الاَن ـ قال أبي ـ وقد أحطتّ بالكثير مّما تحتاجه من أحكامك الشرعيّة وتعلَّمت الكثير.
   الاَن وقد عرفت من أحكام الله ما عرفت ، واستوضحت من واجباتها ما استوضحت، وحفظت من محرّماتها ما حفظت .
   الاَن، وقد بصرت بما لم تبصر به من قبل ...
   الاَن، وليس بعد الاَن ... يجب أن تتذكّر الماضي بكلّ قساوته ، يوم رفعت رأسك الى السماء وقلبك يقطر أسىً وألماً وحيرة ولوعة ، وأنت تقول:
   اِلهي أعلم أنّك كلَّفتني ، ولكنّي لا أَعْلم بماذا كلَّفتني .
   اِلهي أنّى لي أن اعرف حلالك فافعله ، أو حرامك فاجتنبه .
   الاَن، وليس بعد الاَن... آن لك أن تدرك أنَّ اعداداً كثيرة ممَّن هم في مثل سنِّك ومرحلتك الدراسية، أو أكبر منك ، يعيشون مأساتك السالفة ، ويعانون معاناتك ، ويكابدون مكابدتك ، تكتوي أجفانهم كما أكتوت اجفانك بنثيث دمعك المشتعل وانت تقول:
   اللّهم أعن كتب الفقه الاِسلامي على الاِفصاح عمّا تريد قوله لاَفهم ما تريد قوله .
   الاَن، وقد تعلّمت ما تعلّمت ، والممت من أحكام الفقه بما ألممت ... آن لك أن تعمل بقوله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: (ولتكن منكم اُمةٌ يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون) فتدعو الى الخير، وتأمر بالمعروف ، وتنهى عن المنكر.
   آمر بماذا يا أبتي ؟ وأنهي عن ماذا ؟
   ـ اُؤمر بما علمت من معروف ، واِنه عمّا علمت من منكر .
   ولكن ما لي وللناس يا أبتي، وما علاقتي بمن يفعل المنكر مثلاً حتّى آمره بتركه ، ثمّ لماذا أتدخل في شؤون الاَخرين فاَمرهم وأنهاهم ما دمتُ أنا أفعل المعروف وأجتنب المنكر ، وهذا يكفيني ؟
   ـ حاذر ان تقول ذلك يا بني ، وحاذر أن تكرّره ثانيةً ، فالاَمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ببعض مراتبهما واجبان كفائيان ... فاذا لم يأمر بالمعروف ولم ينه عن المنكر أحد ... لا أنا ، ولا أنت ، ولا أحد آخر غيرنا ، أثمنا جميعاً ، وتعرّضنا لغضب الله عزّ وجلّ وعقابه وسخطه ... أمّا اذا قام بالاَمر بالمعروف والنّهي عن المنكر احدنا ، فقد سقط عن الجميع.
   ألم تتدّبر قوله تعالى: (ولتكن منكم أمةٌ يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون) ، تلك الاَية الكريمة التي قرأتها لك قبل قليل ؟!
   ألم تسمع قول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وآله: «لا تزال اُمتي بخير ما أمروا بالمعروف ، ونهو عن المنكر، وتعانوا على البرِّ، فاذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات ، وسلط بعضهم على بعض ، ولم يكن لهم ناصر في الاَرض ولا في السماء» ؟!
   ألم تقرأ قول الاِمام علي عليه السلام: «لا تتركوا الاَمر بالمعروف والنّهي عن المنكر فيولّي عليكم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم» ؟!
   ألم تقرأ قول الاِمام أبي جعفر الباقر عليه السلام: «اِن الاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الانبياء، ومنهاج الصلحاء، فريضة عظيمة بها تقام الفرائض ، وتأمن المذاهب، وتحل المكاسب وترد المظالم، وتعمَّر الاَرض، وينتصف من الاَعداء، ويستقيم الاَمر» ؟!
   وقوله عليه السلام: «الاَمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ـ خلقان من خَلق الله، فمن نصرهما أعزه الله ومن خذلهما خذله الله» ؟.
   ثمَّ ألم تقرأ قول النّبي الكريم محمد صلى الله عليه وآله: «كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤول عن رعيّته» ؟.
   نعم قرأته ؟
   ـ فانت اِذن راع ، ومسؤول كذلك عن رعيّتك ، وللرّاعي واجبات ، وعليه حقوق وتبعات ، والمسؤولية ثقيلة .
   أوَ بعد كلّ هذا تقول: لماذا أكون فضولياً، فأتدخل في شأن لا يعنيني ، ليس أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر فضولاً ، وليسا هما تدخّلاً منك يا بني في شأنٍ لا يعنيك ... هذان شأنك ... نعم شأنك ... فالذي أوجب عليك الصلاة والصوم والحج والخمس هو الذي أوجب عليك الاَمر بالمعروف والنّهي عن المنكر.
   ولكنّي لست رجل دين حتّى آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ؟
   ـ ومن قال لك ان الاَمر بالمعروف والنّهي عن المنكر مسؤولية رجل الدّين وحده ... الاَمر بالمعروف والنّهي عن المنكر واجبان عليك وعليَّ وعلى رجل الدّين والطالب والمدرِّس والتّاجر والعامل والموظّف والصناعي والعسكري والرئيس والمرؤوس والعادل والفاسق والغني والفقير والمرأة والرجل ... الاَمر بالمعروف والنّهي عن المنكر واجبان على الجميع.
   سمعتك تقول اِن الاَمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ببعض مراتبها واجبان كفائيان ، فهل هما ببعض مراتبها الاُخرى واجبان عينيان كوجوب الصلاة اليوميّة ؟
   ـ اجل يا بُنَي ... اِنّهما واجبان عينيان ببعض مراتبهما ، وهي مرتبة اظهار الكراهة فعلاً أو قولاً من ترك المعروف وفعل المنكر ، ألم يبلغك أن امير المؤمنين عليه السلام قال: «امرنا رسول الله صلى الله عليه وآله ان نلقى اهل المعاصي بوجوه مكفهرّة» هذا يعني أن واجبنا ان نظهر لمرتكب المعصية كرهاً لما يرتكبه وانزعاجنا منه .
   ولكن هل اِن الاَمر بالمعروف والنّهي عن المنكر واجبان في مطلق الاَحوال.
   ـ لا ، انّما يجبان مع توفّر الشروط التالية: ـ
  1 ـ أن يكون الشخص الاَمر بالمعروف الناهي عن المنكر عارفاً بالمعروف والمنكر حتى ولو كانت معرفته غير شاملة ولا مفصّلة ، يكفي ان يعرف أن هذا العمل معروف ليأمر به أو أن هذا منكر محرم لينهى عنه .
  2 ـ أن يحتمل ائتمار المأمور بالمعروف بأمره ، وانتهاء المنهي عنه المنكر بنهيه، بأن لا يعلم منه انّه لا يبالي ولا يهتم ولا يكترث بأمره ونهيه.
   واذا علم بانّ الفاعل سوف يفعل المنكر، أو يترك المعروف، ولا يهتمّ بأمره ولا نهيه ؟
   ـ حينئذٍ يسقط عنه الاَمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ببعض مراحلهما [ويجب ببعض مراحلهما الاُخرى وهي مرحلة اظهار الكراهة فعلاً أو قولاً من تركه للمعروف وارتكابه للمنكر].
  3 ـ أن يكون تارك المعروف، أو فاعل المنكر، مصراً على ترك المعروف أو فعل المنكر، بمعنى انه بصدد الاستمرار على فعل المنكر، أما اِذا احتمل انه منصرف عن الاِستمرار على المنكر لم يجب امره ونهيه.
   احب أن أتأكّد فأسأل: واِذا لم يكن مُصرّاً على فعله للمنكر أو تركه للمعروف ؟
   ـ لا يجب أمره بالمعروف ، ولا نهيه عن المنكر.
   وكيف أعرف أن هذا الشخص مصرٌّ على فعله للمنكر أو غير مصرِّ عليه ؟
   ـ اِذا ظهرت لك علامة أو امارة على اقلاعه عنه فهو غير مصرٍّ ...
   اِذا انصرف عن الفعل فهو غير مُصر ... اِذا ندم عليه فهو غير مُصِر ... وبالتالي فلا يجب عليك أمره أو نهيه .
   أحياناً أعرف أن شخصاً ما ينوي أو يريد ارتكاب منكر وترك معروف فهل يجب عليّ أمره أو نهيه قبل أن يفعل فعلته ؟
   ـ نعم يجب عليك أمره بالمعروف أو نهيه عن المنكر حتّى ولو قصد المخالفة مرّةً واحدة فقط .
  4 ـ أن لا يكون فاعل المنكر أو تارك المعروف معذوراً في فعله للمنكر أو تركه للمعروف لاعتقاده مثلاً أن ما فعله ليس حراماً أو أن ما تركه ليس واجباً وكان معذوراً في ذلك الاشتباه ، واِلاّ لم يجب عليك شيء .
  5 ـ أن لا يخاف الاَمر بالمعروف والنّاهي عن المنكر من ترتّب ضرر عليه في نفسه او عرضه او ماله بالمقدار المعتد به أو بأحد من المسلمين كذلك من جراء أمره بالمعروف أو نهيه عن المنكر.
   واِذا خاف الضّرر على نفسه أو على غيره من المسلمين من جراء الاَمر بالمعروف أو النّهي عن المنكر ؟
   ـ لم يجب عليه الاَمر بالمعروف والنّهي عن المنكر في هذه الحالة اِلاّ اِذا كان المعروف أو المنكر من المهمّات في نظر المشرِّع الاِسلامي فيجب حينئذٍ الموازنة بين الطرفين بلحاظ قوّة الاِحتمال وأهميّة المحتمل فقد لا يجب الاَمر بالمعروف والنّهي عن المنكر وقد يجبان .
   واِذا أردت أن آمر بالمعروف أو أنهى عن المنكر ؟
   ـ للاَمر بالمعروف أو النّهي عن المنكر مراتب :
   المرتبة الاُولى: أن تأتي بعمل تظهر به انزجارك القلبي وكراهتك لفعل المنكر وترك المعروف.
   وكيف اُظهر ذلك.
   ـ بطرقٍ عديدة ... بالاِعراض والصدِّ عن الفاعل ... أو باِظهار واِبراز الاِنزعاج والتأثّر منه ... أو بترك الكلام معه ... أو بغير ذلك.
   المرتبة الثانية: أن تأمر وتنهى بقولك ولسانك .
   وكيف آمر وأنهى بالقول واللسان ؟
   ـ بطرقٍ عدّة ... بنصح الفاعل ووعظه ...يتذكيره بما أعدّ الله سبحانه وتعالى للعاصين من العقاب الاَليم ... باِرشاده ، بتذكيره بما أعدَّه الله سبحانه وتعالى للمطيعين من الثواب العظيم، بتهديده بالاِنكار عليه ... بغير ذلك من الطرق المناسبة.
   المرتبة الثالثة: أن تتّخذ اجراءات عمليّة للاَمر بالمعروف والنّهي عن المنكر.
   وكيف ؟
   ـ أن تفرك اذن الفاعل، أو تضربه ، أو تحبسه ليكون رادعاً له عن فعل المعصية.
   قال ذلك أبي وأضاف: اِنّ لكلّ مرتبة من هذه المراتب درجاتٍ متفاوتة شدّةً وضعفاً حسب مقتضيات الحال والظروف.
   وهل ابدأ أوّلاً بالمرتبة الاُولى، فاِن لم تكف انتقل الى المرتبة الثانية فالثالثة ؟
   ـ اِبدأ أوّلاً بالاُولى أو الثانية، أيّهما تحتمل تأثيرها أكثر أو امزج بينهما اذا تطلّب الاَمر ذلك مع مراعاة ما هو اخف ايذاءً وهتكاً والتدرج الى ما هو اشد منه .
   واذا لم ينفعا ؟
   ـ اِنتقل عند ذاك بعد ان تحصل على اِذن الحاكم الشرعي الى المرتبة الثالثة الى... اتّخاذ الاِجراءات العملية متدرّجاً من الاِجراء الاَخف ايذاءً الى الاِجراء الاَشدِّ والاَقوى من دون أن يصل الى الجرح أو الكسر أو الشَّلل أو غيرها فضلاً عن القتل.
   قال ذلك أبي واردف مؤكدا :
   الاَمر بالمعروف والنّهي عن المنكر واجبان ، ولكنّهما يتأكّدان اكثر في حقّك اذا كان تارك المعروف أو فاعل المنكر واحداً من أهلك، فقد تجد بين اهلك من يتسامح في بعض الواجبات أو يتهاون .
   قد تجد فيهم من لا يتوضّأ بالشكل الصحيح، أو لا يتيمّم بالشكل الصحيح أو لا يغتسل غسل الجنابة بالشكل الصحيح، أو لا يطهِّر جسده وملابسه بالشكل الصحيح، أو لا يقرا السورتين والاَذكار الواجبة بالشكل الصحيح، أو لا يخمّس ماله ولا يزكّيه وماله متعلق للخمس أو للزكاة .
   قد تجد في أهلك مثلاً من يرتكب بعض المحرّمات، يمارس العادة السريّة مثلاً ، أو يلعب القمار، أو يستمع الى الغناء، أو يشرب الخمر، أو يأكل الميتة ... أو يأكل أموال الناس بالباطل ، أو يغش أو يسرق .
   قد تجد في النساء من أهلك مَنْ لا تتحجّب ، ولا تغطّي شعرها وقد تجد فيهّنّ من لا تزيل أثر طلاء الاَظافر عن أظافرها عندما تتوضّأ أو تغتسل ...
   قد تجد فيهّنَّ من تتعطّر لغير زوجها من الرجال، أو لا تستر شعرها وجسدها عن أنظار ابن عمّها أو ابن عمّتها ، أو ابن خالها ، أو ابن خالتها، أو أخي زوجها أو صديقه بحجّة أنّه يعيش معها في بيت واحد فهو كأخيها ، أو غير ذلك من الاَعذار الواهية الاُخرى.
   قد تجد في اهل بيتك من يكذب ، ويغتاب ، ويعتدي على الاَخرين، ويبذِّر أمواله، ويعين الظالمين على ظلمهم ... قد تجد ... وتجد وتجد ...
  واِذا وجدتُ ؟
   ـ اذا وجدتَ شيئاً من ذلك فاَمر بالمعروف وانهَ عن المنكر ، مبتدئاً بالمرتبتين الاُولى والثانية ... اظهار الكراهة والاِنكار باللسان ومنتقلاً ـ اذا لم ينفع ذلك ـ الى المرتبة الثالثة بعد استحصال الاِذن من الحاكم الشرعي الى اتخاذ الاِجراءات العملية متدرّجاً فيها من الاَخفّ الى الاَشدّ.
   احياناً يكون المعروف مستحباً ؟
   ـ ويستحب الاَمر به حينئذٍ ، ولا يجب ، فاذا أمرت به كنت مستحقاً للثّواب واذا لم تأمر به لم تكن مستحقّاً للعقاب ، ذلك أن الدّال على الخير كفاعله .
   قلت لي أن الاَمر بالمعروف والنّهي عن المنكر واجبان ، وقد عرفت من خلال امثلتك بعض ما يجب عليَّ أن آمر به ، وبعض ما يجب عليَّ أن انهى عنه ، غير أنّي اُحبّ أن تضع النقاط على الحروف فتذكر لي بالتحديد اُموراً يجب عليَّ أن آمر بها أو يستحب ، واُموراً يجب عليَّ أن أنهى عنها غير تلك التي ذكرتها قبل قليل وغير تلك التي مرّت في حوارياتنا السابقة ...
   ـ ساحدّد لك على شكل نقاط اُموراً هي من المعروف أوّلاً، وأموراً هي من المنكر ثانياً ، غير أنّي أشترط عليك شرطاً واحداً قبل أن اُجيبك.
   وما هو ؟
   ـ أن تعمل بها مستحبّةً كانت أو واجبة ... وتدعو اِليها وتأمر بها اِن كانت معروفاً ... وتبتعد عنها وتنهى اِن كانت منكراً .
   أعدك بذلك .
   ـ سأبدأ أوّلاً بذكر اُمور هي من المعروف على شكل نقاط محدّدة .
   قال ذلك ، وبدأ أبي يعدّد مستعيناً بذاكرته تارّةً ، وبمصادر وضعها أمامه تارة اُخرى فعدَّ من المعروف ما يأتي :
  1 ـ التوكّل على الله تعالى: قال الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) وروي انّه قد سأل سائل الاِمام عليه السلام عن هذه الاَية فقال عليه السلام «التوكّل على الله درجات ، منها أن تتوكّل على الله في اُمورك كلّها فما فعل بك كنت عنه راضياً، تعلم أنّه لا يألوك خيراً وفضلاً وتعلم أنّ الحكم في ذلك له، فتوكّل على الله بتفويض ذلك اليه ، وثق به فيها وفي غيرها»
  2 ـ الاِعتصام بالله تعالى قال الله سبحانه وتعالى في كتابه المحيد: (وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ).
   وعن الاِمام أبي عبدالله الصادق عليه السلام أنّه قال: «أوحى الله عزّ وجلّ الى داود : ما اعتصم بي عبد من عبادي دون أحد من خلقي ، عرفت ذلك من نيّته، ثمَّ تكيده السموات والاَرض ومن فيهنَّ ، اِلاّ جعلت له المخرج من بينهنّ .
   وما اِعتصم عبد من عبادي بأحد من خلقي ، عرفت ذلك من نيّته ، اِلاّ قطعت أسباب السموات من يديه وأسخت الاَرض من تحته ولم اُبال بأيِّ واد يهلك».
  3 ـ شكر الله تعالى على نعمه المتواترة: قال الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: (وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ) وقال عزّ وجلّ: (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ ).
   وعن الاِمام أبي عبدالله الصادق عليه السلام أنّه قال: «ما أنعم الله على عبد بنعمة بالغة ما بلغت ، فحمد الله عليها ، اِلاّ كان حمده لله افضل من تلك النعمة واعظم وأوزن».
  4 ـ حسن الظنّ بالله تعالى: فعن الاِمام أبي جعفر الباقر عليه السلام أنّه قال: «وجدنا في كتاب علي عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال على منبره : والذي لا اِله اِلاّ هو ما اُعطي مؤمن قط خير الدنيا والاَخرة اِلاّ بحسن ظنّه بالله ورجائه وحُسن خلقه».
  5 ـ اليقين بالله تعالى في الرّزق والعمر والنّفع والضرّ: فعن الاِمام علي عليه السلام أنّه قال : «لا يجد عبد طعم الاِيمان حتّى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه ، وأن الضارَّ النّافع هو الله عزّ وجلّ»
  6 ـ الخوف من الله عزّ وجلّ مع رجائه تعالى : قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم يصف المؤمنين: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ).
   وعن الاِمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «مَنْ خلا بذنبٍ فراقب الله تعالى فيه واستحيا من الحفظة غفر الله عزّ وجلّ له جميع ذنوبه واِن كانت مثل ذنوب الثقلين».
   وقال عليه السلام: «اُرج الله رجاءً لا يجرئك على معصيته، وخف الله خوفاً لا يؤسيك من رحمته».
  7 ـ الصبر وكظم الغيظ: قال الله تعالى في كتابه المجيد: (اِنّما يُوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب) وقال تعالى: (إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).
   وقال تعالى: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ).
   وعن النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال: «ما جرع عبد جرعةً أعظم أجراً من جرعة غيظ كظمها اِبتغاء وجه الله».
   وعنه صلى الله عليه وآله أنّه قال: «من أحبِّ السبل الى الله جرعتان، جرعة غيظ يردها بحلم ، وجرعة مصيبة يردّها بصبر».
   وعن الاِمام الباقر عليه السلام أنّه قال لبعض ولده : «يا بُنيّ ما من شيءٍ أقرُّ لعين أبيك من جرعة غيظ عاقبتها صبر».
  8 ـ الصبر عن محارم الله تعالى : فعن الاِمام علي عليه السلام أنّه قال: «الصبر صبران صبر عند المصيبة حسن جميل ، وأحسن من ذلك الصبر عند ما حرَّم الله تعالى عليك».
   وعنه عليه السلام أنّه قال: «اِتّقوا معاصي الله في الخلوات فانَّ الشاهد هو الحاكم».
  9 ـ العدل قال الله تعالى في كتابه الكريم: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى) وعن الاِمام أبي عبدالله الصادق عليه السلام أنّه قال : «ثلاث هم أقرب الخلق الى الله عزّ وجلّ يوم القيامة حتّى يفرغ من الحساب: رجل لم تدعه قدرته في حال غضبه الى أن يحيف على من تحت يديه ، ورجل مشى بين اثنين فلم يمل مع أحدهما على الاَخر ولو بشعيرة ، ورجل قال الحق فيما عليه».
  10 ـ تغليب العقل على الشهوة: قال الله تعالى في كتابه المجيد: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ * قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ) وعن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال: «طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعد لم يره» وعن الاِمام علي عليه السلام أنّه قال: «كم من شهوةٍ ساعة أورثت حزناً طويلاً».
  11 ـ التواضع: فعن النّبي صلى الله عليه وآله: «اِنَّ أحبَّكم اِليَّ وأقربكم منّي يوم القيامة مجلساً ، أحسنكم خُلقاً وأشدَّكم تواضعاً» وعن الاِمام زين العابدين عليه السلام أنّه دعا ربّه قائلاً : «الّلهم صلِّ على محمّد وآل محمّد ولا ترفعني في النّاس درجةً اِلاّ حططتني عند نفسي مثلها ولا تحدث لي عزّاً ظاهراً اِلاّ أحدثت لي ذلّةً باطنة عند نفسي بقدرها».
  12 ـ الاقتصاد في المأكل والمشرب ونحوهما: قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) ، وعن الاِمام أبي عبدالله الصادق عليه السلام أنّه قال : «افطر رسول الله صلى الله عليه وآله عشيّة خميس في مسجد قبا فقال: هل من شراب؟ فأتاه أوس بن خولي الانصاري بعسِّ مخيض بعسل ، فلما وضعه على فيه نحاه ثم قال: «شرابان يُكتفي بأحدهما عن صاحبه ، لا أشربه ولا احرمه ، ولكن أتواضع لله ، فاَنّه مَنْ تواضع لله رفعه الله، ومن تكبَّر خفظه الله، ومن اقتصد في معيشته رزقه الله، ومن بذَّر حرمه الله، ومن أكثر ذكر الموت أحبَّه الله».
  13 ـ اِنصاف النّاس ولو من النّفس: فعن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال: «من واسى الفقير من ماله وأنصف الناس من نفسه فذلك المؤمن حقّاً».
   وعنه صلى الله عليه وآله أنّه قال : «سيّد الاَعمال اِنصاف النّاس من نفسك، ومواساة الاَخ في الله تعالى ، وذكر الله تعالى على كلِّ حاله».
   وعن الاِمام على عليه السلام أنّه قال: «ألا أنّه من ينصف النّاس من نفسه لم يَزِده الله اِلاّ عزّاً».
  14 ـ العفّة: فعن الاِمام ابي جعفر عليه السلام أنّه قال: «أفضل العبادة عفّة البطن والفرج».
  15 ـ اِشتغال الاِنسان بعيبه عن عيوب النّاس: فعن النّبي صلى الله عليه وآله: «طوبى لمن شغله خوف الله عزّ وجلّ عن خوف النّاس، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب المؤمنين».
  16 ـ التخلّق بمكارم الاَخلاق: قال الله تعالى يصف نبيّه الكريم: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) وعن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال : «حسن الخلق خلق الله الاَعظم».
   وعنه صلى الله عليه وآله أنّه قال: «ألا أخبركم بأشبهكم لي ؟ قالوا: بلى يا رسول الله ، قال: احسنكم خلقاً ، وألينكم كنفاً ، وابرَّكم بقرابته ، وأشدَّكم حبّاً لاِخوانه في دينه ، وأصبركم على الحقّ، واكظمكم للغيظ ، وأحسنكم عفواً ، وأشدّكم من نفسه اِنصافاً في الرّضا والغضب».
   وروي أنّه قيل له صلى الله عليه وآله: أيُّ المؤمنين أفضلهم اِيماناً؟ قال: «أحسنهم خلقاً».
   وعنه صلى الله عليه وآله أنّه قال: «أكثر ما يلج الجنة: تقوى الله وحسن الخلق».
  17 ـ الحلم: فعن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال: «ما أعزّ الله بجهلٍ قط ولا أذلَّ بحلم قط».
   وعن الاِمام الرضا عليه السلام أنّه قال : «لا يكون الرجل عابداً حتّى يكون حليماً».
  18 ـ حفظ القرآن الكريم والعمل به وقراءته: قال الله تعالى في كتابه الكريم: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ ) وعن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وآله أنّه قال: «اِن اهل القرآن في أعلى درجةٍ من الاَدميّين ما خلا النبيّين والمرسلين» وعن الاِمام ابي عبدالله الصادق عليه السلام أنّه قال: «الحافظ للقرآن والعامل به مع السَّفرة الكرام البَررَة» وعنه عليه السلام أيضاً: «من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بدمه ولحمه ، وجعله الله مع السَّفرة الكرام البررة ، وكان القرآن حجيجاً عنه يوم القيامة».
   وهناك فضل خاص لقراءة سورٍ معيّنة من القرآن الكريم مذكور في كتب الحديث اِن شئت راجعتها.
  19 ـ زيارة النبيّ صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين والزهراء والحسن والحسين والاَئمّة عليهم السلام، فعن الاِمام أبي جعفر الباقر عليه السلام أنّه قال: «قال الحسين بن علي عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله: يا أبَتِ ما جزاء من زارك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من زارني ، أو زار أباك، أو زارك ، أو زار أخاك، كان حقّاً عليَّ أن ازوره يوم القيامة حتّى اُخلّصه من ذنوبه» وعن الاِمام أبي عبدالله الصادق عليه السلام: «من زار قبر الحسين بن علي عليهما السلام عارفاً بحقّه كتب في عليِّين» وعنه عليه السلام: «من زار واحداً منّا كان كمن زار الحسين عليه السلام».
  20 ـ الزهد في الدّنيا فعن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال: «ازهد في الدّنيا يحبّك الله» وعنه صلى الله عليه وآله أنّه قال: «استحيوا من الله حقّ الحياء ، قالوا: انّا لنستحي منه تعالى قال: فليس كذلك ، تبنون ما لا تسكنون وتجمعون ما لا تأكلون» وعنه صلى الله عليه وآله أنه قال: «اِذا أراد الله بعبد خيراً زهّده في الدّنيا ، ورغَّبه في الاَخرة، وبصَّرهُ بعيوب نفسه» وعن الاِمام على عليه السلام أنّه قال: «اِنَّ من أعون الاخلاق على الدّين الزهد في الدّنيا» وعنه عليه السلام أنّه قال: «اِنّ علامة الرّاغب في ثواب الاَخرة زهده في عاجل زهرة الدّنيا».
   وعن الاِمام زين العابدين عليه السلام أنّه قال: «ما من عمل بعد معرفة الله عزّ وجلّ ومعرفة رسوله أفضل من بغض الدّنيا».
   وروي أنّه قال رجل لاَبي عبدالله الصادق عليه السلام انّي لا ألقاك اِلاّ في السنين ، فأوصِني بشيءٍ حتّى آخذ به ، قال: «اُوصيك بتقوى الله والورع والاجتهاد ، واِيّاك أن تطمع الى من فوقك وكفى بما قال الله عزّ وجلّ لرسول الله صلى الله عليه وآله (وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا) وقال: (فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ ) فاِن خفت ذلك فاذكر عيش رسول الله صلى الله عليه وآله فانّما كان قوته من الشّعير، وحلواه من التّمر، ووقوده من السعف، واذا اُصبت بمصيبةٍ في نفسك أو مالك أو ولدك فاذكر مصابك برسول الله صلى الله عليه وآله فاِنَّ الخلائق لم يصابوا بمثله قط». وروي أنّه وقف الاِمام الكاظم عليه السلام على قبرٍ فقال: «اِن شيئاً هذا آخره لحقيقٌ أن يُزهد في أوّله واِنَّ شيئاً هذا أوّله لحقيقٌ أن يخاف من آخره».
  21 ـ اِعانة المؤمن وتنفيس كربته واِدخال السرور عليه واِطعامه وقضاء حاجته: فعن الاِمام ابي عبدالله عليه السلام أنّه قال: «ما من مؤمنٍ يعين مؤمناً مظلوماً اِلاّ كان أفضل من صيام شهر رمضان واعتكافه في المسجد الحرام، وما من مؤمن ينصر أخاه وهو يقدر على نصرته اِلاّ ونصره الله في الدّنيا والاَخرة ، وما من مؤمن يخذل أخاه وهو يقدر على نصرته اِلاّ خذله الله في الدنيا والاَخرة».
   وعنه عليه السلام أنه قال : «أيّما مؤمن نفّس عن مؤمنٍ كربة نفَّس الله عنه سبعين كربةً من كرب الدّنيا وكرب يوم القيامة».
   وعنه عليه السلام أنّه قال : «من يسَّر على مؤمنٍ وهو معسر يسَّر له حوائجه في الدّنيا والاَخرة».
   وعنه عليه السلام أنه قال: «واِنَّ الله عزّ وجل في عون المؤمن ما كان المؤمن في عون أخيه المؤمن».
   وعنه عليه السلام: «من سرَّ امرأً مؤمناً سرَّه الله يوم القيامة وقيل له تمنّ على الله ما أحببت فقد كنت تحبّ أن تسرَّ أولياؤه في دار الدّنيا».
   وعنه عليه السلام: «مَنْ أدخل السرور على مؤمن فقد أدخله على رسول الله ومَنْ أدخله على رسول الله فقد وصل ذلك الى الله وكذلك مَنْ أدخل عليه كرباً».
   وعنه عليه السلام: « من أطعم مؤمناً من جوع أطعمه الله من ثمار الجنّة، ومن سقى مؤمناً من ظمأ سقاه الله من الرّحيق المختوم، ومن كسا مؤمناً كساه الله من الثياب الخضر».
   وعنه عليه السلام: « ما قضى مسلم لمسلم حاجة اِلاّ ناداه الله عليَّ ثوابك ولا أرضي لك بدون الجنّة».
  22 ـ محاسبة النفس كل يوم: فقد روي أنّه أوصى النّبي صلى الله عليه وآله أبا ذر رضي الله عنه فقال: «يا أبا ذر حاسب نفسك قبل أن تحاسب فاِنّه أهَوَن لحسابك غداً ، وَزِنْ نفسك قبل أن توزن، وتجهّز للعرض الاَكبر يوم تعرض لا تخفى على الله خافية».
   وعنه صلى الله عليه وآله أنه قال: «يا أبا ذر لا يكون الرجل من المتّقين حتّى يحاسب نفسه أشدُّ من محاسبة الشريك شريكه فيعلم من أين مطعمه ومن أين مشربه ومن أين ملبسه أمِن حلالٍ أو من حرامٍ ، يا أبا ذر مَن لم يبال من أين اكتسب المال لم يبال الله مِن اين أدخله النّار».
   وعن الاِمام زين العابدين عليه السلام أنّه قال: «ابن آدم اِنّك لا تزال بخير ما كان لك واعظ من نفسك وما كانت المحاسبة من همِّك ، ابن آدم اِنّك ميِّت ومبعوث وموقوف بين يديّ الله فأعِدَّ جواباً».
  23 ـ الاهتمام باُمور المسلمين: فعن رسول الله صلى الله عليه وآله: «مَنْ أصبح لا يهتمّ باُمور المسلمين فليس بمسلم». وعنه صلى الله عليه وآله: «من أصبح لا يهتّم بأمور المسلمين فليس منهم ومن سمع رجلاً ينادي يا للمسلمين فلم يُجبهُ فليس بمسلم».
   وعن الاِمام أبي جعفر الباقر عليه السلام: «اِنَّ المؤمن لترد عليه الحاجة لاَخيه فلا تكون عنده يهتمُّ بها قلبُهُ فيدخله الله تبارك وتعالى بهمِّه الجنّة».
  24 ـ السخاء والكرم والاِيثار: قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ).
   وعن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال: «ما جعل الله أولياءه اِلاّ على السّخاء وحسن الخلق» وقال صلى الله عليه وآله: «اِن من موجبات المغفرة بذل الطعام واِفشاء السلام وحسن الكلام» وعنه صلى الله عليه وآله أنّه قال: «تجافوا عن ذنب السخي فاِنّ الله آخذ بيده كلما عثر».
   وعنه صلى الله عليه وآله: «الجنّة دار الاَسخياء». وعنه صلى الله عليه وآله: «اِن افضل الناس ايماناً أبسطهم كفّاً».
  25 ـ الاِنفاق على الاَهل والعيال: فعن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال: «الكادُّ على عياله كالمجاهد في سبيل الله» وقال صلى الله عليه وآله: «خيركم ، خيركم لاَهله» وعنه صلى الله عليه وآله أنّه قال : «ما أنفق الرجل على اهله فهو صدقة» وعنه صلى الله عليه وآله: «دينار أنفقته على أهلك ودينار أنفقته في سبيل الله ودينار انفقته في رقبة ودينار تصدّقت به على مسكين وأعظمُها أجراً الدينار الّذي أنفقته على أهلك».
  26 ـ التّوبة من الذّنوب صغيرها وكبيرها والندم عليها: قال الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) وقال تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) وقال تعالى: (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) وقال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) وقال تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ).
   وعن الاِمام الباقر عليه السلام انّه قال لمحمد بن مسلم: «يا محمد بن مسلم ذُنوب المؤمن اِذا تاب منها مغفورة له فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التّوبة والمغفرة أما والله اِنّها ليست اِلاّ لاَهل الايمان.
   قلت فانّه يفعل ذلك مراراً يُذنب ثمَّ يتوب ويستغفر الله فقال: كلّما عاد المؤمن بالاِستغفار والتّوبة عاد الله عليه بالمغفرة» وعنه عليه السلام انّه قال: «التّائب من الذنب كمن لا ذنب له ، والمقيم على الذّنب وهو مستغفر منه كالمستهزئ».
   وعن الاِمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «ما من عبدٍ أذنب ذنباً فندم عليه اِلاّ غفر الله له قبل أن يستغفر» وعنه عليه السلام أنه قال: «اِن الله يفرح بتوبة عبده المؤمن اِذا تاب كما يفرح أحدكم بضالّته اذا وجدها».
   وهناك من المعروف غير هذه نصّت عليها كتب الفقه والحديث فراجعها اِن شئت المزيد.
   قلت لاَبي: الاَرقام الّتي مرّت أشارت لما هو من المعروف ، أما المنكرات، أو ما يُعَدُّ من المنكر ؟
   قال : ما يعدُّ من المنكر كثير ، ساُعدد لك بعضاً منها ، ولكن بنفس الشرط السابق .
   قلت : تقصد أن اعدك باِجتنابها والنّهي عنها ؟
   قال : نعم .
   قلت : أعِدُك بذلك.
   قال : اِذن اِليك بعضاً ممّا هو من المنكر.
   وبدأ أبي يعدد مستعيناً بذاكرته وبمصادره ـ كما فعل سابقاً ـ فعدَّ من المنكر ما يأتي:
  1 ـ الظلم: قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ).
   عن الاِمام علي عليه السلام: «أعظم الخطايا اِقتطاع مال اِمرئٍ مسلم بغير حق».
   وعن الاِمام أبي جعفر الباقر عليه السلام أنّه قال: «لما حضرت علي بن الحسين الوفاة ضمَّني الى صدره ثمَّ قال : يا بُني أوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة، مما ذكر انَّ أباه أوصاه به ، قال : يا بُني اِيّاك وظلم من لا يجد عليك ناصراً اِلاّ الله».
   وعن الاِمام أبي عبدالله الصادق عليه السلام: «من ظلم مظلمةً أُخِذَ بها في نفسه أو في ماله أو في ولده».
   وعنه عليه السلام انّه قال: « من اكل من مالِ أخيه ظلماً ولم يرده اِليه أكل جذوةً من النّار يوم القيامة».
  2 ـ الاِعانة على الظلم والرّضا به: فعن النبي محمد صلى الله عليه وآله: «من مشى الى ظالم ليعينه، وهو يعلم أنّه ظالم ، فقد خرج من الاِسلام» وعنه صلى الله عليه وآله: «شرُّ النّاس من باع آخرته بدنياه ، وشر منه من باع آخرته بدنيا غيره».
   وعن الاِمام أبي عبدالله الصادق عليه السلام أنّه قال: «العامل بالظلم والمعين له والرّاضي به شركاء ثلاثتهم» وعنه عليه السلام قال: «من عذر ظالماً بظلمه سلّط الله عليه من يظلمه ، فاِن دعا لم يُستجب له» وعنه عليه السلام في وصيّته لاَصحابه : «واِيّاكم أن تعينوا على مسلم مظلوم فيدعو عليكم فيستجاب له فيكم ، فاِنّ أبانا رسول الله صلى الله عليه وآله كان يقول : اِن دعوة المسلم المظلوم مستجابة» وعنه عليه السلام أنه قال: «من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة جاء يوم القيامة بين عينيه مكتوب: آيسٌ من رحمة الله».
   وعنه عليه السلام: يجيء يوم القيامة رجلٌ الى رجل حتّى يلطَّخه بدمه فيقول : يا عبدالله مالك ولي ؟ فيقول أعنْتَ عليَّ يوم كذا وبكذا بكلمةٍ فقُتلت».
  3 ـ كون الاِنسان ممّن ُيتّقى شره: فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال: «شرُّ النّاس عند الله يوم القيامة الذين يكرمون اتّقاء شرَّهم».
   وعن الاِمام أبي عبدالله الصادق عليه السلام: «مِن أبغض خلق الله عبدٌ اِتّقى النّاس لسانه»
  4 ـ قطيعة الرّحم: قال الله تعالى في كتابه الكريم: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ) وعن رسول الله صلى الله عليه وآله: «لا تقطع رحمك واِن قطعك».
   وعن الاِمام أبي جعفر الباقر عليه السلام أنّه قال: «في كتاب علي عليه السلام ثلاث خصال لا يموت صاحبهنّ أبداً حتى يرى وبالهُنَّ: البغي وقطعية الرّحم واليمين الكاذبة يبارز الله بها».
   وعن الاِمام أبي عبدالله عليه السلام أنّه قال: «اِن رجلاً من خَثعَم جاء الى رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال: يا رسول الله اخبرني ما أفضل الاِسلام؟ قال : الاِيمان بالله ، قال : ثمّ ماذا ؟ قال: صلة الرحم ، قال : ثمّ ماذا ؟ قال : الاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، قال: فقال الرجل: فاخبرني أيُّ الاَعمال أبغض الى الله ؟ قال : الشرك بالله ، قال: ثمّ ماذا ؟ قال: قطيعة الرّحم ، قال: ثمّ ماذا ؟ قال : الاَمر بالمنكر والنهي عن المعروف».
  5 ـ الغضب: فعن الاِمام أبي جعفر الباقر عليه السلام أنّه قال: «اِن الرجل ليغضب فما يرضى أبداً حتّى يدخل النار، فأيما رجلٌ غضب على قومه وهو قائم فليجلس من فوره ذلك فاِنّه سيذهب عنه رجس الشيطان ، وأيما رجل غضب على ذي رحم فليَدْنُ منه فليمسه فاِن الرّحم اذا مست سكنت».
   وعن الاِمام أبي عبدالله الصادق عليه السلام: «الغضب مفتاح كلِّ شرّ».
  6 ـ الاختيال والتكبّر: قال الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: (اُدخلوا أبواب جهنَّم خالدين فيها فبئس مثوى المُتكبِّرين).
   وقال تعالى: (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ).
   وعن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال: «أكثر أهل جهنّم المتكبّرون».
   وعنه صلى الله عليه وآله أنّه قال: «من مشى على الاَرض أختيالاً لعنته الاَرض ومن تحتها ومن فوقها».
   وعنه صلى الله عليه وآله أنّه قال: «من تعظّم في نفسه واِختال في مشيته لقي الله وهو عليه غضبان».
   وعن الاِمامين الباقر والصادق عليهما السلام أنّهما قال: «لا يدخل الجنّة من في قلبه مثقال ذرة من كبر».
   وعن الاِمام أبي عبدالله الصادق عليه السلام أنّه قال: «الجبّارون أبعد النّاس من الله يوم القيامة».
  7 ـ أكل مال اليتم ظلماً: قال الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ).
  8 ـ اليمين الكاذبة: فعن الاِمام أبي جعفر الباقر عليه السلام أنّه قال عن كتاب علي عليه السلام: «اِنَّ اليمين الكاذبة وقطعية الرّحم تذران الديار بلاقع من أهلها».
   وعن الاِمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «من حلف على يمين وهو يعلم أنّه كاذب فقد بارز الله عزّ وجلّ».
  9 ـ شهادة الزّور: قال الله تعالى في كتابه الكريم يصف المتّقين: (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ).
   وعن النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال: «ما من رجل شهد شهادة زور على مال رجل ليقطعه اِلاّ كتب الله عزّ وجل له مكاناً ضنكاً الى النار».
  10 ـ المكر والخديعة: قال الله تعالى في كتابه المجيد: (سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ) وعن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال : «ليس منّا من ماكَرَ مسلماً».
   وعن الاِمام على عليه السلام أنّه قال: «لولا أنّ المكر والخديعة في النار لكنت أَمكَرَ العرب».
  11 ـ تحقير المؤمن وخاصةً الفقير والاِستخفاف به : فعن الاِمام أبي عبدالله الصادق عليه السلام: «لاتحقِّروا مؤمناً فقيراً، فاِن من حقّر مؤمناً واستخفّ به حقَّره الله تعالى ، ولم يزل ماقتاً له حتّى يرجع عن تحقيره أو يتوب».
   وعنه عليه السلام: «من استذلّ مؤمناً وحقَّره لقلة ذات يده ولفقره شهَرهُ الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق».
  12 ـ الحسد: قال الله تعالى في كتابه المجيد: (وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ).
   وعن الاِمام أبي عبدالله الصادق عليه السلام: « اِنَّ الحسد ليأكل الاِيمان كما تأكل النّار الحطب » وعنه عليه السلام: « اِنَّ المؤمن يغبط ولا يحسد، والمنافق يحسد ولا يغبط ».
   وعنه عليه السلام: «اُصول الكفر ثلاثة: الحرص والاستكبار والحسد».
  13 ـ الغيبة والاستماع اليها: قال الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: (وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ).
   وعن الاِمام الصادق عليه السلام: « الغيبة حرام على كلِّ مسلم واِنّها لتأكل الحسنات كما تأكل النّار الحطب».
   وعن رسول الله صلى الله عليه وآله انّه قال: « ما عمّر مجلس بالغيبة اِلا خرب من الدين فنزهوا اسماعكم عن استماع الغيبة فان القائل والمستمع لها شريكان في الاثم ».
   وعن الاِمام أبي جعفر عليه السلام: « من اغتيب عنده أخوه المؤمن فلم ينصره ، ولم يُعِنه ، ولم يدفع عنه ، وهو يقدر على نصرته وعَوْنِه ، حقَّره الله في الدّنيا والاَخرة ».
  14 ـ حُبُّ المال والحرص على الدّنيا: قال الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) وقال تعالى: (وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ).
   وعن رسول الله صلى الله عليه وآله: «من أصبح والدّنيا أكبر همّه فليس من الله في شيء» وعنه صلى الله عليه وآله : «لتأتينّكم بعدي دنياً تأكل ايمانكم كما تأكل النّار الحطب» وعنه صلى الله عليه وآله: «دعوا الدّنيا لاَهلها ، من أخذ من الدّنيا فوق ما يكفيه فقد اخذ حتفه وهو لا يشعر».
   وعنه صلى الله عليه وآله: «اِن الدينار والدّرهم أهلكا من كان قبلكم، وهما مهلكاكم».
   وقال صلى الله عليه وآله: «من أحب دنياه أضرَّ باَخرته».
   وعن الاِمام زين العابدين عليه السلام: «رأيت الخير كلّه قد اجتمع في قطع الطمع عمّا في أيدي النّاس».
   وعن الاِمام أبي جعفر الباقر عليه السلام: «بئس العبد عبد يكون له طمع يقوده، وبئس العبد عبد له رغبة تذلّه».
   وعن الاِمام أبي عبدالله الصادق عليه السلام: «حبّ الدّنيا راس كلِّ خطيئة».
  15 ـ الفحش والقذف وبذاءة اللسان والسَّب: فعن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال لعائشة:
   «يا عائشة ... اِن الفحش لو كان مثالاً لكان مثال سوء» وعنه صلى الله عليه وآله: «اِن الله يبغض الفاحش البذيء والسائل الملحف» وعنه صلى الله عليه وآله: «اِن من أشرِّ عباد الله من تكره مجالسته لفحشه» وعنه صلى الله عليه وآله: «سباب المؤمن فسوق وقتاله كفر وأكل لحمه معصية وحرمة ماله كحرمة دمه».
   وروي عن عمرو بن نعمان الجعفي: أنّه قال: «كان لاَبي عبدالله عليه السلام صديق لا يكاد يفارقه فقال يوماً لغلامه : يا بن الفاعلة أين كنت ؟ قال: فرفع أبو عبدالله عليه السلام يده فصكّ بها جبهة نفسه ثمّ قال: سبحان الله تقذف اُمّه! قد كنت ارى لك ورعاً ، فاذا ليس لك ورع ، فقال : جعلت فداك اِن اُمّه سنديّة مشركة ... فقال عليه السلام: أما علمت أن لكلِّ اُمَّة نكاحاً ، تنحَّ عني ، فما رأيته يمشي معه حتّى فرّق بينهما الموت».
  16 ـ عقوق الوالدين: قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا ).
   وعن رسول الله صلى الله عليه وآله: «اِيّاكم وعقوق الوالدين».
   وعنه صلى الله عليه وآله: «مَنْ أصبح مسخطاً لاَبويه أصبح له بابان مفتوحان الى النّار».
   وعن الاِمام أبي جعفر الباقر عليه السلام: اِن أبي عليه السلام نظر الى رجل ومعه ابنه يمشي والابن متّكىء على ذراع الاَب، قال فما كلّمه أبي مقتاً له حتّى فارق الدّنيا».
   وعن الاِمام الصادق عليه السلام: «من نظر الى أبَوَيْه نظر ماقت وهما ظالمان له لم يقبل الله له صلاة» وعنه عليه السلام: «لو علم الله شيئاً هو أدنى من اُفٍّ لنهى عنه ، وهو من أدنى العقوق ... ومن العقوق ان ينظر الرجل الى والديه فيحدّ النظر اليهما».
  17 ـ الكذب: قال الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ) وقال تعالى: (فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ ).
   وعن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال: «كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثاً هو لك به مصدِّق ، وأنت له به كاذب».
   وعنه صلى الله عليه وآله: «الكذب ينقص الرّزق».
   وعن الاِمام علي عليه السلام: «لا يجد العبد طعم الاِيمان حتّى يترك الكذب هزلة وجدّه».
   وعن الاِمام السجاد عليه السلام: «اتّقوا الكذب الصغير منه والكبير، في كلّ جدٍّ وهزل ، فاِنّ الرّجل اذا كذب في الصغير اجترأ على الكبير».
   وعن الاِمام العسكري عليه السلام: «جعلت الخبائث كلّها في بيت وجعل مفتاحها الكذب».
  18 ـ خلف الوعد: قال الله تعالى في كتابه الكريم: (فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ) وعن النبي محمد صلى الله عليه وآله أنّه قال: «من كان يؤمن بالله وباليوم الاَخر فليف اذا وعد» وعنه صلى الله عليه وآله: «أربع من كُنَّ فيه كان منافقاً ومن كانت فيه خلّة منهّن كانت فيه خلّة من النفاق حتّى يدعها: اذا حدث كذب ، واذا وعد أخلف، واذا عاهد غدر ، واذا خاصم فجر».
  19 ـ الاِصرار على الذّنب بتكرار ارتكابه وعدم تركه وعدم النّدم على فعله: قال الله سبحانه وتعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ).
   وعن رسول الله صلى الله عليه وآله: «اِن من جملة علامات الشقاء الاِصرار على الذنب».
   وعن الاِمام علي عليه السلام: «أعظم الذنوب ذنب أصرَّ عليه صاحبه».
   وعن أبي عبدالله الصادق عليه السلام: «لا والله، لا يقبل الله شيئاً من طاعته مع الاِصرار على شيء من معاصيه».
  20 ـ احتكار الطعام بقصد زيادة سعره: فعن رسول الله صلى الله عليه وآله: «أيما رجل اشترى طعاماً فحبسه أربعين صباحاً ، يريد به غلاء المسلمين ، ثمّ باعه فتصدّق بثمنه لم يكن كفارة لما صنع».
   وعنه صلى الله عليه وآله: «من احتكر فوق اربعين يوماً حرَّم الله عليه ريح الجنّة».
   وعنه صلى الله عليه وآله: «من حبس طعاماً يتربّص به الغلاء أربعين يوماً ، فقد برئ من الله وبرئ منه».
  21 ـ الغش: فعن النبيّ صلى الله عليه وآله أنّه قال: «مَنْ غشَّ مسلماً في شراء أو بيع فليس منّا» وقال صلى الله عليه وآله: «ألا ومن غشّنا فليس منّا».
   قالها ثلاث مرّات ، «ومن غشّ أخاه المسلم، نزع الله بركة رزقه ، وأفسد عليه معيشته ، ووكّله الى نفسه».
   وعن الاِمام الباقر عليه السلام أنه قال: «مَرَّ النبي صلى الله عليه وآله في سوق المدينة بطعام فقال لصاحبه : ما أرى طعامك اِلاّ طيّباً ، وسأله عن سعره ، فأوحى الله عزّ وجلّ اليه أن يدسَّ يده في الطعام، ففعل ، فأخرج طعاماً رديّاً فقال لصاحبه : ما أراك اِلاّ وقد جمعت خيانة وغشاً للمسلمين».
  22 ـ الاَسراف وعدم الاِقتصاد والتبذير واتلاف المال ولو كان قليلاً: قال الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: (وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) وقال تعالى: (وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ ) وقال تعالى: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا).
   وعن أمير المؤمنين عليه السلام: «اِن الله اذا اراد بعبد خيراً، ألْهمه الاِقتصاد، وحسن التدبير وجنّبه سوء التّدبير، والاِسراف».
   وعن الاِمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «أترى الله تعالى أعطى من أعطى من كرامة عليه ، ومنع من منع من هوان به عليه ؟ ولكن المال مال الله يضعه عند الرجل ودائع ، وجوَّز لهم أن يأكلوا قصداً ، ويشربوا قصداً ، وينكحوا قصداً ، ويركبوا قصداً ويعودوا بما سوى ذلك على فقراء المؤمنين، ويلمّوا به شعثهم ، فمن فعل ذلك ، كان ما يأكل حلالاً ، ويركب حلالاً ، وينكح حلالاً ، ومن عدا ذلك كان عليه حراماً ، ثمّ قال عليه السلام: (وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ )».
   وعنه عليه السلام: «اِن القصد امرٌ يحبّه الله عزّ وجلّ واِن السرف يبغضه حتّى طرحك النواة فاِنّها تصلح لشيءٍ، وحتّى صبّك فضل شرابك».
  23 ـ ترك أحد الواجبات: كترك الصلاة أو الصوم أو غيرهما من الواجبات: فعن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال: «من ترك الصلاة متعمداً فقد برئ من ذمّة الله وذمّة رسوله».
   وعن الاِمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «ولا ينظر الله الى عبده ولا يزكّيه لو ترك فريضة من فرائض الله، أو ارتكب كبيرة من الكبائر».
   وعنه عليه السلام: أنّ الله أمَرَه بأمرٍ وأمَرَه اِبليس بأمرٍ ، فترك ما أمَرَ الله عزّ وجلّ به وصار الى ما أمر به اِبليس ، فهذا مع اِبليس في الدرك السابع من النار».
   وهناك غير هذه وتلك لا يسع المجال لذكرها هنا ، فراجعها اِن اِن شئت في كتب الحديث والفقه.
   قال ذلك أبي ، ثمَّ أضاف مؤكداً بحزم بينما راحت وتائر صوته تكتسي طابع صراحةٍ رزينة مؤثّرة.
   قال: سأختتم حواريّة الاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر بكلام لاَحد أكابر المجتهدين قدس سره جاء فيه: «اِن من أعظم افراد الاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأعلاها وأتقنها وأشدّها ، خصوصاً بالنسبة الى رؤساء الدين: أن يلبس رداء المعروف واجبه ومندوبة وينزع رداء المنكر محرّمه ومكروهه ، ويستكمل نفسه بالاَخلاق الكريمة، وينزّهها عن الاَخلاق الذميمة فاِن ذلك منه سببٌ تام لفعل النّاس المعروف ونزعهم المنكر، خصوصاً اذا أكمل ذلك بالمواعظ الحسنة المرِّغبة والمرِّهبة فاِن لكل مقام مقالاً ، ولكل داء دواء ، وطبّ النفوس والعقول أشدٌّ من طبّ الاَبدان بمراتب كثيرة ، وحينئذٍ يكون قد جاء بأعلى افراد الاَمر بالمعروف والنّهي عن المنكر».
   وبحواريّة الاَمّر بالمعروف والنّهي عن المنكر سننهي حواريّاتنا ـ قال أبي ـ راجياً من الله عزّ وجلّ أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، نافعة لك ولاِخوانك المؤمنين ، وسأخصِّص حواريّة غدٍ للاِجابة عن اسئلة عامّة تختارها أنت قد تكون اغفلت الاِجابة عنها حواريّاتنا السابقة أو أوجزتها أو قد تكون هذه الاَسئلة خارج نطاق بحث الحواريّات مارّة الذّكر.
   قلت: فكرة جيّدة ، وأتوقّع أن تكون مفيدة .
   قال: فاِلى جلسة يوم غد اِن شاء الله ... الى جلسة الغد والحوارية العامّة.

   بمجرد أن فارقني أبي مودّعاً ، لملمت اوراق مذكرات «الاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر» ، لاَختتم بذلك آخر حوارية فقهيّة لموضوع مستقل ، ولاَستعدّ بعد ذلك لفتح ملف خاص بالحواريّة القادمة، تلك التي ساُحدّد أنا اسئلتها وحواراتها واتجاهاتها كما وعدني أبي.
   وما أن انقضت ساعة ، حتى كنت قد دونت مجموعة اسئلة شكّلت النواة الاُولى لاَسئلة الحواريّة العامّة القادمة، اعقبتها بعد ذلك ساعات عمل وأعدادٌ من الاَسئلة.
   وحين حلّ موعد الحوار، وجاء أبي وسلّم وحمد الله وأثنى عليه مبتدئاً الحواريّة العامّة ، انهالت اسئلتي عليه ، واطَّردت اِجاباته عنها.
   وكان أول أسئلتي عن الجلود الطبيعية المصنَّعة والمستوردة من دول غير اسلامية، كاُوربا مثلاً وغيرها.
   قلت لاَبي: رجل يلبس ساعة سوارها مصنوع من جلد طبيعي مستورد من بلد غير اسلامي ، ولا يدري لابسه ما اذا كان هذا الجلد جلد حيوان مذبوح بطريقة اسلامية أم لا، أو يكون حزام بنطلونه من جلد كذلك فهل عليه أن ينزعهما عند ارادة الصلاة ؟
   قال : تصح صلاته به ما دام يحتمل احتمالاً معتدّاً به ان هذا السوار أو ذاك الحزام من جلد حيوان مأكول اللحم ومذبوح بطريقة شرعية.
   ـ ومحفظة النقود الموضوعة داخل الجيب اثناء الصلاة اذا كان جلدها كجلد ذلك السِّوار مارّ الذكر ؟
   ـ تجوز الصلاة معها.
‏   لنفترض أنّه اِطمأن بأن ذاك السوار أو الحزام من جلد حيوان غير مذبوح على الطريقة الاِسلامية ولكنّه صلّى به نسياناً ثمّ تذكّر وهو يصلّي فخلع ساعته أو حزامه فوراً ؟
   ـ تصح صلاته ، اِلاّ اذا كان نسيانه ناشئاً من قلّة مبالاته واهتمامه بالاَمر [فيلزمه اِعادة صلاته]. ‏
   غسّالة كهربائية تجفّف الملابس بعد قطع الماء عنها ، تجفّفها بواسطة قوّة الدوران لا العصر، فهل يكفي ذلك في تطهيرها ؟
   ـ نعم يكفي ذلك في تطهيرها. ‏
   اصافح مرات بعض الاشخاص ويدي مبتلّة ولا ادري أمسلم هذا الذي صافحته أم كافر غير محكوم بالطهارة ، فهل يجب عليّ أن اسأله لاَتأكّد ؟
   ـ كلا ، لا يجب عليك سؤاله ، يمكنك ان تقول اِن يدي التي لامست يده طاهرة.
‏   طالب جامعي ، أو تاجر ، أو سائح ، أو ما شابههم يسافر الى دول غير اسلامية كاُوربا مثلاً ، حيث لا تكاد تخلو حياته اليومية من تماس مباشر مع سكانها من المسيحيين واليهود برطوبة مسرية ... في مقهى أو عند حلاّق أو طبيب أو صاحب مكوى أو غيرهم ، ممّا يصعب عليه احصاؤه ، فما العمل ؟
   ـ يبني على طهارة اجسامهم مالم يحرز تنجّسها بنجاسة خارجية.
   لو دخلت منزلاً كان يقطنه قبلي اناس غير محكومين بالطهارة فهل يحقّ لي ان أحكم بطهارة كلّ شيء ؟
   ـ نعم ، احكم بطهارة كلّ شيء ، لم تعلم أو تطمئن بنجاسته.
   دعني انتقل الى الصلاة فأسأل عن حكم شخص يصلي ويصوم ولكنّه كان كثيراً ما يخطيَ في الغسل ... فهو الاَن متأكّد تماماً من أن بعضاً من أغساله السابقة باطلة ، ولكنّه لا يدري كم هي ، وتبعاً لذلك فهو لا يدري كم صلاة باطلة صلاّها بها ، وكم صيام ؟
   ـ صيامه صحيح وان كان غسله باطلاً ، ولكن يجب عليه أن يقضي كلّ صلاة صلاّها بغسل باطل ، واذا تردّدت بين الاَقل والاَكثر جاز له الاِقتصار على الاَقل.
   احياناً اريد الصلاّة وفي جيبي بعض الاَوراق البيضاء، فهل يجوز لي السجود عليها ؟
   ـ نعم ، يجوز لك السجود عليها اِن كانت طاهرة ومصنوعة من الخشب أو ما شاكله ممّا يصح السجود عليه ، وهكذا اذا كانت مصنوعة من القطن أو الكتان.
   والسجود على الاسمنت ؟
   ـ كذلك يجوز لك السجود عليه.
   أسمع من جهاز تسجيل أو مذياع أو جهاز تلفزيون شريطاً مسجّلاً لمقرئ للقرآن يتلو آية يجب السجود لها ، فهل أسجد ؟
   ـ كلا ، لا يجب عليك السجود ، اِلاّ اذا سمعتها من المقرئ نفسه لا من تسجيله. ‏
   اِمرأة تصلّي ولا تعلم أن بعضاً من شعرها خارج من تحت ساتر الرأس، فهل يجب عليَّ اِخبارها بذلك اثناء صلاتها أو بعدها ؟
   ـ كلا ، لا يجب عليك اخبارها ، ولو لم تعلم هي به حتى اتمّت صلاتها فصلاتها صحيحة ، واذا علمت به في الاَثناء فبادرت الى ستره صحّت صلاتها ايضاً.
‏   شخص يستيقظ قبل دخول وقت صلاة الفجر بدقائق فهل يحقّ له معاودة النوم ثانية اذا كان يعلم أو يحتمل احتمالاً قويّاً أنّه لا يستيقظ اِلاّ والشمس طالعة ؟
   ـ اذا كان ذلك تهاوناً واستخفافاً منه بالصلاة لم يجز .
   طالب ، أو عامل ، أو موظف يدرس أو يعمل بمنطقة تبعد عن مدينته اكثر من 22 كليو متر ، هو يذهب يوميّاً لمقرّ عمله ويعود الى مدينته ، وربّما استمر كذلك لسنة أو اكثر، فما حكم صلاته هناك وصيامه ؟
   ـ يصلّي صلاة تامّة ويصوم.
   ولو كان يسافر ثلاث مرات أو اربع مرات اسبوعياً طوال السنة لا من جهة كون مهنته في السفر، بل لاَغراض اُخرى كأن يكون للتنزّه والسياحة أو لعلاج مريض ، أو لزيارة مراقد الائمّة عليهم السلام وامثال ذلك فما هو حكم صلاته ؟
   ـ يصلّي صلاة تامّة ويصوم ، لاَنّه يعد بذلك كثير السفر عند العرف ، ولو كان يسافر مرتين في الاسبوع ويقيم خمسة أيّام في وطنه [فعليه أن يجمع بين القصر والتمام وفي شهر رمضان يجمع بين الصيام فيه وقضائه بعده].
   ما دمنا نتحدث عن السفر ، فاسمح لي أن أسألك عن حكم شخص سافر بعد الزوال في شهر رمضان وكان صائماً.
   ـ [يتمّ صومه] ولا قضاء عليه.
   واذا سافر قبل الزوال، وكان ناوياً ومصمّماً على السفر من الليل ؟
   ـ [ليس له صيام هذا اليوم] فيفطر بعد وصوله الى حد الترخّص، وعليه قضاؤه بعد ذلك.
   ولو سافر قبل الزوال ولم يكن ناوياً للسفر ولا مصمّماً عليه من الليل ؟
   ـ حكمه حكم الفرض السابق .‏
   مسافر في شهر رمضان عاد الى وطنه أو محل اقامته بعد الزوال فهل عليه أن يمسك بقية ذلك النهار ؟
   ـ لا يجب عليه ذلك وان كان ينبغي له الاِمساك بقية يومه .‏
   ولو عاد قبل الزوال وقد افطر في سفره ؟
   ـ حكمه كما تقدم .‏
   ولو رجع الى وطنه أو محل اقامته ، فوصل قبل الزوال ولم يفطر في سفره ؟
   ـ يجب عليه أن ينوي الصوم ، ويجتنب المفطرات بقيّة ذلك النهار ، ولا قضاء عليه حينئذ .
   شخص يصوم في شهر رمضان سنين وهو لا يعلم بوجوب غسل الجنابة عليه جهلاً منه فلا يغتسل ؟
   ـ صومه صحيح ، ولا تجب عليه الكفارة .‏
   يستعمل بعض مرضى الحساسية « حساسية الصدر » جهازاً يساعدهم على التنفس المريح نسمّيه نحن « البخاخ » يرسل هذا الجهاز بعد ضغطه في الفم ما يشبه الغاز المضغوط ، فهل يجتمع استعمال هذا الجهاز مع الصوم ؟
   ـ نعم ، يبقى مستعمل هذا الجهاز على صومه ويصح منه .‏
   هل يجوز تقديم وجبات الطعام للمفطرين في شهر رمضان ، سواء في المطاعم أم البيوت ، للمعذورين في افطارهم وغير المعذورين ، اذا لم يستلزم ذلك التقديم هتكاً لحرمة الشهر الشريف ؟
   ـ يجوز للمعذورين [دون غيرهم].
   لو حصل لديَّ اطمئنان شخصي بصحة الحسابات الفلكية لتولد الهلال بعد صدورها من مختصّين ، فهل يمكنني ان اعتمد على اطمئناني هذا في اثبات اول الشهر فأصوم ، أو العيد فأفطر ؟
   ـ لا أثر للاِطمئنان بتولد الهلال، ولا أثر كذلك للاَطمئنان بكون الهلال قابلاً للرؤية ، بل لا بدّ من ثبوت الرؤية الفعلية منك أو من غيرك عندك ، نعم يكفي ثبوت الرؤية الفعلية في بلد آخر اذا كان متّحداً مع بلدك في الافق بأن تكون الرؤية في ذلك البلد ملازمة للرؤية في بلدك لولا المانع من سحاب أو غبار أو جبل او نحوها.
   المغذي او المصل وهو كيس من البلاستيك يحتوي على ماء وسكر وبعض الادوية ، يعطى للمريض بواسطة الابرة في الدم مباشرة لمرض أو بدون مرض كأن يعطى للتغذية فهل يجب على الصائم اجتنابه ؟
   ـ لا يجب ، واِن كان ينبغي له ذلك ؟
   سأنتقل الى الحج ، فأسأل عن رجل استطاع مادياً في سنة من السنين ومنع من السفر ، ولم يستطع الحصول على (الفيزة) ليحج تلك السنة ، فاضطر لحاجته الحياتية الى صرف المال المخصّص للحج بعد الموسم ، ثمّ لم يستطع بعد ذلك تحصيل المال الذي يكفيه لحجه ؟
   ـ اذا استطاع في السنين الاَتية وجب عليه الحج ، واِن لم يستطع لم يجب عليه. ‏
   قلت لي في حواريّة الحج: أنك رميت «جمرة العقبة» ، ولم تقل لي من أيّة جهة رميتها ؟
   ـ رميتها من قبل وجهها [فاِنّه لا يجوز رميها من جهة خلفها]. ‏
   وقلت : اِنّك احرمت للحج من الميقات المسمى بـ (الجحفة) بعد وصولك الى جدّة بالطائرة ، فلو احرم شخص ما جهلاً منه من جدّة نفسها لا من الجحفة. ‏
   ـ اذا كان قد نذر الاحرام من جدّة صح احرامه.
   وقلت: اِنك بعد الطواف والسعي ، قصّرت لنفسك ، فلو قصّرت لاَحد من اخوانك طلب منك ذلك قبل أن تقصّر لنفسك ؟
   ـ لا يحق لي ان اُقصّر لغيري قبل أن اقصر لنفسي أولاً. ‏
   لو استطعت للحج هذا العام ، وأنا طالب في الجامعة أو الثانوية وصادف موعد سفري للحج موعد امتحاني النهائي ممّا يؤدي سفري للحج الى رسوبي وضياع سنة دراسية عليَّ وفي ذلك حرج مادي ومعنوي شديد ؟
   ـ ما دام سفرك للحج يسبب لك حرجاً شديداً كما قلت، جاز لك ترك الحج في هذه السنة. ‏
   اسمح لي أن اتجاوز بعض الموضوعات لاَسأل عن فروض خاصة بالتجارة ابدؤها بالتعامل مع البنوك غير الاَهلية، فقد يودع بعض الاَشخاص اموالهم فيها للتوفير.
   ـ قال أبي دعني اسألك اولاً: هل هذه البنوك تموّلها الحكومات في الدول الاِسلامية أو في الدول غير الاِسلامية؟ وهل يتم ايداع المال لديها بشرط أن تدفع الفائدة عليه أو لا ؟
   وما الفرق في كل ذلك ؟
   ـ الايداع في بنوك الدول غير الاِسلامية جائز في مطلق الاحوال واِن كان بشرط الحصول على الفائدة ، وامّا الايداع في البنوك الحكومية في الدول الاِسلامية فاِن كان مع اشتراط الحصول على الربح فهو رباً محرم ، واِن كان بدون هذا الشرط فالمسألة سالمة من الربا حينئذٍ ولكن لا يجوز التصرّف في المال المأخوذ منها اِلاّ بمراجعة الحاكم الشرعي أو وكيله.
   وهل فرق في ذلك بين اصل المال والربح الذي يمنحه البنك للمودع ؟
   ـ لا ، لا فرق بينهما ... لا يجوز التصرّف في شيء ممّا يؤخذ من البنوك الحكومية في الدول الاِسلامية اِلاّ بمراجعة الحاكم الشرعي أو وكيله. ‏
   ـ قلت لي انّه لا يجوز الايداع في بنوك الدول الاِسلامية مع اشتراط الحصول على الفائدة ، فماذا تقصد بالشرط؟ كانّك تقصد ان يعزم المودع ويقرر في نفسه أن لا يطالب البنك بالفائدة لو لم يدفعها اليه ؟
   ـ لا ، ليس هذا معنى الشرط، بل معناه أن لا ينيط الايداع بالتزام البنك بدفع الزيادة، وامّا البناء على المطالبة بالفائدة فيجتمع مع عدم الاشتراط كما يجتمع البناء على عدم المطالبة مع الاشتراط فاحدهما اجنبي عن الاَخر.
   ولو كنت اعلم أن البنك سوف يدفع لي الزيادة وان لم اشترطها عليه فهل يجوز لي الايداع فيه في قسم الودائع الثابتة في حساب التوفير ؟
   ـ نعم يجوز لك ذلك ما دمت لا تشترط الفائدة عليه.
   بعض الاشخاص يقترضون من البنوك ، فيشترط عليهم البنك فائدة معينة كي يقرضهم ، واحياناً يكون القرض مع الرهن ؟
   ـ لا يجوز الاقتراض من البنك اذا اشترط فائدة على اقراضهم لاِنّه رباً سواء أكان القرض مع الرهن أم بدونه ، ولكن يجوز لهم قبض المال منه لا بقصد القرض ثم التصرّف فيه باذن من الحاكم الشرعي او وكيله ، ولا يضر حينئذٍ علمهم بان البنك سيستوفي الفائدة منهم قهراً ، فلو طالبهم البنك جاز لهم دفع الزيادة حيث لايسعهم التخلف عن دفعها الى البنك.
   شخص لا يملك مسكناً يسكنه ، فهل يحق له الاقتراض من البنك الحكومي بفوائد لغرض بناء مسكن لنفسه ؟
   ـ لا يجوز الاقتراض بشرط الفائدة لاَيّ غرض كان ، ولكن يجوز أخذ المال منه لا بقصد الاقتراض وتصحيح التصرّف فيه بمراجعة الحاكم الشرعي أو وكيله كما سبق ان قلته لك.
   وهنا أحبّ أن أكرّر ما ذكرته لك آنفاً من أن التصرّف في اموال البنوك الحكومية في الدول الاسلامية لا يجوز اِلاّ باذن من الحاكم الشرعي أو وكيله.
   فلو سحبت مالاً من حسابك الجاري تقبضه وتتصرّف فيه باذن الحاكم الشرعي أو وكيله ، ولو صرفت شيكاً عند البنك تقبض وتتصرّف في ماله باِذن الحاكم الشرعي أو وكيله ؟ وهكذا غيرها.
   ـ حدّثني عن فتح اعتمادات الاستيراد والتصدير في البنوك هل هو جائز ؟
   ـ نعم فتح الاعتماد لدى البنوك بكلا هذين القسمين امر جائز ، وكذا يجوز للبنك اهلياً كان أو حكومياً تقاضي الفائدة من فاتح الاعتماد سواء أكانت الفوائد بازاء خدماته ـ التعهد باداء دينه والاتصال بالمصدّر وتسلم مستندات البضاعة وتسلميها اليه وامثال ذلك ـ أم كانت فوائد على المبلغ الذي يدفعه البنك من ماله الخاص للجهة المصدّرة لا من رصيد فاتح الاعتماد.
   والكفالة أو التعهد المالي عند البنوك كأن يكفل البنك احد زبائنه امام جهة ما ، رسمية مثلاً أو غيرها ؟
   ـ جائزة ، حتى لو أخذ البنك عمولة عليها من الزبون لقاء كفالته تلك وتعهده.
   وبيع الاسهم وشراؤها لشركة مساهمة مثلاً أو غيرها ؟
   ـ يجوز بيع وشراء الاسهم لشركة ما ، شرط ان لا تكون معاملات تلك الشركة محرمة كما لو كانت تتاجر بالخمور أو تتعامل بالربا.
   قد تطالب الشركات المساهمة وساطة البنك في بيع الاسهم التي تمتلكها ، فيقوم البنك بدور الوسيط لقاء عمولة معينة ؟
   ـ يحق لها ذلك، وهي معاملة جائزة.
   وبيع السندات ؟
   ـ لا يجوز بيع السندات، ولا يجوز للبنوك التوسّط في بيعها وشرائها، ومن الطبيعي ان لا يجوز أخذ العمولة على ذلك حينئذٍ.
   وعمليات التحويل الداخلي والخارجي ؟
   ـ حدّد لي سؤالك بالضبط أو مثّل له كي اجيبك عن شيء محدّد . ‏
   يصدر البنك صكاً لعميله بتسّلم مبلغ ما على حسابه من وكيله في الداخل أو الخارج اذا كان للعميل رصيد مالي في البنك، ثم يأخذ البنك عمولة معينة جراء قيامه بهذا الدور ؟
   ـ يحق له ذلك.
   يدفع شخص ما مبلغاً من النقود الى بنك في مدينة ما ويأخذ تحويلاً بالمبلغ أو بما يعادله على البنك في الداخل أو في الخارج، ثم يأخذ البنك عمولة معينة جراء قيامه بهذا العمل ؟
   ـ يحق له ذلك. ‏
   يقوم البنك ببيع العملات الاجنبية وشرائها نقداً مع زيادة مالية ؟ ـ يحق له ذلك.
   شخص له دين بذمة شخص آخر فيأخذ منه «كمبيالة» بذلك الدين ثم يرغب ان يبيع دينه المؤجل هذا باقل منه حالاً ؟
   ـ يحق له ذلك
   الحوالات المصرفية، أقصد أن يحوّل المدين دائنه على البنك أو يحوّل البنك دائنه على فرع من فروعه في الخارج، أو ربّما على بنك آخر ؟
   ـ كلتا الحوالتين صحيحة شرعاً ، ويحق للبنك اخذ عمولة جرّاء قيامه بعملية التحويل هذه.
   عقود التأمين على الاَشخاص من خطر الوفاة أو بعض الطوارئ الاخرى أو على الاَموال كالطائرات والسيارات والسفن من خطر السقوط أو الحريق أو الغرق ... ؟
   ـ كلها صحيحة ، وملزمة للطرفين.
   سأدع البنوك ومعاملاتها جانباً لاَسأل عن :‏ بيع مثقال مصوغ من الذهب بمثقال غير مصوغ منه، مع أخذ اُجرة الصياغة ؟
   ـ يحرم ذلك ولا يجوز ، رغم انّه شائع عند الصاغة هذه الاَيّام ، وقد اجبتك عن هذا السؤال سابقاً واؤكّده الاَن: يحرم ولا يجوز.
   بعض حلي الزواج مصوغة من الذهب الاَبيض، فهل يجوز لبسها للرجال ؟
   ـ تقصد البلاتين ؟
   نعم .
   ـ البلاتين فلز آخر غير الذهب، فيجوز لبسه للرجال ، لاَن الممنوع عليهم انّما هو لبس الذهب بجميع عياراته دون غيره من الفلزات.
   صنع الدمى على هيئة انسان أو حيوان جائز ؟
   ـ [ل ا، لا يجوز]. ‏
   رسم صورة اِنسان أو حيوان من غير أن تكون مجسمة ؟
   ـ جائز .
   بيع وشراء التماثيل المجسّمة للانسان والحيوان وعرضها للزينة ؟
   ـ جائز أيضاً. ‏
   بعض الملابس الرقيقة الناعمة يسمّيها الباعة حريراً خالصاً طبيعياً ، ولا اعلم انّها حرير طبيعي أم لا ، فهل يجب عليَّ أن اتحرى لاَتأكد ؟
   ـ كلا ، لا يحب عليك أن تبحث لتتأكد ، ويحق لك لبسها. ‏
   شراء وبيع المزمار والاسطوانات الغنائية ونحوها من آلات اللهو المحرم حرام ، ولكن هناك آلات لهو مصنوعة للاَطفال لغرض تسليتهم ، فهل يجوز بيعها وشراؤها ؟
   ـ تجوز اذا لم تعدّ من آلات اللهو المحرّم. ‏
   يتفق مالك قطعة ارض ومقاول على أن يقوم المقاول ببناء مسكن لصاحب الارض مقابل مبلغ محدد ، فيشترط على المقاول ان يقوم باِنجاز البناء خلال سنة مثلاً فاذا تأخر المقاول عن هذه المدّة دفع غرامة شهرية محددة لصاحب المسكن.
   وقد يشترط المقاول على صاحب المسكن أن يقوم هو باِنجاز بناء المسكن خلال سنة، شرط أن لا يتأخر صاحب المسكن عن تزويد المقاول بالمواد الانشائية خلال مدة العمل، فاِذا تأخر عن شرطه وضع عليه المقاول غرامة مالية محددة.
   فاذا انتهت السنة ولم ينجز بناء المسكن، وكان سبب التأخير من صاحب المسكن، فرض عليه المقاول غرامة مالية قد تكون شهرية ، وقد تكون دفعة واحدة، طالت فترة التأخير أم قصرت.
   فهل يجوز اخذ الزيادة هذه في كلتا الصورتين علماً بانهما اشترطا ذلك ضمن عقد لازم ؟
   ـ يجوز اخذ الزيادة في كلتا الصورتين.
   اجازات ورخص تأسيس الشركات ودور النشر والمعامل والمصانع وامثالها ، لها في القانون وعند الناس (مالية) ما لم تلغ اعتبارها الدولة التي رخصتها واجازتها ، فهي تورّث وتباع وتشترى وتنتقل ملكيتها من شخص الى آخر فهل هي كذلك شرعاً ؟
   ـ نعم في خصوص الممضاة منها من قبل الحاكم الشرعي.
   بعض دور النشر تقوم بطبع كميات تجارية من كتاب ما بدون اذن مؤلف الكتاب أو ناشره، رغم وجود عبارة «حقوق الطبع محفوظة للمؤلف أو الناشر» ؟
   ـ لا أثر للكتابة المذكورة اِلاّ في اطار قانون ينظم حقوق المؤلفين والناشرين ونظرائهم ويكون ممضى من قبل الحاكم الشرعي.
   تحنيط الحيوانات وعرضها في غرف الاستقبال أو صالات الجلوس للزينة ؟
   ـ جائز.
   بيع الدم وشراؤه للعلاج ؟
   ـ جائز.
   بيع ما لا يؤكل لحمه كالارنب لمن يسمح له مذهبه بأكله ؟
   ـ جائز.
   قلت لي فيما مضى [ان جلوسك على مائدة يشرب عليها شيء من الخمر حرام] فهل يحق لي التعاقد على عمل لقاء اجر مع صاحب محل يبيع في محله الخمر والبيرة والميتة مع اشياء اخرى يجوز بيعها ، علماً بانّي لا ابيع اِلاّ الاشياء المحلّلة ؟
   ثم ما حكم المال المأخوذ اجرة اذا دفعه صاحب المحل من صندوقه الذي يجتمع فيه ثمن الخمر والميتة وثمن المبيعات المحلّلة ؟
   ـ اذا كنت تتعاقد معه للقيام ببيع الاشياء المحلّلة فقط فلا ضير في ذلك ، وراتبك الذي تتسلمه منه حلال لك مادمت لا تعلم باشتماله بعينه على الحرام .‏
   هل يحقّ لي ان أشتغل في مطعم وظيفتي فيه ان اطهو اللحم غير المذكّى تذكية شرعية ، مع عدم قيامي بتقديم ذلك للزبائن لاَن عملي يقتصر على الطبخ فقط ؟
   ـ يجوز لك ذلك .‏
   سأنتقل في اسئلتي الى الطعام والشراب فأسأل أولاً عن جواز أكل وبيع وشراء الدجاج المستورد من بلدان اسلامية مكتوب عليه جملة « مذبوح على الطريقة الاِسلامية »؟
   ـ يجوز لك اكله وبيعه وشراؤه ما لم تعلم عدم تذكيته سواء اكتبت عليه الجملة المذكورة أم لا .‏
   وذاك المستورد من بلدان غير اسلامية مكتوب عليه عبارة « مذبوح على الطريقة الاِسلامية »؟
   ـ لا يجوز لك اكله، اذا لم تطمئن بانّه مذبوح على الطريقة الاِسلامية حقاً ، لا ادّعاءً .‏
   الجبن المستورد من بلاد غير اسلامية اذا لم اعرف بالضبط طريقة صناعته ومحتوياته ؟
   ـ يجوز لك اكله .‏
   بعض انواع السمك لا يغطي الفلس كل جسمها فهل يجوز اكلها ؟
   ـ نعم يجوز لك أكلها حتى لو كان عليه فلس واحد .‏
   السمك المعلب المستورد من بعض البلاد الاوروبية والامريكية هل يحق لنا الاكل منه فاننا غير متيقنين بتذكيته من جهتين.
   أولاً : انا لا نعلم بوجود فلس عليه ولكن اسم السمك المثبت على الغلاف مما له فلس علماً ان الدول المصدّرة لهذا النوع من المعلبات تطبّق قوانين صارمة في مطابقة المواصفات المسجّلة على الغلاف لما في داخله .‏
   ثانياً : انا لا نعلم بتحقق الاستيلاء عليه خارج الماء حيّاً أو موته داخل شبكة الصيد او حظيرته ولكن من المعروف انه يصطاد بسفن الصيد الحديثة التي تعتمد اخراج السمك من الماء حيّاً وقلّما يختلط بها شيء من الميتة ؟
   ـ اذا حصل الاطمئنان بكونه مذكى ـ ولو بالنظر الى الملاحظتين المذكورتين ـ جاز الاكل منه واِلاّ لم يجز .‏
   هناك مطاعم منتشرة في اسواق المسلمين تقدم لزبائنها اللحوم ؟
   ـ يجوز لك اكل لحومها .‏
   حتى من دون سؤال صاحب المطعم عنها ؟
   ـ نعم يجوز لك اكلها من دون حاجة الى سؤال صاحب المطعم عنها، كما لا حاجة الى سؤاله عن ديانة العاملين في المطعم .‏
   البيرة الخالية من الكحول، هل يجوز شربها وهل هي طاهرة ؟
   ـ لعلك تقصد الشراب الذي يتعارف صنعه من نقيع الشعير المخمر ويوجب النشوة عادة ويسمى بالفقّاع وهو حرام [ كما انه محكوم بالنجاسة ].‏
   هل يجب الفحص والتأكّد قبل تناول الدواء من سلامة تركيبه لمعرفة ما اذا كان يحتوي على مواد محرمة ؟
   ـ كلا ، لا يجب الفحص والتأكّد .‏
   تحتوي كثير من الادوية والمطهرات على الكحول بنسب ضئيلة ، فهل يحق لي تناولها ، وهل هي نجسة ؟
   ـ هي غير نجسة ويجوز لك تناولها. ‏
   هناك كثير من الاَسئلة العامّة المتفرقة ضمن موضوعات مستجدة .‏
   ـ سل ما شئت .‏
   سأبدؤها أولاً بسؤال عن جواز التبرع بالعين أو الكلية من انسان حي الى انسان حي آخر ؟
   ـ لا يجوز التبرع بالعين ، وامّا التبرع بالكلية لمن لديه كلية اُخرى سليمة فجائز .
   يوصي بعض الاشخاص باستئصال بعض الاجزاء من جسمه بعد موته لزرعها في جسم انسان محتاج اليها فهل تصح مثل هذه الوصية ويجوز قطع تلك الاجزاء حينئذ ؟
   ـ [ كلا لا تصح ولا يجوز ]، اذا كان الموصي مسلماً اِلاّ اذا توقف انقاذ حياة مسلم على ذلك فيجوز حينئذ وان لم يوص بها صاحبها ، ولكن [تثبت الدية على القاطع] اِلاّ مع الوصية بالقطع فلا تثبت الدية عليه.
   احياناً تربط انابيب مرور البويضة داخل جسد المرأة وتغلق اذا كان الحمل يمثل خطراً على صحتها ، مع امكانية فتحها بعد ذلك من خلال عملية جراحية ؟
   ـ يجوز ذلك ، وان لم يمكن فتحها ثانية .‏
   تقوم بعض الشركات بتجربة دواء على مريض دون علمه واخباره لملاحظة ان الدواء فعّال وناجح ؟
   ـ لا يجوز لها فعل ذلك .‏
   التشريح ، تشريح الجثة بعد الموت اذا كان لسبب معقول ، كاكتشاف جريمة أو تعليم الطب أو ما شاكل ذلك ؟
   ـ لا يجوز تشريح الميت المسلم لمثل هذه الاسباب، وامّا تشريح الميت الكافر غير المحقون دمه في حال حياته فجائز وكذا المشكوك كونه محقون الدم في حال الحياة اذا لم تكن امارة شرعية على كونه كذلك .‏
   كثيرة هي التقارير الطبية التي تصرح باضرار التدخين ، من ذلك ان التدخين سبب رئيسي لاَمراض القلب والاَوعية الدموية والشرايين ، وارتفاع ضغط الدم ، وسرطان الرئة ، والذبحة الصدرية ، اضافة لاَضراره الاُخرى على العائلة والمجتمع .‏
   فهل يجوز لغير المدخّن ان يبدأ من الاَن فيدخن ؟
   وهل يجوز للمعتاد على التدخين الاستمرار عليه ؟
   ثم هل يجوز للمرأة الحامل التدخين ، والاطباء يقولون ان الجنين يتأثر بتدخين اُمّه ؟
   ـ اذا كان التدخين يلحق ضرراً بليغاً بالمدخّن أو المدخّنة ، أو بجنينها ، فهو حرام سواء في ذلك المبتدىء والمعتاد الذي لا يتضرر بتركه ضرراً بليغاً واما المتضرر بتركه كذلك فيلاحظ أيهما أقلّ ضرراً الاستمرار على التدخين ام تركه فيأخذ به .‏
   قد تقدّم بعض الهدايا للعائلة بمناسبة مولود جديد وتتخذ الهدية عادة شكل مصوغات ذهبية ، أو مأكولات ، أو نقود ، فهل هي للمولود الجديد أو لوالديه ؟
   ـ تختلف الهدايا في ذلك ، فمنها : ما يحمل شاهداً على كونها للمولود الجديد كبعض المصوغات الذهبية المناسبة للمولود فهي له ، ومنها : ما ينتفع منه غير المولود كالمأكولات ونحوها فهي لوالديه ، والظاهر أن النقود التي توضع تحت وسادة المولود أو تدسّ في ثيابه تعدّ من القسم الاول فتكون للمولود نفسه .‏
   هل يجوز تصرف الوالدين بمال ولدهما غير البالغ ؟
   ـ يجوز ذلك للاَب اذا لم يشتمل تصرّفه على مفسدة للولد ، واما الام فليس لها ان تتصرف في ماله من دون اذن الاب او الجد للاَب فان أذن أحدهما لها ولم يشتمل على مفسدة للولد جاز ، أمّا بما يعود لولدهما بالضرر فلا يجوز ، بل يجب عليهما حفظ امواله حتى يكبر .‏
   السحر الابيض الذي يستخدم للخيرات، عكس السحر الاسود الذي يستخدمه الشرّيرون هل يجوز استخدامه ؟
   ـ السحر بجميع اشكاله وانواعه حرام [حتى ذاك المستخدم في ابطال السحر]، اِلاّ اذا توقفت عليه مصلحة أهمّ كحفظ النفس المحترمة .‏
   تحضير الارواح لسؤالها عن حال صاحبها وعن البرزخ وغير ذلك من الامور الاُخرى .‏
   ـ يحرم تحضير روح من يضره تحضير روحه من النفوس المحترمة دون غيرهم ،‏ بعضهم يدّعي تسخير الملائكة ؟
   ـ لا اساس لهذه الدعوى .‏
   الصور المرسومة للنبي صلى الله عليه وآله والائمّة عليهم السلام هل يجوز تعليقها في المنزل ؟ وهل يصح الاعتقاد بأنّها صورهم صلوات الله عليهم ؟
   ـ يجوز تعليقها ، وامّا الاعتقاد بمطابقتها لهم عليهم السلام فهو اعتقاد خاطئ يقيناً‏. ‏
   يخرج بعض المخرجين فلماً تاريخياً عن النبي صلى الله عليه وآله أو الائمّة عليهم السلام: ‏
  أ ـ هل يجوز أن يتقمّص شخصيّة النبي الكريم صلى الله عليه وآله ممثّل يظهر امام الجمهور على أنّه النبي صلى الله عليه وآله وهكذا الحال بالنسبة الى الائمّة عليهم السلام ؟
  ب ـ واذا كانت الاِجابة بالجواز فهل يشترط ان يكون ذلك الممثّل مؤمناً ؟
   ـ يجوز تمثيل شخصيّاتهم عليهم الصلاة والسلام ولكن بشرط أن لا يسيء ذلك ولو في الزمان المستقبل الى مقاماتهم الشريفة وصورهم المقدّسة في النفوس ولعل لصفات الممثل الذي يؤدي دورهم عليهم السلام وخصوصياته بعض الدخل في ذلك .‏
   يرمي الناس الجرائد والمجلات وبعض الكتب المحترمة في أماكن تجمع النفايات برغم احتوائها على بعض الاَيات القرآنية أو اسماء الله سبحانه وتعالى ؟
   ـ لا يجوز ذلك ، ويجب رفعها من تلك الامكنة وتطهيرها اذا اصابها شيء من النجاسة .‏
   عند وقوع مشاجرة كلامية يتلفّظ بعض الاشخاص ـ للاسف ـ بألفاظ معناها الكفر بالله سبحانه وتعالى ، كما يتلفّظون بما لا يليق بالمعصومين عليهم السلام ، وهم غير جادّين فيما يقولون ، فهل يجب أن يقام عليهم الحدّ لذلك ؟
   ـ ما داموا غير جادّين ولا قاصدين لما يقولون ، فلا يقام عليهم الحدّ الشرعي واِنّما يستحقون التعزير .‏
   ولو كانوا جادّين قاصدين في سبهم لله عزّ وجلّ ، أو للنبي صلى الله عليه وآله ، أو للائمّة عليهم السلام ، أو للدين ، أو للمذهب، وقاصدين ذلك باِصرار منهم عليه ؟
   ـ حكمهم القتل .‏
   بقيت بعض الاَسئلة المتفرّقة من هنا وهناك ؟ واعذرني من الاِطالة .‏
  أيجوز للمرأة أن تتعلم قيادة السيارة عند رجل غريب ، مع ما يستلزم ذلك من انفرادها به ، وذهابها معه الى أماكن صالحة للتدريب ، وهي أماكن تخلو عادة من الازدحام ؟ ـ يجوز لها ذلك ، شرط الاَمن من وقوعها في الحرام .‏
   وهل يحق لها ان تلتقط صورة لها من دون حجاب ، لتضعها على جواز السفر مثلاً ؟
   ـ اذا اضطرت الى وضع صورة مكشوفة على جواز سفرها أو على أية وثيقة رسمية اُخرى جاز لها ذلك ، ولكن ليكن الملتقط للصورة زوجها أو احد محارمها ، ومع الضرورة يجوز لها التصوير لدى المصورين الاجانب ايضاً .
‏    هل يجوز ذبح حيوان من قفاه ؟
   ـ يجوز .‏
   هل يجوز نبش قبر الميت ، اذا كان ذلك لا يلزم هتك حرمة الميت ؟
   ـ لا يجوز اِلاّ في موارد خاصة فصلتها الكتب الفقهية منها موارد الضرورة .‏
   اعطاء فلم يحتوي على صور نساء محجّبات في حالة تكشّف لرجل غريب اجنبي عنهن ، لغسله وتحميضه وطبعه ؟
   ـ يجوز ذلك اذا لم يعرف من يقوم بالغسل والتحميض والطبع النساء المصورات في الفلم ولم تكن الصورة مثيرة او موجبة للافتتان .‏
   مال وجدته في مكان عام في شارع مثلاً ، أو سوق ، أو مطار ، أو محطة قطار، أو ميناء ، أو سيارة تاكسي ، وأنا واثق بعدم اِمكانية عثوري على صاحبه ؟
   ـ تصدّق به نيابة عنه .‏
   ولو وجد طفل مبلغاً ـ ولنقل كبيراً ـ من النقود المتداولة ؟
   ـ اذا لم يكن يحمل مواصفات معينة يمكن أن يصفه بها صاحبه فيتوصل بها اليه جاز لولي الطفل اخذه وتمليكه له ، واِلاّ وجب التعريف به كما ذكرته لك في حواريّة سابقة .‏
   سأنتقل الى سؤال عقائدي هذه المرّة فأسأل عن جواز طلب الرزق أو الولد أو الحفظ أو الشفاء من المعصومين مباشرة ؟
   ـ دعني أسألك أولاً :‏
   تطلب منهم ذلك، لاَنّهم يخلقون ، أو يرزقون ، أو يحفظون ؟
   كلا ، بل لاَنّهم الوسيلة الى الله سبحانه وتعالى والشفعاء اليه بقضاء الحاجات ولاَنّهم لا يفعلون شيئاً اِلاّ باِذنه جلّ وعلا .‏
   ـ تقصد يسألون الله تعالى فيخلق ، ويسألونه فيرزق ، ويسألونه فيحفظ ، ولاَنّهم شفعاء لا تردّ لهم مسألة أو دعاء ، ولمنزلتهم منه جلّ شأنه ، ولولايتهم علينا ؟
   نعم ، نعم ... اقصد ذلك .‏
   ـ هذا جائز ، قال سبحانه وتعالى: (وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ) وهم عليهم السلام وسيلتك الى الله سبحانه وتعالى ، هذا جائز. ‏

   اسئلة كثيرة تراود أذهان الناس، وخاصّة الشباب منهم ، الحّت عليَّ وانا اطرح اسئلتي في الحواريّة العامّة الماضية، تجاوزتها عن عمد لما بعدها على امل ان أحظى بتخصيص حواريّة مستقلة لها فيما بعد وها هو ذا املي يتحقق ، فقد طال بنا الحوار الى الحدّ الذي اصبح معه طلب تخصيص جلسة قادمة لحواريّة اُخرى وارداً ومقبولاً بل وحتّى مستحسناً .
   فها أنذا أطلب ... وها هو ذا أبي يجيب طلبي .
   قلت في نفسي : لاَبدأ حواري اليوم بأسئلة حول معاناة بعض الطلبة وهم على مقاعدهم الدراسية من ظواهر احبّ أن اعرف وجهة نظر المشرّع الاسلامي فيها ... قلت لاَبي :
   بعض طلبة الطب الفيزيائي يتعلّمون مادة التدليك ممّا يستوجب لمس جسد المرأة المريضة والتعامل معه بما تستدعيه الحالة المرضية، ولو رفض الطالب ذلك لرسب في الامتحان، فهل يجوز دراسة هذا العلم والتخصص به ؟
   ـ يجوز للطالب ذلك اذا كان يعلم أو يطمئن بأن تخصّصه هذا مما سيتوقف عليه حفظ بعض النفوس المحترمة ولو في المستقبل ، ولتكن ممارسته للتدليك حينئذٍ على نحو لا تؤدي الى اثارة جنسية .
   في كليات الطب يتحتم على الطالب أن يقوم بفحص المرأة الغريبة عنه والرجل ، وربّما وصل بهما الفحص الى جهازهما التناسلي الذكري، أو الانثوي، أو المخرج، فهل يجوز لطالب الطب ذلك الفحص ؟ وهل يجوز للطبيب المتخرّج ذلك اذا توقف عليه حفظ بعض النفوس المحترمة ولو مستقبلاً .
   ـ نعم يجوز لطالب الطب والطبيب كليهما ذلك اذا توقف حفظ بعض النفوس المحترمة عليه ، ولو في المستقبل .
   في المستشفيات تقوم الممرضات بجسّ النبض وقياس ضغط الدم وتضميد الجرح وغير ذلك :
  1 ـ فهل على الرجل المريض رفض لمس الممرضة لجسده ؟
   ـ يمكنه ان يطلب قيام احد الممرضين بالاعمال المذكورة او يطلب من الممرضة أن تلبس قفازاً او تضع حاجزاً كالمنديل ليحول ذلك دون لمس جسده .
  2 ـ احياناً تدعو الحاجة المرضية الى اللمس المباشر ولا يوجد الممرض او يكون طلبه محرجاً او تكون الممرضة ارفق بالمريض من الممرض ؟
   ـ اذا دعت الضرورة للفحص او العلاج وتوقف على اللمس المباشر جاز ذلك في مفروض السؤال مع الاقتصار فيه على مقدار الضرورة.
  3 ـ قد يكون الجرح في منطقة العورة ويحتاج الى التضميد فما العمل ؟
   ـ على المريض أن يطلب من الممرض ـ رجلاً كان أو امرأة ـ ان تلبس قفازاً او يضع حائلاً ليحول دون لمس العورة وان لم يتيسر ذلك جاز اللمس بمقدار ما تدعو اليه ضرورة التضميد .
   لو ابدلنا اللمس بالنظر في الحالات السابقة فما هو حكم النظر ؟
   ـ حكم النظر المحرم نفس حكم اللمس المحرم فيجري عليه ما تقدم من التفصيل .
   في الحالات المتقدمة اذا كان المريض امرأة والممرض رجلاً فهل يكون الحكم نظير ما مرَّ ؟
   ـ نعم .
   بعض الاَزواج غير الملتزمين دينيّاً يطلب من زوجته ترك الصلاة ، أو رفع الحجاب الشرعي، أو تقديم الخمر أو البيرة للضيوف ، أو مشاركته في لعب القمار ، أو مصافحة القادمين ... ويجبرها على ذلك في حالة امتناعها عنه ، فهل يحق للزوجة ترك مساكنته حفاظاً على واجباتها الشرعية ؟
   ـ نعم ، يحق للزوجة ترك مساكنته حينئذٍ بمقدار ما تمليه الضرورة، ومع ذلك تستحق عليه النفقة كاملة .
   اِمرأة ملتزمة بالحجاب الشرعي، ولكن زوجها يمنعها من ذلك ويخيّرها بين خلع الحجاب والطلاق ؟
   ـ ليس لها أن تخلع حجابها واِن انجر امرها الى الطلاق .
   ولكن الطلاق يسبب لبعضهن حرجاً وضيقاً ومشقة شديدة ؟
   ـ لتتحمّل الحرج والمشقة ... ولتتذكّر قوله تعالى: (وَمَنْ يَتّقِ الله يَجْعَل لهُ مَخْرَجاً ويرْزقهُ مِنْ حيثُ لا يَحْتَسِب).
   استعمال وسائل منع الحمل شائع هذه الاَيّام، فلو لزم الضرر أو الحرج من استعمال العقاقير وامثالها ، وتوقف الاَمر على وسائل لابدّ معها من اجراء الكشف الموضعي لدى الطبيب أو الطبيبة ، فهل يسوغ ذلك للمرأة ، علماً أن الحمل يسبب لها ضرراً أو حرجاً ؟
   ـ يجوز ، مادامت تواجه في كلّ من الحمل واستعمال الطرق الاُخرى للمنع عنه ضرراً أو حرجاً لا يتحمل عادة ، ولكن اذا كان ذلك يستدعي بالاضافة الى كشف الجهاز التناسلي كشف بعض المواضع الاُخرى من بدنها كاطراف الجهاز التناسلي فعليها ان تراجع الطبيبة ، فان لم تتمكن من ذلك تراجع الطبيب.
   هل يجوز للمرأة أن تنظر الى المنطقة المحصورة بين السرة والركبة من جسد اِمرأة اُخرى باستثناء القبل والدبر ؟
   ـ نعم يجوز لها ذلك من غير اثارة جنسية.
   بعض النساء يمتنعن من الاِنجاب وازواجهن يريدونه ؟
   ـ وكيف يمتنعن من الاِنجاب ؟
   ـ باستعمال العقاقير أو بزرق الابرة أو بغسل الرحم بعد الجماع ؟
   ـ هذا كلّه جائز اذا لم يلحق بهن ضرراً بليغاً .
   واللولب ؟
   ـ اذا علمت المرأة انّه يؤدي الى تلف البويضة بعد تخصيبها بحويمن الزوج [لم يجز لها استعماله].
   والعزل ... بان يمنعن ازواجهن من افراغ المني في المهبل اثناء الجماع ؟
   ـ لا يحق لهن ذلك.
   وهل للزوج أن يجبر زوجته على عدم الانجاب وهي تريده ؟
   ـ وكيف يجبرها على ذلك .
   يجبرها على اخذ الحبوب أو زرق الابرة أو استعمال اللولب ؟
   ـ لا يحق له ذلك.
   يعزل عنها اثناء الجماع ؟
   ـ نعم يحق له ذلك .
   وهل له ان يستعمل العازل الطبي عند الجماع ؟
   ـ نعم [ولكن لابدّ من اخذه موافقتها على ذلك].
   بعض العقاقير الطبية تتناولها النساء لتمنع نزول العادة الشهرية عندها ؟
   ـ يجوز لها ذلك الاستعمال.
   في الاَيّام الاولى من الحمل يكون من السهل اِسقاط الجنين ، فهل يحق للاُم ان تسقطه ؟
   ـ كلا ، لا يجوز لها ذلك اِلاّ اذا كانت تتضرر من بقائه في رحمها أو يكون بقاؤه حرجيا عليها بمقدار لا يتحمل عادة.
   تعانق وتقبّل بعض النساء النساء في المطارات والشوارع العامّة والساحات والاسواق ؟
   ـ عناق النساء للنساء وتقبيل بعضهم للبعض جائز شرط ان يتم من دون حصول فعل محرّم .
   تخرج النساء هذه الايّام في الشوارع العامّة وهنّ كاشفات لبعض ما يجب عليهن ستره ، فهل يجوز النظر اليهن بدون شهوة وتلذذ جنسي ؟
   ـ نعم يجوز ذلك اذا كنَّ لا ينتهين اذا نهين عن التكشف.
   من المألوف هذه الايّام ان تضع المرأة الكحل في العينين والمكياج على الوجه وتلبس الخاتم والقلادة والسوار للزينة ثم تخرج امام الناس في الاسواق والشوارع ؟
   ـ لا يجوز لها ذلك اِلاّ في الكحل والخاتم والسوار بشرط ان تأمن من الوقوع في الحرام ولا تقصد بها اثارة الرجال الاجانب.
   ما دمنا نتحدث عن الحجاب ، أود أن أسأل عن امرأة تخرج للناس وظاهر قدمها مكشوف لعين الناظر الاجنبي ؟
   ـ لا يجوز لها ذلك .
   واُخرى تصلّي وظاهر قدمها مكشوف كذلك ؟
   ـ هذه يجوز لها ذلك، فكشف ظاهر القدمين وباطنهما في الصلاة جائز تركب بعض النساء سيارات الاجرة، وتكون هي والسائق لا ثالث لهما ؟
   ـ وهل يؤدي ذلك الى اثارة الشهوة او الوقوع في فعل محرّم؟ كلا، اسأل عن حالة اعتيادية سائدة هذه الايّام.
   ـ ما دامت تأمن على نفسها من الوقوع في الحرام اذا ركبت معه وحدها فهو جائز .
   التفكير بالنساء عدا الزوجة عن قصد وعمد بما في ذلك تصوير الممارسة الجنسية في الذهن اذا صاحبه انتصاب عضو الذكورة من دون انزال السائل المنوي ؟
   ـ لا يحرم اذا لم ينته الى محرّم.
   ذكرت لي في حواريّة سابقة ان ممارسة العادة السرية حرام. هل ان الرجل والمرأة في ذلك سواء ؟
   ـ نعم فكما لا يجوز للرجل ان يداعب عضوه التناسلي حتى يقذف فكذلك لا يجوز للمرأة ان تداعب عضوها التناسلي حتى تنزل .
   حالة مرضية استدعت ان يطلب الطبيب من مريضه فحص السائل المنوي بعد تعذّر اخراجه بالطريق الشرعي ، لاَن اخراجه لابدّ ان يكون عند الطبيب ؟
   ـ اذا اضطر المريض الى ذلك جاز له .
   واذا اراد الشخص ان يختبر مدى قدرته على الانجاب ، فطلب منه الطبيب ان يخرج السائل المنوي ليفحصه ؟
   ـ ما دام غير مضطر لذلك فلا يجوز له الاستمناء .
   في الاَونة الاخيرة ... وبفضل الوسائل العلمية الحديثة يمكن استعلام وضع الجنين وما اذا كان مصاباً بعاهة خلقية ام لا ، فاذا ثبت علمياً كونه مشوهاً ومصاباً بعاهات أو عاهة واحدة فهل يجوز اسقاطه ؟
   ـ تشوه الجنين ليس بمجرده مسوغاً لاِسقاطه ، نعم اذا كان بقاؤه في رحم الاُم ضرريّاً على صحتها او حرجياً عليها بحدّ لا يتحمل عادة جاز لها اسقاطه وذلك قبل ولوج الروح فيه وامّا بعده فلا يجوز الاِسقاط مطلقاً .
   التلقيح الصناعي شائع في هذه الايّام ويقع على انحاء مختلفة احبّ ان اعرضها عليك لاَعرف وجهة نظر المشرّع الاِسلامي فيها .
   ـ تفضل .
   يؤخذ السائل المنوي من الزوج وتحقن به زوجته بطريق الابرة أو ما شاكل من الطرق ؟
   ـ يجوز في حدّ ذاته .
   وهل يجوز ان تحقن به امرأة اخرى غير زوجته ؟
   ـ لا ، لا يجوز .
   يؤخذ حويمن الزوج وبويضة الزوجة ويتم التخصيب في انبوبة الاختبار ثم تعاد البويضة الى رحم الزوجة ؟
   ـ هذا ايضاً جائز في حدّ ذاته.
   يؤخذ حويمن من الزوج وبويضة امرأة اخرى غير زوجته فتخصّب ثم تنقل الى رحم الزوجة ؟
   ـ هذا يجوز ايضاً في حدّ ذاته.
   وبمن يلحق الولد في هذه الحالة ؟ بصاحبة البويضة ام بصاحبة الرحم الذي تكامل فيه اقصد من تكون امه النسبية ؟
   ـ في المسألة احتمالات فلابدّ من رعاية الاحتياط بينهما .
   تؤخذ البويضة من المرأة تخصّب بحويمن رجل غير زوجها ثم تعاد الى رحمها ؟
   ـ ينبغي الاجتناب عن ذلك.
   أعود الى الطلبة وقضاياهم مرة اخرى ، فأسأل عن ضرب التلاميذ في المدرسة ، وهل يجب اخذ اذن ولي امر التلميذ المراد ضربه ؟
   ـ يجوز ضرب التلاميذ في حالة ايذائهم للاَخرين ، أو ارتكابهم فعلاً محرّماً ، وبأذن الولي ثلاثة اسواط [لا ازيد] ويلزم ان يكون الضرب برفق الى الحد الذي لا يوجب احمرار البدن واِلاّ اِستوجب الدية.
   هل يجوز الغش في الامتحانات المدرسية اذا كان بعض المدرّسين هم الذين يساعدون الطلاب عليه ؟
   ـ لا يجوز ذلك.
   بعض طلبة كلية الفنون الجميلة يتعلّمون صنع التماثيل ونحوها من الصور المجسمة لمخلوقات ذوات ارواح ، وان امتناعهم عن المشاركة في صنعها سيحرمهم من النجاح والتخرج من الكلية فهل يجوز لهم ذلك ؟
   ـ حرمانهم من النجاح على تقدير تركها لا يصلح لوحده مسوغاً لارتكاب هذا العمل [المحظور شرعا].
   والكرة ... لعب الكرة بكافة اشكالها وانواعها ، ضمن مباريات بدون رهان جائز هو ؟
   ـ نعم جائز .
   والمصارعة والملاكمة بدون رهان ؟
   ـ جائزتان ، اذا لم تؤديا الى وقوع ضرر بدني بليغ .
   من المسائل التي تهم الرجال «حلق اللحية» فقد يحلق بعض الرجال لحاهم ويبقون شعر الذقن وحده، فهل يكفي ذلك شرعاً ؟
   ـ [لا يكفي] .
   واذا حلق لحيته بالموسى هذا اليوم ، فهل يجوز له امرار الموسى على مكانها في اليوم اللاحق قبل ان ينبت الشعر بمقدار يصدق عليه اللحية ؟
   ـ [لا يجوز له ذلك].
   اسمح لي ان انتقل الى السؤال عن العلاقة بين الوالد وولده ، لاَسأل ـ بعد الاعتذار منك ـ عن حدود ما يجب على الولد الالتزام به من أوامر والديه ؟
   ـ يوجب الاَسلام على الولد معاشرة والديه بالحسنى .
   حسناً ، فهل يحسن شرعاً اطاعة الوالدين في كل شيء حتى في الامور اليومية الحياتية كأن يقول الوالد لولده : كُلْ هذه الفاكهة أو نمْ في الساعة العاشرة أو ما شاكل ذلك ؟
   ـ نعم ، يحسن له ذلك .
   اذا نهى الوالد ولده عن فعل شيء معين محتملاً أن ضرراً ما سيعود على ولده ان هو فعله ، علماً بأنّه في اعتقاد الولد غير مصيب في ذلك ؟
   ـ لا يجوز مخالفة الوالد في حالة كهذه ، بان كان يتأذى من مخالفته شفقة على الولد.
   اذا قال الوالد لولده انا اعلم انّه لا يترتب على سفرك ضرر عليك يا ولدي ولكن فراقك لي ونأيك عني وابتعادك يشق عليَّ ويؤذيني فلذا انهاك عن السفر ؟
   ـ قبل ان اجيبك عن السؤال دعني اسألك هذا السؤال.
   لو اطاع الولد والده ولم يسافر ، فهل سيتضرر جراء عدم سفره ؟
   كلا ، لا يتضرر الولد ، ولكن سوف يحرم من تحقيق رغبته.
   ـ اذن ، لا يجوز له ان يسافر مادام في سفره هذا اذى لاَبيه .
   سأنتقل الى موضوع يشغل بال كثير من الشباب الاَن وهو اللعب بالشطرنج والطاولي ولكن بدون رهان ؟
   ـ لا يجوز اللعب بهما .
   يلعب بعض الناس بغير الشطرنج والطاولي من الاَدوات أو الاَلات المعدّة للقمار ولكن للتسلية وبدون رهان ؟
   ـ [يحرم اللعب بكلّ ما عدّ آلة للقمار ولو بغير رهان].
   بعض الالعاب الالكترونية تظهر على التلفاز بواسطة جهاز يسمى «الاتاري» ويلعب بها بواسطة ازرار وهي للتسلية وتلعب من دون رهان ؟
   ـ اذا كانت الصور التي تظهر على الشاشة صوراً لاَلات قمارية لم يجز اللعب بها بواسطة جهاز الاتاري واِلاّ فهو جائز .
   ومن آلات القمار انتقل الى الرقص ، فأسأل عن رقص الزوجة لزوجها من اجل اسعاده واِثارته ؟
   ـ يجوز لها ذلك .
   ورقصها امام الاَخرين ؟
   ـ لا يجوز لها أن ترقص امام غير زوجها من الرجال [بل ولا يجوز لها ان ترقص امام النساء ايضا].
   ورقص الرجل امام الرجال أو النساء غير زوجته ؟
   ـ [لا يجوز كذلك].
   في الاعراس والمناسبات المفرحة الاخرى يصفّق الرجال أو تصفّق النساء ؟
   ـ يجوز لهم ذلك شرط أن لا يتضمن محرّماً آخر.
   أنتقل فأسأل عن جواز الاِستماع للاَغاني الدينية ؟
   ـ تقصد الكلمات الدينية التي تؤدى بالاَلحان المتعارفة عند اهل اللهو والطرب ؟
   نعم .
   ـ اذن يحرم الاِستماع اليها وكذا كل كلام غير لهوي يؤدى بهذه الاَلحان دعاءً كان أم ذكراً [أم غيرهما].
   والكلام اللهوي الذي يؤدى بهذه الالحان ؟
   ـ ذاك الغناء المتعارف الذي لا ريب في حرمته .
   وما يطلق عليه الموسيقى في عرفنا الحاضر ؟
   ـ هي على قسمين فمنها ما يناسب مجالس اللهو والطرب فيحرم استماعها ومنها غير ذلك فلا يحرم .
   بعض انواع الموسيقى تذاع مقدمة لتلاوة القرآن الكريم أو مقدمة لرفع الاذان أو قد تسبق تقديم برنامج ديني أو تلحقه فهل يجوز الاِستماع اليها ؟
   ـ هي في الغالب من القسم الثاني المحلّل.
   والفواصل الموسيقية، والموسيقى التي تسبق نشرات الاَخبار ؟
   ـ هي كذلك .
   بعض انواع الساعات تحمل اضافة لتعيين الوقت مقاطع موسيقية لترويح حامليها متى شاؤوا ، فهل يجوز بيعها وشراؤها والاستماع لموسيقاها ؟
   ـ يجوز .
   الموسيقى الكلاسيكية تلك الموسيقى التي يقال عنها انّها تهدّئ الاَعصاب الثائرة والتي توصف احياناً كعلاج لبعض الامراض النفسية هل يحق لي استماعها ؟
   ـ نعم الموسيقى غير المناسبة لمجالس اللهو والطرب يجوز الاِستماع لها .
   والموسيقى التصويرية تلك التي تصاحب الافلام التلفزيونية والمسلسلات عادة والتي يكون الغرض منها رفع درجة التأثير في المشاهدين بما يناسب جوّ الفلم فاذا كان المشهد المعروض مثلاً مرعباً ساعدت هذه الموسيقى على تحفيز المخاوف واثارتها لدى المشاهدين ؟
   ـ هي في الغالب من القسم المحلّل.
   شعر عاطفي أو وطني يذاع احياناً مصحوباً بالموسيقى ؟
   ـ ينطبق عليها الضابط المتقدم.
   اسمح لي أن اسألك سؤالين اخرين .
   ـ تفضل .
   أيجوز للمرأة أن تخرج من بيتها لبعض شؤونها وهي معطرة يشم عطرها الرجال الاجانب ؟
   ـ لا ينبغي لها ان تفعل ذلك بل لا يجوز اذا كان يوجب افتتان الرجل الاجنبي او يسبب عادة اثارته .
   اثر وفاة عزيز تلبس النساء السواد حزناً عليه وقد تضرب الوجوه والصدور وغيرها فهل يجوز ذلك ؟
   ـ نعم يجوز .
والحمد لله ربّ العالمين