قال سُليم بن قيس الهلالي : وقد كنت سمعت ذلك من سلمان وأبي ذرّ والمقداد وأُسامة بن زيد أنّهم سمعوا ذلك من رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم )
، وحدثنا أبي قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن حماد بن عيسى ، عن عبد الله بن مسكان ، عن أبان بن تغلب ، عن سليم بن قيس الهلالي ، عن سلمان الفارسي قال : دخلت على النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) فإذا الحسين بن علي على فخذه ، وهو يقبِّل عينيه ويلثم فاه وهو يقول : « أنت سيّد ابن سيّد ، أنت إمام ابن إمام أبو أئمة ، أنت حجة ابن حجة أبو حجج تسعة من صلبك ، تاسعهم قائمهم »
، قال : وحدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن غياث بن إبراهيم ، عن الصادق ( عليه السلام ) ، عن أبيه محمد بن عليّ ، عن أبيه عليّ ، عن أبيه الحسين ( عليهم السلام ) قال : « سئل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عن معنى قول رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) :
إنّي مخلّف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ، مَن العترة ؟ فقال : أنا والحسن والحسين والاَئمّة التسعة من ولد الحسين ، تاسعهم مهديّهم وقائمهم ، لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم
حتّى يردوا على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) حوضه »
(1) ، قال : وحدّثنا علي بن عبد الله الورّاق ، وحدّثنا سعد بن عبد الله ، حدّثنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي ، عن الحسين بن علوان ، عن عمر بن خالد ، عن سعد بن طريف ، عن الاَصبغ بن نباتة ، عن عبد الله بن عبّاس قال : سمعت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) يقول : « أنا وعليّ والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهّرون معصومون »
(2) ، قال : وحدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال : حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان ، حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب ، حدّثنا الفضل بن الصقر العبديّ ، حدّثنا أبو معاوية ، عن الاَعمش ، عن عباية بن ربعي ، عن عبد الله ابن عبّاس قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : « أنا سيّد النبيّين ، وعلي بن أبي طالب سيّد الوصيّين ، وأنّ أوصيائي بعدي اثنا عشر أوّلهم عليّ ابن أبي طالب وآخرهم القائم »
(3) ، قال : وحدّثنا غير واحد من أصحابنا ، حدّثنا محمد بن همّام ، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاريّ ، عن الحسين بن محمد بن سماعة ، عن أحمد بن الحارث ، عن المفضّل بن عمر ، عن يونس بن ظبيان ، عن جابر ابن يزيد الجعفيّ قال : سمعت جابر بن عبد الله الاَنصاري يقول : لمّا أنزل الله تعالى على نبيّه ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : ( يا أَيّهَا الَّذينَ آمَنوُا أَطيعُوا الله وَ أَطيعُوا الرّسولُ وَأُولِي الاَمرِ مِنكُم )
(4) قلت :
---------------------------
(1) كمال الدين : 240 | 64 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 1 : 57 | 25 .
(2) كمال الدين : 280 | 28 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 1 : 64 | 30 ، وكذا في : كفاية الاثر للخزاز 19 .
(3) كمال الدين : 280 | 29 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 1 : 64 | 31 .
(4) النساء 3 : 59 .
أعلام الورى بأعلام الهدى
_ 110 _
يا رسول الله ، عرفنا الله ورسوله ، فمن أُولي الاَمر الذي قرن الله طاعتهم بطاعتك ؟
فقال ( عليه السلام ) : « هم خلفائي ـ يا جابر ـ وأئمّة المسلمين بعدي ، أوّلهم عليّ بن أبي طالب ، ثمّ الحسن ، ثمّ الحسين ، ثمّ عليّ بن الحسين ، ثمّ محمّد بن عليّ المعروف في التوراة بالباقر ، وستدركه يا جابر ، فإذا لقيته فأقرئه منّي السلام ، ثمّ الصادق جعفر بن محمّد ، ثمّ موسى بن جعفر ، ثم عليّ بن موسى ، ثمّ محمّد بن عليّ ، ثمّ عليّ بن محمّد ، ثمّ الحسن بن عليّ ، ثمّ سميّي وكنيّي ، حجّة الله في أرضه ، وبقيّته في عباده ، ابن الحسن ابن عليّ ، ذاك الذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الاَرض ومغاربها ، وذلك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلاّ من امتحن الله قلبه للاِيمان » ، قال جابر : فقلت له : يا رسول الله فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته ؟ فقال ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : « إي والذي بعثني بالنبوّة انّهم ليستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن تجلاها سحاب ، يا جابر : هذا من مكنون سرّ الله ومخزون علم الله فاكتمه إلاّ عن أهله »
(1) إلى آخر الخبر ، قال : وحدّثنا محمد بن موسى بن المتوكّل قال : حدّثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفيّ حدّثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد ، عن الحسن بن عليّ بن سالم ، عن أبيه ، عن أبي حمزة ، عن سعيد ابن جبير ، عن عبد الله بن عبّاس قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) :
---------------------------
(1) كمال الدين : 253 | 3 .
أعلام الورى بأعلام الهدى
_ 111 _
« إنّ الله تعالى إطّلع على الاَرض إطّلاعة فاختارني منها فجعلني نبيّا ، ثمّ اطّلع الثانية فاختار منها عليّاً فجعله إماماً ، ثم أمرني أن أتّخذه أخاً ووصياً وخليفة ووزيراً فعليّ منّي وأنا من عليّ وهو زوج ابنتي وأبو سبطيّ الحسن والحسين ، ألا وإنّ الله تبارك وتعالى جعلني وإيّاهم حججاً على عباده ، وجعل من صلب الحسين أئمّة يقومون بأمري ويحفظون وصيّتي ، التاسع منهم قائم أهل بيتي ومهدّي أُمتي ، أشبه الناس بي في شمائله وأقواله وأفعاله ، يظهر بعد غيبة طويلة وحيرة مضلّة فيعلن أمر الله ويظهر دين الله ويؤيّد بنصرالله وينصر بملائكة الله ، فيملاَ الاَرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً »
(1) وبهذا الاِسناد ، عن الحسين بن يزيد ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : « قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : حدّثني جبرئيل عن رب العزة جلّ جلاله أنّه قال : من علم أن لا إله إلاّ أنا وحدي ، وأنّ محمّداً عبدي ورسولي ، وأنّ عليّ بن أبي طالب خليفتي ، وأنّ الاَئمّة من ولده حججي ، أدخلته الجنّة برحمتي ، ونجيته من النار بعفوي ، وأبحت له جواري ، وأوجبت له كرامتي ، وأتممت عليه نعمتي ، وجعلته من خاصّتي وخالصتي ، إن ناداني لبيته ، وإن دعاني أجبته ، وإن سألني أعطيته ، وإن سكت إبتدأته ، وإن أساء رحمته ، وإن فرّ منّي دعوته ، وإن ( رجع أليّ قَبِلته ، وإن قرع بابي فتحت له ، ومن لم يشهد أن لا إله ألاّ أنا وحدي ، أو)
(2) شهد بذلك ولم يشهد أنّ محمداً عبدي ورسولي ، أو شهد بذلك ولم يشهد أنّ عليّ بن أبي طالب خليفتي ، أو شهد بذلك ولم يشهد أنّ الاَئمّة من ولده حججي ، فقد جحد نعمتي ، وصغّر عظمتي ، وكفر بآياتي وكتبي ، إن قصدني حجبته ، وإن سألني حرمته ، وإن ناداني لم أسمع نداءه وإن دعاني لم أستجب دعاءه ، وإن رجاني خيّبته ، وذلك جزاؤه منّي وما أنا بظلاّم للعبيد » .
---------------------------
(1) كمال الدين : 257 | 2 ، وكذا في : كفاية الاثر للخزاز 10 .
(2) ما بين القوسين لم يرد في نسختي « ط » و « ق » واثبتناه من نسخة « م » .
أعلام الورى بأعلام الهدى
_ 112 _
قال : « الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ، ثمّ سيّد العابدين في زمانه عليّ بن الحسين ، ثمّ الباقر محمد بن عليّ ، وستدركه يا جابر فإذا أدركته فأقرئه منّي السلام ، ثمّ الصادق جعفر بن محمد ، ثمّ الكاظم موسى بن جعفر ، ثمّ الرضا عليّ بن موسى ، ثمّ التقي محمد بن عليّ ، ثمّ النقيّ عليّ بن محمد ، ثمّ الزكي الحسن بن عليّ ، ثم ابنه القائم بالحقّ مهدي اُمّتي ، الذي يملاَ الاَرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، هؤلاء يا جابر خلفائي وأوصيائي وأولادي وعترتي ، ومن أطاعهم فقد أطاعني ، ومن عصاهم فقد عصاني ، ومن أنكرهم أو أنكر واحداً منهم فقد أنكرني ، بهم يمسك الله السماء أن تقع على الاَرض إلاّ بإذنه ، وبهم يحفظ الله الاَرض أن تميد بأهلها » ، قال : وحدثنا عليّ بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقيّ ، عن أبيه ، عن جدّه أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه محمد بن خالد ، عن محمد بن داود ، عن محمد بن الجارود العبدي ، عن الاَصبغ بن نباتة قال : خرج علينا أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ذات يوم ويده في يد ابنه الحسن ( عليه السلام ) وهو يقول : « خرج علينا رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ذات يوم ويده في يدي هكذا وهو يقول : خير الخلق بعدي وسيّدهم أخي هذا وهو إمام كلّ مسلم وأمير كلّ مؤمن بعد وفاتي ، ألا وإنّي أقول : إنّ خير الخلق بعدي وسيّدهم ابني هذا وهو إمام كلّ مسلم ومولى كلّ مؤمن بعد وفاتي ، ألا وإنّه سيُظلم بعدي كما ظُلمت بعد رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، وخير الخلق وسيّدهم بعد الحسن ابني أخوه الحسين المظلوم بعد أخيه المقتول في أرض كرب وبلاء ، أما إنّه وأصحابه من سادة الشهداء يوم القيامة ، ومن بعد الحسين تسعة من صلبه ، خلفاء الله في أرضه ، وحججه على عباده ، وأُمناؤه على وحيه ، أئمة المسلمين ، وقادة المؤمنين وسادة المتّقين ، وتاسعهم القائم الذي يملاَ الله به الاَرض نوراً بعد ظلمتها ، وعدلاً بعد جورها ، وعلماً بعد جهلها .
---------------------------
(1) كمال الدين : 258 | 3 .
أعلام الورى بأعلام الهدى
_ 113 _
والذي بعث أخي محمداً بالنبوّة ، واختصّني بالاِمامة لقد نزل بذلك الوحي من السماء على لسان الروح الاَمين جبرئيل ، ولقد سئل رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وأنا عنده ، عن الاَئمّة بعده فقال ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) للسائل : والسماء ذات البروج إنّ عددهم بعدد البروج ، وربّ الليالي والاَيّام والشهور إنّ عدّتهم كعدد الشهور ، قال السائل : فمن هم يا رسول الله ؟ فوضع رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) يده على رأسي فقال : أوّلهم هذا وآخرهم المهديّ ، من والاهم فقد والاني ، ومن عاداهم فقد عاداني ، ومن أحبّهم فقد أحبّني ، ومن أبغضهم فقد أبغضني ، ومن أنكرهم فقد أنكرني ، ومن عرفهم فقد عرفني ، بهم يحفظ الله دينه ، وبهم يعمّر بلاده ، وبهم يرزق عباده ، وبهم ينزل القطر من السماء ، وبهم يخرج بركات الاَرض ، هؤلاء أوصيائي وخلفائي وأئمّة المسلمين وموالي المؤمنين »
(1) ، قال : وحدّثنا أبو الحسن أحمد بن ثابت الدواليبيّ بمدينة السلام قال : حدّثنا محمد بن الفضل النحوي قال : حدّثنا محمد بن عليّ بن عبد الصمد الكوفيّ ، قال : حدّثنا عليّ بن عاصم ، عن محمد بن عليّ بن موسى ، عن أبيه عليّ بن موسى ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن عليّ ( عليهم السلام ) قال : « دخلت على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وعنده أُبي بن كعب فقال لي رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : مرحباً بك يا أبا عبد الله يا زين السماوات والاَرض ، قال له أُبيّ : وكيف يكون يا رسول الله زين السماوات والاَرض أحدٌ غيرك ؟
---------------------------
(1) كمال الدين : 259 | 5 .
أعلام الورى بأعلام الهدى
_ 114 _
فقال : والذي بعثني بالحقّ نبيّاً ، إنّ الحسين بن عليّ في السماء أكبر منه في الاَرض ، وإنّه لمكتوب على يمين عرش الله : مصباح هاد ، وسفينة نجاة ، وإمام غير وهن ، وعزّ وفخر ، وعلم وذخر ، وإنّ الله ( عزّ وجلّ ) ركّب في صلبه نطفة طيّبة مباركة زكيّة خُلقت من قبل أن يكون مخلوق في الاَرحام ، أو يجري ماء في الاَصلاب ، أو يكون ليلٌ أو نهارٌ ، ولقد لُقِّن دعوات ما يدعو بهنّ مخلوقٌ إلاّ حشره الله ( عزّ وجلّ ) معه ، وكان شفيعه في آخرته ، وفرّج الله عنه كربه ، وقضى بها دينه ، ويسّر أمره ، وأوضح سبيله ، وقّواه على عدوّه ، ولم يهتك ستره ، فقال له أُبي : وما هذه الدعوات يا رسول الله ؟ قال : تقول إذا فرغت من صلواتك وأنت قاعدٌ : اللهم إنّي أسألك بكلماتك ومعاقد عزّك ، وسكّان سماواتك وأنبيائك ورسلك (أن تستجيب لي ، فقد)
(1) رهق ني من أمري عسر ، فأسألك أن تصلّي على محمد وآل محمد وأن تجعل لي من عسري يسراً . فإنّ الله ( عزّ وجلّ ) يسهّل أمرك ، ويشرح صدرك ، ويلقّنك شهادة أن لا إله إلاّ الله عند خروج نفسك ، قال له أُبي : يا رسول الله ، فما هذه النطفة التي في صلب حبيبي الحسين ؟ قال : مثلُ هذه النطفة كمثل القمر ، وهي نطفة تبيين وبيان ، يكون من اتّبعه رشيداً ، ومن ضلّ عنه غويّاً .
---------------------------
(1) في نسختي « ق » و « ط » : قد ، وما أثبتناه من نسخة « م » .
أعلام الورى بأعلام الهدى
_ 115 _
قال : فما اسمه وما دعاؤه ؟ قال : اسمه عليّ ، ودعاؤه : يا دائم يا ديموم ، يا حيّ يا قيّوم ، يا كاشف الغمّ ، ويا فارج اللهمّ ، ويا باعث الرسل ، ويا صادق الوعد ، من دعا بهذا الدعاء حشره الله مع عليّ بن الحسين ، وكان قائده إلى الجنّة ، قال له أبي : يا رسول الله ، فهل له من خلف ووصيّ ؟ قال : نعم ، له مواريث السماوات والاَرض ، قال : وما معنى مواريث السماوات والاَرض ؟
قال : القضاء بالحقّ ، والحكم بالديانة ، وتأويل الاَحكام ، وبيان ما يكون ، قال : فما إسمه ؟
قال : اسمه محمد ، وإنّ الملائكة لتستأنس به في السماوات ، ويقول في دعائه : اللهم إن كان لي عندك رضوان وودّ فاغفرلي ولمن تبعني من إخواني وشيعتي ، وطيّب ما في صلبي ، فركّب الله ( عز ّوجلّ ) في صلبه نطفة مباركة زكيّة ، وأخبرني [ جبرئيل ]
(1) ( عليه السلام ) أن الله تعالى طيّب هذه النطفة وسمّاها عنده جعفراً ، وجعله هادياً مهديّاً ، وراضياً مرضيّاً ، يدعو ربّه فيقول في دعائه : يا دان غير متوانٍ ، يا أرحم الراحمين اجعل لشيعتي من النار وقاءً ، ولهم عندك رضىً ، واغفر ذنوبهم ، ويسرّ أمورهم ، واقض ديونهم ، واستر عوراتهم ، وهب لهم الكبائر التي بينك وبينهم ، يا من لا يخاف الضيم ، ولا تأخذه سنة ولا نوم ، اجعل لي من كلّ غمّ فرجاً ، من دعا بهذا الدعاء حشره الله أبيض الوجه مع جعفر بن محمد إلى الجنّة .
---------------------------
(1) ما بين المعقوفين أثبتناه من الكمال .
أعلام الورى بأعلام الهدى
_ 116 _
يا أُبيّ ، إنّ الله تبارك وتعالى ركّب على هذه النطفة نطفة زكيّة ، مباركة طيّبة ، أنزل عليها الرحمة ، وسمّاها عنده موسى ، فقال له أُبيّ : يا رسول الله ، كأنّهم يتواصفون ويتناسلون ، ويتوارثون ويصف بعضهم بعضاً ، قال : وصفهم لي جبرئيل عن ربّ العالمين ( جلّ جلاله ) ، قال : فهل من دعوة يدعو بها سوى دعاء آبائه ؟ قال : نعم يقول في دعائه : يا خالق الخلق ، ويا باسط الرزق ، يا فالق الحبّ ، يا بارئ النسم ، ومحيي الموتى ومميت الاَحياء ، ودائم الثبات ، ومخرج النبات ، افعل بي ما أنت أهله ، من دعا بهذا الدعاء قضى الله حوائجه ، وحشره يوم القيامة مع موسى بن جعفر ، وإنّ الله ( عزّ وجلّ ) ركّب في صلبه نطفة مباركة طيبة ، زكيّة مرضيّة ، وسمّاها عنده عليّاً وكان لله في خلقه رضيّاً ، في علمه وحكمه ، وجعله حجّة لشيعته يحتجون به يوم القيامة ، وله دعاء يدعو به : اللّهم أعطني الهدى وثبّتني عليه واحشرني عليه ، آمناً أمن من لا خوف عليه ولاحزن ولا جزع ، إنّك أهل التقوى وأهل المغفرة ، وإنّ الله ( عزّ وجل ) ركّب في صلبه نطفة مباركة طيّبة ، زكيّة مرضيّة ، وسمّاها محمد بن عليّ ، فهو شفيع شيعته ، ووارث علم جدّه ، له علامة بيّنة ، وحجّة ظاهرة ، إذا ولد يقول : لا إله إلاّ الله ، محمد رسول الله ، ويقول في دعائه : يا من لا شبيه له ولا مثال ، أنت الله لا إله إلاّ أنت ، ولا خالق إلاّ أنت ، تفني المخلوقين وتبقى أنت ، حلمت عمّن عصاك وفي المغفرة رضاك ، من دعا بهذا الدعاء كان محمد بن عليّ شفيع يوم القيامة .
أعلام الورى بأعلام الهدى
_ 117 _
وإن الله تبارك وتعالى ركب في صلبه نطفة لا باغية ولا طاغية ، بارّة مباركة ، طيّبة طاهرة ، سمّاها عنده عليّ بن محمد ، فألبسها السكينة والوقار ، وأودعها العلوم وكلّ سرّمكتوم ، من لقيه وفي صدره شي أنبأه به وحذره من عدوّه ، ويقول في دعائه : يا نور يا برهان ، يا مبين يا منير ، يا ربّ اكفني شرّ الشرور ، وآفات الدهور ، وأسألك النجاة يوم ينفخ في الصور ، من دعا بهذا الدعاء كان عليّ بن محمّد شفيعه وقائده إلى الجنّة ، وإنّ الله تعالى ركب في صلبه نطفة وسمّاها عنده الحسن ، فجعله نوراً في بلاده ، وخليفة في أرضه ، وعزّاً لامّته ، وهادياً لشيعته ، وشفيعاً لهم عند ربّهم ، ونقمة على من خالفه ، وحجّة لمن والاه ، وبرهاناً لمن اتّخذه إماماً ، يقول في دعائه : يا عزيز العزّ في عزّه ، يا عزيزاً أعزّني بعزّك ، وأيّدني بنصرك ، وأبعد عنّي همزات الشيطان ، وادفع عنّي بدفعك ، وامنع عنّي بصنعك ، واجعلني من خيار خلقك ، يا واحد يا أحد ، يا فرد يا صمد ، من دعا بهذا الدّعاء حشره الله ( عزّ وجل ) معه ،ونجاه من النار ولو وجبت عليه ، وإن الله تبارك وتعالى ركّب في صلبه نطفة زكيّة طيّبة ، طاهرة مطهّرة ، يرضى بها كلّ مؤمن
(1) ممّنَ قد أخذ الله ميثاقه في الولاية ، ويكفر بها كلّ جاحد ، فهوإمام تقيّ نقيّ ، سارّ مرضيّ هاد مهديّ ، يحكم بالعدل ويأمر به ، يصدّق الله ويصدّقه اللهّ في قوله ، يخرج من تهامة حتّى يظهر الدلائل والعلامات ، وله بالطالقان كنوز لا ذهب ولا فضة إلاّ خيول مطهّمة ورجال مسوّمة ، يجمع الله له من أقاصي البلاد على عدد أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ، معه صحيفة مختومة فيها عدد أصحابه بأسمائهم وأنسابهم وبلدانهم وصنائعهم وحلاهم وكناهم ، كرّارون مجدّون في طاعته .
---------------------------
(1) في نسخة « م » زيادة : امتحن الله قلبه للإيمان .
أعلام الورى بأعلام الهدى
_ 118 _
فقال له أبيّ : وما دلائله وعلاماته يا رسول الله ؟ قال : له عَلَم إذا حان وقت خروجه انتشرذلك العلم من نفسه ، وأنطقه الله فناداه العلم : أُخرج يا وليّ الله فاقتل أعداء اللهّ ، وهما رايتان وعلامتان ، وله سيف مغمد ، فإذا حان وقت خروجه اقتلع ذلك السيف من غمده وأنطقه اللهّ ( عزّ وجل ) فناداه السيف : أُخرج يا وليّ الله
(1) فلا يحلّ لك أن تقعد عن أعداء الله ، فيخرج ويقتل أعداء الله حيث ثقفهم ، ويقيم حدود الله ، ويحكم بحكم الله ، يخرج وجبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ، وشعيب بن صالح على مقدّمته ، وسوف تذكرون ما أقول لكم وأُفوّض أمري إلى الله ولو بعد حين ، يا أبيّ طوبى لمن لقيه ، وطوبى لمن أحبّه ، وطوبى لمن قال به ، ينجيهم الله من الهلكة ، وبالإقرار به وبرسول الله وبجميع الأئمّة تفتح لهم الجنّة ، مثلهم في الأرض كمثل المسك الذي تسطع ريحه فلا يتغيّر أبداً ، ومثلهم في السماء كمثل القمر المنير الذي لا يطفأ نوره أبداً ،
قال أُبي : يا رسول الله كيف [ جاءك ]
(2) بيان هؤلاء الأئمّة عن الله ( عزّ وجل ) ؟
قال : إنّ اللهّ ( عزّ وجلّ ) أنزل عليّ اثنتي عشرة صحيفة ، باثني عشر خاتماً ، اسم كلّ إمام على خاتمه وصفته في صحيفته »
(3) ، قال : وحدّثنا محمد بن عليّ ماجيلويه قال : حدثنا عمّي محمد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن محمد بن عليّ القرشيّ ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي حمزة الثماليّ ، عن محمد بن عليّ الباقر ، عن أبيه عليّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن عليّ ( عليهم السلام ) قال :
---------------------------
(1) في نسخة « م » زيادة : وأمرني بأمرك يا حجة الله .
(2) في نسخنا : جاء ، وأثبتنا ما هوموافق لما في بعض نسخ كمال الدين .
(3) كمال الدين : 264 | 11 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 1 : 59 | 29 .
أعلام الورى بأعلام الهدى
_ 119 _
« دخلت أنا وأخي على جدّي رسول الله ( صلّى الله عليه واله وسلّم ) فأجلسني على فخذه وأجلس أخي الحسن على فخذه الاُخرى ، ثمّ قبّلنا وقال : بأبي أنتما من إمامين صالحين ، اختاركما الله منّي ومن أبيكما وأُمّكما ، واختار من صلبك يا حسين تسعة أئمّة تاسعهم قائمهم ، وكلّكم في الفضل والمنزلة عنداللهّ سواء »
(1) ، قال : وحدّثنا أبي ، ومحمد بن الحسن قالا : حدّثنا سعد بن عبد الله ، وعبد الله بن جعفر الحميريّ ، ومحمد بن يحيى العطّار ، وأحمد بن إدريس جميعاً قالوا : حدّثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال : حدّثنا أبو هاشم داود ابن القاسم الجعفري ، عن أبي جعفر محمد بن عليّ الثاني ( عليه السلام ) ، قال : « أقبل أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ذات يوم ومعه الحسن بن عليّ وسلمان الفارسيّ ، وأميرالمؤمنين ( عليه السلام ) متكئ على يد سلمان ، فدخل المسجد الحرام فجلس ، إذ أقبل رجلٌ حسن الهيئة واللباس ، فسلم على أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) فردّ ( عليه السلام ) ، فجلس ثمّ قال : يا أميرالمؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهنّ علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما أقضي عليهم أنّهم ليسوا بمأمونين في دنياهم ولا في آخرتهم ، وإن تكن الاًخرى علمت أنّك وهم شرع سواء ، فقال له أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) : سلني عمّا بدا لك ،
فقال : أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه ؟ وعن الرجل كيف يذكر وينسى؟ وعن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام والأخوال ؟ فالتفت أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) إلى الحسن فقال : يا أبا محمد أجبه .
---------------------------
(1) كمال الدين : 269 | 12 .
أعلام الورى بأعلام الهدى
_ 120 _
فقال ( عليه السلام ) : أمّا ما سألت عنه من أمر الإنسان إذا نام أين تذهب روحه ، فإنّ روحه متعلّقة بالريح ، والريح متعلّقة بالهواء إلى وقت ما يتحرّك صاحبها لليقظة ، فإن أذن الله ( عز ّوحلّ بردّ تلك الروح على صاحبها جذبت تلك الروح الريح وجذبت تلك الريح الهواء فرجعت الروح فاسكنت في بدن صاحبها ، وإن لم ياذن الله عزّوجلّ بردّ تلك الروح على صاحبها جذب الهواء الريح فجذبت الريح الروح فلم تردّ على صاحبها إلى وقت ما يبعث ، وأما ما ذكرت من [ أمر ] الذكر والنسيان ، فإنّ قلبَ الرجل في حُقّ وعلى الحقِّ طبق ، فإن صلّى عند ذلك على محمد وآل محمد صلاة تامّة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحقّ ، فأضاء القلب ، وذكر الرجل ما كان نسي ، وإن هو لم يصلّ على محمد وآل محمد أو نقص
(1) من الصلاة عليهم انطبق ذلك الطبق على ذلك الحقّ ، فاظلم القلب ونسي الرجل ما كان ذكره ، وأما ما ذكرت من أمر المولود الذي يشبه أعمامه وأخواله ، فإنّ الرجل إذا أتى أهله فجامعها ، بقلب ساكن وعروق هادئة وبدن غير مضطرب ، فأسكنت بذلك تلك النطفة في جوف الرحم ، خرج الولد يشبه أباه وأُمّه ، وإن هو أتاها بقلب غير ساكن وعروق غير هادئة وبدن مضطرب ، اضطربت تلك النطفة فوقعت في حال إضطرابها على بعض العروق ، فإن وقعت على عرق من عروق الأعمام أشبه الولد أعمامه ، وإن وقعت على عرق من عروق لأخوال أشبه الولد أخواله ، فقال الرجل : أشهد أن لا إله إلاّ الله ، ولم أزل أشهد بها ، وأشهد أن محمداً رسول الله ، ولم أزل أشهد بذلك ، وأشهد أنك وصيّ رسول الله والقائم بحجّته - وأشار إلى أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) - ولم أزل أشهد بها ، وأشهد أنّك وصيه والقائم بحجّته - وأشار إلى الحسن ( عليه السلام ) - وأشهد أنّ الحسين بن علي وصي أبيك والقائم بحجته بعدك ، وأشهد على عليّ بن الحسين أنّه القائم بأمر الحسين من بعده ، وأشهد على محمّد بن عليّ أنّه القائم بامر عليّ بن الحسين ، وأشهد على جعفر بن محمد أنّه القائم بأمر محمّد بن عليّ ، وأشهد على موسى بن جعفر أنّه القائم بأمر جعفر بن محمّد ، وأشهد على عليّ بن موسى أنّه القائم بامر موسى بن جعفر ، وأشهد على محمّد بن عليّ أنّه القائم بامر علي بن موسى ، وأشهد على عليّ بن محمد أنّه القائم بأمرمحمّد بن عليّ ، وأشهد على الحسن بن عليّ أنّه القائم بأمرعليّ بن محمّد ، وأشهد على رجل من ولد الحسن بن عليّ ، لايكنّى ولا يسمّى حتّى يظهر من يملأ الأرض عدلأ كما ملئت جوراً ، أنّه القائم بامر الحسن بن عليّ ، والسلام عليكم أيّها المؤمنين ورحمة الله وبركاته .
---------------------------
(1) في نسختي « ط » و « ق » : انتقص .
أعلام الورى بأعلام الهدى
_ 121 _
ثمّ قام ومضى فقال أميرالمؤمنين : يا أبا محمّد ، أتبعه فانظر أين يقصد ؟ فخرج الحسن بن عليّ ( عليهما السلام ) على إثره ، قال : فما كان إلاّ أن وضع رجله خارج المسجد فما رأيت أين أُخذ من أرض الله ، فرجعت إلى أميرالمؤمنين فاعلمته فقال : يا أبا محمّد أتعرفه ؟ فقلت : الله ورسوله وأميرالمؤمنين أعلم ، فقال : هو الخضر ( عليه السلام )
(1) ، قال : وحدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن عبد السلام بن صالح الهرويّ قال : أخبرنا وكيع ، عن الربيع بن سعد ، عن عبد الرحمن بن سليط ، قال : قال الحسين ابن عليّ بن أبي طالب ( عليهما السلام ) : « منّا اثنا عشر مهديّا ، أوّلهم أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب ، وآخرهم التاسع من ولدي وهو القائم بالحقّ ، يُحيي الله به الأرض بعد موتها ، ويظهر به دين الحق على الدين كله ولو كره المشركون ، له غيبة يرتدّ فيها قوم ، ويثبت على الدين فيها اخرون فيؤذون ، ويقال لهم : متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ، أما إنّ الصابر في غيبته على الأذى والتكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم )
(2) قال ؟ وحدّثنا عليّ بن عبد الله الورّاق قال : حدِّثنا محمد بن هارون الصوفيّ ، عن عبد الله بن موسى ، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ قال : حدّثني صفوان بن يحيى ، عن إبراهيم بن أبي زياد ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي خالد الكابليّ قال : دخلت على سيّدي عليّ بن الحسين زين العابدين ( عليه السلام ) فقلت له : يا ابن رسول اللهّ ، أخبرني بالذين فرض الله طاعتهم ومودّتهم ، وأوجب على عباده الاقتداء بهم بعد رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) ، فقال لي : « يا كنكر
(2) ، إنّ أولي الأمر الذين جعلهم الله أئمّة للناس ، وأوجب عليخم طاعتهم : أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب .
---------------------------
(1) كمال الدين : 313| 1 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 1 : 65 | 35 ، علل الشرائع : 96 | 6 ، وكذا في : تفسير القمي : 2 | 44 ، اثبات الوصية : 136 ، غيبة النعماني : 58 | 2 ، الاحتجاج : 266 ، دلائل الامامة : 69 .
(2) كمال الدين : 317 | 3 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 1 : 68 | 36 ، وكذا في : مقتضب الأثر : 23 .
(2) كنكر : لقب لأبي خالد الكابلي يعرف به .
أعلام الورى بأعلام الهدى
_ 122 _
ثمّ الحسن ثمّ الحسين ابنا علي بن أبي طالب ، ثم انتهى الأمر إلينا » ثمّ سكت ، فقلت له : يا سيدي ، روي لنا عن أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) : أن الأرض لا تخلو من حجة لله على عباده ، فمن الحجّة والإمام بعدك ؟ فقال : « ابني محمّد ، واسمه في التوراة باقر ، يبقر العلم بقراً ، هو الحجّة والإمام بعدي ، ومن بعد محمد ابنه جعفر ، واسمه عند أهل السماء ا لصا دق » ،
فقلت : يا سيّدي ، فكيف صار اسمه الصادق وكلّكم الصادقون ؟ فقال : « حدّثني أبي ، عن أبيه ( عليهما السلام ) : أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : إذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فسمّوه الصادق ، فإنّ الخامس من ولده الذي اسمه جعفريدّعي الإمامة اجتراء على اللهّ وكذباً عليه ، فهو عند الله جعفر الكذّاب المفتري على الله ، والمدعي بما ليس له بأهل ، المخالف على أبيه ، والحاسد على أخيه ، ذلك الذي يروم كشف سرّ الله عند غيبة وليّ الله » ،
ثمّ بكى علي بن الحسين ( عليهما السلام ) بكاءً شديدأ ، ثمّ قال : « كأنّي بجعفر الكذّاب وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر ولي الله ، والمغيّب في حفظ الله ، والتوكيل بحرم
(1) أبيه جهلاً منه بولادته ، وحرصاً على قتله إن ظفر به ، طمعاً في ميراث أبيه حتى يأخذه بغيرحقه » ، قال أبو خالد : فقلت له : يا ابن رسول الله ، وإنَ ذلك لكائنٌ ؟ فقال : « إي وربي ، إنّ ذلك لمكتوب عندنم في الصحيفة التي فيها ذكر المحن التي تجري علينا بعد رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) .
---------------------------
(1) في نسختي « ط » و « ق » : بحرمة ، وأثبتنا ما في نسخة « م » وهو : الموافق لما في كمال الدين .