فيما نذكره مما يصحبه الإنسان في السفر من الرفقاء والمهام والطعام ، وفيه فصول :
الفصل الأول :
في النهي عن الانفراد في الأسفار، واستعداد الرفقاء لدفع الأخطار.
ذكرأحمد بن محمد البرقي في كتاب (المحاسن) بإسناده عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال : ( لعن رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثة: أحدهم راكب الفلاة وحده)
(1).
ومن كتاب (المحاسن) بإسناده إلى السري
(2) بن خالد ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : (قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ألا انبئكم بشرّ الناس ؟ قالوا: بلى، يا رسول الله، قال : من سافر وحده ، ومنع رفده
(3)، وضرب عبده )
(4).
وفي كتاب الشهاب : (الرفيق قبل الطريق )
(5).
ومن الكتاب المذكور بإسناده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : (الرفيق ثم السفر).
أقول أنا : إعلم أن الذي يريد السفر، يحتاج إلى استعداد الرفقاء والخفراء، على قدر ما يكون بين يديه من الأخطار والأكدار، وطول الأسفار، وعلى قدر حاله في كثرة الحساد والأعداء ، وكل قدر ما يصحبه مما يعز عليه من سائر الأشياء، وقد كنت إذا
--------------------------------
=
فبم أتختم يا رسول الله ؟ قال : بالعقيق الأحمر، فإنه أول جبل آمن لله بالوحدانية ، ولي بالنبوة ، ولك بالوصية ، ولولدك بالامامة ، ولمحبك بالجنة ، ولشيعة ولدك بالفردوس ).
(1) المحاسن : 365|57.
(2) في المحاسن والفقيه : السندي ، والظاهر هو الصواب راجع ( معجم رجال الحديث 8: 314).
(3) الرفد: العطاء والصلة ( الصحاح _ رفد _ 2 : 4075).
(4) المحاسن : 356|60، الفقيه 2 : 181 /808.
(5) شهاب الأخبار: 319|51 .
الأمـــــان من اخطار الأسفار والازمان
_ 54 _
توجهت في الزيارات ، أستظهر في صحبة الأجناد والعدد
(1) والرجالة بحسب تلك الأوقات ، فيقول لي بعض أهل الغفلات : إن التوكل على الله _ جل جلاله _ يغني عن الاستعداد، وعن المعدة والأجناد، فأقول : إن سيد المتوكلين محمد سيد الأولين والآخرين، قال الله _ جل جلاله _ له ، في خاص عباداته ، وأوقات صلوات : (وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً )
(2)وقال الله جل جلاله : (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ)
(3) .
وقلت لبعض من سأل عن الاستظهار في الأسفار: إن ذلك يسعد على تأدية الفرائض في أوائل الأوقات ، أين كان الإنسان في مخافات الطرقات ، ويقوي على الشيطان الذي يخوف الإنسان من حوادث الأزمان .
الفصل الثاني :
فيما يستصحبه في سفره من الآلات بمقتضى الروايات ، وما نذكره من الزيادات .