إذن ، فلا مجال حتى لدعوى : أن عثمان قد يكون تزوج بإحدى بناته (ص) بعد صدور هذا القول منه (ص).
  لأنهم يقولون : أن عثمان قد تزوج أم كثلوم بعد وفاة رقية بقليل ، أي في سنة ثلاث .
  وربما يمكن أن يؤيد ذلك بما روي عن أبي ذر الغفاري (ره) ، مرفوعاً :
  (إن الله تعالى اطلع إلى الأرض إطلاعة من عرشه ـ بلا كيف ولا زوال ـ فاختارني ، واختار علياً صهراً ، وأعطى له فاطمة العذراء البتول ، ولم يعط ذلك أحداً من النبيين.
  وأعطي الحسن والحسين ، ولم يعط أحداً مثلهما.

بنات النبي (ص) أم ربائبه _ 102 _

  وأعطي صهراً مثلي.
  وأعطي الحوض.
  وجعل إليه قسمة الجنة والنار.
  ولم يعط ذلك الملائكة الخ...) (88).
  حيث ذكرت الرواية عدة أمور اختص بها علي عليه السلام دون سواه ، ولم يعط احد مثلها ، وذكر من ضمنها اختيار علي عليه السلام صهراً له صلى الله عليه وآله.

11 ـ ابن عمر ماذا يقول :
  قال البخاري :
(محمد بن بشار ، حدثنا عبد الوهاب ، حدثنا عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر رضي الله عنهما :

بنات النبي (ص) أم ربائبه _ 103 _

  أتاه رجلان في فتنة ابن الزبير ، فقالا : إن الناس صنعوا ، وأنت ابن عمر ، وصاحب النبي (ص) ، فما يمنعك ان تخرج ؟!
  فقال : يمنعني : أن الله حرم دم أخي.
  فقالا : ألم يقل الله : وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ؟
  فقال : قاتلنا حتى لم تكن فتنة ، وكان الدين لله ، وأنتم تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة ، ويكون الدين لغير الله.
  وزاد عثمان بن صالح ، عن ابن وهب ، قال : أخبرني فلان ، وحيوة بن شريح ، عن بكر بن عمرو المعافري : أن بكير بن عبد الله حدثه ، عن نافع : أن رجلاً أتى ابن عمر ، فقال :
  يا أبا عبد الرحمن ، ما حملك على أن تحج عاماً ، وتعتمر عاماً ، وتترك الجهاد في سبيل الله عز وجل ،

بنات النبي (ص) أم ربائبه _ 104 _

  وقد علمت ما رغب الله فيه ؟
  قال : يا ابن أخي ، بُني الإسلامُ على خمس : إيمان بالله ورسوله ، والصلوات الخمس ، وصيام رمضان ، وأداء الزكاة ، وحج البيت.
  قال : يا أبا عبد الرحمن ، ألا تسمع ما ذكر الله في كتابه : وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ، فأصلحوا بينهما ، فإن بغت إحداهما على الأخرى ، فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله. قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ؟!
  قال : فعلنا على عهد رسول الله (ص) ، وكان الإسلام قليلاً ، حتى كثر الإسلام ، فلم تكن فتنة.
  قال : فما قولك في علي ، وعثمان ؟!
  قال : أما عثمان ، فكان الله عفا عنه ، وأما أنتم فكرهتم أن تعفوا عنه.

بنات النبي (ص) أم ربائبه _ 105 _

  وأما علي ، فابن عم رسول الله (ص) ، وختنه ، وأشار بيده ، فقال : هذا بيته حيث ترون).
  التوضيح :
  إن محل الشاهد هو الفقرة الأخيرة من الرواية ، وإنما ذكرناها بطولها ليتضح ما يريد ابن عمر أن يقوله لذلك السائل.
  وقد صرح شرّاح البخاري بأن السائل رجل خارجي ، يريد تسجيل إدانة لعثمان وعلي عليه السلام على حد سواء ، أي أنه يريد أن يعترف له ابن عمر بأنهما من مثيري الفتن ، الذين يجب قتالهم ، استناداً إلى نص القرآن الكريم.
  وقد حاول ابن عمر أن يدافع عن عثمان ، لكنه لم

بنات النبي (ص) أم ربائبه _ 106 _

  يجد ما يقدمه في هذا السبيل سوى أنه حين فرّ في احد ، قد عفا الله عنه ، لكن الخارجين عليه لم يعفوا عنه ، بل قتلوه.
  ولكنه بالنسبة لعلي ، الذي حارب عائشة ، وطلحة ، والزبير ، في الجمل ، ومعاوية في صفين ، ثم خوارج النهروان ، قد ذكر أموراً ثلاثة ، اعتبرها كافية لدفع ما يريد ذلك السائل إلصاقه به.
  وهذه الأمور تشير إلى مزيد قربه عليه الصلاة والسلام من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ومكانته لديه ، واختصاصه به ، وهي التالية :
  1 ـ كونه عليه السلام ابن عم رسول الله(ص).
  2 ـ كونه صهر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وختنه على ابنته.
  3 ـ كون بيته في ضمن بيوت رسول الله صلى

بنات النبي (ص) أم ربائبه _ 107 _

  الله عليه وآله.
  فلو كان عثمان أيضاً صهراً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لكان المناسب لابن عمر أن يستدل به على السائل ، بل كان أنسب من غيره ، وذلك للحاجة الماسة إلى كل ما من شأنه أن يظهر قربه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومقامه منه ـ لو كان ـ بغية دفع الشبهة عنه ، والتي كانت في أمره أقوى منها بالنسبة إلى علي عليه السلام ، لسبق صدور المخالفة منه ، حتى استحق العفو.
  فإلى متى يؤجل ابن عمر هذا الاستدلال القوي والحساس ، فإنه ـ كما يقال ـ لا عطر بعد عروس.
  وبما ذكرناه يتضح عدم صحة القول بأن كلام ابن عمر هذا لا يدل على نفي صهرية عثمان ، لأن إثبات أمر في مورد لا يدل على نفي ذلك الأمر عن مورد

بنات النبي (ص) أم ربائبه _ 108 _

  آخر.
  فإنه إذا كان ابن عمر في صدد الاستدلال بكل ما من شأنه أن يدفع التهمة عن عثمان ، فإن عليه أن يأتي بأظهر الأدلة والشواهد على بطلانها. كما فعل بالنسبة إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام.
  لا أن يهمل الدليل القوي ، ويتشبث بأمر آخر أقل ما يقال فيه : إنه ضعيف وسخيف.
  ووجه ضعفه وسخافته :
  1 ـ أن العفو عن الفارين يوم أحد قد كان مشروطاً بالتوبة والإنابة منهم.
  وهذا إنما حصل بالنسبة لخصوص أولئك الذين عادوا بعد معرفتهم بسلامة النبي (ص) ، ولا يشمل الذي عاد من فراره بعد ثلاثة أيام ـ مثل عثمان.
  2 ـ إننا لو قبلنا بشمول العفو حتى لمثل عثمان

بنات النبي (ص) أم ربائبه _ 109 _

  فإنه لا يلزم منه وجوب عفو الناس عن عثمان بعد أحداثه التي ارتكبها في حقهم.
  3 ـ بل إن عفو الله عنه يوم أحد لمصلحة يعلمها تعالى ، مثل التأليف ، وتقوية التضامن الإسلامي في مقابل العدو الراصد ، لا يلازم عفوه تعالى عنه بعدها ، إذا كان قد ارتكب ما يوجب العقاب ، خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بالعدوان على الناس ، في أبشارهم ، وأموالهم ، وغير ذلك.
  وليس ثمة ما يوجب العفو لا من تأليف ولا غيره.

بنات النبي (ص) أم ربائبه _ 111 _

الفصل الثامن
اللمسات الأخيرة

بنات النبي (ص) أم ربائبه _ 113 _

  ربما يكون الحل الأمثل!!
  ومما تقدم كله يتضح : أن رقية التي تزوجها عثمان لم تكن بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
  فإذا كنا نريد أن نكون أكثر دقة في حكمنا على الروايات التاريخية ، فإننا لابد ان نفترض ـ على تقدير التسليم بولادة بنات النبي (ص) من خديجة ـ : أنهن قد متن وهن صغار ، ولم يتزوجن من أحد.
  فإن كان عثمان قد تزوج بمن اسمها رقية ، وبعد

بنات النبي (ص) أم ربائبه _ 114 _

  موتها تزوج بمن اسمها أم كلثوم فلابد أن يكنّ لسن بنات النبي (ص). وإن تشابهت الأسماء.
  ولعل تشابه الأسماء بين زوجتي عثمان ، وبين من ولدن للنبي (ص) بعد البعثة على الأكثر ، ومتن وهن صغار ، قد أوقع البعض بالاشتباه ، أو سوّغ له أن يدعي : أن هاتين البنتين أعني زوجتي عثمان ، هن نفس رقية وأم كلثوم بنات النبي (ص).
  وربما أكد هذه الشبهة وقواها كون زوجتي عثمان قد كن ربيبتين لرسول الله (ص) أيضاً ، وقد كان العرب يطلقون على ربيبة الرجل : إنها ابنته ، كما هو معروف ، الأمر الذي أفسح المجال لتكريس هذا الاشتباه المعنوي أو العمدي في بداياته على الأقل لأهداف ومرامي لا تخفى.
  صهر رسول الله!
  وإذا كانت رقية وأم كلثوم اللتان تزوجهما عثمان

بنات النبي (ص) أم ربائبه _ 115 _

  إنما كانتا ربيبتين لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ويطلق على ربيبة الرجل : إنها ابنته ، فإنه يصح أن يقال لمن يتزوج تلك الربيبة : إنه صهر لذلك الرجل.
  ومن هنا يتضح لنا الوجه فيما نسب إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، من أنه قد قرّر لعثمان : أن نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أكثر من نسبة سلفيه أبي بكر وعمر إليه ، حيث قال له فيما روي :
  (وقد نلت من صهره ما لم ينالا) ولكن يبقى البحث حول أن ذلك الصهر على البنتين الربيبتين ، هل قام بواجبه تجاه ذلك الرجل

بنات النبي (ص) أم ربائبه _ 116 _

  الذي أكرمه بتزوج ربيبتيه له ، وتجاه نفس تينك البنتين ، فذلك يحتاج إلى مراجعة حياته وسيرته معهما ، وما جرى له مع النبي (ص) حين وفاتهما ، فراجع كتابنا الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) أول الجزء الرابع وآخره ، لتقف على بعض ما قيل في ذلك.
  سرّ تزويج رقية لعثمان :
  وإذا كان عثمان قد تزوج رقية ربيبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الإسلام ، فإن ما يلفت نظرنا هو أنهم يذكرون أن رقية كانت ذات جمال رائع .
  وقد قال البعض : إن عثمان (تعاهد مع أبي بكر : لو زوَّج مني رقية لأسلمت) ، وذلك بعد أن بشرته

بنات النبي (ص) أم ربائبه _ 117 _

  كاهنة بنبوة رسول الله (ص).
  ومعنى ذلك هو أن النبي(ص) قد زوّج عثمان برقية تألفاً له على الإسلام.
  وقد روي أنه لما طلب سعد بن معاذ من علي أن يخطب فاطمة قال (ع) في جملة ما قال :
  ( ... وما أنا بالكافر الذي يترفق بها عن دينه ، يعني بتألفه ، إني لأول من أسلم ).
  وقال (ع) في جواب أسماء بنت عميس ، حينما اقترحت عليه الزواج بفاطمة عليها السلام :
  (مالي صفراء ، ولا بيضاء ، ولست بمأبور ـ يعني

بنات النبي (ص) أم ربائبه _ 118 _

  غير الصحيح في الدين ـ ولا المتهم في الإسلام).
  فلعل هذا الكلام قد جاء تعريضاً لعثمان الذي زوجه النبي (ص) لكي يجره إلى قبول هذا الدين ، وفقاً للنص المتقدم ، لاسيما وأن أبا العاص زوج زينب كان لا يزال على شركه حتى عام الحديبية وهو : إنما زوج زينب في الجاهلية .
  وقد تقدم قول النبي (ص) لعلي : هي لك يا علي لست بدجال.
  وقد حاول البزار وابن سعد جل التاء في (لست) مضمومة ، قال ابن سعد :
  (وذلك أنه كان قد وعد علياً بها قبل أن يخطب

بنات النبي (ص) أم ربائبه _ 119 _

  إليه أبو بكر وعمر) .
  ونقول :
  لو صح ذلك لم يكن (ص) قد اعتذر عن تزويجها لأبي بكر وعمر بصغرها ، بل كان اعتذر لهما بالوعد الذي كان قد قطعه على نفسه لعلي عليه الصلاة والسلام.

منافسون لعلي عليه السلام
  وبعد ما تقدم ، فإننا نسجل هنا النقاط التالية :
  1 ـ ربما يكون إصرار الآخرين على بنوّة رقية ، وأم كلثوم ، وزينب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإرسال ذلك إرسال المسلمات ، ومن دون أي تحقيق أو تمحيص ، رغم وجود ما يقتضي الوقوف والتأمل ـ ربما يكون ذلك ـ راجعاً إلى الحرص على إيجاد منافسين لعلي عليه السلام في فضائله

بنات النبي (ص) أم ربائبه _ 120 _

  الخارجية.
  وذلك نجدهم قد أطلقوا على عثمان لقب : (ذي النورين) مع العلم بأن فاطمة قد كانت أفضل نساء العالمين ، ولكنهم لم يمنحوا الذي تزوجها أي لقب لأجل ذلك!!
  2 ـ إن بعض القرائن تشير إلى أن حياة عثمان الزوجية مع رقية ، ومع أم كلثوم أيضاً لم تكن على درجة من السعادة ، والانسجام ، ولا نريد هنا الدخول في تفاصيل ذلك ، فلتراجع المصادر المعدة لذلك .
  3 ـ إنه رغم تأكيدهم على أن ابني أبي لهب قد تزوجا هاتين البنتين : رقية وأم كلثوم ، ثم فارقاهما

بنات النبي (ص) أم ربائبه _ 121 _

  بعد نزول سورة تبت ، وبعد إسلامهما ، ثم تزوجهما عثمان بعدهما.
  إلا إننا نلاحظ : أنه من أجل تسجيل منقبة لعثمان فقد حرص محبوه على إبقاء هاتين البنتين باكرتين ، فلا يدخل بهما ابني أبي لهب ، رغم أهلية البنتين وأهلية زوجيهما لذلك ، وعدم وجود أي مانع أو رادع.
  نعم ، لابد من إبقائهما كذلك لينال عثمان الشرف الأوفى في هذا المجال!!
  4 ـ إنهم يقولون : إنه لما ماتت البنت الثانية ـ أعني أم كلثوم ـ قال رسول الله :( لو كنَّ عشراً لزوجتهن عثمان).
  ونجد في المقابل الرواية المكذوبة التي تقول :

بنات النبي (ص) أم ربائبه _ 122 _

  إن علياً (ع) أراد أن يتزوج بنت أبي جهل !! فأغضب النبي (ص) بذل ، وشهّر به رسول الله(ص) على المنبر ، وألمح إلى أنه لو تم هذا الأمر فلابد لابن أبي طالب من أن يطلق ابنته ، وأثنى ـ بالمناسبة ـ على صهر أبي العاص بن الربيع .
  5 ـ لكننا نستغرب هنا : كيف أغفل الرواة عن تسجيل المدح لعثمان. وما هو وجه اختصاص أبي العاص بن الربيع بذلك ؟! إلا أن يكون المقصود هو تشبيه علي عليه السلام برجل مشرك ، ليكون ذلك أقذع في الهجاء ، وأبلغ في التعريض.
  عصمنا الله من الزلل ، في القول وفي العمل ، والحمد لله والصلاة على محمد وآله.

بنات النبي (ص) أم ربائبه _ 123 _

كلمة أخيرة
  وبعد ...
  فقد اتضح : أن دعوى زواج عثمان ، وأبي العاص بن الربيع ببنات رسول الله (ص) ، ليس لها ما يبررها على صعيد البحث العلمي والموضوعي.
  وإذا أردنا أن نفرط في إحسان الظن ، ونبتعد بهذه القضية عن دائرة الإعلام السياسي الذكي والمدروس ، فإننا لابد أن نفترض ـ حسبما ألمحنا

بنات النبي (ص) أم ربائبه _ 124 _

  إليه سابقاً ـ أنه قد حصل اشتباه من الرواة ، بسبب تشابه الأسماء ، إذ أن بنات النبي (ص) قد ولدن وفارقن الحياة وهن صغار.
  هذا بالنسبة إلينا نحن.
  أما القارئ الكريم ، فله أن يفسر هذا التزوير الإعلامي وفق ما يملكه من معطيات ، وحسبما يروق له ، ويطمئن إليه.
  هذا ، وقد حان الوقت لنترك القارئ الكريم الفرصة للتأمل في ما قدمناه له من أدلة وشواهد ، مع اعترافنا بأنه قد كان بالإمكان إثراء هذا البحث بالمزيد من المصادر ، وإعطاؤه المزيد من العناية والجهد ، ليصبح بذلك أتم ، ونفعه أعمّ.
  ولكنّنا آثرنا الاقتصار على هذا القدر ، إيماناً منّا بأنه لا ضرورة تدعو إلى ذلك ، مادام أن بالإمكان

بنات النبي (ص) أم ربائبه _ 125 _

  الرجوع إلى كتب التراث ، ليجد الباحث المزيد ، وقد يطلع على الجديد ، الذي يزيد الحقيقة التي قررها هذا البحث وضوحاً ، وإشراقاً ، ونقاء ، ويمنحها رسوخاً وتجذراً وبقاء.
  والله نسأل أن يقينا شرور أنفسنا ، وسيِّئات أعمالنا.
  وان يهدينا سبيل الحق والرشاد ، ويأخذ بأيدينا في طريق الخير والسداد.
  إنه ولي قدير ، وبالإجابة حري وجدير.   والحمد لله ، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطاهرين.
  16 رجب 1413 هـ ، ق
  الموافق 20 دي 1371 هـ. ش
  قم المشرفة
  جعفر مرتضى الحسيني العاملي