وبالنسبة إلى (هند) الذي ولدته خديجة ، هل هو ابن هذا الزوج ؟ أو ابن ذاك ؟! فإذا كان ابن عتيق ، فهو أنثى ، وإن كان ابن ذاك
الآخر فهو ذكر.
وهذا الولد الذكر هل مات بالطاعون ؟ ، أم أنه قتل مع علي أمير المؤمنين عليه السلام في حرب الجمل بالبصرة ؟
وثانياً : قال أبو القاسم الكوفي :
(إن الإجماع من الخاص والعام ، من أهل الآنال (الآثار ظ) ، ونقله الأخبار عن أنه لم يبق من أشراف قريش ، ومن ساداتهم ، وذوي
النجدة منهم إلا من خطب خديجة ، ورام تزويجها ، فامتنعت على جميعهم من ذلك.
فلما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غضب عليها نساء قريش ، وهجرنها ، وقلن لها :
خطبك أشراف قريش ، وأمراؤهم ، فلم تتزوجي أحداً منهم ؟ وتزوجت محمداً يتيم أبي طالب ، فقيراً ، لا مال له ؟!
فكيف يجوز في نظر أهل الفهم : أن تكون خديجة يتزوجها أعرابي من تميم ، وتمتنع من
بنات النبي (ص) أم ربائبه
_ 92 _
سادات قريش وأشرافها على ما وصفناه؟!
ألا يعلم ذوو التمييز والنظر : أنه من أبين المحال ، وأفظع المقال وثالثاً : كيف لم يعيّرها زعماء قريش ، الذين خطبوها فردّتهم ،
بزوجها من أعرابي ، بوال على عقبيه ، لا قيمة له ولا شأن ؟! ألم تكن هذه فرصة سانحة لهم للانتقام لأنفسهم ، من امرأة لم تكترث بهم ، ولا بزعامتهم ، ورفضت
عروضهم عليها ، وتقربهم منها ، وتزلّفهم إليها ؟!
ورابعاً : قال ابن شهرآشوب : (روى أحمد البلاذري ، وأبو القاسم الكوفي في كتابيهما ، والمرتضى في الشافي ، وأبو جعفر في
التلخيص : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تزوج بها ، وكانت
بنات النبي (ص) أم ربائبه
_ 93 _
عذراء.
يؤكد ذلك : ما ذكر في كتابي الأنوار والبدع : أن رقية وزينب كانتا ابنتي هالة أخت خديجة) وقد ذكرنا نحن فيما سبق شواهد
أخرى كثيرة على ذلك أيضاً.
تـحـذيـر :
ربما يحاول البعض أن يدعي : أن الحارث ابن أبي هالة ، الذي يقال : إنه أول شهيد في الإسلام كان ابناً لخديجة من أبي هالة ، وذلك
يدل على تزوجها رحمها الله برجل غير النبي صلى الله عليه وآله.
ونقول :
1 ـ لم يثبت لدينا أن الحارث هذا قد كان ابناً
بنات النبي (ص) أم ربائبه
_ 94 _
لخديجة لأن الظاهر ، أن نسبته لخديجة ليس لها ما يثبتها سوى دعواهم أن خديجة قد تزوجت بأبي هالة ، وهذا هو أول الكلام ، وهو
موضع الإشكال.
2 ـ دعواهم : أن الحارث هذا هو أول شهيد في الإسلام - والمدعي لذلك هو الشرقي ابن القطامي - يعارضها :
ألف ـ قول ابن عباس : (فقتل أبو عمار ، وأم عمار وهما أول قتيلين قتلا من المسلمين) ).
ب ـ ما روي بسند صحيح ، من أن أول شهيد في الإسلام هو سمية رحمها الله ، وكذا روي عن مجاهد أيضاً) .
ودعوى : أن سمية كانت هي أول من استشهد من
بنات النبي (ص) أم ربائبه
_ 95 _
النساء ، والحارث كان أول من استشهد من الرجال.
ليس لها ما يبررها مادام أن كلمة (شهيد) ، تطلق على الرجل والمرأة على حد سواء ، مثل قتيل وجريح ، ولأجل ذلك نجد أبا هلال
العسكري قد جعل القول : بأن سمية أول شهيد ، في مقابل قول الشرقي ابن القطامي في الحارث بن أبي هلالة ، فراجع .
بنات النبي (ص) أم ربائبه
_ 97 _
الفصل السابع
أحد عشر كوكباً
بنات النبي (ص) أم ربائبه
_ 99 _
10 ـ نفي النبي (ص) مصاهرة غير علي (ع)
وثمة دليل آخر على أن أحداً غير علي أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام لم يكن صهراً لرسول الله(ص) ، لا عثمان بن عفان ، ولا
أبو العاص بن الربيع ، ولا غيرهما.
وهو ما روي عن أبي الحمراء ، قال :
(قال النبي (ص) : يا علي ، أوتيت ثلاثاً لم يؤتهن أحد ولا أنا :
بنات النبي (ص) أم ربائبه
_ 100 _
أوتيت صهراً مثلي ، ولم أوت أنا مثلي.
وأوتيت صدّيقة مثل ابنتي ، ولم أوت مثلها [زوجة].
وأوتيت الحسن والحسين من صلبك ولم أوت من صلبي مثلهما ، ولكنكم مني ، وأنا منكم).
فلو كان عثمان أو أبو العاص قد تزوجا بنات رسول الله (ص) لم يصح منه (ص) ذلك القول ، لاسيما وأن هذا الكلام قد صدر منه
(ص) بعد ولادة الحسنين عليهما السلام.