دعاه الى حق ولا باطل إلا أجابه اليه.
فأنزل اللّه تبارك وتعالى :
(فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ) الى آخر الآية )
(1).
176 ـ عن جابر بن أرقم، عن أخيه زيد بن أرقم ، قال : إن جبرئيل الروح الامين نزل على رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) بولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) عَشية عرفة ، فضاق بذلك صدر رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) مخافة تكذيب أهل الإفك والنفاق، فدعا قوماً أنا فيهم فاستشارهم في ذلك ليقومَ به في الموسم ، فلم ندرِ ما نقول له وبكى (صلى الله عليه وآله)، فقال له جبرئيل يا محمد ، أجزِعتَ من أمر اللّه ؟
فقال : ( كلا ـ يا جبرئيل ـ ولكن قد عَلِم ربي ما لقيتُ من قريش ، إذ لم يُقِروا لي بالرسالة حتى أمرني بجهادهم ، وأهبطَ إليّ جُنوداً من السماء فنصروني، فكيف يقرون لعلي من بعدي ؟! ) فانصرف عنه جبرئيل فنزل :
(فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ) )
(2).
(157) ـ قوله تعالى :
{أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ } (3).
177 ـ قال عُبّاد بن عبداللّه الأسدي : سمعت علياً يقول وهو على المنبر: ( ما من رجل من قريش إلا وقد نزلت فيه آية أو آيتان ).
فقال رجل ممن تحته : فما نزل فيك أنت ؟
فغضب ثم قال : ( أما إنك لو لم تسألني على رؤوس الأشهاد ما حدثتك .
ويحك، هل تقرأ سورة هود.
ـ ثم قرأ علي (عليه السلام)
{أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ } رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) على
---------------------------
(1) الكافي، الكليني، ج 8، ص 378، ح 572.
(2) تفسير العياشي، ج 2، ص 141.
(3) هود، الآية: 17.
أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام)
_ 102 _
بيّنة ، وأنا الشاهد منه )
(1).
(158) ـ قوله تعالى:
{وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ }(2).
178 ـ عن أبي الطفيل، عن أبي جعفر ، عن أبيه (عليهما السلام) في قوله :
(وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ)
قال : ( نزلت في العباس )
(3).
(159) ـ قوله تعالى :
{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } (4).
179 ـ عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن القاسم بن بُريد، عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبداللّه (عليه السلام)، في قوله تبارك وتعالى :
(قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي).
قال : ( يعني علياً (عليه السلام) أول من اتّبعه على الايمان به والتصديق له بما جاء به من عند اللّه عزّوجل، من الأمة التي بُعث فيها ومنها واليها قبل الخَلق، ممن لم يُشرك باللّه قط ، ولم يلبس إيمانه بظلم وهو الشرك )
(5).
---------------------------
(1) كشف الغمة، الاربلي، ج 1، ص 315.
(2) هود، الآية: 34.
(3) تفسير العياشي، ج 2، ص 144، ح 17.
(4) يوسف، الآية: 108.
(5) الكافي، الكليني، ج 5، ص 14، ح 1.
أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام)
_ 103 _
(160) ـ قوله تعالى :
{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلآ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} (1).
180 ـ حدّثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق (رحمه الله)، قال : حدثنا أبو أحمد عبدالعزيز بن يحيى البصري، قال : حدثنا المغيرة بن محمد ، قال : حدثني ابراهيم بن محمد بن عبدالرحمن الأزدي سنة ست عشرة ومائة، قال : حدثنا قيس بن ربيع ومنصور بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو ، عن عبّاد ابن عبداللّه ، قال : قال علي (عليه السلام) : ( ما نزلت من القرآن آية إلا وقد علمتُ أين نزلت ، وفيمن نزلت ، وفي أي شيء نزلت ، وفي سهل نزلت أو في جبل ).
قيل : فما نزل فيك ؟
فقال : ( لولا أنكم سألتموني ما أخبرتكم، نزلت فيّ هذه الآية:
(إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) فرسول اللّه (صلى الله عليه وآله) المنذر، وأنا الهادي الى ما جاء به )
(2).
181 ـ قال ابن شهر آشوب: صنّف أحمد بن محمد بن سعيد كتاباً في قوله تعالى :
(إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) أنها نزلت في أمير المؤمنين (عليه السلام)
(3).
(161) ـ قوله تعالى :
{كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِيَ
---------------------------
(1) الرعد، الآية: 7.
(2) الامالي، الصدوق، ص 227، ح 13.
(3) المناقب، ج 3، ص 83.
أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام)
_ 104 _
أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ } (1).
182 ـ عن قتادة ومقاتل وابن جُريح ، في قوله تعالى :
(كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ ...) نزلت في صلح الحديبية حين أرادوا كتابَ الصلح فقال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): ( اكتب: بسم اللّه الرحمن الرحيم ).
فقال : سُهيل بن عمرو والمشركون : ما نعرف الرحمن إلا صاحب اليَمامة ـ يعنون مُسيلمة الكذاب ـ اكتب: باسمك اللّهم، وهكذا كان أهل الجاهلية يكتبون ، ثم قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) : ( اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول اللّه ) ، فقال مشركوا قريش : لئن كنت رسول اللّه ثم قاتلناك وصددناك لقد ظلمناك، ولكن اكتب : هذا ما صالح محمد بن عبداللّه ، فقال أصحاب رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) : دعنا نقاتلهم.
قال : ( لا ، ولكن اكتبوا كما يريدون ) ، فأنزل اللّه عزّوجل
(كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ ) الآية.
وعن ابن عباس : أنها نزلت في كفار قريش حين قال لهم النبي (صلى الله عليه وآله) : اسجدوا للرحمن قالوا : وما الرحمن!
(2).
(162) ـ قوله تعالى:
{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ } (3).
183 ـ عن أحمد بن محمد ، عن البرقي، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن بعض أصحابنا، قال : كنت مع أبي جعفر (عليه السلام) في المسجد أحدثه، إذ مرّ بعض وُلْدِ عبداللّه بن سلاّم ، فقلت : جُعلت فداك ، هذا ابن الذي يقول الناس : عنده علم الكتاب .
---------------------------
(1) الرعد، الآية: 30.
(2) مجمع البيان، الطبرسي، ج 6، ص 450.
(3) الرعد، الآية: 43.
أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام)
_ 105 _
فقال : ( لا ، إنما ذاك علي بن أبي طالب (عليه السلام) نزلت فيه خمس آيات ، إحداها:
( قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) )
(1).
184 ـ عن عبداللّه بن محمد ، عمن رواه ، عن الحسن بن علي بن النعمان، عن محمد بن مروان ، عن الفضيل بن يَسار ، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول اللّه عزّوجل :
( قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ).
قال : ( نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، إنه عالِم هذه الأمة بعد النبي (صلى الله عليه وآله) )
(2).
185 ـ عن علي بن عابس، قال : دخلت أنا وأبو مريم على عبداللّه بن عطاء ، قال أبو مريم : حدِّث علياًبالحديث الذي حدثتني عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : كنت عند أبي جعفر (عليه السلام) جالساً إذ مرّ عليه ابن عبداللّه بن سلام ، قلت : جعلني اللّه فداك ، هذا ابن الذي عنده علم الكتاب ؟
قال : ( لا ، ولكنه صاحبكم علي بن أبي طالب (عليه السلام) الذي نزلت فيه آيات من كتاب اللّه عزّوجل
(وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ) ،
(أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ) (3)،
(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ) (4) الآية
(5).
(163) ـ قوله تعالى:
{لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ
---------------------------
(1) بصائر الدرجات، الصفّار، ص 234، ح 11.
(2) بصائر الدرجات، الصفّار، ص 236، ح 18.
(3) هود، الآية: 17.
(4) المائدة، الآية: 55.
(5) المناقب، ابن شهر آشوب، ص 314.
أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام)
_ 106 _
وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} (1).
186 ـ عن حماد ، عن بعض أصحابه، عن أحدهما (عليهما السلام)، في قول اللّه
(لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ)
قال : ( ان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) نزل به ضَيقة ، ( فاستسلف من يهودي ) فقال اليهودي: واللّه مالمحمد ثاغية ولا راغية
(2)، فعلام أسلفه ؟
فقال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) : إني لأمين اللّه في سمائه وأرضه، ولو ائتمنني على شيء لأدّيته اليه ـ قال ـ فبعث بدرقة
(3) له، فرهنها عنده، فنزلت عليه
(وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ ) (4) (5).
(164) ـ قوله تعالى :
{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ} (6).
187 ـ عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد القاساني جميعاً ، عن القاسم بن محمد الأصفهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غِياث ، قال : قال أبو عبداللّه (عليه السلام) : ( يا حَفص إن من صبر صبرَ قليلاً ، ومن جزع جَزَع قليلاً ، ثم قال : عليك بالصبر في جميع أمورك، فإن اللّه عزّوجل بعث محمداً (صلى الله عليه وآله)، فأمره بالصبر والرفق ، فقال:
(وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا * وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ) (7)، وقال تبارك وتعالى :
(ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) (8) فصبر رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) حتى نالوه بالعظائم ورَموه بها ، فضاق صدره ، فأنزل اللّه عزّوجل عليه :
(وَلَقَدْ نَعْلَمُ
---------------------------
(1) الحجر، الآية: 88.
(2) الثاغية: الشاة، والراغية: الناقة.
(3) الدَرَقة: تُرس من الجلد.
(4) طه، الآية: 131.
(5) تفسير العياشي، ج 2، ص 251، ح 42.
(6) الحجر، الآية: 97 ـ 98.
(7) المزمل، الآية: 10 ـ 11.
(8) فصلت، الآية: 34 ـ 35.
أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام)
_ 107 _
أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ)(1).
(165) ـ قوله تعالى :
{أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ * يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ} (2).
188 ـ نزلت لما سألت قريش رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أن ينزِّل عليهم العذاب، فأنزل اللّه تبارك وتعالى :
(أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ ) وقوله :
(يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ) يعني بالقوة التي جعلها اللّه فيهم
(3).
(166) ـ قوله تعالى :
{وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللّهُ مَن يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ـ الى قوله تعالى ـ
وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَاذِبِينَ} (4).
189 ـ في قوله تعالى:
(وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللّهُ مَن يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) قال : حدثني أبي، عن بعض رجاله ، رفعه الى أبي عبداللّه (عليه السلام) قال : ( ما تقول الناس فيها ؟ ).
قال : يقولون : نزلت في الكفار.
---------------------------
(1) الكافي، الكليني، ج 2، ص 71 ، ح 3.
(2) النحل، الآية: 1 ـ 2.
(3) تفسير القمي، ج 1، ص 382.
(4) النحل، الآية: 38 ـ 39.
أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام)
_ 108 _
فقال : ( إن الكفار كانوا لا يحلفون باللّه ، وإنما نزلت في قوم من أمة محمد (صلى الله عليه وآله)، قيل لهم : ترجعون بعد الموت قبل القيامة، فحلفوا أنهم لا يرجعون ، فردّ اللّه عليهم فقال :
(لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَاذِبِينَ) يعني في الرجعة، يردّهم فيقتلهم ويشفي صدور المؤمنين منهم )
(1).
(167) ـ قوله تعالى :
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } (2).
190 ـ ذكر في (تفسير يوسف القطان)، عن وكيع ، عن الثوري، عن السُدي، قال : كنت عند عمر بن الخطاب إذ أقبل عليه كعب بن الأشرف ومالك بن الصيف وحُييّ بن أخطب، فقالوا : إن في كتابكم :
(وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ )(3) اذا كان سعةُ جنة واحدة كسبع سماوات وسبع أرضين، فالجِنان كلها يوم القيامة أين تكون ؟
فقال عمر : لا أعلم.
فبينا هم في ذلك إذ دخل علي (عليه السلام) ، فقال : ( في أيّ شيء أنتم ؟ ) فألقى اليهود المسألة عليه ، فقال (عليه السلام) لهم : ( خبّروني أن النهار إذا أقبل الليل أين يكون ( والليل اذا أقبل أين يكون ) ؟ ).
قالوا له : في علم اللّه تعالى يكون.
فقال علي (عليه السلام): ( كذلك الجنان تكون في علم اللّه ).
فجاء علي (عليه السلام) الى النبي (صلى الله عليه وآله) وأخبره بذلك ، فنزل
(فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) )
(4).
(168) ـ قوله تعالى :
{يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ} (5).
---------------------------
(1) تفسير القمي، ج 1، ص 385.
(2) النحل، الآية: 43.
(3) التوبة، الآية: 122.
(4) المناقب، ابن شهر آشوب، ج 2، ص 352.
(5) النحل، الآية: 83.
أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام)
_ 109 _
191 ـ عن الحسين بن محمد ، عن معلّى بن محمد ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محمد الهاشمي، قال : حدثني أبي ، عن أحمد بن عيسى ، قال : حدثني جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده (عليهم السلام) في قوله عزّوجل :
(يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا).
قال : ( لما نزلت:
(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (1) اجتمع نفرٌ من أصحاب رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) في مسجد المدينة، فقال بعضهم لبعض : ما تقولون في هذه الآية ؟
فقال بعضهم : إن كَفرنا بهذه الآية نكفر بسائرها ، وإن آمنّا فهذا ذُلّ حين يتسلّط علينا ابن أبي طالب فقالوا : قد عَلمنا أن محمداً (صلى الله عليه وآله) صادق فيما يقول ، ولكن نتولاّه ولا نطيع علياً فيما أمرنا، فنزلت هذه الآية:
(يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا) يعني ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام)
(وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ ) بالولاية )
(2).
(169) ـ قوله تعالى :
{وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ * وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ} (3).
192 ـ قال أبو عبداللّه (عليه السلام) : ( لما نزلت الولاية، وكان من قول رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) بغدير خُمّ : سلِّموا على علي بإمرة المؤمنين.
فقالوا : أمِنَ اللّه أو من رسوله ؟
فقال : اللّهم نعم ، حقاً من اللّه ومن رسوله.
فقال : إنه أمير المؤمنين وإمام المتقين، وقائد الغرّ المحجلين، يقعده اللّه يوم القيامة على الصراط ، فيدخل أولياءه الجنة ، ويُدخل أعداءه النار، وأنزل اللّه عزوجل
---------------------------
(1) المائدة، الآية: 55.
(2) الكافي، الكليني، ج 1، ص 354، ح 77.
(3) النحل، الآية: 91 ـ 92.
أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام)
_ 110 _
(وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) يعني : قولَ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) : من اللّه ورسوله ، ثم ضرب لهم مثلاً ، فقال :
(وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ) )
(1).
(170) ـ قوله تعالى :
{مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (2).
193 ـ عن علي بن ابراهيم، عن هارون بن مسلم ، عن مَسعدة بن صدقة ، قال : قيل لأبي عبداللّه (عليه السلام) : إن الناس يروون : أن علياً (عليه السلام) قال على منبر الكوفة : أيها الناس ، إنكم ستدعون الى سبِّي ، فسبُوني ، ثم تُدعون الى البراءة مني فلا تبرءوا مني.
قال : ( ما أكثر ما يكذب الناس على علي (عليه السلام) !! ) ثم قال : ( إنما قال : إنكم ستدعون الى سبّي فسبّوني ، ثم تدعون الى البراءة منّي وإني لعلى دين محمد (صلى الله عليه وآله) ، ولم يقل : ولا تبرءوا منّي ).
فقال له السائل: أرأيت إن اختار القَتْل دون البراءة.
فقال : ( واللّه ، ماذاك عليه ، وماله إلا ما مضى عليه عمّار بن ياسر حيث أكرهَهُ أهل مكة وقلبه مطمئن بالايمان ، فأنزل اللّه عزّوجل (فيه ) :
( إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ)، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله) عندها : يا عمّار ، إن عادوا فعُد ، فقد أنزل اللّه عزوجل عُذرك ، وأمرك أن تعودَ إن عادوا )
(3).
(171) ـ قوله تعالى :
{وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ} (4).
194 ـ نزلت في قوم كان لهم نهر يقال له (الثرثار) وكانت بلادهم خصبة كثيرة الخير، وكانوا يستنجون بالعجين ، ويقولون : هو ألين لنا ، فكفروا بأنعم اللّه واستخفوا ، فحبس
---------------------------
(1) تفسير القمي، ج 1، ص 389.
(2) النحل، الآية: 106.
(3) الكافي، الكليني، ج 2، ص 173، ح 10.
(4) النحل، الآية: 112.
أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام)
_ 111 _
اللّه عنهم الثرثار، فجدِبوا حتى أحوجهم اللّه الى أكل ما كانوا يستنجون به، حتى كانوا يتقاسَمُون عليه
(1).
(172) ـ قوله تعالى:
{وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ }(2).
195 ـ عن الحسين بن حمزة ، قال : سمعت أبا عبداللّه (عليه السلام) يقول : ( لما رأى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) ما صُنع بحمزة بن عبدالمطلب ، قال : اللّهم لك الحمد، واليك المشتكى، وأنت المستعان على ما أرى، ثم قال : لئن ظفرتُ لأمثلنّ ولأمثلن.
قال : فأنزل اللّه:
(وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ)
فقال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) : ( أصبِرُ، أصبر )
(3).
(173) ـ قوله تعالى :
{ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا} (4).
196 ـ عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شِمْر ، عن جابر ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : ( كان نوح (عليه السلام) اذا أصبح وأمسى يقول : أشهد أنه ما أمسى بي من نعمة في دين أو دنيا فإنها من اللّه، وحده لا شريك له ، له الحمد عليّ بها والشكر كثيراً ، فأنزل اللّه :
(إِنَّهُ
---------------------------
(1) تفسير القمي، ج 1، ص 391.
(2) النحل، الآية: 126.
(3) تفسير العياشي، ج 2، ص 274، ح 85.
(4) الاسراء، الآية: 3.
أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام)
_ 112 _
كَانَ عَبْدًا شَكُورًا) فهذا كان شُكره "
(1).
(174) ـ قوله تعالى :
{وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا }(2).
197 ـ عن أبان بن تغلب ، قال : قلت لأبي عبداللّه (عليه السلام): كان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أعطى فاطمة فَدَك ؟
قال : ( كان وقَفَها ، فأنزل اللّه
(وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ ) فأعطاها رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) حقها ) .
قلت : رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أعطاها ؟
قال : ( بل اللّه أعطاها )
(3).
(175) ـ قوله تعالى:
{وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاء رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُورًا } (4).
198 ـ نقلاً عن كتاب الشيرازي : أن فاطمة (عليها السلام) لما ذكرت حالها وسألت جارية ، بكى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) فقال : ( يا فاطمة ، والذي بعثني بالحق ، إن في المسجد أربعمائة رجل مالهم طعام ولا ثياب ، ولولا خشيتي خصلة لأعطيتك ما سألت : يا فاطمة، إني لا أريد أن ينفكَّ عنك أجركِ الى الجارية، وإني أخاف أن يخصمك علي بن أبي طالب يوم القيامة بين يدي اللّه عزوجل اذا طلب حقّه منك ).
ثم علمها صلاة التسبيح، فقال أمير المؤمنين: ( مَضيتِ تُريدين من رسول اللّه الدنيا فأعطانا اللّه ثوابَ الآخرة ).
قال ابو هريرة : فلما خرج رسول اللّه من عند فاطمة أنزل اللّه على رسوله :
(وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاء رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا ) يعني عن قرابتك وابنتك فاطمة (ابتغاء)
---------------------------
(1) تفسير القمي، ج 2، ص 14.
(2) الاسراء، الآية: 26.
(3) تفسير العياشي، ج 2، ص 287، ح 47.
(4) الاسراء، الآية: 28.
أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام)
_ 113 _
يعني طلب
(رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ) يعني رزقا من ربك
(تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُورًا) يعني قولاً حسناً .
فلما نزلت هذه الآية أنفذ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) جارية اليها للخدمة وسمّاها فِضّة
(1).
(176) ـ قوله تعالى:
{وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا} (2).
199 ـ كان سبب نزولها أن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) كان لا يردّ أحداً يسأله شيئاً عنده، فجاءه رجل فسأله فلم يحضره شيء ، فقال : ( يكون إن شاء اللّه ).
فقال : يا رسول اللّه، اعطني قميصك ، وكان (عليه السلام) لا يردّ أحداً عما عنده، فأعطاه قميصه ، فأنزل اللّه
(وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ) الآية، فنهاه أن يَبْخَل أو يُسرِف ويقعد محسوراً من الثياب.
قال : فقال الصادق (عليه السلام) : ( المَحسور : العُريان )
(3).
200 ـ روي أنه (عليه السلام) بذل جميع ماله حتى قميصه ، وبقي في داره عريانا على حصيره ، إذ أتاه بلال وقال : يا رسول اللّه، الصلاة ، فنزل :
(وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا) وأتاه بحُلّة فِردوسية
(4).
(177) ـ قوله تعالى :
{وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَانًا كَبِيرًا} (5).
201 ـ [قال] سهل بن سعد ، قال : رأى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) بني أمية ينزون على منبره نزو القردة ، فساءه ذلك ، فما استجمع ضاحكاً حتى مات ، فنزلت هذه الآية
(6).
---------------------------
(1) المناقب، ابن شهر آشوب، ج 3، ص 341.
(2) الاسراء، الآية: 29.
(3) تفسير القمي، ج 2، ص 18.
(4) حلية الابرار، ابن شهر آشوب، ج 1، ص 156.
(5) الاسراء، الآية: 60.
(6) العمدة، ابن البطريق، ص 453، ح 943، وتحفة الابرار، ص 188.
أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام)
_ 114 _
(178) ـ قوله تعالى :
{إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً} (1).
202 ـ عن عبدالرحمن بن سالم ، في قول اللّه:
(إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً)، قال : نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ونحن نرجو أن تجري لمن أحبّ اللّه من عباده المسلمين
(2).
(179) ـ قوله تعالى:
{وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} (3).
203 ـ قال ابو عبداللّه (عليه السلام) : (
(وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً)، قال : نزلت فيمن يُسوّف الحج حتى مات ولم يحج ، فعُمي عن فريضة من فرائض اللّه )
(4).
(180) ـ قوله تعالى :
{وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً } (5).
204 ـ عن أبي يعقوب ، عن أبي عبداللّه (عليه السلام) قال : سألته عن قول اللّه:
(وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً ).
قال : ( لما كان يوم الفتح أخرج رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أصناماً من المسجد، وكان منها صنم على المروة، فطلبت اليه قريش أن يتركه ، وكان مُستحياً فهمّ بتركه ثم أمر بكسره ، فنزلت هذه الآية )
(6).
(181) ـ قوله تعالى :
{وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا }(7).
205 ـ عن قتادة ، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة ، قال : قال لي جابر بن عبداللّه : دخلنا مع النبي (صلى الله عليه وآله) مكة ، وفي البيت وحوله ثلاثمائة وستون صَنماً ، فأمر بها رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) ، فألقيت كلها على وجوهها ، وكان على البيت صنم طويل يقال له هُبَل فنظر النبي (صلى الله عليه وآله) الى علي (عليه السلام)، وقال له : ( يا علي ، تركب عليّ أو أركب عليك لألقي هُبل عن
---------------------------
(1) الاسراء، الآية: 65.
(2) تفسير العياشي، ج 2، ص 301، ح 112.
(3) الاسراء، الآية: 72.
(4) تفسير القمي، ج 2، ص 24.
(5) الاسراء، الآية: 74.
(6) تفسير العياشي، ج 2، ص 306، ح 132.
(7) الاسراء، الآية: 81.
أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام)
_ 115 _
ظهر الكعبة ؟
قال (عليه السلام) : ( يا رسول اللّه، بل تركبني ).
قال (عليه السلام) : ( فلما جلس على ظهري لم أستطع حمله لثقل الرسالة، فقلت : يا رسول اللّه بل أركبك ، فضحك ونزل وطأطأ ظهره واستويت عليه ، فوالذي فلقَ الحبّ وبرأ النسمة لو أردت أن أمسِك السماء لمسكتها بيدي ، فألقيت هُبَل عن ظهر الكعبة ، فأنزل اللّه :
(وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) الآية )
(1).
(182) ـ قوله تعالى :
{وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا* أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً * أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً * وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَرًا رَّسُولاً * قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاء مَلَكًا رَّسُولاً } (2).
206 ـ إنها نزلت في عبداللّه بن أبي أمية أخي أم سلمة (رحمة اللّه عليها)، وذلك أنه قال هذا لرسول اللّه (صلى الله عليه وآله) بمكة قبل الهجرة، فلما خرج رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) الى فتح مكة استقبله عبداللّه بن أبي أمية فسلّم على رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) فلم يردّ (عليه السلام)، فأعرض عنه فلم يُجبه بشيء ، وكانت أخته أم سلمة مع رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) فدخل عليها فقال : يا أختي، إن رسول اللّه قد قبل اسلام الناس كلّهم، وردّ عليّ إسلامي فليس يقبلني كما قبل غيري.
فلما دخل رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) الى أم سلمة قالت : بأبي أنت وأمّي يا رسول اللّه سَعِد بك جميع الناس إلا أخي مِن بين قُريش والعرب رَددتَ إسلامه، وقبِلت إسلام الناس كلّهم ؟
---------------------------
(1) المناقب، ابن شهر آشوب، ج 2، ص 135.
(2) الاسراء، الآية: 90 ـ 95.
أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام)
_ 116 _
فقال : ( يا أمّ سلمة ، إن أخاكِ كذّبني تكذيباً لم يُكذّبني أحدٌ من الناس ، هو الذي قال لي : لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً أو تكون لك جنة من نخيل وعنب ، فتفجر الأنهار خلالها تفجيراً ، أو تُسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً ، أو تأتي باللّه والملائكة قبيلاً ، أو يكون لك بيت من زُخرف ، أو ترقى في السماء ، ولن نؤمن لرقيّك حتى تُنزل علينا كتاباً نقرؤه ).
قالت أم سلمة : بأبي أنت وأمي ـ يا رسول اللّه ـ ألم تَقُل أن الاسلام يجُبُّ ما كان قبله ؟
قال : ( نعم ) ، فقبل رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) إسلامه
(1).
(183) ـ قوله تعالى :
{وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً} (2).
207 ـ عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم ، عن أبي جعفر وأبي عبداللّه (عليهما السلام) : في قوله تعالى :
(وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً)، قال : ( كان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) إذا كان بمكة جَهر بصوته ، فيعلم بمكانه المشركون، فكانوا يؤذونه ، فأنزلت هذه الآية عند ذلك )
(3).
(184) ـ قوله تعالى :
{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ
---------------------------
(1) تفسير القمي، ج 2، ص 26.
(2) الاسراء، الآية: 110.
(3) تفسير العياشي، ج 2، ص 318، ح 175.
أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام)
_ 117 _
وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ـ الى قوله تعالى ـ
عَن ذِكْرِنَا}(1).
208 ـ نزلت في سلمان الفارسي ، كان عليه كِساء فيه يكون طعامه وهو دِثاره ورداؤه ، وكان كساءً من صوف ، فدخل عُيينة بن حِصن على النبي (صلى الله عليه وآله) وسلمان عنده ، فتأذّى عُيينة بريح كِساء سلمان ، وقد كان عَرِق فيه وكان يومئذ شديد الحر ، فعرق في الكساء، فقال : يا رسول اللّه ، اذا نحن دخلنا عليك فأخرج هذا وحِزبَه من عندك ، فإذا نحن خرجنا فأدخل من شئت ، فأنزل اللّه :
(وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا) وهو عيينة بن حصن بن خذيفة بن بَدر الفَزاري
(2).
(185) ـ قوله تعالى :
{وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا ـ الى قوله تعالى ـ
وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا } (3).
209 ـ قوله :
(وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا) قال : نزلت في رجل كان له بستانان كبيران عظيمان كثيرا الثمار، كما حكى اللّه عزوجل ، وفيهما نخل وزرع وماء ، وكان له جار فقير ، فافتخر الغني على ذلك الفقير ، وقال له :
(أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا) ثم دخل بستانه وقال :
(مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا ).
فقال له الفقير:
(أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا * لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا) ثم قال الفقير للغني:
(وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِن تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا).
ثم قال الفقير:
(فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاء فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا) أي محترقا
(أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا ).
فوقع فيها ما قال الفقير في تلك الليلة
(فأصبح) الغني، يُقلب كفّيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول : يا ليتني لم أشرك بربي أحداً
(وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ
---------------------------
(1) الكهف، الآية: 28.
(2) تفسير القمي، ج 2، ص 34.
(3) الكهف، الآية: 32 ـ 43.
أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام)
_ 118 _
يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا) فهذه عقوبة البغي
(1).
(186) ـ قوله تعالى :
{وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء ـ الى قوله تعالى ـ
وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا } (2).
210 ـ عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن ضُريس الكُناسي ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : ( مرّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) برجل يَغرس غرساً في حائط له فوقف عليه، وقال : ألا أدلّك على غرس أثبت أصلاً وأسرع إيناعاً وأطيب ثمراً وأبقى ؟
قال : بلى ، فدُلني يا رسول اللّه.
قال : إذا أصبحت وأمسيت فقل : سبحان اللّه، والحمد للّه ، ولا إله إلا اللّه، واللّه أكبر، فإن لك ـ إن قلته ـ بكل تسبيحة عشر شجرات في الجنة من أنواع الفاكهة، وهن من الباقيات الصالحات ).
قال : ( فقال الرجل : إني أشهدك ـ يا رسول اللّه ـ أن حائطي هذا صدقة مقبوضة على فقراء المسلمين من أهل الصدقة، فأنزل اللّه عزوجل الآيات من القرآن:
(فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى) (3) )
(4).
(187) ـ قوله تعالى :
{مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا} (5).
211 ـ عن محمد بن مروان، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله :
(مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا).
قال : ( إن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) قال : اللّهم أعزّ الدين بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن
---------------------------
(1) تفسير القمي، ج 2، ص 35.
(2) الكهف، الآية: 45 ـ 46.
(3) الليل، الآية: 5 ـ 7.
(4) الكافي، الكليني، ج 2، ص 367، ح 4.
(5) الكهف، الآية: 51.
أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام)
_ 119 _
هشام فأنزل اللّه:
(وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا) يعنيهما )
(1).
(188) ـ قوله تعالى :
{وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ ـ الى قوله تعالى ـ
ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا } (2).
212 ـ في قوله تعالى
(وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ) أي يدفعوه
(وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا ) الى قوله :
(بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ) فهو محكم.
قال : وقوله تعالى :
(لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلًا) أي ملجأ :
(وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا) أي يوم القيامة يدخلون النار، فلما أخبر رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) قريشاً خبر أصحاب الكهف، قالوا : أخبرنا عن العالم الذي أمر اللّه موسى أن يتّبعه ، وما قصته، فأنزل اللّه عزوجل :
(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا) )
(3).
(189) ـ قوله تعالى :
{وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا ـ الى قوله تعالى ـ
وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا } (4).
213 ـ فلما أخبر رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) بخبر موسى وفتاه والخِضر ، قالوا له : فأخبرنا عن طائف طاف المشرق والمغرب ، من هو ، وما قصته ؟ فأنزل اللّه
(وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا *إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا) )
(5).
(190) ـ قوله تعالى :
{قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا } (6).
214 ـ نزلت في اليهود ، وجرت في الخوارج
(7).
---------------------------
(1) تفسير العياشي، ج 2، ص 328، ح 39.
(2) الكهف، الآية: 56 ـ 82.
(3) تفسير القمي، ج 2، ص 37.
(4) الكهف، الآية: 83 ـ 98.
(5) تفسير القمي، ج 2، ص 40.
(6) الكهف، الآية: 103 ـ 104.
(7) تفسير القمي، ج 2، ص 46.
أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام)
_ 120 _
215 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد سأله سائل ، قال : يا أمير المؤمنين، أخبرني عن قول اللّه عزوجل :
(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا) الآية.
قال : ( كفرة أهل الكتاب، اليهود والنصارى، وقد كانوا على الحق، فابتدعوا في أديانهم، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً )
(1).
(191) ـ قوله تعالى :
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا }(2).
216 ـ حدثنا جعفر بن أحمد، عن عبداللّه بن موسى، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه (عليه السلام)، في قوله :
(خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا ) (3)، قال: ( خالدين فيها لا يخرجون منها ) و
(لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا)، قال : ( لا يريدون بها بَدلاً ).
قلت: قوله :
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا )، قال : ( نزلت في أبي ذر ، وسلمان الفارسي ، والمقداد ، وعمار بن ياسر ، جعل اللّه لهم جنات الفردوس نزلاً ، أي مأوى ومنزلاً )
(4).
(192) ـ قوله تعالى :
{أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا ـ الى قوله تعالى ـ
---------------------------
(1) الاحتجاج، الطبرسي، ج 1، ص 260.
(2) الكهف، الآية: 107.
(3) الكهف، الآية: 108.
(4) تفسير القمي، ج 2، ص 46.
أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام)
_ 121 _
وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا} (1).
217 ـ في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قوله تعالى :
(أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا).
قال : ( وذلك أن العاص بن وائل القرشي ثم السهمي، وهو أحد المستهزئين، وكان لخباب بن الأرتّ على العاص بن وائل حق ، فأتاه يتقاضاه ، فقال له العاص: ألستم تزعمون أن في الجنة الذهب والفضة والحرير ؟
قال : بلى ، قال : فموعد بيني وبينك الجنة، فواللّه لأوتين فيها خيراً مما أوتيت في الدنيا : يقول اللّه
(أَاطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا * كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا * وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا * وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا * كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا)، والضد : القرين الذي يقرن به )
(2).
(193) ـ قوله تعالى :
{وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا ـ الى قوله تعالى ـ
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا }(3).
218 ـ حدثنا جعفر بن أحمد بن عبداللّه بن موسى ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي عبداللّه (عليه السلام) : قوله :
(وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا).
قال : ( هذا حيث قالت قريش : إن للّه ولداً ، وإن الملائكة إناث ، فقال اللّه تبارك وتعالى ردّاً عليهم:
(لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا) أي ظلماً .
(تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ )، يعني مما قالوا ومما رموه.
(وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا) مما قالوا
(أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا ) فقال اللّه تبارك وتعالى :
(وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي
---------------------------
(1) مريم، الآية: 77 ـ 83.
(2) تفسير القمي، ج 2، ص 54.
(3) مريم، الآية: 88 ـ 96.
أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام)
_ 122 _
الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ) واحداً واحداً )
(1).
219 ـ حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن عون بن سَلاّم، عن بشر بن عمارة الخثعمي، عن أبي رَوق، عن الضحاك، عن ابن عباس ، قال : نزلت هذه الآية في علي (عليه السلام) :
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا)، قال : محبّة في قلوب المؤمنين
(2).
220 ـ قال الصادق (عليه السلام): ( كان سبب نزول هذه الآية، أن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان جالساً بين يدي رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)، فقال له : قل ـ يا علي ـ اللّهم اجعل لي في قلوب المؤمنين وُدّاً، فأنزل اللّه:
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا) )
(3).
221 ـ مرفوعاً الى عبداللّه بن العباس (رحمه الله)، قال : نزلت هذه الآية في أمير المومنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)
( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا) قال : محبّة في قلوب المؤمنين
(4).
(194) ـ قوله تعالى :
{طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى } (5).
222 ـ روي أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان يرفع احدى رجليه في الصلاة ليزيد تَعَبه ، فأنزل اللّه
---------------------------
(1) تفسير القمي، ج 2، ص 57.
(2) تأويل الآيات، ج 1، ص 308، ح 17، والدر المنثور، السيوطي، ج 5، ص 544.
(3) تفسير القمي، ج 2، ص 56، ونحوه في تذكرة الخواص، سبط ابن الجوزي، ص 17.
(4) خصائص الأئمة، السيد الرضي، ص 71.
(5) طه، الآية: 1 ـ 3.
أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام)
_ 123 _
تعالى :
(طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ) فوضعها
(1).
(195) ـ قوله تعالى :
{وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا } (2).
223 ـ كان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) اذا نزل عليه القرآن بادَرَ بقراءته قبل نزول تمام الآية والمعنى ، فأنزل اللّه:
(وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ ) أي يُفرغ من قراءته
(وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا) (3).
(196) ـ قوله تعالى :
{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى } (4).
224 ـ عن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عمن أخبره، عن علي بن جعفر ، قال : سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول : ( لما رأى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) تيماً وعَدِياً وبني أمية يركبون منبره ، أفظعه ، فأنزل اللّه تعالى قرآنا يتأسّى به :
(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى) ثم أوحى اليه : يا محمد ، إني أمرت فلم أُطع، فلا تجزع أنت اذا أمرتَ فلم تُطع في وصيِّك )
(5).
(197) ـ قوله تعالى :
{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا } (6).
225 ـ حدثنا عبدالعزيز بن يحيى ، عن محمد بن عبدالرحمن بن سلام ، عن أحمد بن عبداللّه بن عيسى بن مصقلة القمي، عن زرارة بن أعين، عن أبي جعفر الباقر، عن أبيه علي بن الحسين (عليه السلام) في قول اللّه عزوجل :
(وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ) .
قال : نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، كان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) يأتي باب فاطمة (عليها السلام) كل سحرة ، فيقول : السلام عليكم أهل البيت ورحمة اللّه وبركاته ، الصلاة
---------------------------
(1) مجمع البيان، الطبرسي، ج 7، ص 4.
(2) طه، الآية: 114.
(3) تفسير القمي، ج 2، ص 65.
(4) طه، الآية: 116.
(5) الكافي، الكليني، ج 1، ص 353، ح 73.
(6) طه، الآية: 132.
أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام)
_ 124 _
يرحمكم اللّه
(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) (1) (2).
(198) ـ قوله تعالى :
{وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ ـ الى قوله تعالى ـ
ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ } (3).
226 ـ ثم ضرب اللّه للبعث والنشور مثلاً، فقال:
(وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً) أي يابسة ميتة
(وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) أي حسن
(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ).
وقوله:
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ).
قال: نزلت في أبي جهل
(ثَانِيَ عِطْفِهِ) قال : تولى عن الحق
(لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ) قال: عن طريق اللّه والايمان
(4).
(199) ـ قوله تعالى :
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ ـ الى قوله تعالى ـ
ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ} (5).
227 ـ حدثني أبي، عن يحيى بن أبي عمران ، عن يونس ، عن حماد، عن ابن الطيّار، عن أبي عبداللّه (عليه السلام)، قال : (نزلت هذه الآية في قوم وحّدوا اللّه، وخلعوا عِبادة من
---------------------------
(1) الاحزاب، الآية: 33.
(2) تأويل الآيات، ج 1، ص 322، ح 22.
(3) الحج، الآية: 5 ـ 9.
(4) تفسير القمي، ج 2، ص 79.
(5) الحج، الآية : 11 ـ 12.
أسباب النزول في ضوء روايات أهل البيت( عليهم السلام)
_ 125 _
دون اللّه ، وخرجوا من الشرك، ولم يعرفوا أن محمداً (صلى الله عليه وآله) رسول اللّه، فهم يعبدون اللّه على شَكّ في محمد (صلى الله عليه وآله) وما جاء به ، فأتوا رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) فقالوا : ننظر إن كثُرت أموالنا وعُوفينا في أنفسنا وأولادنا علمنا أنه صادق ، وأنه لرسول اللّه، وإن كان غير ذلك نظرنا، فأنزل اللّه:
(فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ * يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنفَعُهُ) انقلب مشركاً ، يدعو غير اللّه ويعبد غيره، فمنهم مَن يعرف ويدخل الايمان قلبه ، فهو مؤمن ويُصدّق ، ويزول عن منزلته من الشك الى الايمان، ومنهم من يلبثُ على شكّه ، ومنهم من ينقلب الى الشِرك )
(1).
(200) ـ قوله تعالى:
{هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} (2).
228 ـ عن ابراهيم بن عبداللّه بن مسلم ، عن حجاج بن المِنْهال ، بإسناده عن قيس بن سعد بن عبادة، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، أنّه قال : ( أنا أول من يَجثو للخصومة بين يدي الرحمن )، وقال قيس : وفيهم نزلت :
(هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) وهم الذين تبارزوا يوم بدر ، علي (عليه السلام) وحمزة وعبيدة، وشيبة وعتبة والوليد
(3).
229 ـ عن مسلم والبخاري ـ في حديث ـ في قوله تعالى :
(هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) نزلت في علي، وحمزة، وعبيدة بن الحارث الذين بارزوا المشركين يوم بدر : عُتبة وشَيْبة ابنا ربيعة، والوليد بن عتبة
(4).
(201) ـ قوله تعالى :
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ }(5).
---------------------------
(1) تفسير القمي، ج 2، ص 79.
(2) الحج، الآية: 19.
(3) تأويل الآيات، ج 1، ص 334، ح 3.
(4) كشف الغمة، الأربلي، ج 1، ص 313، وصحيح مسلم ، ج 4، ص 2323، ح 3033، وصحيح البخاري، ج 6، ص 181، ح 264.
(5) الحج، الآية: 25.