أبي طالب ، قال : حدثنا أبو طالب محمد بن الحسين بن عتبة ، قال : حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن أحمد ، قال : أخبرنا محمد بن وهبان الدبيلي (1) ، قال : حدثني علي بن أحمد بن بشر العسكري ، قال : حدثني أحمد بن المفضل أبو سلمة الإصفهاني ، قال : أخبرني راشد بن علي بن وائل القرشي ، قال : حدثني عبد الله بن حفص المدني ، قال : أخبرني محمد بن إسحاق ، عن سعيد بن زيد بن أرطأة قال : لقيت كميل بن زياد وسألته عن فضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، فقال : ألا اخبرك بوصية أوصاني بها يوما ( هي خير لك من الدنيا بما فيها ) (2) فقلت : بلى ، قال : قال لي علي ( عليه السلام ) :
  ( يا كميل بن زياد سم كل يوم باسم الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وتوكل على الله ، واذكرنا وسم بأسمائنا وصل علينا ، واستعذ بالله ربنا ، وأدرء ( بذلك ) (3) عن نفسك وما تحوطه عنايتك تكف شر ذلك اليوم ، يا كميل ان رسول الله أدبه الله عز وجل وهو أدبني ، وأنا اؤدب المؤمنين واورث الأدب المكرمين ، يا كميل ما من علم إلا وأنا افتحه ، وما من سر إلا والقائم ( عليه السلام ) يختمه ، يا كميل ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم .
  يا كميل لا تأخذ إلا عنا تكن منا ، يا كميل ما من حركة إلا وأنت محتاج إلى معونة فيها إلى معرفة ، يا كميل إذا أكلت الطعام فسم باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء (4) ، وهو الشفاء من جميع الأسواء ، يا كميل إذا أكلت الطعام فواكل به ولا تبخل به ، فانك لم ترزق الناس ( شيئا ) (5) والله يجزل لك الثواب بذلك .
  يا كميل احسن خلقك وابسط إلى جليسك ولا تنهرن خادمك ، يا كميل إذا ( أنت ) (6) أكلت فطول أكلك ، يستوف من معك ويرزق منه غيرك ، يا كميل إذا استوفيت طعامك فاحمد الله على ما رزقك ، وارفع بذلك صوتك ليحمده سواك

-----------------------------
(1) في ( م ) : الدنبلي .
(2) ليس في ( م ) .
(3) ليس في ( ط ) .
(4) في ( م ) : داء .
(5) ليس في ( م ) .
(6) ليس في ( ط ) .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _52 _

  فيعظم بذلك أجرك ، يا كميل لا توقرن معدتك طعاما ودع فيها للماء (1) موضعا وللريح مجالا ، يا كميل لا تنفذ طعامك فان رسول الله لم ينفذه ، يا كميل لا ترفعن يدك (2) من الطعام إلا وأنت تشتهيه ، فإذا فعلت ذلك فأنت تستمرئه ، يا كميل صحة الجسم(3) من قلة الطعام وقلة الماء ، يا كميل البركة في المال من ايتاء الزكاة ومواساة المؤمنين وصلة الأقربين وهم الأقربون ( لنا ) (4) .
  يا كميل زد قرابتك المؤمن على ما تعطي سواه من المؤمنين ، وكن بهم أرأف وعليهم أعطف وتصدق على المساكين ، يا كميل لا تردن سائلا ولو بشق تمرة أو من شطر عنب ، يا كميل الصدقة تنمى عند الله ، يا كميل حسن خلق المؤمن التواضع وجماله التعطف وشرفه الشفقة (5) ، وعزه ترك القال والقيل ، يا كميل إياك والمراء فانك تغري بنفسك السفهاء إذا فعلت وتفسد الاخاء .
  يا كميل إذا جادلت في الله تعالى فلا تخاطب إلا من يشبه العقلاء ، وهذا ضرورة ، يا كميل هم على كل حال سفهاء ما قال الله تعالى : ( ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون ) (6) ، يا كميل في كل صنف قوم أرفع من قوم فاياك ومناظرة الخسيس منهم إذا شتموك (7) فاحتمل ، وكن من الذين وصفهم الله تعالى ( بقوله ) (8) : ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) (9) .
  يا كميل قل الحق على كل حال ، ووازر المتقين واهجر الفاسقين ، يا كميل جانب المنافقين ولا تصاحب الخائنين ، يا كميل إياك إياك والتطرق الى أبواب (10) الظالمين والاختلاط بهم والاكتساب منهم ، وإياك أن تطيعهم وأن تشهد (11) في

-----------------------------
(1) في ( م ) : للماء فيها .
(2) في ( م ) : يديك .
(3) في ( م ) : الجسد .
(4) ليس في ( م ) .
(5) في ( م ) : الفقه .
(6) البقرة : 13 .
(7) في ( ط ) : ان اسمعوك .
(8) ليس في ( م ) .
(9) الفرقان : 63 .
(10) في ( ط ) : الى ابواب ، أقول : لا تطرق أي لا تقرع واطرق الرجل : سكت ولم يتكلم .
(11) في ( م ) : أو تشهد .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _53 _

  مجالسهم بما يسخط الله ( عليك ) (1) .
  يا كميل إن (2) اضطررت الى حضورهم (3) فداوم ذكر الله تعالى والتوكل عليه ، واستعذ بالله من شرهم واطرق عنهم ، وانكر بقلبك فعلهم واجهر بتعظيم الله عز وجل لتسمعهم (4) ، فانهم يهابوك وتكفي شرهم ، يا كميل ان احب ما امت العباد الى الله تعالى بعد الاقرار به وبأوليائه التجمل والتعفف والاصطبار ، يا كميل لا بأس بأن لا يعلم سرك .
  يا كميل لا تر (5) الناس افتقارك ( واضطرارك ) (6)، واصبر (7) عليه احتسابا تعرف بستر ، يا كميل ومن أخوك ؟ أخوك الذي لا يخذلك عند الشدة ، ولا يقعد (8) عنك عند الجريرة (9) ، ولا يخدعك حين تسأله ، ولا يتركك وأمرك حتى يعلمه فان كان مميلا (10) أصلحه .
  يا كميل المؤمن مرآة المؤمن يتأمله ( ويسد فاقته ) (11) ويجمل حالته ، يا كميل المؤمنون اخوة ولا شئ آثر عند كل أخ من أخيه ، يا كميل ان (12) لم تحب أخاك فلست أخاه ، يا كميل انما المؤمن (13) من قال بقولنا ، فمن تخلف عنا قصر عنا ، ومن قصر عنا لم يلحق بنا ، ومن لم يكن معنا ففي الدرك الأسفل من النار .
  يا كميل كل مصدور (14) ينفث فمن نفث إليك منا بأمر وأمرك بستره فاياك (15)

-----------------------------
(1) ليس في ( ط ) .
(2) في ( م ) : إذا .
(3) في ( ط ) : حضورها .
(4) في ( ط ) : واسمعهم .
(5) في ( ط ) : ترين .
(6) ليس في ( م ) .
(7) في ( ط ) : اصطبر .
(8) في ( ط ) : لا يغفل .
(9) الجريرة : الجناية ، لانها تجر العقوبة الى الجاني .
(10) المميل : اسم فاعل من امال ، أي أن كان ضالا يدعوك أي ضلاله فاصلحه .
(11) ليس في ( م ) .
(12) في ( ط ) : إذا .
(13) في ( ط ) : المؤمنون .
(14) المصدور : الذي يشتكي من صدره ، ينفث المصدور أي رمى بالنفاثة ، والمراد ان من ملأ صدره من محبتنا وأمرنا لا يمكن له أن يقيها ولا يبرزها فإذا أبرزها أمر بسترها .
(15) في ( م ) : بامر فاستره واياك .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _54 _

  أن تبديه ، فليس لك من إبدائه توبة ، وإذا لم تكن (1) لك توبة فالمصير الى لظى ، يا كميل اذاعة سر آل محمد ( عليهم السلام ) لا يقبل (2) الله تعالى منها ولا يحتمل أحد عليها (3) . يا كميل وما قالوه لك مطلقا فلا تعلمه إلا مؤمنا موفقا (4) ، يا كميل لا تعلم الكافرين من أخبارنا فيزيدوا عليها ، فيبدوكم بها يوم يعاقبون عليها ، يا كميل لابد لماضيكم من اوبة ولا بد لباقيكم من غلبة (5) ، يا كميل سيجمع الله لكم خير البدء والعاقبة .
  يا كميل أنتم ممتعون بأعدائكم تطربون بطربهم وتشربون بشربهم وتأكلون بأكلهم وتدخلون مداخلهم ، وربما غلبتم على نعمتهم ، إي والله على إكراه منهم لذلك ، ولكن الله عز وجل ناصركم وخاذلهم ، فإذا كان والله يومكم وظهر صاحبكم ، لم يأكلوا والله معكم ، ولم يردوا مواردكم ولم يقرعوا أبوابكم ولم ينالوا نعمتكم أذلة خاسئين ، اينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيلا .
  يا كميل احمد الله تعالى والمؤمنون على ذلك وعلى كل نعمة ، يا كميل قل عند كل شدة : لا حول ولا قوة إلا بالله (6) ، تكفها ، وقل عند كل نعمة : الحمد لله نزد (7) منها وإذا أبطأت الأرزاق عليك فاستغفر الله يوسع عليك فيها .
  يا كميل إذا وسوس الشيطان في صدرك فقل : أعوذ بالله القوي من الشيطان الغوي ، وأعوذ بمحمد الرضي من شر ما قدر وقضي ، وأعوذ بإله الناس من شر الجنة والناس أجمعين وسلم ، تكف مؤونة ابليس والشياطين معه ، ولو انهم كلهم أبالسة مثله يا كميل ان لهم خداعا (8) وشقاشق وزخاريف ووساوس وخيلاء على كل أحد ( على ) (9) قدر منزلته في الطاعة والمعصية ، فيحسب ذلك يستولون عليه بالغلبة (10) .

-----------------------------
(1) في ( ط ) : فإذا لم يكن .
(2) في ( م ) : يقبل .
(3) في ( ط ) : عليها أحد .
(4) في تحف العقول : موقنا .
(5) في ( ط ) : لماضيكم خير من اوبة ولابد لنا فيكم من غلبة .
(6) في ( ط ) : زيادة : العلي العظيم .
(7) في ( م ) : تزاد ، وفي التحف : تزدد .
(8) في ( م ) : خدعا .
(9) ليس في ( ط ) .
(10) في ( م ) : في الغلبة .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _55 _

  يا كميل لا عدو أعدى منهم ولا ضار أضر ( بك ) (1) منهم ، أمنيتهم أن تكون معهم غدا إذا اجتثوا (2) في العذاب ( الأليم ) (3) ، لا يفتر عنهم شرره ولا يقصر عنهم خالدين فيها أبدا ، يا كميل سخط الله تعالى محيط بمن لم يحترز منهم باسمه واسم نبيه وجميع عزائمه وعوذه جل وعز وصلوات الله على نبيه وآله وسلم .
  يا كميل انهم يخدعونك بأنفسهم ، فإذا لم يجبهم مكروا بك وبنفسك بتحسينهم اليك شهواتك ، وأعطائك أمانيك وارادتك ، ويسولون لك وينسونك وينهونك ويأمرونك ، ويحسنون ظنك بالله عز وجل حتى ترجوه فتغتر بذلك وتعصيه وجزاء العاصي لظى .
  يا كميل احفظ قول الله عز وجل : ( الشيطان سول لهم وأملى لهم ) (4) ، والمسول الشيطان والمملي الله تعالى ، يا كميل اذكر قول الله تعالى لأبليس لعنه الله : ( واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ) (5) ، يا كميل ان ابليس لا يعد عن نفسه وانما يعد عن ربه ليحملهم على معصيته فيورطهم ، يا كميل انه يأتي لك بلطف كيده فيأمرك (6) بما يعلم انك قد الفته من طاعة لا تدعها فتحسب (7) ان ذلك ملك كريم وانما هو شيطان رجيم فإذا سكنت إليه واطمأننت ( حملك ) (8) على العظايم المهلكة التي لا نجاة معها ، يا كميل ان له فخاخا ينصبها فاحذر ان يوقعك فيها .
  يا كميل ان الأرض مملوءة من فخاخهم فلن ينجو منها إلا من تشبث بنا ، وقد أعلمك الله عز وجل انه لن ينجو منها إلا عباده وعباده أولياؤنا ، يا كميل وهو قول الله (9) عز وجل : ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ) (10)

-----------------------------
(1) ليس في ( ط ) .
(2) في ( م ) : جثوا .
(3) ليس في ( م ) .
(4) محمد ( ص ) : 25 .
(5) الإسراء : 64 .
(6) في ( م ) : ويأمرك .
(7) في ( م ) : لتحسب .
(8) ليس في ( ط ) .
(9) في ( م ) : قوله .
(10) الحجر : 42 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _56 _

  وقوله عز وجل : ( إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون ) (1) ، يا كميل انج بولايتنا من أن يشركك في مالك وولدك كما أمر .
  يا كميل لا تغتر بأقوام يصلون فيطيلون ويصومون فيداومون ويتصدقون فيحسبون أنهم موفقون (2) ، يا كميل اقسم بالله لسمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : ان الشيطان إذا حمل قوما على الفواحش ، مثل الزنا وشرب الخمر والربا ، وما أشبه ذلك من الخنا والمآثم ، حبب إليهم العبادة الشديدة والخشوع والركوع والخضوع والسجود ، ثم حملهم على ولاية الائمة الذين يدعون الى النار ويوم القيامة لا ينصرون .
  يا كميل انه مستقر ومستودع ، فاحذر أن تكون من المستودعين ، يا كميل انما تستحق أن تكون مستقرا إذا لزمت الجادة الواضحة التي لا تخرجك الى عوج ولا تزيلك عن منهج ما حملناك عليه و ( ما ) (3) هديناك إليه ، يا كميل لا رخصة في فرض ولا شدة في نافلة ، يا كميل ان الله عز وجل لا يسائل إلا على ما فرض ، وانما (4) قدمنا عمل النوافل بين أيدينا للاهوال العظام والطامة يوم المقام ، يا كميل ان الله أعظم (5) من أن تزيله الفرائض والنوافل وجميع الأعمال وصالح الأموال ، ولكن من تطوع خيرا فهو خير له ، يا كميل ان ذنوبك أكثر من حسناتك وغفلتك أكثر من ذكرك ، ونعمة الله عليك أكثر من كل عملك (6) .
  يا كميل أنه لا تخلو من نعمة الله عز وجل عندك وعافيته ، فلا تخل من تحميده وتمجيده وتسبيحه وتقديسه وشكره وذكره على كل حال ، يا كميل لا تكونن من الذين قال الله عز وجل : ( نسوا الله فأنساهم أنفسهم ) (7) ونسبهم الى الفسق ( اولئك هم الفاسقون ) (8) .

---------------------------------
(1) النحل : 100 .
(2) في ( م ) : موقنون .
(3) ليس في ( ط ) .
(4) في ( ط ) : لا يسألك إلا عما فرض وانا .
(5) في ( م ) : ان الواجب لله أعظم .
(6) في ( ط ) : عمل .
(7) الحشر : 19 .
(8) النور : 4 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _57 _

  يا كميل ليس الشأن أن تصلي وتصوم وتتصدق ، ( انما ) (1) الشأن أن تكون الصلاة فعلت بقلب نقي وعمل عند الله مرضي وخشوع سوي ابقاء للحد (2) فيها ، يا كميل عند الركوع والسجود وما بينهما تبتلت العروق ( فيها ) (3) والمفاصل حتى تستوفي ( ولا ) (4) الى ما تأنى به من جميع صلواتك ، يا كميل انظر فيم تصلي وعلام تصلي ان لم يكن من وجهه وحله فلا قبول .
  يا كميل اللسان (5) يبوح (6) من القلب ، والقلب يقوم بالغذاء ، فانظر فيما تغذي قلبك وجسمك ، فان لم يكن ذلك حلالا لم يقبل الله تسبيحك ولا شكرك ، يا كميل افهم واعلم انا لا نرخص في ترك أداء الأمانات لأحد من الخلق فمن روى عني في ذلك رخصه فقد أبطل وأثم وجزاؤه النار بما كذب ، اقسم لسمعت رسول الله يقول لي قبل وفاته بساعة مرارا ثلاثا : يا أبا الحسن أد الأمانة الى البر والفاجر فيما قل وجل في الخيط والمخيط .
  يا كميل لا غزو إلا مع إمام عادل ، ونفل (7) إلا مع إمام فاضل ، يا كميل أرأيت لو ( ان الله )(8) لم يظهر نبيا وكان في الارض مؤمن تقي أكان في دعائه الى الله مخطئا أو مصيبا ؟ بل والله مخطئا حتى ينصبه الله عز وجل ويؤهله .
  يا كميل الدين لله فلا تغترن بأقوال الامة(9) المخدوعة التي ضلت بعد ما أهتدت وأنكرت وجحدت بعد ما قبلت ، يا كميل الدين لله فلا يقبل الله تعالى من أحد القيام به إلا رسولا أو نبيا أو وصيا ، يا كميل هي نبوة ورسالة وإمامة وما (10) بعد ذلك إلا متولين ومتغلبين وضالين ومعتدين .
  يا كميل ان النصارى لم تعطل الله تعالى ولا اليهود ولا جحدت موسى

---------------------------------
(1) ليس في ( م ) .
(2) في ( م ) : واتقا للحد .
(3) ليس في ( ط ) .
(4) ليس في ( ط ) .
(5) في ( ط ) : ان اللسان .
(6) في التحف : ينزح ، المراد منها هاهنا الترشح .
(7) النفل ـ محركة ـ الغنيمة .
(8) ليس في ( م ) .
(9) في ( م ) : الأئمة .
(10) في ( م ) : لا ، وفي التحف : ليس .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _58 _

  ولا عيسى ، ولكنهم زادوا ونقصوا وحرفوا وألحدوا فلعنوا ومقتوا ولم يتوبوا ولم يقبلوا ( يا كميل انما يتقبل الله من المتقين ) (1) .
  يا كميل ان أبانا آدم لم يلد يهوديا ولا نصرانيا ولا كان ابنه إلا حنيفا مسلما ، فلم يقم بالواجب عليه ، فأداه الى أن لم يقبل قربانه (2) ، بل قبل من أخيه فحسده وقتله وهو من المسجونين في الفلق الذين (3) عدتهم اثنا عشر ستة من الأولين وستة من الآخرين والفلق الأسفل من النار ومن بخاره حر جهنم وحسبك فيما حر جهنم من بخاره (4) .
  يا كميل نحن والله الذين اتقوا والذين هم محسنون ، يا كميل ان الله عز وجل كريم رحيم عظيم حليم (5) ، دلنا على الخلافة وأمرنا بالأخذ بها وحمل الناس عليها ، فقد أديناها غير مختلفين وأرسلناها غير منافقين ، وصدقناها غير مكذبين وقبلناها غير مرتابين ، لم يكن لنا والله شياطين نوحي إليها وتوحي الينا كما وصف الله تعالى قوما ذكرهم الله عز وجل ( باسمائهم ) (6) في كتابه فاقرأ (7) كما أنزل : ( شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ) (8) ، يا كميل الويل لهم فسوف يلقون غيا .
  يا كميل لست والله متعلقا حتى أطاع وممتنا حتى اعصى ، ولا مهانا لطغام الأعراب حتى انتحل إمرة المؤمنين أو ادعي بها ، يا كميل نحن الثقل الأصغر ، والقرآن الثقل الأكبر ، وقد أسمعهم رسول الله وقد جمعهم فنادى ( فيهم ) (9) الصلاة جامعة يوم كذا وكذا وأياما سبعة وقت كذا وكذا (10) ، فلم يتخلف أحد .
  فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : معاشر الناس إني مود

---------------------------------
(1) ليس في ( ط ) .
(2) في ( ط ) : فاداه ذلك الى أن يقبل الله له قربانا .
(3) في ( م ) : الذي .
(4) في ( م ) : فيما من بخاره حر جهنم .
(5) في ( م ) : كريم حليم عظيم رحيم .
(6) ليس في ( ط ) .
(7) في ( م ) : لو قرأ .
(8) الأنعام : 112 .
(9) ليس في ( م ) .
(10) في ( م ) : أيام سبعة يوم كذا كذا .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _59 _

  عن ربي عز وجل ولا مخبر عن نفسي ، فمن صدقني فلله صدق ومن صدق الله أثابه الجنان ، ومن كذبني كذب الله عز وجل ، ومن كذب الله أعقبه النيران .
  ثم ناداني فصعدت فأقامني دونه ورأسي الى صدره والحسن والحسين عن يمينه وشماله ، ثم قال : معاشر الناس أمرني جبرئيل عن الله تعالى ، انه ربي وربكم أن أعلمكم ان القران ( هو ) (1) الثقل الأكبر وأن وصيي هذا وابناي ومن خلفهم من أصلابهم هم الثقل الأصغر (2) ( يشهد الثقل الأكبر للثقل الأصغر ويشهد الثقل الأصغر ) (3) للثقل الأكبر كل واحد منهما ملازمة لصاحبه غير مفارق له حتى يردا إلى الله فيحكم بينهما وبين العباد .
  يا كميل فإذا كنا كذلك فعلام تقدمنا (4) من تقدم وتأخر عنا من تأخر ، يا كميل قد ابلغهم (5) رسول الله رسالة ربه ونصح لهم ولكن لا يحبون الناصحين ، يا كميل قال رسول الله لي قولا ( اعلنه ) (6) والمهاجرين والأنصار متوافرون يوما بعد العصر يوم النصف من شهر رمضان قائما على قدميه فوق منبره : علي وابناي منه الطيبون مني وأنا منهم وهم الطيبون بعد امهم وهم سفينة (7) من ركبها نجا ومن تخلف عنها هوى الناجي في الجنة والهاوي في لظى .
  يا كميل الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ، يا كميل علام يحسدوننا والله أنشأنا ( من ) (8) قبل أن يعرفونا أفتراهم بحسدهم إيانا عن ربنا يزيلوننا ؟
  يا كميل من لا يسكن الجنة فبشره بعذاب أليم وخزي مقيم وأكبال ومقامع وسلاسل طوال ومقطعات النيران ومقارنة كل شيطان ، الشراب صديد واللباس

------------------------------
(1) ليس في ( ط ) .
(2) في ( ط ) من أصلابهم حاملا وصاياهم الثقل الأصغر .
(3) ليس في ( م ) .
(4) في ( م ) : يتقدمنا .
(5) في ( ط ) : بلغهم .
(6) ليس في ( ط ) .
(7) في ( م ) : علي وابناي منه والطيبون مني وأنا منهم وهم الطيبون بعد امهم وهم السفينة .
(8) ليس في ( م ) .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _60_

  حديد والخزنة فضضة والنار ملتهبة والأبواب موثقة مطبقة ينادون فلا يجابون ويستغيثون فلا يرحمون ، نداؤهم : ( يا مالك ليقض علينا ربك قال انكم ما كثون لقد جئناكم بالحق ولكن أكثرهم للحق كارهون ) (1) .
  يا كميل نحن والله الحق الذي قال الله عز وجل : ( ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن ) (2) ، يا كميل ثم ينادون الله تقدست أسماؤه بعد أن يمكثوا أحقابا اجعلنا على الرجا فيجيبهم : ( اخسأوا فيها ولا تكلمون ) (3) .
  يا كميل فعندها ييأسون من الكرة واشتدت الحسرة وأيقنوا بالهلكة والمكث جزاء بما كسبوا عذبوا ، ( يا كميل قل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين ) (4) ، يا كميل أنا أحمد الله على توفيقه إياي والمؤمنين وعلى كل حال ، ( يا كميل ) (5) انما حظا من حظا بدنيا زايلة مدبرة فافهم تحظى بآخرة باقية ثابتة ، يا كميل كل يصير الى الآخرة والذي يرغب منها رضا الله تعالى (6) والدرجات العلى من الجنة التي لا يورثها إلا من كان تقيا ، يا كميل إن شئت فقم ) (7) .
  44 ـ أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن الحسين بن الحسن بن بابويه ، عن عمه محمد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين ، عن عمه أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ( رحمهم الله ) ، قال : حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ، قال : حدثني عمي محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن علي بن عثمان ، عن محمد ابن الفرات ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  ( ان علي بن أبي طالب خليفة الله وخليفتي وحجة الله وحجتي ، وباب الله

------------------------------
(1) الزخرف : 77 و 78 .
(2) المؤمنون : 71 .
(3) المؤمنون : 108 .
(4) ليس في ( م ) .
(5) ليس في ( م ) .
(6) في ( م ) : يرغب فيه منها ثواب الله عز وجل .
(7) رواه مختصرا في تحف العقول : 171 ـ 176 ، عنه البحار 83 : 284 و 84 : 230 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _61 _

  وبابي ، وصفي الله وصفيي ، وحبيب الله وحبيبي ، وخليل الله وخليلي ، وسيف الله وسيفي ، وهو أخي وصاحبي ووزيري ووصيي ، محبه محبي ، ومبغضه مبغضي ، ووليه وليي ، وعدوه عدوي ، وحربه حربي ، وسلمه سلمي ، وقوله قولي ، وأمره أمري ، وزوجته ابنتي ، وولده ولدي ، وهو سيد الوصيين وخير امتي أجمعين ) (1) .
  45 ـ قال : وبهذا الإسناد قال : حدثنا الحسن بن محمد الهاشمي الكوفي ، قال : حدثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي ، قال : حدثنا محمد بن ظهير ، قال : حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين (2) ابن أخ يونس البغدادي ، ببغداد قال : حدثنا محمد بن يعقوب النهشلي ، قال : حدثنا علي بن موسى الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، عن النبي ، عن جبرئيل ، عن ميكائيل ، عن اسرافيل ، عن الله جل جلاله انه سبحانه قال :
  ( أنا الله لا إله أنا خلقت الخلق بقدرتي فاخترت منهم من شئت من أنبيائي واخترت من جميعهم محمدا حبيبا وخليلا وصفيا فبعثته رسولا الى خلقي (3) واصطفيت ( له ) (4) عليا فجعلته له أخا ووصيا ووزيرا ومؤديا عنه من بعده إلى خلقي ( وخليفتي الى ) (5) عبادي ، ويبين لهم كتابي ويسير فيهم بحكمي وجعلته العلم الهادي من الضلالة وبابي الذي اؤتى منه ، وبيتي الذي من دخله كان آمنا من ناري ، وحصني الذي من لجأ إليه حصنته من مكروه الدنيا والآخرة ، ووجهي الذي من توجه إليه لم أصرف وجهي عنه ، وحجتي في السماوات والأرضين على جميع من فيهن من خلقي .
  لا أقبل عمل عامل منهم إلا بالاقرار بولايته مع نبوة أحمد رسولي وهو يدي المبسوطة على عبادي وهو النعمة التي أنعمت بها على من أحببته من عبادي ،

--------------------------------
(1) عنه البحار 38 : 127 ، رواه الصدوق في الأمالي : 169 .
(2) في ( ط ) : الحسن بن محمد بن الحسين .
(3) في ( ط ) : خلقي وخليقتي .
(4) ليس في ( ط ) .
(5) ليس في ( ط ) .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _62 _

  فمن أحببته من عبادي وتوليته عرفته ولايته [ ومعرفته ، ومن ابغضته من عبادي ابغضته لانصرافه عن معرفته وولايته ] (1) فبعزتي حلفت وبجلالي أقسمت انه لا يتولى عليا عبد من عبادي إلا زحزحته عن النار وأدخلته الجنة ، ولا يبغضه عبد من عبادي ويعدل عن ولايته إلا [ ابغضته و ] (2) أدخلته النار وبئس المصير ) (3) .
  46 ـ وبهذا الإسناد قال : حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد ، قال : حدثنا محمد بن منصور بن أبي الجهم وأبو يزيد (4) القرشي ، قالا : حدثنا نصر بن علي الجهضمي ، قال : حدثنا علي بن جعفر بن محمد ، قال : حدثني [ أخي ](5) موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال :
  ( أخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بيد الحسن والحسين فقال : من أحب هذين وأباهما وامهما كان معي في درجتي يوم القيامة ) (6) .
  47 ـ وبهذا الإسناد ، قال : حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق ، قال : حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي العدوي (7) ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الله بن عمار الجارودي ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله ، عن أبي الجارود ، عن أبي الهيثم ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  ( ان الله تبارك وتعالى يبعث اناسا وجوههم من نور على كراسي من نور ، عليهم ثياب من نور في ظل العرش بمنزلة الأنبياء [ وليسوا بالأنبياء ] (8) وبمنزلة الشهداء وليسوا بالشهداء ، فقال رجل : أنا منهم يارسول الله ؟ قال : لا ، قال آخر : أنا منهم يارسول الله ؟ قال : لا ، قيل : من هم ؟ [ يارسول الله ؟ قال ] (9) فوضع يده على رأس علي بن أبي طالب وقال : هذا وشيعته ) (10) .

--------------------------------
(1) من الأمالي والعيون .
(2) منهما .
(3) رواه في الأمالي : 184 ، والعيون : 2 : 49 .
(4) في ( ط ) : أبو زيد .
(5) من الأمالي .
(6) رواه في الأمالي : 190 أقول : يأتي مثله في ج 2 : الرقم 25 .
(7) في الأمالي : العبدي .
(8 و 9) من الأمالي .
(10) رواه في الأمالي : 202 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _63 _

  48 ـ وبهذا الإسناد ، قال : حدثني علي بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن جده أحمد بن أبي عبد الله (1) ، عن أبيه محمد بن خالد ، عن غياث بن إبراهيم ، عن ثابت بن دينار ، عن سعد بن طريف ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ( رضي الله عنه ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) :
  ( ( يا علي ) (2) أنا مدينة الحكمة وأنت بابها ولن تؤت المدينة إلا من قبل الباب ، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغضك لانك مني وأنا منك ، لحمك من لحمي ، ودمك من دمي ، وروحك من روحي ، وسريرتك من سريرتي ، وعلانيتك من علانيتي ، وأنت إمام امتي وخليفتي عليها بعدي .
  سعد من أطاعك وشقي من عصاك ، وربح من تولاك وخسر من عاداك ، وفاز من لزمك وهلك من فارقك ، مثلك ومثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ، ومثلكم مثل النجوم ، كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة ) (3) .
  49 ـ وبهذا الإسناد قال : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ، قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد الأشعري ، عن سلمة بن الخطاب ، عن الحسين بن سيف الأزدي ، عن إسحاق بن إبراهيم ، عن عبد الله بن صباح ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) ، قال :
  ( إذا كان يوم القيامة وجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد فتغشاهم ظلمة شديدة فيضجون إلى ربهم ويقولون : يا رب اكشف عنا هذه الظلمة قال : فيقبل قوم يمشي النور بين أيديهم قد أضاء أرض القيامة فيقول أهل الجمع : هؤلاء أنبياء الله فيجيئهم النداء من عند الله : ما هؤلاء بأنبياء الله .
  فيقول أهل الجمع أنهم ملائكة الله فيجيبهم النداء من عند الله : ما هؤلاء بملائكة الله ، فيقول أهل الجمع : هؤلاء شهداء فيجيبهم النداء من عند الله : ما هؤلاء بشهداء ،

--------------------------------
(1) في الأمالي : أحمد بن عبد الله .
(2) ليس في ( ط ) .
(3) رواه الصدوق في أماليه : 222 ، إكمال الدين 1 : 241 ، عنه البحار 23 : 125 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _64 _

  فيقولون من هم ؟ فيجيبهم النداء من عند الله : يا أهل الجمع سلوهم من أنتم .
  فيقول أهل الجمع : من أنتم ؟ فيقولون : نحن العلويون من ذرية محمد رسول الله ، نحن أولاد علي ولي الله المخصوصون بكرامة الله نحن الآمنون المطمئنون ، فيجيبهم النداء من عند الله تعالى : اشفعوا في محبيكم وأهل مودتكم وشيعتكم فيشفعون فيشفٌعون ) (1) .
  50 ـ وبهذا الإسناد قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا سلمة بن الخطاب ، قال : حدثنا أبو طاهر محمد بن تسنيم الوراق ، عن عبد الرحمان بن كثير ، عن أبيه ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ذات يوم لأصحابه :
  ( معاشر أصحابي إن الله تعالى جعل عليا علما بين الايمان والنفاق فمن أحبه كان مؤمنا ومن أبغضه كان منافقا ، ان الله جل جلاله جعل عليا وصيي ومنار الهدى ( بعدي ) (2) فهو موضع سري وعيبة علمي وخليفتي في أهلي ، إلى الله أشكوا ظالميه من امتي ) (3) .
  51 ـ أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن الحسين ، عن عمه محمد بن الحسن عن أبيه الحسن بن الحسين بن علي ، عن عمه أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه ( رحمهم الله ) ، قال : حدثنا أبي ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن العباس بن معروف ، عن الحسين بن يزيد (4) ، عن اليعفوري (5) ، عن عيسى بن عبد الله العلوي ، عن أبيه ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  ( من سره أن يجوز على الصراط كالريح العاصف ، ويلج الجنة بغير حساب فليتول وليي ووصيي وصاحبي وخليفتي على أهلي وامتي علي بن أبي طالب ،

--------------------------------
(1) رواه في الأمالي : 234 ، عنه البحار 8 : 36 .
(2) ليس في ( ط ) .
(3) رواه مفصلا في الأمالي : 234 .
(4) في ( ط ) : الحسن بن زيد .
(5) في الأمالي : يعقوبي .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _65 _

  ومن سره أن يلج النار فليتول غيره (1) ، فوعزة ربي وجلاله أنه لباب الله الذي لا يؤتى إلا منه ، وانه الصراط المستقيم ، وانه الذي يسأل الله عز وجل عن ولايته يوم القيامة ) (2) .
  52 ـ أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن الحسين في الري سنة عشرة وخمسمائة ، عن عمه محمد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين ، عن عمه أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه ( رحمهم الله ) ، قال : حدثنا علي بن أحمد بن موسى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر أبو الحسين الأسدي ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي ، قال : حدثنا جعفر بن أحمد بن محمد (3) التميمي ، عن أبيه ، قال : حدثنا عبد الملك بن عمير الشيباني ، عن أبيه ، عن جده ، عن ابن عباس ( رضي الله عنه ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  ( أنا سيد الأنبياء والمرسلين وأفضل من الملائكة المقربين ، وأوصيائي سادة أوصياء النبيين والمرسلين ، وذريتي أفضل ذريات النبيين والمرسلين ، وأصحابي الذين سلكوا منهاجي أفضل أصحاب النبيين والمرسلين ، وابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين ، والطاهرات من أزواجي امهات المؤمنين ، وامتي خير امة اخرجت للناس ، وأنا أكثر النبيين تبعا يوم القيامة ، ولي حوض عرضه ما بين بصري وصنعاء ، وفيه من الأباريق عدد نجوم السماء ، وخليفتي يومئذ على الحوض خليفتي في الدنيا .
  قيل : يارسول الله ومن ذاك ؟ قال : إمام المسلمين وأمير المؤمنين ومولاهم بعدي علي بن أبي طالب ، يسقي منه أولياءه ويذود عنه أعداءه كما يذود أحدكم الغريبة من الابل عن الماء .
  ثم قال عليه وآله السلام : من أحب عليا وأطاعه في دار الدنيا ورد علي حوضي غدا ، وكان معي في درجتي في الجنة ، ومن أبغض عليا في دار الدنيا وعصاه

--------------------------------
(1) في الأمالي : فليترك ولايته .
(2) رواه في الأمالي : 237 .
(3) في ( ط ) : جعفر بن محمد بن أحمد .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _66 _

(1).
  53 ـ قال : وعنه ، عن عمه ، عن أبيه الحسن ، عن عمه الشيخ المفيد أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه ( رحمهم الله ) ، قال : حدثنا محمد بن أحمد السناني(2) ، قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الأسدي الكوفي ، قال : حدثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن زيد (3) عن علي بن سالم ، عن أبيه ، عن سعد بن طريف ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي :
  ( يا علي أنت إمام المسلمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وحجة الله بعدي على الخلق أجمعين وسيد الوصيين ووصي سيد النبيين ، يا علي انه لما عرج بي إلى السماء السابعة ومنها الى سدرة المنتهى ومنها إلى حجب النور وأكرمني ربي جل جلاله بمناجاته ، قال لي : يا محمد ، قلت : لبيك يا رب وسعديك تباركت وتعاليت ، قال : ان عليا امام أوليائي ونور لمن أطاعني وهو الكلمة التي الزمتها المتقين ، من أطاعه أطاعني ومن عصاه عصاني فبشره بذلك .
  فقال علي ( عليه السلام ) : يارسول الله بلغ من قدري حتى اني اذكر هناك ، فقال : نعم يا علي فاشكر ربك ، فخر علي ( عليه السلام ) ساجدا شكرا لله تعالى على ما أنعم به عليه [ فقال له رسول الله : ارفع راسك يا علي فان الله قد باهى بك ملائكته ] (4) ) (5) .

------------------------------
(1) رواه في الأمالي : 245 .
(2) في الاصل : أحمد بن محمد الشيباني .
(3) في الأمالي : الحسين بن يزيد .
(4) من الأمالي .
(5) رواه في الأمالي : 247 اقول يأتي بمضمونه في ج 4 : الرقم 21 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _67 _

الجزء الثاني

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _69 _

  1 ـ أخبرنا السيد الإمام الزاهد أبو طالب يحيى بن محمد بن الحسين (1) بن عبد الله الجواني الطبري الحسيني ( رحمه الله ) لفظا وقراءة في داره بآمل في المحرم سنة تسع وخمسمائة ، قال : أخبرنا الشيخ الإمام أبو علي جامع بن أحمد الدهستاني (2) ، بنيسابور ، قال : أخبرنا الشيخ الإمام أبو الحسن علي بن الحسن بن العباس الصندلي (3) ، قال : أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعالبي ، قال : أخبرنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد السري المفروضي ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد (4) بن عقدة بن العباس بن حمزة في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي ، قال : حدثني أبي في سنة ستين ومائتين ، قال : حدثنا الإمام علي بن موسى الرضا ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدثني أبي الحسين بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :

-------------------------------
(1) في البحار : محمد بن الحسن .
(2) في ( ط ) : الدهشاني .
(3) في ( ط ) : علي بن الحسين بن عباس الصيداوي .
(4) في ( ط ) : محمد بن عبد الله بن أحمد .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _70 _

  ( أربعة أنا لهم شفيع (1) يوم القيامة : المكرم لذريتي (2) ، والقاضي لهم حوائجهم ، والساعي [ لهم ] (3) في امورهم عندما اضطروا إليه (4) ، والمحب لهم بقلبه ولسانه (5) ) (6) .
  2 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو النجم محمد بن عبد الوهاب بن عيسى الرازي بالري في درب زامهران(7) بمسجد الغربي في صفر سنة عشرة وخمسمائة قراءة عليه ، حدثنا قال : الشيخ أبو سعيد محمد بن أحمد بن الحسين النيسابوري ، قال : أخبرنا الشريف أبو العباس عقيل بن الحسين بن محمد بن علي بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن ( محمد بن ) (8) عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب قراءة عليه في شهور سنة ست وعشرين وأربعمائة ، قال : حدثنا أبو علي الحسين (9) بن العباس بن محمد الكرماني الخطيب بشيراز في شهر رمضان سنة ست وثمانين وثلاثمائة ، قال : حدثنا أبو الحسن علي بن إسماعيل بن إبراهيم بن حبشة (10) العبدي ، قال : حدثنا رحبة بن الحسن ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن خالد بن فرقد النخعي البلخي ، قال : حدثنا قتيبة بن سعيد البغلاني ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن عبد الرحمان السراج ، عن نافع ، عن ابن عمر قال :
  ( سألت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فغضب وقال : ما بال أقوام يذكرون منزلة من له منزلة كمنزلتي (11) ، ألا ومن أحب عليا فقد أحبني ومن أحبني

----------------------------
(1) في ( م ) : شفيع لهم .
(2) في العيون : المكرم لذريتي من بعدي .
(3) من العيون وأمالي الشيخ .
(4) في أمالي الشيخ : عند اضطرارهم .
(5) في ( م ) زيادة : عندما اضطروا .
(6) عنه البحار 8 : 50 ، رواه الشيخ في أماليه 1 : 376 ، وفي عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 25 ، و 1 : 254 .
أقول : مر في ج 1 : الرقم 27 ويأتي في ج 3 : الرقم 46 .
(7) في ( م ) : زمهران .
(8) ليس في ( ط ) .
(9) في ( م ) : الحسن .
(10) في ( م ) : جية .
(11) في فضائل الشيعة : ما بال أقوام يذكرون من منزلته من الله كمنزلتي .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _71 _

  رضي الله عنه ومن رضي الله عنه كافاه بالجنة .
  ألا ومن أحب عليا يقبل الله صلاته وصيامه وقيامه واستجاب الله دعاءه ، ألا ومن أحب عليا فقد استغفرت له الملائكة وفتحت له أبواب الجنة فيدخل من أي باب يشاء بغير حساب ، ألا ومن أحب عليا لا يخرج من الدنيا حتى يشرب من الكوثر ويأكل من شجرة طوبى ويرى مكانه من الجنة ، ألا ومن أحب عليا هون الله تبارك وتعالى عليه سكرات الموت وجعل قبره روضة من رياض الجنة .
  ألا ومن أحب عليا أعطاه الله بعدد كل عرق في بدنه حوراء ويشفع في ثمانين من أهل بيته وله بكل شعرة في بدنه مدينة في الجنة ، ألا ومن أحب عليا بعث الله إليه ملك الموت يرفق به ، ودفع الله (1) عز وجل عنه هول منكر ونكير ونور قلبه وبيض وجهه ، ألا ومن أحب عليا أظله الله في ظل عرشه مع الشهداء والصديقين ، ألا ومن أحب عليا نجاه الله من النار ، ألا ومن أحب عليا تقبل الله منه حسناته وتجاوز عن سيئاته وكان في الجنة رفيق حمزة سيد الشهداء .
  ألا ومن أحب عليا أثبت الله الحكمة في قلبه (2) وأجرى على لسانه الصواب وفتح الله له أبواب الرحمة ، ألا ومن أحب عليا سمي في السماوات أسير الله في الأرض ، ألا ومن أحب عليا ناداه ملك من تحت العرش : يا عبد الله استأنف العمل فقد غفر الله لك الذنوب كلها ، ألا ومن أحب عليا جاء يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر ، ألا ومن أحب عليا وضع الله على رأسه تاج الكرامة (3) وألبسه حلة الكرامة ، ألا ومن أحب عليا مر (4) على الصراط كالبرق الخاطف ، ألا ومن أحب عليا وتولاه كتب الله له براءة من النار وجوازا على الصراط وأمانا من العذاب ، ألا ومن أحب عليا لا ينشر له ديوان ولا تنصب له ميزان ويقال ـ أو قيل له : ـ ادخل الجنة بغير حساب .

----------------------------
(1) في ( م ) : ملك الموت برفق ورفع الله .
(2) في ( ط ) : ثبت الحكمة ، وفي الفضائل : اثبت الله في قلبه الحكمة .
(3) في الفضائل : تاج الملك .
(4) الفضائل : جاز .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _72 _

  ألا ومن أحب آل محمد أمن من الحساب والميزان والصراط ، ألا ومن مات على حب آل محمد صافحته الملائكة وزاره الأنبياء وقضى الله له كل حاجة كانت له عند الله عز وجل ، ألا ومن مات على حب آل محمد فأنا كفيله بالجنة ـ قالها ثلاثا ـ .
  قال قتيبة بن سعيد أبو رجاء : كان حماد بن زيد يفتخر بهذا الحديث ويقول : هو الأصل (1) لمن يقر به ) (2) .
  قال محمد بن أبي القاسم الطبري مصنف هذا الكتاب : هذا الخبر يدل على وجوب الولاية لأولياء الله ، لأن هذه الخيرات كلها إنما تحصل بالولاية لأولياء الله والبراءة من أعداء الله .
  3 ـ أخبرنا الشيخ الأمين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن ( رحمه الله ) في شوال من شهور سنة اثنتي عشرة وخمسمائة ، قراءة عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن الحسين المعروف بابن البرسي ، قال : أخبرنا الشريف الزاهد أبو هاشم محمد بن حمزة بن الحسين بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن موسى الكاظم ، قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه بالكوفة في جامعها يوم الاثنين لأربع عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسين النحوي ، قال : حدثني أبو القاسم سعد بن عبد الله الاشعري ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن طيب (3) ، قال : حدثنا جعفر بن خالد ، عن صفوان بن يحيى ، عن حذيفة بن منصور ، قال :
  كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) إذ دخل عليه رجل فقال ( له )(4) : جعلت فداك

-------------------------------
(1) في الفضائل : الأمل .
(2) رواه الصدوق في فضائل الشيعة : 2 ـ 6 ، عنه البحار 7 : 221 ، وتأويل الآيات 2 : 865 .
(3) في ( م ) : كليب .
(4) ليس في ( ق ) .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _73 _

  ان لي أخا لا يؤتي (1) من محبتكم واجلالكم وتعظيمكم غير أنه يشرب الخمر فقال الصادق ( عليه السلام ) :
  ( أما ) (2) انه لعظيم ان يكون محبنا بهذه الحالة ولكن ألا انبئكم بشر من هذا ؟ الناصب لنا شر منه وان ادنى المؤمنين (3) وليس فيهم دني ليشفع في مائتي انسان ولو ان أهل السماوات السبع والأرضين السبع والبحار السبع تشفعوا (4) في ناصبي ما شفعوا فيه ، ألا إن هذا لا يخرج من الدنيا حتى يتوب أو يبتليه الله ببلاء في جسده فيكون تحبيطا لخطاياه حتى يلقى الله عز وجل ولا ذنب عليه ان شيعتنا على خير ، ان شيعتنا عى السبيل الأقوم .
  ثم قال : ان أبي كان ( كثيرا ما ) (5) يقول : احبب حبيب آل محمد وان كان مرقفا زبالا (6) وابغض بغيض آل محمد وان كان صواما قواما ) (7) .
  4 ـ أخبرنا الشريف الإمام أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن حمزة الحسيني الزبدي قراءة عليه بالكوفة في مسجده بالقلعة في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وخمسمائة ، قال : أخبرني الشيخ أبو الحسين أحمد بن محمد بن عبد الله ابن الثغور ، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر السكري الحري ، قال : حدثنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ، قال : حدثنا أبو زكريا يحيى (8) ابن معن في شعبان سنة سبع وعشرين ومائتين ، قال : حدثنا قريش بن أنس ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي اسامة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( خيركم خيركم لأهلي من بعدي ) (9) .

-------------------------------
(1) في ( ط ) : يؤلي .
(2) ليس في ( ط ) .
(3) في ( ط ) : المؤمن .
(4) في ( م ) شفعوا .
(5) ليس في ( م ) .
(6) في ( ط ) : موقفا زبالا ، وفي ارشاد القلوب : فاسقا جانيا .
(7) روى عجزه في ارشاد القلوب : 256 .
(8) في ( ط ) : أبو يحيي زكريا بن معن .
(9) عنه البحار 2 : 27 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _74 _

  قال محمد بن أبي القاسم : هذا الخبر يدل على ان شيعة آل محمد ( عليهم السلام ) خيار امة محمد لأنهم أكثر خيرا لأهل بيته ورواة هذا الخبر كلهم ثقات العامة (1) .
  5 ـ أخبرنا الشيخ المفيد علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي قراءة عليه في جمادى الاولى لسنة إحدى عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، قال : حدثنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي رضي الله عنهما ، قال : حدثنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي ، قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه ، قال : حدثني أبي عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد ، عن العباس بن معروف ، عن محمد بن سنان ، عن طلحة بن زيد ، عن جعفر بن محمد الصادق ، عن أبيه ، عن جده ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  ( ما قبض الله نبيا حتى أمره أن يوصي الى أفضل عترته من عصبته وأمرني أن اوصي فقلت : إلى من يا رب ؟ فقال : اوص يا محمد الى ابن عمك علي بن أبي طالب فاني قد أثبته في الكتب السابقة وكتبت فيها انه وصيك وعلى هذا (2) أخذت ميثاق الخلائق ومواثيق أنبيائي ورسلي أخذت مواثيقهم ( لي ) (3) بالربوبية ولك يا محمد بالنبوة ولعلي بن أبي طالب بالولاية (4) ) (5) .
  قال محمد بن أبي القاسم : فشيعة علي ( عليه السلام ) هم الموفون بعهد الله لولايتهم ولي الله دون غيرهم (6) فتخصيصهم بشارة الله في قوله : ( ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ) (7) والنجاة والفوز العظيم لهم دون غيرهم .

--------------------------------
(1) في ( م ) : روى هذه الخبر ثقات العامة .
(2) في التأويل على ذلك .
(3) ليس في ( ط ) .
(4) في ( ط ) : بالوصية .
(5) رواه الطوسي في أماليه 1 : 102 ، عنه البحار 15 : 18 و 26 : 271 و 38 : 111 ، أخرجه في تأويل الآيات 2 : 566 أقول : يأتي مثله في ج 2 : الرقم 24 عن الصدوق .
(6) في ( م ) : غيره .
(7) التوبة : 111 .

بشارة المصطفى ( ص ) لشيعة المرتضى ( عليه السلام ) _75 _

  6 ـ حدثنا الزاهد طالب يحيى بن محمد بن الحسين الجواني الحسيني ( رحمه الله ) في داره بآمل لفظا وقراءة سنة ثمان أو تسع وخمسمائة ، قال : حدثنا السيد الزاهد أبو عبد الله الحسين بن علي بن الداعي الحسيني ، قال : حدثنا السيد الجليل أبو إبراهيم جعفر بن محمد الحسيني ، قال : أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الملك الأموي ، قال : حدثنا سليمان بن أحمد بن يحيى ، قال : حدثنا محمد بن الربيع العامري ، قال : حدثنا حماد بن عيسى ، غريق الجحفة ، قال : حدثتنا طاهرة بنت عمرو بن دينار ، قالت :
  حدثني أبي ، عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  ( ان لكل نبي عصبة ينتمون إليها ، إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم وهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، ويل للمكذبين بفضلهم من أحبهم أحبه الله ، ومن أبغضهم أبغضه الله ) (1) .
  قال محمد بن أبي القاسم : فهذا الخبر دليل على ان عترة محمد هم أولاد فاطمة ( عليها السلام ) دون غيرهم لأنه خصهم بذلك عليه وعليهم السلام .
  7 ـ أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد أبو محمد الحسن بن الحسين بن الحسن بن بابويه ( رحمه الله ) بقراءتي عليه في خانقانه بالري في المحرم سنة عشرة وخمسمائة ، قال : حدثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي ( رحمهم الله ) في ربيع الآخر سنة خمس وخمسين وأربعمائة املاء من لفظه بالمشهد المقدس بالغري على ساكنه أفضل السلام ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ( رحمهم الله ) ، قال : أخبرني أبو محمد عبد الله بن محمد الأبهري ، قال : حدثنا علي بن أحمد الصباح ، قال : حدثني إبراهيم بن عبد الله ابن أخ عبد الرزاق ، قال : حدثني [ عمي ] (2) عبد الرزاق بن همام ، قال : حدثني أبي همام بن نافع ، قال : حدثني مينا مولى عبد الرحمن بن عوف الزهري قال : قال لي عبد الرحمان : يامينا ألا احدثك بحديث سمعته من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ قلت : بلى قال : سمعته يقول :

-----------------------------
(1) عنه البحار : 23 : 104 ، 43 : 230 .
(2) من أمالي الشيخ .