فيما نذكره من استعداد العوذ للفارس والراكب عند الأسفار ، وللدواب للحماية من الأخطار ، وفيه فصول:

الفصل الأول :
  في العوذة المروية عن مولانا محمد بن علي الجواد_ صلوات الله عليه _ وهي العوذة الحامية من ضرب السيف ، ومن كل خوف (1).
   ذكرها جماعة من أصحابنا ، ونحن نرويها وننقلها من كتاب (منية الداعي وغنية الواعي) تأليف الشيخ السعيد علي بن محمد بن علي بن الحسين بن عبدالصمد التميمي _ رضي الله عنه _ فقال: حدثنا الفقيه أبو جعفر محمد بن أبي الحسن _ رحمه الله _ عم والدي ، قال: حدثنا أبو عبدالله جعفر بن محمد بن أحمد بن العباس الدوريستي قال: حدثنا والدي ، عن الفقيه أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه . وأخبرني جدي قال: حدثنا والدي الفقيه أبو الحسن _ رحمه الله _ قال: حدثنا جماعة من أصحابنا _ رحمهم الله _ منهم السيد العالم أبو البركات ، والشيخ أبو القاسم علي بن محمد المعاذي ، وأبو بكر محمد بن علي المعمري ، وأبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبدالله المدائني ، قالوا كلهم: حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين القمي _ قدس الله روحه _ قال: حدثني أبي قال: حدثني علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن جده ، قال: حدثني أبو نصر الهمداني ، قال: حدثتني حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى بن جعفر_ عمة أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام _ قالت: لما مات محمد بن علي الرضا عليه السلام ، أتيت زوجته ام عيسى بنت المأمون فعزيتها ، ووجدتها شديدة الحزن والجزع عليه وكادت أن تقتل نفسها بالبكاء والعويل ، فخفت عليها أن تنصدع مرارتها ، فبينما نحن في حديثه وكرمه ووصف خلقه ، وما أعطاه الله تعالى من الشرف والإخلاص ، ومنحه من العز والكرامة ، إذ قالت ام عيسى: ألا أخبرك عنه بشيء عجيب ، وأمر جليل ، فوق الوصف والمقدار؟ قلت: وما ذاك ؟

--------------------------------
(1) في (ش): أمر مخيف .

الأمـــــان من اخطار الأسفار والازمان _ 75 _

  قالت: كنت أغار عليه كثيراً واراقبه أبداً ، وربما أسمعني الكلام ، فأشكو ذلك إلى أبي فيقول: يا بنت احتمليه ، فإنه بضعة من رسول الله صلى الله عليه وآله .
   فبينما أنا جالسة ذات يوم ، إذ دخلت علي جارية فسلمت ، فقلت: من أنت ؟
   فقالت: أنا جارية من ولد عمار بن ياسر ، وأنا زوجة أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السلام _ زوجك _ فدخلني من الغيرة ما لم أقدرعلى احتمال ذلك ، وهممت أن أخرج وأسيح في البلاد ، وكاد الشيطان أن يحملني على الإساءة إليها(1) ، فكظمت غيظي وأحسنت رفدها وكسوتها ، فلما خرجت من عندي نهضت ودخلت على أبي وأخبرته الخبر ، وكان سكرانا لايعقل ، فقال: يا غلام ، علي بالسيف ، فأتى به ، فركب وقال: والله لأقتلنه ، فلما رأيت ذلك قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون ، ما صنعت بنفسي وبزوجي ، وجعلت الطم حرّ وجهي .
   فدخل عليه والدي وما زال يضربه بالسيف حتى قطعه ، ثم خرج من عنده وخرجت هاربة من خلفه ، فلم أرقد ليلتي ، فلما ارتفع النهار أتيت أبي فقلت: أتدري ما صنعت البارحة؟ قال: وما صنعت ؟ قلت: قتلت ابن الرضا عليه السلام ، فبرق عينيه وغشي عليه ، ثم أفاق بعد حين وقال: ويلك ، ما تقولين ؟ قلت: نعم _ والله _ يا أبت ، دخلت عليه ولم تزل تضربه بالسيف حتى قتلته ، فاضطرب من ذلك اضطراباً شديداً ، وقال: علي بياسر الخادم ، فجاء ياسر فنظرإليه المأمون وقال: و يلك (2) ، ماهذا الذي تقول هذه ابنتي ؟
   قال: صدقت يا أمير المؤمنين ، فضرب بيده على خده وصدره وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون ، هلكنا والله وعطبنا وافتضحنا إلى آخر الابد ، ويلك _ يا ياسر _ فانظر ما الخبر والقصة عنه عليه السلام ؟ وعجل علي بالخبر ، فإن نفسي تكاد أن تخرج الساعة .
   فخرج ياسر ، وأنا الطم حر وجهي ، فما كان بأسرع من أن رجع ياسر فقال: البشرى يا أمير المؤمنين ، قال: لك البشرى ، فما عندك ؟ قال ياسر: دخلت عليه فإذا هو جالس وعليه قميص ودواج (3)وهو يستاك ، فسلمت عليه وقلت: يا ابن رسول الله ،

--------------------------------
(1) ليس في (د) و (ش) ، وفي (ط): عليها ، وما أثبتناه لاستقامة المعنى .
(2) في (ش): يا ويلك .
(3) الدواج: اللحاف الذي يلبس. (القاموس المحيط _ دوج _ 1: 189 ).

الأمـــــان من اخطار الأسفار والازمان _ 76 _

  أحب أن تهب لي قميصك هذا أصلي فيه وأتبرك به ، وإنما أردت أن أنظر إليه ( وإلى جسده ، هل به جراحة وأثر السيف ؟ قال: لا ، بل أكسوك خيراً من هذا ، فقلت: يا ابن رسول الله ، لا أريد غيرهذا ، فخلعه وأنا أنظر إليه وإلى جسده ، هل به أثر السيف؟ فوالله كأنه العاج الذي مسته صفرة ، وما به أثر.
   قال: فبكى المأمون بكاء طويلا وقال : ما بقي مع هذا شيء ، إن هذا لعبرة للأولين والاخرين ، وقال: يا ياسر ، أما ركوبي إليه وأخذي السيف ودخولي عليه فإني ذاكر له ولخروجي عنه ، ولست أذكر شيئا غيره ، ولا أذكر أيضاً انصرافي إلى مجلسي ، فكيف كان أمري وذهابي إليه؟ لعن الله هذه الابنة لعناً وبيلاً ، تقدم إليها وقل لها: يقول لك أبوك: والله لئن جئتني بعد هذا اليوم شكوت ، أو خرجت بغير إذنه ، لأنتقمن له منك ، ثم سر إلى ابن الرضا عليه السلام وأبلغه عني السلام ، واحمل عليه عشرين ألف دينار ، وقدم إليه الشهري (1) الذي ركبته البارحة ، (ثم مر بعد ذلك الهاشميين )(2) ، أن يدخلوا عليه بالسلام ، ويسلموا عليه .
   قال ياسر: فأمرت لهم بذلك ، ودخلت أنا _ أيضاً _ معهم عليه وسلمت وأبلغت التسليم ، ووضعت المال بين يديه، وعرضت الشهري فنظر إليه (3)ساعة ، ثم تبسم فقال: يا ياسر ، هكذا كان العهد بيننا وبين أبي وبينه ، حتى يهجم علي بالسيف ، أما علم ان لي ناصراً وحاجزاً يحجز بيني وبينه؟ فقلت: يا سيدي _ يا ابن رسول الله _ صلى الله عليه وآله(4)ما كان يعقل شيئا من أمره ، وما علم أين هو من أرض الله؟ وقد نذر لله نذراً صادقاً وحلف أن لا يسكر بعد ذلك أبداً ، فإن ذلك من حبائل الشيطان ، فإذا أنت _ يا ابن رسول الله _ أتيته فلا تذكر له شيئاً ولا تعاقبه على ما كان منه .
   فقال عليه السلام: هكذا كان عزمي ورأيي والله .
   ثم دعا بثيابه ولبس ونهض ، وقام معه الناس أجمعون حتى دخل على المأمون ،

--------------------------------
(1) الشهرية: ضرب من البراذين ، وهو بين البرذون والمقرف من الخيل (لسان العرب ـ شهر ـ 4: 433 ) .
(2) في (ش): تم من بعد ذلك أمر الهاشميين .
(3) في (ش): إلي .
(4) في (ط) زيادة: دع عنك هذا العتاب فوالله.

الأمـــــان من اخطار الأسفار والازمان _ 77 _

  فلما رآه قام إليه وضمه إلى صدره ورحب به ، ولم يأذن لأحد في الدخول عليه ، ولم يزل يحدثه ويسامره ، فلما انقضى ذلك ، قال أبو جعفر محمد بن الرضا عليهما السلام: يا أمير المؤمنين ، قال: لبيك وسعديك ، قال: لك عندي نصيحة فاقبلها ، قال المأمون: بالحمد والشكر _ قال _ فما ذاك ، يا ابن رسول الله ؟ قال: أحب لك أن لا تخرج بالليل ، فإني لا آمن عليك هذا الخلق المنكوس ، وعندي عقد تحصن به نفسك وتحترز به من الشرور والبلايا والمكاره والآفات والعاهات ، كما أنقذني الله منك البارحة ، ولو لقيت به جيوش الروم والترك ، واجتمع عليك وعلى غلبتك أهل الأرض جميعا ما تهيأ لهم منك شر ، بإذن الله الجبار ، وإن أحببت بعثت به إليك ، ولتحترز به من جميع ما ذكرت لك ، قال: نعم ، فاكتب ذلك بخطك وابعثه إلي ، قال: نعم يا أمير المؤمنين .
   فلما أصبح أبو جعفر عليه السلام بعث إلي فدعاني ، فلما صرت إليه وجلست بين يديه ، دعا برق ظبي من أرض تهامة ، ثم كتب بخطه هذا العقد ، ثم قال: يا ياسر ، أحمل هذا إلى أمير المؤمنين ، وقل له حتى يصاغ له قصبة من فضة ، منقوش عليها ما أذكر بعد .
   فإذا أراد شده على عضده فليشده على عضده الأيمن ، وليتوضأ وضوءاً حسناً سابغاً ، وليصل أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسبع مرات (آية الكرسي ) وسبع مرات ( شهد الله ) وسبع مرات ( وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا) وسبع مرات ( وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ) وسبع مرات (قُلْ هُوَ اللَّهُ الصَّمَدُ أَحَدٌ ) ثم يشد على عضده الأيمن عند الشدائد والنوائب ، يسلم _ بحول الله وقوته _ من كل شيء يخافه و يحذره . وينبغي أن الا يكون طلوع القمر في برج العقرب ، ولو أنه حارب أهل الروم وملكهم لغلبهم ببركة هذا الحرز.
   وروي أنه لما سمع المأمون من أبي جعفر عليه السلام في أمر هذا الحرز هذه الصفات كلها ، غزا أهل الروم فنصره الله تعالى عليهم ، ومنح من المغنم ما شاء ألله عز وجل ، ولم يفارق هذا العقد عند كل غزوة ومحاربة ، وكان ينصره الله _ عز وجل _ بفضله ، ويرزقه الفتح بمشيئته ، إنه ولي ذلك بحوله وقوته ، الحرز:
   (بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ *مَلِكِ

الأمـــــان من اخطار الأسفار والازمان _ 78 _

   يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ )(1)(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )(2) اللهم أنت الواحد الملك الديان يوم الدين ، تفعل ما تشاء بلا مغالبة ، وتعطي من تشاء بلامن ، تفعل ما تشاء ، وتحكم ماتريد ، وتداول الأيام بين الناس ، وتركبهم طبقاً عن طبق ، أسالك باسمك المكتوب على سرادق المجد ، وأسالك باسمك المكتوب على سرادق السرائر ، السابق الفائق (3) الحسن (4) النضير ، رب الملائكة الثمانية ، والعرش الذي لا يتحرك ، وأسالك بالعين التي لا تنام ، وبالحياة التي لا تموت ، وبنور وجهك الذي لايطفأ ، و بالاسم الأكبر الأكبر الأكبر ، وبالاسم الأعظم الأعظم الأعظم ، الذي هو محيط بملكوت السماوات والأرض ، و بالاسم الذي أشرقت به الشمس ، وأضاء به القمر ، وسجرت به البحار(5) ، ونصبت به الجبال ، وبالاسم الذي قام به العرش والكرسي ، وباسمك المكتوب على سرادق العرش ، وباسمك المكتوب على سرادق العظمة ، وباسمك المكتوب على سرادق البهاء ، وباسمك المكتوب على سرادق القدرة ، وباسمك العزيز ، وبأسمائك المقدسات المكرمات المخزونات في علم الغيب عندك ، وأسألك من خيرك خيراً مما أرجو ، وأعوذ بعزتك وقدرتك من شر ما أخاف وأحذر(6) وما لا أحذر.
   يا صاحب محمد يوم حنين ، ويا صاحب علي يوم صفين ، أنت يا رب مبير الجبارين (7) ، وقاصم المتكبرين ، أسألك بحق طه ويس ، والقرآن العظيم ، والفرقان الحكيم ، أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تشد عضد صاحب هذا العقد ، وأدرأ بك

--------------------------------
(1) سورة الفاتحة .
(2) الحج 22: 65 .
(3) في (ش): الفالق .
(4) في (ش) و (ط) زيادة: الجميل .
(5) في (د): القبور.
(6) في (ش) زيادة: وما لا أخاف .
(7) في (ش): الجبابرة .

الأمـــــان من اخطار الأسفار والازمان _ 79 _

  في نحر كل جبار عنيد ، وكل شيطان مريد ، وعدو شديد ، وعدو منكر الأخلاق ، واجعله ممن أسلم إليك نفسه ، وفوض إليك أمره ، والجأ إليك ظهره .
   اللهم بحق هذه الأسماء التي ذكرتها وقرأتها ، وأنت أعرف بحقها مني ، وأسالك يا ذا المن العظيم ، والجود الكريم ، ولي الدعوات المستجابات ، والكلمات التامات ، والأسماء النافذات ، وأسألك يا نور النهار ، و يا نور الليل ، ونور السماء والأرض ، ونور النور ، ونوراً يضيء كل نور ، يا عالم الخفيات كلها ، في البر والبحر والأرض والسماء والجبال ، وأسألك يا من لا يفنى ولا يبيد ولا يزول ، ولا له شيء موصوف ، ولا إليه حد منسوب ، ولا معه إله ، ولا إله سواه ، ولا له في ملكه شريك ، ولا تضاف العزة إلا إليه ، ولم يزل بالعلوم عالماً ، وعلى العلوم واقفاً ، وللأمور ناظماً ، وبالكينونة عالماً ، وللتدبير محكماً ، وبالخلق بصيراً ، و بالأمور خبيراً .
   أنت الذي خشعت لك الأصوات ، وضلت فيك الأحلام ، وضاقت دونك الأسباب ، وملأ كل شيء نورك ، ووجل كل شيء منك ، وهرب كل شيء إليك ، وتوكل كل شيء عليك .
   وأنت الرفيع في جلالك ، وأنت البهي في جمالك ، وأنت العظيم في قدرتك ، وأنت الذي لا يدركك شيء ، وأنت العلي الكبير.
   مجيب الدعوات ، قاضي الحاجات ، مفرج الكربات ، ولي النعمات ، يا من هو في علوه دان ، وفي دنوه عال ، وفي إشراقه منير ، وفي سلطانه قوي ، وفي ملكه عزيز ، صل على محمد وآل محمد ، واحرس صاحب هذا العقد وهذا الحرز وهذا الكتاب ، بعينك التي لا تنام ، واكنفه بركنك الذي لا يرام ، وارحمه بقدرتك عليه ، فإنه مرزوقك .
   بسم الله الرحمن الرحيم ، بسم الله وبالله ، لا صاحبة له ولا ولد ، بسم الله قوي الشان ، عظيم البرهان ، شديد السلطان ، ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن .
   أشهد أن نوحا رسول الله ، وأن إبراهيم خليل الله ، وأن موسى كليم الله ونجيه ، وأن عيسى بن مريم _ صلوات الله عليه وعليهم أجمعين _ كلمته وروحه ، وأن محمداً صلى الله عليه واله خاتم النبيين لا نبي بعده .
   وأسألك بحق الساعة التي يؤتى فيها بإبليس اللعين يوم القيامة ، ويقول اللعين

الأمـــــان من اخطار الأسفار والازمان _ 80 _

  في تلك الساعة: والله ما أنا إلا مهيج مردة ، الله نور السماوات والأرض ، وهو القاهر وهو الغالب ، له القدرة السابغة ، وهو الحليم (1)الخبير.
   اللهم وأسألك بحق هذه الأسماء كلها ، وصفاتها وصورها ، وهي:
   سبحان الذي خلق العرش والكرسي واستوى عليه ، أسألك أن تصرف عن صاحب كتابي هذا كل سوء ومحذور ، فهو عبدك ابن عبدك وابن أمتك ، وعبدك وأنت مولاه ، فقه اللهم الأسواء كلها ، وأقمع عنه أبصار الظالمين ، والسنة المعاندين والمريدين به السوء والضر ، وادفع عنه كل محذور ومخوف ، وأي عبد من عبيدك ، أو أمة من إمائك ، أو سلطان مارد ، أو شيطان أو شيطانة ، أو جني أو جنية ، أو غول أو غولة ، أراد صاحب كتابي هذا بظلم أو ضر أو مكر أو كيد أو خديعة أو نكاية(2) أو سعاية أو فساد أو غرق أو اصطلام أو عطف أو مغالبة أو غدر أو قهر أو هتك ستر أو اقتدار أو آفة أو عاهة أو قتل أو حرق أو انتقام أو قطع أو سحر أو مسخ أو مرض أو سقم أو برص أو بؤس أو فاقة أو سغب أو عطش أو وسوسة أو نقص في دين أو معيشة ، فاكفه بما شئت ،

--------------------------------
(1) في (ش): الحكيم.
(2) في (د): ناكبة.

الأمـــــان من اخطار الأسفار والازمان _ 81 _

  وكيف شئت وأنى شئت ،إنك على كل شيء قدير ، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين أجمعين ، وسلم تسليماً كثيراً ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، والحمدلله رب العالمين .
   فأما ما ينقش على هذه القصبة الفضة _ من فضة غير مغشوشة _ : يا مشهوراً في السماوات ، يا مشهوراً في الأرضين ، يا مشهوراً في الدنيا والاخرة ، جهدت الجبابرة والملوك على إطفاء نورك وإخماد ذكرك ، فأبى الله إلا أن يتم نورك ، ويبوح بذكرك ، ولو كره المشركون .
أقول: وجدت في الجزء الثالث من كتاب (الواحدة)(1)أن المراد بقوله: يا مشهوراً في السماوات . . . إلى آخره ، هو مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام .
   ومعنى قوله : فأبى الله إلا أن يتم نورك (2) ، يعني نورك أيها الاسم الأعظم المكتوب في الحرز.
   ورأيت في نسخة خلاف كلمة وهي : وأبيت الا أن تتم نورك . والرواية الاولى أعني: فأبى الله ، اليق بكون علي صلوات الله عليه هو المراد بالدعاء إلى آخره ، والمراد بما قلت ظاهر لكل أحد.

الفصل الثاني:
  في العوذة المجربة في دفع الأخطار ، ويصلح أن تكون مع الانسان في الأسفار.
   هذه العوذة ذكرناها بإسنادها في كتاب (السعادات) بطريقين كما وجدناها في الروايات ، ونذكر الان إحدى الروايتين لأنها أبسط وأحوط في دفع المحذورات .
   قال أحمد بن سعيد بن عقدة قال: أخبرنا أحمد بن يحيى الصوفي قال: حدثني الحسن بن إسحاق بن الحسن العلوي قال: كان عبد ربه بن علقمة ، لا يغلق باب داره صيفاً ولا شتاءً ، وكان يصيح الصائح في القبيلة: اللصوص ! فيخرج إليهم في إزار قد اتشح به ، فيلطم وجوههم ويأخذ منهم ما قد سرقوه ، فسئل عن ذلك فقال: حدثني موسى ويحيى وإدريس وسليمان بنو عبدالله بن الحسن بن الحسن ، عن آبائهم ، عن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال:

--------------------------------
(1) تأليف محمد بن الحسن بن جمهور العمي البصري ، راجع معالم العلماء: 103 رقم 689 .
(2) في (ش) زيادة: ولو كره المشركون .

الأمـــــان من اخطار الأسفار والازمان _ 82 _

   (أسلم رجل من اليهود ، فأتى النبي صلى الله عليه واله برق وعليه مكتوب بالذهب هذه الأسماء ، وقال: هذه من ذخائر موسى وهارون عليهما السلام ، لا يخاف صاحبها من سلطان ولا سبع ولا سيف . قال: فدفعها النبي صلى الله عليه واله إلى علي عليه السلام وقال: علمها الحسن والحسين عليهما السلام ، قال: ففعلت ذلك . قال : فولد إدريس إلى الآن يكتبونها في رق ظبي ، ويجعلونها تحت أسنة الرماح ، فلا ترد لهم راية ، ولا يلقون أحدا من أعدائهم إلا هزموهم ، وهي:
   قال أبو العباس بن عقدة: إن القرامطة لما نزلوا الكوفة ، كتبت هذه الأسماء في عدة رقاع ، وبعثت بها إلى أصدقائي فجعلوها في دورهم ، فكانت القرامطه يحبيئون (1)إلى الدار الكبيرة التي فيها ما يرغب فيه ، وفيه هذه الأسماء ، فكأنها مستورة عنهم ، فيجوزونها الى غيرها من الدور الصغار ، مما لم تدخلها هذه الأسماء ، فيأخذون خلقان أهلها وخبزهم .
   فإذا أردت كتبتها فاكتبها في رق ظبي بمسك وزعفران وماء ورد ، فيكون في عضدك أوشله (2)معك .

الفصل الثالث:
  فيما نذكره من العوذ التي تكون في العمامة لتمام السلامة.
  ذكرنا هذه العوذة في كتاب (المنتقى من العوذ والرقى) وهي ما تجعل في مقدم العمامة. يروى أن جبرئيل عليه السلام ، نزل بها إلى النبي صلى الله عليه وآله وقال له: اتركها في سنان رمح علي عليه السلام ، فلم ترد له راية بعد ذلك ، وهي:

--------------------------------
(1) في (ش): يأتون .
(2) شال الشيء: حمله (الصحاح _ شول _ 5: 1741) ، وفي ( د) : شستله

الأمـــــان من اخطار الأسفار والازمان _ 83 _

   ويكتب معها (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا)(1).
   وذكر في بعض الروايات ان تفسير هذه الكلمات: يا من هو يا من ليس هوإلا هو ، يا حي يا قيوم ، يا حيا لا يموت ، يا حي لا إله إلا أنت ، يا لا إله إلا أنت ، صل على محمد وآل محمد ، وكن لفلان بن فلان درعا حصينا وحصنا منيعاً ، يا رب العالمين (2).
   رقعة اخرى للعمامة ، وهي: (أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ )(3)(لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )(4)( لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى)(5) (لَّا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى )(6) (الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ)(7)(فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )(8) (اللّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) (9) (ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )(10).

الفصل الرابع :
  (11) فيما نذكره من اتخاذ عوذة للفارس والفرس وللدواب ، بحسب ما وجدناه داخلاً في هذا الباب .
   وجدنا هذه العوذة للفارس والفرس ، في كتاب مشتمل على أحراز جليلة ، ومهمات جميلة ، دافعة للأخطار ، وتصلح للأسفار وهي: بسم الله الرحمن الرحيم ، أعوذ واعيذ دابة فلان بن فلان المعروف بكذا وكذا ، وسائر دوابه من الخيل ، من دهمها

--------------------------------
(1) طه 20: 111.
(2) في (ش) زيادة: رقعة اخرى تكتب وتجعل تحت العمامة ، لمن اراد الدخول على السلطان: بسم الله الرحمن الرحيم ، يا من وضع نير المذلة على رقاب الملوك فهم من سطوته خائفون ، يا من تفرد بالعز والعظمة فجميع خلقه من خيفته وجلون ، يا من يحيي العظام الدارسات وهي رميم يوم يبعثون ، يا من أعز أولياءه بطاعته فهم من الفزع الأكبر يومئذً آمنون ، ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون ، وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين .
(3) القصص 28: 31.
(4) القصص 28: 25 .
(5) طه 20: 46 .
(6) طه 20: 77 .
(7) قريش 106: 4 .
(8) البقرة 137:2 .
(9) يوسف 12: 64 .
(10) المائدة 5 : 23.
(11) في (د) زيادة : أوله دعاء العلوي للمصري. علماً أنه ليس في الفصل ما يدل على هذه العبارة.

الأمـــــان من اخطار الأسفار والازمان _ 84 _

  وشقرها وكميتها(1)وأغرها ومحجلها وحصنها(2)وحجورها(3) ، من المشش (4)والرهش (5) والرعش (6) ، والدعص (7) والرهصة(8) والرضة (9) ، وخفقان الفؤاد ، ورعدة الصفاق (10) ، والدخس (11) ، وبلع الريش ، وبلع الخيس (12) ، والحران (13) والخذلان ، ووجع الجوف ، والربو في الريش (14) ، ومن الطرفة(15) والصدمة والعثار ، والحمرة في الاماق (16) ، والحمر (17) والنهر(18) ، وسائر الأعلال في البهائم ، دفعت عيون السوء عنها في سائر جسومها(19)ولحمها ودمها (ومخها وعظمها وجلدها وجوفها وعرقها وعصبها وشعرها

--------------------------------
(1) الكميت: من الوان الخيل ، حمرة شديدة قانئة (الافصاح 2 : 677 ).
(2) الحصن: جمع حصان ، وهو الذكر من الخيل . (الافصاح 2 : 665) .
(3) الحجور: جمع حجر ، وهي الانثى من الخيل . (الافصاح 2 : 665).
(4) المشش: مرض يصيب الدابة في يدها ، يبرز كأنه عظم وليس بالعظم (الصحاح _ مشش ) 3: 1020).
(5) الرعش: اصطكاك يدي الدابة في سيرها . (لسان العرب _ رهش _ 6: 307).
(6) المرعش: هز الرأس في السير. (لسان العرب _ رعش _ 6: 304).
(7) الدعص: الطعن . (لسان العرب _ دعص _ 36:7).
(8) الرهصة: أن يصيب الحجر الحافر فيؤذيه . (لسان العرب 7: 43 ).
(9 )في (د): البرصة
(10) الصفاق: جلد البطن . (لسان العرب _ صفق _ 10: 203).
(11) الدخس: ورم في إطار حافر الدابة. (لسان العرب _ دخس _ 6: 77).
(12) الخيس: القصب . (القاموس المحيط _ خيس _ 2: 213).
(13) الحران: وقوف الدابة وامتناعها من السير. (القاموس المحيط _ حرن _ 4: 213).
(14) كذا في (د) وفي (ش): والربق في الرسن . والمراد ان الرسن يلتوي بالدابة في يدها
او عنقها فلا تستطيع ان تتخلص منه ، وربما اندقت منه عنقها فماتت . انظر (القاموسالمحيط _ ربق _ 3: 234). ويحتمل ان يكون (والربو في النفس ) والربو: الداء المعروف الذي يضيق منه النفس . انظر (القاموس المحيط _ ربو_ 4: 332 ) .
(15) الطرفة: نقطة حمراء من الدم تحدث في العين من ضربة وغيرها. (القاموس المحيط _ طرف _167:3).
(16) الآماق: جمع موق وهو مجرى الدمع من العين مقدمها أو مؤخرها. (القاموس المحيط _ مأق _ 3: 282).
(17) الحمر: هو أن يلتوي ولد الدابة في بطنها فلا يخرج حتى تموت. (القاموس المحيط _ حمر_ 2: 14).
  و يحتمل : الجهر. كما في ( ش ) وهو عدم الابصار في الشمس . (القاموس المحيط ) جهر_ 1: 395).
(18) النهر: أن لا يرقأ الدم ، أو أن تستطلق البطن فلا تمسك . (القاموس المحيط _ نهر_ 2: 150). وفي (ش) البهر : وهو انقطاع النفس من الاعياء. (القاموس المحيط _ بهر_ 1: 378).
(19) في (ش) زيادة: وبشرها .

الأمـــــان من اخطار الأسفار والازمان _ 85 _

  ووبرها) (1) وظاهرها وباطنها ، بالإحاطة الكبرى ، وبأسماء الله الحسنى ، وبكلماته العظمى ، من الامتناع من الأكل والشرب ، والتغصص والالتواء ، والضربان (2) والخفقان ومن جرح بالحديد ، ووخزبالشوك ، وحرق بالنار ، أو بخلب (3) ، ومن وقع نصال السهام وأسنة الرماح ، ومن الغوامر(4) واللواغ واللواغ واللواسع ، ومن ضربة موهنة ، ودفعة محطمة ، وسقطة موجعة ، وعثرة معرجة ، ووقعة مؤلمة ، أعيذه وراكبه بما استعاذ به جبرئيل ، وعوذ به النبي صلى الله عليه واله البراق ، وبما عوذ به فرسه السحاب ، وبما عوذ به علي عليه السلام فرسه لزاز ، وبما عوذ به شمعون الصفا فرسه الطماح ، وبما عوذ به موسى الكليم فرسه الذي عبر في أثره البحر ، عوذت هذه الدابة وصاحبها وموضعها ومرعاها ، وسائر ماله من الكراع والراتع من الهامة (5) والسامة والعين اللامة ، من سائر السباع والهوام ، ومن كل أذية وبلية ، ومن الشهور والدهور ، والردة والغرق والحرق ، والوباء(6) ومدارك الشقاء ، بالعقد العظيمة ، والأسماء الأولية العلية ، من كل عين عيانة (7) بسوء ، ومن شر العيانين (8) ومن أعين الجن والإنس أجمعين .
   بسم الله رب العالمين ، بسم الله عالم السروأخفى ، بسم الله الأعلى ، وبأسماء الله الكبرى ، في سرادق علم الله ، وفي حجب ملكوت الله ، الذي يحيا به الأموات ، وبها رفعت السماوات ، وبأسماء الله التي أضاءت بها الشمس ، وارتفع بها العرش ، من سائر ما ذكرت وما لم أذكر ، وما علمت وما لم أعلم ، ورفعت عنها سائرالعيون الناظرة والعادية والخواطر الخاطرة والصدور الواغرة ، بلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وهو حسبي ونعم الوكيل .

--------------------------------
(1) مابين القوسين ليس في (ش).
(2) الضربان: تحرك الجرح وألمه . (الصحاح _ ضرب _ 1: 168).
(3)الخلب: الظفرعامة (لسان العرب _ خلب _ 1: 363).
(4) الغوامر: غمر الرجل فرسه ، سقاه بالقدح لقلة الماء. (القاموس المحيط _غمر_ 2 104).
(5) الهامة: جمعها هوام ، وهي حشرات الأرض . (القاموس المحيط _ همم _ 4: 192).
(6) في (ط) الوناء: وهو التعب . (القاموس المحيط _ وني _ 4: 402 ) .
(7) العين العيانة: التي تصيب عند نظرها الى شيء مستحسن .
(8) العيانون الذين يصيبون بالعين .

الأمـــــان من اخطار الأسفار والازمان _ 86 _

  عوذة اخرى من الكتاب المذكور للدواب: عن الصادقين عليهم السلام: بسم الله الرحمن الرحيم ، أعيذ من علق عليه كتابي هذا من الخيل والدواب: كميتها وشقرها وبلقها(1) ودهمها (2) وأغرها (3) وأحواها (4) وسميدعها (5) وزرزورها ، وأعسانها (6) ومحجلها(7) وأصفرها ، وما اختلف من ألوانها ، أعوذ وأمنع وأزجر وأعقد وأحبس عن من علق عليه كتابي هذا ، من جميع الخيل والبهائم والحيوان ، من الكلام (8) والصدام ومضغ اللجام ، ومرض الأسنان والأرسان (9) ، والعثرة والنظرة والشبكرة(10) ، والحصاة والبغدلية (11) ، ووجع الكبد والرئة والطحال ، والانتشار(12) والعثار والكبوة والقردة(13) والعزيزي(14) ، والحكة والجرب ، والجلد(15) والقصر (16) والجمرة(17) ، والهدة(18) في الظهر ،

--------------------------------
(1) البلق: جمع أبلق ، وهومن الخيل ما كان لونه سواداً وبياضاً ، أو ارتفع تحجيله إلى الفخذين . (القاموس المحيط _ بلق _3: 214).
(2) الدهم : جمع أدهم ، وهومن الخيل ما كان لونه أسود. (القاموس المحيط _ دهم _ 4: 115 ).
(3) الأغر : من الخيل ، ما كان في جبهته بياض . (القاموس المحيط _ غرر_ 2: 101).
(4) الأحوى : ما كان لونه الحوة ، وهي سواد إلى الخضرة ، أو حمرة إلى السواد. (القاموس المحيط _ حوو_ 4: 321) .
(5) السميدع : الرجل الشجاع والخفيف في حوائجه ، وهي هنا استعارة في الخيل . (القاموس المحيط _ سميدع _ 3 : 40 ).
(6) الأعسان: جمع عسن ، وهو السريع السمن ، الذي يكفيه اليسير من المرتع والعلف حتى تحسن حاله . ( الافصاح 2: 733) .
(7 ) الفرس المحجل: الذي في يديه أو رجليه بياض . (الافصاح 2: 680).
(8 ) الكلام: جمع كلم ، وهو الجرح . (القاموس المحيط _ كلم _ 4: 172 ).
(9 ) الأرسان: جمع رسن ، وهو الحبل الذي تقاد به الدابة. (القاموس المحيط _ رسن _ 4 : 227).
(10 )الشبكرة:عدم الرؤية في الليل .(القاموس المحيط _ شبكر_ 2: 55).
(11 )كذا في (ش) و(د) ، ولم نجد لها معنى مناسباً.
(12) الانتشار: إنتفاخ في العصب من التعب (الإفصاح 2: 684).
(13 ) القرد: تمعط الشعر. (القاموس المحيط _ قرد_ 1: 326).
(14 ) العزيزى: طرف ورك الفرس . (القاموس المحيط _عزز_ 2: 182).
(15 ) المجلد: الفرس البليد الذي لا يجزع من ضرب السوط . (الإفصاح 693:2).
(16 ) القصر: يبس في العنق: (الإفصاح 2: 704) .
(17 ) جمرالفرس: وثب في قيوده . (القاموس المحيط _ جمر_ 1: 393).
(18 ) الهد: الكسر. (القاموس المحيط _ هدد _ 1: 347).

الأمـــــان من اخطار الأسفار والازمان _ 87 _

  والزوائد والنفاخ والعلاق (1) والذباب والزنابير ، والارتعاش والارتهاش ، والظلمة والمغل (2) والورم والجدري والطبوع (3) ، ومن الجمح والرمح (4) ، ومن الفالج والقولنج والخداج (5) ، وقيام العين والدمعة عند الجري ، ومن التعسر والتبخيل (6) ، ومن معط شعر الناصية ، ومن الامتناع ، ومن العلف ، ومن البرص ، وبلع الريش ، ومن الذرب (7) ، ومن قصر الأرساغ ، ومن النكبة (8) والنملة (9) ، ومن الامتناع من الآنية والعلف والسرج واللجام ، حصنت جميع ما علق عليه كتابي هذا بالله العلي العظيم ، من كل سبع وضبع وأسد وأسود ، ومن شر كل ذي شر ، ومن شر السراق والطراق إلا طارقاً يطرق بخير (قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِم مُّعْرِضُونَ )(10)بل هو الله الواحد القهار ، تحصنت بذي العزة والجبروت ، وتوكلت على الحي الذي لا يموت ، نور النور ، ومقدر النور ، نور الأنوار مقلب القلوب والأبصار ذلك الله الملك القهار فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ، وهو بكل شيء محيط .
   عوذة اخرى للدابة وصاحبها ، روي أنها مجربة ، تكتب وتعلق على الدابة: اللهم احفظ علي ما لو حفظه غيرك لضاع ، واستر علي ما لو ستره غيرك لشاع ، واحمل عني مالو حمله غيرك لكاع (11) ، واجعل علي ظلا ظليلا أتوقى به (12)كل من رامني بسوء ، أو نصب لي مكرا ، أو هيأ لي مكروها ، حتى يعود وهو غير ظافر بي ولا قادر علي ، اللهم احفظني بما

--------------------------------
(1) العلاق: لعله يعني تعلق العلقة بفم الدابة ، والعلقة: دودة تكون في المياه تعلق بأفواه شاربها تمص الدم .
(2) المغل: أن تأكل الدابة التراب مع الحشيش فتشتكي بطنها . (الصحاح _ مغل _ 5: 1819).
(3) الطبع: الكسل . (الصحاح _ طبع _ 3: 1253).
(4 )رمح الفرس: ضرب برجله . (الصحاح _ رمح _ 1: 367).
(5) الخداج: نقص الخلقة. (الصحاح _ خدج _ 1: 309).
(6) التبخيل: لعلها من البخل ، وهو أن لا يبدي الفرس ما عنده من السير. (7) الذرب: فساد المعدة . (الصحاح _ ذرب _ 1: 127).
(8) النكب: داء في مناكب الدابة تظلع منه وتمشي منحرفة (الصحاح _ نكب _ 228:1). (9) النملة: عيب في الخيل ، وهو شق في الحافر. (الصحاح _ نمل _ 5: 1836).
(10) الأنبياء 21: 42 .
(11) كاع: عجز. (الصحاح _ كيع _ 3: 1278).
(12) في (ش) زيادة: سوء.

الأمـــــان من اخطار الأسفار والازمان _ 88 _

  حفظت به كتابك المنزل على قلب نبيك المرسل ، اللهم إنك قلت وقولك الحق:(انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون)(1).
   عوذة أخرى للدابة ، إذا كانت حرونا ، تكتب وتعلق عليها ، وتقرأ في اذنها: بسم الله الرحمن الرحيم ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ * وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ )(2).

الفصل الخامس:
   فيما نذكره من دعاء دعا به قائله على فرس قد مات فعاش .
   رأيت ذلك في كتاب (المستغيثين) بإسناده أن إنساناً ماتت فرسه فقال: أقسمت عليك أيتها العلة النازلة واللزبة الملمة بعزة عزة الله ، وبجلال جلال الله ، وبقدرة قدرة الله ، وبسلطان سلطان الله ، وبلا إله إلا الله ، وبما جرى به القلم من عندالله ، وبلا حول ولا قوة إلا بالله ، إلا اندفعت وانصرفت عني وعن فرسي ودابتي .
   فوثب الفرس سالماً (3).

--------------------------------
(1) الحجر: 15: 9 .
(2) يس 36: 71 _ 72 .
(3) في (ش) زيادة: بحول الله وقوته ، والحمدلله رب العالمبن .