فروي عن أبي محمد الحسن بن أحمد المكتب أنه قال : كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها علي بن محمد السمري ، فحضرته قبل وفاته بايّام ؛ فاخرج إلى الناس توقيعاً نسخته :
بسم اللهّ الرحمن الرحيم يا عليّ بن محمد السمري أعظم الله أجر اخوانك فيك ، فانّك ميّت ما بينك وبين ستّة أيّام ، فاجمع أمرك ، ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة التامّة ، فلا ظهور إلآ بعد أن ياذن الله تعالى ذكره ، وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب
، وإمتلاء الأرض جوراً ، وسيأتي شيعتي من يدّعي المشاهدة ، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفتر ، ولا حول ولا قوة إلآ بالله العلي العظيم » ، قال : فانتسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده ، فلمّا كان اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه ، فقيل له : من وصيتك ؟ قال : لله أمر هو بالغة ، فقضى فهذا آخركلام سمع منه
، ثمّ حصلت الغيبة الطولى التي نحن في أزمانها ، والفرج يكون في آخرها بمشيئة الله تعالى .
في ذكر بعض ما روي من دلالاته وبيّناته ( عليه السلام ) محمد بن يعقوب ، عن علي بن محمد ، عن محمد بن حمويه ، عن محمد بن إبراهيم بن مهزيار قال : شككت عند مضيّ أبي محمد ( عليه السلام ) واجتمع عند أبي مالٌ جليل ، فحمله وركب السفينة ، وخرجت معه مشيّعاً ، فوعك وعكاً شديداً فقال : يا بنيّ ، ردّني فهو الموت ، وقال لي : اتّق الله قي هذا المال ، وأوصى إلي ومات .
فقلت في نفسي : لم يكن أبي ليوصي بشيء غيرصحيح ، أحمل هذا المال إلى العراق وأكتري داراً على الشط ولا أخبر أحداً بشيء ، فإن وضح لي شيء كوضوحه في أيام أبي محمد ( عليه السلام ) أنفذته ، وإلاّ قصفت
(1) به ، فقدمت العراق ، واكتريت داراً على الشطّ ، وبقيت أيّاماً فإذا أنا برقعة مع رسول فيها : « يامحمد ، معك كذا وكذا » حتّى قصّ عليّ جميع ما معي مما لم أحطّ به علماً ، فسلّمته إلى الرسول وبقيت أيّاماً لا يرفع لي رأس ، واغتممت فخرج إليّ : « قد أقمناك مقام أبيك ، فاحمد الله »
(2) وعنه ، عن محمد بن أبي عبد الله ، عن أبي عبد الله الشيباني قال : أوصلت أشياء للمرزباني الحارثيّ ، وكان فيها سوار ذهب ، فقُبِلتْ ورُد عليّ السوار وأمرت بكسره ، فكسرته فإذا في وسطه مثاقيل حديد ونحاس أو صفر ، فاخرجت ذلك منه وأنفذت الذهب فقبل
(3) وعنه ، عن عليّ بن محمد قال : أوصل رجل من أهل السواد مالاً فردّ عليه وقيل له : « أخرج حق بني عمك منه ، وهو أربعمائة درهم » وكان الرجل في يده ضيعة لبني عمه فيها شركة قد حبسها عليهم ، فنظرفاذا لولد عمّه في ذلك أربعمائة درهم ، فاخرجها وأنفذ الباقي فقبل
(4) وعنه ، عن علي بن محمد ، عن علي بن الحسين اليماني قال : كنت ببغداد فاتّفقت قافلة لليمانيَين ، فاردت الخروج معها ، فكتبت ألتمس الإذن في ذلك ، فخرج : « لاتخرج معهم ، فليس لك فى الخروج معهم خيرة ، وأقم بالكوفة » ، قال : فأقمت وخرجت القافلة فخرجت
(5) عليهم بنو حنظلة فاجتاحتهم ،
قال : وكتبت أستاذن في ركوب الماء فلم يؤذن لي ، فسألت عن المراكب التي خرجت تلك السنة في البحر فما سلم منها مركب ، خرج عليها قوم (من الهند)
(6) يقال لهم : البوارج ، فقطعوا عليها
(7) .
---------------------------
(1) القصوف : الاقامة في الأكل والشرب ، أي أنه ينفقه على أكله وشربه ، « اُنظر : القاموس المحيط 3 : 185 » .
(2) الكافي 1 : 434 | 5 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 356 ، غيبة الطوسي : 281 | 239 ، الخرائج والجرائح 1 : 462 | 7 .
(3) الكافي 1 :435 | 6 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 356 .
(4) الكافي 1 : 435 | 8 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 306 ، وباختلاف يسير في : كمال الدين : 486 | 6 ، ودلائل الامامة : 286 ، وثاقب المناقب : 597 | 540 .
(5) في نسخة « ط » و « ق » : فخرج .
(6) ما بين القوسين لم يرد في نسختي « ط » و « ق » .
(7) الكافي 1 : 436 | صدرالحديث 12 ، وكذا في : الهداية الكبرى : 372 ، ارشاد المفيد 2 : 358 ، و باختلاف يسير في : كمال الدين : 491 | صدر حديث 14 .
أعلام الورى بأعلام الهدى
_ 171 _
وعنه ، عن القاسم بن العلاء قال : ولد لي عدة بنين ، فكنت أكتب وأسأل الدعاء لهم فلا يكتب إليّ لهم بشيء ، فماتوا كلهم ، فلمّا ولد لي الحسن ابني كتبت أسأل الدعاء فاُجبت : « يبقى ، والحمد لله »
(1) وعنه ، عن الحسن بن الفضل بن يزيد اليماني قال : كتب أبي بخطه كتاباً فورد جوابه ، ثمّ كتب بخطّي فورد جوابه ، ثمّ كتب بخط رجل جليل من فقهاء أصحابنا فلم يرد جوابه ، فنظرنا فاذا العلة في ذلك أن الرجل تحول قرمطياً
(2) ، قال الحسن بن الفضل : وردت العراق ، وزرت طوس ، وعزمت أن لا أخرج إلآ عن بينة من أمري ، ونجاح من حوائجي ، ولو احتجت أن أقيم بها حتى أتصدّق
(3) ، قال : وفي خلال ذلك يضيق صدري بالمقام ، وأخاف أن يفوتني الحج ، قال : فجئت يوماً إلى محمد بن أحمد - وكان السفير يومئذ - أتّقاضاه فقال لي : صر الى مسجد كذا وكذا فانه يلقاك رجل ، قال : فصرت إليه ، فدخل علي رجل فلما نظر إليّ ضحك وقال : لا تغتم ، فإنك ستحجّ في هذه السنة وتنصرف الى أهلك وولدك سالماً ، قال : فاطمأننت وسكن قلبي وقلت : أرى مصداق ذلك إِن شاء الله .
---------------------------
(1) الكافي 1 : 435 | 9 ، وكذا في ارشاد المفيد 2 : 356 .
(2) ذكر النوبختي في فرق الشيعة : أن هذهِ التسمية تعود إلى رئيس لهذه الفرقة يسمى بقرمطويه ، وأنهم يزعمون بأن رسالة النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) قد انقطعت يوم غدير خم وانتقلت إلى الإمام علي ( عليه السلام ) ، كما انهم يذهبون - على ما نسب إليهم - إلى أن الفرائض رموز واشارات ، وإلى اباحة جميع الملذات : المنكرات ، واستحلال استعراض الناس بالسَيف وغير ذلك ، انظر : فرق الشيعة : 72 ، الملل والنحل 1 : 167 و 191 ، تلبيس ابليس : 110 .
(3) أي أسأل الناس الصدقة .
أعلام الورى بأعلام الهدى
_ 172 _
قال : ثمّ وردت العسكر ، فخرجت إلي صرة فيها دنانير وثوب ، فاغتممت وقلت في نفسي : جَدي
(1) عند القوم هذا ، واستعملت الجهل فرددتها وكتبت رقعة ، ثمّ ندمت بعد ذلك ندامة شديدة ، وقلت في نفسي : كفرت بردّي على مولاي ، وكتبت رقعة أعتذر فيها من فعلي ، وأبوء بالاثم ، وأستغفر من ذلك ، وأنفذتها وقمت أتطهر للصلاة ، فانا في ذلك أفكر في نفسي وأقول : إن ردّت عليّ الدنانير لم أحلل صرارها ولم أحدث فيها حدثاً حتّى أحملها إلى أبي فإنّه أعلم منْي ليعمل فيها بما شاء ، فخرج إلى الرسول الذي حمل إليّ الصرة : « أسأت اذ لم تعلم الرجل إنا ربما فعلنا ذلك بموالينا من غير مسألة ليتبركوا به » ، وخرج إلي : « أخطات في رذك برّنا ، فاذا استغفرت الله فالله يغفر لك ، فامّا إذا كانت عزيمتك وعقيدتك أن لا تحدث فيها حدثاً ، ولا تنفقها في طريقك ، فقد صرفناها عنك ، وأما الثوب فلا بد منه لتحرم فيه » ، قال : وكتبت في معنيين وأردت أن أكتب في ثالث فامتنعت عنه مخافة أن يكره ذلك ، فورد جواب المعنيين والثالث الذي طويت مفسراً ، والحمد لله
(2) وعنه ، عن عليّ بن محمد ، عن الحسن بن عبد الحميد قال : شككت فىِ أمر حاجز بن يزيد
(3) ، فجمعت شيئاً وصرت إلى العسكر ، فخرج :
---------------------------
(1) جدي : حظي .
(2) الكافي 1 : 436 | 13 ، وكذا في ارشاد المفيد 2 : 0 36 ، وباختلاف يسير في : كمال الدين : 490 | 13 .
(3) ذكر الشيخ الصدوق رحمه الله في كمال الدين (442 | 16) :
أعلام الورى بأعلام الهدى
_ 173 _
إن حاجزاً ممن وقف على « ليس فينا شك ، ولا في من يقوم مقامنا بامرنا ، فاردد ما معك إِلى حاجز بن يزيد »
(1) وعنه ، عن علي بن محمد ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن الحسن ، والعلاء بن رزق الله ، عن بدر - غلام أحمد بن الحسن - قال : وردت الجبل وأنا لا أقول بالإمامة ، أُحبهم حملة ، الى ان مات يزيد بن عبد الله ، فاوصى في علته أن يدفع الشهري السمند
(2) وسيفه ومنطقته إلى مولاه فخفت إن أنا لم أدفع الشهري الى أذكوتكين
(3) نالني منه استخفاف ، فقوّمت الدابّة والسيف والمنطقة بسبعمائه دينار في نفسي ولم أطلِع عليه أحداً ، ودفعت الشهري إلى أذكلوتكين ، فاذا الكتاب قد ورد عليه من العراق : « أن وجّه السبعمائة دينار التي لنا قبلك من ثمن الشهري والسيف والمنطقة »
(4) وعنه ، عن عليّ بن محمد ، عن محمد بن شاذان النيسابوري قال : اجتمع عندي خمسمائة درهم تنقص عشرون درهماً ، فأنفت أن أبعث بها ناقصة ، فوزنت من عندي عشرين درهماً وبعثت بها إلى الأسدي ولم أكتب مالي فيها ، فورد : « وصلت خمسمائة درهم ، لك منها عشرون درهماً »
(5) .
---------------------------
(1) الكافي 1 : 437 | 14 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 361 .
(2) الشهري السمند : اسم فرس ، مجمع البحرين 3 : 357 .
(3) اذكوتكين : كان من أمراء الترك ووالياً على الري من قبل العباسيين ، راجع مقدمة المحاسن للمحدث الأرموي (صفحة : لا ، وما بعدها) فقد أورد شرحاً وافياً حول هذا الرجل وحول هذه الرواية أيضاً .
(4)الكافي 1 : 438 |16 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 363 ، غيبة الطوسي : 282 | 241 ، الخرائج والجرائح 1 : 464 | 9 ، وباختلاف يسير في : الهداية الكبرى : 369 ، دلائل الامامة : 285 .
(5) الكافي 1 : 439 | 23 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 365 ، وباختلاف يسير في : كمال الدين : 485 | 5 و 509 | 38 ، وغيبة الطوسي : 416 | 394 ، ودلائل الامامة : 286 .
أعلام الورى بأعلام الهدى
_ 174 _
ونحوه وعنه ، من الحسين بن محمد الأشعريّ قال : كان يرد كتاب أبي محمد ( عليه السلام ) في الإجراء على الجنيد - قاتل فارس - وأبي الحسن وآخر ، فلما مضى أبو محمد ( عليه السلام ) ورد استئناف من الصاحب لاجراء أبي الحسن وصاحبه ، ولم يرد في أمر الجنيد شيء فاغتممت لذلك ، فورد نعي الجنيد بعد ذلك
(1) ، واذا قَطعُ جرايته إنما كان لوفاته
وعنه ، من علي بن محمد ، عن أبي عقيل عيسى بن نصرقال : كتب عليَ بن زياد الصيمري يسأل كفناً ، فكتب اليه : « إنَك تحتاج اليه في سنة ثمانين » فمات في سنة ثمانين ، وبعث إليه بالكفن قبل موته
(2)
وعنه ، عن محمد بن هارون بن عمران الهمداني قال : كان للناحية
(3) علي خمسمائة دينار ، وضقت بها ذرعاً ، ثمّ قلت في نفسي : لي حوانيت اشتريتها بخمسمائة دينار وثلاثين ديناراً قد جعلتها للناحية بخمسمائة دينار ، ولا والله ما نطقت بذلك ، فكتب إلى محمد بن جعفر : « اقبض الحوانيت من محمد بن هارون بالخمسمائة دينار التي لنا عليه »
(4) وعنه ، عن الحسين بن الحسن العلوي قال : أنهي إلى عبيد الله بن سليمان الوزير أن له وكلاء ، وأنه تجبى اليهم الأموال ، وسموا الوكلاء في النواحي ، فهمّ بالقبض عليهم ، فقيل له : لا ، ولكن دسوا لهم قوماً لا يعرفون بالأموال ، فمن قبض منهم شيئأ قُبض عليه .
---------------------------
(1) الكافي 1 : 439 | 24 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 366 ، وفيه أخي بدل آخر .
(2) الكافي 1 : 440 | 27 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 366 ، غيبة الطوسي : 283 | 243 ، الخرائج والجرائح 1 : 463 ، ثاقب المناقب : 590 | 535 ، دلائل الامامة : 285 .
(3) كناية عن الامام المهدي ( عليه السلام ) .
(4) الكافي 1 : 440 | 28 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 366 - 367 ، الخرائج والجرائح 1 :
472 | 16 ، ونحوه في كمال الدين - 492 | 17 .
أعلام الورى بأعلام الهدى
_ 175 _
فلم يشعر الوكلاء بشيء حتى خرج الأمرأن لا يأخذوا من أحد شيئاً ، وأن يتجاهلوا بالأمر ، وهم لا يعلمون ما السبب في ذلك ، فاندسّ لمحمد بن أحمد رجل لا يعرفه وقال : معي مالٌ اُريد أن أوصله ، فقال له محمد : غلطت ، أنا لا أعرف من هذا شيئاً ، فلم يزل يتلطّف به ومحمد يتجاهل ، وبثوا الجواسيس ، وامتنع الوكلاء كلّهم لما كان تقدّم إليهم ، فلم يظفر باحد منهم ، ولم تتمّ الحيلة فيهم
(1)
وعنه ، من علي بن محمد قال : خرج النهي عن زيارة مقابر قريش
(2) والحائر- على ساكنيهما السلام - ولم نعرف السبب ، فلما كان بعد شهر دعا الوزير الباقطائي
(3) فقال له : ألق بني الفرات والبرسيين وقل لهم : لا تزوروا مقابر قريش ، فقد أمر الخليفة أن يتفقّد كلّ من زار فيقبض عليه
(4) ، الشيخ أبو جعفر بن بابويه قال : حدثنا محمد بن إبراهيم الطالقاني ، عن ابي القاسم علي بن أحمد الخديجي الكوفي قال : حدثنا الأودي قال : بينا أنا في الطواف - وقد طفت ستّاً واُريد السابع - فاذا بحلقة عن يمين الكعبة ، وشاب حسن الوجه ، طيب الرائحة ، هيوب مع هيبته ، متقرب إلى الناس يتكلّم ، فلم أر أحسن من كلامه ، ولا أعذب من منطقه
(5) ، فذهبت أكلّمه فزبرني الناس ، فسألت بعضهم : من هذا ؟ فقالوا هذا ابن رسول الله يظهر للناس في كلّ سنة يوماً لخواصّه يحدّثهم .
---------------------------
(1) الكافي 1 : 440 | 30 .
(2) يعني بذلك قبري الامامين الكاظم والجواد ( عليهما السلام ) .
(3) باقطايا - ويقال : باقطيا - : قرية من قرى بغداد على ثلاثة فراسخ من ناحية قطربُل ، « معجم البلدان 1 : 327 » .
(4) الكافي 1 : 441 | 30 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 367 ، غيبة الطوسي : 284 | 244 ، الخرائج والجرائح 1 : 465 | 10 .
(5) في نسخة « م » زيادة : في حسن جلوسه .
أعلام الورى بأعلام الهدى
_ 176 _
فقلت : سيّدي ، مسترشداً اتيتك فارشدني ، فناولني ( عليه السلام ) حصاة وكشفت عنها فإذا بسبيكة ذهب ، فذهبت فاذا أنا به ( عليه السلام ) قد لحقني فقال لي : « ثبتت عليك الحجّة ، وظهر لك الحقّ ، وذهب عنك العمى ، أتعرفني ؟ » فقلت : لا ، فقال ( عليه السلام ) : « أنا المهديّ ، وأنا قائم الزمان ، أنا الذي أملأها عدلاً كما ملئت جوراً ، إن الأرض لا تخلو من حجّة ، ولا يبقى الناس في فترة ، وهذه أمانة فحدّث بها إخوانك من أهل الحقّ »
(1) ، قال : وحدّثنا أبي ، عن سعد بن عبد الله ، عن عليّ ابن محمد الرازي قال : حدثني جماعة من أصحابنا : أنه بعث إلى عبد الله بن الجنيد - وهو بواسط - غلاماً وأمر ببيعه ، فباعه وقبض ثمنه ، فلمّا عيّر الدنانير نقصت في التعيير ثمانية عشرة قيراطاً وحبّة ، فوزن من عنده ثمانية عشر قيراطاً وحبّة وأننذط ، فردّ عليه ديناراً وزنه ثمانية عشر قيراطاً وحبّة
(2) ، قال : وحدّثنا أبو جعفر محمد بن عليّ الأسود : أنّ أبا جعفر العمريّ حفر لنفسه قبراً وسوّاه بالساج ، فسألته عن ذلك فقال : قد اُمرت أن أجمع أمري ، فمات بعد ذلك بشهرين
(3) ، قال : وحدّثنا محمد بن علي الأسود قال : سألني عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه رحمه الله بعد موت محمد بن عثمان العمري أسأل أبا القاسم الروحي أن يسأل مولانا صاحب الزمان ( عليه السلام ) أن يدعو الله أن يرزقه ولداً ، قال : فسالته فانهى ذلك ، ثمّ أخبرني بعد ذلك بثلاثة أيام أنّه قد دعا لعلي بن الحسين وأنه سيولد له ولد مباركَ ينفع الله به ، وبعده أولاد ، قال أبو جعفر محمد بن عليّ الأسود : وسألته في أمر نفسي أن يدعو لي أن ارزق ولداً ، فلم يجبني إليه وقال لي : ليس إلى هذا سبيل ، قال : فولد لعليّ بن الحسين تلك السنة ابنه محمد بن عليّ وبعده أولاد ، ولم يولد لي .
---------------------------
(1) كمال الدين : 444 | 1 ، وكذا في : غيبة الطوسي : 253 | 223 ، الخرائج والجرائح 2 : 784 | 110 .
(2) كمال الدين : 486 | 7 .
(3) كمال الدين : 502 | 29 .
أعلام الورى بأعلام الهدى
_ 177 _
قال الشيخ : كان أبوجعفرمحمد بن عليّ الأسود ( رضي الله عنه ) كثيراً ما يقول لي إذا رآني أختلف إلى مجلس شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد ابن الوليد رحمه الله وأرغب في كتب العلم وحفظه : ليس بعجب أن تكون لك هذه الرغبة في العلم وأنت ولدت بدعاء الإمام ( عليه السلام )
(1) ، قال : حدثنا صالح بن شعيب الطالقانيِ ، عن أحمد بن إبراهيم بن مخلد قال : حضرت بغداد عند المشايخ فقال الشيخ علي بن محمد السمريَ - قدس الله روحه - ابتداءً منه : رحم الله علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ،
قال : فكتب المشايخ تاريخ ذلك اليوم فورد الخبر أنّه توفّي في ذلك اليوم
(2) ، فهذا طرف يسير ممّا جاء في هذا المعنى ، وإيراد سائره يُخرج عن الغرض في الاختصار ، وفيما أوردناه كفاية في بابه إن شاء الله تعالى .
الفصل الثالث
في ذكر بعض التوقيعات الواردة منه (عليه السلام ) الشيخ أبو جعفر بن بابويه رحمه الله ، عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال : سمعت أبا علي محمد بن همّام قال : سمعت محمد بن عثمان العمري يقول : خرج توقيع بخطّ أعرفه : « من سمّاني في مجمع من الناس باسمي فعليه لعنة الهه » .
---------------------------
(1) كمال الدين : 502 | 31 ، وكذا في : غيبة الطوسي : 320 | 266 ، ودون ذيله في : الخرائج والجرائح 3 : 1124 | 42 .
(2) كمال الدين : 503 | 32 ، وكذا في : غيبة الطوسي : 394| 364 الخرائج والجرائح 3 : 128 | 45 .