الفهرس العام

(6) باب إمامة الحسن والحسين ( عليهما السلام )


(7) باب العلة في اجتماع الإمامة في الحسن والحسين ( عليهما السلام )
(8) باب في أن الإمامة لا تكون في أخوين بعد الحسن والحسين ( عليهما السلام ) .
(9) باب أن الإمامة لا تكون في عم ولا خال ولا أخ .
(10) باب إمامة علي بن الحسين ( عليه السلام ) وإبطال إمامة محمد بن الحنفية
(11) باب إمامة الباقر : أبي جعفر محمد بن علي ( عليه السلام )
(12) باب إمامة أبي عبد الله ( عليه السلام )
(13) باب إمامة موسى بن جعفر ( عليه السلام )
(14) باب إبطال إمامة إسماعيل بن جعفر
(15) باب إبطال إمامة عبد الله بن جعفر
(16) باب السبب الذي من أجله قيل بالوقف


  35 ـ وعنه ، عن علي بن إسماعيل بن عيسى ، وأيوب بن نوح ، عن صفوان ابن يحيى ، عن العيص بن القاسم ، عن المعلى بن خنيس قال :
  قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) :
  ما من نبي ولا وصي ، ولا ملك ، إلا وهو في كتاب عندي ، لا والله ما لمحمد بن عبد الله بن الحسن فيه اسم (1) .
  36 ـ وعنه ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن الفضيل بن يسار وبريد (2) بن معاوية وزرارة :
  إن عبد الملك بن أعين (3) قال لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : إن الزيدية والمعتزلة قد أطافت لمحمد بن عبد الله بن الحسن ، فهل له سلطان ؟
  فقال : والله، إن عندي لكتابا فيه (4) تسمية كل نبي ، وكل ملك يملك ، ولا والله، ما محمد بن عبد الله في واحد منهما (5) .
  37 ـ حمزة بن القاسم ، قال : حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب ، قال :
  حدثنا تميم بن بهلول قال : حدثنا علي بن حسان الواسطي ، عن عبد الرحمان بن كثير الهاشمي ، قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ):
  جعلت فداك ، من أين جاء لولد الحسين ( عليه السلام ) الفضل على ولد الحسن ( عليه السلام ) ، وهما يجريان في شرع واحد ؟
  فقال : لا أراكم تأخذون به ، إن جبرئيل ( عليه السلام ) نزل على محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ـ وما ولد الحسين ( عليه السلام ) بعد (6) ـ فقال : يولد لك غلام تقتله أمتك

---------------------------
(1) روي في بصائر الدرجات (ص 169 ح 4) عن (علي بن إسماعيل) عن صفوان بن يحيى ، مثله ، وفي (ح 6) عن الحميري عن محمد بن عيسى عن (صفوان) ، مثله ، نقلهما عنه في البحار (26 / 156) و (47 / 273) .
(2) كذا في الكافي ، وكان في النسختين: يزيد .
(3) كذا في (ب) والكافي ، وكان في (أ) : عبد الملك بن الحسين .
(4) في الكافي لكتابين فيهما .
(5) روي في الكافي (1 / 242) عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، مثله .
(6) كذا في العلل ، وكان في النسختين : بعد ما ولد الحسين .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 52 _

  من بعدك ! فقال : يا جبرئيل ، لا حاجة لي فيه .
  فخاطبه ثلاثا ، ثم دعا عليا ( عليه السلام ) ، فقال له :
  إن جبرئيل ( عليه السلام ) يخبرني عن الله تعالى أنه يولد لك غلام تقتله أمتك من بعدك ، ( فقلت : لا حاجة لي فيه ) (1).
  فقال علي ( عليه السلام ) : لا حاجة لي فيه يا رسول الله، فخاطب عليا ثلاثا ، ثم قال : إنه يكون فيه وفي ولده الإمامة (2) والوراثة والخزانة .
  فأرسل إلى فاطمة ( عليها السلام ) : إن الله يبشرك بغلام تقتله أمتي من بعدي !
  قالت فاطمة ( عليها السلام ) : لا حاجة لي فيه ، فخاطبها فيه ثلاثا ، ثم أرسل إليها : لا بد من أن يكون ، ويكون فيه الإمامة (3) والوراثة والخزانة .
  فقالت له : رضيت عن الله.
  فعلقت وحملت بالحسين ( عليه السلام ) ، فحملته ستة أشهر ، ثم وضعته ، ولم يعش مولود ـ قط ـ لستة أشهر غير الحسين ( عليه السلام ) ، وعيسى بن مريم ، فكفلته أم سلمة .
  وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يأتيه في كل يوم فيضع لسانه في فم الحسين ، فيمصه حتى يروى ، فأنبت الله لحمه من لحم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ولم يرضع من فاطمة ( عليها السلام ) ولا من غيرها لبنا قط .
  فأنزل الله تعالى فيه :
  ( وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي ، وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح في ذريتي ) ، (4)

---------------------------
(1) ما بين القوسين ليس في العلل .
(2 ـ 3) كذا في العلل ، وكان في النسختين : الأئمة بدل الإمامة في الموضعين .
(4) الآية (15) من سورة الأحقاف 46 .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 53 _

  فلو قال : ( أصلح لي ذريتي ) (1) لكانوا كلهم أئمة ، ولكن خص هكذا (2) .

---------------------------
(1) ما بين المعقوفين زيادة وردت في العلل ، ووجودها ضروري .
(2) رواه الصدوق في العلل (ج 1 ص 205) عن أحمد بن الحسن ، عن أحمد بن يحيى عن بكر بن عبد الله بن حبيب بسنده ، مثله ، ونقله في البرهان (4 / 173) .
ونقله في البحار (14 / 207) و (25 / 254) و (43 / 245) والملاحظ أن البحار أثبت اسم الرواي عن الإمام بعنوان : عبد الرحمان بن المثنى الهاشمي ، في الموارد الثلاثة .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 54 _

  38 ـ سعد ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حماد ابن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبي الطفيل :
  عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، (عن آبائه) (1) قال :
  قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أكتب ما أملي عليك ، فقال : يا نبي الله، وتخاف علي النسيان ؟
  فقال : لست أخاف عليك النسيان ، وقد دعوت الله لك أن يحفظك ولا ينسيك ، ولكن أكتب لشركائك ، قال : قلت : ومن شركائي يا نبي الله ؟!
  قال : الأئمة من ولدك ، بهم تسقى أمتي الغيث ، وبهم يستجاب دعاؤهم ، وبهم يصرف الله عنهم البلاء ، وبهم ينزل الرحمة من السماء.
  وهذا أولهم ، وأومى إلى الحسن ، ثم أومى إلى الحسين ( عليهما السلام ) ، ثم قال : الأئمة من ولده ( عليهم السلام ) (2) .

---------------------------
(1) ما بين المعقوفين لم يرد في النسختين، وإنما ورد في ما نقله صاحب بشارة المصطفى ، وكذا البحار .
(2) رواه الصدوق في الأمالي (ص 327 ح 1) والإكمال (ج 1 ص 206 ح 21) عن أبيه (المؤلف) مثله .
ورواه الطوسي في الأمالي (2 / 56) بسنده إلى الصدوق ، عن أبيه (المؤلف) والصفار في البصائر (ص 167) عن الحسن بن علي ، عن أحمد بن هلال ، عن أمية بن علي ، عن ( حماد بن عيسى ) مثله ، وعنهم في البحار : 36 / 232 ح 14 ورواه الصدوق في العلل (ج 1 ص 208) والطبري في بشارة المصطفى (ص 96) بسنده إلى (المؤلف) .
ونقله في إثبات الهداة (ج 2 ص 363) عن الإكمال و (ص 497) عن الصفار.

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 55 _

(7) باب العلة في اجتماع الإمامة في الحسن والحسين ( عليهما السلام )

  39 ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن فضال ، عن مروان ، عن أيوب بن الحر ، عن أبي بصير :
  عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال :
  نزل أمر الحسن والحسين ( عليهما السلام ) معا ، فتقدمه الحسن بالكبر (1) .

---------------------------
(1) لم نعثر له على مصدر .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 56 _

(8) باب في أن الإمامة لا تكون في أخوين بعد الحسن والحسين ( عليهما السلام ) .

  40 ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن علي بن محمد ، عن القاسم ابن محمد عن سليمان بن داود المنقري :
  ( و ) عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن (1) الحسين الواسطي، عن يونس بن عبد الرحمان، عن ( الحسين بن ثوير بن ) (2) أبي فاختة :
  عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال :
  لا تكون (3) الإمامة في أخوين (4) بعد الحسن والحسين ( عليهما السلام ) وهي جارية

---------------------------
(1) وقع هنا اضطراب في السند ، ففي نسختي كتابنا : سليمان بن داود المنقري عن محمد بن الحسين الواسطي ، لكن في العلل: ... المنقري عن محمد بن يحيى عن الحسين الواسطي .
ولقد توصلنا بالتتبع ومقارنة أسانيد الحديث في المصادر المختلفة ، أن هذا السند يحتوي على طريقين :
الأولى تبدأ بمحمد بن يحيى، وتنتهي بسليمان بن داود المنقري عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) .
والثانية تبدأ بمحمد بن يحيى ، وتنتهي بالحسين بن ثوير بن أبي فاختة ، الراوي عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، فلاحظ المصادر وطبقات الرواة في كل من الطريقين .
(2) ما بين المعقوفين لم يرد في نسختي الكتاب ولا في العلل ، لكن سائر المصادر تتفق على رواية يونس عن الحسين ، وأما أبو فاختة ـ جد الحسين ـ فهو من أصحاب علي ( عليهم السلام ) ـ فراجع : جامع الرواة (ج 2 ص 409) ومن لا يحضره الفقيه (ج 3 ص 300 ح 4075) فلاحظ سائر المصادر .
(3) في الكافي والغيبة : لا تعود .
(4) في (أ) : لأخوين .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 57 _

  في الأعقاب ، في عقب الحسين ( عليه السلام ) (1) .
  41 ـ سعد ، عن محمد بن الوليد، عن يونس بن يعقوب :
  عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه سمعه يقول :
  أبى الله أن يجعلها في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام (2) .
  42 ـ وعنه ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن سليمان بن جعفر الجعفري ، عن حماد بن عيسى الجهني :
  عن أبي عبد الله أنه قال :
  لا تجتمع الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، إنما هي في الأعقاب ، وأعقاب الأعقاب (3).

---------------------------
(1) رواه الصدوق في العلل (1 / 208) عن أبيه (المؤلف) ، باختلاف في السند أشرنا إليه في الهوامش ، وعنه في البحار (25 / 259) وإثبات الهداة (2 / 449) .
وروى الصدوق في الإكمال (ج 2 ص 414) عن أبيه (المؤلف) وابن الوليد، عن سعد والحميري ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبد الرحمان ، عن الحسين بن ثوير أبي فاختة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، ورواه الطوسي في الغنية (ص 118) عن سعد ، مثله ، ونقله في البحار (25 / 250) ، ورواه أيضا في الغنية (ص 136) عن الحميري عن محمد بن عيسى بن عبيد، مثله ، ونقله في البحار (ج 25 ص 252) .
ورواه الكليني في الكافي (ج 1 ص 286) عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، مثله ، ونقله في الإثبات (ج 1 ص 165) .
(2) رواه الطوسي في الغيبة (ص 135) عن (سعد) مثله ، وفيه : أن يجعل الإمامة لأخوين ونقله عنه في إثبات الهداة (1 / 239 ح 197) ورواه في الكافي (ج 1 ص 286) عن علي بن محمد ، عن سهل بن زياد ، عن ( محمد بن الوليد ) مثله .
وروى الصدوق في الإكمال (ج 2 ص 415) عن ابن المتوكل، عن السعد آبادي، عن البرقي، عن أبيه ، عن محمد بن سنان عن (يونس بن يعقوب) مثله ، وفيه: أن يجعلها ـ يعني الإمامة ـ في أخوين ونقله عنه في البحار (25 ص 251 ح 6) وانظر الحديث (43) الآتي .
(3) أورده الطوسي في الغيبة (ص 136) عن (سعد) مثله ، ونقله في البحار (25 / 251) .
ورواه في الكافي (1 / 286) عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمان بن أبي نجران ، عن (الجعفري) مثله .
ورواه الصدوق في الكمال (ج 2 ص 414 ح 2) عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن يعقوب بن يزيد ، ومحمد بن عيسى بن عبيد ، عن الحسين بن الحسن الفارسي ، عن سليمان بن جعفر الجعفري ، ونقله في البحار (25 / 251) والإثبات (2 / 408) ، ويشهد له ما رواه الصدوق في الإكمال (ج 2 ص 415 ح 5) عن أبيه (المؤلف) عن سعد والحميري ، جميعا ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن أبي جعفر محمد بن جعفر [ عن أبيه خ ] عن عبد الحميد بن نصر ، عن أبي إسماعيل ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : لا تكون الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، أبدا أبدا ، إنما هي في الأعقاب وأعقاب الأعقاب ، وراجع الحديث (44) التالي .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 58 _

  43 ـ عبد الله بن جعفر ، عن محمد بن إسحاق البغدادي ، عن عمه : محمد بن عبد الله ابن حارثة ، عن يونس بن يعقوب ، عن رجل :
  عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : سمعته يقول :
  أبى الله أن يجعلها في أخوين بعد الحسن والحسين ( عليهما السلام ) (1) .
  44 ـ وعنه ، عن محمد بن الحسين ، عن عبد الرحمان بن أبي نجران ، عن سليمان الجعفري ، عن حماد بن عيسى ، عن رجل :
  عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال :
  لا تكون الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، وإنها في الأعقاب وأعقاب الأعقاب (2) .
  45 ـ وعنه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن الحسن بن علي بن يقطين ، عن بعض رجاله :
  عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : لا تكون الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين ( عليهما السلام ) (3) .

---------------------------
(1) لم نعثر له على مصدر تخريج بهذا السند ، ولكنه متحد متنا مع الحديث (41) السابق فلاحظ تخريجاته .
(2) لم نعثر له على مصدر تخريج بهذا السند ، لكن الحديث (42) السابق يتحد معه متنا ، وفي بعض الرواة ، وإن كان مرويا عن الصادق ( عليه السلام ) ، فلاحظ تخريجاته .
(3) لم نعثر له على مصدر تخريج .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 59 _

(9) باب أن الإمامة لا تكون في عم ولا خال ولا أخ .

  46 ـ سعد ، عن أحمد بن محمد ، و (1) محمد بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع :
  عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ):
  أنه سئل أو قيل له : أتكون الإمامة في عم أو خال ؟
  فقال : لا ، فقال : ففي أخ ؟
  قال : لا ، قال : ففي من ؟
  قال : في ولدي ، وهو يومئذ لا ولد له (2).

---------------------------
(1) كان في النسختين ( أحمد بن محمد عن محمد بن الحسين ) لكن هذا الاسم ( محمد بن الحسين ) لم يرد في ما أثبته في الكافي في سند الرواية ، مع أن رواية أحمد بن محمد عن محمد بن الحسين ، لم ترد في كتب الحديث إلا في مورد واحد ، وهو في الكافي (3 / 149 ح 6) بينما رواية أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، بلا واسطة ، كثيرة ، وكذلك رواية محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، فيحتمل على هذا أن تكون كلمة (عن) مصحفة من (الواو) ويكون السند هكذا : ( أحمد بن محمد ، ومحمد بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ) وقد أثبته الخزاز أيضا هكذا : سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب وأحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل بن بزيع كفاية الأثر ص 274 .
(2) رواه الكليني في الكافي (1 / 286) عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، مثله .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 60 _

(10) باب إمامة علي بن الحسين ( عليه السلام ) وإبطال إمامة محمد بن الحنفية

  47 ـ أحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد ، عن العباس بن معروف ، عن الحسن بن محبوب ، عن حنان بن سدير ، قال :
  سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن ابن الحنفية : هل كان إماما ؟
  قال : لا ، ولكنه كان مهديا (1) .
  48 ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم :
  عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال :
  ما مات محمد بن الحنفية حتى آمن بعلي بن الحسين ( عليه السلام ) (2) .
  49 ـ وعنه ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي عبيدة وزرارة :
  عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال :
  لما قتل الحسين بن علي ( عليه السلام ) ، أرسل محمد بن الحنفية إلى علي بن

---------------------------
(1) لم نعثر له على مصدر تخريج .
(2) لم نعثر له على مصدر تخريج .
لكن ذكره الصدوق في الكمال (ج 1 ص 36) مرسلا أنه قال : وقال الصادق ( عليه السلام ) ، وأورد مثله ، وعنه في البحار (42 / 81) .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 61 _

  الحسين ( عليه السلام ) ، فخلا به ، ثم قال له : يا بن أخي ، قد علمت أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان جعل الوصية والإمامة من بعده لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ثم إلى الحسن ، ثم إلى الحسين ( عليهما السلام ) .
  وقد قتل أبوك ( عليه السلام ) ، ولم يوص ، وأنا عمك ، وصنو أبيك وولادتي من علي ( عليه السلام ) ، في سني وقدمي أحق بها منك في حداثتك ، فلا تنازعني الوصية والإمامة ولا تخالفني ، فقال له علي بن الحسين ( عليه السلام ) :
  يا عم اتق الله، ولا تدع ما ليس لك بحق ، إني أعظك أن تكون من الجاهلين .
  يا عم ، إن أبي صلوات الله عليه أوصى إلي قبل أن يتوجه إلى العراق ، وعهد إلي من (في / خ) ذلك قبل أن يستشهد بساعة ، وهذا سلاح رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عندي ، فلا تعرض لهذا ، فإني أخاف عليك نقص العمر ، وتشتت الحال .
  إن الله ـ تعالى ـ لما صنع مع معاوية ما صنع ، بدا لله فآلى أن لا يجعل الوصية والإمامة إلا في عقب الحسين ( عليه السلام ) (1) .
  فإن أردت أن تعلم ذلك ، فانطلق إلى الحجر الأسود حتى نتحاكم إليه ، ونسأله عن ذلك .
  قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : وكان الكلام بينهما وهما يومئذ بمكة ، فانطلقا حتى أتيا الحجر .
  فقال علي ( عليه السلام ) لمحمد : إبدأ فابتهل إلى الله، وسله أن ينطق (الحجر) لك ، ثم سله .
  فابتهل محمد في الدعاء ، وسأل الله، ثم دعا الحجر ، فلم يجبه .
  فقال علي ( عليه السلام ) : أما إنك ـ يا عم ـ لو كنت وصيا وإماما لأجابك .

---------------------------
(1) كذا وردت الفقرة الأخيرة في (أ) ، وقريب منها في (ب) وكذلك أورده في الإحتجاج ، إلا أنه لم يذكر فيه معاوية ، وجاءت في كتاب مختصر بصائر الدرجات هكذا : إن الله ـ تبارك وتعالى ـ لما صنع الحسن مع معاوية ما صنع ، أبي أن يجعل الوصية والإمامة إلا في عقب الحسين .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 62 _

  فقال له محمد : فادع أنت ، يا بن [ أخي ] (1) وسله .
  فدعا الله علي بن الحسين ( عليه السلام ) بما أراد ، ثم قال :
  أسألك بالذي جعل فيك ميثاق العباد ، وميثاق الأنبياء والأوصياء ، لما أخبرتنا بلسان عربي مبين : من الوصي والإمام بعد الحسين بن علي ( عليه السلام ) ؟!
  فتحرك الحجر حتى كاد أن يزول من موضعه ، ثم أنطقه الله بلسان عربي مبين ، فقال :
  اللهم إن الوصية والإمامة بعد الحسين بن علي ، إلى علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، ابن فاطمة ( عليها السلام ) ، ابنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
  فانصرف محمد بن علي ـ ابن الحنفية ـ وهو يتولى علي بن الحسين ( عليه السلام ) (2) .

---------------------------
(1) في الأصل [ أخ ]
(2) رواه الصفار في البصائر (ص 502) عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب ، مثله ، ورواه في مختصر البصائر (ص 14) عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى عن (ابن محبوب) مثله مع اختلاف ، وعنهما في البحار (ج 42 ص 77) و (ج 46 ص 112) ورواه الكليني في الكافي (1 / 348) عن محمد بن يحيى ) ، عن أحمد بن محمد (عن ابن محبوب) مثله ، ونقله عنه في مختصر البصائر (ص 170) ، وفي ذيل الكافي روى عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حرير ؟ عن زرارة مثله ، وأورد الحديث الطبرسي في إعلام الورى (ص 258 ـ 259) وقال : روى هذا الحديث محمد بن أحمد بن يحيى في كتابه (نوادر الحكمة) وقال في المناقب (3 / 288) نوادر الحكمة بالإسناد عن جابر وعن أبي جعفر ( عليهم السلام ).
ورواه الطبرسي في الإحتجاج (ج 2 ص 46) مرسلا .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 63 _

(11) باب إمامة الباقر : أبي جعفر محمد بن علي ( عليه السلام )

  50 ـ سعد ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن حماد بن عيسى ، عن إسماعيل بن جعفر :
  عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : جاء رجل إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، فسأله عن الأئمة ( عليهم السلام ) ، فسماهم حتى انتهى إلى ابنه ، ثم قال : والأمر هكذا يكون، والأرض لا تصلح إلا بإمام ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
  ( من مات لا يعرف إمامه ، مات ميتة جاهلية) ثلاث مرات (1) .
  51 ـ أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود :
  عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال:
  إن حسينا ( عليه السلام ) لما حضره ( الذي حضره ) (2) دعا ابنته الكبرى فاطمة

---------------------------
(1) لم نعثر له على مصدر تخريج ، ولكن قد وردت الرواية بحديث الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، من كلام الإمام أبي عبد الله ( عليه السلام ) في عدة نصوص ، فراجع البحار (ج 23 ص 85) عن الصدوق في ثواب الأعمال (ص 244) عن أبيه (المؤلف) عن سعد بسنده ، عن عيسى بن السري عن أبي عبد الله ( عليه السلام )، ورواه البرقي في المحاسن (ج 1 ص 92 / 46 و ص 154 / 79) والنعماني في الغيبة 130 بسنده ، عن معاوية ابن وهب عنه ( عليه السلام ).
وروي حديث الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من طريق سلمان وأبي ذر والمقداد ، الصدوق في الإكمال (413) عن أبيه (المؤلف) وابن الوليد ، عن سعد والحميري ، عن محمد بن عيسى ويعقوب بن يزيد وإبراهيم بن هاشم جميعا ، عن حماد بن عيسى بسنده ، فراجع .
(2) ما بين المعقوفين ورد في البصائر والكافي .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 64 _

  ابنة الحسين ( عليه السلام ) ، فدفع إليها كتابا ملفوفا ، ووصية ظاهرة ، ووصية باطنة .
  وكان علي بن الحسين ( عليه السلام ) مبطونا معهم ، لا يرون إلا أنه لما به .
  فدفعت فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسين ( عليه السلام ).
  ثم صار ذلك الكتاب ـ والله ـ إلينا .
  فقلت : ما في ذلك الكتاب ؟ جعلني الله فداك .
  فقال : فيه ـ والله ـ جميع ما احتاج إليه ولد آدم إلى أن تفنى الدنيا (1) .
  52 ـ الحسن بن أحمد المالكي ، عن علي بن المؤمل :
  عن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) ، قال : اسم جدي أبي جعفر ( عليه السلام ) في التوراة : باقر (2) .
  53 ـ حدثني سعد بن عبد الله ـ يرفع الحديث ـ قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا مضى الغلامان من ولدي ، جعفر وأبو جعفر ( عليهما السلام ) طويت طنفسة العلم (3) .

---------------------------
(1) رواه الصفار في البصائر (148) عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن الحسين ، عن ابن سنان مثله ، نقله في البحار (26 / 35) و (46 / 17) وفيه (ص 168) عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ومحمد بن عبد الجبار ، عن عبد الرحمان بن أبي نجران جميعا عن محمد بن سنان قريبا منه ، وفيه : كتاب مدرج ، نقله في البحار (26 / 54) وانظر الكافي (1 / 304 ح 2) ، وفيه (ص 163) عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن منصور ، عن أبي الجارود مثله ، وفيه (ص 164) عن محمد بن خالد الطيالسي عن سيف، عن منصور ـ أو ـ عن يونس (كذا) قال حدثني أبو الجارود نحوه مختصرا ، ونقله عنه في البحار (26 / 50) .
ورواه في الكافي (1 / 303) عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين، وأحمد بن عن محمد بن إسماعيل ، عن منصور بن يونس ، عن (أبي الجارود ) مثله ، وأضاف في آخره : ـ والله ـ إن فيه الحدود ، حتى أرش الخدش ، نقله عن الكافي في البحار (46 / 18) وإعلام الورى (257) وإثبات الهداة (5 / 213) .
(2) لم نعثر له على مصدر تخريج ، ولكن الصدوق : ابن المؤلف روى في الإكمال ص 253 ح 3 والخزاز في كفاية الأثر ص 54 ـ بإسنادهما عن جابر بن عبد الله عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ـ إلى أن ـ قال : هم خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين (من) بعدي أولهم علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم، محمد بن علي : المعروف في التوراة بالباقر و ...
ونقله في البحار ج 36 ص 249 ح 67 وأيضا في الإكمال ص 319 ـ 320 ح 2 بإسناده عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ـ إلى أن قال : ـ فمن الحجة والإمام بعدك ؟ قال : ابني محمد واسمه في التوراة : باقر ، يبقر العلم بقرا ، هو الحجة والإمام من بعدي ، نقله عنه في البحار ج 36 / 386 ح 1 .
(3) لم نعثر له على مصدر تخريج .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 65 _

(12) باب إمامة أبي عبد الله ( عليه السلام )

  54 ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن زرارة :
  عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : ما مضى أبو جعفر حتى صارت الكتب إلي (1) .
  55 ـ وعنه ، عن محمد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ، عن فضيل ، عن طاهر ، قال :
  كنت قاعدا عند أبي جعفر (2) ( عليه السلام )، فأقبل جعفر ( عليه السلام )، فقال :
  هذا خير البرية (3).

---------------------------
(1) رواه في البصائر (ص 167) عن (محمد بن الحسين) مثله ، ونقله في البحار (26 / 53) .
(2) كذا في الكافي في حديث (طاهر) بأسانيده الثلاثة ، وقد أثبته في نسخة (أ) مع الحرف (ظ)، وكان في النسختين هكذا : عند أبي عبد الله.
(3) رواه المسعودي في إثبات الوصية (ص 178) بقوله : روي عن فضيل بن يسار قال كنت عند أبي جعفر ( عليه السلام ) ، وروى الكليني هذا الحديث بأسانيد ثلاثة عن (طاهر) عن أبي جعفر ، هي :
1) عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن طاهر ، 2) أحمد بن محمد ، عن محمد بن خالد ، عن بعض أصحابنا ، عن يونس بن يعقوب ، عن طاهر ، 3) أحمد بن مهران ، عن محمد بن علي ، عن فضيل بن عثمان ، عن طاهر ، الكافي 1 ص 307 وفيه 306 .
وفي إرشاد المفيد (ص 305) وكشف الغمة (2 / 167) عن علي بن الحكم عن طاهر صاحب أبي جعفر ( عليه السلام ) ، ونقله عن الجمع في البحار (ج 47 ص 13) ، وانظر إثبات الهداة (ج 5 ص 324) وإعلام الورى (ص 247) .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 66 _

(13) باب إمامة موسى بن جعفر ( عليه السلام )

  56 ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن الحسن بن علي بن مهزيار ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي بن مهزيار ، عن فضالة بن أيوب، عن أبي جعفر الضرير ، عن أبيه ، قال :
  كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) وعنده إسماعيل ابنه ، فسألته عن قبالة الأرض، فأجابني فيها (1) .
  فقال له إسماعيل : يا أبة ، إنك لم تفهم ما قال لك !
  قال : فشق ذلك علي ، لأنا كنا يومئذ نأتم به بعد أبيه ، فقال : إني كثيرا ما أقول لك : ( الزمني، وخذ مني ) فلا تفعل .
  قال : فطفق إسماعيل وخرج ، ودارت بي الأرض، فقلت : إمام يقول لأبيه : ( إنك لم تفهم ) ويقول له أبوه : ( إني كثيرا ما أقول لك أن تقعد عندي ، وتأخذ مني ، فلا تفعل ! ) قال : فقلت : بأبي أنت وأمي ، وما على إسماعيل أن لا يلزمك ولا يأخذ عنك ، إذا كان ذلك وأفضت الأمور إليه ، علم منها الذي علمته من أبيك حين كنت مثله ؟!
  قال : فقال : إن إسماعيل ليس مني كأنا من أبي .
  قال : قلت : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ثم إنا لله وإنا إليه راجعون ، فمن

---------------------------
(1) ورد هذا السؤال ، والجواب عنه ، بصورة كاملة في الكافي (5 / 269) عن حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد ، عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عن أبي نجيح عن الفيض بن المختار ، ورواه في تهذيب الأحكام (7 / 199) ووسائل الشيعة (13 / 208) .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 67 _

  بعدك ؟ ـ بأبي أنت وأمي ـ فقد كانت في يدي بقية من نفسي ، وقد كبرت سني ، ودق عظمي ، وجاء أجلي، وأنا أخاف أن أبقى بعدك .
  قال : فرددت عليه هذا الكلام ثلاث مرات ، وهو ساكت لا يجيبني ، ثم نهض في الثالثة ، وقال : لا تبرح .
  فدخل بيتا كان يخلو فيه ، فصلى ركعتين ، يطيل فيهما، ودعا فأطال الدعاء.
  ثم دعاني ، فدخلت عليه ، فبينا أنا عنده ، إذ دخل عليه العبد الصالح ، وهو غلام حدث ، وبيده درة ، وهو يبتسم ضاحكا .
  فقال له أبوه : بأبي أنت وأمي ، ما هذه المخفقة التي أراها بيدك ؟
  فقال : كانت مع إسحاق يضرب بها بهيمة له ، فأخذتها منه .
  فقال : أدن مني .
  فالتزمه ، وقبله ، وأقعده إلى جانبه ، ثم قال : إني لأجد بابني هذا ما كان يعقوب يجد بيوسف .
  قال : فقلت : بأبي أنت وأمي ، زدني .
  فقال : ما نشأ فينا ـ أهل البيت ـ ناشئ مثله .
  قال : فقلت : زدني .
  قال : فقال : ترى ابني هذا ؟ إني لأجد به كما كان أبي يجد بي .
  قال : قلت : يا سيدي زدني .
  قال : إن أبي كان إذا دعا ، فأحب أن يستجاب له ، وقفني عن يمينه ، ثم دعا وأمنت ، وإني لأفعل ذلك بابني هذا ، ولقد ذكرتك أمس في الموقف فدعوت لك ـ كما كان أبي يدعو لي ـ وابني هذا يؤمن ، وإني لا أحتشم منه كما كان أبي لا يحتشم مني .
  قال : فقلت : يا سيدي زدني .
  قال : أترى ابني هذا ؟ إني لأئتمنه على ما كان أبي يأتمنني عليه .
  فقلت : يا مولاي ، زدني .
  فقال : إن أبي كان إذا خرج إلى بعض أرضه ، أخرجني معه فرآني أنعس في

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 68 _

  الطريق (1) ، أمرني فأدنيت راحلتي من راحلته ، ثم وسدني ذراعي (2) ، وناقتانا (3) مقترنان ما يفترقان ، فنكون كذلك الليلتين والثلاث ، وإن ابني يصنع هذا ، على ما ترى من حداثة سنه ، كما كنت أصنع.
  قال : قلت : يا مولاي ، زدني .
  قال : إن أبي كان يأتمنني على كتب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بخط علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وإني لأئتمن ابني هذا عليه ، فهي عنده اليوم .
  قال : قلت : يا مولاي ، زدني .
  قال : قم ، فخذ بيده فسلم عليه ، فهو مولاك وإمامك من بعدي ، لا يدعيها ـ فيما بيني وبينه ـ أحد إلا كان مفتريا .
  يا فلان ، إن أخذ الناس يمينا وشمالا ، فخذ معه ، فإنه مولاك وصاحبك ، أما إنه لم يؤذن لي في أول ما كان منك.
  قال : فقمت إليه ، فأخذت بيده ، فقبلتها وقبلت رأسه ، وسلمت عليه ، وقلت : أشهد أنك مولاي وإمامي .
  قال : فقال لي : أجل ، صدقت ، وأصبت ، وقد وفقت ، أما إنه لم يؤذن لي في أول ما كان منك .
  قال : قلت له : بأبي أنت وأمي ، أخبر بهذا ؟
  قال : نعم ، فأخبر به من تثق به ، وأخبر به فلانا وفلانا ـ رجلين من أهل الكوفة ـ وأرفق بالناس ، ولا تلقين (4) بينهم أذى.
  قال : فقمت فأتيت فلانا وفلانا ، وهما في الرحل ، فأخبرتهما الخبر .
  وأما فلان : فسلم وقال : سلمت ورضيت ، وأما فلان : فشق جيبه وقال : لا والله، لا أسمع ولا أطيع ولا أقر حتى أسمع منه .

---------------------------
(1) وفي الكشي : فنعس وهو على راحلته .
(2) كذا في النسختين ، وفي الكشي : فوسدته ذراعي .
(3) هذا هو الصحيح ، وكان في النسختين : وناقتان .
(4) هذا هو الظاهر ، وكان في النسختين : لا تلقون .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 69 _

  ثم نهض مسرعا من فوره ـ وكانت فيه أعرابية ـ وتبعته ، حتى انتهى إلى باب أبي عبد الله ( عليه السلام ) .
  قال : فاستأذنا ، فأذن لي قبله ، ثم أذن له ، فدخل .
  فقال له أبو عبد الله ( عليه السلام ) : يا فلان ( أيريد كل امرئ منكم أن يؤتى صحفا منشرة ) (1) ؟ إن الذي أتاك به فلان الحق، فخذ به .
  قال : فقلت : بأبي أنت وأمي ، أنا أحب أن أسمعه من فيك .
  فقال : ابني موسى ( عليه السلام ) إمامك ومولاك (من ـ خ) بعدي ، لا يدعيها أحد فيما بيني وبينه إلا كاذب ومفتر .
  قال : فالتفت إلي ـ وكان رجلا (2) له قبالات يتقبل بها ، وكان يحسن كلام النبطية ـ فالتفت إلي فقال : ( رزقه ) (3) .
  قال : فقال أبو عبد الله: إن ( رزقه ) بالنبطية : خذ هذا ، أجل خذها (4) .

---------------------------
(1) مقتبس من الآية (52) من سورة المدثر .
(2) في النسختين : وكان رجل .
(3) كذا في البحار ، في الموضعين ، وكانت الكلمة مهملة في نسختي كتابنا وكأنها بالفاء .
(4) روى المسعودي في إثبات الوصية (ص 187) عن (إبراهيم بن مهزيار) بسنده مثله ، وروى الصفار في البصائر (ص 336) عن محمد بن عبد الجبار ، عن اللؤلؤي ، عن أحمد بن الحسن ، عن الفيض بن المختار ، قطعة منه نحوه ، ونقله عنه في البحار (47 / 83 و 48 / 14) ، ورواه الكليني في الكافي (1 / 309) عن محمد بن يحيى و أحمد بن إدريس ، عن محمد بن عبد الجبار بسنده كما في البصائر .
وعن الكافي في إعلام الورى (297) وإثبات الهداة (5 / 470) ، وروى الكشي (ص 354 رقم 663) عن جعفر بن أحمد بن أيوب ، عن الميثمي ، عن ابن أبي نجيح ، عن الفيض بن المختار ، وعنه ، عن علي بن إسماعيل ، عن أبي نجيح عن الفيض ، مثله ، وعنه البحار (48 / 26) وروي في إرشاد المفيد (324) عن عبد الأعلى عن الفيض ، قطعة منه .
واعلم أن الكشي ذكر ( في الموضع المذكور ) أن الفيض هو أول من سمع من أبي عبد الله ( عليه السلام ) نصه على ابنه موسى بن جعفر ( عليه السلام ) ، وبما أنا لا نحتمل التعدد في رواية هذا الحديث الطويل ، فإن من المحتمل قويا أن يكون ( أبو جعفر الضرير ) هو محمد بن الفيض بن المختار ، راويا عن أبيه الفيض .
وأما ما ذكره النجاشي في ترجمة الفيض من رجاله (ص 240) من أن الفيض بن المختار له كتاب يرويه ابنه جعفر ، فنحتمل فيه التصحيف ، وأن الصحيح : ابنه (أبو) جعفر .
وذلك لأنا لم نجد للفيض ابنا يروي الحديث غير (محمد) وقد جاءت روايته في الإقبال (ص 10) في زيارة الصادق ( عليه السلام ) نقله في البحار (ج 101 / ص 98) كما إنا لا نجد لجعفر بن الفيض ذكرا في كتب الرجال ، بل المذكور ، هو محمد بن الفيض بن المختار ، كما في رجال الشيخ (ص 298 رقم 287) مضافا إلى أن المسمى بمحمد يكنى بأبي جعفر عادة .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 70 _

  57 ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن صفوان ، عن ابن مسكان ، عن سليمان بن خالد (1) ، قال :
  قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) يوما ، ونحن عنده ، لعبد الله:
  اذهب في حاجة كذا وكذا ، فقال له : وجه فلانا ، فإنه لا يمكنني ، ونحو ذلك ، قال : فرأيت الغضب في وجه أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، وهو يقول :
  اللهم العنه ، أبى الله أن لا يعبد ، وإن رغم أنفك ، يا فاجر .
  ثم دعا أبا الحسن موسى ( عليه السلام ) ، فقال لنا :
  عليكم بهذا بعدي ، فهو ـ والله ـ صاحبكم (2) .
  58 ـ وعنه ، عن محمد بن الحسين ، عن أحمد بن حمزة القمي ، عن محمد بن علي بن إبراهيم القرشي ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، قال :
  سمعت أبا الحسن موسى ( عليه السلام ) ، يقول :
  لعن الله عبد الله، فلقد كذب على أبي ( عليه السلام ) ، فادعى أمرا كان لله سخطا في السماء (3) .

---------------------------
(1) لاحظ الحديث (65) المتحد مع هذا الحديث سندا في صفوان وما بعده ، كما أن الهدف منهما واحد ، وهو تحرز الإمام ( عليه السلام ) من عبد الله، والسعي في إبعاده عن الحديث المتداول بين الإمام وأصحابه .
(2) ورواه الكليني في الكافي (1 / 310) عن أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار، عن (صفوان) بسنده ، وأورد ذيله من قوله ثم دعا ... ـ الخ ـ ونقله عنه في البحار : 48 ص 19 ح 25 .
(3) لم نعثر له على مصدر تخريج .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 71 _

(14) باب إبطال إمامة إسماعيل بن جعفر

  59 ـ أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى :
  عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن أبي نجران ، عن الحسين بن المختار ، عن الوليد بن صبيح ، قال :
  جاءني رجل فقال : تعال ، حتى أريك أين الرجل، قال : فذهبت معه .
  قال : فجاء بي (1) إلى قوم يشربون ، فيهم إسماعيل بن جعفر .
  قال : فخرجت مغموما ، فجئت إلى الحجر، فإذا إسماعيل بن جعفر متعلق بالبيت ، يبكي ، قد بل أستار الكعبة بدموعه .
  قال : فرجعت ، وأسندت (2) فإذا إسماعيل جالس مع القوم ، فرجعت ، فإذا هو آخذ بأستار الكعبة قد بلها بدموعه .
  قال : فذكرت ذلك لأبي عبد الله ( عليه السلام )، فقال :
  لقد ابتلي ابني بشيطان يتمثل في صورته (3) .

---------------------------
(1) كذا في الإكمال ، وكان في النسختين : فجاءني .
(2) كذا في النسختين ، وفي الإكمال : فخرجت أشتد .
(3) رواه في الإكمال (ج 1 ص 70) عن ابن الوليد عن سعد ، عن محمد بن عبد الجبار مثله متنا وسندا ، ونقله في البحار (47 / 247) ، وقال الصدوق في ذيل الرواية : وقد روي أن الشيطان لا يتمثل في صورة نبي ولا في صورة وصي نبي ، فكيف يجوز أن ينص عليه بالإمامة مع صحة هذا القول منه فيه .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 72 _

(15) باب إبطال إمامة عبد الله بن جعفر

  60 - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن محمد بن حمران أو غيره :
  عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) : قال : قلت له : أكان عبد الله إماما ؟
  فقال : لم يكن كذلك ، ولا أهل لذلك ، ولا موضع ذاك (1).
  61 ـ وعنه ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، قال : لما مضى أبو عبد الله ( عليه السلام ) ، ارتحلت إلى المدينة ، والناس يدخلون على عبد الله بن جعفر ، فدخلت إليه ، فقلت : أنت الإمام بعد أبيك ؟
  فقال : نعم .
  فقلت : إن الناس قد كتبوا عن أبيك أحاديث كثيرة ، ويسألونك ؟
  فقال لي : سل .
  فقلت : أخبرني كم في مائتي درهم من زكاة؟ قال : خمسة دراهم .
  فقلت : ففي مائة ؟ فقال : درهمين (2) ونصف .
  فخرجت من عنده، ودخلت مسجد الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم )، وأبو الحسن موسى ( عليه السلام ) جالس ، فجلست مقابله ، وأنا أقول في نفسي : إلى أين ؟ إلى أين ؟
  إلى المرجئة ؟ إلى القدرية ؟ إلى الحرورية ؟

---------------------------
(1) لم نعثر له على مصدر تخريج .
(2) كذا في النسختين وفيما نقله المسعودي : درهمان ، ومقتضى موضع الكلمة من الإعراب هو (درهمان) بالرفع ، فلعل ذلك من غلط عبد الله في اللفظ كما غلط الحكم والمعني ! .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 73 _

  فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : إلي لا إلى المرجئة ، ولا إلى القدرية ، ولا إلى الحرورية .
  فقمت ، وقبلت رأسه (1).
  62 ـ وعنه ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن بعض أصحابنا ، قال :
  قلت لعبد الله بن جعفر : أنت إمام ؟
  فقال : نعم .
  فقلت : إن الشيعة تروي : أن صاحب هذا الأمر يكون عنده سلاح رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فما عندك منه ؟
  فقال : عندي رمحه .
  ولم يعرف لرسول الله رمح (2).
  63 ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ، عن فضيل ، عن طاهر :
  عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال :
  كان يلوم عبد الله، ويعاتبه ، ويعظه (3) ويقول :
  ما يمنعك أن تكون مثل أخيك ؟ فوالله ، إني لأعرف النور في وجهه .
  فقال عبد الله: أليس أبي وأبوه واحدا ، وأمي وأمه واحدة ؟ (4) فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : إنه (5) من نفسي ، وأنت ابني (6) .

---------------------------
(1) روى صدره المسعودي في إثبات الوصية ص 188 بعنوان : روي أن عبد الله الأفطح لما ادعى الإمامة دخل إليه جماعة من الشيعة ليسألوه ... ، وروى ذيله في ص 191 بقوله : روي عن هشام بن سالم .
(2) لم نعثر له على مصدر تخريج .
(3) كذا في (ب) ، لكن في (أ): ويعاطبه ويعطبه ، بدل الكلمتين الأخيرتين .
(4) في إرشاد المفيد وإعلام الورى والبحار : أصلي وأصله واحد .
(5) هكذا في المصادر والجوامع ، وفي الأصل : إن إسماعيل .
(6) أورده الكليني في الكافي (1 / 310) عن ( محمد بن يحيى ) بسنده مثله ورواه المفيد في الإرشاد (ص 325) عن الفضيل ، عن طاهر بن محمد ، مثله ونقله عنهما في البحار (48 / 18 و 19)، وانظر إثبات الهداة (5 / 471) وإعلام الورى (298) .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 74 _

  64 ـ وعنه ، عن محمد بن الحسين ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، قال : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، جالسا بمنى ، فسألته عن مسألة ، وعبد الله جالس عنده ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) :
  يا أبا بصير ، هيه الآن.
  فلما قام عبد الله، قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : تسألني ، وعبد الله جالس ؟!
  فقال أبو بصير : وما لعبد الله ؟
  قال : مرجئ صغير (1) .
  65 ـ وعنه ، عن محمد بن أحمد ، عن علي بن إسماعيل ، عن صفوان ، عن عبد الله بن مسكان ، عن سليمان بن خالد (2)، قال :
  كنا عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، فقال : كفوا عما تسألون (3).
  فأمرنا بالسكوت ، حتى قام عبد الله وخرج من عنده، فقال لنا أبو عبد الله ( عليه السلام ) :
  إنه ليس على شئ مما أنتم عليه ، وإني لبرئ منه ، برأ الله منه (4)!

---------------------------
(1) لم نعثر له على مصدر تخريج .
(2) راجع الحديث (57) وما أشرنا إليه في هامشه هناك .
(3) وكان في النسختين : تسألوا .
(4) لم نعثر له على مصدر تخريج .

الامامة والتبصرة من الحيرة _ 75 _

(16) باب السبب الذي من أجله قيل بالوقف

  66 ـ أحمد بن إدريس ، عن عبد الله بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن إبراهيم ، عن أحمد بن الفضل ، عن يونس بن عبد الرحمان ، قال :
  مات أبو الحسن ( عليه السلام ) ، وليس من قوامه أحد إلا وعنده المال الكثير ، فكان ذلك سبب وقوفهم وجحودهم موته ، وكان عند زياد القندي سبعون ألف دينار ، وعند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار ، وكان أحد القوام عثمان بن عيسى وكان يكون بمصر ، وكان عنده مال كثير ، وست من الجواري.
  قال : فبعث إليه أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) فيهن وفي المال.
  فكتب إليه : إن أباك لم يمت .
  فكتب إليه : ( إن أبي قد مات ، وقد اقتسمنا ميراثه ، وقد صحت الأخبار بموته ) واحتج عليه .
  فكتب إليه : إن لم يكن أبوك مات فليس لك من ذلك شئ ، وإن كان مات فلم يأمرني بدفع شئ إليك ، وقد أعتقت الجواري وتزوجتهن (1) .

---------------------------
(1) روى الصدوق في العلل (1 / 235) صدر هذا الحديث من أوله إلى قوله : ثلاثون ألف دينار ، بروايته عن ابن الوليد ، عن العطار ، عن أحمد بن الحسين بن سعيد ، عن محمد بن جمهور عن أحمد بن الفضل مثله ، وروى ذيله في (ص 236) بقوله : وبهذا الإسناد عن محمد بن جمهور عن أحمد بن حماد قال : أحد القوام عثمان بن عيسى الرواسي ... لكن أضاف في أول سند الذيل ، روايته له عن ( أبيه ) وهو مؤلف كتابنا ، وكذلك عمل الصدوق في العيون، فأورد الصدر في (ج 1 ص 91) والذيل في (ص 92) ورواه الكشي في رجاله (ص 493 برقم 946) صدرا ، و (ص 598 رقم 1120) ذيلا وأول سنده : علي بن محمد ، ومحمد بن أحمد ( بن يحيى العطار ) إلى آخر ما أورده الصدوق ، ورواه في البحار: 48 / 253 عن الكتب المذكورة .
ورواه الطوسي في الغنية (ص 42) صدرا فقط ، عن الكليني عن العطار بسنده ، وذكر الشيخ الطوسي في الغيبة (ص 43) ما يلي : روى محمد بن الحسن بن الوليد ، عن الصفار وسعد بن عبد الله الأشعري ، جميعا عن يعقوب بن يزيد الأنباري ، عن بعض أصحابه ، قال : مضى أبو إبراهيم ( عليه السلام ) وعند زياد القندي سبعون ألف دينار ، وعند عثمان بن عيسى الرواسي ثلاثون ألف دينار وخمس جوار ، ومسكنه بمصر ، فبعث إليهم أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) أن : احملوا ما قبلكم من المال ، وما كان اجتمع لأبي عندكم من أثاث وجوار ، فإني وارثه ، وقائم مقامه، وقد اقتسمنا ميراثه ، ولا عذر لكم في حبس ما قد اجتمع لي ولوارثه قبلكم، وكلام يشبه هذا .
فأما ابن أبي حمزة ، فإنه أنكره ، ولم يعترف بما عنده ، وكذلك زياد القندي ، وأما عثمان بن عيسى ، فإنه كتب إليه : إن أباك صلوات الله عليه لم يمت ، وهو حي قائم ، ومن ذكر أنه مات فهو مبطل .
واعمل على أنه قد مضى ، كما تقول ، فلم يأمرني بدفع شئ إليك ، وأما الجواري ، فقد أعتقتهن ، وتزوجت بهن .