فقالت ام سلمة ( رض ) : يا رسول الله : ، ذهب الرجال بكل خير ، فأي شيء للنساء المساكين ؟ ،
فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : بلى ، إذا حملت المرأة كانت بمنزلة الصائم القائم ، المجاهد بنفسه وماله في سبيل الله ، فإذا وضعت كان لها من الاجر مالا يدري أحد لعظمه ، فإذا أرضعت كان لها بكل مصّة كعدل عتق محرر من ولد إسماعيل ( عليه السلام ) ، فإذا فرغت من رضاعه ضرب ملك كريم على جنبيها وقال : استأنفي العمل ، فقد غفر لكِ .
(1) ) .
دور المرأة في البيت المؤمن
رابعاً : ما يتعلق بإدارتها لبيتها ، وإصلاحها لأمره ، والقيام على شأنه .
ولا ريب ان البيت مملكة المرأة ـ كما يقال ـ ففيه تبرز إدارتها ، وعليه تظهر ملامحها ، وفي تنسيقه يتحقق ذوقها ، وتبرز كفاءاتها ، ومن هنا فإن أكثر النساء السويات يرين ان البيت ملكهن الخاص ، وفي شؤونه ـ أي في المطبخ والمجلس والمنام ـ يتجلّى نجاحهن في الحياة ، أو فشلهن .
والإسلام في تشريعه ومنهجته لحياة ـ ، أقرّ للمرأة بهذه الناحية الأساسية من حياتها ، وجعلها كذلك ، وجعل القيام على البيت ، وإصلاح شؤونه من سبل عبادتها لربها ، ومضماراً لقربها منه ( تعالى وعز ) .
وهذا مما قرأناه في الفقرة الأولى من الحديث السابق ، من قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
أيما أمرأة دفعت من بيت زوجها شيئاً من موضع إلى موضع ، تريد به اصلاحاً نظر الله اليها ، ومن نظر الله إليه لم يعذّبه . ) .
وفي مضمونه نقرأ كذلك ما عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) :
( المرأة الصالحة خير من ألف رجل غير صالح ، وأيما أمرأة خدمت زوجها سبعة أيام ، أغلق الله عنها سبعة أبواب النار ، وفتح لها ثمانية أبواب الجنة ، تدخل من أيها شاءت .
(2) ) .
**************************************************************
(1) وسائل الشيعة ب : 67 من أبواب أحكام الأولاد ـ ح : 1 .
(2) وسائل الشيعة ـ ب 89 من أبواب مقدمات النكاح ـ وأدابه ـ ح : 2 .