عليه وآله وسلم ) الدق وانكرته ام سلمة فقال لها رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم ) : قومي فافتحي له الباب ، فقالت : يارسول الله من هذا الذي بلغ من خطره ما أفتح له الباب ؟ فاتلقاه بمعاصمى وقد نزلت في آية في كتاب الله بالأمس فقال لها كالمغضب : ان طاعة الرسول طاعة [ الله ] ومن عصى الرسول فقد عصى [ الله ] إن بالباب رجلا ليس بالنزق ولا بالخرق
، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ففتحت له الباب فأخذ بعضادتي الباب حتى إذا لم يسمع حساً ولا حركة وصرت إلى خدري استأذن فدخل فقال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اتعرفينه ؟ قلت : نعم هذا علي بن أبي طالب ، قال صدقت ، سحنته من سحنتي
ولحمه من لحمي ، ودمه من دمي ، وهو عيبة علمي ، اسمعي واشهدي ، هو قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين من بعدي ، اسمعي واشهدي هو والله محيي سنتي ، اسمعي واشهدي لو ان عبداً عبد الله الف عام من بعد الف عام بين الركن والمقام ، ثم لقى الله مبغضاً لعلي لأكبه الله يوم القيامة على منخريه في النار
.
قال ( رضى الله عنه ) : صوابه لكبه ، واكبه غير متعد ، والنزق : الخفيف الطايش ، يقال نزق : إذا طاش ، ورجل نزق وفيه نزق وطيش ونزق فرسه : ضربه لينزو .
والخرق الذي فيه دهش من خرق الغزال إذا اطيف به فلزق بالأرض من الدهش ، وأصابه خرق أي دهش ، وفيه خرق وهو أخرق وهي خرقاء ، وناقة خرقاء : لا تتعاهد مواضع قوائمها من الأرض ، وريح خرقاء : لا تدوم على جهة في هبوبها .
78 ـ وأخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي اجازة ، أخبرنا أبي ، أخبرنا الميداني الحافظ ، أخبرنا عبد الكريم بن محمد المحاملي ، قال ذكر الحسن بن محمد بن بشر الخزاز الكوفي ، حدثنا الحسين بن الحكم ، حدثنا حسن بن الحسين العرني ، حدثنا علي بن الحسن العبدي ، عن محمد بن رستم أبي الصامت الضبي ، عن زاذان أبي عمر ، عن أبي ذر الغفاري ( رضى الله عنه ) قال : كنت مع رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو ببقيع الغرقد
(1) فقال : والذي نفسي بيده ، إن فيكم رجلاً يقاتل الناس من بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت المشركين على تنزيله ، وهم يشهدون أن لا إله إلا الله فيكبر قتلهم على الناس ، حتى يطعنوا على ولي الله ويسخطوا عمله كما سخط موسى أمر السفينة ، وقتل الغلام وأمر الجدار ، وكان خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار ، لله رضى ، وسخط ذلك موسى ، أراد بالرجل علي بن أبي طالب عليه السلام
(2) .
79 ـ وأخبرني شهردار هذا إجازة ، أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني إجازة ، عن الشريف أبي طالب المفضل بن محمد بن طاهر الجعفري باصبهان ، عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك الأصبهاني ، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم ، حدثنا الحسين بن علي بن الحسين السلولي ، حدثني سويد بن مسعر بن يحيى بن حجاج النهدي ،
---------------------------
(1) اصل البقيع في اللغة الموضع الذي فيه اروم الشجر ، والغرقد كبار الشجر المسمى بالعوسج .
(2) كنز العمال 11 | 611 ـ كفاية الطالب | 334 .
المَنَاقِبُ
_ 89 _
حدثنا أبي ، حدثنا شريك ، عن أبي إسحاق ، عن الحرث الاعور ـ صاحب راية علي ـ قال : بلغنا أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان في جمع من أصحابه فقال : أريكم آدم في علمه ونوحا في فهمه وابراهيم في حكمته ، فلم يكن باسرع من أن طلع علي ، فقال أبو بكر : يا رسول الله أقست رجلاً بثلاثة من الرسل ؟ بخ بخ لهذا الرجل ، من هو يا رسول الله ؟ قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ألا تعرفه يا ابا بكر ؟ قال : الله ورسوله أعلم ، قال : أبو الحسن علي بن أبي طالب ، فقال أبو بكر : بخ بخ لك يا أبا الحسن وأين مثلك يا باالحسن .
الآثار
80 ـ وأخبرني الشيخ الامام شهاب الدين أبو الغيث النجيب سعد الله بن عبد الله بن الحسن الهمداني ـ المعروف بالمروزي فيما كتب الي من همدان أخبرنا الحافظ أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد باصبهان ـ فيما أذن لي في الرواية عنه ـ أخبرنا الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني ـ سنة ثلاث وسبعين واربعمائة ـ أخبرنا الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الاصبهاني ، قال أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني ـ المعروف بالمروزي ـ وأخبرنا بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الاصفهاني ـ في كتابه الي من اصبهان سنة ثمان وثمانين وأربعمائة ـ عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، حدثنا علي بن ابراهيم بن حماد ، حدثنا إسماعيل بن محمد بن دينار ، حدثنا أبو غسان النهدي ، حدثني القاسم بن معن ، عن ميمون بن مسلم بن صبيح ، عن مسروق قال : شاممت أصحاب محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فوجدت علمهم انتهى إلى علي عليه السلام وعمر وعبد الله وأبي الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت ، ثم شاممت الستة ، فوجدت علمهم انتهى إلى اثنين إلى علي وعبد الله
المَنَاقِبُ
_ 90 _
( رضي الله عنهما )
(1) .
81 ـ وأنبأني الإمام الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني إجازة ، أخبرنا الحسن بن أحمد الحداد ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرنا الحسن بن علي بن الخطاب ، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا أحمد بن يونس ، حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن نصير ، عن سليمان الأحمسي ، عن أبيه ، عن علي قال : والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيم انزلت ، واين نزلت ، ان ربي وهب لي قلباً عقولاً ولساناً سؤولاً
(2) .
82 ـ وأخبرنا الشيخ الإمام الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي ، أخبرنا شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا العباس بن محمد بن حاتم الدوري ، حدثنا أحمد بن يونس ، حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن نصير ، عن سليمان الأحمسي ، عن أبيه قال : قال علي ( رضي الله عنه ) : ما انزلت آيه الا وقد علمت فيما نزلت ، واين انزلت وعلى من نزلت ، إن ربي وهب لي لساناً طلقاً وقلباً عقولاً
(3) .
83 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا العباس بن محمد الدوري ، حدثنا يحيى بن معين ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب قال : ما كان في أصحاب النبي ( صلى الله عليه
---------------------------
(1) تاريخ مدينة دمشق ترجمة الإمام علي عليه السلام 3 | 65 ـ الطبقات الكبرى لابن سعد 2 | 351 وروى نظيره أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة 1 ـ 541 .
(2) رواه أبو نعيم في حلية الاولياء 1 | 67 .
(3) انظر الطبقات الكبرى لابن سعد 2 | 338 .
المَنَاقِبُ
_ 91 _
وآله أحد يقول : سلوني غير علي بن أبي طالب عليه السلام
(1) .
84 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن على المقري ، حدثنا أبو عيس الترمذي ، حدثنا عياش العنبري ، حدثنا الاحوص بن جواب ، حدثنى سفيان الثوري ، عن قليت العامري ، عن جسرة قال : قالت عايشة : من افتاكم بصوم يوم عاشوراء ؟ قلنا : علي بن أبي طالب ، قالت : هو أعلم الناس بالسنة
(2) .
85 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزكى املاء ، حدثنا أحمد بن محمد بن حرب ، حدثنا أبو طاهر أحمد بن عيسى بن محمد بن عمر بن علي ابن أبي طالب ، حدثنا يحيى بن عبد الله العلوي ـ خال
(3) جعفر بن محمد ـ حدثنا نوح ابن قيس ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري قال : رأيت علياً عليه السلام متقلداً بسيف رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم ) متعمماً بعمامة رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وفي إصبعه خاتم رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقعد على المنبر وكشف عن بطنه فقال : سلوني من قبل أن تفقدوني فإنما بين الجوانج مني علم جم
(4) هذا سقط العلم ، هذا لعاب رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، هذا ما زقني رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم ) زقاً من غير وحي اوحي إلي ، لو ثنيت لي وسادة فجلست عليها ، لأفتيت لأهل التوراة بتوراتهم ، ولأهل الإنجيل بانجليهم ، حتى ينطق الله التوراة والإنجيل فيقولا : صدق علي ، قد أفتاكم بما انزل في ؛ وانتم تتلون الكتاب
---------------------------
(1) فضائل الصحابة لابن حنبل 2 | 646 ـ ح | 1098 ـ الاستيعاب 3 | 1103 .
(2) انساب الاشراف 2 | 124 وفيه : فليت الذهلي ـ الاستيعاب لابن عبد البر 3 | 1104 عن قليب .
(3) في [ و] : حدثنا جعفر بن محمد .
(4) الجم : الكثيرة والسفط : ما يعبأ فيه الطيب ويستعار لكل ظرف ، أي صدري مخزن للعلوم الطيبة المطيبة .
المَنَاقِبُ
_ 92 _
أفلا تعقلون
(1) .
86 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي ابن المؤمل الماسرجسي ، حدثني أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ، حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب ، أخبرنا يعلى بن عبيد ، حدثنا الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : خطبنا عمر فقال : علي أقضانا ، وأبي أقرأنا
(2) .
87 ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار ، قال : قرأ علي عباس بن الفضل الاسفاطي ، عن ضرار بن صرد ، قال حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، قال حدثنا أبي ، عن أبي إسحاق ، عن ابي ميسرة ، عن عبد الله قال : علي اعلم اهل المدينة بالقضاء
(3) .
88 ـ بهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو الفضل بن إبراهيم ، حدثنا الحسن بن سفيان ، حدثنا حميد بن مسعدة ، حدثنا يونس بن ارقم ، عن أبي الجارود ، عن عدى بن ثابت الأنصاري ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : العلم ستة اسداس ، لعلي بن ابي طالب عليه السلام خمسة اسداس ، وللناس سدس ، ولقد شاركنا في السدس حتى لهو أعلم به منا .
89 ـ واخبرنا الاستاد عين الائمة أبو الحسن علي بن أحمد الكرباسي
---------------------------
(1) ورواه أيضا الجويني في فرائد السمطين 1 | 340 ـ وورد نظيره في تذكرة الخواص لابن جوزي 25 نقلا عن الثعلبي .
(2) رواه ابن سعد في طبقاته 2 | 339 والحاكم في مستدركه 3 | 305 واورده ابن حنبل في مسنده 5 | 113 .
(3) مستدرك الحاكم 3 | 135 ـ الطبقات الكبرى 2 | 339 ، تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي عليه السلام 3 | 58 مع اختلاف يسير .
المَنَاقِبُ
_ 93 _
الخوارزمي بخوارزم ، حدثنا القاضي الامام شمس القضاة أحمد بن عبد الرحمن بن إسحاق ، أخبرنا الشيخ الفقيه أبو سهل محمد بن إبراهيم ، أخبرنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن هارون التميمي النحوي الكوفي ـ المعروف بابن النجار ـ حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن حامد بن متويه ، البلخي التميمي ، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله السمسار التميمي ، حدثني حميد بن مسعدة ، حدثنا يونس بن أرقم ، حدثنا أبو الجارود ، عن عدي بن ثابت ، عن ابن عباس قال : العلم ستة أسداس ، لعلي بن أبي طالب عليه السلام من ذلك خمسة أسداس ، وللناس سدس ، ولقد شاركنا في سدسنا حتى هو أعلم به منا
(1) .
90 ـ وأنبأني الإمام الحافظ صدر الحفاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني اجازة ، أخبرنا الحسين بن أحمد المقري ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني ، حدثنا عبيد بن كثير ، حدثني محمد بن الجنيد ، حدثنا يحيى بن سالم بن أبي حفصة ، عن هاشم بن البريد ، عن بيان ، عن أبي بشر ، عن زاذان ، عن عبد الله قال : قرأت على رسول الله صلى الله عليه وآله سبعين سورة ، وختمت القرآن على خير الناس علي بن أبي طالب ( عليه السلام )
(2) .
91 ـ وأنبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد هذا ، أخبرنا أحمد بن عبد الجبار الصيرفي ـ قراءة ـ أخبرني عبد العزيز بن علي الأزجي اجازة ، أخبرنا أحمد بن محمد بن موسى المجبر ، حدثنا أحمد بن جعفر بن محمد ، حدثني الحسن بن العباس الجمال ، حدثنا إبراهيم بن عيسى ، حدثنا يحيى بن يعلى ، عن حبوة بن حميد بن هاني بن حميد بن هاني ، عن علي بن رباح قال : جمع القرآن على
---------------------------
(1) رواه أيضا الجويني في فرائد السمطين 1 | 369 .
(2) تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي عليه السلام 3 | 34 وفيه : تسعين سورة .
المَنَاقِبُ
_ 94 _
عهد رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم ) علي بن أبي طالب وابي بن كعب
(1) .
92 ـ وأنبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد هذا ، اخبرنا أحمد بن عبد القادر بن محمد البغدادي ، أخبرنا الحسن بن علي الجوهري ، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز ، أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب ، حدثنا حسين بن محمد بن عبد الرحمان بن فهم ، حدثنا محمد بن سعد ، أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي حدثنا عبيدالله بن عمر ، عن معمر عن وهب بن أبي دبي ، عن أبي الطفيل قال : قال علي : سلوني عن كتاب الله عزوجل فانه ليس من آية إلا وقد عرفت أبليل نزلت ام بنهار ام في سهل ام في جبل
(2) .
93 ـ وأنبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد هذا ، أخبرنا الحسن بن أحمد الحداد ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا سعد بن محمد الصيرفي ، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون ، حدثنا الحكم بن ظهير ، عن السدي ، عن عبد خير ، عن علي عليه السلام قال : لما قبض رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم ) اقسمت ـ أو حلفت ـ أن لا أضع ردائي عن ظهري حتى اجمع ما بين اللوحين ، فما وضعت ردائي عن ظهري حتى جمعت القرآن
(3) .
94 ـ وأخبرنا العلامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي ، أخبرنا الاستاذ الامين أبو الحسن علي بن الحسين بن مردك الرازي ، أخبرنا الحافظ أبو سعد إسماعيل بن الحسين بن علي بن الحسين السمان ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن زكريا التستري ـ بقراءتي عليه ـ حدثنا محمد بن أحمد بن عمرو الرنيقي ، حدثنا يحيى بن أبي طالب ، أخبرنا
---------------------------
(1) شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني 1 | 25 .
(2) الطبقات الكبرى لابن سعد 2 | 338 .
(3) حلية الاولياء لأبي نعيم 1 | 67 .
المَنَاقِبُ
_ 95 _
ابو بدر ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن داود أبي القصاف ، عن أبي حرب ، عن أبي الأسود قال : ان عمر اتي بامراة قد وضعت لستة أشهر ، فهم برجمها ، فبلغ ذلك علياً فقال : ليس عليها رجم ، فبلغ ذلك عمر ، فأرسل إليه يسأله فقال علي : ( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ )
(1)، وقال : ( وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا )
(2) فستة أشهر حمله ، وحولين ، تمام الرضاعة لا حد عليها قال : فخلى عنها ثم ولدت بعد لستة أشهر
(3) .
95 ـ وبهذا الاسناد عن أبي سعد السمان هذا ، أخبرنا أحمد بن الحسين الموسى آبادي ـ بقراءتي عليه ـ حدثني أبو علي الفلاس وأبو عبد الله القطان وأبو سعيد أحمد بن علي البيع قالوا : حدثنا علي بن موسى القمي ، حدثنا ابن أبي طالب ، حدثنا معلى بن أبي زائدة ، حدثنا أشعث ، عن عامر ، عن مسروق وحدثنا ابن أبي زائدة ، عن داود بن أبي هند ، عن عامر ، عن مسروق قال : أتى عمر بإمرأة قد نكحت في عدتها ، ففرق بينهما وجعل صداقها من بيت المال ، وقال : لا اجيز مهراً ارد نكاحه قال : ولا يجتمعان أبداً ، وزاد شعيب : فبلغ علياً فقال : وان كانوا جهلوا السنة ، فلها المهر بما استحل من فرجها ويفرق بينهما فإذا انقضت عدتها فهو خاطب من الخطاب ، فخطب عمر الناس فقال : ردوا الجهالات إلى السنة ، ورجع عمر إلى قول علي
(4) .
96 ـ وبهذا الاسناد عن أبي سعد السمان هذا ، أخبرنا أبو القاسم أحمد بن محمد بن عثمان العثماني ـ بمدينة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بقراءتي عليه ـ حدثنا علي بن محمد بن الزبير الكوفي ، حدثنا الحسن ومحمد ابنا علي بن عفان قالا : حدثنا الحسن بن عطية القرشي عن الحسن بن صالح بن حي ،
---------------------------
(1) البقرة : 233 .
(2) الاحقاف : 15 .
(3) و(4) سنن البيهقي 7 | 442 مع اختلاف يسير . ذخائر العقبى للمحب الطبري | 81 الرياض الناضرة 2 | 164 .
المَنَاقِبُ
_ 96 _
حدثنا أبو المغيرة الثقفي ، عن رجل ، عن ابن سيرين : ان عمر سأل الناس كم يتزوج المملوك ؟ وقال لعلي : إياك أعني يا صاحب المعافري ـ رداء كان عليه ـ فقال ثنتين
(1) .
97 ـ وبهذا الاسناد عن أبي سعد السمان هذا ، حدثنا أبو القاسم علي بن محمد على الايادي ببغداد لفظاً ، حدثنا أبو القاسم حبيب بن الحسن القزاز ، حدثنا عمر بن حفص السدوسي ، حدثنا أبو بلال الأشعري ، حدثنا عيسى بن مسلم القرشي ، عن عبد الله بن عمرو بن نهيك ، عن ابن عباس قال : كنا في جنازة فقال علي بن أبي طالب عليه السلام لزوج أم الغلام : امسك عن امرأتك ، فقال له عمر : ولم يمسك عن امرأته ؟ اخرج مما جئت به ؟ فقال : نعم يا أمير المؤمنين يريد أن يستبرئ رحمها ، لا يلقى فيه شيئاً فيستوجب به الميراث من أخيه ، ولا ميراث له فقال عمر : أعوذ بالله من معضلة لا علي فيها
(2) .
---------------------------
(1) رواه أيضا الجويني في فرائد السمطين 1 | 348 والمعافري : برود باليمن منسوبة إلى معافر وهي قبيلة ... النهاية .
(2) لما كان هذا الحديث مبهما بحاجة إلى توضيح ، لهذا نوضحه بما يلي من البيان .
قوله : كنا في جنازة فقال علي بن أبي طالب لزوج أم الغلام ( والمقصود من الغلام هو الذي علي ( عليه السلام ) يمشي في جنازته ) : امسك عن إمرأتك ( أي لا تجامعها ) .
وانما أمر أمير المؤمنين علي عليه السلام ذلك الرجل بأن يمسك عن زوجته ولا يقاد بها حتى يتبين هل له في بطنها منه جنين أو لا ، إذ لو كان في بطنها جنين أي كانت حاملاً منه حين وفاة ولدها من زوجها الأول ورث من أخيه ( الميت ) .
فإذا حاضت حيضة بعد امساكه عنها ، وتبين خلو رحمها من شيء لم يرثه .
وقد بين الإمام أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ذلك لعمر بن الخطاب لما سأله قائلاً : لم يمسك عن امرأته :
( نعم ، يا أمير المؤمنين يريد ان يستبرئ رحمها ، لا يلقى فيه شيئا فيستوجب به الميراث من اخيه أي الغلام الذي مات ويكون اخاه من امه دون ابيه ) .
فقال عمر معجبا : اعوذ بالله من معضلة لا علي لها .
المَنَاقِبُ
_ 97 _
وبهذا الاسناد عن أبي سعد السمان هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن يحيى بن الحسين القاضي ـ في جامع قزوين بقراءتي عليه ـ حدثنا أبو بكر محمد بن عمر بن سلم الجعابي ، حدثني أبو يزيد خالد بن النضر القرشى بالبصرة ، حدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي ، حدثنا مؤمل بن اسماعيل ، عن ابن عيينة ، عن يحيى ، عن سعيد بن المسيب قال : سمعت عمر يقول : اللهم لا تبقني لمعضلة ليس لها
(1) ابن أبي طالب حياً
(2) .
99 ـ وبهذا الاسناد عن أبي سعد هذا ، أخبرنا أبو المجد محمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي بمعرة النعمان
(3) ـ بقراءتي عليه ـ وأبو الفتح المؤيد بن أحمد بن علي الخطيب ـ بحلب بقراءتي عليه ـ حدثنا أبو القاسم اسماعيل بن القاسم ، حدثنا
---------------------------
وهذه المسألة تفترض في ما إذا تزوج رجل امرأة لها ولد من غيره فمات ولدها .
وقد وردت هذه المسألة ، والاشارة إلى دليلها في كتاب المغني لابن قدامة في المجلد التاسع الصفحة 129 ونحن نذكر هنا نص ما قاله ابن قدامة كاملاً ليتضح الامر قال :
( إذا تزوج رجل امرأة لها ولد من غيره فمات ولدها فان أحمد قال : يعتزل امرأته حتى تحيض حيضة وهذا يروي عن علي بن أبي طالب ، والحسن ابنه ، ونحوه عن عمر بن الخطاب ، وعن الحسن بن علي والصعب بن جثامة ، وبه قال عطاء ، وعمر بن عبد العزيز والنخعي ومالك واسحاق وابوعبيد ، قال عمر بن عبد العزيز لا يقربها حتى ينظر بها حمل أم لا .
وانما قالوا ذلك ، لأنها إن كانت حاملاً حين موته ورثه حملها ، وان حدث الحمل بعد الموت لم يرثه ، فان كان للميت ولد أو أب أو جد لم يحتج إلى استبرائها لأن الحمل لا ميراث له ) .
ولا يتوهم ان الام تحجب الأخ عن الميراث فان الاخ والاخت لام إنما لا يرث بالابن أو الاب أو الجد ، كما هو مذكور في المسألة اعلاه . وراجع أيضاً المجلد 7 ص 4 .
(1) في [ و] : فيها .
(2) رواه الجويني في فرائد السمطين 1 | 344 .
(3) في [ و] : محمد بن عبد الله التنوخي ـ ومعرة النعمان مدينة في سوريا ، مسقط رأس الشاعر الفيلسوف أبو العلاء المعري ـ المستفاد من مراصد الاطلاع .
المَنَاقِبُ
_ 98 _
محمد بن الحلبي ، وقال المؤيد المعروف بالمصري ـ بحلب : حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسن ـ المعروف بابن أبي نضلة ـ الشيخ الصالح ـ قال حدثني أبي ، حدثنا يعلى ابن عبيد ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن عبد الله بن عباس قال : استعدى رجل على علي بن أبي طالب عليه السلام إلى عمر بن الخطاب [ وكان علي جالساً في مجلس عمر بن الخطاب ] فالتفت عمر إلى علي عليه السلام فقال : يا أبا الحسن ، وقال المؤيد : قم يا أبا الحسن فاجلس مع خضمك ، فقام علي عليه السلام فجلس مع خصمه فتناظرا ، وانصرف الرجل ورجع علي عليه السلام إلى مجلسه فجلس فيه ، فتبين عمر التغير في وجهه فقال له : يا أبا الحسن مالى اراك متغيراً أكرهت ما كان ؟ قال نعم يا أمير المؤمنين قال ولم ذاك : قال : لانك كنيتني بحضرة خصمي فألا قلت قم يا علي فاجلس مع خصمك ، فأخذ عمر رأس علي عليه السلام فقبل بين عيينه ثم قال : بابي أنتم ، بكم هدانا الله ، وبكم اخرجنا من الظلمات إلى النور
(1) .
100 ـ وبهذا الاسناد عن أبي سعد هذا ، أخبرنا أبو الطيب محمد بن زيد النهشلي العطار ـ بالكوفة بقراءتي عليه ـ حدثنا علي بن محمد بن محمد بن عقبة الشيباني ، حدثني أبو العباس الفضل بن يوسف الجعفي القصباني ، حدثنا محمد بن عقبة ، حدثنا سعيد بن خيثم الهلالي ، عن محمد بن خالد الضبي قال : خطبهم عمر بن الخطاب فقال : لو رفناكم عما تعرفون إلى ما تنكرون ما كنتم صانعين ؟ قال فسكتوا
(2) فقال ذلك ثلاثاً ، فقام علي عليه السلام فقال : يا أمير المؤمنين اذن كنا نستتيبك ، فان تبت قبلناك قال : فإن [ لم اتب ] ، قال : اذن نضرب الذي فيه عيناك فقال : الحمد لله الذي جعل في
---------------------------
(1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4 | 133 في اربع مجلدات وما بين المعقوفتين موجود في المطبوع .
(2) في [ و] : فاعزموا فانصتوا ، قال فسكتوا .
المَنَاقِبُ
_ 99 _
هذه الامة من إذا اعوججنا اقام اودنا .
101 ـ وبهذا الاسناد عن أبي سعد هذا ، اخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن عيسى البزاز بن الحضرمي
(1) ـ بقراءتي عليه ـ حدثنا عبد الباقي بن قانع بن مرزوق القاضي ، حدثنا ابن أبي شيبة ، حدثنا جندل بن والق ، حدثنا محمد بن عمر المازني ، عن عباد الكلبي ، عن جعفر بن محمد ، عن ابيه ، عن جابر قال : قال عمر : كانت لاصحاب محمد صلى الله عليه وآله ثماني عشرة سابقة ، فخص منها علي بثلاث عشرة ، وشركنا في الخمس
(2) .
102 ـ وبهذا الاسناد عن أبي سعد هذا ، أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن ابن أحمد البوشنجي الفلجوذي
(3) ـ قدم حاجاً سنة تسعين ـ حدثنا أبو علي حامد بن محمد بن عبد الله الرفاء ـ حدثنا علي بن عبد العزيز ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا عبد السلام ، عن عطاء ، عن أبي عبد الرحمان قال : شرب قوم الخمر بالشام وعليهم يزيد بن أبي سفيان
(4) في زمن عمر فارسل إليهم يزيد بشربهم الخمر فقالوا : نعم شربناها وهي لنا حلال ، فقال : أو ليس قال الله عزوجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ ) إلى قوله : ( وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ ) ؟ حتى فرغ من الآية ، فقالوا : اقرأ التي بعدها فقرأ : ( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ ) إلى قوله ( وَاللّهُ يُحِبُّ
---------------------------
(1) في [ ر ] : ابن الحصرمي .
(2) ورد نظيره في شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني 1 | 16 .
(3) بوشنج ، بفتح الشين وسكون النون والجيم : بليدة نزهة خصيبة في واد مشجر من نواحي هرات ـ مراصد الاطلاع ومعجم البلدان .
(4) هو اخو معاوية من ابيه وايضاً أخو ام المؤمنين ( ام حبيبة ) وكان افضل بني سفيان وكان يقال له ( يزيد الخير ) ، أسلم يوم الفتح وحسن اسلامه وشهد حنينا ، فقبل ان النبي صلى الله عليه وآله اعطاه من غنائم حنين مائة من الابل واربعين اوقية فضة ... ولما فتحت دمشق امره عمر عليها ... ولما احتضر استعمل اخاه معاوية على عمله فاقره عمر على ذلك احتراماً ليزيد وتنفيذاً لتوليته انظر اسد الغابة 5 | 112 ـ سير اعلام النبلاء 1 | 328 .
المَنَاقِبُ
_ 100 _
المحسنين )
(1) فنحن من الذين آمنوا واحسنوا ، فكتب بأمرهم إلى عمر ، فكتب إليه عمر : ان أتاك كتابي ليلا فلا تصبح حتى تبعث بهم إلي ، وان أتاك نهاراً فلا تمس حتى تبعث بهم الي ، قال : فبعث بهم إليه فلما قدموا على عمر ، سألهم كما سألهم ، وردوا عليه كما ردوا على يزيد ، فاستشار فيهم أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فردوا المشورة إليه قال : وعلي ( عليه السلام ) في القوم ساكت ، فقال ما تقول يا ابا الحسن ؟ فقال أمير المؤمنين : أرى انهم قوم افتروا على الله ، وأحلوا ما حرم الله ، فأرى أن تستتيبهم فان هم ثبتوا وزعموا ان الخمر حلال ، ضربت أعناقهم ، وان هم رجعوا ضربتهم ثمانين ، بفريتهم على الله عزوجل ، فدعاهم فاسمعهم مقالة علي فقال ما تقولون ؟ فقالوا : نستغفر الله ونتوب إليه ونشهد أن الخمر حرام وانما شربناها ونحن نرى أنها حرام ، فضربهم ثمانين ثمانين
(2) .
103 ـ وبهذا الاسناد عن أبي سعد هذا أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المرزني بقراءتي ، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمان بن أبي حاتم ، حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القبطان ، حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة ، حدثنا اسباط ، عن سماك ، عن حنش : ان رجلين استودعا امرأه من قريش مائة دينار وامراها أن لا تدفع إلى واحد منهما دون صاحبه ، فأتاها احدهما فقال : ان صاحبي قد هلك فادفعي الي المال فأبت فاستشفع عليها ومكث يختلف إليها ثلاث سنين فدفعت إليه المال ، ثم جاء إليها صاحبه فقال : اعطيني مالي ، فقالت له : قد اخذه صاحبك ، فارتفعوا إلى عمر ، فقال له عمر : ألك بينة ؟ فقال : هي بينتي قال : ما اراك إلا ضامنة ، فقالت : انشدك الله لما رفعتنا إلى ابن أبي طالب قال : فرفعهما إليه فأتوه في حائط له وهو يسيل الماء
---------------------------
(1) المائدة : 90 ـ 93 .
(2) فتح الباري 15 | 73 ـ شرح معاني الآثار 2 | 88 .