فحُمل عليه من كلّ جانب ، فضرِبه زرعة بن شريك على كتفه اليسرى ، وطعنه سنان بن أنس بالرّمح فصرعه ، ونزل إليه خولي بن يزيد الأصبحي لعنه الله ليحز رأسه فاُرعد ، فقال له شمر : فتّ الله
في عضدك ، ما لك ترعد ؟ ونزل إليه شمر لعنه الله فذبحه ثمّ دفع رأسه إلى خولي بن يزيد الأصبحي ، فقال له : إحمله إلى الأمير عمر بن سعد ، ثمّ أقبلوا على سلب الحسين ( عليه السلام ) ، فأخذ قميصه إسحاق بن حيوة الحضرمي ، وأخذ سراويله أبجر بن كعب ، وأخذ عمامته أخنس بن مرثد ، وأخذ سيفه رجلٌ من بني دارم ، وانتهبوا رحله وإبله وأثقاله وسلبوا نساءه .
قال حميد بن مسلم : فوالله لقد كنت أرى المرأة من نسائه وبناته وأهله تنازع ثوبها عن ظهرها حتّى تُغلب عليه فيذهب به منها ، قال : ثمّ انتهينا إلى عليّ بن الحسين ( عليه السلام ) وهو منبسط على فراشه مريض ، ومع شمر جماعة من الرجّالة ، فقالوا : ألا نقتل هذا العليل ، فقلت : سبحان الله أتقتل الصبيان ! إنما هذا صبيّ ، وإنّه لما به ، فلم أزل بهم حتَى دفعتهم عنه ، وجاء عمر بن سعد فصاح النساء في وجهه وبكين فقال لأصحابه : لا يدخل أحد منكم بيوت هؤلاء النساء ، ولا تتعرّضوا لهذا الغلام المريض ، فسألته النسوة أن يسترجع ما أخذ منهنّ ليستترن به ، فقال : من أخذ من متاعهنّ شيئاً فليردّه ، فوالله ما ردّ أحدٌ منهم شيئأ ، فوكّل بالفسطاط وبيوت النساء وعليّ بن الحسين ( عليهما السلام ) جماعة ممّن كانوا معه ، فقال : احفظوهم .
ثمّ عاد إلى مضربه ونادى في عسكره : من ينتدب للحسين فيوطئه فرسه ؟ فانتدب عشرة ، منهم : إسحاق بن حيوة ، وأخنس بن مرثد ، فداسوا الحسين ( عليه السلام ) بخيولهم حتّى رضّوا ظهره لعنهم الله ، وسرح عمر بن سعد لعنه الله برأس الحسين ( عليه السلام ) من يومه ـ وهو يوم عاشوراء ـ مع خولي بن يزيد الأصبحي وحميد بن مسلم الأزدي إلى عبيد الله بن زياد لعنه الله ، وأمر برؤوس الباقين فقطعت وكانت إثنين وسبعين رأساً ، فسرّح بها مع شمر بن ذي الجوشن وقيس بن الأشعث وعمرو ابن الحجاج لعنهم الله ، فاقبلوا حتّى قدموا بها على ابن زياد لعنه الله، وأقام هو بقيّة يومه واليوم الثّاني إلى الزوال ، ثمّ نادى في الناس بالرحيل ، وتوجّه نحو الكوفة ومعه بنات الحسين ( عليه السلام ) وأخواته ومن كان معه من النساء والصبيان ، وعليّ بن الحسين ( عليه السلام ) فيهم وهو مريض بالذّرَب
(1) وقد أشفى
(2) .
فلما رحل إبن سعد خرج قوم من بني أسد ـ كانوا نزولاً بالغاضريّة ـ إلى الحسين ( عليه السلام ) وأصحابه ، فصلّوا عليهم ، ودفنوا الحسين ( عليه السلام ) حيث قبره الآن ، ودفنوا ابنه عليّ بن الحسين الأصغر عند رجليه ، وحفروا للشهداء من أهل بيته وأصحابه الذين صُرعوا حوله حفيرة ممّا يلي رجله وجمعوهم فدفنوهم جميعاً معاً ودفنوا العبّاس بن عليَ في موضعه الذي قتل فيه على طريق الغاضريّة حيث قبره الأن .
فلما وصل رأس الحسين ( عليه السلام ) ووصل ابن سعد من غد يوم وصوله جلس ابن زياد في قصر الإمارة وأذن للناس إذناً عاماً ، وأمر بإحضار الرأس فوضع بين يديه فجعل ينظر إليه ويتبسّم وبيده قضيب يضرب به ثناياه ، وكان إِلى جانبه زيد بن أرقم صاحب رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ـ وهو شيخ كبيرٌ ـ فقال : إرفع قضيبك عن هاتين الشفتين ، فوالله الذي لا إله غيره لقد رأيت شفتي رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ما لا اُحصيه تترشفهما ، ثمّ انتحب باكياً ، فقال له ابن زياد : أبكى الله عينك ، أتبكي لفتح الله ، والله لولا أنّك شيخ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك ، فنهض زيد بن أرقم وصار إلى منزله ، واُدخل عيال الحسين ( عليه السلام ) على ابن زياد ، فدخلت زينب اُخت الحسين في جملتهم متنكّرة وعليها أرذل ثيابها ، فمضت حتى جلست ناحية من القصر وحفّ بها إماؤها ، فقال ابن زياد : من هذه التي انحازت ومعها نساؤها ؟ فلم تجبه زينب ، فأعاد ثانية وثالثة فقال له بعض إمائها : هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول الله ( صلَى الله عليه واله وسلّم ) ، فاقبل عليها ابن زياد لعنه الله وقال : الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب اُحدوثتكم .
---------------------------
(1) الترَب : الداء الذي يعرض للمعدة فلا تهضم الطعام ، ويفسد فيها ولا تمسكه . « لسان العرب 1 : 385 » .
(2) اشفى : قرب من الموت . « الصحاح ـ شفا ـ 6 : 4 239 » .
اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى
_ 318 _
فقالت زينب : الحمد للّه الذي أكرمنا بنبيّه محمد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، وطهّرنا من الرجس تطهيراً ، إنّما يفتضح الفاسق ، ويكذب الفاجر ، وهو غيرنا ، فقال ابن زياد : كيف رأيت فعل الله باهل بيتك ؟ قالت : كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجّون إليه وتختصمون عنده .
فغضب ابن زياد واستشاط ، فقال عمرو بن حريث : إنّها امرأة ، والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها ، فقال لها ابن زياد : قد شفى الله نفسي من طاغيتك والعصاة من أهل بيتك ، فرقّت زينب وبكت ، وقالت : لعمري لقد قتلت كهلي ، وأبرت أهلي ، واجتثثت أصلي ، فإن يشفك هذا فقد اشتفيت .
فقال ابن زياد : هذه سجّاعة ، ولعمري لقد كان أبوها سجّاعاً ، فقالت : ما للمرأة والسجاعة ، إنّ لي عن السجاعة لشغلاً ، ولكن صدري نفث بما قلت ، وعرض عليه عليّ بن الحسين ( عليهما السلام ) فقال له : من أنت ؟ قال : « أنا عليّ بن الحسين » ، قال : أليس قد قتل الله عليّ بن الحسين ؟ فقال : « كان لي أخِّ يسمّى عليّاً ، فقتله الناس » ، قال ابن زياد : بل الله قتله ، فقال عليّ بن الحسين ( عليهما السلام ) : ( اللهً يَتَوفّى الأنفُسَ حينَ مَوِتها )
(1) .
فغضب ابن زياد وقال : بك جرأة لجوابي ، وفيك بقيّة للردّ عليّ ، إذهبوا به فاضربوا عنقه ، فتعلَقت به زينب عمّته وقالت : يا ابن زياد ، حسبك من دمائنا ، واعتنقته وقالت : والله لا أفارقه ، فإن قتلته فاقتلني معه ، فنظر ابن زياد إليها ساعة وقال : عجباً للرحم ، والله اني لأظنّها ودت أنّي قتلتها معه ، دعوه فإنّي أراه لما به مشغول ، ثمّ قام من مجلسه .
---------------------------
(1) الزمر 39 : 42 .
اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى
_ 319 _
ولما أصبح ابن زياد لعنه الله بعث برأس الحسين ( عليه السلام ) فدير به في سكك الكوفة وقبائلها .
فروي عن زيد بن أرقم أنّه قال : مرّ به عليّ وهو على رمح وأنا في غرفة لي فلمّا حاذاني سمعته يقرأ : ( اَمْ حَسِبْتَ اَنَ اَصحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقيمِ كانوا مِنْ اياتِنا عَجَباً ) وقف والله شعري وناديت : رأسك والله يا ابن رسول الله أعجب وأعجب ، ولما فرغ القوم من التطواف به ردّوه إلى باب القصر فدفعه ابن زياد إلى زحر بن قيس ودفع إليه رؤوس أصحابه وسرّحه إلى يزيد بن معاوية وأنفذ معه جماعة من أهل الكوفة حتّى وردوا بها إلى يزيد بن معاوية بدمشق ، فقال يزيد : قد كنت اقنع وأرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين أما لوأنّي صاحبه لعفوت عنه .
ثم إنّ عبيد الله بن زياد بعد إنفاذه برأس الحسين أمر بنسائه وصبيانه فجهّزوا وأمر بعليّ بن الحسين ( عليه السلام ) فغلّ بغلّ إلى عنقه ثمّ سرّح به في أثر الرأس مع مجفر بن ثعلبة العائذيّ وشمر بن ذي الجوشن لعنهما الله فانطلقا بهم حتّى لحقوا بالقوم الذين معهم الرأس ولم يكن عليّ بن الحسين ( عليه السلام ) يكلّم أحداً من القوم في الطريق كلمة حتّى بلغوا باب يزيد فرفع مجفر بن ثعلبة صوته فقال : هذا مجفر بن ثعلبة أتى أمير المؤمنين باللئام الفجرة ، فأجابه عليّ بن الحسين ( عليه السلام ) : « ما ولدت أمّ مجفر أشر وألأَم » .
ولمّا وضعت الرؤوس بين يدي يزيد وفيها رأس الحسين ( عليه السلام ) قال يزيد :
نـفلّقُ هـاماً مِـن رجالٍ iiأعِزة عَلينا وَهُم كانُوا أعَقّ وأظلما (1) |
فقال يحيى بن الحكم ـ أخو مروان بن الحكم ـ وكان جالساً مع يزيد :
لَـهـامٌ بـأدنـى الـطَفّ أدنـى iiقَـرابة من ابنِ زياد العبدِي ذي الحَسَب الرَّذلِ (2) أمـيّـةُ أمـسى نـسلها عـددَ iiالـحَصى وبـنـتُ رسـولِ اللهِ لَـيسَ لـها iiنَـسلُ |
فضرب يزيد في صدر يحيى بن الحكم وقال : اُسكت ، ثمَ قال لعليّ بن الحسين ( عليهما السلام ) : يا ابن حسينٍ أبوك قطع رحمي ، وجهل حقّي ، ونازعني سلطاني ، فصنع الله به ما قد رأيت ، فقال عليّ بن الحسين ( عليهما السلام ) : ( ما أَصابَ مِن مّصِيبَةٍ فِي ألأرضء وَلأ فِي أَنفُسِكم إلاّ في كتاب من قبل أَن نَّبرَأَها إِنّ ذلِكَ عَلَى الله يسيرً )
(3) ، فقال يزيد لابنه خالد : اردد عليه ، فلم يدر خالد ما يردّ عليه ، فقال له يزيد : قل : ( ما أَصابَكُم مِن مُصِيبَةٍ فَبما كَسَبَت أَيدِيكُم ويَعفو عَن كَثيرٍ )
(4) ، ثمّ دعا بالنساء والصبيان فأجلسوا بين يديه فرأى هيئة قبيحة فقال : قبّح الله ابن مرجانة ، لوكانت بينكم وبينه قرابة ورحم ما فعل هذا بكم ولا بعث بكم على هذا .
---------------------------
(1) البيت من قصيدة للحصين بن الحمام من شعراء الجاهلية . أنظر: الأغاني 14 : 7 ، شرح إختيارات المفضل : 325 .
(2) جاءت ايضاً بمعنى الوغل .
(3) الحديد 57 : 22 .
(4) الشورى 42 :35 .
اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى
_ 320 _
قالت فاطمة بنت الحسين ( عليهما السلام ) : فلمّا جلسنا بين يدي يزيد رقّ لنا ، فقام رجل من أهل الشام أحمر فقال : يا أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية ـ يعنيني ـ وكنت جارية وضيئة ، فاٌرعدت وظننت أنّ ذلك جائز لهم فاخذت بثياب عمّتي زينب وكانت تعلم أنّ ذلك لا يكون ، فقالت عمّتي للشامي : كذبت والله ولؤمت ، ما ذلك لك ولا له ، فغضب يزيد وقال : كذبتِ ، إنّ ذلك لي ولوشئت لفعلت .
قالت : كلاّ والله ما جعل الله ذلك لك إلاّ أن تخرج من ملّتنا وتدين بغيرها ، فاستطار يزيد غضباً وقال : إياي تستقبلين بهذا ، إنما خرج من الدين أبوك وأخوك ، قالت زينب : بدين الله ودين أبي وأخي اهتديت أنت وجدّك وأبوك إن كنت مسلماً ، قال : كذبتِ يا عدوّة الله ، قالت له : أنت أميرتشتم ظالماً وتقهر بسلطانك ، فكأنّه استحيا وسكت ، فعاد الشامي فقال : هب لي هذه الجارية ، فقال له يزيد : اعزب ، وهب الله لك حتفاً قاضياً .
ثم امر بالنسوة أن ينزلن في دار على حدة معهنّ عليّ بن الحسين زين العابدين ( عليهما السلام ) ، فافرد لهم داراً تتّصل بدار يزيد ، فاقاموا أيّاماً ، ثمّ ندب يزيد النعمان بن بشير وقال له : تجهّز لتخرج بهؤلاء النسوة إلى المدينة ، ولمّا أراد أن يجهّزهم دعا عليّ بن الحسين ( عليه السلام ) فاستخلاه ؟ قال له : لعن الله ابن مرجانة ، أم والله لوأنّي صاحب أبيك ما سألني خصلة إلاّ أعطيته ايّاها ، ولدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت ، ولكن الله قض بما رأيت
(1) ، كاتبني من المدينة وأنه كلَ حاجة تكون لك .
---------------------------
(1) لست أدري بأي عبارة اُجيب يزيد على أكاذيبه هذهِ ، ودعاواه الباطلة السقيمة الي لا تنطلي إلاّ على السذج والبسطاء الذين لا يعرفون قطعاً من هو يزيد بن معاوية بن هند ، وما هي أفعاله سواء في كربلاء أو المدينة أو غيرهما .
نعم إنَ هذا القول ـ إن صح صدوره عنه ـ فإنّه والله تعالى من مهازل الدهر التي تبقى شاهدة على أحابيل الطغاة ، وأكاذيب الفراعنة الفاسقين ، وإلاّ فمَنْ كان ابن زياد ، وابن سعد ، وابن الجوشن وغيرهم من شذاذ الآفاق ومزابل التأريخ ، هل كانوا إلاّ سيوف يزيد التي تنقاد لإرادته ، وتستجيب مذعنة لمشيئته ؟ بل وهل يخفى على أحد تسلسل الأحداث منذ أن هلك معاوية وحتى العاشر من محرم ، وكيف كان الأمر يدور برمًته بين أصابع يزيد القذرة ، ولا ينطلق إلاّ منه ؟ إنها دعوة صادقة للتأمل والتدبر مرة بعد اُخرى في هذهِ الأحداث برمتها، ثم الحكم بعد ذلك على مثل هذه الاقوال وفق هذا الفهم السليم .
اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى
_ 321 _
وتقدّم بكسوته وكسوة أهله ، وأنفذ معهم في جملة النعمان بن بشير رسولاً تقدّم إليه أن يسير بهم في الليل ويكونوا أمامه حيث لا يفوتون طرفة عين ، فإذا نزلوا تنحّى عنهم وتفرّق هو وأصحابه حولهمِ كهيئة الحرس لهم ، وينزل منهم حيث لو أراد إنسان من جماعتهم وضوءاًَ أو قضاء حاجة لم يحتشم ، فسار معهم في جملة النعمان ابن بشير ، فلم يزل يرفق بهم في الطريق حتى وصلوا إلى المدينة فجمع من قتل مع الحسين ( عليه السلام ) من أهل بيته بطفّ كربلاء ثمانية عشر نفساً ، هو صلوات الله عليه تاسع عشرهم ، منهم : العبّاس ، وعبد الله ، وجعفر ، وعثمان بنو أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أمّهم اُمّ البنين ، وعبيد الله ، وأبو بكر ابنا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، اُمّهما ليلى بنت مسعود الثقفيّة ، وعليّ ، وعبد الله ابنا الحسين ( عليه السلام ) ، والقاسم ، وعبد الله ، وأبو بكر بنو الحسين بن عليّ ( عليهما السلام ) ، ومحمّد ، وعون ابنا عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، وعبد الله ، وجعفر ، وعقيل
(1) ، وعبدالرحمن بنو عقيل بن أبي طالب .
ومحمد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب ، وهم كلّهم قد دفنوا ممّا يلي رجلي الحسين ( عليه السلام ) حفر لهم حفيرة واُلقوا جميعاً فيها وسوّي عليهم التراب إلاّ العبّاس بن عليّ بن أبي طالب فإنّ قبره ظاهر
(2) .
وقال الشيخ المفيد أبو عبد الله ( قدّس الله روحه ) : فأمّا أصحاب الحسين ( عليه السلام ) فإنّهم مدفونون حوله ، ولسنا نحصل لهم أجداثاً على التحقيق ، إلاّ أنّنا لا نشكّ أنّ الحائر محيط بهم
(3) ، وذكر ـ السيد الأجلّ المرتضى ( قدّس الله روحه ) في بعض مسائله : أنّ رأس الحسين بن عليّ ( عليهما السلام ) ردّ إلى بدنه بكربلاء من الشام وضمّ إليه
(4) ، والله أعلم .
---------------------------
(1) كذا ، وهو اشتباه واضح ، حيث لم تذكر المصادر التاريخية وجود من يسمى بعقيل في ولد عقيل ابن أبي طالب . « أنظر : الارشاد للمفيد 2 : 125 ، مقاتل الطالبيين : 92 ، تاريخ الطبري 5 : 469 ، الكامل في التاريخ 4 : 92 » .
(2) اُنظر ارشاد المفيد 2 : 125 .
(3) أرشاد المفيد 2 : 126 .
(4) رسائل الشريف المرتضى 3 : 130 .
اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى
_ 322 _
كان له عليه السلام ستّة أولاد : علي بن الحسين الأكبر زين العابدين ( عليهما السلام ) ، اُمّه شاه زنان بنت كسرى يزدجرد بن شهريار ، وعلي الأصغر ، قُتل مع أبيه ، اُمّه ليلى بنت أبي مرّة بن عروة بن مسعود الثقفيّة ، والناس يغلطون ويقولون : إنه علي الأكبر ، وجعفر بن الحسين ، واُمّه قضاعية ، ومات في حياة أبيه ولا بقيَة له ، وعبد الله ، قُتل مع أبيه صغيراً وهو في حجر أبيه ، وقد مرّ ذكره فيما تقدّم ، وسكينة بنت الحسين ، واُمّها الرباب بنت امرئ القيس بن عديّ بن أوس ، وهي اُمّ عبد الله بن الحسين ( عليه السلام ) ، وفاطمة بنت الحسين ، واُمها اُمّ إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله تيميّة
(1) .
وفيه خمسة فصول .
---------------------------
(1) انظر ارشاد المفيد 2 : 135 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 77 ، كشف الغمة 2 : 38 الفصول المهمة : 199 .
اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى
_ 323 _
كنيته ، أبو محمد ، ويكنّى بأبي الحسن أيضاً ، وبأبي القاسم ، ولقبه : سيّد العابدين ، وزين العابدين ، والسجّاد ، وذو ا لثفنات ، وإنّما لقب بذلك لأنّ مواضع السجود منه كانت كثفنة البعير من كثرة سجوده عليه السلام
(1) .
ولد ( صلوات الله عليه ) بالمدينة يوم الجمعة ـ ويقال : يوم الخميس ـ في النصف من جمادى الآخرة
(2) ، وقيل : لتسع خلون من شعبان سنة ثمان وثلاثين من الهجرة
(3) ، وقيل : سنة ستّ وثلاثين
(4) ، وقيل : سنة سبع وثلاثين
(5) واسم اُمّه شاه زنان ، وقيل : شهربانويه ، وكان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ولّى حريث بن جابر الحنفي جانباً من المشرق فبعث إليه ببنتي يزدجرد ابن شهريار ، فنحل ابنه الحسين ( عليه السلام ) إحداهما فأولدها زين العابدين ( عليه السلام ) ، ونحل الاُخرى محمد بن أبي بكر فولدت له القاسم بن محمد ابن أبي بكر ، فهما ابنا خالة
(6) .
وتوفّي ( عليه السلام ) يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة بقيت من المحرّم سنة خمس وتسعين من الهجرة ، ودفن بالبقيع مع عمّه الحسن ( عليهما السلام )
(7) ، وكانت مدّة إمامته بعد أبيه أربعاً وثلاثين سنة ، وكان في أيّام إمامته بقيّة ملك يزيد بن معاوية ، وملك معاوية بن يزيد ، ومروان بن الحكم ، وعبد الملك بن مروان ، وتوفّي ( عليه السلام ) في ملك الوليد بن عبد الملك
(8) .
---------------------------
(1) انظر : ارشاد المفيد 2 : 137 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 175 ، كشف الغمة 2 : 74 ، العدد القويّة : 58 | 75 ، دلائل الامامة للطبري : 80 ، تذكرة الخواص : 291 ، الفصول المهمة : 201 .
(2) انظر : المناقب لابن شهرآشوب 4 : 175 ، روضة الواعظين : 201 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 46 : 13 | 27 .
(3) المناقب لابن شهرآشوب 4 : 175 ، روضة الواعظين : 201 ، كشف الغمة 2 : 73 ، الفصول المهمة : 201 .
(4) العدد القوية : 55 | 67 ، روضة الواعظين : 201 ، اقبال الاعمال : 621 .
(5) المناقب لابن شهراشوب 4 : 175 ، تذكرة الخواص : 291 .
(6) ارشاد المفيد 2 : 137 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 176 أورد قطعة منه ، روضة الواعظين : 201 ، كشف الغمة 2 : 83 ، العدد القوية : 56 | 73 .
(7) الكافي 1 : 388 ، ارشاد المفيد 2 : 137، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 175 ، روضة الواعظين : 201 ، دلائل الإمامة : 80 ، تذكرة الخواص : 299 .
(8) انظر : ارشاد المفيد 2 : 138 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 175 ، دلائل الامامة : 80 .
اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى
_ 324 _
المعوّل في تصحيح إمامة أكثر أئمّتنا ( عليهم السلام ) النظر والاعتبار دون تواتر الأخبار ، لأنّهم ( عليهم السلام ) كانوا في زمان الخوف وشدّة التقية والاضطرار ، ولم يتمكّن شيعتهم من ذكر فضائلهم التي تقتضي إِمامتهم ، فضلاً عن ذكرما يوجب فرض طاعتهم ويبين عن تقدّمهم على جميع الخلائق ورئاستهم .
فمما يدلّ على إمامته ( عليه السلام ) من طريق النظر العقلي ما ثبت من وجوب العصمة ، وأنّ الحقّ لا يخرج عن اُمّة محمد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، ولا أحدٌ يدّعي العصمة لامامه في زمان سيد العابدين ( عليه السلام ) ، إلاّ من قال بإمامته من الامامية ، أو من قال بإمامة محمد بن الحنفيّة وذهب إلى أنّه حيّ لم يمت وهم الكيسانيّة ، وفسد قول الكيسانيّة لأنّهم ادّعوا حياة من علم وفاته كما علم وفاة أبيه وأخيه ، ولعجزهم أيضاً عن إتيان النصّ على محمد بالإمامة ، وبطل قول من قال بإمامة من هو غير معصوم فثبتت إمامته ( عليه السلام ) .
وأما ما روي من النص عليه بالإمامة والإشارة بالإمامة إليه من أبيه وجدّه فكثير ، منها : مارواه محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد ابن الحسين ، وأحمد بن محمد ، عن محمد بن إسماعيل ، عن منصور بن يونس ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر الباقر ( عليهما السلام ) قال : « إن الحسين ( عليه السلام ) لمّا حضره الذي حضره دعا ابنته فاطمة الكبرى فدفع إليها كتاباً ملفوفاً ووصيّة ظاهرة ، وكان عليّ بن الحسين ( عليهما السلام ) مريضاً لا يرون أنّه يبقى بعده ، فلمّا قُتل الحسين ( عليه السلام ) ورجع أهل بيته إلى المدينة دفعت فاطمة الكتاب إلى عليّ بن الحسين ( عليهما السلام ) ، ثمّ صار ذلك الكتاب والله إلينا يا زياد »
(1) .
وعنه ، عن عدّة من أصحابه ، عن أحمد بن محمد ، عن عليّ بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بكر الحضرميّ ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « إنّ الحسين ( عليه السلام ) لمّا سار إلى العراق استودع اُمّ سلمة ( رضي الله عنها ) الكتب والوصيّة ، فلمّا رجع عليّ بن الحسين ( عليهما السلام ) دفعتها إليه »
(2) .
وقد ذكرنا فيما تقدّم النصّ والإشارة إليه من جدّه أمير المؤمنين ( عليهما السلام ) في وصيّته إلى الحسن ( عليه السلام ) ، فلا معنى لتكراره هنا
وأمّا الأخبار الواردة عن النبيّ ( صلّى الله عليه واله وسلّم ) وعن أمير المؤمنين صلوات الله عليه بالنصّ على الأئمة الاثني عشر من آل محمد ( عليهم السلام ) وتعيينهم ، وحديث اللوح الذي رواه جابر عن النبيّ ( صلّى الله عليه واله وسلم )
(3) ورواه جابر بن يزيد الجعفي ، عن الباقر ، عن أبيه ، عن جدْه عن فاطمة بنت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم )
(4) فإنها مشهورة عند أهلها ، مذكورة في مظانّها ، ووافقهم أصحاب الحديث العامة على نقل كثير منها على طريق الجملة ، وسنورد أكثرها في الركن الرابع من الكتاب إذا انتهينا إليه إن شاء الله .
---------------------------
(1) الكافي 1 : 241 | 1 ، وكذا في : بصائر الدرجات : 168 | 9 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 172 ، اثبات الوصية : 142 .
(2) الكافي 1 : 242 | 3 ، وكذا في : الغيبة للطوسي : 195 | 159 ، والمناقب لابن شهرآشوب 4 : 172 .
(3) الكافي 1 : 442 | 3 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 1 : 40 | 1 ، الغيبة للنعماني : 62 ، الاختصاص : 210 ، أمالي الطوسي 1 : 297 ، الغيبة للطوسي : 143 | 108 ، اثبات الوصية : 143 .
(4) كمال الدين : 311 | 1 ، اثبات الوصية : 227 .
اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى
_ 325 _
أما ما يدل على إمامته ( عليه السلام ) من طريق المعجز الخارق للعادة فحديث حبابة الوالبيّة وما جاء فيه من طبعه نقش فصّه في الحجر ، وماثبت من دعائه ( عليه السلام ) وإيمائه إليها حتّى عادت شابّة ولها يومئذ مائة سنة وثلاث عشرة سنة
(1) ، وكذلك نطق الحجر الأسود له ( عليه السلام ) وقد استشهد به على محمد ابن الحنفية فشهد له بالإمامة ، وكانا يومئذ بمكّة فقال لمحمد : « ابدأ فابتهل إلى الله واسأله أن ينطق لك » فابتهل محمد في الدعاء ثم دعا فلم يجبه فقال ( عليه السلام ) : « أما إنّك يا عم لوكنت إماماً لأجابك » .
فقال له محمد : فادع أنت يا ابن أخي ، فدعا ( عليه السلام ) بما أراد ثم قال : « أسالك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء وميثاق الأوصياء لما أخبرتنا بلسان عربيّ مبين من الوصيّ والامام بعد الحسين بن عليّ ؟ » ، فتحرّك الحجر حتّى كاد أن يزول عن موضعه ثمّ انطقه الله بلسان عربيّ مبين فقال : اللهم إن الوصيّة والإمامة بعد الحسين بن عليّ إلى عليّ بن الحسين ( عليهما السلام ) ، فانصرف محمد وهو يتولى علي بن الحسين ( عليهما السلام )
(2) .
وأورد هذا الخبر بإسناده محمد بن أحمد بن يحيى في كتاب نوادر الحكمة ، وفي هذا المعنى يقول السيد الحميري لما رجع عن القول بالكيسانيّة إلى القول بإمامة الصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) :
عـجبتُ لكرِّ صروف الزمان وأمـر أبـي خالد ذيَ iiالبيان ومِـن ردّه الأمـر لا iiينثني إلى الطيّب الطهر نور الجنان عـليّ ومـاكان مـن iiعـمّه بـردّ الأمـانة عطف iiالبيان وتـحـكيمه حـجراً iiأسـوداً ومـا كان سن بطقه iiالمستبان بـتسليم عـمّ بـغير iiامتراء إلـى ابـن أخ منطقاً iiَباللسان شـهدت بـذلك حـقّاً iiكـما شـهدت بتصديق آي القرآن عـليّ أمـامي ولا iiأمـتري وخلّيت قولي بكان iiوكان (3) |
قال الصادق ( عليه السلام ) : « كان أبو خالد يقول بإمامة محمد بن الحنفية فقدم من كابل شاه إلى المدينة فسمع محمداً يخاطب عليّ بن الحسين ( عليه السلام ) فيقول : يا سيّدي ، فقال له : أتخاطب ابن أخيك بما لا يخاطبك مثله ؟ ! فقال : إنّه حاكمني إلى الحجر الأسود فصرت إليه فسمعت الحجر يقول : سلم الأمر إلى ابن أخيك فإنّه أحقّ به منك ، وصار أبو خالد الكابلي إماميّاً »
(4) ، وروى عنه أنّه قال : قال لي عليّ بن الحسين ( عليه السلام ) : « يا كنكر » ولا والله ما عرفني بهذا الاسم إلاّ أبي وأمّي
(5) .
---------------------------
(1) كمال الدين : 537 | ضمن ح ا و 2 ، وقطعة منه في : المناقب لابن شهرآشوب 4 : 135 .
(2) أنظر : بصائر الدرجات : 522 ، الكافي ا : 282 | 5 الامامة والتبصرة : 61 و 62 | 49 ، الهداية الكبرى للخصيبي : 220 ، روضة الواعظين : 197 ، الاحتجاج 2 : 316 ، الخرائج والجرائح 1 : 257 | 3 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 147 ، اثبات الوصية : 147 .
(3) المناقب لابن شهرآشوب 4 : 148 .
(4) المناقب لابن شهرآشوب 4 : 147 .
(5) انظر : الهداية الكبرى : 221 ، رجال الكشي 1 : 336 ، الخرائج والجرائح 1 : 261 | 6 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 147 .
اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى
_ 326 _
روى الحسين بن علوان ، عن أبي عليّ زياد بن رستم ، عن سعيد بن كلثوم قال : كنت عند الصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) فذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فمدحه بما هو أهله ثمّ قال : « والله ما أطاق عمل رسول الله ( صلّى الله عليه واله وسلّم ) من هذه الأمة غيره ، وإن كان ليعمل عمل رجل كان وجهه بين الجنّة والنار يرجوا ثواب هذه ويخاف عقاب هذه ، ولقد أعتق من ماله ألف مملوك في طلب وجه الله والنجاة من النار ممّا كدّه بيده ورشح منه جبينه ، وما كان لباسه إلاّ الكرابيس إذا فضل شيء عن يده من كمّه دعا بالجلم
(1) فقصّه ، وما أشبهه من ولده ولا أهل بيته أحد أقرب شبهاً به في لباسه وفقهه من عليّ بن الحسين ين العابدين ( عليهم السلام ) ، ولقد دخل أبو جعفر ابنه ( عليه السلام ) عليه فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحدٌ ، فرآه قد اصفرّ لونه سن السهر ، ورمصت عيناه من البكاء ، ودبرت جبهته من السجود ، وورمت ساقاه وقدماه من القيام في الصلاة ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : فلك أملك حين رأيته بتلك الحال من انبكاء ، فبكيت رحمة له ، وإذا هو يفكّر فالتفت إليّ بعد هنيئة من دخولي ، فقال يا بنيّ : أعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة عليّ ( عليه السلام ) ، فأعطيته فقرأ فيها يسيراً ثمّ تركها من يده تضجّراً وقال : من يقوى على عبادة عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام )
(2) .
وكان عليّ بن الحسين ( عليهما السلام ) إذا توضّأ اصفرّ لونه فقيل له : ما هذا الذي يغشاك ، فقال : « أتدرون من أتأهّب للقيام بين يديه ؟ »
(3) .
وروي : أنّه ( عليه السلام ) كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة ، وكانت الريح تميله بمنزلة السنبلة
(4) ، وعن سفيان الثوري قال : ذكر لعليّ بن الحسين ( عليهما السلام ) فضله قال : « حسبنا أن نكون من صالحي قومنا »
(5) .
وعن الزهري قال : لم ادرك أحداً من هذا البيت أفضل من عليّ بن الحسين ( عليه السلام )
(6) .
ورويَ أنّ عليّ بن الحسين ( عليهما السلام ) رأى يوماً الحسن البصري وهو يقصّ عند الحجر الأسود فقال له ( عليه السلام ) : « أترضى يا حسن نفسك للموت ؟ » ، قال : لا ، قال : « فعملك للحساب ؟ » .
---------------------------
(1) الجَلَم : ما يقص به الشعر والصوف ، وهوكالمقص . « أنظر: مجمع البحرين 6 : » .
(2) ارشاد المفيد 2 : 142 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 149 ، كشف الغمة 2 : 85 .
(3) ارشاد المفيد 2 : 142 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 148 ، كشف الغمة 2 : 86 ، الطبقات الكبرى 5 : 216 ، حلية الأولياء 3 : 133 ، مختصر تاريخ دمشق 17 : 236 ، سير أعلام النبلاء 4 : 2 39 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 46 : 73 | 61 .
(4) انظر : الخصال : 517 | 4 ، ارشاد المفيد 2 : 143 ، روضة الواعظين : 198 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 149 ، كشف الغمة 2 : 86 ، سير أعلام النبلاء 4 : 392 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 46 : 74 | 62 .
(5) ارشاد المفيد 2 : 143 ، روضة الواعظين : 198 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 164 ، كشف الغمة 2 : 86 ، الطبقات الكبرى 5 : 214 ، مختصر تاريخ دمشق 17 : 235 .
(6) ارشاد المفيد 2 : 144 ، الجرح والتعديل 6 : 179 ، سير أعلام النبلاء 4 : 189 .