محمد بن مسلم الثقفيّ قال : دخلت على أبي جعفر ( عليه السلام ) وأنا أريد أن أسأله عن القائم من آل محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال لي مبتدئاً : «يا محمد بن مسلم ، انّ في القائم من آل محمد شبهاً بخمسة من الرسل : يونس بن متى ، ويوسف بن يعقوب ، وموسى ، وعيسى ، ومحمد صلوات الله عليه واله وعليهم ، فأمّا شبهه الذي من يونس ( عليه السلام ) فرجوعه من غيبته وهو شاب مع كبر السنّ ، وأمّا شبهه من يوسف ( عليه السلام ) فالغيبة من خاصته وعامته ، واختفاؤه من إخوته ، وإشكال أمره على أبيه يعقوب النبي مع قرب من المسافة بينه وبين أبيه وأهله وشيعته ، وأمّا شبهه من موسى ( عليه السلام ) فدوام خوفه ، وطول غيبته ، وخفاء ولادته ، وتعب شيعته من بعده ممّا لقوا من الأذى والهوان إلى أن أذن الله في ظهوره ، وأيّده على عدوه ، وأمّا شبهه من عيسى ( عليه السلام ) فإختلاف من اختلف فيه حتى قالت طائفة : ما ولد ، وطائفة قالت : مات ، وطائفة قالت : قُتل وصلب ، وأمّا شبهه من جدّه المصطفى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فتجريده السيف ، وقتله أعداء الله وأعداء رسوله والجبّارين والطواغيت ، وأنّه يُنصر بالسيف وبالرّعب ، وأنّه لا تردّ له راية ، وإنّ من علامات خروجه : خروج السفياني من الشام ، وخروج اليماني ، وصيحة من السماء في شهر رمضان ، ومناد ينادي باسمه واسم أبيه » (1) .

---------------------------
(1) كمال الدين : 327 | 7 .

أعلام الورى بأعلام الهدى _ 148 _

  وممَا جاء عن الصادق ( عليه السلام ) في ذلك : ما رواه محمد بن سنان ، عن صفوان بن مهران ، عنه ( عليه السلام ) قال : « من أقرّ بجميع الأئمّة وجحد المهديّ كان كمن أقرّ بجميع الأنبياء وجحد محمّداً ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) نبوّته » ، فقيل له : يا ابن رسول الله ، فمن المهديّ من ولدك ؟ قال : « الخامس من ولد السابع ، يغيب عنكم شخصه ولا يحلّ لكم تسميته » (1) ، وروى الحسن بن محبوب ، عن عبدالعزيز العبديّ ، عن عبد الله بن أبي يعفورعنه ( عليه السلام ) مثل ذلك (2) ، روى أحمد بن هلال ، عن أُميّة بن عليّ ، عن أبي الهيثم بن أبي حيّة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « إذا اجتمعت ثلاثة أسامي متوالية : محمّد ، وعليّ ، والحسن ، فالرابع القائم » (3) ، وروى المفضّل بن عمر قال : دخلت على سيدي جعفربن محمد الصادق ( عليهما السلام ) فقلت : يا سيدي ، لو عهدت إلينا من الخلف من بعدك ؟ فقال : « يا مفضّل ، الإمام من بعدي موسى ؟ والخلف المنتظر (م ح م د) بن الحسن بن عليّ بن محمد بن عليّ بن موسى ( عليهم السلام ) (4) وروى محمد بن خالد البرقيّ ، عن محمد بن سنان ؟ وأبي عليّ الزراد جميعاً ، عن إبراهيم الكرخي قال : دخلت على أبي عبد الله ( عليه السلام ) فانّي لجالسٌ عنده إذ دخل أبو الحسن موسى - وهو غلام - فقمت إليه فقبلته وجلست ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : ايا إبراهيم ، أما إنّه صاحبك من بعدي ، أما لتهلكن ، فيه أقوامٌ ويسعد آخرون ، فلعن الله قائله وضاعف على روحه العذاب ، أما ليخرجن الله من صببه خيرأهل الأرض في زمانه ، سمي جده ، ورارث علمه وأحكامه وقضاياه ، معدن الإمامة وأحكامها ، ورأس الحكمة ، يقتله جبّار بني فلإن بعد عجائب طريفة ، حسداً له ، ولكنّ الله تعالى بالغ أمره ولوكره المشركون . .

---------------------------
(1) كمال الدين : 333| 1 .
(2) كمال الدين : 338 | 12 .
(3) كمال الدين : 333 | 2 ، وباختلاف يسير في غيبة النعماني : 179 | 26 .
(4) كمال الدين : 334 | 4 .

أعلام الورى بأعلام الهدى _ 149 _

   ويخرج الله من صلبه تكملة اثني عشر إماماً مهديّا ، اختصهم الله بكرامته ، وأحلهم دار قدسه ، المنتظر للثاني عشر منهم كالشاهر سيفه بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يذب عنه » ، قال : فدخل رجل من موالي بني أمية ، فانقطع الكلام ، فعدت إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) احدى عشرة مرة أريد منه أن يتم الكلام فما قدرت على ذلك ، فلمّا كان من قابل - السنة الثانية - دخلت عليه وهو جالس (1) فقال : « يا إبراهيم ، هوالمفرج للكرب عن شيعته بعد ضنك شديد ، وبلاء طويل وجزع وخوف ، فطوبى لمن أدرك ذلك الزمان ، حسبك يا إبراهيم » ، قال إبراهيم : فما رجعت بشيء هو أسرّ من هذا لقلبي ، ولا أقر لعيني (2) ، وروى محمّد بن خالد البرقيّ ، عن محمد بن سنان ، عن المفضّل ابن عمر ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « أقرب ما يكون العباد من الله ( عزّ وجل ) ، وأرضى ما يكون عنهم ، إذا فقدوا حجّة الله ، فلم يظهر لهم ، ولم يعلموا مكانه ، وهم في ذلك يعلمون أنّه لن تبطل حجّة الله ولا ميثاقه ، فعندها فتوقّعوا الفرج صباحاً ومساءً ، وإنّ أشدّ ما يكون غضب الله على أعداء الله تعالى إذا افتقدوا حجّته فلم يظهر لهم ، وقد علم أن أولياءه لا يرتابون ، ولو علم أنّهم يرتابون ما غيّب عنهم حجّته طرفة عين ، ولا يكون ذلك إلاّ على رأس شرار الناس » (3) ، وروى الحسن بن محبوب ، عن محمد بن النعمان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) مثله (4) ، وروى عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن فضالة بن أيّوب ، عن سدير الصيرفيّ قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : « إنّ في القائم سُنّة من يوسف » ، قلت : كانّك تذكرخبره أو غيبته ؟ فقال لي : « وما تنكر من ذلك هذه الاُمّة أشباه الخنازير ، إن إخوة يوسف كانوا أسباطاً أولاد أنبياء تاجروا يوسف وبايعوه وهم إخوته وهو أخوهم ، فلم يعرفوه حتّى قال لهم : أنا يوسف ، فما تنكر هذه الاُمّة أن يكون الله تعالى في وقت من الأوقات يريد أن يستر حجّته ! لقد كان يوسف إليه ملك مصر ، وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوماً ، فلو أراد الله ( عزَ وجل ) أن يعرّفه مكانه لقدر على ذلك ، والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة تسعة أيام من بلدهم إلى مصر ، فما تنكر هذه الاُمة أن (يكون الله تعالى يفعل بحجته ما فعل بيوسف أنْ) (5) يكون يسيرفي أسواقهم ، ويطأ بسطهم وهم لا يعرفونه ، حقّ يأذن الله تبارك وتعالى له أن يعرفهم نفسه كما أذن ليوسف حتى قال لهم :

---------------------------
(1) في نسخة « م » زيادة : فسلّمت ورد سلامي .
(2) كمال الدين : 334 | 5 ، وكذا غيبة النعماني : 90 | 21 .
(3) كمال الدين : 339 | 16 ، وكذا في : الكافي 1 : 268| 1 .
(4) كمال الدين : 339 |17 .
(5) ما بين القوسين لم يرد في نسختي « ق » « ط» .

أعلام الورى بأعلام الهدى _ 150 _

  ( هَل عَلِمتُم ما فَعَلتُم بيُوسُفَ وَاَخِيه اِذ اَنتُم جاهِلُونَ (1)* قالُوا اَئِنّكَ لأنتَ يُوسُف قالَ اَنا يُوسُفُ وَهذاَ اَخي ) » (2) ، وروىَ أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عثمان بن عيسى الكلابي ، عن خالد بن نجيح ، عن زرارة بن أعين قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : « إن للقائم غيبة قبل أن يقوم » ، قلت :ولم ؟ قال : « يخاف » وأومأ بيده إلى بطنه ، ثم قال : « يا زرارة ، وهو المنتظر ، وهو الذي يشك الناس في ولادته ، منهم من يقول : هو حمل ، ومنهم من يقول : هو غائبٌ ، ومنهم من يقول : ما ولد ، ومنهم من يقول : قد ولد قبل وفاة أبيه بسنتين ، وهو المنتظر ، غير أن الله تعالى يحبّ أن يمتحن الشيعة ، فعند ذلك يرتاب المبطلون » ، قال زرارة : فقلت : جعلت فداك ، فإن أدركت ذلك الزمان فأي شيء أعمل ؟ قال : « يا زرارة ، إن أدركت ذلك الزمان فادم هذا اللدعاء : اللهمّ عرّفني نفسك ، فإنّك إن لم تعرّفني نفسك لم أعرف نبيك ، اللهمّ عرّفني رسولك ، فإنّك إن لم تعرّفني رسولك لم أعرف حجّتك ، اللهمّ عرّفني حجتك فإنّك إن لم تعرّفني حجّتك ضللت عن ديني » ثم قال ؟ « يا زرارة ،لا بد من قتل غلام با لمدينة » .

---------------------------
(1) سورة يوسف 12 : 89 - 90 .
(2) كمال الدين : 341 | 21 ، وكذا في : الكافي 1 : 271 | 4 ، وعلل الشرائع : 244 | 2 ، وغيبة الطوسي : 163 | 4 .

أعلام الورى بأعلام الهدى _ 151 _

  قلت : جعلت فداك ، أليس يقتله جيش السفياني ؟ قال : « لا ، ولكن يقتله جيش بني فلان ، يدخل المدينة فلا يدري الناس في أي شيء دخل ، فياخذ الغلام فيقتله ، فاذا قتله بغياً وعدواناً وظلماً لم يمهلهم الله ( عزّ وجل ) ، فعند ذلك فتوفعوا الفرج» (1) ، وروى هذا الحديث من طرق عن زرارة (2) ، وروى يونس بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن سنان قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى ولا إمام هدى ، لا ينجومنها إلآ من دعا بدعاء الغريق » ، قلت : كيف دعاء الغريق ؟ قال : « يقول : يا الله يا رحمن يا رحيم ، يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك» ، فتلت : يا مقلّب القلوب والأبصارثبت قلبي على دينك ، فقال : « إن الله ( عز جل ) مقلّب القلوب والأبصار ، ولكن قل كما إقول : يا مقتب القلوب ثبت قلبي على دينك » (3) ، وروى سدير الصيرفي ، عن أبي عبد الله - في حديث طويل - قال : قال : « أما العبد الصالح - أعني الخضر - فان الله ( عز وجلَ ) ما طوَل عمره لنبوة قدرها له ، ولا لكتاب ينزله عليه ، ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء ، ولا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها ، ولا لطاعة يفرضها له .

---------------------------
(1) كمال الدين : 342 | 24 وكذا في : الكافي 9 : 272 |5 ، وغيبة النعماني : 166 |6 .
(2) كمال الدين : 343 | ذيل حدث 24 .
(3) كمال الدين : 351 | 50 .

أعلام الورى بأعلام الهدى _ 152 _

  بل ان الله تعالى لما كان في سابق علمه أن بقدّر من عمر القائم ( عليه السلام ) في أيام غيبته ما يقذر ، وعلم ما يكون من إنكار عباده بمقدار ذلك العمر في الطول ، طول عمر العبد الصالح من غير سبب أوجب ذلك إلأ لعلة الاستدلال به على عمر القائم ، وليقطع بذلك حجّة المعاندين ، لئلآ يكون للناس على الله حجة» (1) ، فهذا طريق ممّا روي عن الصادق ( عليه السلام ) في هذا المعنى ، وممّا جاء عن أبي الحسن موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) في مثله : ما رواه سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن عيسى بن محمد بن علي بن جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) قال : « إذا فقد الخامس من ولد السابع فاللهّ الله في أديانكم ، لا يزيلكم أحدٌ عنها ، يا أخي ، إنّه لابدّ لصاحب هذا الأمر من غيبة حتّى يرجع عن هذا الأمرمن كان يقول به ، إنّما هي محنة من الله ( عزّ وجل ) امتحن بها خلقه ، ولو علم آباؤكم وأجدادكم ديناً أصحّ من هذا لاتبعوه » ، فقلت : يا سيديَ ، مَن الخامس من ولد السابع ؟ فقال : « يا أخي ، عقولكم تصغر عن هذا ، وأحلامكم تضيق عن ذلك ، ولكن إن تعيشوا فسوف تدركونه» (2) ، وروي عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن صالح بن السندي ، عن يونس بن عبد الرحمن قال : دخلت على موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) فقلت له : يا ابن رسول اللهّ ، أنت القائم بالحقّ ؟ قال : « أنا القائم بالحق ، ولكنّ القائم الذي يطهّر الأرض من أعداء الله ، ويملأها عدلاً وتسطاً كما ملئت جوراً وظلماً ، هو الخامس من ولدي ، له غيبة يطول أمدها خوفاً على نفسه ، يرتدّ فيها قوم ويثبت فيها آخرون » .

---------------------------
(1) كمال الدين : 357| ذيل حديث 51 .
(2) كمال الدين : 359| 1 ، وكذا في : الكافي 1 :271 | 2 ، علل الشرائع : 244 | 4 ، غيبة النعماني 154 / 11 « اثبات الوصية : 229 » ، كفاية الأنَر : 268 .

أعلام الورى بأعلام الهدى _ 153 _

  وقال ( عليه السلام ) : « طوبى لشيعتنا المتمسّكين بحبلنا في غيبة قائمنا ، الثابتين على موالاتنا والبراءة من أعدائنا ، أولئك منّا ونحن منهم ، قد رضوا بنا أئمّة ورضينا بهم شيعة ، فطوبى لهم ثم طوبى لهم ، هم والله معنا في درجتنا يوم القيامة» (1) ، وممّا روي عن الرضا ( عليه السلام ) في ذلك : ما رواه محمد بن الحسن الصفّار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن أيّوب بن نوح قال : قلت للرضا ( عليه السلام ) : إنّا نرجوأن تكون صاحب هذا الأمر ، وأن يسديه الله إِليك من غير سيف ، فقد بويع لك وضربت الدراهم باسمك ، فقال : ما منا أحد اختلفت إليه الكتب ، وسئل عن المسائل ، وأشارت إِليه الأصابع ، وحُملت إليه الأموال إلاّ اغتيل أو مات على فراشه ، حتّى يبعث الله ( عزّ وجل ) بهذا الأمر رجلاًَ خفيّ المولد والمنشأ غير خفيّ في نسبه » (2) ، وروى علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الريان بن الصلت قال : قلت للرضا ( عليه السلام ) : أنت صاحب هذا الأمر ؟ فقال : « أنا صاحب هذا الأمر ، ولكنّي لست بالذي أملأها عدلاً كما ملئت جوراً ، وكيف أكون ذلك على ما ترى من ضعف بدني ! وأنّ القائم هو الذي إذا خرج كان في سنّ الشيوخ ومنظر الشبان (3) ، قوياً في بدنه حتى لو مد يده إلى أعظم شجرة على وجه الأرض لقلعها ، ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها ، يكون معه عصا موسى وخاتم سليمان .

---------------------------
(1) كمال الدين : 361 | 5 ، وكذا في : كفاية الأثر : 269 .
(2) كمال الدين : 370 | 1 ، وكذا في : غيبة النعماني : 168 | 9 .
(3) في نسختي « ق» « ط » : الشباب .

أعلام الورى بأعلام الهدى _ 154 _

  ذلك الرابع من ولدي ، يغيْبه الله في سترماشاء ثمّ يظهره فيملأ به الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، كأني بهم أين ما كانوا قد نودوا نداء يسمع من بُعد كما يسمع من قرب ، يكون رحمة للمؤمنين وعذاباً على الكافرين » (1) ، عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عليّ بن معبد ، عن الحسين بن خالد : قال : قال الرضا ( عليه السلام ) : « لا دين لمن لا ورع له ، ولا إيمان لمن لا تقيّة له ، وإنّ أكرمكم عند الله أعملكم بالتقيّة» ، فقيل له : يا ابن رسول الله ، إلى متى ؟ قال : إلى يوم الوقت المعلوم ، وهويوم خروج قائمنا ، فمن ترك التقيّة قبل خروج قائمنا فليس منّا» ، فقيل له : يا ابن رسول اللّه ، ومن القائم منكم أهل البيت ؟ قال : « الرابع من ولدي ، ابن سيدة الإماء ، يطهر الله به الأرض من كلّ جور ، ويقدسها من كل ظلم ، وهو الذي يشكّ الناس في ولادته ، وهو صاحب الغيبة قبل خروجه ، فاذا خرج أشرقت الأرض بنوره ، ووضع ميزان العدل بين الناس ، فلا يظلم أحد أحدا ، وهو الذي تطوى له الأرض ، ولا يكون له ظل ، وهو الذى ينادي مناد من السماء (2) يسمعه جميع اهل الأرض بالدعاء اليه يقول : ألا إن حجْة الله قد ظهرعند بيت الله فاتبعوه فان الحق معه وفيه ، وهو قول الله ( عز وجل ) : (إِن نَشَأ ننَزل عَلَيهِم مِنَ السماءِ آيَةً فَظَلت أعناقُهُم لَها خاضِعِين) (3).

---------------------------
(1) كمال الدين : 376 | 7 دون ذيله .
(2) الشعراء 26 : 4 .
(3) كمال الدين : 371 | 5 ، وكذا في : كفاية الاثر : 274 .

أعلام الورى بأعلام الهدى _ 155 _

  وقد ذكرنا حديث دعبل بن علي الخزاعي عنه في هذا المعنى في ما تقدم من الكتاب (1) ، وممّا روي عن أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) في مثله : ما رواه عبد العظيم بن عبد الله الحسني رحمه الله قال : دخلت على سيدي محمد بن علي وأنا أُريد أن أساله عن القائم ( عليه السلام ) أهو المهديّ أو غيره ، فابتدأني فقال : « يا أبا القاسم ، إن القائم منّا هو المهدي الذي يجب أن يُنتظر في غيبته ويطاع في ظهوره ، وهو الثالث من ولدي ، والذي بعث محمداً بالنبوة ، وخصّنا بالإمامة ، إنه لو لم يبق من الدنيا إلأ يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، وان الله تعالى ليصلح له أمره في ليلة كما أصلح أمركليمه موسى ( عليه السلام ) إذ ذهب ليقتبس لأهله ناراً فرجع وهو رسول نبي » ، ثم قال ( عليه السلام ) : « أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج » (2) ، وعنه أيضاً قال : قلت لمحمد بن عليّ ( عليهما السلام ) : إني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، فقال : « يا أبا القاسم ، ما منّا إلاّ قائم بامر الله وهاد إلى دين الله ، ولكنّ القائم منّا هو الذي يطهر الله ( عز وجل ) الأرض به من أهل الكفر والجحود ، ويملأها عدلاً وقسطاً ، هو الذي تخفى على الناس ولادته ، ويغيب عنهم شخصه ، ويحرم عليهم تسميته ، وهو سميّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكنيته ، وهو الذي تُطوى له الأرض ، ويذلّ له كل صب .

---------------------------
(1) تقدم في صفحة 68 - 69 فراجع .
(2) كمال الدين : 377| 1 ، وكذا في : كفابة الأثر : 280 .

أعلام الورى بأعلام الهدى _ 156 _

  يجتمع إليه من أصحابه عدد أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً من أقاصي الأرض ، وهو قول الله ( عز وجل ) : (اَين ما تَكُونُوا يَاتِ بكُمُ اللّه جَميعاً اِنّ اللهَ عَلى كل شَيءٍ قَديرٌ ) (1) فإذا اجتمعت له هذه العدّة مَن أهل الإخلاص أظهر أمره ، وإذا كمل له العقد وهو عشرة الاف رجل خرج بإذن الله ( عز وجل ) ، فلا يزال يقتل أعداء اللة حتى يرضى الله تبارك وتعالى» ، قال عبد العظيم فقلت له : يا سيّدي ، وكيف يعلم أن الله قد رضي ؟ قال : « ثلقي في قلبه الرحمة ، فإذا دخل المدينة أخرج اللات والعزى فاحرقهما» (2) ، وروى حمدان بن سليمان قال : حدّثنا الصقر بن أبي دلف قال : سمعت أبا جعفر محمد بن عليّ الرضا ( عليهما السلام ) يقول : « إنّ الإمام بعدي عليّ ، أمره أمري ، وقوله قولي ، وطاعته طاعتي ، والإمام بعده ابنه الحسن ، أمره أمر أبيه ، (وقوله قول أبيه) (3) ، وطاعته طاعة أبيه ، ثم سكت ، فقلت له : يا ابن رسول الله ، فمن الإمام بعد الحسن ؟ فبكى بكاءً شديداً ثمّ قال : « إنّ الإمام من بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر» ، فقلت له : يا أبن رسول الله ، ولم سمي القائم ؟ قال : « لأنه يقوم بعد موت ذكره ، وارتداد أكثر القائلين بإمامته » ، فقلت له : ولم سمّي المنتظر؟ قال :

---------------------------
(1) سورة البقرة 2 : 148 .
(2) كمال الدين : 377 | 2 ، وكذا في : كفاية الأثر : 281 .
(3) ما بين القوسين لم يرد في نسختي « ط » و « ق » واثتناه من نسخة « م » .

أعلام الورى بأعلام الهدى _ 157 _

  « لأن له غيبة تكثر أيامها ، ويطول أمدها ، فينتظر خروجه المخلصون ، وينكره المرتابون ، ويستهزئ بذكره الجاحدون ، ويكذب فيه الوقّاتون ، ويهلك فيه المستعجلون ، وينجو فيه المسلّمون » (1) ، وممّا روي عن أبي الحسن علي بن محمد العسكريّ ( عليهما السلام ) في ذلك : ما رواه عبد العظيم بن عبد الله الحسنيّ قال : دخلت على سيّدي علي ابن محمد ( عليهما السلام ) ، فلمّا أبصرني قال لي : « مرحباً بك يا أبا القاسم ، أنت وليّنا حقّاً» ، فقلت له : يا ابن رسول الله ، إني أُريد أن أعرض عليك ديني ، فإن كان مرضيّاً ثبتّ عليه حتّى ألقى الله ( عزّ وجل ) ، فقال : « هات يا أبا القاسم » ، فقلت : إنّي أقول : إنّ الله تبارك وتعالى واحد ليس كمثله شيء ، خارج من الحدّين حدّ الإبطال وحدّ التشبيه ، وإنه ليس بجسم ولا صورة ولا عرض ولا جوهر ، بل هو مجسّم الأجسام ، ومصوّر الصور ، وخالق الأعراض والجواهر ، وربّ كلّ شيء ومالكه وجاعله ومحدثه ، وإن محمداً عبده ورسوله ، وخاتم النبيّين فلا نبيّ بعده إلى يوم القيامة ، وإن شريعته خاتمة الشرائع فلا شريعة بعدها إلى يوم القيامة ، وأقول : إنّ الإمام والخليفة وولي الأمر بعده أميرالمؤمنين عليّ بن ابي طالب ، ثمّ الحسن ، ثمّ الحسين ، ثم عليّ بن الحسين ، ثم محمد بن علي ، ثم جعفربن محمد ، ثمّ موسى بن جعفر ، ثمّ عليّ بن موسى ، ثم محمد ابن علي ( عليهم السلام ) ثم أنت يا مولاي ، فقال ( عليه السلام ) : « ومن بعدي الحسن فكيف للناس بالخلف من بعده » .

---------------------------
(1) كمال الدين : 387 | 3 ، وكذا في : كفاية الأثر : 283 .

أعلام الورى بأعلام الهدى _ 158 _

  قال : فقلت : وكيف ذاك يا مولاي ؟ قال : « لأنه لا يُرى شخصه ، ولا يحلّ ذكره باسمه حتّى يخرج فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً» ، قال : فقلت : أقررتُ ، وأقول : إنّ وليّهم وليّ الله ، وعدوّهم عدو الله ، وطاعتهم طاعة الله ، ومعصيتهم معصية الله ، وأقول : إنّ المعراج حقّ ، والمسالة في القبر حقّ ، وأنّ الجنّة حقّ ، والنّار حقّ ، والصراط حقّ ، والميزان حقّ ، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها ، وأنّ الله يبعث من في القبور ، وأقول : إنَ الفرائض الواجبة بعد الولاية : الصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحجّ ، والجهاد ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فقال : عليّ بن محمد ( عليهما السلام ) : « يا أبا القاسم ، هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده ، فاثبت عليه ، ثبتك الله بالقول الثابت في الحياة اللدنيا وفي الأخرة » (1) ، وروىَ علي بن إبراهيم ، عن عبد الله بن أحمد الموصليّ ، عن الصقر ابن أبي دلف قال : لمّا حمل المتوكل سيدنا أبا الحسن ( عليه السلام ) جئت أسال عن خبره ، قال : فنظر إليّ حاجب المتوكّل فامر أن أدخل إليه فاُدخلت إليه ، فقال : يا صقر ما شأنك ؟ فقلت : خيراً أيها الاستاذ ، قال : أقعد ، قال الصقر : وأخذني ما تقدم وما تاخر وقلت : أخطات في المجيء ، قال : فوحى الناس عنه ثمّ قال : ما شانك وفيم جئت ؟ لعلّك جئت تسال عن خبر مولاك ؟ فقلت له : ومن مولاي ؟ ! مولاي أمير المؤمنين .

---------------------------
(1) كمال الدين : 379 | 1 ، وكذا في : كفاية الاثر : 286 .

أعلام الورى بأعلام الهدى _ 159 _

  فقال : اسكت ، مولاك هو الحق ، لا تحتشمني فانّي على مذهبك ، فقلت : الحمد لله ، فقال : تحب أن تراه ؟ فقلت : نعم ، فقال : اجلس حتّى يخرج صاحب البريد ، قال : فلمّا خرج قال لغلام له : خذ بيد الصقر فادخله إلى الحجرة التي فيها العلوي المحبوس ، وخذ بينه وبينه ، قال : فادخلني الحجرة ، وأوما إلى بيت فدخلت ، فاذا هو ( عليه السلام ) جالسٌ على صدر حصير ، وبحذاه قبر محفور ، قال : فسلمت فردّ ، ثمّ أمرفي بالجلوس فجلست ، ثمّ قال لي : « يا صقر ، ما أتى بك ؟ » ، قلت : يا سيّدي جئت أتعرّف خبرك ؟ قال : ثمّ نظرت إلى القبر فبكيت ، فنظر إلي ثمّ قال : « يا صقر لا عليك ، لن يصلوا إلينا بسوء» ، فقلت : الحمد لله ، ثم قلت : يا سيدي حديث يروى عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) لا أعرف معناه ، فقال : « وما هو ؟» ، قلت : قوله : « لا تعادوا الأيّام فتعاديكم» ما معناه ؟ فقال : « نعم ، الأيّام نحن ما قامت السماوات والأرض ، فالسبت اسم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) ، والأحد أمير المؤمنين ، والاثنين الحسن والحسين ، والثلاثاء علي بن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفربن محمد ، والأربعاء موسى بن جعفر ، وعليّ بن موسى ، ومحمّد بن عليٍ ، وأنا ، والخميس ابني الحسن ، والجمعة ابن ابني ، إليه تجتمع عصابة الحق ، وهو الذي يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، فهذا معنى الأيّام ، فلا تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الأخرة» ثم قال :

أعلام الورى بأعلام الهدى _ 160 _

  « ودع واخرج فلا آمن عليك » (1) ، وبهذا الإسناد : عن الصقر بن أبي دلف قال : سمعت عليّ بن محمد ابن علي الرضا ( عليهم السلام ) يقول : « الإمام بعدي الحسن ابني ، وبعد الحسن ابنه القائم الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً» (2) ، وروى علي بن إِبراهيم ، عن أبيه ، عن عليّ بن صدقة ، عن عليّ بن عبد الغفار قال : لما مات أبو جعفر الثاني ( عليه السلام ) كتبت الشيعة إلى أبي الحسن صاحب العسكر ( عليه السلام ) يسألونه عن الأمر فكتب ( عليه السلام ) : « الأمر لي ما دمت حتاً ، فإذا نزلت بي مقادير الله تبارك وتعالى أتاكم الخلف مني ، فانى لكم بالخلف من بعد الخلف » (3) ، وروى اسحاق بن محمد بن أيوب قال : سمعت أبا الحسن عليّ بن محمد ( عليهما السلام ) يقول : « صاحب هذا الأمر من يقول الناس : لم يولد بعد» (4) ، والأخبار في هذا الباب كثيرة ظاهرة ، في الشيعة متواترة ، ثابتة في أُصولها المتقدمة لزمان الحسن العسكري ( عليه السلام ) ، وفي ذلك أصح دليل وبرهان على إمامة القائم ابن الحسن ( عليهما السلام ) .

الفصل الثالث
  في ذكر النصوص عليه ( صلوات الله عليه) من جهة أبيه الحسن بن علي ( عليه السلام ) خاصة الشيخ أبو جعفر بن بابويه ( رضي الله عنه ) ، عن علي بن عبد الله الوراق ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري قال : دخلت على أبي محمد الحسن بن علي العسكري ( عليه السلام ) وأنا أريد أن أسأله عن الخلف من بعده ، فقال لي مبتدئاً : « يا أحمد بن إسحاق ، إن الله تبارك وتعالى لم يخل الأرض منذ خلق آدم ، ولا يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجة لله على خلقه ، به يدفع البلاء عن أهل الأرض ، وله ينزل الغيث ، وبه يخرج بركات الأرض » .

---------------------------
(1) كمال الدين : 382 | 9 ، وكذا في : الكمال : 394 | 102 ، كفاية الأثر : 289 .
(2) كمال الدين : 383 | 0 1 ، وكذا في : كفاية الاثر : 292 .
(3) كمال الدين : 382 | 8 .
(4) كمال الدين : 382 | 7 .

أعلام الورى بأعلام الهدى _ 161 _

  قال : فقلت له : يا ابن رسول الله ، فمن الخليفة والإمام بعدك ؟ فنهض ( عليه السلام ) مسرعاً فدخل البيت ثمّ خرج وعلى عاتقه غلام ، كأن وجهه القمر ليلة البدر ، من أبناء ثلاث سنين ، وقال : « يا أحمد بن إسحاق ، لولا كرامتك على الله وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا ، إنه سمي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكنيّه ، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، يا أحمد بن إسحاق ، مثله في هذه الاُمّة مثل الخضر ، ومثله مثل ذي القرنين ، والله ليغيبنَ غيبة لا ينجومن الهلكة فيها إلاّ من ثبّته الله تعالى على القول بإمامته ، ووفقه للدعاء بتعجيل فرجه » ، قال : أحمد بن إسحاق : فقلت له : يا مولاي ، فهل من علامة يطمئنّ إليها قلبي ؟ فنطق الغلام ( عليه السلام ) بلسان عربي فصيح فقال : « أنا بقيّة الله في أرضه ، والمنتقم من أعدائه ، فلا تطلب أثراً بعد عين يا أحمد بن إسحاق » ، قال أحمد : فخرجت مسروراً فرحاً ، فلمّا كان من الغد عدت إليه فقلت له : يا ابن رسول اللهّ ، لقد عظم سروري بما مننت عليّ ، فما السنّة الجارية فيه من الخضر وذي القرنين ؟ فتال : « طول الغيبة يا أحمد» ، فقلت له : يا ابن رسول الله ، وإن غيبته لتطول ؟ قال : « أي وربي ، حتّى يرجع عن هذا الأمرأكثر القائلين به ، فلا يبقى إلآ من أخذ الله عهده بولايتنا ، وكتب في قلبه الإيمان ، وأيده بروح منه ، يا أحمد بن إسحاق ، هذا أمر من الله ، وسر من سر الله ، وغيب من غيب الله ، فخذ ما آتيتك واكتمه ، وكن من الشاكرين ، تكن معنا غداً في عليين » (1) ، ويؤيد هذا الخبر ما رواه محمد بن مسعود العياشي ، عن محمد بن نصير ، عن محمد بن عيسى ، عن حماد بن عيسى ، عن عمروبن شمر ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال :

---------------------------
(1) كمال الدين : 384 | 1 .

أعلام الورى بأعلام الهدى _ 162 _

  سمعت رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) يقول : « إن ذا القرنين كان عبداً صالحاً جعله الله حجّة على عباده ، فدعا قومه إلى الله ( عز وجل ) ، وأمرهم بتقواه ، فضربوه على قرنه ، فغاب عنهم زماناً حتى قيل : مات أو هلك ، بأي واد سلك ، ثم ظهر ورجع إلى قومه ، فضربوه على قرنه الاخر ، وفيكم من هو على سنته ، وان الله ( عز وجل ) مكن لذي القرنين في الأرض ، وجعل له من كل شيء سبباً ، وبلغ المشرق والمغرب ، وان الله تعالى سيجري سنته في القائم من ولدي ، وليبلغه شرق الأرض وغربها ، حق لا يبقي منهل ولا موضع من سهل أوجبل وطئه ذو القرنين إلأ وطئه ، ويظهر الله له كنوز الأرض ومعادنها ، وينصره بالرعب ، ويملأ الأرض به عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً» (1) ، محمد بن مسعود العياشي ، عن آدم بن محمد البلخي ، عن علي بن الحسين بن هارون الدقاق ، عن جعفر بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن إبراهيم بن الأشتر ، عن يعقوب بن منقوش قال : دخلت على أبي محمد ( عليه السلام ) وهو جالسٌ على دكان في الدار ، وعن يمينه بيت عليه ستر مسبل ، فقلت له : سيّدي ، من صاحب هذا الأمر ؟ فقال : « ارفع الستر» ، فرفعته ، فخرج إلينا غلام خماسي له عشر أوثمان أو نحوذلك ، واضح الجبين ، أبيض الوجه ، دريٌ المقلتين ، شثن الكفّين (2) ، معطوف الركبتين ، في خدّه الأيمن خال ، وفي رأسه ذؤابة ، فجلس على فخذ أبي محمد ثم قال لي : « هذا هو صاحبكم » ثم وثب فقال له : « يا بني ، ادخل إلى الوقت المعلوم » ، فدخل البيت وأنا انظر إليه ، ثمّ قال لي : « يا يعقوب ، انظر من في البيت »؟ فدخلت فما رأيت أحداً (3) ، محمد بن يعقوب ، عن عليّ بن محمد ، عن محمدبن عليّ بن بلال قال :

---------------------------
(1) كمال الدين : 394 | 4 .
(2) شثن الكفين : أي خشنتان وغليظتان ، « اُنظر : الصحاح - شثن - 5 : 2142» .
(3) كمال الدين : 407 | 2 .

أعلام الورى بأعلام الهدى _ 163 _

  خرج إليّ من أبي محمد الحسن بن عليّ ( عليهما السلام ) قبل مضيه بسنتين يخبرني بالخلف من بعده ، ثم خرج إلي من قبل مضيه بثلاثة أيّام يخبرني بالخلف من بعده (1) ، وعنه عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن إسحاق ، عن أبي هاشم الجعفري قال : قلت لأبي محمد ( عليهما السلام ) : جلالتك تمنعي عن مسألتك ، فتاذن لي أن أسالك ؟ فقال : « سل » ، فقلت : يا سيدي ، هل لك ولد ؟ قال : « نعم » ، قلت : فإن حدث أمر ، فاين أسال عنه ؟ قال : « بالمدينة» (2) ، وعنه - ، عن الحسين بن محمد الأشعري ، عن معلى بن محمد ، عن أحمد بن محمد بن عبد الله قال : خرج عن أبي محمد ( عليه السلام ) حين قتل الزبيري (3) : « هذا جزاء من اجترأ على الله في أوليائه ، زعم أنه يقتلني وليس لى عقب ، فكيف رأى قدرة الله فيه » ، قال : وولد له ولد وسماه باسم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) ، وذلك في سنة ست وخمسين ومائتين (4) .

---------------------------
(1) الكافي 1 : 264 | 1 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 348 .
(2) الكافي 1 : 264 | 2 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 348 ، غيبة الطوسي : 232 | 199 ، الفصول المهمة : 292 .
(3) قال العلامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول (4 : 3 | 5) : الزبيري كان لقب بعض الأشقياء من ولد الزبير ، كان في زمانه ( عليه السلام ) فهدده ، وقتله الله على يد الخليفة أوغيره ، وصحفه بعضهم وقرأ بفتح الزاي وكسر الباء من الزَبير ، بمعنى الداهية ، كناية عن المهتدي العباسي ، حيث قتله الموالي .
(4) الكافي 1 : 264 | 5 ، وكذا في : كمال الدين : 430 | 3 ، غيبة الطوسي : 231 | 198 ، ودون ذيله في ارشاد المفيد 2 : 349 .

أعلام الورى بأعلام الهدى _ 164 _

  وعنه ، عن عليّ بن محمد ، عن جعفربن محمد الكوفيّ ، عن جعفر ابن محمد المكفوف ، عن عمرو الأهوازي قال : أراني أبومحمد ( عليه السلام ) ابنه وقال : « هذا صاحبكم بعدي » (1) ، الشيخ أبوجعفر ، عن محمد بن عليّ ماجيلويه ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن جعفر بن محمد بن مالك ، عن محمد بن معاوية بن حكيم ، ومحمد بن أيّوب بن نوح ، ومحمّد بن عثمان العمري قالوا : عرض علينا أبو محمد ابنه ونحن في منزله - وكنّا أربعين رجلاً - فقال : هذا إمامكم من بعدي ، وخليفتي عليكم ، فاطيعوه ولا تتفرّقوا بعدي فتهلكوا في أديانكم ، أما إنّكم لا ترونه (2) بعد يومكم هذا» ، قالوا : فخرجنا من عنده فما مضت إلاّ أيّام قلائل حتّى مضى أبومحمد ( عليه السلام ) (3) وعنه ، عن أحمد بن محمد بن يحيى العطّار ، عن سعد بن عبد الله ، عن موسى بن جعفر بن وهب البغداديّ قال : سمعت أبا محمد الحسن بن عليّ ( عليهما السلام ) يقول : « كانّي بكم وقد اختلفتم بعدي في الخلف منّي ، أما إنّ المقر بالأئمّة بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم المنكر لولدي كمن اقرّ بجميع أنبياء الله ورسله ثمّ أنكر نبوّة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لأن طاعة آخرنا كطاعة أولنا ، والمنكر لآخرنا كالمنكر لأوّلنا .

---------------------------
(1) الكافي 1 : 264 | 3 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 348 ، غيبة الطوسي : 234 | 203 .
(2) لعل المراد بقوله ( عليه السلام ) هذا (أكثركم) لمعارضته مع أخبار اُخرى تذهب الى رؤية العمري له ( عليه السلام ) ، اتظر : كمال الدين : 0 44 | 9 و 1 0 و 4 4 1 | 14 ، ارشاد المفيد : 2 | 351 ، كما انْ العمري رحمه الله كان من سفرائه ( عليه السلام ) في أيام غيبته الصغرى ، فتاقل .
(3) كمال الدين : 435 | 2 .

أعلام الورى بأعلام الهدى _ 165 _

  ان لولدي غيبة يرتاب فيها الناس إلآ من عصمه الله » (1) وعنه ، عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق ، عن أبي علي بن همّام قال : سمعت محمد بن عثمان العمريّ يقول : سمعت أبي يقول : سئل أبو محمد الحسن بن علىِّ ( عليهما السلام ) وأنا عنده عن الخبر الذي روي عن ابائه ( عليهم السلام ) : أنّ الأرض لا تخلومن حجّة لله على خلقه إلى يوم القيامة ، وإن من مات ولم يعرف إِمام زمانه مات ميتة جاهليّة ، فقال : « إنّ هذا حق كما أنّ النهار حق » ، فقيل له : يا ابن رسول الله ، فمن الحجة والإمام بعدك ؟ فقال : « ابني محمد هو الامام والحجة بعدي ، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهليّة ، أما إنّ له غيبة يحار فيها الجاهلون ، ويهلك فيها المبطلون ، ويكذب فيها الوقّاتون ، ثمّ يخرج فكأنّي أنظر إلى الأعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة » (2) .

الباب الثالث
  في بيان وجه الاستدلال بهذه الأخبار الواردة في النصوص على إمامته ، وذكر أحوال غيبته ، وما شوهد من دلالاته وبيناته ، وبعض ما خرج من توقيعاته وفيه أربعة فصول :

---------------------------
(1) كمال الدين : 409 | 8 ، وكذا في : كفاية الأثر :295 ، روضة الواعظين : 257 .
(2) كمال الدين : 409 | 9 ، وكذا في : كفاية الأئر : 296 .

أعلام الورى بأعلام الهدى _ 166 _

الفصل الأول
  في ذكر الدلالة على إثبات غيبتَه ( عليه السلام ) وصحة إمامته من جهة الأخبار التي تقدم ذكرها ، وذكر أحوال غيبته تدل على إمامته ( عليه السلام ) ما أثبتناها من أخبار النصوص ، وهي على ثلاثة أوجه : أحدها : النصن على عدد الأئمّة الاثني عشر ، وقد جاءت تسميته ( عليه السلام ) في بعض تلك الأخبار ، ودلّ البعض على إمامته بما فيه من ذكر العدد من قِبَل أنه لا قائل بهذا العدد في الاُمّة إلاّ من دان بإمامته ، وكل ما طابق الحقّ فهوحق ، والوجه الثاني : النص عليه من جهة أبيه خاصّة ، والوجه الثالث : النصّ عليه بذكر غيبته وصفتها التي يختصها ، ووقوعها على الحدّ المذكورمن غير اختلاف ، حتى لم يخرم منه شيئاً ، وليس يجوز في العادات أن تولد جماعة كذباً يكون خبراً عن كائن فيتفق لهم ذلك على حسب ما وصفوه ، وإذا كانت أخبار الغيبة قد سبقت زمان الحجّة ( عليه السلام ) ، بل زمان أبيه وجدّه ، حتى تعلقت الكيسانية (1) .

---------------------------
(1) الكيسانية : يذهب أصحاب هذه الفرقة إلى إمامة محمد ابن الحنفية بعد أخويه الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، وأنه لم يمت بل اختفى في جبال رضوى حتى يأذن له بالخروج على اعتبارأنه هو المهدي المنتظر ، انظر : فرق الشيعة للنوبختي : 23 ، الشيعة بين الاشاعرة والمعتزلة : 56 ، الملل والنحل .

أعلام الورى بأعلام الهدى _ 167 _

   بها في إمامة ابن الحنفيَة والناووسية (1) والممطورة (2) في أبي عبد الله وأبي الحسن موسى ( عليهما السلام ) ، وخلّدها المحدّثون من الشيعة في أًصولهم المؤلّفة في أيّام السيدين الباقر والصادق ( عليهما السلام ) ، واثروها عن النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) والأئمّة ( عليهم السلام ) واحداً بعد واحد ، صحّ بذلك القول في إمامة صاحب الزمان ( عليه السلام ) بوجود هذه الصفة له ، والغيبة المذكورة في دلائله وإعلام إمامته ، وليس يمكن لأحد دفع ذلك ، ومن جملة ثقات المحدّثين والمصنّفين من الشيعة : الحسن بن محبوب الزرّاد ، وقد صنّف كتاب المشيخة الذي هو في أُصول الشيعة أشهر من كتاب المزني وأمثاله قبل زمان الغيبة باكثر من مائة سنة ، فذكر فيه بعض ما أوردناه من أخبار الغيبة ، فوافق الخبر الخبر ، وحصل كل ما تضمّنه الخبر بلا اختلاف .

---------------------------
(1) الناووسية : يزعم أصحاب هذه الفرقة أنّ الامام الصادق ( عليه السلام ) لم يمت ، وأنه سيظهر بعد لاحياء الحق وإماتة الباطل ، وأنه هو الامام المهدي المنتظر ، وقيل : انَهم اتباع رجل يقال له ناووس ، أو عجلان بن ناووس ، وقيل : أنهم ينسبون إلى قرية ناووسا ، انظر : فرق الشيعة للنوبختي : 67 ، الملل والنحل 1 : 166 ، الشيعة ببن الاشاعرة والمعتزلة : 77 .
(2) الممطورة : هم من الواقفين على الامام موسى بن جعفر ( عليه السلام ) ، والذاهبين إلى أنه ( عليه السلام ) لم يمت ، وأنه هو المهدي الذي يخرج لإقامة العدل وإماتة البدع والأهواء ، وأنْ الأئمة ( عليهم السلام ) من بعده ليسوا إلأ خلفاء له لا أئمة ، ينوبون عنه حتى ظهوره ، وسموا بذلك الاسم من خلال جدال قام بين علي بن إسماعبل وبينهم حتى قال لهم بعد ان اشد الجدال فيما بينهم : ما أنتم إلاّ كلاب ممطورة ، أي أنهم أنتن من جيف ؛ لأن الكلاب إذا أصابها المطرتنبعث منها رائحة نتنة ، انظر : فرق الشيعة : 81 ، الملل والنحل 1 : 169 .

أعلام الورى بأعلام الهدى _ 168 _

  ومن جملة ذلك : ما رواه عن ابراهيم الخارقي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قلت له : كان أبو جعفر ( عليه السلام ) يقول : « لقائم آل محمد ( عليه السلام ) غيبتان واحدة طويلة والأخرى قصيرة » ، قال : فقال لي : « نعم يا أبا بصير ، إِحداهما أطول من الاُخرى ، ثمّ لا يكون ذلك - يعني ظهوره -حتى يختلف ولد فلان ، وتضيق الحلقة ، ويظهر السفياني ، ويشتد البلاء ، ويشمل الناس موت وقتل ، ويلجأون منه إلى حرم الله تعالى وحرم رسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) (1) ، فانظر كيف قد حصلت الغيبتان لصاحب الأمر ( عليه السلام ) على حسب ما تضمنته الأخبار السابقة لوجوده عن آبائه وجدوده ( عليهم السلام ) ، أمّا غيبته الصغرى (2) منهما فهي التي كانت فيها سفراؤه ( عليه السلام ) موجودين ، وأبوابه معروفين ، لا تختلف الامامية القائلون بامامة الحسن بن علي ( عليه السلام ) فيهم ، فمنهم : أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري ، ومحمد بن علي ابن بلال ، وأبو عمرو عثمان بن سعيد السمّان ، وابنه أبو جعفر محمد بن عثمان ، وعمر الأهوازي ، وأحمد بن إسحاق ، وأبو محمد الوجناني ، وابراهيم بن مهزيار ، ومحمد بن ابراهيم في جماعة أُخر ربّما يأتي ذكرهم عند الحاجة إليهم في الرواية عنهم ، وكانت مدّة هذه الغيبة أربعاً وسبعين سنة ، وكان أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري قدس الله روحه باباً لأبيه وجده ( عليهما السلام ) من قبل وثقة لهما ، ثم تولى الباقية من قبله ، وظهرت المعجزات على يده ، ولما مضى لسبيله قام ابنه أبوجعفر محمد مقامه رحمهما الله بنصه عليه ، ومضى على منهاج أبيه ( رضي الله عنه ) في آخر جمادى الأخرة من سنة أربع أوخمس وثلاثمائة ، وقام مقامه أبو القاسم الحسين بن روح من بني نوبخت بنصَ أبي جعفرمحمد بن عثمان عليه ، وأقامه مقام نفسه ، ومات ( رضي الله عنه ) في شعبان سنة ست وعشرين وثلائمائة ، وقام مقامه أبو الحسن علي بن محمد السمّري بنصّ أبي القاسم عليه ، وتوفّي في النصف من شعبان سنه ثمان وعشرين وثلاثمائة .

---------------------------
(1) غيبة النعماني : 172 | 7 .
(2) في نسخة « ط » و « ق » : القصوى .

أعلام الورى بأعلام الهدى _ 169 _

  فروي عن أبي محمد الحسن بن أحمد المكتب أنه قال : كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها علي بن محمد السمري ، فحضرته قبل وفاته بايّام ؛ فاخرج إلى الناس توقيعاً نسخته : بسم اللهّ الرحمن الرحيم يا عليّ بن محمد السمري أعظم الله أجر اخوانك فيك ، فانّك ميّت ما بينك وبين ستّة أيّام ، فاجمع أمرك ، ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة التامّة ، فلا ظهور إلآ بعد أن ياذن الله تعالى ذكره ، وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب (1) ، وإمتلاء الأرض جوراً ، وسيأتي شيعتي من يدّعي المشاهدة ، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفتر ، ولا حول ولا قوة إلآ بالله العلي العظيم » ، قال : فانتسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده ، فلمّا كان اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه ، فقيل له : من وصيتك ؟ قال : لله أمر هو بالغة ، فقضى فهذا آخركلام سمع منه (2) ، ثمّ حصلت الغيبة الطولى التي نحن في أزمانها ، والفرج يكون في آخرها بمشيئة الله تعالى .

الفصل الثاني
  في ذكر بعض ما روي من دلالاته وبيّناته ( عليه السلام ) محمد بن يعقوب ، عن علي بن محمد ، عن محمد بن حمويه ، عن محمد بن إبراهيم بن مهزيار قال : شككت عند مضيّ أبي محمد ( عليه السلام ) واجتمع عند أبي مالٌ جليل ، فحمله وركب السفينة ، وخرجت معه مشيّعاً ، فوعك وعكاً شديداً فقال : يا بنيّ ، ردّني فهو الموت ، وقال لي : اتّق الله قي هذا المال ، وأوصى إلي ومات .

---------------------------
(1) في نسخة « ط » و « ق » : القلب ، وأثبتنا ما في نسخة « م » ، وهو الموافق لما في المصدر .
(2) كمال الدين : 516 | 44 .

أعلام الورى بأعلام الهدى _ 170 _

  فقلت في نفسي : لم يكن أبي ليوصي بشيء غيرصحيح ، أحمل هذا المال إلى العراق وأكتري داراً على الشط ولا أخبر أحداً بشيء ، فإن وضح لي شيء كوضوحه في أيام أبي محمد ( عليه السلام ) أنفذته ، وإلاّ قصفت (1) به ، فقدمت العراق ، واكتريت داراً على الشطّ ، وبقيت أيّاماً فإذا أنا برقعة مع رسول فيها : « يامحمد ، معك كذا وكذا » حتّى قصّ عليّ جميع ما معي مما لم أحطّ به علماً ، فسلّمته إلى الرسول وبقيت أيّاماً لا يرفع لي رأس ، واغتممت فخرج إليّ : « قد أقمناك مقام أبيك ، فاحمد الله » (2) وعنه ، عن محمد بن أبي عبد الله ، عن أبي عبد الله الشيباني قال : أوصلت أشياء للمرزباني الحارثيّ ، وكان فيها سوار ذهب ، فقُبِلتْ ورُد عليّ السوار وأمرت بكسره ، فكسرته فإذا في وسطه مثاقيل حديد ونحاس أو صفر ، فاخرجت ذلك منه وأنفذت الذهب فقبل (3) وعنه ، عن عليّ بن محمد قال : أوصل رجل من أهل السواد مالاً فردّ عليه وقيل له : « أخرج حق بني عمك منه ، وهو أربعمائة درهم » وكان الرجل في يده ضيعة لبني عمه فيها شركة قد حبسها عليهم ، فنظرفاذا لولد عمّه في ذلك أربعمائة درهم ، فاخرجها وأنفذ الباقي فقبل (4) وعنه ، عن علي بن محمد ، عن علي بن الحسين اليماني قال : كنت ببغداد فاتّفقت قافلة لليمانيَين ، فاردت الخروج معها ، فكتبت ألتمس الإذن في ذلك ، فخرج : « لاتخرج معهم ، فليس لك فى الخروج معهم خيرة ، وأقم بالكوفة » ، قال : فأقمت وخرجت القافلة فخرجت (5) عليهم بنو حنظلة فاجتاحتهم ، قال : وكتبت أستاذن في ركوب الماء فلم يؤذن لي ، فسألت عن المراكب التي خرجت تلك السنة في البحر فما سلم منها مركب ، خرج عليها قوم (من الهند) (6) يقال لهم : البوارج ، فقطعوا عليها (7) .

---------------------------
(1) القصوف : الاقامة في الأكل والشرب ، أي أنه ينفقه على أكله وشربه ، « اُنظر : القاموس المحيط 3 : 185 » .
(2) الكافي 1 : 434 | 5 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 356 ، غيبة الطوسي : 281 | 239 ، الخرائج والجرائح 1 : 462 | 7 .
(3) الكافي 1 :435 | 6 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 356 .
(4) الكافي 1 : 435 | 8 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 306 ، وباختلاف يسير في : كمال الدين : 486 | 6 ، ودلائل الامامة : 286 ، وثاقب المناقب : 597 | 540 .
(5) في نسخة « ط » و « ق » : فخرج .
(6) ما بين القوسين لم يرد في نسختي « ط » و « ق » .
(7) الكافي 1 : 436 | صدرالحديث 12 ، وكذا في : الهداية الكبرى : 372 ، ارشاد المفيد 2 : 358 ، و باختلاف يسير في : كمال الدين : 491 | صدر حديث 14 .

أعلام الورى بأعلام الهدى _ 171 _

  وعنه ، عن القاسم بن العلاء قال : ولد لي عدة بنين ، فكنت أكتب وأسأل الدعاء لهم فلا يكتب إليّ لهم بشيء ، فماتوا كلهم ، فلمّا ولد لي الحسن ابني كتبت أسأل الدعاء فاُجبت : « يبقى ، والحمد لله » (1) وعنه ، عن الحسن بن الفضل بن يزيد اليماني قال : كتب أبي بخطه كتاباً فورد جوابه ، ثمّ كتب بخطّي فورد جوابه ، ثمّ كتب بخط رجل جليل من فقهاء أصحابنا فلم يرد جوابه ، فنظرنا فاذا العلة في ذلك أن الرجل تحول قرمطياً (2) ، قال الحسن بن الفضل : وردت العراق ، وزرت طوس ، وعزمت أن لا أخرج إلآ عن بينة من أمري ، ونجاح من حوائجي ، ولو احتجت أن أقيم بها حتى أتصدّق (3) ، قال : وفي خلال ذلك يضيق صدري بالمقام ، وأخاف أن يفوتني الحج ، قال : فجئت يوماً إلى محمد بن أحمد - وكان السفير يومئذ - أتّقاضاه فقال لي : صر الى مسجد كذا وكذا فانه يلقاك رجل ، قال : فصرت إليه ، فدخل علي رجل فلما نظر إليّ ضحك وقال : لا تغتم ، فإنك ستحجّ في هذه السنة وتنصرف الى أهلك وولدك سالماً ، قال : فاطمأننت وسكن قلبي وقلت : أرى مصداق ذلك إِن شاء الله .

---------------------------
(1) الكافي 1 : 435 | 9 ، وكذا في ارشاد المفيد 2 : 356 .
(2) ذكر النوبختي في فرق الشيعة : أن هذهِ التسمية تعود إلى رئيس لهذه الفرقة يسمى بقرمطويه ، وأنهم يزعمون بأن رسالة النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) قد انقطعت يوم غدير خم وانتقلت إلى الإمام علي ( عليه السلام ) ، كما انهم يذهبون - على ما نسب إليهم - إلى أن الفرائض رموز واشارات ، وإلى اباحة جميع الملذات : المنكرات ، واستحلال استعراض الناس بالسَيف وغير ذلك ، انظر : فرق الشيعة : 72 ، الملل والنحل 1 : 167 و 191 ، تلبيس ابليس : 110 .
(3) أي أسأل الناس الصدقة .

أعلام الورى بأعلام الهدى _ 172 _

  قال : ثمّ وردت العسكر ، فخرجت إلي صرة فيها دنانير وثوب ، فاغتممت وقلت في نفسي : جَدي (1) عند القوم هذا ، واستعملت الجهل فرددتها وكتبت رقعة ، ثمّ ندمت بعد ذلك ندامة شديدة ، وقلت في نفسي : كفرت بردّي على مولاي ، وكتبت رقعة أعتذر فيها من فعلي ، وأبوء بالاثم ، وأستغفر من ذلك ، وأنفذتها وقمت أتطهر للصلاة ، فانا في ذلك أفكر في نفسي وأقول : إن ردّت عليّ الدنانير لم أحلل صرارها ولم أحدث فيها حدثاً حتّى أحملها إلى أبي فإنّه أعلم منْي ليعمل فيها بما شاء ، فخرج إلى الرسول الذي حمل إليّ الصرة : « أسأت اذ لم تعلم الرجل إنا ربما فعلنا ذلك بموالينا من غير مسألة ليتبركوا به » ، وخرج إلي : « أخطات في رذك برّنا ، فاذا استغفرت الله فالله يغفر لك ، فامّا إذا كانت عزيمتك وعقيدتك أن لا تحدث فيها حدثاً ، ولا تنفقها في طريقك ، فقد صرفناها عنك ، وأما الثوب فلا بد منه لتحرم فيه » ، قال : وكتبت في معنيين وأردت أن أكتب في ثالث فامتنعت عنه مخافة أن يكره ذلك ، فورد جواب المعنيين والثالث الذي طويت مفسراً ، والحمد لله (2) وعنه ، عن عليّ بن محمد ، عن الحسن بن عبد الحميد قال : شككت فىِ أمر حاجز بن يزيد (3) ، فجمعت شيئاً وصرت إلى العسكر ، فخرج :

---------------------------
(1) جدي : حظي .
(2) الكافي 1 : 436 | 13 ، وكذا في ارشاد المفيد 2 : 0 36 ، وباختلاف يسير في : كمال الدين : 490 | 13 .
(3) ذكر الشيخ الصدوق رحمه الله في كمال الدين (442 | 16) :

أعلام الورى بأعلام الهدى _ 173 _

  إن حاجزاً ممن وقف على « ليس فينا شك ، ولا في من يقوم مقامنا بامرنا ، فاردد ما معك إِلى حاجز بن يزيد » (1) وعنه ، عن علي بن محمد ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن الحسن ، والعلاء بن رزق الله ، عن بدر - غلام أحمد بن الحسن - قال : وردت الجبل وأنا لا أقول بالإمامة ، أُحبهم حملة ، الى ان مات يزيد بن عبد الله ، فاوصى في علته أن يدفع الشهري السمند (2) وسيفه ومنطقته إلى مولاه فخفت إن أنا لم أدفع الشهري الى أذكوتكين (3) نالني منه استخفاف ، فقوّمت الدابّة والسيف والمنطقة بسبعمائه دينار في نفسي ولم أطلِع عليه أحداً ، ودفعت الشهري إلى أذكلوتكين ، فاذا الكتاب قد ورد عليه من العراق : « أن وجّه السبعمائة دينار التي لنا قبلك من ثمن الشهري والسيف والمنطقة » (4) وعنه ، عن عليّ بن محمد ، عن محمد بن شاذان النيسابوري قال : اجتمع عندي خمسمائة درهم تنقص عشرون درهماً ، فأنفت أن أبعث بها ناقصة ، فوزنت من عندي عشرين درهماً وبعثت بها إلى الأسدي ولم أكتب مالي فيها ، فورد : « وصلت خمسمائة درهم ، لك منها عشرون درهماً » (5) .

---------------------------
(1) الكافي 1 : 437 | 14 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 361 .
(2) الشهري السمند : اسم فرس ، مجمع البحرين 3 : 357 .
(3) اذكوتكين : كان من أمراء الترك ووالياً على الري من قبل العباسيين ، راجع مقدمة المحاسن للمحدث الأرموي (صفحة : لا ، وما بعدها) فقد أورد شرحاً وافياً حول هذا الرجل وحول هذه الرواية أيضاً .
(4)الكافي 1 : 438 |16 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 363 ، غيبة الطوسي : 282 | 241 ، الخرائج والجرائح 1 : 464 | 9 ، وباختلاف يسير في : الهداية الكبرى : 369 ، دلائل الامامة : 285 .
(5) الكافي 1 : 439 | 23 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 365 ، وباختلاف يسير في : كمال الدين : 485 | 5 و 509 | 38 ، وغيبة الطوسي : 416 | 394 ، ودلائل الامامة : 286 .

أعلام الورى بأعلام الهدى _ 174 _

  ونحوه وعنه ، من الحسين بن محمد الأشعريّ قال : كان يرد كتاب أبي محمد ( عليه السلام ) في الإجراء على الجنيد - قاتل فارس - وأبي الحسن وآخر ، فلما مضى أبو محمد ( عليه السلام ) ورد استئناف من الصاحب لاجراء أبي الحسن وصاحبه ، ولم يرد في أمر الجنيد شيء فاغتممت لذلك ، فورد نعي الجنيد بعد ذلك (1) ، واذا قَطعُ جرايته إنما كان لوفاته وعنه ، من علي بن محمد ، عن أبي عقيل عيسى بن نصرقال : كتب عليَ بن زياد الصيمري يسأل كفناً ، فكتب اليه : « إنَك تحتاج اليه في سنة ثمانين » فمات في سنة ثمانين ، وبعث إليه بالكفن قبل موته (2) وعنه ، عن محمد بن هارون بن عمران الهمداني قال : كان للناحية (3) علي خمسمائة دينار ، وضقت بها ذرعاً ، ثمّ قلت في نفسي : لي حوانيت اشتريتها بخمسمائة دينار وثلاثين ديناراً قد جعلتها للناحية بخمسمائة دينار ، ولا والله ما نطقت بذلك ، فكتب إلى محمد بن جعفر : « اقبض الحوانيت من محمد بن هارون بالخمسمائة دينار التي لنا عليه » (4) وعنه ، عن الحسين بن الحسن العلوي قال : أنهي إلى عبيد الله بن سليمان الوزير أن له وكلاء ، وأنه تجبى اليهم الأموال ، وسموا الوكلاء في النواحي ، فهمّ بالقبض عليهم ، فقيل له : لا ، ولكن دسوا لهم قوماً لا يعرفون بالأموال ، فمن قبض منهم شيئأ قُبض عليه .

---------------------------
(1) الكافي 1 : 439 | 24 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 366 ، وفيه أخي بدل آخر .
(2) الكافي 1 : 440 | 27 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 366 ، غيبة الطوسي : 283 | 243 ، الخرائج والجرائح 1 : 463 ، ثاقب المناقب : 590 | 535 ، دلائل الامامة : 285 .
(3) كناية عن الامام المهدي ( عليه السلام ) .
(4) الكافي 1 : 440 | 28 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 366 - 367 ، الخرائج والجرائح 1 : 472 | 16 ، ونحوه في كمال الدين - 492 | 17 .

أعلام الورى بأعلام الهدى _ 175 _

  فلم يشعر الوكلاء بشيء حتى خرج الأمرأن لا يأخذوا من أحد شيئاً ، وأن يتجاهلوا بالأمر ، وهم لا يعلمون ما السبب في ذلك ، فاندسّ لمحمد بن أحمد رجل لا يعرفه وقال : معي مالٌ اُريد أن أوصله ، فقال له محمد : غلطت ، أنا لا أعرف من هذا شيئاً ، فلم يزل يتلطّف به ومحمد يتجاهل ، وبثوا الجواسيس ، وامتنع الوكلاء كلّهم لما كان تقدّم إليهم ، فلم يظفر باحد منهم ، ولم تتمّ الحيلة فيهم (1) وعنه ، من علي بن محمد قال : خرج النهي عن زيارة مقابر قريش (2) والحائر- على ساكنيهما السلام - ولم نعرف السبب ، فلما كان بعد شهر دعا الوزير الباقطائي (3) فقال له : ألق بني الفرات والبرسيين وقل لهم : لا تزوروا مقابر قريش ، فقد أمر الخليفة أن يتفقّد كلّ من زار فيقبض عليه (4) ، الشيخ أبو جعفر بن بابويه قال : حدثنا محمد بن إبراهيم الطالقاني ، عن ابي القاسم علي بن أحمد الخديجي الكوفي قال : حدثنا الأودي قال : بينا أنا في الطواف - وقد طفت ستّاً واُريد السابع - فاذا بحلقة عن يمين الكعبة ، وشاب حسن الوجه ، طيب الرائحة ، هيوب مع هيبته ، متقرب إلى الناس يتكلّم ، فلم أر أحسن من كلامه ، ولا أعذب من منطقه (5) ، فذهبت أكلّمه فزبرني الناس ، فسألت بعضهم : من هذا ؟ فقالوا هذا ابن رسول الله يظهر للناس في كلّ سنة يوماً لخواصّه يحدّثهم .

---------------------------
(1) الكافي 1 : 440 | 30 .
(2) يعني بذلك قبري الامامين الكاظم والجواد ( عليهما السلام ) .
(3) باقطايا - ويقال : باقطيا - : قرية من قرى بغداد على ثلاثة فراسخ من ناحية قطربُل ، « معجم البلدان 1 : 327 » .
(4) الكافي 1 : 441 | 30 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 367 ، غيبة الطوسي : 284 | 244 ، الخرائج والجرائح 1 : 465 | 10 .
(5) في نسخة « م » زيادة : في حسن جلوسه .

أعلام الورى بأعلام الهدى _ 176 _

  فقلت : سيّدي ، مسترشداً اتيتك فارشدني ، فناولني ( عليه السلام ) حصاة وكشفت عنها فإذا بسبيكة ذهب ، فذهبت فاذا أنا به ( عليه السلام ) قد لحقني فقال لي : « ثبتت عليك الحجّة ، وظهر لك الحقّ ، وذهب عنك العمى ، أتعرفني ؟ » فقلت : لا ، فقال ( عليه السلام ) : « أنا المهديّ ، وأنا قائم الزمان ، أنا الذي أملأها عدلاً كما ملئت جوراً ، إن الأرض لا تخلو من حجّة ، ولا يبقى الناس في فترة ، وهذه أمانة فحدّث بها إخوانك من أهل الحقّ » (1) ، قال : وحدّثنا أبي ، عن سعد بن عبد الله ، عن عليّ ابن محمد الرازي قال : حدثني جماعة من أصحابنا : أنه بعث إلى عبد الله بن الجنيد - وهو بواسط - غلاماً وأمر ببيعه ، فباعه وقبض ثمنه ، فلمّا عيّر الدنانير نقصت في التعيير ثمانية عشرة قيراطاً وحبّة ، فوزن من عنده ثمانية عشر قيراطاً وحبّة وأننذط ، فردّ عليه ديناراً وزنه ثمانية عشر قيراطاً وحبّة (2) ، قال : وحدّثنا أبو جعفر محمد بن عليّ الأسود : أنّ أبا جعفر العمريّ حفر لنفسه قبراً وسوّاه بالساج ، فسألته عن ذلك فقال : قد اُمرت أن أجمع أمري ، فمات بعد ذلك بشهرين (3) ، قال : وحدّثنا محمد بن علي الأسود قال : سألني عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه رحمه الله بعد موت محمد بن عثمان العمري أسأل أبا القاسم الروحي أن يسأل مولانا صاحب الزمان ( عليه السلام ) أن يدعو الله أن يرزقه ولداً ، قال : فسالته فانهى ذلك ، ثمّ أخبرني بعد ذلك بثلاثة أيام أنّه قد دعا لعلي بن الحسين وأنه سيولد له ولد مباركَ ينفع الله به ، وبعده أولاد ، قال أبو جعفر محمد بن عليّ الأسود : وسألته في أمر نفسي أن يدعو لي أن ارزق ولداً ، فلم يجبني إليه وقال لي : ليس إلى هذا سبيل ، قال : فولد لعليّ بن الحسين تلك السنة ابنه محمد بن عليّ وبعده أولاد ، ولم يولد لي .

---------------------------
(1) كمال الدين : 444 | 1 ، وكذا في : غيبة الطوسي : 253 | 223 ، الخرائج والجرائح 2 : 784 | 110 .
(2) كمال الدين : 486 | 7 .
(3) كمال الدين : 502 | 29 .

أعلام الورى بأعلام الهدى _ 177 _

  قال الشيخ : كان أبوجعفرمحمد بن عليّ الأسود ( رضي الله عنه ) كثيراً ما يقول لي إذا رآني أختلف إلى مجلس شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد ابن الوليد رحمه الله وأرغب في كتب العلم وحفظه : ليس بعجب أن تكون لك هذه الرغبة في العلم وأنت ولدت بدعاء الإمام ( عليه السلام ) (1) ، قال : حدثنا صالح بن شعيب الطالقانيِ ، عن أحمد بن إبراهيم بن مخلد قال : حضرت بغداد عند المشايخ فقال الشيخ علي بن محمد السمريَ - قدس الله روحه - ابتداءً منه : رحم الله علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ، قال : فكتب المشايخ تاريخ ذلك اليوم فورد الخبر أنّه توفّي في ذلك اليوم (2) ، فهذا طرف يسير ممّا جاء في هذا المعنى ، وإيراد سائره يُخرج عن الغرض في الاختصار ، وفيما أوردناه كفاية في بابه إن شاء الله تعالى .

الفصل الثالث
  في ذكر بعض التوقيعات الواردة منه (عليه السلام ) الشيخ أبو جعفر بن بابويه رحمه الله ، عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال : سمعت أبا علي محمد بن همّام قال : سمعت محمد بن عثمان العمري يقول : خرج توقيع بخطّ أعرفه : « من سمّاني في مجمع من الناس باسمي فعليه لعنة الهه » .

---------------------------
(1) كمال الدين : 502 | 31 ، وكذا في : غيبة الطوسي : 320 | 266 ، ودون ذيله في : الخرائج والجرائح 3 : 1124 | 42 .
(2) كمال الدين : 503 | 32 ، وكذا في : غيبة الطوسي : 394| 364 الخرائج والجرائح 3 : 128 | 45 .