قالت : فانكرت قولي ، وقالت : ما هذا ؟ ! فقلت لها : يا بنيّة ، إنّ الله تبارك وتعالى سيهب لك في ليلتك هذه غلاماً سيّداً في الدنيا والأخرة ، قالت : فخجلتْ واستحيتْ ، فلما أن فرغتُ من صلاة العشاء الأخرة أفطرتُ وأخذت مضجعي ، فرقدت ، فلما أن كان في جوف الليل قمت إلى الصلاة ، ففرغت من صلاتي وهي نائمة ليس بها حادث ، ثم جلستُ معقبة ، ثم اضطجعتُ ، ثم انتبهتُ فزعة وهي راقدة ، ثمّ قامت فصلّت ونامت ، قالت حكيمة : وخرجتُ أتفقد الفجر ، فاذا أنا بالفجر الأول كذنب السرحان وهي نائمة ، قالت حكيمة : فدخلتني الشكوك فصاح بي أبومحمد من المجلس فقال : « لا تعجلي يا عمّة ، فهاك الأمرقد قرب » ، قالت : فجلست فقرأتُ « الم السجدة » و « يس » فبينما أنا كذلك إذ انتبهت فزعة فوثبتُ إليها فقلت : اسم الله عليك ، ثمّ قلت لها : هل تحسّين شيئاً ؟ قالت : نعم ، فقلتُ لها : اجمعي نفسك ، واجمعي قلبك ، فهوما قلت لك ، قالت حكيمة : ثم أخذتني فترة وأخذتهاْ فترة ، فانتبهت بحس سيّدي ، فكشفتُ الثوب عنه فإذا به ( عليه السلام ) ساجداً يتلقى الأرض بمساجده ، فضممته إلي فاذا أنا به نظيف منظّف ، فصاح بي أبو محمد ( عليه السلام ) : « هلمّي إلف ابني يا عمّة » ، فجئت به إليه ، فوضع يديه تحت إليتيه وظهره ، ووضع قدميه على صدره ، ثمّ أدلى لسانه في فيه ، وأمره يده على عينيه وسمعه ومفاصله ثم قال : « تكلّم يا بنيّ » ، فقال : « أشهد أن لا إله إلآ الله ، وأشهد أنّ محمداً رسول الله » ثمّ صلى على أميرالمؤمنين وعلى الأئمة ( عليهم السلام ) الى أن وقف على أبيه ثمَ أحجم ، ثم قال أبو محمد ( عليه السلام ) : « يا عمّة اذهبي به إلى أُمّه ليسلم عليها ، وائتني به » فذهبت به فسلّم ورددته ووضعته في المجلس ، ثم قال ( عليه السلام ) : « يا عمة إذا كان يوم السابع فائتينا » ، قالت حكيمة : فلما أصبحت جئت لأسلم على أبي محمد ( عليه السلام ) وكشفت الستر لأتفقد سيّدي فلم أره ، فقلت له : جعلت فداك ما فعل سيّدي ؟ قال : « يا عمة استودعناه الذي استودعت أم موسى موسى » ، قالت حكيمة : فلمّا كان يوم السابع جئت وسلمت وجلست فقال : « هلمّي إليّ ابني » فجئت بسيدي ( عليه السلام ) وهو في الخرقة ، ففعل به كفعلته الاًولى ، ثمّ أدلى لسانه في فيه كانما يغذّيه لبناً أو عسلاً ثم قال : « تكلم يا بني » .
فقال ( عليه السلام ) : « أشهد أن لا إله إلاّ الله » وثنى بالصلاة على محمد وعلى أميرالمؤمنين ( عليهما السلام ) وعلى الأئمة حتى وقف على أبيه ( عليهم السلام ) ، ثم تلا هذه الآية ( وَنُريدُ أَن نَّمُنَ عَلَى الّذينَ استُضعِفُوا فِي الأَرضِ وَنَجعَلَهُم أئِمَّةً وَنَجعَلَهُئم الؤارِثينَ * وَنُمَكِّنَ لَهم فِي الأرضِ وَنرِيَ فِرعَونَ وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يَحذرون)
(1) ، قال موسى : فسألت عقبة الخادم عن هذا فقال : صدقت حكيمة
(2) ، وروى الشيخ أبوجعفرمحمد بن الحسن الطوسي (ره) قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان القمي قال : حدثني أبو عبد الله الحسن بن يعقوب قال : حدّثنا محمد بن يحيى العطار قال : حدّثنا الحسين بن عليّ النيسابوريّ ، قال : حدّثني ابراهيم بن محمد بن عبداللهّ بن موسى بن جعفر [ عن السياري ]
(3) قال : حدثني نسيم خادم الحسن بن علي ومارية قالا : لما سقط صاحب الزمان ( عليه السلام ) من بطن أُمّه سقط جاثياً على ركبتيه رافعاً سبابتيه الى السماء ، ثمّ عطس فقال : « الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وآله ، زعمت الظلمة أن حجة الله داحضة ، ولوأذن لنا في الكلام لزال الشك »
(4) ، قال ابراهيم بن محمد : وحدّثني نسيم الخادم قال : قال لي صاحب الزمان - وقد دخلت عليه بعد مولده بليلة فعطست - فقال : « يرحمك الله » ، قال نسيم : ففرحت بذلك ، فقال : « ألا أُبشّرك بالعطاس ؟ » فقلت : بلى ، فقال : « هو أمان من الموت ثلاثة أيام »
(5) .
---------------------------
(1) القصص 28 : 5 ـ 6 .
(2) كمال الدبن : 424 | 1 .
(3) أثبتناه من غيبة الشيخ الطوسي .
(4) غيبة الطوسي : 244 | 211 ، وكذا في : كمال الدين : 430 |5 ، الهداية الكبرى : 357 ، اثبات الوصية : 221 ، الخرائج والجرائح 1 : 457 |2 .
(5) غيبة الطوسي : 232| 200 ، وكذا في : كمال الدين : 430 | ذيل حديث 5 و 4 4 1 | 11 ، الهداية الكبرى : 358 ، اثبات الوصية : 221 ، الخرائج والجرائح 1 : 465| 11 و 2 : 693 | 7 .
أعلام الورى بأعلام الهدى
_ 136 _
الفصل الثالث في ذكر من رآه ( عليه السلام ) محمد بن يعقوب ، عن علي بن محمد ، عن محمد بن إِسماعيل بن موسى بن جعفر - وكان أسنّ شيخ من ولد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالعراق - قال : رأيت ابن الحسن بن علي بن محمد بين المسجدين وهو غلام
(1) ، وعنه ، عن محمد بن يحيى ، عن الحسن بن عليّ النيسابوري ، عن إبراهيم بن محمد ، عن أبي نصر ظريف الخادم أنه رآه ، ( عليه السلام )
(2)وعنه ، عن محمد بن عبد الله ، ومحمد بن يحيى جميعاً ، عن عبد الله ابن جعفر الحميريّ قال : اجتمعت أنا والشيخ أبوعمرو ( رضي اللهّ عنه ) عند أحمد ابن إسحاق ، فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخَلَف ، فقلت له : ، يا أبا عمرو ، إني أُريد أن أسالك عن شيء ، وما أنا بشاكّ فيما أُريد أن أسالك عنه ، فان إعتقادي وديني أنْ الأرض لا تخلو من حجة إلأ إذا كان قبل يوم القيامة باربعين يوماً فإذا كان ذلك رفعت الحجة ، وأُغلق باب التوبة ، فلم ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أوكسبت في إيمانها خيراً ، فاًولئك شرار خلق الله ، ولكنّي أحببت أن أزداد يقيناً ، فإنّ إبراهيم ( عليه السلام ) سأل رشّه أن يريه كيف يحيي الموتى فقال : (أَوَلَم تؤمِن قال بَلى وَلكِن لِيَطمَئِن قَلبي)
(3) وقد أخبرني أبو عليّ أحمد بن إسحاق ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : سألته وقلت : من أعامل ، وعمن آخذ ، وقول من أقبل ؟ فقال له : « لعمريّ ثقتي ، فما أدى اليك فعني يؤدّي ، وما قال لك فعني يقول ، فاسمع له وأطع ، فانّه الثقة المأمون » .
---------------------------
(1) الكافي 1 : 266 | 2 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 251 ، غيبة الطوسي : 268 | 230 .
(2) الكافي 1 : 267 | 13 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 354 .
(3) البقرة 2 : 260 .
أعلام الورى بأعلام الهدى
_ 137 _
وأخبرني أبو علي : أنه سأل أبا محمد ( عليه السلام ) عن مثل ذلك فقال له : « العمري وابنه ثقتان ، فما أدّيا إليك فعني يؤدّيان ، وما قالا لك فعني يقولان ، فاسمع لهما وأطعهما ، فإنّهما الثقتان المأمونان » فهذا قول امامين ( عليهما السلام ) فيك ، قال : فخز أبوعمرو ساجداً وبكى ثم قال : سل ، فقلت : رأيت ابن أبي محمد ( عليه السلام ) ؟ فقال : اي والله ، ورقبته مثل ذا ، وأومأ بيده الى عنقه ، فقلت له : قد بقيت واحدة ، فقال لي : هات ، قلت : الاسم ؟ قال : محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك ، ولا أقول هذا من عندي ، فليس لي أن أُحلل ولا أُحرم ، ولكن عنه ( عليه السلام ) ، وإن الأمر عند السلطان في أمر أبي محمد ( عليه السلام ) إنه مض ولم يخلف ولداً ، وقسم ميراثه ، وأخذه من لا حق له فيه ، وصبر على ذلك وهو ذا عيال يجولون ، وليس أحد يجسر أن يتعرف إليهم أو ينيلهم شيئاً ، وإذا وقع الاسم وقع الطلب ، فاتقوا الله وامسكوا عن ذلك
(1) وعنه ، عن عليّ بن محمد ، عن محمد بن شاذان بن نعيم ، عن خادمة لإبراهيم بن عبدة النيسابوريّ - وكانت من الصالحات - أنها قالت :
---------------------------
(1) الكافي 1 : 265 | 1 .
أعلام الورى بأعلام الهدى
_ 138 _
كنت واقفة مع إبراهبم على الصفا ، فجاء صاحب الأمرحتّى وقف معه ، وقبض على كتاب مناسكه وحدّثه باشياء
(1) وعنه ، عن علي بن محمد ، عن أبي عليّ أحمد بن إبراهيم بن إدريس ، عن أبيه قال : رأيته ( عليه السلام ) بعد مضيّ أبي محمد ( عليه السلام ) حين أيفع ، وقبّلت يده ورأسه
(2) وعنه ، عن عليّ بن محمد ، عن أبي عبد الله بن صالح ، وأحمد بن النضر ، عن القنبريّ -رجل من ولد قنبر الكبيرمولى أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ـ قال : جرى حديث جعفر بن عليّ فذمه ، فقلت :َ فليس غيره ؟ فذكر الحجّة ( عليه السلام ) ، فقلت : فهل رأيته ؟ قال : قدرآه جعفرمرّتين
(3) وعنه
(4) ، عن عليّ بن الحسين بن الفرج المؤدب ، عن محمد بن الحسن الكرخيّ قال : سمعت أبا هارون - رجلاً من أصحابنا - يقول : رأيت صاحب الزمان ووجهه كانه القمر ليلة البدر ، ورأيت على سرته شعراً يجري كالخظة ، وكشفت الثوب عنه فوجدته مختوناً ، فسألت مولانا الحسن بن علي ، عن ذلك ، فقال : « هكذا ولِد وهكذا ولِدنا ، ولكنا سنمر الموسى لإصابة السنَة »
(5) .
---------------------------
(1) الكافي 1 : 266 | 6 ، وكذا في : ارشاد المفيد : 2 | 352 ، غيبة الطوسي : 268 | 23 .
(2) الكافي 1 : 267 | 8 ، وكذا في : ارشاد المفيد : 2 | 352 ، غيبة الطوسي : 268 |232 .
(3) الكافي 1 : 267 | 9 ، وكذا في : ارشاد المفيد : 2 | 352 ، غيبة الطوسي : 248 | 217 .
(4) كذا وهو غير صواب ، لأن الرواية لا تعود إلى الكافي ، بل هي مروية في كمال الدين ، ربسنده الشيخ الصدوق رحمه الله تعالى ، كما أنها لم ترد في متن نسخة « ط » بل في هامشها ، رلعلها اضافة من النساخ والله تعالى هو العالم .
(5) كمال الدين : 434 | 1 .
أعلام الورى بأعلام الهدى
_ 139 _
ولو ذكرنا جميع أسماء من رآه ( عليه السلام ) لطال الكتاب واتسع الخطاب ، وسياتي ذكر بعضهم فيما ياتي من الكتاب ، وفيما أوردناه هنا كفاية في الغرض الذي نحوناه .
الباب الثاني
في ذكر النصوص الدالة على إمامته ( عليه السلام ) من آبائه ( عليهم السلام ) ، سوى ما تقدّم من ذكره في جملة الاثني عشر فيه ثلاثة فصول :
الفصل الأول
في ذكر إثبات النص على إمامته ( عليه السلام ) من طريق الاعتبار
إذا ثبت بالدليل العقلي وجوب الإمامة ، واستحالة أن يخلي الحكيم سبحانه عباده المكلفين وقتاً من الأوقات من وجود إمام معصوم من القبائح ، كامل غني عن رعاياه في العلوم ، ليكونوا بوجوده أقرب إلى الصلاح وأبعد من الفساد ، وثبت وجوب النص على من هذه صفته من الأنام ، أو ظهور المعجز الدال عليه المميز له عمن سواه ، وعدم هذه الصفات من كل أحد بعد وفاة أبي محمد الحسن بن علي العسكري ممَن ادَعيت الإمامة له في تلك الحال ، سوى من أثبت إمامته أصحابه ( عليه السلام ) من ولده ، القائم مقامه ، ثبتت امامته ( عليه السلام ) ، وإلاّ أدّى إِلى خروج الحق عن أقوال الاًمّة ، وهذا أصل لا يحتاج معه في الإمامة إلى رواية النصوص ، وتعداد ما جاء فيها من الروايات والأخبار ، لقيامه بنفسه في قضيّة العقل ، وثبوته بصحيح الاعتبار ، على أنه قد سبق النص عليه من النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثم من أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ثمّ من الأئمة ( عليهم السلام ) واحداً بعد واحد إلى أبيه ( عليه السلام ) ، وإخبارهم ( عليهم السلام ) بغيبته قبل وجوده ، وبدولته بعد غيبته .
أعلام الورى بأعلام الهدى
_ 140 _
ونحن نذكر ذلك في الفصل الذي يلي هذا الفصل ثم نذكر بعد ذلك الأخبار الواردة في أنه نص عليه أبوه ( عليه السلام ) عند خواصه وثقاته وشيعته ، وأشار إليه بالامامة من بعده استظهاراً في الحجة ، وتثبيتاً على المحجة .
الفصل الثاني
في ذكر الأخبار الواردة عن آبائه ( عليهم السلام ) في ذلك ، سوى ما ذكرناه فيما تقدم من الكتاب ، حذفنا أسانيدها تحرياً للاختصار ، فمن أرادها فليطلبها في كتاب كمال الدين للشيخ أبي جعفر بن بابويه قدس الله روحه ، فمما جاء عن النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) في ذلك : ما رواه جابر بن يزيد الجعفي ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : « المهديّ من ولدي ، اسمه اسمي ، وكنيته كنيتي ، أشبه الناس بي خَلقاً وخُلقاً ، تكون له غيبة وحيرة تضلّ فيها الاًمم ، ثمّ يقبل كالشهاب الثاقب يملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً »
(1) ، وروى أبوبصير ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن ابائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) : « المهديّ من ولدي اسمه اسمي ، وكنيته كنيتي ، أشبه الناس بي خَلقاً وخُلقاً ، تكون له غيبة وحيرة حتَى يضل الخلق عن أديانهم ، فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب فيملأها عدلاًَ وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً »
(2) ، وروى محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن صالح بن عقبة ، عن أبيه ، عن أبي جعفر الباقر ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
---------------------------
(1) كمال الدين : 286 | 1 .
(2) كمال الدين : 287 |4 .
أعلام الورى بأعلام الهدى
_ 141 _
المهديّ من ولدي ، تكون له غيبة وحيرة تضلّ فيها الاًمم ، يأتي بذخيرة الأنبياء ، فيملأها عدلاً وقسطأ كما ملئت ظلماً وجو راً »
(1) ، وروى ثابت بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : « إنّ عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) امام أُمتي ، وخليفتي عليها بعدي ، ومن ولده القائم المنتظر الذي يملأ الله به الأرض عدلأ وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً ، والذي بعثني بالحق بشيراً ؛ إِنّ الثابتين على القول في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر » ، فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري فقال : يا رسول اللهّ ، وللقائم من ولدك غيبة ؟ قال : « إي وربّي ، ليمحص الذين آمنوا ويمحق الكافرين ، يا جابر إن هذا الأمر من أمر الله ( عز وجل ) ، وسر من سرّ الله ، علّته مطويّة عن عباد الله ، فاياك والشك ، فان الشك في أمر الله ( عزّ وجل ) كفر »
(2) وروى هشام بن سالم ، عن الصادق ، عن أبيه ، عن جده ( عليهم السلام ) قال : « قال رسول اللهّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : القائم من ولدي ، اسمه اسمي ، وكنيته كنيتي ، وشمائله شمائلي ، وسنته سنتي ، يقيم الناس على ملتي وشريعتي ، ويدعوهم إلى كتاب ربّي ، من أطاعه أطاعني ، ومن عصاه عصاني ، ومن أنكر غيبته فقد أنكرني ، ومن كذبه فقد كذبني ، ومن صدّقه فقد صدّقني ، إلى الله أشكو المكذبين لي في أمره
(3)، والجاحدين لقولي في شأنه ، والمضلّين لامتي عن طريقته ( وَسَيَعلَمُ الذينَ َظلَمُوا أيّ مُنقَلَب يَنقَلِبُونَ ) »
(4) .
---------------------------
(1) كمال الدين : 287 | 5 .
(2) كمال الدين : 287 | 7 .
(3) الشعراء 26 : 227 .
(4) كمال الدين : 411 | 6 .
أعلام الورى بأعلام الهدى
_ 142 _
ومما جاء عن أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) في ذلك : ما رواه الحارث بن المغيرة النصري ، عن الأصبغ بن نباتة قال : أتيت أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) فوجدته متفكّراً ينكت في الأرض ، فقلت :يا أمير المؤمنين ، ما لي أراك متفكّراً تنكت في الأرض ، أرغبةً فيها ؟ فقال : « لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوماً قطّ ، ولكني فكّرت في مولود يكون من ظهري ، الحادي عشر من ولدي ، هو المهديَ يملأها عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، تكون له حيرة وغيبة ، يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون » ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، وإن هذا لكائن ؟ قال : « نعم كما أنّه مخلوق ، وأنى لك العلم بهذا الأمر يا أصبغ ؟ أُولئك خيار هذه الاًمة مع أبرار هذه العترة » ، قلت : وما يكون بعد ذلك ؟ قال : « ثمّ يفعل الله ما يشاء ، وإن إرادات وغايات ونهايات »
(1) ، ومن كلامه المشهور لكميل بن زياد : « اللهمّ إنك لا تخلي الأرض من قائم بحجّة ، إمّا ظاهر مشهور ، أو خائف مغمور ، لئلا تبطل حججك وبيّناتك »
(2) ، وروى سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة عن أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) : أنّه ذكر القائم فقال : « أما ليغيبنّ حتّى يقول الجاهل : ما لله في آل محمد حاجة »
(3) .
---------------------------
(1) كمال الدين : 288 | 1 .
(2) كمال الدين : 291 | 10 .
(3) كمال الدين : 302 | 9 .
أعلام الورى بأعلام الهدى
_ 143 _
وروى عبدالعظيم بن عبد الله الحسنيّ ، عن أبي جعفر الثاني ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) قال : « للقائم منّا غيبة أمدها طويل ، كانّي بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته ، يطلبون المرعى فلا يجدونه ، ألا فمن ثبت منهم على دينه ولم يَقسُ قلبه لطول مدّة غيبة إمامه فهو معي في درجتي يوم القيامة »
(1) ، وقال ( عليه السلام ) : « إنّ القائم منّا إذا قام لم يكن لأحد في عنقه بيعة ، فلذلك تخفى ولادته ويغيب شخصه »
(2) ، وروى علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عليّ بن معبد ، عن الحسين ابن خالد ، عن الرضا ( عليه السلام ) ، عن آبائه ، عن آمير المؤمنين ( عليهم السلام ) أنّه قال : « التاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحقّ ، والمظهِر للدين ، والباسط للعدل ، قال الحسين ( عليه السلام ) : فقلت له : وإنّ ذلك لكائن ؟
فقال : إي والذي بعث محمداً بالنبوّة ، واصطفاه على جميع البريّة ، ولكن بعد غيبة وحيرة لا يثبت فيهما على دينه إلاّ المخلصون ، المباشرون لروح اليقين ، الذين أخذ الله ميثاقهم بولايتنا ، وكتب في قلوبهم الإيمان ، وأيّدهم بروح منه »
(3) ، وممّا جاء فيه عن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهما السلام ) : ما رواه حنان بن سدير ، عن أبيه سدير بن حكيم بن صهيب الصيرفيّ ، عن أبيه ، عن أبي سعيد عقيصاً قال : لما صالح الحسن بن عليّ ( عليهما السلام ) معاوية دخل عليه الناس ، فلامه بعضهم على بيعته ، فقال ( عليه السلام ) : « ويحكم ، ما تدرون ما عَمِلْت ، والله للّذي عملت خيرٌ لشيعتي ممّا طلعت عليه الشمس أو غربت ، ألا تعلمون أنّي إمامكم ، ومفترض الطاعة عليكم ، وأحد سيدي شباب أهل الجنّة بنصّ من رسول الله ( صلّى الله عليه واله وسلم ) عليّ ؟ » .
---------------------------
(1) كمال الدين : 303 | ذيل حديث 14 .
(2) كمال الدين : 303 | ذيل حديث 14 .
(3) كمال الدين : 304 | 16 .
أعلام الورى بأعلام الهدى
_ 144 _
قالوا : بلى ، قال : « أما علمتم أنّ الخضر لمّا خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار كان ذلك سخطاً لموسى ( عليه السلام ) ، إذ خفي عليه وجه الحكمة في ذلك ، وكان ذلك عند الله تعالى ذكره حكمة وصواباً ؟ أما علمتم أنه ما منّا أحد الآ وتقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلاّ القائم الذي يصلي روح الله عيسى بن مريم خلفه ، فإنّ الله ( عزّ وجل ) يخفي ولادته ، ويغيّب شخصه ، لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج ، ذلك التاسع من ولد أخي الحسين ، ابن سيّدة الإماء ، يطيل الله عمره في غيبته ، ثم يظهره بقدرته في صورة شاب دون أربعين سنة ، ذلك ليعلم أنّ الله على كلّ شيء قدير »
(1) ،
وممّا جاء عن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهما السلام ) : ما رواه محمد بن أبي عمير ، عن عبد الرحمن بن الحجّاج ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ( عليهم السلام ) قال : « قال الصادق ( عليه السلام ) : في التاسع من ولدي سُنّة من يوسف ، وسُنّة من موسى ابن عمران ، وهوقائمنا أهل البيت ، يصلح الله تعالى أمره في ليلة واحدة »
(2) ، وروى جعيد الهمداني
(3) عنه ( عليه السلام ) قال :
---------------------------
(1) كمال الدين : 315 | 1 .
(2) كمال الدين : 316 | 1 .
(3) في كمال الدين : رجل من همدان .
أعلام الورى بأعلام الهدى
_ 145 _
« قائم هذه الاًمّة هو التاسع من ولدي ، وهو صاحب الغيبة ، وهو الذي يقسّم ميراثه وهو حيّ »
(1) ، وروى يحيى بن وثاب ، عن عبد الله بن عمر قال : سمعت الحسين ابن عليّ بن أبي طالب ( عليهما السلام ) يقول : « لو لم يبق من الدنيا إلأ يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يخرج رجل من ولدي ، فيملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً ، كذلك سمعت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) يقول »
(2) ، وممّاجاء فيه عن عليّ بن الحسين (
عليهما السلام ) : ما رواه حمزة بن حمران ، عن أبيه حمران بن أعين ، عن سعيد بن جبيرقال : سمعته يقول : « في القائم منّا سنن من ستّة من الأنبياء ( عليهم السلام ) : سُنة من نوح ، وسنّة من إبراهيم ، وسنة من موسى ، وسنّة من عيسى ، وسنة من أيّوب ، وسنة من محمد ، فأما من نوح ( عليه السلام ) فطول العمر ، وأمّا من إبراهيم ( عليه السلام ) فخفاء الولادة واعتزال الناس ، وأمّا من موسى ( عليه السلام ) فالخوف والغيبة ، وأما من عيسى ( عليه السلام ) فاختلاف الناس فيه ، وأمّا من أيّوب ( عليه السلام ) فالفرج بعد البلوى ، وأمّا من محمد ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) فالخروج بالسيف »
(3) ،
قال : وسمعته ( عليه السلام ) يقول : « القائم منا تخفى على الناس ولادته حتّى يقولوا : لم يولد بعد ، ليخرج حين يخرج وليس لأحدفي عنقه بيعة »
(4) ، وروى علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن بسطام بن مرّة ، عن عمرو بن ثابت قال : قال عليّ بن الحسين سيّد العابدين ( عليه السلام ) :
---------------------------
(1) كمال الدين : 317 | 2 .
(3) كمال الدين : 317 | 4 .
(3) كمال الدين : 321 | 3 .
(4) كمال الدين : 322 | 6 .
أعلام الورى بأعلام الهدى
_ 146 _
« من ثبت على موالاتنا في غيبة قائمنا أعطاه الله أجر ألف شهيد مثل شهداء بدر »
(1) ،
ومما جاء عن محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) ، ما رواه عبد الله بن عطاء قال : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : إنّ شيعتك بالعراق كثيرون ، ووالله ما في أهل بيتك مثلك ، فقال : « يا عبد الله ، قد أمكنت الحشو من أذنيك ، والله ما أنا بصاحبكم » ، قلت : فمن صاحبنا ؟ قال : « أنظر من تخفى على الناس ولادته فهو صاحبكم »
(2) وروى أبو الجارود زياد بن المننر عنه قال : قال لي : « يا أبا الجارود ، إذا دار الفلك ، وقال الناس : مات القائم أو هلك ، بأي واد سلك ، وقال الطالب : أنّى يكون ذلك ، وقد بليت عظامه ، فعند ذلك فارجوه ، فاذا سمعتم به فأتوه ولو حبواً على الثلج »
(3) ،
أبو بصير ، عنه قال : « في صاحب هذا الأمر أربع سُنن من أربعة أنبياء : سنة من موسى ، وسنة من عيسى ، وسنة من يوسف ، وسنة من محمد ( صلى الله عليه وآله وعليهم ) ، فأما من موسى فخائف يترقْب ، وأما من يوسف فالسجن ، وأمّا من عيسى فيقال : إنّه مات ولم يمت ، وأمّا من محمد ( صلى الله عليه وآله وعليهم )فالسيف »
(4) .
---------------------------
(1) كمال الدين : 323 | 7 .
(2) كمال الدين : 325 | 2 .
(3) كمال الدين : 326 | 5 .
(4) كمال الدين : 326 | 6 ، وكذا في : الامامة والتبصرة : 234 |84 ، وغيبة الطوسي :