تأليف
الموفق بن أحمد بن محمد المكّي الخوارزمي
المتوفى سنة 568 هـ
مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


  الحمد لله الذي جعل كمال دينه وتمام نعمته بولاية المرتضى ، وأتم الصلاة على الصادع بها محمد المحبو من الله بالرضا ، وآله الدوحة البيضا ، واللعنة على أعدائهم ما طلعت شمس وقمر أضا .
  وبعد : أيها القارئ العزيز نقدم بين يديك هذا السفر الجليل الحاوي على شمة من أزهار إمام الأبرار ورشحة من نثار زخار منبع الأسرار سيد الوصيين وإمام المتقين وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ صلوات الله عليه ـ الذي أخفى فضائله الأحباء تقية والأعداء حسداً وانتشر مابين ذلك ما عم الخافقين .
  وقد قام مؤلف هذا الكتاب ـ الحافظ الموفق بن أحمد البكري المكي الحنفي الخوارزمي ـ بتسطير ما حدثه به مشايخه في الحديث والرواية من مناقب وفضائل خص بها مولى الموحدين عليه الصلاة والسلام .
  ولأهميّة هذا الكتاب ـ بحيث عد من مصادر الفريقين ، فقد نقل عنه علماء الخاصة والعامة ، وأكثروا من تخريج أحاديثه في كتبهم كالعلامة والسيد ابن طاووس وابن شهراشوب والأربلي وأضرابهم ، وابن الوزير اليماني وابن حجر العسقلاني والكنجي الشافعي وابن الصباغ المالكي وأشباههم ـ تصدت مؤسستنا لطبع هذا الكتاب ونشره ، ولا يسعنا إلا أن نتقدم بجزيل شكرنا لسماحة فضيلة الشيخ مالك المحمودي ـ حفظه الله ـ الذي بذل جهداً جهيداً في تنظيم متونه واستخراج منابعه بعد مقابلته مع النسخ المخطوطة المتوفرة لديه ، فشكر الله سعيه وجزاه عن مولاه خير الجزاء .
  نسأل الله مزيدا من التوفيق لخدمة أهل البيت عليهم السلام ونشر فضائلهم وإحياء أمرهم إنه نعم الموفق والمعين ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة

المَنَاقِبُ _ 4 _

كلمة المحقق
  الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم الانبياء محمد وآله الطيبين لاسيما وصيه وابن عمه علي امير المؤمنين .
  وبعد ؛ فقد وفقني الله فيما مضى لتحقيق واخراج كتاب ( العمدة ) الذي يتضمن عيون الأخبار في فضائل الإمام علي عليه السلام التي وردت في صحاح اهل السنة وسننهم ومسانيدهم وذلك بمعونة أحد الاخوة الفضلاء .
  وقد استقبل القراء هذا الكتاب القيم استقبالاً كبيراً مما دل على رغبة الناس الشديدة في التعرف على فضائل إمام المتقين وبخاصة إذا كان من الكتب المؤلفة قديماً والمعتمدة على مصادر أهل السنة أو كان من مؤلفاتهم .
  وهذا هو ما حدا بي إلى تصحيح وتحقيق كتاب ( مناقب الإمام أمير المؤمنين ) المعروف بمناقب الخوارزمي الذى يعتبر من المصادر العريقة المعتبرة عند السنة والشيعة في فضائله عليه السلام ، وكان قد خرج قبل هذا في طبعات غير محققة ، بل وغير أمينة .
  وقد حصلت على نسختين أصليتين لهذا الكتاب اعتمدت عليهما لاخراجه في ثوبه اللائق وصورته المناسبة .
  وقد رمزت لنسخة المكتبة الرضوية الشريفة بحرف ( ر ) ولنسخة المكتبة الوزيرية بيزد بحرف ( و ) وها هو كتاب ( المناقب ) أقدمه إلى القراء الكرام بعد عامين من الجهد والعمل الدائبين ، وكلى أمل بان يتقبل الله منى هذا الجهد المتواضع ، انه سميع مجيب .
مالك المحمودي

المَنَاقِبُ _ 5 _

على إمام المتقين في الكتاب والسنة
  اللهم لك الحمد والثناء ، ولك المجد والبهاء ، والصلاة على سيد رسلك ، وعلى الأصفياء من عترة نبيك ، محمد وآله الطاهرين : الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيراً .
  أما بعد ، لقد كانت دعوة الرسول الاعظم ، دعوة عالمية ، ورسالته رسالة خاتمة خالدة ، وقد اختص بهذه الخصيصة من بين الرسل ، ولئن كانت دعوة بعضهم عامة عالمية ، ولكن لم تكن دعوة أحد منهم دعوة خالدة خاتمة ، تعم الأجيال والاعصار إلى يوم القيامة وإنما اختص الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله بهذه الخصيصة ، فهو خاتم الانبياء ، وكتابه خاتم الكتب ، وشريعته خاتمة الشرائع .
  كانت دعوة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في بدء البعثة ، تدور بين أهله وعشيرته غالباً وكان لا ينذر ولا يبشر بشكل عام إلا أقرباه متمثلاً لامره سبحانه ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) (1) .
  ولما نزل قوله ( فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين ) (2) قام بالدعوة العالمية ، ونادى الناس باتباع شريعته ، وبدأت الدعوة تخطو خطوات ، تجذب قلوب الشبان وتستهوى أفئدتهم ، غير أن المناوئين لرسالات الله عامة ، ورسالة الرسول الأعظم خاصة ، أجمعوا على أن يخنقوا نداءه باساليب مختلفة ، من اتهام صاحب الرسالة بالسحر والجنون ، إلى تعذيب المعتنقين والمؤمنين بها ، إلى ضرب الحصار الاقتصادي عليهم ، إلى الحيلولة دون وصول الوافدين إلى مكة لسماع دعوته ، إلى أن أجمعوا أمرهم

---------------------------
(1) الشعراء | 214 .
(2) الحجر | 94 .

المَنَاقِبُ _ 6 _

  على إنهاء حياته وإطفاء نوره بقتله في داره غيلة ، لكن الله سبحانه حال بينهم وبين أمنيتهم الخبيثة ، ورد كيدهم إلى نحورهم ، فخيب رجاءهم باخبار الرسول بالمؤامرة والمكيده فلم ير النبي الاعظم بداً من مغادرة مكة متوجها إلى يثرب ، ولما نزل دار مهجره ، اجتمع حوله رجال من الأوس والخزرج فبايعوه ووعدوه بالنصر والمؤازرة ، تأكيداً للبيعة التي أجراها نقباؤهم مع النبي الأكرم في ( منى ) أيام إقامته في مكة فصار النصر حليفه ، والتقدم في مسير الدعوة أليفه .
  ولكن خصماءه الالداء ما تركوه حتى بعد مغادرة موطنه ، فأخذوا يشنون عليه الغارة المرة ، بعد الاخرى ، ويحزبون الاحزاب عليه ، ويستعينون باليهود وبمشركي الجزيرة عامة ليطفئوا نور الله والله متم نوره ولو كره الكافرون ، فهم أرادوا شيئاً ، والله سبحانه أراد شيئا آخر فإذا قضى أمرا يقول له كن فيكون .
  وعندئذ أخذت الدعوة الالهية بالتقدم والانتشار في اكثر الاصقاع والربوع من الجزيرة العربية ، بعونه ومشيئته سبحانه ، وبطولة أصحابه ومعتنقيه وببركة التضحيات الثمينة التي يقدمها النبي والمؤمنون في مجالها ، فبدت يوادر اليأس على الاعداء وأذعنوا إلى حد ما بأنه ليسوا بمتمكنين من ايقاف الدعوة ، وعرقلة مسيرها إلا أنه بقيت لهم نافذة رجاء وهو أن صاحب الدعوة على زعمهم ـ ليس له عقب يخلفه فهو يموت وتموت به دعوته ويعود الامر على ما كان عليه وتصبح الارض خالصة للوثن والوثنيين فكانوا ينتظرون ذلك اليوم وإليه يشير سبحانه : ( أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون ، قل تربصوا فإنى معكم من المتربصين ، أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون ) (1) .
  وكان القوم يحلمون بهذه الرؤية الشيطانية ، ويتربصون به ريب المنون لا يشكون في أن دعوته ستموت بموته لانه في منظرهم ملك في صورة نبي ، وسلطته سلطة في صورة دعوة إلهية فلئن مات أو قتل انقطع أثره وخمد ذكره ، كما هو المشهود من حال الملوك والجبابرة مهما تعالى أمرهم ، وبلغوا عن التكبر والتجبر وركوب رقاب الناس ، مبلغا عظيماً كان الخصم يحلم بهذه الامنية الشيطانية حتى جاء أمين الوحي

---------------------------
(1) الطور | 30 ـ 32 .

المَنَاقِبُ _ 7 _

  فأدهشهم وطارت عقولهم فامر النبي بتنصيب علي عليه السلام لمقام الولاية الالهية ، واستخلافه في امر المسلمين بعده فخاطبه بقوله : ( يا ايها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) (1) .
  فقام النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في محتشد عظيم من الناس التف حوله وجوه المهاجرين والانصار وأخذ بيد علي ( عليه السلام ) ورفعها وقال ألست أولى بكم من أنفسكم ، قالوا اللهم بلى فقال من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله (2) .
  فصار عمل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقيامه بواجبه في تنصيب علي عليه السلام مقام القيادة بعد وفاته ، سبباً ليأس المشركين قاطبة فأذعنوا أن النبي نور لا يطفأ ، وسراج لا يخبو وأن كتابه فرقان لا يخمد برهانه ، وتبيان لا تهدم أركانه ، وعز لا تهزم أنصاره ، وحق لا تخذل أعوانه ، وقد نزل أمين الوحي يبشر النبي الأكرم عن قنوط المشركين ويأسهم . إذ قال سبحانه : ( اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون . اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ) (3) .
  وحيث إن هذه الواقعة التاريخية الكبرى وقعت ـ عند منصرف النبي من حجة الوداع ـ في مكان يسمى بغدير خم ، سميت بواقعة الغدير واشتهر في جميع الاجيال بهذا الاسم وجاء في القصائد والاشعار بهذا العنوان .
  لم يكن يوم الغدير أول يوم نوه فيه النبي الأكرم بمقام علي وفضله ومنقبته ، ولا آخره بل كانت النبوة والإمامة منذ فجر الدعوة الالهية صنوين ، فقد أصحر النبي بإمامة وصيه ووزارة وزيره يوم جهر بدعوته بين قومه واسرته في السنة الثالثة من بعثته ، يوم أمره سبحانه بانذار الأقربين من عشيرته ، فدعى الاقربين إلى داره فخاطبهم بقوله :

---------------------------
(1) المائدة | 67 ، وتسمى الآية آية البلاغ لاشتماله على لفظة بلغ ، راجع للوقوف على مصادر نزولها في حق الامام علي ( عليه السلام ) كتب الحديث والتفسير وكفانا في ذلك ما حققه الشيخ الاكبر الاميني في كتابه ( الغدير ) ج 1 ص 214 ـ 229 .
(2) لاحظ مصادر حديث الغدير في موسوعة ( الغدير ) ج 1 ص 14 ـ 151 .
(3) المائدة | 3 .

المَنَاقِبُ _ 8 _

  ( والله الذي لا إله إلا هو إني رسول الله إليكم خاصة وإلى الناس عامة ... فأيكم يؤازرني على هذا الامر على أن يكون أخى ووصيي وخليفتي فيكم فاحجم القوم عنها جميعا وقلت واني لاحدثهم سنا ، وارمصهم عينا ... انا يا نبي الله ... فاخذ برقبتي ثم قال : ان هذا اخي ووصيي وخليفتي فيكم ) (1) .
  كان النبي الاعظم واقفا على خطورة الموقف وعظم مقام القيادة فكان يعرف زعيم الامة والقائم بعده باعباء الخلافة حيناً بعد حين ، بأساليب مختلفة فتارة يشبهه بهارون (2) وأخرى بأنه وأولاده أحد الثقلين (3) وثالثة بأنهم كسفينة نوح (4) إلى غير ذلك من نصوصه المباركة حول امام المتقين وأولاده المعصومين .
  كل ذلك يعرب عن أن النبي لم يترك مسألة الوصاية سدى ولم يفوضه إلى شورى الامة ومفاوضاتها أو منافساتها أو إلى بيعة رجل أو رجلين أو بيعة عدة من المهاجرين والانصار بل عالج مسألة الخلافة في حياته بأحسن الوجوه والاساليب وعرف الامة زعيمها وقائدها من بعده في اخريات ايامه الشريفة في محتشد عظيم لم يكن له نظير في تاريخ الرسالة حتى ينقله الحاضرون ـ عند وصولهم إلى اوطانهم ـ إلى الغائبين وينتشر خبر الولاية بين الامة جمعاء حتى لا يبقى لمريب ريب .
  الامة الاسلامية والخطر الثلاثي :
  هذا ما قادتنا إليه دراسة النصوص النبوية التي رواها الحفاظ من الامة ولك أن تستشف الحقيقة من طريق آخر وهو تحليل ومحاسبة الاوضاع السائدة على الامة قبيل وفاة النبي الأكرم فانها تقضى بأن المصلحة العامة كانت في تنصيب القائد لا في تفويض امر الزعامة إلى الامة أو تركه سدى وعدم النبس فيه بكلمة .
  إن الدولة الاسلامية الفتية يوم ذاك كانت محاصرة من جهتى الشمال والغرب

---------------------------
(1) تاريخ الطبري ج 2 | 63 ومسند الامام احمد 1 | 159 .
(2) مستدرك الحاكم ج 3 | 109 وصححه الذهبي في تلخيصه على شرط مسلم .
(3) مسند الامام احمد ج 5 | 182 و189 . من حديث زيد بن ثابت بطريقين صحيحين .
(4) مستدرك الحاكم ج 3 ص 151 ، من حديث ابي ذر .

المَنَاقِبُ _ 9 _

  بأكبر امبراطوريتين عرفهما التاريخ ـ انذاك ـ وكانتا على جانب كبير من القوة والبأس والقدرة العسكرية المتفوقة مما لم يصل المسلمون إلى اقل درجة منها حينئذ وهاتان الامبراطوريتان هما الروم والفرس .
  هذا من الخارج واما من الداخل فكان الاسلام والمسلمون مهددين من جانب المنافقين الذين يشكلون العدو الداخلي المبطن ، بنحو ما يشبه الآن مايسمّى بالطابور الخامس ، وخطر العدو الداخلي لم يكن بأقل من خطر العدو الخارجي من الروم والفرس ، وهذا الخطر الثلاثي الرهيب ، كان يفرض على النبي أن يقف موقف قائد يحبط بتدبيره الرصين ، كل مؤامرة محتملة ضد الدعوة الناشئة وامته الفتية إذ كان من المحتمل جدا أن يتفق العدو الخارجي مع الداخلي ويتحد هذا الثلاثي الناقم على الإسلام على محو الدين وهدم كل ما بناه الرسول الأكرم طوال ثلاثة وعشرين عاماً ويضيع كل ما قدمه المسلمون من نضحيات غالية في سبيل اقامة صرح الدين .
  أفيصح عند ذاك ترك امر الزعامة إلى الامة الفتية التي لم تمر عليها إلا عدة أعوام قليلة ولم تكتسب فيها تجارب كافيه ولم تتدرع دون هذه الاعداء الخطرين ؟ وهو يعلم أنه لو توفر للامة قائد محنك متفق عليه لقامت في وجه الاعداء قيام رجل واحد ، وصدت جميع محاولاتهم العدوانية ، بنجاح والتالي نجت الامة من التفرق والتشرذم والسقوط والفشل بعد غياب رسول الله ، وعند عزم العدو على شن الحرب على مناطق الاسلام ، وأن اختلاف الامة بعد ارتحال النبي في امر الخلافة يطمع الاعداء في انقضاء على الاسلام بشن الحروب والغارات .

النظام القبلي ومشكلة القيادة
  قد كانت في حياة المسلمين عند ذاك ، مشكلة اخرى كانت تصد النبي عن تفويض القيادة إلى رأي الامة وهي مشكلة النزعة القبيلية السائدة يوم ذاك ، فإن النظام القبلى في جميع الربوع والاقطار يتميز بخضوع افراد كل قبيلة لسيدها وقائدها ورفض قيادة الآخرين فالمجتمع الاسلامي يوم ذاك كان مكوناً من قبائل مختلفة يسودها التنافس والتنازع والاستئثار بالسلطة والزعامة وحصرها في قبيلة ورفض سلطة الآخرين من دون تفكير المشاركة والمساهمة أو تقديم الأفضل فالافضل .

المَنَاقِبُ _ 10 _

  وقد كانت حياة المسلمين على هذا الشكل والاسلوب فهل يسوغ للنبي الاكرم أن يترك مصير الخلافة لامة هذه حالها ، التى لا تنتج سوى التنازع والاشتباك مع أن في تنصيب القائد وتعيينه قطع لدابر الفرقة خصوصاً بعد ما كان النبي واقفاً على ما بين الأوس والخزرج من المنازعات وما بين المهاجرين والانصار من المنافسات ، وقد شهد خلافهم بأم عينيه في غزوة بني المصطلق (1) ، كما شاهد نزاع الحيين ( الأوس والخزرج ) في قصة الإفك (2) إلى غير ذلك من المشاجرات المعاصرة لحياة النبي وبعده مما سجلها التاريخ ولا أظن أن قائدا يقيم لدعوته وزناً ، ويضحي في سبيلها بالنفس والنفيس يقف على تلك المشاكل ويرحل إلى ربه من دون أن يفكر في قيادة أمته بعد رحيله .

فضائل الإمام ومناقبه في كتب الحديث
  هذا ما دفع النبي الأكرم إلى تنصيب القائد المحنك لمسند الخلافة كما دفعه إلى التعريف بفضائله ومناقبه في مواطن شتى ليقطع بذلك عذر المتعللين ويتم الحجة على الجميع ولله الحجة البالغة ومع هذه الجهود الجبارة التي بذلها النبي الاكرم في سبيل التعريف بخليفته والاشادة بفضائله ، عمدت السلطات الجائرة من أموية وعباسية في مختلف القرون إلى إخفاء فضائله وانساء مناقبه ، ولم يكتفوا بذلك بل عمدوا إلى جعل مثيلها للآخرين ، ونسبة محاسنه إليهم بكل صلف وقحة ، كل ذلك بالترغيب والترهيب وبذل الأموال الطائلة للمرتزقة من وعاظ السلاطين وتجار الحديث .
  ومن قرأ تاريخ الدولتين وما بذل اصحاب السلطة فيهما من الأموال في تشويه سمعة الوصي والحط من مكانته وتبجيل خصمائه عرف أن ما ذكرناه بعض الحقيقة لا كلها وأذعن أن انتشار فضائله ومناقبه على هذا الحد ، بين الكتب والناس ، معجزة من معاجز الله ، حيث أراد أن يبطل كيد الاعداء ويخيب آمالهم حتى تنتشر فضائله في

---------------------------
(1) السيرة النبوية لابن هشام : ج 2 ص 91 .
(2) صحيح البخاري : ج 5 ص 101 .

المَنَاقِبُ _ 11 _

  عاصمة الامويين وبين أعدائه الغاشمين والله غالب على أمره ، قيض سبحانه ثلة من المحدثين الحفاظ في كل عصر ممن يحبون الحق والحقيقة ولا يعتنون برضا الناس وسخطهم ، فألفوا كتباً ورسائل في مناقب الامام علي بن أبي طالب عليه السلام وفضائله حتى زخرت المكتبة العربية بهذه الكتب بل المكتبة الاسلامية عامة على اختلاف لغاتها وألسنتها ، فانتشرت مناقبه بطرق صحيحة لم يكن العدو يحلم بها حتى قال الامام الحافظ أحمد بن حنبل والشيخ النسائي وأضرابهما بأنه ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله من الفضائل بطرق صحيحة ما جاء لعلي بن أبي طالب (1) .
  وقد أحس بعض المحدثين بمسؤوليته الدينية امام الله سبحانه وأمام امته ، فقام بنشر فضائله وإن بلغ الأمر ما بلغ وإن انجر إلى استشهاده وقتله في سبيل نشر فضائل المرتضى ، هذا والتاريخ يوقفنا على لفيف من الشهداء من المحدثين في هذا السبيل نذكر ما يلي :
  1 ـ هذا أبو عبد الرحمن احمد بن شعيب المعروف بالحافظ النسائي المتوفى عام 303 أحد أصحاب الصحاح والسنن غادر مصر في اخريات عمره نازلاً مدينة دمشق فوجد الكثير من أهلها منحرفين عن الامام فأخذ ينشر مناقبه وفضائله فألقى محاضرات متواصلة في فضائل الوصي وبعد أن فرغ من تأليف كتابه ونشره ، سئل عن معاوية وما روى من فضائله فقال : أما يرضى معاوية أن يخرج رأساً برأس حتى يفضل ؟ وفي رواية اخرى : ( لا أعرف له فضيلة الا ، لا أشبع الله بطنه ، فهجموا عليه ، يضربون بأرجلهم في خصييه حتى أخرجوه من المسجد فقال : إحملوني إلى مكة فحمل إليها وتوفى بها حتى مات بسبب ذلك الدوس ) (2) .
  2 ـ الحافظ فخر الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجى الشافعي ، فقد قتل عام 658 في سبيل نشر فضائل امير المؤمنين . فألف كتابا باسم ( كفاية الطالب

---------------------------
(1) الاستيعاب : ج 2 ص 466 والصواعق المحرقة ص 118 وغيرهما من المصادر .
(2) خصائص النسائي : ص 24 ـ 25 طبع النجف وقد طبع أيضا بمصر عام 1348 هـ ، ق بمطبعة التقدم وصحيح النسائي ، المقدمة ، صفحة هـ بشرح حافظ جلال الدين السيوطي .

المَنَاقِبُ _ 12 _

  في مناقب علي بن أبي طالب ) ، وكتابا آخر باسم ( البيان في اخبار صاحب الزمان » فنشرهما في دمشق الشام فقتل في جامعه بلا مبرر ولا مسوغ سوى أنه قام بواجبه في نشر فضائل الوصي .
  قال في اول كتابه : ( لما جلست يوم الخميس لست بقين من جمادي الآخرة سنة 647 بالمشهد الشريف بالحصباء من مدينة الموصل ودار الحديث المهاجرية ، حضر المجلس صدور البلد من النقباء والمدرسين والفقهاء وارباب الحديث فذكرت بعد الدرس احاديث وختمت المجلس بفصل في مناقب أهل البيت فطعن بعض الحاضرين لعدم معرفته بعلم النقل في حديث زيد بن أرقم في غدير خم وفي حديث عمار في قوله صلى الله عليه وآله : طوبى لمن أحبك وصدق فيك فدعتني الحمية لمحبتهم على املاء كتاب يشتمل على بعض ما رويناه من مشايخنا في البلدان من احاديث صحيحة من كتب الائمة والحفاظ في مناقب أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه (1) .

حياة مؤلف الكتاب
  وممن قام بالتأليف في هذا المجال الحافظ الموفق بن أحمد بن أبي سعيد اسحاق بن المؤيد المكي الحنفي المعروف بأخطب خوارزم ، فقد سجل كتابه هذا له ذكراً خالداً فترجمه أصحاب المعاجم ، وان لم يستوفوا حقه ولكن فيما نذكره من أقوالهم في حق الرجل تسليط لبعض الضوء على شخصيته العلمية والأدبية والحديثية ومشايخه وتلامذته ونذكر نصوصهم حسب الترتيب التاريخي :
  1 ـ قال ابن عساكر في ترجمة الحسن بن سعيد بن عبد الله بن بندار أبو علي الديار بكري :
  فمما أنشدني لنفسه مما كتب به إلى خطيب خوارزم أحمد بن مكي وكان مشهوراً بالفضل ، جوابا له عن ابيات كتبها إليه ثم ذكر جواب الحسن أولاً

---------------------------
(1) كفاية الطالب طبع النجف تحقيق محمد هادي الأميني ، ص 12 .

المَنَاقِبُ _ 13 _

  وأبيات الخطيب ثانياً وإليك أبيات الخطيب :

هدى علم الدين المفخم iiشأنه        له في عظامي والعروق دبيب
تـشوقني الذكرى إليه iiفأنثني        وأيسر  ما بين الضلوع iiلهيب
أحـن  إلـيه حنة كلما iiدعت        شئابيب دمع العين فهي تجيب
بـعيد إذا قـلبت طرفي iiنازح        وإن لـحظته فـكرتي iiفقريب
يشيم لكشف الغامضات iiمهنداً        يـطبق فـي أوصالها ويطيب

  ويظهر مما أجاب به الحسن بن سعيد (1) ، كون المجيب خاضعا لفضله ومقامه فقد عرفه بقوله :
إمام له في الفضل أشرف رتبة        إذا رامـها خـلق سواه iiيخيب
  إذا  ما على صدر الائمة iiمنبرا        فـقس  عـليه بالبيان iiخطيب (2)
  1 ـ قال ( القفطي ) :
  ( الموفق بن أحمد بن محمد المكي الأصل ، أبو المؤيد خطيب خوارزم أديب فاضل ، له معرفة تامة بالأدب والفقه يخطب بجامع خوارزم سنين كثيرة وينشئ الخطب به ، أقرء الناس علم العربية وغيره ، وتخرج به عالم في الآداب ، منهم أبو الفتح ناصر بن أبي المكارم المطرزي الخوارزمي وتوفى الموفق بخوارزم في حادي عشر صفر سنة ثمانية وستين وخمسمائة ) (3) .
  2 ـ ونقل ( ابن الفوطي ) نثراً للمؤلف في وصف استاذه الزمخشري : ( قال صدر الائمة الموفق ابن أحمد المكي في وصفه : خوارزم كانت قبل فخرها بأبي بكرها ، صادقة في زهوها به سن بكرها ، تعده لغرائبه من رغائبها وتعده لرغائبه عن غرائبها الخ ... ) (4)

---------------------------
(1) وللشاعر (الحسن بن سعيد) ترجمة في ( مجمع الآداب في معجم الألقاب ) الجزء الرابع ، القسم الاول لابن الفوطي ، ص 575 .
(2) التاريخ الكبير لابن عساكر المتوفى عام 571 طبع الشام عام 1332 ، ج 4 ص 177 ـ 178 .
(3) إنباه الرواة على أنباه النحاة ، تأليف جمال الدين القفطي المتوفى سنة 646 : ج 3 ص 232 ـ رق الترجمة 779 طبع القاهرة عام 1377 .
(4) تلخيص مجمع الاداب في معجم الألقاب تأليف كمال الدين أبو الفضل عبد الرزاق المعروف

المَنَاقِبُ _ 14 _

  3 ـ وقال عبد القادر القرشي :
  « الموفق بن أحمد بن محمد المكي خطيب خوارزم استاذ ناصر بن عبد السيد صاحب المغرب أو المؤيد المطرزي مولده في حدود سنة أربع وثمانين وأربعمائة ذكره القفطي في ( أخبار النحاة ) ، ثم ذكر عبارة القفطي التي نقلناها آنفا (1) .
  4 ـ روى الذهبي عن هذا الكتاب في ( ميزان الاعتدال ) في ترجمة ( الحسن بن غفير المصري العطار ) كما روى عنه في لسان الميزان في ترجمة الحسن أيضا (2) .
  5 ـ وقال ( الفاسي المكي ) :
  ( الموفق بن أحمد بن محمد المكي أبو المؤيد العلامة خطيب خوارزم كان اديبا فصيحاً مفوهاً خطب بخوارزم دهرا وأنشأ الخطب وأقرأ الناس وتوفي بخوارزم في صفر سنة ثمان وستين وخمسمأئة وذكره هكذا الذهبي في تاريخ الاسلام (3) وذكره الشيخ محيي الدين عبد القادر الحنفي في ( طبقات الحنفية ) ثم نقل ما ذكره القفطي في ( أخبار النحاة ) وأضاف في آخره : من مؤلفاته مناقب الامام أبي حنيفة ) (4) .
  6 ـ وقال الحافظ جلال الدين السيوطي : ( الموفق بن أحمد بن أبي سعيد اسحاق أبو المؤيد المعروف بأخطب خوارزم . قال الصفدي : كان متمكناً في العربية غزير العلم فقيهاً فاضلا اديباً شاعراً قرأ على الزمخشري وله خطب وشعر .
  قال القفطي : وقرأ عليه ناصر المطرزي . ولد في حدود سنة أربع وثمانين وأربعمائة

---------------------------
 بابن الفوطي الشيباني الحنبلي ت 642 م 723 تحقيق الدكتور مصطفى جواد وفي التعليقة ترجمة للخطيب على نحو الإجمال .
(1) الجواهر المضية في طبقات الحنفية : للشيخ عبد القادر ابن أبي الوفاءت 696 م 775 ، ج 2 ص 188 ، طبع الهند ، عام 1335 .
(2) ميزان الاعتدال : ج 1 ، ص 517 طبع الحلبي ـ مصر ولسان الميزان طبع الهند ج 2 ص 243 .
(3) قال محقق الكتاب : هذه السنة من السنوات الساقطة من نسخة تاريخ الاسلام للذهبي المخطوطة بدار الكتب المصرية .
(4) العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين لتقي الدين محمد بن أحمد الحسني الفاسي المكي : ج 7 ص 310 تحقيق فؤاد سيد ـ القاهرة ـ طبع 1387 .

المَنَاقِبُ _ 15 _

  ومات سنة ثمان وستين وخمسمائة ) (1) .
  7 ـ وقال محمد بن عبد الحي اللكنوي الهندي :
  ( أحمد بن محمد موفق الدين خطيب خوارزم مولده في حدود سنة أربع وثمانين وأربعمائة وكان اديباً وفاضلاً له معرفة تامة بالفقه أخذ عن نجم الدين عمر النسفي وأخذ علم العربية عن جار الله محمود الزمخشري وأخذ عنه ناصر الدين صاحب المغرب ، مات سنة ستمائة وعشرة قال الجامع ذكره السيوطي في ( بغية الوعاة ) في من اسمه الموفق وقال : ثم ذكر نص السيوطي الذي عرفت ) (2) .
  8 ـ وقال ( الخوانساري ) :
  ( وأما الأخطب فهو لقب الشيخ المحدث المتقن المتبحر صدر الائمة عند العامة أخطب خوارزم ، والخوارزمي أو ابن خوارزم موفق بن أحمد المكي وغيره ) (3) .
  9 ـ وقال العلامه ( الاميني ) :
  ( الحافظ أبو المؤيد وأبو محمد موفق بن أحمد بن أبي سعيد اسحاق ابن المؤيد المكي الحنفي المعروف بأخطب خوارزم ، كان فقيها غزير العلم ، حافظاً طائل الشهرة محدثاً كثير الطرق ، خطيبا طائر الصيت متمكنا في العربية خبيراً على السيرة والتاريخ ، أديبا شاعراً له خطب وشعر مدون ) (4) .
  10 ـ وقال السيد محمد رضا الموسوي الخرسان في مقدمته على الطبعة الثانية من هذا الكتاب :
  « الامام الأجل الصدر ضياء الدين شمس الاسلام ، ناصح الخلفاء مفتى الأمة مقتدى الفريقين ، صدر الائمة وفاء بالوعد أخطب الخطباء الحافظ الموفق بن أحمد بن

---------------------------
(1) ( بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ) للحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي المتوفى عام 911 ، ج 2 ص 308 تحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم ، طبع مصر .
(2) ( الفوائد البهية في تراجم الحنفية ) لأبي الحسنات محمد بن عبد الحي اللكنوي الهندي ألفه عام 1291 .
(3) روضات الجنات في احوال العلماء والسادات ـ تأليف محمد باقر الموسوي الخوانساري ، ج 1 ، ص 64 ـ في التعليقة و289 ـ 290 في المتن نشر مكتبة اسماعيليان ، قم ـ ايران .
(4) الغدير : ج 1 ، ص 398 الطبعة الثالثة ـ بيروت .

المَنَاقِبُ _ 16 _

  محمد البكري المكي الحنفي فروعاً والاشعري أصولاً المعروف بأخطب إلى أن قال تخرج به عالم في الآداب من الافاضل الأكابر فقهاً وأدباً والأماثل الاكارم حسباً ونسباً ) (1) .
  هذا بعض ما وقفت عليه من النصوص حول المترجم له وقد طرحه غير هؤلاء من أصحاب المعاجم بالثناء والاطراء ولا ارى حاجة لنقل كلماتهم ومن اراد التوسع فليرجع إلى التعليقات (2)

تسليط الضوء على حياة المؤلف
  ولأجل تسليط الضوء على بعض النواحى من خصوصيات المؤلف ومشايخه في الرواية والرواة عنه نأتي بما يلي :
أ ـ الاختلاف في اسمه :
  يلاحظ الاختلاف في اسمه بين أصحاب المعاجم فعرفه ( ابن عساكر ) ومحمد بن عبداللحى اللكنوى الهندي ـ كما عرفت بـ ( أحمد بن مكي ) لكن غيرهم عرفوه بـ ( موفق ) بن أحمد ، والظاهر المتضافر هو الثاني واكثر المعاجم عليه وذكر العلامة الاميني في تعليقته أن الشاعر ذكر اسمه في شعره موفقا ولكن لم يذكر شعره الذي جاء فيه اسمه (3) .
  ب ـ الاختلاف في اسم جده :
  ويلاحظ الاختلاف أيضا في اسم جده فهل هو ( محمّد ) كما عليه القفطي

---------------------------
(1) المناقب للخوارزمي ـ طبع النجف ـ المقدمة ص 16 .
(2) هدية العارفين ج 2 ص 482 ـ ريحانة الأدب ج 1 ص 47 ـ دائرة المعارف للأعلمي ج 3 ص 311 ـ معجم المطبوعات ج 2 ص 1817 ـ العبقات ، ج 6 ص 578 ، نقلاً عن العماد الاصفهاني والمجلد الثاني من مجموعة رسائل رشيد الدين الوطواط ففيها قصيدتان في مدح المؤلف كل ذلك يعرب عن مكانة المؤلف العلمية وسمو مقامه وشهرته الطائلة التي دفع أصحاب المعاجم إلى التنويه باسمه وكتبه ومشايخه وتلامذته وإن لم يستوفوا حقه وسيوافيك اسماء مشايخه والرواة عنه .
(3) الغدير : ج 4 ص 398 .

المَنَاقِبُ _ 17 _

  والقرشي والفاسي أو أن اسمه أبا سعيد اسحاق كما عليه جلال الدين السيوطي والعلامة الاميني والظاهر هو الاول .
ج ـ عام وفاته :
  تضافرت نصوص اصحاب المعاجم على أن وفاته كان عام 568 ولكن صاحب ( الفوائد البهية ) أرخه بـ ( 598 ) والظاهر أنه تصحيف وقد نقل هو نفسه عن السيوطي عام وفاته كما ذكرناه .
د ـ ما هو لقبه ؟ خطيب خوارزم أو أخطب خوارزم ؟
  عرفه ( القرشي ) و( الفاسي ) كما عرفت بخطيب خوارزم والسيوطي بأخطب خوارزم والمرمى واحد ومن عبر عنه بصيغة التفضيل يريد تبجيله ويعرب من تضلعه في إنشاء الخطب .
هـ ـ مشايخه في الرواية :
  وقام الشيخ الأميني قدس الله سره باستخراج مشايخه من كتبه فأنهاهم إلى خمسة وثلاثين شيخاً كما قام بعده السيد محمد رضا الخرسان باستدراك ما فات عن شيخنا الأميني فأنهاهم إلى خمسة وستين شيخاً وفيما تحملوه من الجهود في استخراج مشايخه كفاية في التعرف على مكانة المؤلف وموقفه من الحديث والرواية ، وأن ما أسبغ عليه من نعوت والقاب ، لم يكن على وجه التبرع بل كان الرجل حقيقاً بها وإليك فهرس مشايخه حسب ما ذكره الباحثان الكبيران واستخرجاه من خلال السبر في المعاجم وكتب المؤلف وغيرهما :
  1 ـ ابراهيم بن علي الرازي نزيل همدان .
  2 ـ أبو الحسن بن بشران العدل لقيه ببغداد وأخذ عنه الحديث .
  3 ـ أبو علي الحداد .
  4 أبو الفضل بن عبد الرحمان الحفر بندي إجازة .
  5 ـ أبو القمر حمزة بن أبي طاهر مكاتبة من همدان .
  6 ـ أبو المعالي المصري .
  7 ـ أبوه أحمد بن محمد ابن المؤيد المكي الحنفي .
  8 ـ أحمد بن أبي مسعود محمد الحافظ الاصفهاني مكاتبة من اصفهان .
  9 ـ أحمد بن اسماعيل سماعاً منه بجرجان .
  10 ـ أحمد بن محمد بن بندار (1) .
  11 ـ أحمد بن محمد بن أحمد القمي المدني . سمع منه في طريق الحج .
  12 ـ بكر بن محمد بن علي الزرنجري مكاتبة من بخارى .
  13 ـ جار الله محمود بن عمر الزمخشري ، سمع منه وقرأ عليه بخوارزم .
  14 ـ الحسن بن علي بن الحسن العماري ، اجازة .
  15 ـ حماد بن ابراهيم بن اسماعيل الصفار الوائلي البخاري ، مكاتبة من بخارى .
  16 ـ الحسن بن علي بن عبد العزيز المرغيناني ، مكاتبة من بخارى .
  17 ـ الحسن بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن محمد العطار الهمداني المقري ، اجازة .
  18 ـ سعيد بن عبد الله بن الحسن المروزي الثقفي الشافعي الهمداني مكاتبة من همدان .
  19 ـ سعيد بن محمد بن أبي بكر الفقيمي ، اجازة .
  20 ـ شهر دار بن شيرويه الديلمي ، اجازة ومكاتبة من همدان .
  21 ـ العباس بن محمد بن أبي منصور الغضاري الطوسي ، مكاتبة من نيسابور .
  22 ـ عبد الحميد بن ميكائيل بن أحمد البراتقيني ، قراءة عليه بخوارزم .
  23 ـ عبد الرحمان بن أميرويه الكرماني ، قراءة عليه بخوارزم .
  24 ـ عبد الرحيم بن محمد بن أحمد الاصفهاني ، مكاتبة من مرو .
  25 ـ عبد الكريم بن محمد السمعاني مكاتبة من مرو .
  26 ـ عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الكروخي الهروي ، فقد لقيه وسمع

---------------------------
(1) هكذا ذكره السيد الخرسان في قائمة مشايخه ولكن المؤلف نفسه عبر عنه في الفصل التاسع عشر بـ ( كمال الدين أبو ذر أحمد بن محمد بن أحمد بن علي بن بندار ) .

المَنَاقِبُ _ 19 _

  منه بداره على شط دجلة ببغداد عند منصرفه من مكة المكرمة .
  27 ـ عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني نزيل بغداد ، اجازة .
  28 ـ عبد الواحد بن الحسن الباقرجي .
  29 ـ عثمان بن أحمد الاسفرايني ، مكاتبة .
  30 ـ عثمان بن أحمد الصرام الخوارزمي ، سماعا منه بخوارزم .
  31 ـ علي بن أحمد بن حمويه الجويني البزدي .
  32 ـ علي بن أحمد الكرباسي الخوارزمي ، إملاء عليه بخوارزم .
  33 ـ علي بن الحسن الغزنوي الملقب بالبرهان ، فقد لقيه وسمع منه بداره ببغداد في رباط الميمون بمشرعة باب الازج سلخ ربيع الاول سنة 544 هـ راجعا من الحج .
  34 ـ علي بن أحمد العاصمي .
  35 ـ علي بن عمر بن ابراهيم العلوي الزيدي ، فقد لقيه بالكوفة ، كان يقرأ عليه وهو يسمع .
  36 ـ عمر بن أبي بكر الزرنجري ، مكاتبة من بخارى .
  37 ـ عمر بن بكر بن علي ابن الفضل الزرنجري ، مكاتبة من بخارى .
  38 ـ عمر بن محمد بن أحمد النسفي ، مكاتبة من سمرقند .
  39 ـ الفضل بن سهل بن بشر الحلبي الاسفرايني ، إجازة ببغداد .
  40 ـ فضل بن محمد الاسترآبادي .
  41 ـ الفضل بن محمد الزيادي ، إجازة .
  42 ـ المبارك بن محمد السقطي ، قراءة عليه بدير العاقول .
  43 ـ محمد بن ابراهيم الوبري الخوارزمي .
  44 ـ أخوه محمد بن أحمد الملكي ، قراءة عليه واملاء .
  45 ـ محمد بن اسحاق السراجي الخوارزمي ، قراءة عليه بخوارزم .
  46 ـ محمد بن الحسن البخاري ، مكاتبة من بخارى .
  47 ـ محمد بن الحافظ أبي مسعود الاصبهاني مكاتبة من اصبهان .
  48 ـ محمد بن الحسن بن أبي جعفر بن أبي سهل الزورقي ـ الزوزني خ ل ـ ، مكاتبة من مرو .

المَنَاقِبُ _ 20 _

  49 ـ محمد بن أبي الربيع المازني المقري ، قرأ عليه بخوارزم كتاب العالم والمتعلم لأبي حنيفة .
  50 ـ محمد بن الحسن الختني البخاري ، مكاتبة من بخارى .
  51 ـ محمد بن الحسين الاسترآبادي ، سماعا منه بمدينة الرى .
  52 ـ محمد بن الحسين بن محمد البغدادي ، مكاتبة من همدان .
  53 ـ محمد بن أبي جعفر الطائي مكاتبة من همدان .
  54 ـ محمد بن جامع بن أبي نصر الصيرفي مكاتبة من نيسابور .
  55 ـ محمد بن سمان بن يوسف الهمداني مكاتبة .
  56 ـ محمد بن عبد الملك بن الشعار .
  57 ـ محمد بن عبيدالله بن نصر الزاغوني ، لقيه ببغداد وسمع منه عند منصرفه من حج بيت الله الحرام .
  58 ـ محمد بن علي بن محمد بن المطهر بن المرتضى الحسيني مكاتبة من الري .
  59 ـ محمد بن عمر بن أبي علي الجمحي مكاتبة .
  60 ـ محمد بن محمد الشيحي الخطيب بمرو ، مكاتبة من مرو .
  61 ـ محمد بن ناصر بن محمد بن علي السلامي لقيه ببغداد وسمع منه هناك .
  62 ـ محمد بن منصور بن علي المقري المعروف بالديواني لقيه بالرى وسمع منه بداره في محلة نصرآباد .
  63 ـ محمود بن سليمان بن محمد الخيام الهمداني ، مكاتبة من همدان .
  64 ـ مسعود بن أحمد الدهستاني مكاتبة من دهستان .
  65 ـ منصور بن نوح الشهرستاني لقيه بشهرستان وسمع منه من منصرفه من الحج غرة جمادى الآخرة سنة 544 هجـ .
  وهذه الكميات الهائلة من مشايخ الرواية تعرب عن انكباب الرجل على علم الحديث وصرف شطر كبير من عمره فيه ولا يقاس بمن سمع حديثاً أو كتاباً أو نقل أحاديث ارتجالاً بلا صلة كاملة بينه وبين علم الحديث .

المَنَاقِبُ _ 21 _

  وتلامذته والرواة عنه :
  أطبقت النصوص الماضية على أن ( برهان الدين ناصر بن أبي المكارم المطرزي الخوارزمي ) صاحب كتاب ( المغرب في تقريب المعرب ) المتوفى عام 610 من تلامذته ولكنهم قصروا القول في المقام وقد نهض شيخنا العلامة الأميني وبعده السيد الخرسان باستخراج أسماء من قرأ عليه أو أخذ عنه من غضون الكتب لاسيماً ( المناقب ) للشيخ ( ابن شهراشوب ) وبعض الاجازات وإليك اسماؤهم .
  1 ـ برهان الدين أبو المكارم ناصر بن عبد السيد المطرزي الخوارزمي المولود سنة 538 والمتوفى في 21 جمادى الاولى سنة 610 أو 611 كما عرفت النص عليه عن غير واحد .
  2 ـ مسلم بن علي بن الاخت فقد روى عنه كتاب ( المناقب ) كما في اجازة (1) أحد تلامذة الشيخ ( نجيب الدين يحيى بن سعيد الحلي ) المتوفى سنة 689 للشيخ شمس الدين محمد بن جمال الدين أحمد استاذ الشهيد الأول .
  3 ـ طاهر بن أبي المكارم عبد السيد بن علي الخوارزمي فانه يروى عنه كتابه ( المناقب ) كما في اجازة تلميذ الحلي آنف الذكر .
  4 ـ عبد الله بن جعفر بن محمد الحسني . فقد روى عنه كتابه ( المناقب ) كما في الاجازة آنفة الذكر .
  5 ـ محمد بن علي بن شهراشوب المازندراني المولود عام 488 المتوفى سنة 588 ، وكانت بينه وبين المؤلف مكاتبات فقد كاتبه ( الموفق ) بأربعينه كما في صريح ابن شهراشوب في مناقبه ، ج 1 ص 12 .
  6 ـ جمال الدين بن معين فانه روى عنه مقتله كما في ( فرائد السمطين ) .
  7 ـ ناصر بن أحمد بن بكر النحوي المتوفى سنة 607 فقد قرأ على المترجم له كما في ( بغية الوعاة ) ص 2 ـ 4 .

---------------------------
(1) الاجازة للسيد محمد بن الحسن بن محمد بن أبي الرضاء العلوي على ما ذكره العلامة المجلسي في كتاب اجازات البحار ، ص 30 .

المَنَاقِبُ _ 22 _

  8 ـ أبو القاسم بن أبي الفضل بن عبد الكريم ، فقد روى عنه إجازة ، وعن أبي القاسم هذا وعن المطرزي يروى الجويني بواسطة أو واسطتين أو أزيد وبهذا يكون ( الموفق ) من مشايخ الاجازة ذكر ذلك ( البهاري ) في مقدمة الطبعة الأولى من طبع هذا الكتاب ، ص 3 .   9 ـ ولده أحمد المؤيد ذكره السماوي في مقدمة مقتل الخوارزمي ص 2 من الجزء الاول هذا ما تيسر لنا الاطلاع عليه من اسماء تلامذة الموفق والرواة عنه (1) وسيوافيك اسماء خصوص من رووا عن كتاب الفضائل .

ز ـ تآليفه :
  إن للموفق تآليف في الفضائل والتاريخ وردت اسماؤها في المعاجم والكتب لكن تضلعه في الفقه والأدب يستدعي أن يكون له تصانيف في ذينك المجالين ، لكن المترجمين له لم يسجلوا له تآليف الا ما نذكر اسماءها وقد قضى الدهر على اكثرها :
  1 ـ مناقب الامام أبي حنيفة في حيدر آباد سنة 1321 .
  2 ـ رد الشمس لأمير المؤمنين : نقل عنه ابن شهراشوب في المناقب ج 1 ص 484 .
  3 ـ الاربعون في مناقب النبي الأمين ووصيه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : يروي عنه ابن شهراشوب وينقل عنه في مقتله وكتابه هذا ( المناقب ) وسيأتي كلام حول هذا الكتاب .
  4 ـ كتاب قضايا أمير المؤمنين : ينقل عنه ابن شهراشوب في مناقبه ج 1 ص 484 .
  5 ـ مقتل أمير المؤمنين : ينقل عنه الميرزا عبد الله الافندي في ( رياضه ) و( الجواهر ) في دائرة المعارف على ما في مقدمة الطبعة الثانية .
  6 ـ مقتل الامام السبط الشهيد : المطبوع في النجف الاشرف سنة 1367 في جزئين .
  7 ـ المسانيد على البخاري : ذكره السماوي في مقدمة مقتل الحسين وتوجد منه

---------------------------
(1) لاحظ الغدير ، ج 4 ص 401 ، ومقدمة الطبعة الثانية ، ص 21 ، 22 .

المَنَاقِبُ _ 23 _

  نسخة في مكتبة جامعة طهران .
  8 ـ ديوان شعره : ذكره الچلبي في كشف الظنون ج 1 ، ص 524 ، قال : ديوانه جيد وكان في الشعر في طبقة معاصريه .
  9 ـ ( الكفاية ) في علم الاعراب : على نهج ( المفصل ) للزمخشري في الاسماء والافعال والحروف ، ذكره في ( كشف الظنون ) ج 2 | 1498 منه نسخة في جامعة طهران برقم 6967 يستظهر أنها من نسخ القرن التاسع والعاشر ومنها أيضا نسخة في مكتبة مدرسة الفيضية بقم .
  10 ـ فضائل الامام أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) : المعروف بالمناقب طبع مرة على الحجر في ( تبريز ) سنة 1313 وعلى الحروف في النجف الاشرف مع تقديم ( محمد رضا الموسوي الخرسان ) .
  وهذا الكتاب هو الذي نقدمه إلى القراء الكرام بهذا التقديم ، ولأجل اماطة الستر عن وجه الكتاب نذكر اموراً :
  1 ـ إن كتاب ( الفضائل ) بين كتب الموفق اكتسب شهرة عظيمة بين المحدثين وأهل الولاء على الإطلاق فرواه عدة من الاعلام عن المؤلف بلا واسطة كما نقله عنه عدة اخرى مع الواسطة ونحن نذكر عن كل قسم لفيفاً .
  اما الذين رووه عن المؤلف بلا واسطة فمنهم .
  الشيخ مسلم بن علي بن الأخت .
  الشيخ أبو الرضا طاهر بن أبي المكارم عبد السيد الخوارزمي .
  السيد أبو محمد عبد الله بن جعفر الحسيني .
  الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد الحلي المتوفى عام 689 ، قال قرأت كتاب المناقب للخوارزمي على الشيخ أبي محمد عبد الله بن جعفر بن محمد الحسيني في سنة 593 (1) .
  برهان الدين أبو المكارم ناصر ابن أبي المكارم المطرزي .

---------------------------
(1) الظاهر أنه تصحيف لأن الحلي ولد عام 600 أو 601 .

المَنَاقِبُ _ 24 _

محمد بن علي بن شهراشوب المازندراني المتوفى سنة 588
  وأما الذين نقلوا عن الكتاب أو رووه عن المؤلف مع الواسطة فحدث عنهم ولا حرج فقد عرفت نص الذهبي في ميزان الاعتدال في ما سبق وذكره ( الچلبي ) في ( كشف الظنون ) وينقل عنه مفتى الحرمين صاحب ( كفاية الطالب ) في غير واحد من فصول كتابه كما ينقل عنه رضي الدين ابن طاووس المتوفى سنة 664 في كتابه ( على أمير المؤمنين ) إلى غير ذلك من الشخصيات البارزة في الحديث والتاريخ ينقلون عن الكتاب إلى عصرنا هذا وقد ذكر اسماء شطر منهم شيخنا الاميني في غديره ، ج 4 ص 405 .
  2 ـ وربما يحتمل أن كتاب الفضائل الذي نحن بصدد نشره هو نفس الكتاب الثالث أي الاربعون في مناقب النبي الامين ووصيه أمير المؤمنين والذي ينقل عنه كثيراً أبو جعفر ابن شهراشوب في كتابه ( مناقب آل أبي طالب ) .
  غير أن العلامة الاميني ذهب إلى خلاف ذلك وقال : نحن راجعنا في الاحاديث المنقولة عنه في فضائل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كتاب مناقبه الدائر السائر فما وجدناها فيها فاحتمال اتحاد الكتابين في غير محله .
  أقول : إن اتحاد كتاب المناقب مع الاربعين موهوم جدا لان عدد روايات المناقب تربو على الاربعين كثيرا ولكن هناك احتمال آخر وهو أن كتاب المناقب المطبوع كان اوسع مما بأيدينا وكان الكتاب موسوعة كبيره تشمل فضائل النبي ووصيه وآله وإنما بقي في ايدينا هذا المقدار الموجود ويؤيد ذلك أمران :
  الأول : إن المؤلف يقول في الفصل الثاني من هذا الكتاب عند سرد نسب علي بن أبي طالب : ( وقد ذكرنا نسب عبد المطلب في باب فضائل النبي ) مع أنه لم يذكر قبل هذا الفصل شيئاً من نسب عبد المطلب كما لم يذكر فيه فضائل النبي فكيف يحيل إليه ؟
  الثاني : إن النسخة المخطوطة في مكتبة وزيري في مدينة يزد تشتمل على قسم من فضائل النبي وسيوافيك وصف النسخة فيما بعد .
  وهذان الامران يعربان عن أن الكتاب كان أوسع من الموجود المتناول بين ايدينا ، حتى هذه النسخة التي نقدمها إلى القراء بصورة بهية منقحة ولأجل ذلك إن

المَنَاقِبُ _ 25 _

  كشف الحقيقة يحتاج إلى تكريس الجهود وقلع الموانع عن الوصول إلى الحقيقة وهذا رهن التتبع في المكتبات العامة في العالم وجمع كل ما يرجع إلى المؤلف في باب الفضائل حتى يتبين الحق حسب الامكانيات الموجودة ولعل بعض اصحاب الهمم العالية سيقوم بهذه المهمة ويسدي إلى الأمة خدمة جليلة في سبيل إشاعة فضائل النبي والآل التي فيه رضى الرب ورسوله ووصيه ويكون لنا اجر الاشادة بالحق وما فيه مرضاة الله سبحانه .
  3 ـ قد طبع الكتاب على الحجر لاول مرة بصورة غير مرغوبة وكان المترقب من الطبعة الثانية التي طبع على الحروف ان تكون مصححة غير مغلوطة قوبلت مع نسخ صحيحة مخطوطة ولكن يا للأسف لم تكن الطبعة الثانية بأصح من الطبعة الاولى لو لم نقل أن الامر كان على العكس ، والمزية التي نالتها الطبعة الثانية هو اشتمالها على مقدمة مبسوطة حول كتب المناقب في الاسلام وترجمة مفصلة عن المؤلف واما الاهتمام بالمتن وتطبيق نصوصه على النسخ والمراجعة إلى المصادر الحديثية فلم يظهر لنا منه شيء .
  ولعل الملابسات والظروف الحرجة يوم ذاك في النجف الاشرف لم تسمح للسيد الخرسان بذلك ولاجل ذلك أصبحت الطبعة الثانية كالطبعة الاولى مشتملة على سقطات كثيرة والقارئ الكريم عندما يقابل هذه الطبعة مع ما تقدم عليها من الطبعتين يقف على جمال هذه الطبعة ومزاياه والجهود التي بذلها المحقق .
  ولأجل تحقيق هذه المهمة قام الشيخ الفاضل المحقق مالك المحمودي دامت إفاضاته باداء بعض الواجب حول الكتاب واستسهل المصائب والمتاعب في طريق ضالته المنشودة وإليك بيان ذلك .
  4 ـ عملية التحقيق حول الكتاب :
  قد قابل المحقق نسخته مع نسختين مخطوطتين :
  أ : نسخة مكتبة الوزيري في مدينة يزد وهي نسخة عتيقة ثمينة كتبت في القرن السادس الهجري وتقع في 16 سم طولاً و12 سم عرضاً كل صفحة منها تشتمل على 18 سطرا .
  ويوجد ميكروفيلم منها في المكتبة المركزية لجامعة طهران وسجلت برقم 2454 عمومياً ومنها صورة فتوغرافية مسجلة برقم 5667 .