محمد البكري المكي الحنفي فروعاً والاشعري أصولاً المعروف بأخطب إلى أن قال تخرج به عالم في الآداب من الافاضل الأكابر فقهاً وأدباً والأماثل الاكارم حسباً ونسباً )
.
هذا بعض ما وقفت عليه من النصوص حول المترجم له وقد طرحه غير هؤلاء من أصحاب المعاجم بالثناء والاطراء ولا ارى حاجة لنقل كلماتهم ومن اراد التوسع فليرجع إلى التعليقات
ولأجل تسليط الضوء على بعض النواحى من خصوصيات المؤلف ومشايخه في الرواية والرواة عنه نأتي بما يلي :
يلاحظ الاختلاف في اسمه بين أصحاب المعاجم فعرفه ( ابن عساكر ) ومحمد بن عبداللحى اللكنوى الهندي ـ كما عرفت بـ ( أحمد بن مكي ) لكن غيرهم عرفوه بـ ( موفق ) بن أحمد ، والظاهر المتضافر هو الثاني واكثر المعاجم عليه وذكر العلامة الاميني في تعليقته أن الشاعر ذكر اسمه في شعره موفقا ولكن لم يذكر شعره الذي جاء فيه اسمه
.
والقرشي والفاسي أو أن اسمه أبا سعيد اسحاق كما عليه جلال الدين السيوطي والعلامة الاميني والظاهر هو الاول .
ج ـ عام وفاته :
تضافرت نصوص اصحاب المعاجم على أن وفاته كان عام 568 ولكن صاحب ( الفوائد البهية ) أرخه بـ ( 598 ) والظاهر أنه تصحيف وقد نقل هو نفسه عن السيوطي عام وفاته كما ذكرناه .
د ـ ما هو لقبه ؟ خطيب خوارزم أو أخطب خوارزم ؟
عرفه ( القرشي ) و( الفاسي ) كما عرفت بخطيب خوارزم والسيوطي بأخطب خوارزم والمرمى واحد ومن عبر عنه بصيغة التفضيل يريد تبجيله ويعرب من تضلعه في إنشاء الخطب .
هـ ـ مشايخه في الرواية :
وقام الشيخ الأميني قدس الله سره باستخراج مشايخه من كتبه فأنهاهم إلى خمسة وثلاثين شيخاً كما قام بعده السيد محمد رضا الخرسان باستدراك ما فات عن شيخنا الأميني فأنهاهم إلى خمسة وستين شيخاً وفيما تحملوه من الجهود في استخراج مشايخه كفاية في التعرف على مكانة المؤلف وموقفه من الحديث والرواية ، وأن ما أسبغ عليه من نعوت والقاب ، لم يكن على وجه التبرع بل كان الرجل حقيقاً بها وإليك فهرس مشايخه حسب ما ذكره الباحثان الكبيران واستخرجاه من خلال السبر في المعاجم وكتب المؤلف وغيرهما :
1 ـ ابراهيم بن علي الرازي نزيل همدان .
2 ـ أبو الحسن بن بشران العدل لقيه ببغداد وأخذ عنه الحديث .
3 ـ أبو علي الحداد .
4 أبو الفضل بن عبد الرحمان الحفر بندي إجازة .
5 ـ أبو القمر حمزة بن أبي طاهر مكاتبة من همدان .
6 ـ أبو المعالي المصري .
7 ـ أبوه أحمد بن محمد ابن المؤيد المكي الحنفي .
8 ـ أحمد بن أبي مسعود محمد الحافظ الاصفهاني مكاتبة من اصفهان .
9 ـ أحمد بن اسماعيل سماعاً منه بجرجان .
10 ـ أحمد بن محمد بن بندار
(1) .
11 ـ أحمد بن محمد بن أحمد القمي المدني . سمع منه في طريق الحج .
12 ـ بكر بن محمد بن علي الزرنجري مكاتبة من بخارى .
13 ـ جار الله محمود بن عمر الزمخشري ، سمع منه وقرأ عليه بخوارزم .
14 ـ الحسن بن علي بن الحسن العماري ، اجازة .
15 ـ حماد بن ابراهيم بن اسماعيل الصفار الوائلي البخاري ، مكاتبة من بخارى .
16 ـ الحسن بن علي بن عبد العزيز المرغيناني ، مكاتبة من بخارى .
17 ـ الحسن بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن محمد العطار الهمداني المقري ، اجازة .
18 ـ سعيد بن عبد الله بن الحسن المروزي الثقفي الشافعي الهمداني مكاتبة من همدان .
19 ـ سعيد بن محمد بن أبي بكر الفقيمي ، اجازة .
20 ـ شهر دار بن شيرويه الديلمي ، اجازة ومكاتبة من همدان .
21 ـ العباس بن محمد بن أبي منصور الغضاري الطوسي ، مكاتبة من نيسابور .
22 ـ عبد الحميد بن ميكائيل بن أحمد البراتقيني ، قراءة عليه بخوارزم .
23 ـ عبد الرحمان بن أميرويه الكرماني ، قراءة عليه بخوارزم .
24 ـ عبد الرحيم بن محمد بن أحمد الاصفهاني ، مكاتبة من مرو .
25 ـ عبد الكريم بن محمد السمعاني مكاتبة من مرو .
26 ـ عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الكروخي الهروي ، فقد لقيه وسمع
---------------------------
(1) هكذا ذكره السيد الخرسان في قائمة مشايخه ولكن المؤلف نفسه عبر عنه في الفصل التاسع عشر بـ ( كمال الدين أبو ذر أحمد بن محمد بن أحمد بن علي بن بندار ) .
المَنَاقِبُ
_ 19 _
منه بداره على شط دجلة ببغداد عند منصرفه من مكة المكرمة .
27 ـ عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني نزيل بغداد ، اجازة .
28 ـ عبد الواحد بن الحسن الباقرجي .
29 ـ عثمان بن أحمد الاسفرايني ، مكاتبة .
30 ـ عثمان بن أحمد الصرام الخوارزمي ، سماعا منه بخوارزم .
31 ـ علي بن أحمد بن حمويه الجويني البزدي .
32 ـ علي بن أحمد الكرباسي الخوارزمي ، إملاء عليه بخوارزم .
33 ـ علي بن الحسن الغزنوي الملقب بالبرهان ، فقد لقيه وسمع منه بداره ببغداد في رباط الميمون بمشرعة باب الازج سلخ ربيع الاول سنة 544 هـ راجعا من الحج .
34 ـ علي بن أحمد العاصمي .
35 ـ علي بن عمر بن ابراهيم العلوي الزيدي ، فقد لقيه بالكوفة ، كان يقرأ عليه وهو يسمع .
36 ـ عمر بن أبي بكر الزرنجري ، مكاتبة من بخارى .
37 ـ عمر بن بكر بن علي ابن الفضل الزرنجري ، مكاتبة من بخارى .
38 ـ عمر بن محمد بن أحمد النسفي ، مكاتبة من سمرقند .
39 ـ الفضل بن سهل بن بشر الحلبي الاسفرايني ، إجازة ببغداد .
40 ـ فضل بن محمد الاسترآبادي .
41 ـ الفضل بن محمد الزيادي ، إجازة .
42 ـ المبارك بن محمد السقطي ، قراءة عليه بدير العاقول .
43 ـ محمد بن ابراهيم الوبري الخوارزمي .
44 ـ أخوه محمد بن أحمد الملكي ، قراءة عليه واملاء .
45 ـ محمد بن اسحاق السراجي الخوارزمي ، قراءة عليه بخوارزم .
46 ـ محمد بن الحسن البخاري ، مكاتبة من بخارى .
47 ـ محمد بن الحافظ أبي مسعود الاصبهاني مكاتبة من اصبهان .
48 ـ محمد بن الحسن بن أبي جعفر بن أبي سهل الزورقي ـ الزوزني خ ل ـ ، مكاتبة من مرو .
المَنَاقِبُ
_ 20 _
49 ـ محمد بن أبي الربيع المازني المقري ، قرأ عليه بخوارزم كتاب العالم والمتعلم لأبي حنيفة .
50 ـ محمد بن الحسن الختني البخاري ، مكاتبة من بخارى .
51 ـ محمد بن الحسين الاسترآبادي ، سماعا منه بمدينة الرى .
52 ـ محمد بن الحسين بن محمد البغدادي ، مكاتبة من همدان .
53 ـ محمد بن أبي جعفر الطائي مكاتبة من همدان .
54 ـ محمد بن جامع بن أبي نصر الصيرفي مكاتبة من نيسابور .
55 ـ محمد بن سمان بن يوسف الهمداني مكاتبة .
56 ـ محمد بن عبد الملك بن الشعار .
57 ـ محمد بن عبيدالله بن نصر الزاغوني ، لقيه ببغداد وسمع منه عند منصرفه من حج بيت الله الحرام .
58 ـ محمد بن علي بن محمد بن المطهر بن المرتضى الحسيني مكاتبة من الري .
59 ـ محمد بن عمر بن أبي علي الجمحي مكاتبة .
60 ـ محمد بن محمد الشيحي الخطيب بمرو ، مكاتبة من مرو .
61 ـ محمد بن ناصر بن محمد بن علي السلامي لقيه ببغداد وسمع منه هناك .
62 ـ محمد بن منصور بن علي المقري المعروف بالديواني لقيه بالرى وسمع منه بداره في محلة نصرآباد .
63 ـ محمود بن سليمان بن محمد الخيام الهمداني ، مكاتبة من همدان .
64 ـ مسعود بن أحمد الدهستاني مكاتبة من دهستان .
65 ـ منصور بن نوح الشهرستاني لقيه بشهرستان وسمع منه من منصرفه من الحج غرة جمادى الآخرة سنة 544 هجـ .
وهذه الكميات الهائلة من مشايخ الرواية تعرب عن انكباب الرجل على علم الحديث وصرف شطر كبير من عمره فيه ولا يقاس بمن سمع حديثاً أو كتاباً أو نقل أحاديث ارتجالاً بلا صلة كاملة بينه وبين علم الحديث .
المَنَاقِبُ
_ 21 _
وتلامذته والرواة عنه :
أطبقت النصوص الماضية على أن ( برهان الدين ناصر بن أبي المكارم المطرزي الخوارزمي ) صاحب كتاب ( المغرب في تقريب المعرب ) المتوفى عام 610 من تلامذته ولكنهم قصروا القول في المقام وقد نهض شيخنا العلامة الأميني وبعده السيد الخرسان باستخراج أسماء من قرأ عليه أو أخذ عنه من غضون الكتب لاسيماً ( المناقب ) للشيخ ( ابن شهراشوب ) وبعض الاجازات وإليك اسماؤهم .
1 ـ برهان الدين أبو المكارم ناصر بن عبد السيد المطرزي الخوارزمي المولود سنة 538 والمتوفى في 21 جمادى الاولى سنة 610 أو 611 كما عرفت النص عليه عن غير واحد .
2 ـ مسلم بن علي بن الاخت فقد روى عنه كتاب ( المناقب ) كما في اجازة
(1) أحد تلامذة الشيخ ( نجيب الدين يحيى بن سعيد الحلي ) المتوفى سنة 689 للشيخ شمس الدين محمد بن جمال الدين أحمد استاذ الشهيد الأول .
3 ـ طاهر بن أبي المكارم عبد السيد بن علي الخوارزمي فانه يروى عنه كتابه ( المناقب ) كما في اجازة تلميذ الحلي آنف الذكر .
4 ـ عبد الله بن جعفر بن محمد الحسني . فقد روى عنه كتابه ( المناقب ) كما في الاجازة آنفة الذكر .
5 ـ محمد بن علي بن شهراشوب المازندراني المولود عام 488 المتوفى سنة 588 ، وكانت بينه وبين المؤلف مكاتبات فقد كاتبه ( الموفق ) بأربعينه كما في صريح ابن شهراشوب في مناقبه ، ج 1 ص 12 .
6 ـ جمال الدين بن معين فانه روى عنه مقتله كما في ( فرائد السمطين ) .
7 ـ ناصر بن أحمد بن بكر النحوي المتوفى سنة 607 فقد قرأ على المترجم له كما في ( بغية الوعاة ) ص 2 ـ 4 .
---------------------------
(1) الاجازة للسيد محمد بن الحسن بن محمد بن أبي الرضاء العلوي على ما ذكره العلامة المجلسي في كتاب اجازات البحار ، ص 30 .
المَنَاقِبُ
_ 22 _
8 ـ أبو القاسم بن أبي الفضل بن عبد الكريم ، فقد روى عنه إجازة ، وعن أبي القاسم هذا وعن المطرزي يروى الجويني بواسطة أو واسطتين أو أزيد وبهذا يكون ( الموفق ) من مشايخ الاجازة ذكر ذلك ( البهاري ) في مقدمة الطبعة الأولى من طبع هذا الكتاب ، ص 3 .
9 ـ ولده أحمد المؤيد ذكره السماوي في مقدمة مقتل الخوارزمي ص 2 من الجزء الاول هذا ما تيسر لنا الاطلاع عليه من اسماء تلامذة الموفق والرواة عنه
(1) وسيوافيك اسماء خصوص من رووا عن كتاب الفضائل .
ز ـ تآليفه :
إن للموفق تآليف في الفضائل والتاريخ وردت اسماؤها في المعاجم والكتب لكن تضلعه في الفقه والأدب يستدعي أن يكون له تصانيف في ذينك المجالين ، لكن المترجمين له لم يسجلوا له تآليف الا ما نذكر اسماءها وقد قضى الدهر على اكثرها :
1 ـ مناقب الامام أبي حنيفة في حيدر آباد سنة 1321 .
2 ـ رد الشمس لأمير المؤمنين : نقل عنه ابن شهراشوب في المناقب ج 1 ص 484 .
3 ـ الاربعون في مناقب النبي الأمين ووصيه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : يروي عنه ابن شهراشوب وينقل عنه في مقتله وكتابه هذا ( المناقب ) وسيأتي كلام حول هذا الكتاب .
4 ـ كتاب قضايا أمير المؤمنين : ينقل عنه ابن شهراشوب في مناقبه ج 1 ص 484 .
5 ـ مقتل أمير المؤمنين : ينقل عنه الميرزا عبد الله الافندي في ( رياضه ) و( الجواهر ) في دائرة المعارف على ما في مقدمة الطبعة الثانية .
6 ـ مقتل الامام السبط الشهيد : المطبوع في النجف الاشرف سنة 1367 في جزئين .
7 ـ المسانيد على البخاري : ذكره السماوي في مقدمة مقتل الحسين وتوجد منه
---------------------------
(1) لاحظ الغدير ، ج 4 ص 401 ، ومقدمة الطبعة الثانية ، ص 21 ، 22 .
المَنَاقِبُ
_ 23 _
نسخة في مكتبة جامعة طهران .
8 ـ ديوان شعره : ذكره الچلبي في كشف الظنون ج 1 ، ص 524 ، قال : ديوانه جيد وكان في الشعر في طبقة معاصريه .
9 ـ ( الكفاية ) في علم الاعراب : على نهج ( المفصل ) للزمخشري في الاسماء والافعال والحروف ، ذكره في ( كشف الظنون ) ج 2 | 1498 منه نسخة في جامعة طهران برقم 6967 يستظهر أنها من نسخ القرن التاسع والعاشر ومنها أيضا نسخة في مكتبة مدرسة الفيضية بقم .
10 ـ فضائل الامام أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) : المعروف بالمناقب طبع مرة على الحجر في ( تبريز ) سنة 1313 وعلى الحروف في النجف الاشرف مع تقديم ( محمد رضا الموسوي الخرسان ) .
وهذا الكتاب هو الذي نقدمه إلى القراء الكرام بهذا التقديم ، ولأجل اماطة الستر عن وجه الكتاب نذكر اموراً :
1 ـ إن كتاب ( الفضائل ) بين كتب الموفق اكتسب شهرة عظيمة بين المحدثين وأهل الولاء على الإطلاق فرواه عدة من الاعلام عن المؤلف بلا واسطة كما نقله عنه عدة اخرى مع الواسطة ونحن نذكر عن كل قسم لفيفاً .
اما الذين رووه عن المؤلف بلا واسطة فمنهم .
الشيخ مسلم بن علي بن الأخت .
الشيخ أبو الرضا طاهر بن أبي المكارم عبد السيد الخوارزمي .
السيد أبو محمد عبد الله بن جعفر الحسيني .
الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد الحلي المتوفى عام 689 ، قال قرأت كتاب المناقب للخوارزمي على الشيخ أبي محمد عبد الله بن جعفر بن محمد الحسيني في سنة 593
(1) .
برهان الدين أبو المكارم ناصر ابن أبي المكارم المطرزي .
---------------------------
(1) الظاهر أنه تصحيف لأن الحلي ولد عام 600 أو 601 .
المَنَاقِبُ
_ 24 _
محمد بن علي بن شهراشوب المازندراني المتوفى سنة 588
وأما الذين نقلوا عن الكتاب أو رووه عن المؤلف مع الواسطة فحدث عنهم ولا حرج فقد عرفت نص الذهبي في ميزان الاعتدال في ما سبق وذكره ( الچلبي ) في ( كشف الظنون ) وينقل عنه مفتى الحرمين صاحب ( كفاية الطالب ) في غير واحد من فصول كتابه كما ينقل عنه رضي الدين ابن طاووس المتوفى سنة 664 في كتابه ( على أمير المؤمنين ) إلى غير ذلك من الشخصيات البارزة في الحديث والتاريخ ينقلون عن الكتاب إلى عصرنا هذا وقد ذكر اسماء شطر منهم شيخنا الاميني في غديره ، ج 4 ص 405 .
2 ـ وربما يحتمل أن كتاب الفضائل الذي نحن بصدد نشره هو نفس الكتاب الثالث أي الاربعون في مناقب النبي الامين ووصيه أمير المؤمنين والذي ينقل عنه كثيراً أبو جعفر ابن شهراشوب في كتابه ( مناقب آل أبي طالب ) .
غير أن العلامة الاميني ذهب إلى خلاف ذلك وقال : نحن راجعنا في الاحاديث المنقولة عنه في فضائل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كتاب مناقبه الدائر السائر فما وجدناها فيها فاحتمال اتحاد الكتابين في غير محله .
أقول : إن اتحاد كتاب المناقب مع الاربعين موهوم جدا لان عدد روايات المناقب تربو على الاربعين كثيرا ولكن هناك احتمال آخر وهو أن كتاب المناقب المطبوع كان اوسع مما بأيدينا وكان الكتاب موسوعة كبيره تشمل فضائل النبي ووصيه وآله وإنما بقي في ايدينا هذا المقدار الموجود ويؤيد ذلك أمران :
الأول : إن المؤلف يقول في الفصل الثاني من هذا الكتاب عند سرد نسب علي بن أبي طالب : ( وقد ذكرنا نسب عبد المطلب في باب فضائل النبي ) مع أنه لم يذكر قبل هذا الفصل شيئاً من نسب عبد المطلب كما لم يذكر فيه فضائل النبي فكيف يحيل إليه ؟
الثاني : إن النسخة المخطوطة في مكتبة وزيري في مدينة يزد تشتمل على قسم من فضائل النبي وسيوافيك وصف النسخة فيما بعد .
وهذان الامران يعربان عن أن الكتاب كان أوسع من الموجود المتناول بين ايدينا ، حتى هذه النسخة التي نقدمها إلى القراء بصورة بهية منقحة ولأجل ذلك إن
المَنَاقِبُ
_ 25 _
كشف الحقيقة يحتاج إلى تكريس الجهود وقلع الموانع عن الوصول إلى الحقيقة وهذا رهن التتبع في المكتبات العامة في العالم وجمع كل ما يرجع إلى المؤلف في باب الفضائل حتى يتبين الحق حسب الامكانيات الموجودة ولعل بعض اصحاب الهمم العالية سيقوم بهذه المهمة ويسدي إلى الأمة خدمة جليلة في سبيل إشاعة فضائل النبي والآل التي فيه رضى الرب ورسوله ووصيه ويكون لنا اجر الاشادة بالحق وما فيه مرضاة الله سبحانه .
3 ـ قد طبع الكتاب على الحجر لاول مرة بصورة غير مرغوبة وكان المترقب من الطبعة الثانية التي طبع على الحروف ان تكون مصححة غير مغلوطة قوبلت مع نسخ صحيحة مخطوطة ولكن يا للأسف لم تكن الطبعة الثانية بأصح من الطبعة الاولى لو لم نقل أن الامر كان على العكس ، والمزية التي نالتها الطبعة الثانية هو اشتمالها على مقدمة مبسوطة حول كتب المناقب في الاسلام وترجمة مفصلة عن المؤلف واما الاهتمام بالمتن وتطبيق نصوصه على النسخ والمراجعة إلى المصادر الحديثية فلم يظهر لنا منه شيء .
ولعل الملابسات والظروف الحرجة يوم ذاك في النجف الاشرف لم تسمح للسيد الخرسان بذلك ولاجل ذلك أصبحت الطبعة الثانية كالطبعة الاولى مشتملة على سقطات كثيرة والقارئ الكريم عندما يقابل هذه الطبعة مع ما تقدم عليها من الطبعتين يقف على جمال هذه الطبعة ومزاياه والجهود التي بذلها المحقق .
ولأجل تحقيق هذه المهمة قام الشيخ الفاضل المحقق مالك المحمودي دامت إفاضاته باداء بعض الواجب حول الكتاب واستسهل المصائب والمتاعب في طريق ضالته المنشودة وإليك بيان ذلك .
4 ـ عملية التحقيق حول الكتاب :
قد قابل المحقق نسخته مع نسختين مخطوطتين :
أ : نسخة مكتبة الوزيري في مدينة يزد وهي نسخة عتيقة ثمينة كتبت في القرن السادس الهجري وتقع في 16 سم طولاً و12 سم عرضاً كل صفحة منها تشتمل على 18 سطرا .
ويوجد ميكروفيلم منها في المكتبة المركزية لجامعة طهران وسجلت برقم 2454 عمومياً ومنها صورة فتوغرافية مسجلة برقم 5667 .