(36) أبو جعفر محمد بن علي بن أبي العزاقر الشلمغاني ، المتوفى سنة 323 ، كان متقدّماً في أصحابنا ومستقيم الطريقة ، فحمله الحسد لأبي القاسم الحسين بن روح على ترك المذهب والدخول في المذاهب الرديّة ، فظهرت منه مقالات منكرة ، وخرج في لعنه التوقيع من الناحية ، له كتاب الغيبة
.
(37) أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ، المتوفى سنة 381 ، له كتاب اكمال الدين واتمام النعمة ، الّفه بأمر الإِمام المهديّ عجل الله فرجه ، والرسالة الأُولى في الغيبة ، والرسالة الثانية في الغيبة ، والرسالة الثالثة في الغيبة
.
(38) أبو الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي ، المتوفى سنة 449 ، له كتاب البرهان على طول عمر صاحب الزمان ، والاستطراف في ذكر ما ورد في الغيبة في الانصاف
.
(39) أبو بكر محمد بن القاسم البغدادي ، معاصر ابن همّام الذي توفي سنة 332 ، له كتاب الغيبة
.
(40) أبو النضر محمد بن مسعود بن محمد بن عياش السلمي السمرقندي ، المعروف بالعياشي ، كان في اول عمره عامي المذهب وسمع حديث العامة فأكثر منه ، ثّم تبصّر وعاد إلينا ، له كتاب الغيبة
.
(41) أبو الفرج المظفر بن علي بن الحسين الحمداني ، من السفراء ، قرأ على المفيد وحضر مجلس درس المرتضى والشيخ ولم يقرأ عليهما ، له كتاب الغيبة
.
نتهى ما قصدنا ايراده من ذكر بعض الكتب المؤلّفة مستقلاً عن موضوع الإِمام المهديّ عجّل الله فرجه ، ولم نذكر ما كتبه العلماء من الفريقين في مؤلّفاتهم ضمناً عن الإِمام المهدي ، ولم نذكر الكتب المؤلّفة من الواقفيّة الّذين وقفوا على بعض الأَئمة أو اولادهم ، وكذا لم نذكر الشعراء الّذين نظموا عن الإِمام المهديّ ( عليه السلام ) ، مراعاة للإختصار .
اهتمام الشيخ المفيد بالبحث عن المهديّ
ازدهر العلم في زمن الشيخ المفيد وبلغ ذروته ، وكانت الحضارة آنذاك في تقدّمٍ سريع ، وكان زمانه مملوءاً بالعلماء من كلّ الفِرق الاسلامية خصوصاً في بغداد ، كلّ هذا ونرى شيخنا المفيد قد نبغ من بين جميع هؤلاء ، وطغى علمه وشهرته على الكلّ ، وكانت الشبهات في زمانه ضدّ مذهب اهل البيت تستفحل يوماً بعد آخر ، لذا عقد الشيخ المفيد مجلساً للمناظرة ، ناظر فيه العلماء فأفحمهم ، واهتدى على يديه الجمّ الغفير ، فكان رضوان الله عليه قد اولى اهتماماً كبيراً بعلم الكلام ، سواء باللسان أم بالقلم ، ومن المواضيع الكلامية الّتي اعطاها اهتماماً كبيراً هو موضوع الإِمام المهديّ واحواله وظهوره وطول وعمره . . . فكان يردّ الشبهات ويثبّت عقائد الشيعة بإمام زمانهم بمناظراته ودرسه وكتاباته مستقلاً وضمناً : فمن الّذي كتبه مستقلاً :
(1) كتاب الغيبة ، ذكره النجاشي : 401 ، وذكره الطهراني في الذريعة 16 : 80 كتاب الغيبة الكبير للمفيد .
(2) المسائل العشر في الغيبة ، ذكره النجاشي : 399 ، وهو هذا الكتاب الّذي أُقدّمه بين يدي القارئ العزيز ، يأتي التفصيل عنه .
(3) مختصر في الغيبة ، ذكره النجاشي : 399 .
(4) النقض على الطلحي في الغيبة ، ذكره النجاشي : 400 .
(5) جوا بات الفارقيين في الغيبة ، ذكره النجاشي : 400 .
(6) الجوابات في خروج الإِمام المهدي ( عليه السلام ) ، ذكره النجاشي : 401 .
المسائل العشر في الغيبة
_ 13 _
وذكره الطهراني في الذريعة 16 : 80 أنّ للشيخ المفيد كتاب الجوابات في خروج المهدي ـ وذكر أنه موجود ـ ثلاث مسائل ، والظاهر انّ كليهما كتاب واحد ، وذكر ايضاً ان الثلاث مسائل هي :
(أ) من مات ولا يعرف امام زمانه .
(ب) لو اجتمع لامام عدد اهل بدر ، واحتمل ان يكون هذا هو النقض على الطلحي ، لأنه يعبّر في اثنائه عن السائل بالعمري .
(ج) السبب الموجب لاستتار الحجّة ، والمطبوع من الجوابات ـ الّذي طبع ضمن عدّة رسائل للمفيد طبع مكتبة المفيد ـ أربع رسائل ، هي :
(أ) صفحة 383 ـ 388 ، شرح فيه حديث مَن مات وهو لا يعرف امام زمانه . . .
(ب) صفحة 389 ـ 394 ، أول الرسالة : حضرتُ مجلس رئيس من الرؤساء فجرى كلام في الإِمامة فانتهى إلى القول في الغيبة . . .
(ج) صفحة 394 ـ 398 ، أول الرسالة : سأل بعض المخالفين فقال : ما السبب الموجب لاستتار امام الزمان وغيبته الّتي طالت مدّتها . . . ؟
(د) صفحة 399 ـ 402 ، أول الرسالة : سأل سائل من الشيخ المفيد فقال : ما الدليل على وجود الإِمام صاحب الغيبة ، فقد اختلف الناس في وجوده اختلافاً ظاهراً . . . ؟ وللتفصيل راجع الذريعة 5 : 195 ، 20 : 388 ، 390 و 395 ، 16 : 80 ـ 82 .
المسائل العشر في الغيبة
_ 14 _
ومن الّذي كتبه ضمناً .
(1) الايضاح في الإِمامة ، احال عليه في عدة مواضع من هذا الكتاب المسائل العشر وعبّر عنه بالايضاح في الإِمامة والغيبة .
(2) الارشاد في معرفة حجج الله على العباد ، ذكر فيه فصلاً خاصّاً عن الإِمام الحجّة وغيبته .
(3) العيون والمحاسن ، له فيه كلام في الغيبة .
(4) الزاهر في المعجزات ، تطرّق فيه إلى معجزات الانبياء والأَئمة ومنهم الإِمام الحجّة المنتظر ،
وكذا بحث عن الإِمام المهدي ( عليه السلام ) في بقيّة كتبه المؤلفة في الإِمامة والتاريخ والعقائد .
صِلة الشيخ المفيد بالناحية المقدسة
عند وقوع الغيبة الكبرى انقطعت النيابة الخاصّة وكذب مَن ادّعى البابية ، وصارت النيابة عامّة للفقهاء العدول ، وهذا لا يدلّ على عدم إمكان رؤية الإِمام في الغيبة الكبرى والتشرف بخدمته ، حتّى مع معرفة المشاهد له في حال الرؤية ، لأن الّذي نقطع بكذبه هو ادعاء الباب والنيابة الخاصّة .
المسائل العشر في الغيبة
_ 15 _
قال الشيخ المفيد في هذا الكتاب الفصول العشرة : فأمّا بعد انقراض مَن سمّيناه من اصحاب أبيه وأصحابه ( عليهم السلام ) ، فقد كانت الأَخبار عمّن تقدّم من أئمّة آل محمّد ( عليهم السّلام ) متناصرة : بأنّه لا بدّ للقائم المنتظر من غيبتين ، إحداهما أطول من الأُخرى ، يعرف خبرَه الخاصُّ في القصرى ، ولا يعرفُ العالمُّ له مستقرّاً في الطولى ، إلاّ من تولّى خدمته من ثقاة أؤليائه ، ولم ينقطع عنه إلى الاشتغال بغيره
(1) ، فما ذكره الشيخ المفيد من الحديث صريح بأنّ في الغيبة الكبرى المعبّر عنها بالطولى يمكن أن يعرف خبره مَن تولّى خدمته من ثقاة أوليائه ولم ينقطع عنه إلى الاشتغال بغيره ، إذا عرفت هذا فقد روى الشيخ الطبرسي توقيعين وردا من الناحية المقدسة إلى الشيخ المفيد ، قال : ذكرُ كتابٍ ورد من الناحية المقدّسة حرسها الله ورعاها في أيّام بقيت من صفر سنة عشر وأربعمائة على الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قدّس الله روحه ونوّر ضريحه ، ذكر موصله أنه يحمله من ناحية متصلة بالحجاز ، نسخته :
للأخ السديد الوليّ الرشيد الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان أدام الله إعزازه ، من مستودع العهد المأخوذ على العباد . . . وجاء في آخر التوفيع : نسخة التوقيع باليد العليا على صاحبها السلام :
---------------------------
(1) المسائل العشر : 82 من طبعتنا هذه .
المسائل العشر في الغيبة
_ 16 _
هذا كتابنا إليك إيّها الأخ الوليّ والمخلص في ودّنا الصفيّ ، والناصر لنا الوفيّ ، حرسك الله بعينه الّتي لا تنام ، فاحتفظ به ، ولا تظهر على خطّنا الّذي سطرناه بماله ضمناه أحداً ، وأدّ ما فيه إلى مَن تسكن إليه ، وأوص جماعتهم بالعمل عليه إن شاء الله ، وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين
(1).
قال الطبرسي أيضاً يروي التوقيع الثاني : ورد عليه كتاب آخر من قبله صلوات الله عليه يوم الخميس الثالث والعشرين من ذي الحجّة سنة اثنتي عشر واربعمائة ، نسخته : من عبد الله المرابط في سبيله إلى ملهم الحقّ ودليله . . . وجاء في آخر التوفيع : وكتب في غرّة شوّال من سنة اثنتي عشرة وأربعمائة نسخة التوفيع باليد العليا صلوات الله على صاحبها : هذا كتابنا إليك أيّها الوليّ الملهم للحقّ العليّ ، بإملائنا وخطّ ثقتنا ، فاخفه عن كلّ أحد ، واطوه ، واجعل له نسخة تطلع عليها مَن تسكن إلى أمانته من أوليائنا شملهم الله ببركتنا إن شاء الله ، والحمد لله والصلاة على سيّدنا محمّد النبيّ وآله الطاهرين
(2).
---------------------------
(1) الاحتجاج 2 : 495 ـ 498 .
(2) الاحتجاج 2 : 498 ـ 499 .
المسائل العشر في الغيبة
_ 17 _
وروى هذين التوقيعين يحيى بن بطريق في رسالة نهج العلوم إلى نفي المعدوم كما حكي عنه ، وزاد عليهما توقيعاً آخر لم تصل إلينا صورته
(1) ، وعند التأمل في التوقيعين الواصلين إلينا نستطيع أن نجزم بأنهما لا يفيدان النيابة الخاصّة او البابية ، بل شأنهما شأن مَن يرى الإِمام في غيبته الطولى ويعرفه ، ولا يفهم من الاحاديث المكذّبة لرؤيته إلاّ النيابة الخاصّة ، والّذي يزيدنا اطمئناناً بهذين التوقيعين ما ذكره الطبرسي في مقدّمة كتابه الاحتجاج في بيان علّة عدم ذكر الاسانيد : ولا نأتي في اكثر ما نورده من الأَخبار بإسناده : إمّا لوجود الاجماع عليه ، أو موافقته لِما دلّت العقول إليه ، أو لاشتهاره في السير والكتب بين المخالف والمؤالف ، إلاّ ما أوردته عن أبي محمد بن الحسن العسكري ( عليه السلام ) ، فانه ليس في الاشتهار على حدّ ما سواه ، وإن كان مشتملاً على مثل الّذي قدّمناه ، فلأجل ذلك ذكرت اسناده في أول جزءٍ من ذلك دون غيره ، لأن جميع ما رويت عنه صلوات الله عليه إنّما رويته بإسناد واحد من جملة الأَخبار الّتي ذكرها عليه السلام في تفسيره . . .
(2) ،
فالتوقيعان اللذان رواهما بدون ذكر الاسناد لا يخلوان من ثلاثة وجوه : وجود الاجماع عليهما ، موافقتهما لِما دلّت العقول إليه ، اشتهارهما في السير والكتب بين المخالف والمؤالف ، وهذه الدقّة الموجودة عند الطبرسي في روايته ، ووثاقة الطبرسي عند الكافّة تعطينا اطمئناناً لقبول التوقيعين .
---------------------------
(1) معجم رجال الحديث 17 : 208 ـ 209 .
(2) الاحتجاج 1 : 14 .
المسائل العشر في الغيبة
_ 18 _
والّدي يزيدنا اطمئناناً ايضاً بهذين التوفيعين ، ما ذكره المحدّث البحراني في اللؤلؤة بعد ما نقل أبياتاً في رثاء الشيخ المفيد منسوبة لصاحب الأَمر وجدت مكتوبة على قبر الشيخ المفيد : وليس هذا ببعيد بعد خروج ما خرج عنه ( عليه السلام ) من التوقيعات للشيخ المذكور المشتملة على مزيد التعظيم والإجلال . . . ثمّ قال : هذا وذكر الشيخ يحيى بن بطريق الحلّي ـ وقد تقدّم ـ في رسالة نهج العلوم إلى نفي المعدوم [ المعروفة بسؤال أهل حلب ] طريقين في تزكية الشيخ المفيد : احدهما : صحّة نقله عن الأَئمة الطاهرين ، بما هو مذكور في تصانيفه من المقنعة وغيرها . . . وأمّا الطريق الثاني في تزكيته : ما ترويه كافّة الشيعة وتتلقّاه بالقبول : من أنّ صاحب الأَمر ـ صلوات الله عليه وعلى آبائه ـ كتب إليه ثلاث كتب ، في كلّ سنة كتاباً ، وكان نسخة عنوان الكتاب : للأخ السديد . . . وهذا أوفى مدح وتزكية وأزكى ثناء وتطرية بقول إمام وخلف الأَئمة ، انتهى ما في اللؤلؤة
(1) ، اقول : وكلامه صريح ان التوقيعين مجمع عليهما ، ونستنتج من كلامه أيضاً أنّ ما ذكره الطبرسي في مقدّمة الإِحتجاج ـ من ذكر الأَسباب الّتي دعته إلى عدم ذكر السند للأحاديث الّتي يرويها ـ ان التوقيعين من قسم الأَحاديث الّتي انعقد الاجماع عليها ، لهذا لم يذكر سندها ، وإن كان بعض المتأخرين قد شكّك في هذين التوقيعين ، لكن الإِطمئنان الحاصل عند التأمّل فيهما كافٍ في المقام ، والله العالم .
---------------------------
(1) لؤلؤة البحرين : 363 ـ 367 ، وراجع حياة ابن بطريق في كتاب اللؤلؤة : 283 ، ووفاة ابن بطريق سنة 600 .
المسائل العشر في الغيبة
_ 19 _
وقال ابن شهرآشوب في معالمه : ولقّبه الشيخ المفيد صاحبُ الزمان صلوات الله عليه ، وقد ذكرت سبب ذلك في مناقب آل أبي طالب
(1) ، والظاهر أن المراد من عبارته «ولقّبه الشيخ المفيد صاحب الزمان» ما رود في التوقيع : للأخ السديد والوليّ الرشيد الشيخ المفيد ، وأما ما أحال به على المناقب ، فهو غير موجود في المناقب المطبوع وفي نسخة المتوفرة لدينا والنسخ التي اعتمدها المحدث المجلسي والنوري ، لأن كلّ هذه النسخ ناقصة غير موجودة فيها البحث عن صاحب الأَمر ( عليه السلام ) ، وشكك السيد الخوئي في هذا ، بناءً على أنّ تسميته بالمفيد كانت من قِبَل علي بن عيسى الرماني حيث قال له بعد مناظرةٍ : أنت المفيد حقّاً ، وكون التوقيع صادراً في أواخر حياة الشيخ المفيد وانّما لقّب الشيخ المفيد في عنفوان شبابه
(2) ، وما ذكره السيد الخوئي لا يقدح في سند التوقيعين ولا في متنيهما ، وإنما هو اعتراض على علي ابن شهرآشوب حيث قال : ولقب الشيخ المفيد صاحب الزمان ، إذ ليس في التوقيع ما يوحي ان صاحب الزمان هو الذي لقب المفيد بالمفيد، فلعلّه كان قد لقب بالمفيد ، والتوفيع الخارج من الناحية جرى على ما هو المتعارف عليه من لقبه ، وبناءً على صدور هذين التوقيعين من الناحية المقدسة ، نستطيع أن نصل إلى الصلة العميقة بين هذا الشيخ المفيد وبين إمام زمانه الحجّة المنتظر ، لِما فيهما من مدح وثناء عميقين من قبل الناحية المقدّسة لهذا الشيخ الذي أوقف عمره للذبّ عن هذه الطائفة المظلومة ، فورد في التوقيع الأول من الناحية للشيخ المفيد من المدح : للأخ السديد ، والولي الرشيد ، الشيخ المفيد . . . سلام عليك أيّها الوليّ المخلص في الدين ، المخصوص فينا باليقين . . . ونعلمك أدام الله توفيقك لنصرة الحّق ، وأجزل مثوبتك على نطقك عنّا بالصدق . . . هذا كتابنا إليك أيّها الوليّ ، المخلص في ودّنا الصفيّ ، والناصر لنا الوافي ، حرسك الله بعينه الّتي لا تنام . . .
(3).
---------------------------
(1) معالم العلماء : 113 رقم 765 .
(2) معجم رجال الحديث 17 : 209 ـ 210 .
(3) الاحتجاج 2 : 497 ـ 498 .
المسائل العشر في الغيبة
_ 20 _
وفي الثاني : سلام عليك أيّها الناصر للحق ، الداعي إليه بكلمة الصدق ، . . . ونحن نعهد إليك أيّها الوليّ المخلص المجاهد فينا الظالمين ، أيّدك الله بنصره الّذي أيّد به السلف من أوليائنا الصالحين . . . هذا كتابنا إليك أيّها الوليّ الملهم للحقّ العليّ . . .
(1) ، وكفى بهذا عزّاً وفخراً للشيخ المفيد ، وهو أهل لذلك ،
نحن والكتاب .
(1) نسبة الكتاب للشيخ المفيد نستطيع أن نجزم بنسبة هذا الكتاب للشيخ المفيد ، وذلك لعدّة جهات :
(1) عند التأمّل في بقيّة كتبه بالأَخصّ الكلامية نشاهد أن طريقتها مع هذا الكتاب متحدة ، وبعبارة أُخرى : مَن طالع كتب الشيخ المفيد وطالع هذا الكتاب من دون أن يعرف انه للمفيد يجزم بنسبته للمفيد ، وذلك لاتحاد مشربه .
(2) اتفاق كلّ النسخ الخطّيّة بنسبة هذا الكتاب للشيخ المفيد ، ومن النسخ كتبت في القرن الثامن الهجري .
(3) عدم ادّعاء أيّ شخص بنسبة الكتاب لغير الشيخ المفيد .
---------------------------
(1) الاحتجاج 2 : 498 ـ 499 .
المسائل العشر في الغيبة
_ 21 _
(1) صرّح بنسبة هذا الكتاب للشيخ المفيد كثير من الأَعلام ، منهم : تلميذه الشيخ النجاشي في رجاله
(2) ، وابن شهرآشوب في معالمه
(3) ، والطهراني في الذريعة
(4) ، والكنتوري في كشف الحجب ، إحالته في هذا الكتاب على بقيّة كتبه المسلّم بأنّها له ، كالإِرشاد ، والإِيضاح ، والباهر من المعجزات .
اسم الكتاب اختلفت المصادر في تحديد اسم الكتاب : ففي رجال النجاشي
(5) : المسائل العشرة في الغيبة ، وفي معالم العلماء
(6) : الأجوبة عن المسائل العشر ،
وفي النسخة المطبوعة
(7): الفصول العشرة في الغيبة ، وفي كشف الحجب : المسائل العشرة في الغيبة
(8) ، وفي الذريعة : الجوابات في خروج المهدي
(9) ، جوابات المسائل العشر في الغيبة
(10) ، الفصول العشرة في الغيبة
(11) ، المسائل العشرة في الغيبة
(12).
---------------------------
(1) رجال النجاشي : 399 رقم 1067 .
(2) معالم العلماء : 114 رقم 765 .
(3) الذريعة 5 : 195 رقم 899 و228 رقم 10 ، 16 : 80 رقم 405 و241 رقم 957 ، 20 : 358 .
(4) كشف الحجب : 509 .
(5) رجال النجاشي : 399 رقم 1067 ، والظاهر الصحيح : العشر .
(6) معالم العلماء : 114 رقم 765 .
(7) المطبعة الحيدرية ، النجف ، 1370 هـ .
(8) كشف الحجب : 509 .
(9) الذريعة 5 : 195 رقم 899 .
(10) الذريعة 5 : 228 رقم 10 .
(11) الذريعة 16 : 241 رقم 957 .
(12) الذريعة 20: 358 .
المسائل العشر في الغيبة
_ 22 _
وفي نسخ الأَربع التي اعتمدنا عليها في تحقيقنا لهذا الكتاب ويأتي شرحها : في نسخة ( عليه السلام ) : شرح الأَجوبة عن المسائل في العشرة الفصول عمّا يتعلق بمهديّ آل الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
وفي نسخة (س) : كتاب الغيبة ، وكلّ هذه الاسماء متقاربة ، لأن الكتاب هو جواب لعشر مسائل ، والظاهر أنّ الشيخ المفيد لم يسمّه باسم معيّن ، ونحن اخترنا ما ذكره النجاشي ووضعناه عنواناً للكتاب ، لقرب النجاشي من الشيخ المفيد ، فهو تلميذه والأَعلم بكتب استاذه ، فاسم الكتاب : المسائل العشر في الغيبة .
اهمّيّة الكتاب : الكتاب هو عبارة عن دفع أهمّ الشبهات التي كانت واردة آنذاك على موضوع الإِمام المنتظر عجّل الله فرجه ، وهذه الشبه ردّها الشيخ المفيد بأحلى ردّ واوجزه ، ففي هذه الرسالة الوجيزة حجمها ترى فيها من المعلومات ما لا تجدها في غيره ، فالشيخ المفيد عالج هذه الشُبه بعلاج جذري وناقشها من جميع الجهات ، بحيث لم يبق في قلب أحدٍ شك ولا شبهة ، وعند النظر في هذا الكتاب وقياسه بذاك الزمان والمكان اللذان كان فيهما الشيخ المفيد ، تتضح اهمّية الكتاب ومدى فائدته ، فالشيخ المفيد تعرض في فصله الاول لردّ كون استتار ولادة المهدي خارجة عن العرف ، وفي الثاني لردّ مَن تمسّك بانكار جعفر عمّ الإِمام ، وفي الثالث لردّ من تمسك بوصيّة الإِمام العسكري لأمّه دون ولده ، وفي الرابع لردّ من تمسّك بعدم الداعي لاخفاء الإِمام العسكري ولده ، وفي الخامس لردّ من ادعى انه مستتر لم يره احد منذ ولد ، وفي السادس لردّ من ادعى نقض العادة بطول عمره عجّل الله فرجه ، وفي السابع لردّ مَن تمسّك بانه إذا لم يظهر لا فائدة في وجوده ، وفي الثامن لردّ مَن تمسّك بأنّا في غيبة صاحبنا ساوينا السبائية والكيسانيّة . . . وفي التاسع لردّ من ادّعى تناقض غيبة الإِمام مع ايجاب الإِمامة وأنّ فيها مصلحة للانام ، وفي العاشر لردّ مَن تمسّك بان الخلق كيف يعرفه إذا ظهر والمعجزة مخصوص بالأَنبياء .
المسائل العشر في الغيبة
_ 23 _
فتعرض الشيخ المفيد لردّ كلّ هذه الشبهات ، واعتمد في ردّه على : الآيات القرآنية ، والحكم ، والقصص الواردة عن الانبياء والحكماء ، والأَمثلة التي يقبلها كلّ ضمير حيّ ، ودراسة تاريخة كاملة لذاك الزمان وملوكه ، واعتمد على الأَدلّة العقلية ، شأنه شأن الكتب الكلاميّة العميقة ، فيعدّ كتابه من الكتب الكلاميّة ذات البحث العميق والعبارة الدقيقة الصعبة ، فالقارئ يحتاج إلى الوقوف على عباراته واحدة بعد أُخرى والتأمّل فيها ليصل إلى ما يقصده المؤلّف .
(4) تاريخ تأليف الكتاب يوجد في هذا الكتاب نصّان نستفيد منهما تاريخ تأليف الكتاب ، احدهما : في مقدمة الكتاب وعند استعراضه للفصول نستفيد حين يصل لفهرست الفصل السادس ، يقول : . . . إلى وقتنا هذا وهو سنة عشر واربعمائة ، والآخر : في الفصل السادس ، يقول : وإلى يومنا هذا وهو سنة احد عشر واربعمائة ، فمن هذين النصّين نفهم أنه بدأ بالتأليف في أوخر سنة اربعمائة وعشر ، وانهى الكتاب في سنة أحد عشر واربعمائة ، وذلك لصغر حجم الكتاب .
(5) السائِل لم يذكر الشيخ المفيد اسم السائل ، بل اكتفى بقوله : . . . وتجدّد بعد الّذي سطرته . . . رغبةٌ مّمن اُجب له حقّاً ، وأُعظم له محلاً وقدراً ، واعتقد في قضاء حقّه ووفاق مشربه لازماً وفرضاً ، في إثبات نكت من فصول خطرت بباله في مواضع ذكرها ، يختصّ القول فيها على ترتيب عيّنه وميّزه من جملة ما في بابه وبيّنه . . .
المسائل العشر في الغيبة
_ 24 _
ويفهم من هذا أنّ السائل من العلماء ومن الممدوحين ، وهو غير معتقد بهذه الشبهات ، بل هي شبهات موجودة في زمانه رتبها وارسلها للشيخ المفيد بعنوان السؤال ، والشيخ المفيد جرى في كتابه على ترتيب هذه الفصول التي رتبها السائل ، ويؤيّد أن السائل غير معتقد بهذه الشبهات بل اوردها ايراداً ما ذكره الشيخ المفيد في آخر الفصل الثاني في ردّ الفِرق الضالة : . . . حسب ما أورده السائل عنهم فيما سأل في الشبهات في ذلك ، وفي أول نسخة ( عليه السلام ) التي يأتي التفصيل عنها ورد اسم السائل ، حيث قال كاتب النسخة : شرح الاجوبة . . . وهو جواب الرئيس أبي العلاء ابن تاج الملك ، املاء الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي رضي الله عنه وأرضاه ، ولم أهتد الى ترجمة السائل بعد البحث الطويل في كتب التراجم ، نسأل الله أن نوفّق في المستقبل إلى معرفته .
(6) طبعات الكتاب طبع الكتاب ولأول مرّة في النجف الأشرف سنة 1370هـ = 1951م في المطبعة الحيدرية ، ويليه نوادر الراوندي ومواليد الأئمة ( عليهم السلام ) ، وطبعته مكتبة المفيد في قم بالتصوير على الطبعة الأُولى ضمن كتاب باسم (عدّة رسائل للشيخ المفيد) ، وطبع أيضاً سنة 1413هـ ضمن مؤلفات الشيخ المفيد ، طبعة المؤتمر الألفي للشيخ المفيد ، تحقيق فارس تبريزيان ،
وطبع أيضاً في بيروت سنة 1414هـ ، موسسة البلاغ ، وطبع أيضاً في بيروت ، سنة 1414هـ ، ضمن مؤلفات الشيخ المفيد ، دار المفيد .