والله ما اعطيت عهدا إلا وفيت به اني اعطيت الله عهداً أن اقتل علياً ومعاوية أو اموت دونهما ، فان شئت خليت بيني وبينه ولك الله على ان اقتله وان قتلته ثم بقيت لآتينك حتى اضع يدي في يدك فقال : لا والله حتى تعاين النار ثم قدمه فقتله ثم أخذه الناس فأدرجوه في بواري ثم احرقوه بالنار .
  402 ـ وأخبرنا الشيخ الإمام أبو النجيب سعد بن عبد الله بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي فيما كتب الي من همدان ـ أخبرنا الحافظ أبو علي الحسن ابن أحمد بن الحسن الحداد باصبهان ـ فيما اذن لي في الرواية عنه ـ أخبرنا الشيخ الأديب أيو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن ابراهيم الطهراني ـ سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة ـ أخبرنا الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الاصبهاني ، قال أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني وأخبرنا بهذا الحديث عالياً الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الاصبهاني ـ في كتابه الي من اصفهان سنة ثمان وثمانين واربعمائة ـ عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، حدثنا محمد بن علي بن دحيم ، حدثنا أحمد بن حازم ، حدثنا أحمد بن صبيح القرشي ، حدثنا يحيى بن يعلى ، عن اسماعيل البزاز ، عن أم موسى سرية (1) لعلي قالت : قال علي لام كلثوم : يا بنية ما أراني إلا وقل ما اصحبكم قالت ولم يا ابة ؟ قال رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) البارحة في المنام وهو يمسح الغبار عن وجهي وهو يقول : الي يا علي ، لا عليك قضيت ما عليك .
  403 ـ وأخبرنا عين الائمة أبو الحسن علي بن أحمد الكرباسي الخوارزمي ، أخبرنا عماد الدين أبو عبد الله محمد بن ابراهيم الوبري الخوارزمي ( رحمه الله ) حدثنا الشيخ أبو القاسم ميمون بن علي بن ميمون الميموني ، حدثنا الشيخ

---------------------------
(1) سرية : امرأة سرية من نسوة سريات وسرايا ، وسراة المال : خياره لسان العرب .

المَنَاقِبُ _ 388 _

  صالح ابو شعيب صالح بن محمد بن صالح بن شعيب ، أخبرنا أبو حاتم حدثنا أبو عبد الرحمان ، حدثنا عثمان البغدادي ، حدثنا عبد الرحمان بن صالح ، حدثنا عمر بن هشام ، حدثنا اسماعيل ابن أبي خالد ، عن عامر قال : لما ضرب علي تلك الضربة قال فما فعل ضاربي ، اطعموه من طعامي واسقوه من شرابي فان عشت فانا أولى بحقي ، وان مت فاضربوه ولا تزيدوه ، ثم أوصى إلى الحسن فقال : لا تغال في كفني فإني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول لا تغالوا في الكفن وامشوا بين المشيتين فان كان خيراً عجلتموه وان كان شراً القيتموه عن اكتافكم (1) .
الآثار :
  404 ـ أخبرني الشيخ الإمام تاج الدين ، شمس الادباء ، أفضل الحفاظ محمد بن بينمان بن يوسف الهمداني ـ فيما كتب إلي من همدان ـ حدثنا الشيخ الجليل السيد أبو سعد شجاع بن المظفر بن شجاع العدل ـ في ذي الحجة سنة أربع وتسعين واربعمائة ـ أخبرنا الشيخ الإمام أبو بكر أحمد بن علي بن هلال ، حدثنا محمد بن حمزة بن محمد بن الحرث القعينى ، حدثنا العباس ابن محمد الدوري ، حدثنا أبو النصر ، حدثني أبو معشر ، عن محمد بن عبد الرحمان القرشي ، عن الزهري قال : قال عبد الملك بن مروان : أي واحد أنت أن حدثتني ما كانت علامة يوم قتل علي بن أبي طالب ؟ قال والله يا أمير المؤمنين ما رفعت حصاة ببيت المقدس إلا كان تحتها دم عبيط ، فقال : اني واياك غريبان في هذا (2) .
  405 ـ وأخبرني الامام سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار

---------------------------
(1) مقتل أمير المؤمنين لابن ابي الدنيا | 65 .
(2) مقتل أمير المؤمنين لابن أبي الدنيا ح | 109 ونظيره في مستدرك الصحيحين للحاكم 3 | 144 .

المَنَاقِبُ _ 389 _

  الديلمي الهمداني ـ فيما كتب إلي من همدان ـ أخبرني أبي شيرويه بن شهردار ، أخبرني أبو الحسن علي بن أحمد الميداني ، أخبرنا أبو عمرو محمد بن يحيى ، أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن محمد بن عمر سمعت : أبا القاسم الحسن بن محمد المعروف بابن الرفا بالكوفة يقول : كنت بالمسجد الحرام فرأيت الناس مجتمعين حول مقام إبراهيم عليه السلام ، فقلت : ما هذا ؟ قالوا راهب أسلم ، فاشرفت فإذا بشيخ كبير عليه جبة صوف وقلنسوة صوف ، عظيم الخلق وهو قاعد بحذاء مقام إبراهيم فسمعته يقول : كنت قاعداً في صومعتي فاشرفت منها فإذا طائر كالنسر قد سقط على صخرة على شاطئ البحر ، فتقيأ فرمى بربع انسان ، ثم طار فتفقدته فعاد فتقيأ بربع انسان ، ثم طار ثم جاء فتقيأ بربع انسان ثم طار ثم جاء فتقيأ بربع انسان ثم طار فدنت الارباع فقامت رجلا فهو قائم وانا اتعجب منه حتى انحدر الطير فضربه واخذ ربعه وطار ثم رجع فاخذ الربع الآخر ، ثم رجع فاخذ الربع الآخر ثم رجع فاخذ الربع الآخر فبقيت اتفكر وتحسرت ان لا اكون لحقته فسألته من هو فبقيت اتفقد الصخرة حتى رأيت الطير قد اقبل فتقيأ فرمى بربع انسان فنزلت فقمت بازائه فلم ازل حتى جاء الربع الرابع ثم طار فالتأم رجلا فقام قائما فدنوت منه فسألته فقلت : من أنت ؟ فسكت عني فقلت : بحق من خلقك من أنت ؟ فقال أنا عبد الرحمان بن ملجم ، فقلت وأيش عملت ؟ قال : قتلت علي بن أبي طالب فوكل بي هذا الطير منذ قتلته يقتلني كل يوم أربعين قتلة ، فهو يخبرني وانقض الطير فأخذ ربعه وطار فسألت عن علي فقالوا ابن عم رسول الله فأسلمت .
  406 ـ وأخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي ، أخبرنا القاضي الامام شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا علي بن محمد القريشي ،

المَنَاقِبُ _ 390 _

  حدثنا يحيى بن الحسن بن الفرات القزاز ، حدثنا محمد بن عمر ، عن أبان ابن تغلب ، عن سلمة بن كهيل ، عن عبد الله بن سميع قال : قال علي بن أبي طالب عليه السلام ـ قبل أن يضرب بثلاث ـ أين شقيكم هذا ؟ أما والله ليخضبن هذه من هذا ، قال فلما ضرب دخلت عليه فقلت : يا أمير المؤمنين استخلف قال : لا ، قلت اتق الله فما تقول لربك ؟ قال : اقول تركتهم كما تركهم رسول الله ، ان شئت اصلحتهم وان شئت أفسدتهم (1) .
  407 ـ وأنباني مهذب الائمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني ـ نزيل بغداد ـ أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله ، أخبرنا الحسن ابن علي بن محمد ، أخبرني محمد بن العباس بن محمد بن زكريا قال : قرأ على أبي الحسن ابن معروف ، حدثنا الحسين بن الفهم ، حدثنا محمد بن سعد ، حدثنا خالد بن مخلد ومحمد بن الصلت قالا : أخبرنا الربيع بن المنذر ، عن أبيه ، عن محمد بن الحنفية قال : دخل علينا ابن ملجم لعنه الله الحمام وانا والحسن والحسين جلوس في الحمام ، فلما دخل كأنهما اشمأزا منه ، فقالا : ما أجرأك تدخل علينا ؟ قال فقلت لهما : دعاه عنكما فلعمري ما يريد بكما

---------------------------
(1) الحديث من الموضوعات على أمير المؤمنين عليه السلام وتدل على ذلك الاحاديث الصحيحة المتواترة المصرحة بانه عليه السلام ناشد في كثير من المناسبات ـ جمعاً من اصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بحديث الغدير واستخلافه اياه فيه ، وقد ثبت عندنا أيضا انه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان قد نص على امامة الحسن وسائر الائمة ( عليه السلام ) مثل ما نص على ابيهم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) غير مرة ولكنهم لم يطيعوا امره ولم ينفذوا وصيته فبالأحرى ان لا ينفدوا وصية علي ( عليه السلام ) ولا يطيعوه في استخلافه للحسن ( عليه السلام ) ، كما وان الروايات الصحيحيه وردت عندنا في نص أمير المؤمنين ( لعيه السلام ) على استخلاف ابنه الحسن ( عليه السلام ) ، راجع لذلك كتاب ( الارشاد ) للشيخ المفيد وكتاب ( الكافي ) للكليني وغيرهما من كتب التاريخ والحديث والكلام ، ولا مجال لنا هنا لذكر أكثر من هذا ، كل هذا إلى جانب ان الحديث في المقام ضعيف السند لجهالة عبد الله بن سميع الراوي له ، ويحيى بن الحسن بن الفرات القزاز وغيرهما مما هم موضع الطعن عند عديد من اصحاب الجرح والتعديل .

المَنَاقِبُ _ 391 _

  لأجسم من هذا ، فلما كان يوم أتى به أسيرا قال ابن الحنفية : ما انا اليوم باعرف به من يوم دخل علينا الحمام فقال علي عليه السلام : انه اسير ، فاحسنوا نزله واكرموا مثواه ، فان بقيت قتلت أو عفوت ، وان مت فاقتلوه قتلتي ( ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين ) (1) .
  408 ـ أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي ، أخبرنا شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد ، أخبرنا والدي أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد ، أخبرنا أبو عمرو بن السماك ، حدثنا حنبل بن اسحاق ، حدثنا اسحاق بن اسماعيل ، حدثنى جرير ، عن المغيرة قال : لما جاء معاوية [ خبر ] وفاة على وهو قائل مع امرأته بنت قرظة في يوم صائف قال ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) (2) ماذا فقدوا من العلم والفضل والخير ؟ فقالت له امرأته : تسترجع عليه اليوم ؟ قال : ويلك لا تدرين ماذا ذهب من علمه وفضله وسوابقه (3) .
  409 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبوا الوليد الفقيه ، حدثنا الهيثم بن خلف ، حدثنا على بن الربيع الانصاري ، حدثنا حفص بن غياث ، عن أبي روح ، عن مولى لعلي : إن الحسن بن علي (4) صلى على علي ، وكبر أربعاً (5) .

---------------------------
(1) الامامة والسياسة 1 | 160 ـ الطبقات الكبرى لابن سعد 3 | 35 وفيه : فلعمري ما يريد بكما أحشم من هذا ...
(2) في الأصلين : تقديم وتأخير بين هذين الجملتين قال انا لله ... وهو قائل مع امرائة ...
(3) مقتل أمير المؤمنين لابن أبي الدنيا ح | 95 ، وهذا الحديث يتنافى مضمونه حديثا آخر أظهر فيه معاوية موقفا مبايناً لهذا الموقف ، فقد جاء في منهاج البراعة 9 | 127 : انه لما بلغ نعى أمير المؤمنين إلى معاوية فرح فرحا شديداً وقال : ان الاسد الذي كان يفترش ذراعيه في الحرب قد قضى نحبه ... بل هو يتنافى مع موقفه العام من امام المتقين فهو الذي عادى علياً عليه السلام وقاتله وقتل انصاره واعوانه واختلق ضده الاحاديث .
(4) من هنا إلى صفحة : 396 ، سطر : 5 ساقط من [ و] .
(5) رواه الحاكم في المستدرك 3 | 143 ورواه ابن سعد في الطبقات 3 | 37 .

المَنَاقِبُ _ 392 _

  410 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا عبد الجبار ، عن عباس الهمداني ، عن عثمان بن المغيرة قال : لما ان دخل رمضان كان علي عليه السلام يتعشى ليلة عند الحسن [ وليلة عند ] الحسين [ وليلة عند ] ابن عباس ولا يزيد عن ثلاث لقم ويقول : [ يأتيني ] امر الله وانا اخمص انما هي ليلة أو ليلتان فاصيب من الليل (1) .
 411 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال سمعت أبا اسحاق ابراهيم بن اسماعيل القاري يقول : سمعت عثمان ابن سعيد الدارمي يقول : سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يقول : ولى علي بن أبي طالب خمس سنين ، وقتل سنة أربعين من مهاجر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو ابن ثلاث وستين سنة ، قتل يوم الجمعة [ ودفن يوم الأحد ] الحادي والعشرين من شهر رمضان ومات يوم الاحد ودفن بالكوفة (2) .
  412 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل

---------------------------
وصلاة الجنائز فيها خمس تكبيرات ، تفتتح بالاولى وتنتهي بالخامسة ، يدعو المصلي عقيب اربع منها ثم يكبر الخامسة وينصرف ، فلعل الحسن عليه السلام كبر الخامسة بصوت خافض لم يسمعها الراوي ـ على تقدير صحة الرواية هذا وقد روى ابو الفرج في ( مقاتل الطالبيين ) | 41 وابو حنيفة الدينوري في ( الاخبار الطوال ) | 216 : انه صلى ـ ( عليه وسلم ) ـ فكبر خمساً .
وقد صلى زيد بن ارقم فكبر خمساً فقيل له . فقال : رأيت أبا القاسم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) صلى على جنازة فكبر خمساً فلا اتركه ابداً .
رواه الجماعة الا البخاري ! المنتقى 2 | 86 ، مسند أحمد 4 | 370 سنن البيهقي 4 | 36 ، شرح معاني الآثار 1 | 493 ، المصنف لابن ابي شيبة 3 | 303 .
(1) اسد الغابة 4 | 35 وفيه : ( عبد الله بن جعفر ) بدل ( ابن عباس ) ورواه ايضا الجويني في فرائد السمطين 1 | 387 .
(2) رواه أيضاً الجويني في فرائد السمطين 1 | 388 والمعروف عند الامامية انه ضرب في الليلة ( 19 ) من شهر رمضان واستشهد في الليلة الحادي والعشرين منه ودفن بالغري بظاهر الكوفة .

المَنَاقِبُ _ 393 _

  القطان ببغداد ، أخبرنا علي بن عبد الرحمان بن ماتي بالكوفة ، حدثنا أحمد بن حازم ، عن أبي غرزة قال أخبرنا عبيدالله بن موسى ، أخبرنا سكين ، حدثنا حفص بن خالد ، عن أبيه ، عن جده جابر قال اني لشاهد لعلي عليه السلام وأتاه المرادي يستحمله فحمله ثم قال :
عذيري من خليلي من مراد        اريد  حياته ويريد قتلي (1)

  ثم قال : هذا والله قاتلي ، قالوا : يا أمير المؤمنين أفلا تقتله ؟ قال : لا ، فمن يقتلني إذا ، ثم قال :
اشدد حيازيمك للموت        فـإن  الـموت iiآتيكا
ولا تجزع من iiالموت        إذا  حـل بواديكا (2)ii

  413 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنى أبو سعيد أحمد بن محمد النخعي ، حدثنا عبد الرحمان بن أبي حاتم ، حدثني أبي ، حدثني عمر بن طلحة الفناد ، حدثني اسباط بن نصر قال :

---------------------------
أريـد  حـباءه ويريد قتلي        عذيرك من خليلك من مراد
(1) هذا بيت شعر تمثل به أمير المؤمنين عليه السلام حيت اتاه ابن ملجم المرادي لعنه الله واخزاه ، واصل البيت لعمرو بن معدى كرب الزبيدي وكان من اعظم فرسان العرب في الجاهلية وصدر الإسلام ، وقد أسلم في سنة تسع أو عشر ولكنه ارتد في زمن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فأرسل إليه علياً عليه السلام فبارزه ولما تمكن منه هرب عمرو ، ثم تاب وعاد إلى الاسلام ، وكان صاحب السيف المعروف بالصمصامة ، وكان عمرو شاعرا مجيدا وله ديوان شعر ، شهد القادسية وقتل رستم وتوفي آخر خلافة عمر ، وقيل انه قتل في وقعة نهاوند وقيل : مات في خلافة عثمان في خروجه إلى الري ... ومطلع قصيدته :
اعاذل عدتي بدني ورمحي        وكل  مقلص سلس iiالقياد
  وختامها : اريد حياته و...
  وفي الاغاني : اريد حباءه ...
  والحباء : العطاء بلا من ولا اذى ، وعذيرك من فلان : علم من يعذرك منه ـ انظر الاغاني 15 | 208 وما بعده ـ واسد الغابة 4 | 132 .
(2) رواه ابن ابي الدنيا في مقتل أمير المؤمنين ح | 26 بصورة اخرى .

المَنَاقِبُ _ 394 _

 سمعت اسماعيل ابن عبد الرحمان يقول : كان عبد الرحمان بن ملجم المرادي قبجه الله عشق امرأة من الخوارج من تيم الرباب يقال لها قطام فنكحها واصدقها ثلاثة آلاف درهم وقتل على ، ففى ذلك يقول الفرزدق :
فـلم  أر مـهراً ساقه ذو iiسماحة        كـمهر قـطام بـين غـير iiمعجم
ثـلاثـة آلاف وعـبـد iiوقـيـنة        وضرب علي بالحسام المصمم (1)ii
فـلا مهر أغلى من علي وان iiغلا        ولا فتك إلا دون فتك ابن ملجم (2)

---------------------------
(1) المصمم على وزن الفاعل بمعنى السيف الذي يمر في العظام أو يقطع المفصل ، أو السيف الشديد الصلب ـ لسان العرب وفتح الميم لضرورة الشعر .
(2) رواه ابن أبي الدنيا في مقتل أمير المؤمنين | ح 76 بصورة اخرى وفيه : أنبأني سعيد بن يحيى الاموي قال أنشدني أبي لابن حطان في ابن ملجم : ولم ار مهراً ساقه ذو سماحة * كمهر قطام بين غير معجم

المَنَاقِبُ _ 395 _

الفصل السابع والعشرون

في بيان مبلغ نسبه وبيان مدة خلافته وبيان ما جاء من الاختلاف في ذلك
  414 ـ قال ( رضي الله عنه ) : اكثر روايات المحدثين وأصحاب التواريخ : أنه استشهد وهو ابن ثلاث وستين سنة على ما أخبرنا به الامام الزاهد الحافظ ابو الحسن علي بن أحمد العاصمي (1) ، أخبرنا القاضي الامام شيخ القضاة اسماعيل ابن أحمد الواعظ ، أخبرني أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرني أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو بكر بن دارم الحافظ ، حدثني محمد بن موسى ابن حماد البريري (2) حدثني يعقوب بن ابراهيم بن صالح ـ صاحب المعلى ـ قال : حدثني على بن عاصم ، حدثني القاسم بن معن ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى قال : قتل علي عليه السلام يوم الجمعة سنة اربعين ، وكان خلافته خمس سنين إلا ثلاثة اشهر ، قتله عبد الرحمان بن ملجم المرادي وهو يوم قتل ابن ثلاث وستين سنة أو أربع وستين سنة .
  415 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن عمرو الأحمسي بالكوفة ، حدثني الحسن بن حميد بن الربيع اللخمي ، حدثنا الحسين بن علي السلمي ،

---------------------------
(1) إلى هنا ساقط من [ و] .
(2) البرير : هو اسم يشتمل قبائل كثيرة في جبال المغرب من برقة إلى آخر المغرب على البحر المحيط وفي الجنوب إلى بلاد السودان وهم امم وقبائيل لا تحصى و... مراصد الاطلاع .

المَنَاقِبُ _ 396 _

  حدثني عمر بن محمد بن حسان ، عن الحسين بن زياد قال : قال ابو معشر : عن شرحبيل بن سعد قال : استخلف علي بن أبي طالب عليه السلام آخر سنة خمس وثلاثين وهو ابن ثمان وخمسين سنة وستة أشهر ، فلما كان سنة اربعين قتل يوم الجمعة لسبع عشرة مضت من رمضان سنة أربعين ، وهو ابن ثلاث وستين سنة وكان خلافته اربع سنين وتسعة أشهر (1) .
  416 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا أبو عمرو بن السماك ، حدثنا حنبل بن اسحاق ، حدثني أبو عبد الله ـ وهو أحمد بن حنبل ـ حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا ابن جريح ، اخبرني محمد بن عمر بن علي : ان علي بن أبي طالب عليه السلام مات لثلاث أو أربع وستين سنة (2) .
  قال ( رضي الله عنه ) : فذكر أبو على البيهقي السلامي في تاريخه : ان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام استخلف في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ، وكانت خلافته اربع سنين وتسعة اشهر ، ثم قتله عبد الرحمان بن ملجم لعنه الله ليلة الجمعة لثلاث عشرة بقيت من شهر رمضان سنة اربعين ، وذكر أبو جعفر محمد بن حبيب البغدادي صاحب ( المحبر الكبير ) : أن مدة خلافته ، كانت خمس سنين إلا شهرين ، ثم قتله ابن ملجم لعنه الله في شهر رمضان ضربه قبل دخول العشر الاواخر بليلتين ، ومات أول ليلة من العشر الاواخر في سنة اربعين وهو ابن ثلاث وستين سنة وصلى عليه الحسن ( عليه السلام ) .
  وذكر أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة في كتاب ( المعارف ) : ان أمير المؤمنين عليه السلام قتل ليلة الجمعة لسبع عشرة ليلة مضت من شهر

---------------------------
(1) رواه ابن أبي الدنيا في مقتل أمير المؤمنين ح | 41 مع اختلاف في المتن .
(2) مقتل أمير المؤمنين لابن أبي الدنيا ح | 50 وفيه في آخر الحديث : أو نحو ذلك .

المَنَاقِبُ _ 397 _

  رمضان سنة أربعين ، وكان ولايته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر .
  وذكر عن ابن اسحاق : انه قتل وهو ابن ثلاث وستين سنة .
  وروى عن بعضهم انه استشهد وهو ابن ثمان وخمسين سنة (1) على ما أخبرنا الشيخ الامام الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي ، أخبرنا القاضي الامام شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد ، أخبرنا أبو عمرو ابن السماك ، حدثنا حنبل بن اسحاق ، حدثني الحميدي ، حدثنا سفيان ، حدثنا جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : قتل علي وهو ابن ثمان وخمسين ، ومات لها الحسن ، وقتل الحسين لها ومات علي بن الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة (2) .
  وذكر أصحاب التواريخ : ان أمير المؤمنين عليه السلام قبض عن تسعة وعشرين ولد لصلبه : أربعة عشر ذكرا ، وخمس عشرة انثى ، خمسة منهم لفاطمة بنت رسول الله : الحسن والحسين ومحسن وزينب الكبرى وام كلثوم الكبرى ، وسائرهم من امهات شتى ( رضى الله عنهم أجمعين ) .
  النظم :
هل أبصرت عيناك في المحراب        كـأبى تـراب من فنى iiمحراب
لـلـه در أبــى تـراب إنـه        أسـد الحروب وزينة iiالمحراب
هـو  ضارب وسيوفه iiكثواقب        هـو  مـطعم وجفانه iiكجوابي
هو ما هد أرض الدماء iiومطلع        شهب الأسنة في سماء iiضراب
هو  قاصم الأصلاب غير مدافع        يـوم الـهياج وقاسم iiالأسلاب
إن الـنـبي مـدينة iiلـعلومه        وعـلي الـهادي لـها iiكالباب
لولا  علي ما اهتدى في iiمشكل        عمر  الاصابة والهدى iiلصواب

---------------------------
(1) المعارف | 91 .
(2) مقتل أمير المؤمنين لابن أبي الدنيا ح | 47 .

المَنَاقِبُ _ 398 _

قـد  نـازع الـطير الـنبي iiورده        مـن  رده فـاصدق وقـل iiبكذاب
وطـهارة الـهادي عـلي أشعرت        بـطـهارة الأرحـام iiوالإصـلاب
ما ارتاب في فضل المحق المهتدي        غـير الـغنوى الـمبطل iiالمرتاب
قـد حـاز غـايات العلى لما iiكبا        مـن  دونـهن مـشمروا iiالطلاب
فـتح  الـمبشر بـاب مسجده iiله        إذ  ســد فـيه سـائر الابـواب
فـزع الـعدى أسـنانهم لما iiمنوا        مـنـه  بـليث كـاشر iiالانـياب
كـالشهد  مـولانا علي المرتضى        لـلاولياء  ولـلعدى كالصاب (1)
في  السلم طود في الحروب عقيقه        بـالعدل  راض للهضيمة آبى (2)ii
فـالى الـثريا كـم أثـار عجاجة        مـن  كل رأس في الثرى iiمنساب
غـيث هـطول يـوم بسط حرائب        لـيث صؤول يوم قض حراب (3)ii
إن  الـوصي مـجندل عمر iiالضبا        فـي الله بـين دكادك وروابي (4)
إن الـوصـي لـمـلقح iiلـوقايع        ولـدت  حتوف أسودها في iiالغاب

---------------------------
(1) الصابي ، الذي يميل إلى الفتنة وفي لسان العرب : وفي حديث الفتن لتعودن فيها اساود صبى ، هي جمع صاب كغاز وغزى ، وهم الذين يصبون إلى الفتنة أي يميلون إليها ، وقيل : انما هو صباء جمع صابئ بالهمزة كشاهد وشهاد ، ويروي : صب ، ... وفي حديث هوازن : قال دريد بن الصمة : ثم الق الصبى على متون الخيل أي الذين يشتهوه الحرب ويميلون إليها ويحبون التقدم فيها والبراز ، لسان العرب .
(2) العقيقة : الشعاع ومنه قيل : السيف كالعقيقة ومثل العقيقة والعقق : البرق إذا رأيته في وسط السحاب كانه سيف مسلول لسان العرب ، الهضيمة : ان يتهضمك القوم شيأ أي يظلموك لسان العرب .
(3) الحرائب ، جمع الحريبة : يقال حريبة الرجل ماله الذي يعيش به .
(4) ضبا ضباء : لصق بالأرض ، فيمكن أن يكون الضبا وصفا لعمرو ويكون المراد تساقطه وتسافله ، الدكادك ، جمع الدكدك أو الدكداك : من الرمل ما تكبس واستوى وايضاً ارض فيها غلظ لسان العرب .
الروابي ، جمع الرابية : ما اشرف من الرمل مثل الدكداكة ، والدكداكة اشد اكتنازا واغلظ لسان العرب .

المَنَاقِبُ _ 399 _

ان  الـوصي لـفى صباه iiجامع      عـزم  الكهول إلى صيال iiشباب
إن الـوصي أبـا تراب دس iiفي      بـطن  التراب جماجم الا iiتراب
إن الـوصي لموضع الأسرار iiإذ      زم الـنبي مـطية لـذهاب (1)ii
إن  الوصي اخا النبي iiالمصطفى      زمـن  الصبا ما جرذيل iiتصابى
إن الـوصي ضـميره لم iiينسدل      يـوما  عـلى الاحقاد iiللاصحاب
إن  الـوصي كـمن عـلمتم iiلبه      مـتثبت فـي مـدحض iiالالباب
إن الوصي عن الفواحش معرض      ومـعـرض  لـكتائب iiوكـتاب
ورث  السماحة والحماسة iiمعشرا      جـبلوا بـأجمعهم على iiالانجاب
وجـلت خـطابته عرايس iiحرداً      لـلـفاضلين  كـثيرة الـخطاب
ولـه مـناقب مـد مدحى ضبعه      فـيـها  وأكـثرها وراء نـقاب
أعـربت  عنها ملأ حيزومى ولم      أقـطع  مـطامع حلية iiالاعراب
يـا  عـاتبي بـهوى علي iiزدته      صـدقا  هواى فزد بكمت iiعتاب
أهـوى  جـديد القلب في iiإيمانه      رث  الـعمامة بـالي iiالـجلباب
أرهـبـتني بـلـوائم iiلـفـقتها      لـما  عـلمت بـشأنه iiعـجابي
وأهـبت نـحوى بـالملام بأننى      بـهوى عـلي قـد ملات iiإهابي
ولـقد اتـى هذا الفتى ما قد iiأتى      فـي  هل أتى فالى متى iiارهابي
إن كـان أسـباب الـسعادة جمة      فـهوى عـلي أأكـد iiالاسـباب
وكـسوت  أعقابي بنظمي iiمدحة      حـللا  تـجد علي بلى iiالاحقاب
حـسناه  ؛ وهـو وفاطم iiأهواهم      حـقا  وأوصـى بالهوى iiأعقابي

  وقال رضي الله عنه في مدحه ( عليه السلام ) :
ألا هل من فتى كأبي تراب      وانى مثله فوق التراب (2)

---------------------------
(1) زم الانوف : ان يخرق الأنف ويعمل فيه زمام كزمام الناقة ليقاد به ـ النهاية (2) في الغدير : امام طاهر .

المَنَاقِبُ _ 400 _

إذا مـا مـقلتي رمـدت فـكحلي      تـراب مـس نـعل أبـي iiتراب
مـحـمد  الـنبي كـمصر عـلم      أمـيـر  الـمؤمنين لـه iiكـباب
هـو الـبكاء فـي المحراب iiلكن      هـو  الـضحاك في يوم iiالحراب
هـو الـمولى المفرق في iiالموالى      جـرائب  قـد حـواها iiبالحراب
وعـن حـمراء بيت المال iiأمسى      وعن  صفرائه صفر الوطاب (1)ii
شـياطين الـوغى دحروا iiدحوراً      بـه  إذ سـل سيفا كالشهاب (2)ii
نـعم زوج الـبتول أخـو iiأبـيها      أبو السبطين رواض الصعاب (3)
عـلـي  مـا عـلي مـا iiعـلي      فـتـى يـوم الـكتيبة iiوالـكتاب
عـلـي بـالـهداية قـد iiتـحلى      ولـما يـدرع يـرد الـثياب (4)
عـلـي  كـاسر الاصـنام iiلـما      عـلا كـتف الـنبي بلا iiاحتجاب
عـلي  فـي الـنساء لـه iiوصي      أمـين لـم يـمانع بالحجاب (5)ii
عـلي  إن غـزا قـوماً iiتـجدهم      مـراد الـطير مـنتجع iiالـذباب
عـلـي  قـرنه الـعاتى قـراب      إذا  شـام الحسام من القراب (6)ii
عـلـي  إن رمـوه iiبـمعضلات      مـعـقدة لـه فـصل iiالـخطاب
عـلـي  عـانقت يـمناه iiطـرا      كـعوب  رمـاحه دون iiالـكعاب
عـلي ضـارب بـضبا كـشهب      مـضيف  فـي جـفان iiكالجوابي

---------------------------
(1) الوطاب جمع الوطب .
(2) الوغى : الاصوات في الحرب .
(3) رواض ، من راض الدابة يروضها روضا ورياضة : وطاها وذللها ، أو علمها السير ، قال امرؤ القيس : ورضت فذلت صعبته أي اذلال ـ لسان العرب .
(4) ادرع القميص : إذا لبسها وقد تكرر في الحديث ـ النهاية .
(5) في [ و] : لم يصانع .
(6) المقاربة والقراب : المشاغرة للنكاح وهو رفع الرجل ـ شام الحسام : سله والقراب [ الثاني ] غمد السيف والسكين ونحوهما لسان العرب .

المَنَاقِبُ _ 401 _

عـلـي عـابـس طـلق iiالـمحيا      مـضاع الـمال محمي الجناب (1)ii
عـلـي بــراءة وغـديـر iiخـم      ورايــة خـيبر ضـرغام غـاب
عـلـي قـاتـل عـمرو بـن iiود      بـضرب عـامر الـبلد iiالـخراب
عـلـي  تــارك عـمرا كـجذع      لـقـى بـين الـدكادك والـروابى
فـفضله الـنبي بـصدق iiضـرب      عـلى مـن صـدقوه فـي iiالثواب
عـلي فـي مـهاد الـموت iiعـار      وأحـمد مـكتس غـاب iiاغـتراب
يـقول  الـروح بـخ بـخ يا iiعلي      فـقد  عـرضت روحـك iiلانتهاب
عـلي أحـمس الأصـحاب iiقـدما      وأسـمـحهم بـنـيل iiمـسـتطاب
وهـو  اعـلمهم وأقـضاهم iiبـعلم      بـعيد الـقعر رجـاف العباب (2)ii
مـؤد فـي الـركوع زكـاة iiمـال      حـوتـه  حـرابه يـوم الـحراب
عـلي الـضيف والـسيف iiالمؤتى      وصوم الصيف والخير الحساب (3)
نـعم  يـوم الـعطاء لـه iiعـطاء      حـساب  لـيس يدخل في iiالحساب
فـنازع صـهره الـطير الـمهادى      وكــان يــرد مـنـه بـالكتاب
هـمـا  مـثلا كـهرون iiومـوسى      بـتـمثيل الـنـبي بـلا ارتـياب
بـنى  في المسجد المخصوص iiباباً      لــه إذ سـد أبـواب iiالـصحاب
كــأن الـنـاس كـلـهم iiقـشور      ومــولانـا  عـلـي iiكـالـلباب
ولايـتـه  بــلا ريـب iiكـطوق      عـلى  رغـم المعاطس في الرقاب
إذا  عـمـر تـخبط فـي جـواب      ونـبـهـه  عـلـي iiلـلـصواب
يـقـول بـعـد لـه لـولا iiعـلى      هلكت  هلكت في درك الجواب (4)ii
فـفـاطـمة  ومـولانـا iiعـلـى      ونـجلاه سـروري فـي iiاكـتئابي

---------------------------
(1) العابس : العبوس والشديد ـ المحيا : جماعة الوجه ـ لسان العرب .
(2) الرجاف : البحر ، سمى به لاضطرابه وتحرك امواجه ، اسم له كالقذاف : العباب : كثرة الماء .
(3) الحساب : الكثير ، وفي التنزيل " عطاء حساباً النبأ : 36 ـ أي كثيراً كافياً .
(4) في الغدير : ذاك الجوابي .

المَنَاقِبُ _ 402 _

ومـن  يـك دأبـه تشييد iiبيت      فـها أنـا حب أهل البيت iiدأبي
لـقـد قـتلوا عـليا إذ iiتـخلى      لـسبحته فـهلا فـي iiالضراب
وقد قتلوا الرضا الحسن المرجى      جـواد الـعرب بـالسم iiالمذاب
وقـد  منعوا الحسين الماء iiظلماً      وكــان الـماء ورد iiلـلكلاب
ولـو لا زيـنب قـتلوا iiعـليا      صـغيراً  قـتل بـق أو iiذباب
وقـد  صـلبوا امام الحق iiزيداً      فـيا لـله مـن ظـلم عـجاب
بنات  محمد في الشمس iiعطشى      وآل  يـزيد فـي ظـل iiالقباب
لآل  يـزيد مـن أدم خيام (1)ii      وأصـحاب  الـكساء بلا iiثياب
يـزيـد  وجـده وأبـاه iiأقـلي      وألـعـن والـديانة لا iiتـحابى

  وقال أيضاً :
لـقد  تـجمع فـي الهادي أبي iiالحسن      مـا  قد تفرق في الأصحاب من iiحسن
ولـم يـكن في جميع الناس من iiحسن      كـان فـي الضيغم العادي ابي iiالحسن
هـل  كان فيهم وإن تصدق حمدت iiبه      مـا كـان فـيه مـن التحقيق iiواللسن
هــل أودع الله أيـاهم وإن iiفـضلوا      مـا أودع الله إيـاه مـن الـزكن (2)ii
هـل فـيهم مـن لـه زوج iiكـفاطمة      قل لا وان مات غيظا كل ذي احن (3)
هـل  فـيهم مـن لـه فـي ولده iiولد      مـثل  الـحسين شهيد الطف iiوالحسن
هـل فـيهم مـن لـه عـم iiيـوازره      كـمثل حـمزة فـي اعمام ذي iiالزمن
هـل  فـيهم مـن لـخه صنو iiيكايفه      كـجعفر  ذي الـمعالي الـباسق iiالفتن
هـل  فـيهم مـن تـولى يوم iiخندقهم      قـتال  عـمرو وعـمرو خـر iiللذقن
هـل فـيهم يـوم بـدر من كفى iiقدما      قـتل  الـوليد الـهزبر الباسل iiالحزن

---------------------------
(1) في [ و] : قباب .
(2) الزكن : التفرس والظن والفطنة والحدس لسان العرب .
(3) في [ و] : قل لى .

المَنَاقِبُ _ 403 _

هـل فـيهم من رمى في حين سطوته      بـاب  خـيبر يـضعف ولـم iiيـهن
هـل فـيهم مـشتر بـالنفس iiجـنته      اكــرم  بـمثمنه الـغالي iiوبـالثمن
هـل فـيهم غـيره مـن حاز مجتهدا      عـلـم الـفرايض والآداب iiوالـسنن
هـل سـابق مـثله فـي السابقين iiله      فـضل الـسباق وما صلى إلى iiالوثن
وهـل أتـى هـل أتـى الا إلى iiأسد      فـتى  الـكتايب طود الحلم في المحن
أطـاع  فـي الـنقض والإبرام iiخالقه      وقـد  عـصى نفسه في السر iiوالعلن
قـد كـان يـلبس مـسحاً بـالياً خلقاً      مـع  الـتمكن مـما حـيك في iiعدن
مـاكان  فـي زهـده أو عـلمه iiدرن      وإن مـضى عـمره فـي ثوبه iiالدرن
الـناس  فـي سـفح علم الشرع iiكلهم      لـكن علي أبو السبطين في الفتن (1)ii
ويـومه  حـرب أسـد الحرب iiفتكها      ولـيـله  سـبـحة طـرادة الـرسن
يـا  أحـبس الـناس والهيجاء iiلاقحة      يـا أسـمح الناس بالدنيا بلا منن (2)ii
مـا  فـي السيوف كسيف شمته iiحتفاً      وإن  جـلـته زمـانا خـطة iiالـيمن
ولا كـصهرك فـي الأصهار من iiأحد      ولا  كـمثلك فـي الاخـتان من iiختن
تـبـا لـبـاغية شـاموا iiقـواضبهم      لـنصرهم آل حـرب مـصدر iiالفتن
قـد فـضلوا نجل حرب من iiضلالتهم      على امام الهدى الراضي الرضا الفطن
يـرجون  جـنتهم هـيهات قد iiطلبوا      مـاء الـركايا بـلا دلو ولارسن (3)ii
وهـم  يـلاقونه فـي قـعر iiنـارهم      مـع الشياطين مقرونون في قرن (4)ii

---------------------------
(1) السفح : الحضيض الاسفل القنن : بضمها وله جمع قنة : الجبل المنفرد المستطيل في السماء وكذا قنة الجبل وقلته : اعلاه لسان العرب .
(2) في [ و] في الدنيا .
(3) الركايا جمع ركوة : البئر .
(4) القرون بالتحريك : الحبل الذي يشد [ الشيئان ] به . . ومنه حديث ابن عباس رضي الله عنهما : الحياء والايمان في قرن أي مجموعان في حبل أو قران لسان العرب .

المَنَاقِبُ _ 404 _

الدعاء   قال رضي الله عنه :
  الحمد لله بارئ النسم ، ومقدر القسم ، وكاشف الغمم ، الذي اخرجنا في افضل الامم امة محمد المصطفى افضل العرب والعجم ، الذي نصر دينه بسيوف أصحابهه من المهاجرين والانصار ، ومن بعدهم من التابعين الابرار ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ورضي عن أصحابه السالكين مسالكه في فرائضه وسننه وآدابه .
  اللهم ان أصحاب رسولك قد ارضوا في رضاك جوامح شهواتهم ورضوا بدلائلك كواهل (1) شبهاتهم وتركوا لدينك دين آبائهم وأمهاتهم ، وقمعوا بسواعدهم المساعدة مردة اسود عداتهم في أجماتهم وسكنوا اضطراب الايام بحركاتهم ، وهزموا ثبات المشركين بثباتهم وأطفاؤا نيران الكفر بلجج ظباتهم (2) وطردوا لذيذ رقادهم بسجداتهم في صلاتهم ودعواتهم (3) في خلواتهم .
  ونوروا قلوبهم بذكرك في ظلماتهم ، وغمروا الفقراء بصدقاتهم وصلاتهم ، وأسالوا سيول الدماء باسلاتهم (4)واطلعوا فوق أرض الدماء من

---------------------------
(1) رضه رضا : دقة جريشا الكاهل : مابين الكتف وموصل العنق النهاية .
(2) ظبات جمع ظبة : حد السيف والسنان والخنجر المجم الوسيط .
(3) من هنا إلى آخر الكتاب ساقط من [ ر ] .
(4) الأسلات جمع السلت ، سيف أو سكين سلت : صقيل ماض المعجم الوسيط .

المَنَاقِبُ _ 405 _

  سماء القتام (1) نجوم أسنة قنواتهم ، وقمعوا خياشيم السهل السهل والحزن بنفحات ثمرات شجرات جنات حسناتهم واصطلوا بحر الجلاد في سيراتهم (2) فعظم اللهم بذلك درجاتهم في جناتهم واقبضهم نواصي طلباتهم واجعلنا بحبنا إياهم اضياف بركاتهم ، اللهم انا نحب رسولك .
  ونحب جميع الصحابة الاسود الاخيار في الكتيبة والكتائب الذين رموا بأنفسهم يوم الحراب إلى لهوات (3) الجراب .
  ونثروا لئالي دموعهم على يواقيت خدودهم [ من نرجس عيونهم ] في المحراب ، وقروا (4) اضيافهم بجفان كالجواب (5) فارفع بما قاسوا (6) يا رب الارباب منازلهم يوم الحساب ورش علينا قطرة مما تفيض عليهم من سحائب الثواب ، اللهم من جاد لنا من مبغضيهم فانا في جلية المجادلة نكبهم والمرأ مع من أحب ونحن نحبهم فاجعلنا منهم واليهم وفيهم ومنهم ، وارض عنا كما رضيت عنهم ، اللهم أنهم قد فجروا فيما يرضيك عينهم وادروا بما يزلفهم لديك عينهم وقضوا في طاعتك حينهم وقد كملت حلاهم واتممت زينهم إذ قلت في صفتهم ( والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم ) اللهم اجمع بيننا وبينهم ، الهنا انهم تقلدوا في مرضاتك سيوفاً واعتقلوا مراناً ، وعالجوا حروب شياطين الانس أزمانا ، وصارعوا فرسانا وشجعانا ، وكسروا صليانا

---------------------------
(1) القتام كسحاب : الغبار مجمع البحرين .
(2) في حديث السقيفة : انا الذي لا يصطلى بناره ، الاصطلاء ، افتعال من صلا النار : التسخن بها أي انا الذي لا يتعرض لحربي ، يقال : فلان لا يصطلا بناره ، إذا كان شجاعا لا يطاق النهاية السبرات جمع السبرة : الغداة الباردة وقيل : مابين السحر إلى الصباح .
(3) لهوات جمع لهادة وهي الحمات في اقصى الفم .
(4) قرى الضيف قرى وقراء : اضافه واكرمه ـ لسان العرب .
(5) اقتباس من آية (13) من سورة ( السبأ ) ، الجفان جمع الجفنة : القصعة ، والجواب جمع الجابية [ والقياس فيه الجوابي ] : الحوض يجبي فيه الماء لسان العرب .
(6) قاسوا : انحنوا .

المَنَاقِبُ _ 406 _

وأوثانا ، واصبحوا وامسوا للأيمان أيمانا . وزحوا (1) لياليهم ( ركعاً سجداً يبتغون فضلا من الله ورضوانا ) فافض عليهم من جودك عفواً وغفرانا ، وازلل (2) إليهم من لدنك رحمة واحسانا ، واجمع بيننا وبينهم في دار الرحمة على سرر متقابلين ، الهنا انهم احيوا اموات آمال الفقراء بحياء الجود ، وعاشوا عصورهم عصرة المنجود (3) وهجروا فيك لذة الهجود حتى مدحتهم بقولك : ( سيماهم في وجوههم من أثر السجود ) فاظلهم بظلال الجود في اليوم الموعود وانقذتا بحبهم من وقود النار ذات الوقود (4) الهنا انك قد بجلتهم أوضح التبجيل حيث انزلت في شأنهم في التنزيل : ( ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ ) (5) فاحشرنا في هذا الرعيل (6) في ظلهم الظليل يا ذا الفعل الجميل والعطاء الجزيل ، إلهنا لا نقدم إلا جفواً جفواً (7) ولا نأتي إلا هفواً هفواً (8) ولا ننال منك إلا صفواً صفواً (9) ولا نجد منك الا عفواً عفواً فأرف (10) بعفوك خرق ذنوبنا رفواً رفواً انك اكرم الاكرمين وأجود الأجودين حسبنا الله ونعم الوكيل .

---------------------------
(1) زحه زحا : دفعه ونحاه عن موضعه ـ لسان العرب .
(2) ازل إليه نعمة : اسداها .
(3) العصرة : الملجأ ، والمنجود : المكروب ـ لسان العرب .
(4) الوقود بضم اوله : الاشتعال ، والوقود بفتح : كل مادة تتولد باحتراقها طاقة حرارية المعجم الوسيط .
(5) الفتح : 29 .
(6) الرعيل : الجماعة القليلة من الرجال أو الخيل أو التى نتقدم غيرها المعجم الوسيط .
(7) جفا فلان ، يجفو جفاء وجفواً : غلظ خلقه ، أو ساء خلقه ـ المعجم الوسيط .
(8) هفا فلان : سقط ، زل واخطأ المعجم الوسيط .
(9) الصفو من الشيء : خياره وخالصه .
(10) رفأ الثوب رفواً : اصلحه وضم بعضه إلى بعض ويقال : رفا الخرق .