو يؤمن له ، وكذلك فعلت هذه الامة غير انه لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وعلى أهل بيته ، ولكن الله باعث مني ـ وأشار بيده إلى صدره ـ من يرد الأمر الذي جاء به رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
  8 ـ قال : بعثني رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الى أبي برزة الأسلمي فقال له وأنا أسمعه :
  ( يا أبا برزة ان رب العالمين عهد إلي في علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) عهدا ، فقال : علي راية الهدى ومنار الإيمان وإمام أوليائي ونور جميع من أطاعني ، يا أبا برزة علي بن أبي طالب أميني في القيامة على حوضي وصاحب لواي ومعيني غدا في القيامة على مفاتيح خزائن جنة ربي ) (1) .
  9 ـ حدثنا مالك بن أنس ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  ( إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على ظهراني جهنم فلا يجوزها ويقطعها إلا من كان معه جواز بولاية علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) " (2) .
  10 ـ عن أبي المقدام قال :
  ( قال الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) : نزلت هاتان الآيتان في أهل ولايتنا وأهل عداوتنا ، وهي قوله عزوجل : ( وأما إن كان من المقربين * فروح وريحان ـ [ يعني ] في قبره ـ وجنة نعيم ـ يعني في الآخرة * وأما إن كان من المكذبين الضالين * فنزل من حميم ـ يعني في قبره ـ*وتصل ية جحيم ـ يعني في الآخرة (3) ) (4) .

------------------------------------
(1) رواه الشيخ في اماليه 1 : 251 والصدوق في اماليه : 386 .
أقول : مر مثله تحت ارقام : 211 و 279 .
(2) روى مثله في تأويل الآيات 2 : 494 ، عن مصباح الأنوار : 106 ، وأخرجه الشيخ في أماليه 1 : 296 ، مع اختلاف ، عنه البحار 8 : 67 .
أقول : مر ما يشابهه تحت أرقام : 217 و 259 ، ويأتي ما يشابهه تحت أرقام : 407 و 571 .
(3) الواقعة : 88 ـ 93 .
(4) رواه الصدوق في أماليه : 383 ، عنه البحار 68 : 9 ، والاسترابادي في تأويل الآيات 2 : 653 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _310_

  11 ـ قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن خالد البرقي ، عن أبي قتادة عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال :
  ( حقوق شيعتنا علينا أوجب من حقوقنا عليهم ، قيل له : وكيف ذلك يابن رسول الله ؟ قال : لأنهم يصابون فينا ولا نصاب فيهم ) (1) .
  12 ـ عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ( من لقى الله مكفوفا محتسبا مواليا لآل محمد ، لقى الله ولا حساب عليه ) .
  13 ـ عن أبي الطفيل أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال :
  ( ان الفتح والرضا والراحة والروح والفوز والنجاة والقربة والنصر والرضا والمحبة من الله لمن أحب عليا وتولاه وائتم به وبذريته من بعده ، لأنهم أتباعي فمن تبعني فانه مني ) .
  14 ـ عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( إذا كان يوم القيامة نصب لي منبرا طوله ثلاثون ميلا ، ثم ينادي مناد من بطنان العرش : يا محمد ، فأجيب فيقال لي : ارق فأكون في أعلاه ، ثم ينادي الثانية : أين علي بن أبي طالب ؟ فيكون دوني بمرقاة ، فتعلم جميع الخلائق بأن محمدا سيد المرسلين وأن عليا سيد الوصيين .
  قال انس : فقام إليه رجل من الأنصار فقال : يارسول الله فمن يبغض عليا بعد هذا ؟ فقال : يا أخا الأنصار لا يبغضه من قريش إلا سفحي ولا من الأنصار إلا يهودي ، ولا من العرب إلا دعي ، ولا من سائر الناس إلا شقي ) .
  15 ـ قال : حدثنا عمرو بن هشام ، عن مسلم عن خيثمة قال : سمعت سعدا يقول : ( إن ابن أبي طالب اعطي خصالا ثلاثا ، قام رسول الله يوم غدير خم نصف النهار ثم قال : أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : اللهم نعم ، قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من كنت مولاه فعلي مولاه ، وقال يوم خيبر : لأعطين الراية أفضلكم ليس بفرار ،

------------------------------------
(1) رواه الشيخ في أماليه 1 : 310 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _311_

  ثم أصبحنا نجثوا على ركبتيه فدعى عليا ، قيل : رمد في عينه فأتى به ودعا أن يفتح على يده يومئذ خيبر ، ثم منزله في مسجد رسول الله ، وقال : ما أسكنته ان الله أسكنه ) .
  16 ـ قال : حدثنا ابن اليمان عن إمام لبني سليم عن أشياخ له قالوا :
  ( غزونا بلاد الروم فوجدنا في كنيسة من كنايسها مكتوبا :
أيرجو معشر قتلوا حسينا     شفاعة جده يوم الحساب

  فقلنا للروم : متى كتب هذا في كنيستكم ؟ قالوا : قبل أن يبعث نبيكم بثلاثمائة عام ) (1) .
  17 ـ عن ابن مسعود قال : قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  ( لما اسري بي الى السماء إذا ملك أتاني فقال لي : يا محمد سل من أرسلنا قبلك قلت : يا معاشر الناس والنبيين على ما بعثكم الله قبلي ؟ قالوا : على ولايتك يا محمد وولاية علي بن أبي طالب ) (2) .
  18 ـ عن مجاهد ، عن ابن عباس ( رضي الله عنه ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  ( إذا كان يوم القيامة أمرني الله عز وجل وجبرئيل فنقف على الصراط ، فلا يجوز أحد إلا بجواز من علي ( عليه السلام ) ) (3) .
  19 ـ قال : حدثنا محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال :
  ( كان ذات يوم جالسا بالرحبة والناس حوله مجتمعون ، فقام إليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين إنك بالمكان الذي أنزلك الله به وأبوك يعذب بالنار ؟ فقال [ له ] (4) :

-------------------------------
(1) رواه الصدوق في أماليه : 112 ، مع اختلاف .
(2) رواه ابن شاذان مع اختلاف في مائة منقبة : 150 ، عنه البحار 26 : 307 ، غاية المرام : 207 ، والديلمي في ارشاد القلوب : 210 .
(3) مر ما يشابهه تحت أرقام : 217 ، 259 ، 398 ، ويأتي مثله تحت الرقم : 571 .
(4) من تأويل الآيات .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _312_

  مه فض الله فاك ، والذي بعث محمدا بالحق نبيا لو شفع أبي في كل مذنب على وجه الأرض لشفعه الله تعالى فيهم ، أبي يعذب بالنار وابنه قسيم النار .
  ثم قال : والذي بعث محمدا بالحق ان نور أبي طالب يوم القيامة ليطفئ [ أنوار الخلق إلا خمسة أنوار ] (1) نور محمد ونوري ونور فاطمة ونور الحسن والحسين ومن ولده من الأئمة ، لأن نوره من نورنا الذي خلقه الله عز وجل من قبل خلق آدم بألفي عام ) (2) .
  20 ـ عن أبي جعفر محمد بن منصور ، قال : حدثني أبو طاهر ، قال : حدثنا أبي ، عن أبيه : ( ان عليا ( عليه السلام ) جمع أهل بيته ، وهم أحد عشر : الحسن بن علي والحسين بن علي ومحمد بن علي الأكبر وعمر بن علي ومحمد بن علي الأصغر والعباس بن علي وعبد الله بن علي وجعفر بن علي وعثمان بن علي وعبد الله بن علي وأبو بكر بن علي فلما اجتمعوا عنده قال : يا بني كبارا وصغارا لا تكونوا كأشباه الفواه والحفاة الذين لم يتفقهوا في الدين ولم يعطوا من الله اليقين كبيض بيض في أدحى ، ويح الفراخ آل محمد من خليفة مستخلف عفريت مترف يقتل خلفي وخلف الخلف ، ثم قال : والله لقد علمت بتبليغ الرسالات وتمام الكلمات وتصديق العدات وليتمن عليكم نعمته أهل البيت ) .
  21 ـ حدثنا عن حماد عن المنقري عن ابن عباس قال :
  ( مر ابن عباس بعدما حجب بصره بقوم من قريش وهم يسبون عليا فقال لقائده : ردني إليهم ، فرده فوقف ابن عباس فقال لهم : من الذي سب الله ؟ فقالوا : سبحان الله يابن عباس ، من سب الله فقد أشرك ، فقال : فالذي سب محمدا فقد كفر ،

-------------------------------
(1) من تأويل الآيات .
(2) رواه الشيخ في أماليه 1 : 311 و 2 : 312 ، عنه البرهان 3 : 231 ، البحار 35 : 69 ، ورواه في الاحتجاج 1 : 340 ، وتأويل الآيات 1 : 397 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _313 _

  فقال : من الذي سب عليا ؟ فقالوا : أما هذا فقد كان .
  فقال ابن عباس : أشهد الله إني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : من سب عليا فقد سبني ، ومن سبني فقد سب الله ، ثم ولى ذاهبا ، فقال لقائده : ما سمعتعهم يقولون ؟ قال : لم يقولوا شيئا ، فقال : كيف رأيت وجوههم ؟ فقال :
نـظروا إلـيك بأعين iiمحمرة      نظر التيوس إلى شفار الجازر

  فقال ابن عباس : زدني فداك أبي وامي ، فقال :
خزر الحواجب ناكسي أذقانهم      نظر الذليل إلى الغريم iiالقاهر

  فقال : زدني فداك أبي وامي ، فقال :
أحـياؤهم خزي على iiأمواتهم      والميتون فضيحة للغابر ) (1)

  22 ـ عن عامر بن سعد ، عن أبيه قال : ( سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول لعلي ( عليه السلام ) ثلاث فلئن تكون لي واحدة منهم أحب إلي من حمر النعم .
  سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول لعلي وخلفه في بعض مغازيه ، فقال : يارسول الله تخلفني مع النساء والصبيان ، فقال رسول الله : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي .
  وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فتطاولنا لها ، قال : ادعوا لي عليا ، فأتى علي أرمد فبصق في عينيه ودفع إليه الراية ففتح عينه .
  ولما نزلت هذه الآية : ( نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ ) (2) دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وقال : اللهم هؤلاء أهلي ) (3) .
  23 ـ قال : حدثنا عبد الرزاق ، عن أبيه ، عن مثنى ، عن ابن مسعود قال : ( ليلة

-------------------------------
(1) رواه الصدوق في أماليه : 87 ، وابن المغازلي في مناقبه : 394 ، والكنجي الشافعي في كفاية الطالب : 82 ، والجويني في فرائد السمطين 1 : 302 .
(2) آل عمران : 61 .
(3) رواه الشيخ في أماليه 1 : 313 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _314 _

  ليلة الجن قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يابن مسعود نعيت إلي نفسي ، فقلت : استخلف يارسول الله ، قال من ؟ قلت : أبا بكر ، فأعرض عني ، ثم قال : يابن مسعود نعيت إلي نفسي ، قلت : استخلف ، قال : من ؟ قلت : عمر ، فاعرض عني ، ثم قال : يابن مسعود نعيت إلي نفسي ، قلت : استخلف ، قال : من ؟ قلت : عليا ، قال : أما انهم ان أطاعوه دخلوا الجنة أجمعين راكعين ) (1) .
  24 ـ قال : حدثنا حميد الشامي ، عن سليمان المنبهي ، عن ثوبان مولى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال :
  ( وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا سافر كان آخر عهده بانسان من أهله فاطمة ( عليها السلام ) ، وأول من يدخل عليه إذا قدم فاطمة ، فقال : فقدم من غزاة له ، فأتاها فإذا هي بمسح على بابها ورأى على الحسن والحسين قلبين (2) من فضة فرجع ولم يدخل [ عليها ] (3) ، فلما رأت ذلك فاطمة ظنت انه لم يدخل عليها من أجل ما رأى ، فهتكت الستر ونزعت القلبين عن الصبيين فقطعته ودفعته إليهما ، فأتيا النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهما يبكيان .
  فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا ثوبان خذ هذا فانطلق به إلى بيت بالمدينة ، فان هؤلاء أهل بيتي واني أكره أن يأكلوا طيباتكم في حياتكم الدنيا ، يا ثوبان إشتر لفاطمة قلادة من عصب وسوارا من عاج ) (4) .
  25 ـ عن أنس بن مالك قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( يدخلون الجنة من امتي سبعون ألفا لا حساب عليهم ، ثم التفت إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : شيعتك وأنت امامهم ) (5) .

-------------------------------
(1) رواه الطوسي في أماليه 1 : 313 ، عنه البحار 38 : 117 ، والمفيد في أماليه : 35 ، وابن شهرآشوب في مناقبه 2 : 262 ، والخوارزمي في مناقبه : 64 ، والجويني في فرائد السمطين 1 : 267 .
(2) القلب ـ بالضم ـ السوار .
(3) من البحار .
(4) رواه الصدوق في أماليه مع اختلاف : 194 ، البحار 43 : 89 .
(5) مر ما يشابهه تحت الرقم : 318 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _315 _

  26 ـ عن ابن عمر قال :
  ( حين آخى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أصحابه جاء علي بن أبي تدمع عيناه ، فقال : مالي لم تواخ بيني وبين أحد من أخواني ؟ قال : أنت أخي في الدنيا والآخرة ) (1) .
  27 ـ قال : حدثنا الهيثم بن حماد ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك : ( رجعنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قافلين من تبوك ، فقال في بعض الطريق : القوا لي الاحلاس والأقتاب ، ففعلوا ، فصعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فخطب فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : معاشر الناس مالي أراكم إذا ذكر آل إبراهيم تهللت وجوهكم ، فإذا ذكر آل محمد كأنما يفعل (2) في وجوهكم حب الرمان ، والذي بعثني [ بالحق ] (3) نبيا لو جاء أحدكم يوم القيامة بأعمال كأمثال الجبال ولم يجئ بولاية علي بن أبي طالب لأكبه الله عز وجل في النار ) (4) .
  28 ـ عن الحرث بن مالك قال :
  ( أتيت مكة فلقيت سعد بن مالك فقلت : سمعت لعلي منقبة ؟ قال : شهدت له أربعا لأن تكون لي إحداهن أحب إلي من الدنيا أعمر فيها عمر نوح .
  ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعث أبا بكر ببراءة إلى مشركي قريش فسار بها يوما وليلة ، ثم قال لعلي : اتبع أبا بكر فبلغها ، ورد أبا بكر فقال : يارسول الله أنزل في شئ ؟ فقال : لا إلا خير ، إلا انه لا يبلغ إلا أنا ورجل مني ، أو قال : من أهل بيتي .
  قال : فكنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في المسجد ، فنودي فينا إلا ليخرج من في المسجد إلا آل الرسول وآل علي ، فخرجنا نجر قلاعنا فلما أصبحنا أتى العباس رسول الله قال : يارسول الله أخرجت أعمامك وأصحابك وأسكنت هذا الغلام ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما أمرت بأخراجكم ولا أسكنت هذا الغلام ، إن الله هو أمر به .

-------------------------------
(1) رواه منتجب الدين في أربعينه : 72 ، وابن شهرآشوب في مناقبه 2 : 185 ، وابن طاووس في الطرائف 1 : 64 ، والترمذي في صحيحه 5 : 636 ، وابن المغازلي في مناقبه : 37 و 38 .
(2) في الأمالي : يفقا .
(3) من الأمالي .
(4) رواه الشيخ في أماليه 1 : 314 ، أقول : مر ما يشابهه تحت أرقام : 138 و 241 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _316 _

  الثالثة : ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعث عمرا وسعدا إلى خيبر ، فخرج سعدا ورجع عمر ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ـ في ثناء كثير خشى ان اخطئ بعضه ـ ، فدعا بعلي وهو أرمد فجيء به يقاد ، فقال رسول الله : افتح عينيك ، قال لا أستطيع ، فتفل فيها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثم دلكها بابهامه فاعطاه الراية .
  والرابعة : يوم غدير خم ، قام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فابلغ ثم قال : أيها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ ـ ثلاث مرات ـ قالوا : بلى ، فقال : ادن يا علي ، فدنا علي ( عليه السلام ) فرفع يده ورفع النبي يده حتى نظرت بياض اباطيهما ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من كنت مولاه فعلي مولاه ثلاث مرات .
  وأما الخامسة من مناقبه : ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) غزا على ناقته الحمراء وخلف عليا ، فنفست عليه قريش وقالوا : إنما خلفه لما استثقله وكره صحبته ، فجاء علي ( عليه السلام ) حتى أخذ بغرز الناقة ، فقال : يا نبي الله لأتبعنك أو إني تابعك ، زعمت قريش انك إنما خلفتني لما استثقلتني وكرهت صحبتي ، قال : وبكى علي ( عليه السلام ) فنادى رسول الله في الناس فاجتمعوا ، فقال : يا أيها الناس ما منكم من أحد إلا وله خاصة ، ثم قال لعلي : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، قال : رضيت عن الله وعن رسوله ) (1) .
  29 ـ قال : حدثنا علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي ( عليه السلام ) قال : ( قالت فاطمة ( عليها السلام ) يوما لي : أنا أحب الى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) منكم ، فقلت : لا بل أنا أحب ، فقال الحسن : لا بل أنا ، وقال الحسين : لا بل أنا أحبكم الى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ودخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : يا بنية فيم أنتم ؟ فأخبرناه ، فأخذ فاطمة فاحتضنها وقبل فاها وضم عليا إليه وقبل بين عينيه ، أجلس الحسن على فخذه الأيمن والحسين على فخذه الأيسر وقبلهما وقال : أنتم أولى بي في الدنيا والآخرة ، والى الله من والاكم وعادى من عاداكم ، أنتم مني وأنا منكم ، والذي

-------------------------------
(1) روى صدره الصدوق في العلل : 190 ، عنه البحار 36 : 285 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _317 _

  نفسي بيده لا يتوالاكم عبد في الدنيا إلا كان الله عز وجل وليه في الدنيا والآخرة ) (1) .
  30 ـ قال : حدثنا حماد بن عيسى الجهني ، قال : حدثني مسمع بن سيار ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ( عليهما السلام ) قال :
  ( بلغ معاوية ان عليا ( عليه السلام ) يستنفر الناس بالكوفة للمسير إليه الى الشام وذلك بعد الموادعة والحكومة ، فبلغ ذلك من معاوية المبالغ وجعل يدس الرجال الى علي ( عليه السلام ) للقتل ويعمل الحيلة في ذلك ، الى أن كاتب عمرو بن حريث المخزومي إلى الكوفة ، فقدم الرجل الى عمرو بن حريث فانزله في مكان يقرب منه .
  وكان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لا يرى المسح على الخفين وكان يجلس في مسجد الكوفة الأعظم ، يفتي الناس ويقضي بينهم حتى تجب الصلاة فيخلع الخفين ويطهر الرجلين ويصلي بالناس ، فإذا أراد أن ينصرف إلى أهله لبس خفه وانصرف فأجمع الرجل أن يرصد عليا ( عليه السلام ) ، فإذا خلع خفيه جعل في أحدهما أفعى أو قال : ثعبان مما كان معه ، ففعل ذلك وجعل الأفعى ـ أو قال الثعبان ـ في أحد الخفين ، فلما أراد أمير المؤمنين أن يلبس خفه انقض عقاب ، فاختطف الخف وطار به في الجو ، ثم طرحه فخرج الأفعى فقتل .
  قال : فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للناس : خذوا أبواب المسجد فاخذت الأبواب ونظروا ، فإذا رجل غريب وهو الرجل الذي أرصد عليا بما صنع ، فاعترف أن معاوية بعثه لذلك الى عمرو بن حريث .
  قال : فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : جيئوا بعمرو بن حريث ولا تنالوه بسوء ، فانطلقوا فجاؤا به ترتعد فرائصه فأرادوا قتله ، فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : دعوه فليس هو ولا معاوية بقاتلي ولا يقدران على ذلك ، أنا قاتلي رجل من مراد ضرب من الرجال أعسر أيسر أصيفر ، ينظر بعيني شيطان ، وجعل أمير المؤمنين ( عليه السلام )

-------------------------------
(1) رواه ملخصا الصدوق في أماليه : 21 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _318 _

  يصفه قال : يقتلني في الشهر الحرام لا بل في شهر رمضان عهد من النبي الامي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلي بذلك وقد خاب من افترى ، ثم أطلق عن عمرو وأنشأ يقول :
تـلـكم قـريـش تـمـناني iiلـتقتلني      فـلا  وربـك مـا تـروى ولا iiظفروا
أمــا  بـقيت فـاني لـست iiمـتخذا      أهـلا ولا شـيعة فـي الدين إذ iiغدروا
قـد  بـايعوني فـما أوفـوا iiبـبيعتهم      يـوما  ومـالوا بـأهل الكفر إذ iiكفروا
مـا  لـم يـلاق أبـو بـكر ولا iiعمر      وقـلصوا لـي عـن حـرب iiمـشمرة
فــان  هـلكت فـرهن ذمـتي iiلـكم      بـذات ودقـين لا يـعفوا لـها iiبـشر
عـام  الـثلاثين خـيل غـير مـخلقة      إذا  الـمـحرم عـنها مـر أو iiصـفر
وسـوف يـأتيك عـن أنـباء مـلحمة      يـبيض مـن ذكـرهم انـباءها iiالشعر
إذا  الـتـقى مـرة بـالمرج iiجـمعهم      تـعلوا  قـضاعة أو يـشفي بها iiمضر
فـسـوف يـبـعث مـهـدي iiلـسنته      فينشر الوحي والدين الذي طهروا ) (1)

  31 ـ عن ليث بن طاووس قال :
  ( المهدي جواد بالمال ، رحيم بالمساكين ، شديد على العمال ) (2) .
  32 ـ قال : حدثنا يحيى بن عبد الله بن الحسن ، عن أبيه ، وعن جعفر بن محمد ( عليه السلام ) ، عن أبيهما ، عن جدهما ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  ( ان الفردوس عينا أحلى من الشهد وألين من الزبد وأبرد من الثلج وأطيب من المسك ، فيها طينة خلقنا الله عز وجل منها وخلق منها شيعتنا فمن لم يكن من تلك الطينة فليس منا ولا من شيعتنا وهي الميثاق الذي أخذ الله عز وجل عليه ولاية علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
  قال عبيد : فذكرت لمحمد بن علي بن الحسين بن علي هذا الحديث ،

-------------------------------
(1) رواه مختصرا في قرب الاسناد : 81 ، عنه مدينة المعاجز : 204 ، أخرجه في أعلام الورى : 181 .
(2) عنه منتخب الأثر : 311 ، رواه أيضا عن عقد الدرر من الباب الثامن منه عن طاوس ، وقال عنه : أخرجه أبو عبد الله نعيم بن حماد في كتاب الفتن .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _319 _

  فقال : صدقك يحيى بن عبد الله ، هكذا أخبرني أبي ، عن جدي [ عن أبيه ] (1) ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ) (2) .
  33 ـ قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن منصور بن العباس ، قال : حدثنا محمد بن الفضل الهمداني ، قال : حدثني مسهر رجل من أصحابنا قال :
  ( مر أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) بقبر بعض من أهل بيته فنزل عن دابته ووضع خده على القبر وهو يبكي ويقول : إلهي بدت قدرتك ولم تبد هيبة لك فجهلوك وقدروك والتقدير على ما قدروك وشبهوك بخلقك ثم لم يعرفوك ولم يعبدوك ، فأنا إلهي برئ من الذين بالتشبيه طلبوك وبالتحديد وصفوك ليس كمثلك شئ ياإلهي ولن يدركوك وظاهر ما بهم من نعمتك دلهم عليك لو عرفوك وفي خلقك ياإلهي مندوحة أن يتناولوك بل سووك بخلقك ، فمن ثم لم يعرفوك واتخذوا بعض آياتك ربا ، فبذلك وصفوك تعاليت رب وتقدست عما به المشبهون نعتوك ، ثم قام فركب دابته " (3) .

-------------------------------
(1) من الامالي .
(2) رواه الشيخ في أماليه مع اختلاف : 2 : 270 .
(3) رواه الصدوق في أماليه : 487 ، والصدوق في التوحيد : 124 ، والعيون 1 : 117 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _320 _

الجزء السابع

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _323 _

  1 ـ عن الأصبغ بن نباتة عن علي ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  ( أنا مدينة الحكمة وأنت يا علي بابها وكذب من زعم انه يدخلها من غير بابها ) (1) .
  2 ـ عبد الرحمان بن أبي ليلى ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  الصديقون ثلاث : حبيب بن موسى النجار مؤمن آل ياسين ، وحزقيل مؤمن آل فرعون ، وعلي بن أبي طالب الثالث وهو أفضلهم (2) .
  3 ـ زيد بن أرقم ، قال : ( كنا جلوسا بين يدي النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : ألا أدلكم على من إن استرشدتموه لن تضلوا ولن تهلكوا ؟ قلنا : بلى يارسول الله ، فقال : هو هذا ـ وأشار إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ـ ثم قال : والوه وآخوه ووازروه واصدقوه ، وانصحوه فان جبرئيل ( عليه السلام ) أخبرني بما قلت لكم ) (3) .

-------------------------------
(1) رواه الشيخ في أماليه 2 : 190 .
(2) رواه الصدوق في أماليه 1 : 385 ، عنه البحار 38 : 212 ، وفي الخصال 1 : 184 عنه البحار 35 : 414 .
(3) رواه مع اختلاف الصدوق في أماليه : 386 ، أقول : مر ما يشابهه تحت أرقام : 199 ، 324 ، 346 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _324 _

  4 ـ عبد الله بن الفضل الهاشمي قال :
  ( قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) من قال فينا بيت شعر ، بنى الله له بيتا في الجنة ) (1) .
  5 ـ ابن عباس قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) :
  ( يا علي أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة ، من أحبك فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغضك فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله عزوجل ) (2) .
  6 ـ قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد حفيد العباس سنة 337 ، قال : حدثني أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي بالبصرة ، قال : حدثني أبي في سنة 360 ، قال : حدثني علي بن موسى الرضا سنة 194 ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين بن علي ، قال : حدثنا أبي الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  ( ان الله ليغضب لغضب فاطمة ويرضى برضاها ) (3) .
  7 ـ عن عكرمة ، عن ابن عباس : ( ان عليا ( عليه السلام ) كان يقول في حياة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ان الله يقول : ( أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ) (4) ، والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله ، والله لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه [ حتى أموت ] (5) ، والله اني لأخوه وابن عمه [ ووارثه ] (6) فمن أحق به مني ) (7) .

-------------------------------
(1) رواه الصدوق في العيون : 5 ، عنه المحجة البيضاء 5 : 229 .
(2) رواه الشيخ في أماليه 1 : 316 ، عنه البحار 39 : 272 ، أقول : مر مثله تحت الرقم : 308 .
(3) رواه الصدوق في معاني الأخبار : 303 ، وعيون الأخبار 2 : 46 ، والأمالي : 313 ، ورواه الشيخ في أماليه 2 : 41 ، عنهم البحار 43 : 19 ، ورواه المفيد في أماليه : 94 ، والطبرسي في الاحتجاج 2 : 103 ، عنه البحار 43 : 20 .
(4) آل عمران : 144 .
(5) من أمالي الشيخ .
(6) من امالي الشيخ .
(7) رواه الشيخ في أماليه 2 : 116 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _325 _

  8 ـ قال : أخبرنا الحسين بن نصر بن مزاحم ، قال : حدثنا أبي ، عن عمار بن أبي اليقظان ، عن أبي هريرة العبدي ، عن ربيعة السعدي قال :
   أتيت حذيفة بن اليمان وهو في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقال لي : من الرجل ؟ فقلت : أنا ربيعة السعدي ، قال : مرحبا بأخ لي قد سمعت به ولم أر شخصه قبل اليوم ، حاجتك ، قال : قلت : ما جئت في طلب عرض من الدنيا ولكن قدمت من العراق من عند قوم افترقوا على خمس فرق ، فقال حذيفة : سبحان الله ما دعاهم إلى ذلك والأمر واضح بين لمن عقله ، وما يقولون ؟
  قال : قلت : قالت فرقة : ان أبا بكر أحق الناس بالناس وأولى الناس بالأمر ، لأن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يسميه الصديق وكان معه في الغار ، وقالت فرقة : بل عمر بن الخطاب ، لأن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : اللهم أعز الاسلام والدين بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب ، فقال حذيفة بن اليمان ( رضي الله عنه ) : ان الله عز وجل إنما أعز الدين بمحمد ولم يعزه بغيره .
  وقالت فرقة : أبو ذر الغفاري ، لأن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر ، وقد أظلته الخضراء وأقلته الغبراء فرسول الله أصدق منه وخير .
  وقالت فرقة : سلمان الفارسي ، لأن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : أدرك العلم الأول والاخر وهو بحر لا ينزف وهو منا أهل البيت ، قال : ثم سكت ، فقال حذيفة : ما منعك من ذكر الطبقة الخامسة هم ومن يشرب من السلسبيل والزنجبيل ؟ وان لعلي وشيعته من الله عز وجل مقاما يغبط به الأولون والآخرون ) .
  9 ـ قال : حدثني الحسن بن علي بن فضال ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  ( علي مني وأنا من علي ، قاتل الله من قاتل عليا ، لعن الله من خالف عليا ، علي إمام الخليقة بعدي ، من تقدم على علي فقد تقدم علي ومن فارقه فقد فارقني