فـان لـه قـربى لـديك قريبة ولـيس بذي حلف ولا iiبمضاف ولـكنه مـن هاشم ذي صميمها إلـى أبحر فوق البحور iiطواف وزاحم جميع الناس عنه وكن له وزيرا على الاعداء غير iiمجاف وإن غضبت منه قريش فقل iiلها بـني عـمنا ما قومكم iiبضعاف ومـا بـالكم تغشون منه iiظلامة ومـا بـال أحقاد هناك iiخوافي فـما قومنا بالقوم يخشون iiظلمنا ومـا نـحن فيما ساءهم بخفاف ولـكننا أهـل الحفائظ iiوالنهى وعـز بـبطحاء المشاعر iiواف
(قال المؤلف) اخرج هاتين القصيدتين علماء التاريخ في موارد عديدة ، في شيخ أبطح ص 29 ، وفي السيرة النبوية ج 1 ، وفي السيرة الهشامية ج 3 ، وفي أعيان الشيعة (ج 39 ص 130) ، وخرجهما السيد في (الحجة على الذاهب ص 104 وص 105) ولكن بتقديم وتأخير في القصيدة ، واختلاف في كثير من الفاظه ، ونقص في أبياتهما واليك نصه مع المقدمة التي ذكرها وفيه (بعض ما قيل في سبب كتمان مؤمن قريش أبي طالب إيمانه) .
قال السيد فخار في ص 102 (من الحجة على الذاهب) إعلم أن السبب الذي دعا أبا طالب إلى كتمان إيمانه وإخفاء إسلامه (وعدم تظاهره به كغيره ممن آمن وأسلم) ذلك لانه كان سيد قريش غير مدافع ورئيسها غير منازع ، وكانوا له ينقادون ، ولامره يطيعون ، وهم على ذلك بالله تعالى كافرون ، وللاصنام يعبدون ، فلما أظهر الله دينه ، وابتعث نبيه صلى الله عليه وآله ، شمر أبو طالب في نصرته وإظهار دعوته وهو برسالته من المؤمنين ، وببعثته من الموقنين ، وهو مع ذلك كاتم لايمانه ، ساتر لاسلامه ، لانه لم يكن قادرا على القيام بنصر النبي صلى الله
أبو طالب (ع) حامي الرسول وناصره (ص) _ 102 _
عليه وآله وسلم ، وتمهيد الامور له بنفسه خاصة من دون أهل بيته وأصحابه وعشيرته وأحلافه ، وكانوا على منهاج قريش في الكفر ، وكان أبو طالب لا يؤمن إذا أظهر إيمانه وأفشى إسلامه أن تتمالا قريش عليه ويخذله حليفه وناصره ، ويسلمه صميمه وصاحبه ، فيؤدي فعله ذلك إلى إفساد قاعدة النبي صلى الله عليه وآله ، والتغرير به ، فكتم إيمانه استدامة لقريش على طاعته ، والانقياد لسيادته ليتمكن من نصر النبي صلى الله عليه وآله ، وإقامة حرمته ، والاخذ بحقه ، وإعزاز كلمته ولهذا السبب كان أبو طالب يخالط قريشا ويعاشرهم ، ويحضر معهم مآدبهم ، ويشهد مشاهدهم ، وهو مع ذلك يشوب هذه الافعال بتصديق النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، والحث على اتباعه ، فلو أنه نابذ قريشا وأهل مكة ، وقام بمنابذتهم ، كانوا كلهم يدا عليه وعلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولكنه كان يخادعهم ، ويظهر لهم انه معهم ، حتى تمت الرسالة ، وانتشرت الكلمة ، وشاعت الدعوة ، ووضح الحق ، وكثر المسلمون وصاروا عصبة أولي بأس ونجدة ، وحتى شاع ذكره في الآفاق وجاءته الوفود ، وعلم من لم يعلم بحاله ، وعرفت اليهود مبعثه ، ولذلك لما قبض أبو طالب اتفق المسلمون على أن جبرئيل عليه السلام نزل على النبي صلى الله عليه وآله ، وقال له ربك يقرأ عليك السلام ويقول لك : إن قومك قد عولوا على أن يبتوك ، وقد مات ناصرك ، فاخرج عنهم ، وأمره بالمهاجرة (إلى المدينة المنورة) .
قال السيد فخار بن معد في (الحجة على الذاهب ص 104) طبع أول بعد كلامه المتقدم : فتأمل إضافة الله تعالى أبا طالب رحمه الله إلى النبي عليه السلام وشهادته له انه ناصره ، فان في ذلك لابي طالب عليه السلام أوفى فخر ، وأعظم منزلة ، وقريش رضيت
أبو طالب (ع) حامي الرسول وناصره (ص) _ 103 _
من أبي طالب بكونه مخالطا لهم مع ما سمعوا من شعره وتوحيده وتصديقه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ولم يمكنهم قتله والمنابذة له ، لان قومه من بني هاشم وإخوانهم من بني المطلب بن عبد مناف وأحلافهم ومواليهم وأتباعهم كافرهم ومؤمنهم كانوا معه ، ولو كان نابذ قومه لكانوا عليه كافة ، ولذلك قال أبو لهب لما سمع قريشا يتحدثون في شأنه ويفيضون في أمره : دعوا عنكم هذا الشيخ فانه مغرور بابن أخيه ، والله لا يقتل محمد حتى يقتل أبو طالب ، ولا يقتل أبو طالب حتى يقتل بنو هاشم كافة ، ولا يقتل بنو هاشم حتى تقتل بنو عبد مناف ، ولا تقتل بنو عبد مناف حتى تقتل أهل البطحاء ، فامسكوا عنه ، وإلا ملنا معه ، فخاف القوم أن يفعل فكفوا ، فلما بلغت أبا طالب عليه السلام مقالته (أي مقاله أبي لهب) طمع في نصرته ( فقال (هذه الابيات) يستعطفه ويرققه ) .
عجبت لحلم يابن شيبة iiحادث وأحـلام أو قوام لديك iiضعاف يـقولون شايع من أراد iiمحمدا بـسوء وقـم في أمره iiبخلاف أضـاميم إمـا حاسد ذو iiخيانه وإمـا قريب منك غير iiمصاف فـلا تركبن الدهر منه iiظلامة وأنت امرؤ من خير عبد مناف يذود العدى عن ذروة iiهاشمية إلا فـهم في الناس خير إلاف فـان لـه قـربى اليك iiقريبة وليس بذي حلف ولا iiبمضاف ولـكنه من هاشم في iiصميمها إلى أنجم فوق النجوم iiضوافي فان غضبت فيه قريش فقل iiلها بـني عمنا ما قومكم iiبضعاف
قال السيد عليه الرحمة فلما أبطأ عنه ما أراد منه (أي من نصرة الرسول الاكرم صلى الله عليه (وآله) وسلم ، قال يستعطفه أيضا فقال :
أبو طالب (ع) حامي الرسول وناصره (ص) _ 104 _
وإن امــرءا مـن قـومه أبـو iiمـعتب لـفـي مـنعة مـن أن يـسام iiالـمظالما أقــول لــه وايـن مـنه iiنـصيحتي أبــا مـعـتب ثـبت سـوادك iiقـائما ولا تـقبلن الـدهر مـا عـشت iiخـطة تـسـب بـها إمـا هـبطت iiالـمواسما وول سـبـيل الـعـجز غـيرك iiفـيهم فـانك لـم تـخلق عـلى الـعجز iiدائـما وحـارب فـان الحرب نصف ولن iiترى أخا الحرب يعطي الخسف حتى يسالما (1)
(قال المؤلف) يظهر من كلام السيد فخار في (الحجة على الذاهب) أن القصيدة التي ذكرها ابن أبي الحديد مؤخرا في شرح النهج هي متقدمة كما ترى فيما ذكرناه نقلا من كتاب (الحجة على الذاهب) هذا علاوة على ما فيها من الاختلاف في الكلمات ، ولم يذكر السيد الابيات كما ذكره ابن أبي الحديد ، بل نقص منها ستة أبيات لاجل الاختصار أو لان الرواية التي وصلت إليه لم يكن فيها أزيد من ثلاثة عشر بيتا ، هذا وقد خرج الابيات في كتاب (الحماسة) لابن الشجري (ص 16) وخرجها ابن هشام في السيرة (ج 1 ص 332) طبع مصر سنة 1329 ه وذكر المقدمة التي أنشد لها أبو طالب عليه السلام الابيات ، ومقدمته تقرب مما ذكره ابن أبي الحديد مقدمة للابيات في (ج 14 ص 56) طبع ثاني ، ثم ذكر القصيدة الاولى بزيادة ثلاثة أبيات ، على ما ذكر ابن أبي الحديد ، ولم يذكر القصيدة الثانية ، وفيما ذكره اختلاف في الالفاظ علاوة على الزيادة في الابيات ، وهذا نصها :
وان امـرأ أبـو عـتيبة عمه لفي روضة ما أن يسام المظالما اقـول لـه وأين منه iiنصيحتي أبـا مـعتب ثبت سوادك iiقائما فلا تقبلن الدهر ما عشت iiخطه تـسب بها إما هبطت iiالمواسما
--------------------------------
(1) القصيدتان (13) بيتا وهما في شرح ابن أبي الحديد (19) بيتا . [=]
أبو طالب (ع) حامي الرسول وناصره (ص) _ 105 _
وول سـبيل الـعجز غـيرك iiمـنهم فـانك لـم تـخلق على العجز لازما وحارب فان الحرب نصف وما iiترى أخا الحرب يعطي الخسف حتى يسالما وكـيف ولـم يـجنوا عليك iiعظمية ولــم يـخذلوك غـانما أو مـغارما جـزى الله عـنا عـبد شمس iiونوفلا جـمـاعتنا كـيما يـنال iiالـمحارما كـذبـتم وبـيت الله نـبزى مـحمدا ولـما تـروا يـوما لدى الشعب iiقائما
(قال المؤلف) ثم قال ابن هشام بقي منها بيت تركناه .
وخرج الابيات أيضا ابن كثير في البداية والنهاية (ج 3 ص 93) ولفظه لفظ ابن هشام في السيرة سواء ، ولم يذكر القصيدة الاخرى التي ذكرها ابن أبي الحديد ، وأولها :
(قال المؤلف) ومن أشعار أبي طالب عليه السلام التي فيها تصريح على أنه كان مسلما مؤمنا بما جاء به ابن أخيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، ما خرجه ابن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة (ج 14 ص 78) طبع ثاني ، وخرجه أبو هفان في ديوانه (ص 75) واللفظ لابن أبي الحديد الشافعي ، قال عليه السلام ،
يا شاهد الله علي iiفاشهد إني على دين النبي أحمد
من ضل في الدين فاني مهتدي (قال المؤلف) قال ابن أبي الحديد بعد نقله ما نسب إليه عليه السلام من الاشعار فكل هذه الاشعار قد جاءت مجيئ التواتر لانه وان لم تكن آحادها متواترة فمجموعها يدل على أمر واحد مشارك وهو التصديق (بنبوة) محمد صلى الله عليه وآله ، ومجموعها متواتر كما أن كل واحدة من قتلات علي عليه السلام الفرسان منقولة آحادا
أبو طالب (ع) حامي الرسول وناصره (ص) _ 106 _
ومجموعها متواتر يفيدنا العلم الضروري بشجاعته عليه السلام ، ثم قال ابن أبي الحديد : واتركوا هذا كله جانبا ، ما قولكم في القصيدة اللامية التي شهرتها كشهرة (قفانبك) ، وإن جاز الشك فيها أو في شئ من أبياتها جاز الشك في (قفانبك) وفي بعض أبياتها (ثم قال) : ونحن نذكر منها هاهنا قطعة وهي قوله :
أعـوذ بـرب البيت من كل طاعن عـلينا بـسوء أو يـلوح iiبـباطل ومــن فـاجـر يـغتابنا iiبـمغيبة ومـن ملحق في الدين ما لم iiنحاول كـذبتم وبـيت الله نـبزى iiمـحمدا ولـمـا نـطاعن دونـه iiونـناضل ونـنصره حـتى نـصرع iiدونـه ونـذهل عـن أبـنائنا iiوالـحلائل وحـتى نرى ذا الروع يركب iiدرعه مـن الـطعن فعل الانكب iiالمتحامل ويـنهض قـوم فـي الـحديد iiاليكم نهوض الروايا تحت ذات الصلاصل وإنـا وبـيت الله مـن جـد جـدنا لـتـلتبسن أسـيـافيا iiبـالامـاثل بـكل فـتى مـثل الشهاب iiسميدع أخـي ثـقة عـند الـحفيظة iiباسل ومـا تـرك قـوم لا أبـا لك iiسيدا يـحوط الـذمار غـير نكس iiمواكل وابـيض يـستسقى الـغمام iiبوجهه ثـمال الـيتامى عـصمة لـلارامل يـلوذ بـه الـهلاك مـن آل هاشم فـهم عـنده فـي نـعمة iiوفواضل ومـيزان صـدق لا يخيس iiشعيرة ووزان صـدق وزنـه غـير iiعائل ألـم تـعلموا أن ابـننا لا iiمـكذب لـدينا ولا يـعبأ بـقول الا iiبـاطل لـعمري لـقد كـلفت وجـدا iiباحمد وأحـببته حـب الـحبيب المواصل وجــدت بـنفسي دونـه فـحميته ودافـعت عـنه بـالذرى iiوالكواهل فــلا زال لـلدنيا جـمالا iiلاهـلها وشـينا لـمن عادى وزين iiالمحافل وأيــده رب الـعـباد بـنـصره وأظـهر ديـنا حـقه غـير iiباطل
(قال المؤلف) خرج ابن أبي الحديد القصيدة في سبعة عشر
أبو طالب (ع) حامي الرسول وناصره (ص) _ 107 _
بيتا ، وهي تزيد على المائة بيت ، وقد خرج الاميني حفظه الله وأيده من القصيدة أكثر مما خرجه في شرح نهج البلاغة ، وهذا نص ما أخرجه في الغدير (ج 7 صفحة 338) طبع ثاني ، وفيه زيادة واختلاف في الكلمات .
خـلـيلي مـا أذنـى لاول iiعـاذل بـصغواء فـي حق ولا عند iiباطل ولـما رأيـت الـقوم لا ود iiفـيهم وقـد قـطعوا كل العرى iiوالوسائل وقـد صـارحونا بـالعداوة iiوالاذى وقـد طـاوعوا أمـر العدو iiالمزايل وقـد حـالفوا قـوما عـلينا أظـنة يـعضون غـيظا خـلفنا iiبـالانامل صـبرت لـهم نفسي بسمراء سمحة وأبـيض عضب من تراث iiالمقاول أعـوذ بـرب الناس من كل iiطاعن عـلـينا بـسوء أو مـلح بـباطل ومـن كـاشح يـسعى لـنا iiبمعيبة ومـن ملحق في الدين ما لم iiنحاول وثـور ومـن أرسـى ثبيرا iiمكانه وراق لـيرقى فـي حـراء iiونازل وبـالبيت حـق البيت من بطن iiمكة وبالله إن الله لــيـس بـغـافـل وبـالـحجر الـمسود إذ يـمسحونه إذا أكـتنفوه بـالضحى iiوالاصـائل كـذبـتم وبـيت الله نـترك iiمـكة ونـظعن إلا امـركم فـي iiبـلابل كـذبتم وبـيت الله نـبزى iiمـحمدا ولـمـا نـطاعن دونـه iiونـناضل ونـسـلمه حـتى نـصرع iiحـوله ونـذهل عـن أبـنائنا iiوالـحلائل ويـنـهض قـوم بـالحديد iiالـيكم نهوض الروايا تحت ذات الصلاصل وحـتى نرى ذا الطعن يركب iiدرعه مـن الـطعن فعل الانكب iiالمتحامل وإنـا لـعمر الله إن جـد مـا iiأرى لـتـلتبسن أسـيـافنا iiبـالامـاثل بـكفي فـتى مـثل الشهاب iiسميدع أخـي ثـقة حـامي الـحقيقة iiباسل شـهورا وايـاما وحـولا iiمـجرما عـلينا وتـأتي حـجة بـعد iiقـابل ومـا تـرك قـوم لا أبـا لك iiسيدا يـحوط الـذمار غـير ذرب مواكل
أبو طالب (ع) حامي الرسول وناصره (ص) _ 108 _
وأبـيض يستسقى الغمام iiبوجهه ثـمال الـيتامى عصمة iiللارامل يـلوذ بـه الهلاك من آل iiهاشم فـهم عـنده في رحمة iiوفواضل بـميزان قـسط لا يخيس iiشعيرة لـه شـاهد من نفسه غير عائل ولـقد سـفهت أحلام قوم iiتبدلوا بـني خـلف قيضا بنا iiوالغياطل ونـحن الصميم من ذؤابة iiهاشم وآل قصي في الخطوب iiالاوائل وسـهم ومـخزوم تمالوا iiوالبوا علينا العدى من كل طمل iiوخامل فـعبد مـناف أنـتم خير قومكم فلا تشركوا في أمركم كل iiواغل ألـم تـعلموا أن ابـننا لا iiمكذب لـدينا ولا نـعبأ بقول الا iiباطل أشـم مـن الشم إليها ليل ينتمي إلى حسب في حومة المجد فاضل لـعمري لـقد كلفت وجدا iiباحمد وأحـببته حب الحبيب iiالمواصل فـلا زال في الدنيا جمالا iiلاهلها وزيـنا لـمن والاه رب iiالمشاكل فـاصبح فـينا أحـمد في أرومة تـقصر عـنه سـورة iiالمتطاول حـدبت بـنفسي دونـه iiوحميته ودافـعت عنه بالذرى iiوالكلاكل فـايـده رب الـعـباد iiبـنصره وأظـهر ديـنا حـقه غير iiباطل
(قال المؤلف) فهذه ثلاثة وثلاثون بيتا من القصيدة اللامية المنسوبة إلى شيخ الابطح أبي طالب عليه السلام ، وقد خرجها ابن هشام في سيرته (ج 1 ص 249 وص 255) وما خرج منها الا أربعة وتسعين بيتا وخرجها ابن كثير في تاريخه (البداية والنهاية (ج 3 ص 53 وص 57) وما ذكر منها الا اثنين وتسعين بيتا وخرجها أبو هفان العبدي فيما جمعه من شعر أبي طالب ، وهو معروف بديوان أبي طالب عليه السلام (من ص 2 إلى ص 12) طبع النجف الاشرف في مائة واحد عشر بيتا وخرجناها في كتابنا (الشهاب الثاقب لرجم مكفر أبي طالب عليه السلام) نقلا من كتب عديدة ، وفيها زيادة على جميع من ذكر القصيدة ، وما ذكرناه مائة وستة عشرة بيتا واليك نصها :
أبو طالب (ع) حامي الرسول وناصره (ص) _ 109 _
خـلـيلي مــا أذنـى لاول عـاذل بـصغواء فـي حـق ولا عند iiباطل خـليلي إن الـرأي لـيس iiبـشركة ولا نـهـنه عـند الامـور iiالـتلائل ولـما رأيـت الـقوم لا ود iiعـندهم وقـد قطعوا كل العرى والوسائل (1)ii وقــد صـارحونا بـالعداوة iiوالاذى وقـد طـاوعوا أمـر العدو iiالمزايل وقـد حـالفوا قـوما عـلينا iiاظـنة يـعضون غـيظا خـلفنا iiبـالانامل صـبرت لـهم نفسي بسمراء iiسمحة وأبيض عضب من تراث المقاول (2) وأحضرت عند البيت رهطي iiواخوتي وأمـسكت مـن أثـوابه iiبـالوصائل قـيـاما مـعـا مـستقبلين رتـاجه لـدى حيث يقضي حلفه كل نافل (3)ii وحـيث يـنيخ الاشـعرون iiركـابهم بـمفضى الـسيول من أساف iiونائل مـوسـمة الاعـضاد أذ iiقـصراتها مـحـبسة بـين الـسديس iiوبـازل تـرى الـودع فـيها والرخام iiوزينة بـاعـناقها مـعـقودة iiكـالـعثاكل أعـوذ بـرب الـناس من كل iiطاعن عـلـينا بـسـوء أو مـلح iiبـباطل ومـن كـاشح يـسعى لـنا iiبـمعيبة ومن ملحق في الدين ما لم نحاول (4)ii وثـور ومـن أرسـى ثـييرا مكانه وراق لـيرقى فـي حراء ونازل (5)ii وبـالبيت حـق البيت من بطن iiمكة وبالله ان الله لـيـس بـغـافل (6)ii وبـالـحجر الـمسود إذ iiيـمسحونه إذا اكـتنفوة بـالضحى iiوالاصـائل
--------------------------------
(1) ولما رأيت القوم لا ود فيهم ( الديوان وسيرة ابن هشام ) .
(2) ( وابيض ماض ) الديوان .
(3) ( يقضي نسكه ) الديوان وسيرة ابن هشام .
(4) ( ومن مفتر في الدين ) الديوان .
(5) ( وعير وراق في حراء ونازل ) الديوان .
(6) ( وبالبيت ركن الببت ) الديوان .
أبو طالب (ع) حامي الرسول وناصره (ص) _ 110 _
ومـوطئ ابـراهيم في الصخر وطأة عـلى قـدميه حـافيا غـير iiنـاعل واشـواط بـين المروتين إلى iiالصفا ومـا فـيهما مـن صـورة iiوتماثل ومـن حـج بيت الله من كل iiراكب ومـن كـل ذي نذر ومن كل iiراجل وبـالمشعر الاقـصى إذا عـمدوا iiله إلال إلـى مـفضى الشراج iiالقوابل وتـوقا فـهم فـوق الـجبال iiعشية يـقيمون بـالايدي صدور iiالرواحل ولـيلة جـمع والـمنازل مـن iiمنى وهـل فوقها من حرمة ومنازل (1)ii وجـمع إذا مـا الـقربات iiأجـزنه سراعا كما يخرجن من وقع وابل (2) وبـالجمرة الـكبرى إذا صمدوا iiلها يـؤمـون قـذفا رأسـها iiبـالجنادل وكـندة إذ هـم بـالحصاب iiعـشية تـجير بهم حجاج بكر بن وائل (3)ii حـليفان شـدا عـقد مـا اختلفا iiله وردا عـليه عـاطفات الوسائل (4)ii وحـطمهم سـمر الـرماح iiوسرحة وشـبرقة وخـد النعام الجوافل (5)ii فـهل بـعد هـذا مـن مـعاذ لعائذ وهـل مـن مـعيذ يـتقي الله iiعاذل يـطـاع بـنا أمـر الـعداة وإنـنا تـسد بـنا أبـواب تـرك iiوكـابل كـذبـتم وبـيت لـله نـترك مـكة ونـظـعن إلا أمـركم فـي iiبـلابل كـذبتم وبـيت الله نـبزى iiمـحمدا ولـمـا نـطاعن دونـه iiونـناضل أقـيم عـلى نـصر الـنببي iiمحمد أقـاتـل عـنـه بـالقنا iiوالـقبائل
--------------------------------
(1) ( وما فوقها من حرمة ) الديوان .
(2) ( كما يفزعن من وقع ) الديوان .
(3) ( وكندة إذ ترمى الجمار ) ( تجيز بها ) الديوان .
(4) ( عاطفات الذلائل ) ديوان .
(5)
وحطمهم سمر الرماح مع الظبى وانـقاذهم مـا ينتقى كل iiنابل ومـشيهم حول البسال iiوسرحه وسـلمية وخـد النعام iiالجوافل
(ديون) [=] .
أبو طالب (ع) حامي الرسول وناصره (ص) _ 111 _
ونـسـلمه حـتى نـصرع حـوله ونـذهل عـن أبـنائنا والـحلائل ويـنـهض قـوم بـالحديد iiالـيكم نهوض الروايا تحت ظل الصلاصل وحتى ترى ذا الضغن بركب ردعه مـن الـطعن فعل الانكب المتخامل وإنـا لـعمر الله إن جـد مـا أرى لـتـلتبسن أسـيـافنا iiبـالامـاثل بـكفي فـتى مـثل الشهاب iiسميدع أخـي ثـقة حـامي الحقيقة iiباسل من السر من فرعي لوي بن iiغالب منيع الحمى عند الوغى غير iiواكل شـهورا وايـاما وحـولا iiمـجرما عـلينا وتـأتي حـجة بـعد قـابل ومـا تـرك قـوم لا ابـا لك iiسيدا يـحوط الـذمار غير ذرب iiمواكل وأبـيض يـستسقى الـغمام iiبوجهه ثـمال اليتامى عصمة للارامل (1) يـلوذ بـه الـهلاك مـن آل iiهاشم فـهم عنده في رحمة وفواضل (2)ii لـعمري لـقد أجـرى أسيد وبكرة إلـى بـغضنا وجزا باكلة آكل (3)ii جـزت رحـم عـنا أسـيدا وخالدا جـزاء مـسيئ لا يـؤخر iiعـاجل وعـثمان لـم يـربع عـلينا iiوقنفذ ولـكن اطـاعا أمـر تـلك iiالقبائل أطـاعا أبـيا وابـن عـيد iiيغوثهم ولـم يـرقبا فـينا مقالة قائل (4)ii كـما قـد لـقينا مـن سبيع iiونوفل وكـل تـولى مـعرضا لـم يجامل فـان يـلقيا أو يـمكن الله iiمـنهما نكل لهما صاعا بصاع المكايل (5)ii وذاك أبـو عمرو أبى غير iiبغضنا لـيظعننا قـي أهـل شـاء iiوجامل يـناجى بنا في كل ممسي iiومصبح فـناج أبـا عـمرو بـنا ثم iiخاتل
--------------------------------
(1) ( ربيع اليتامى ) ديوان .
(2) ( فهم عنده في نعمة وفواضل ) ديوان .
(3) ( اسيد ورهطه ) ديوان .
(4) ( أطاعا بنا الغاوين في كل وجهة ) ديوان .
(5) ( نكل لهما صاعا بكيل المكايل ) ديوان [=] .
أبو طالب (ع) حامي الرسول وناصره (ص) _ 112 _
ويـؤلـي لـنا بالله مـا إن iiيـغشنا بـلى قـد نـراه جـهرة غير iiخائل أضـاق عـليه بـغضنا كـل iiتـلعة من الارض بين أخشب فمجادل (1)ii وسـائل أبـا الـوليد مـاذا حـبوتنا بـسعيك فـينا مـعرضا كـالمخاتل وكـنت امـرأ مـمن يـعاش iiبرأيه ورحـمـته فـينا ولـست بـجاهل فـعتبة لا تـسمع بـنا قـول iiكاشح حـسود كـذوب مبغض ذي iiدغاول ولـست أبـاليه عـلى ذات iiنـفسه فـعش يـابن عمي ناعما غير iiماحل فـقد خـفت ان لم تزدجرهم iiوترتدع تلاقي وتلقى مثل احدى الزلازل (2)ii ومـر أبـو سـفيان عـني iiمعرضا كـما مر قبل من عظام المقاول (3)ii يـفـر إلـى نـجد وبـرد iiمـياهه ويـزعم انـي لـست عـنكم بغافل ويـخـبرنا فـعل الـمناصح iiأنـه شـفيق ويـخفي عـارمات iiالدواخل أمـطعم لـم أخـذ لك في يوم iiنجدة ولا مـطعم عـند الامـور iiالجلائل ولا يــوم خـصم إذ أتـوك iiالـدة أولي جدل مثل الخصوم المساجل (4) أمـطعم إن الـقوم سـاموك iiخـطة وانـي مـتى أوكـل فـلست بوائل جـزى الله عـنا عـبد شمس ونوفلا عـقوبة شـر عـاجلا غـير iiآجـل بـميزان قـسط لا يـخيس iiشـعيرة لـه شـاهد مـن نـفسه غير iiعائل لـقد سـفهت احـلام قـوم تـبدلوا بـني خـلف قـيضا بـنا iiوالغياطل ونـحن الـصميم مـن ذوابـة هاشم وآل قـصي فـي الـخطوب الاوائل فـكان لـنا حـوض الـسقاية iiفيهم ونـحن الـذرى من غالب iiوالكواهل
--------------------------------
(1) ( فالاجادل ) ديوان .
(2) ( وقد خفت ان لم تزدجرهم وترعووا ) ديوان .
(3) ( كانك قيل في كبار المجادل ) ديوان .
(4) ( ولا يوم قصم ) ديوان [=] .
أبو طالب (ع) حامي الرسول وناصره (ص) _ 113 _
شـباب مـن الـمطيبين iiوهاشم كبيض السيوف بين أيدي الصياقل فـما أدركوا ذحلا ولا سفكوا iiدما ومـا خـالفوا إلا شـرار القبائل بـضرب تـرى الفتيان فيه iiكأنهم ضـواري أسود فوق لحم iiخرادل بـنـى امـة مـحبوبة iiهـندكية بـنى جـمع عبد لقيس بن iiعاقل وسـهم ومـخزوم تـمالوا iiوألبوا علينا العدى من كل طمل iiوخامل وحـث بـنو سـهم علينا iiعديها عـدي بني كعب احتبوا iiبالمحافل يـقصون مـن غيظ علينا iiأكفهم بـلا تـرة بعد الحمى iiوالنواصل فـبعد مـناف انـتم خـير قومكم فـلا تشركوا في أمركم كل iiواغل لـعمري لـقد أوهـنتم iiوعجزتم وجـئتم بـامر مـخطئ iiللمفاصل وكـنتم حـديثا حطب قدر iiوانتم الان حـطـاب أقـدر iiومـراجل لـيهن بـني عبد المناف iiعقوقها وخـذلانها وتـركها فـي iiالمعاقل فـان تـك قـوما نتئر ما iiصنعتم وتـحتلبوها لـقحة غـير iiبـاهل وسـائط كانت في لوي بن غالب نـفاهم الـينا كـل صقر iiحلاحل ورهط نفيل شر من وطأ iiالحصى والام حـاف مـن مـعد ونـاعل فـابلغ قـصيا أن سـينشر iiأمرنا وبـشر قـصيا بـعدنا بـالتخاذل ولـو طـرقت ليلا قصيا عظيمة إذا مـا لـجأنا دونهم في iiالمداخل ولـو صدقوا ضربا خلال iiبيوتهم لـكنا أسـى عند النساء iiالمطافل فـان تـك كعب من كعوب iiكثيرة فـلا بـد يـوما أنها في iiمجاهل وان تلك كعب أصبحت قد iiتفرقت فـلا بـد يـوما مـرة من iiتخاذل وكـنا بـخير قـبل تسويد iiمعشر هـم ذبـحونا بـالمدى والمعاول بـني اسـد لا تطرفن على iiالاذى إذا لـم يـقل بـالحق مقول iiقائل فـكل صـديق وابـن اخت iiنعده لـعمري وجـدنا غبة غير iiطائل
أبو طالب (ع) حامي الرسول وناصره (ص) _ 114 _
سـوى أن رهطا من كلاب بن مرة بـراء الـينا مـن مـعقة iiخـاذل وقـفنا لـهم حـتى تـبدد iiجمعهم ويـحسر عـنا كـل بـاغ وجاهل ونـعم ابن اخت القوم غير iiمكذب زهـير حـساما مفردا من iiحمائل اشـم مـن الـشم إليها ليل iiينتمى إلـى حسب في حومة المجد iiفاضل لـعمري لـقد كـلفت وجدا باحمد واخـوته دأب الـمحب iiالمواصل فـايـده رب الـعـباد iiبـنـصره وأظهر حقا دينه غير باطل فلا زال فــي الـدنـيا جـمالا iiلاهـلها وزيـنا لـمن والاه رب iiالـمشاكل فـمن مـثله فـي الناس أي iiمؤمل إذا قـاسه الـحكام عـند التفاضل حـليم رشـيد عـادل غير iiطائش يـوالي إلـها لـيس عـنه iiبغافل فــوالله لـو لا أن أجـئ iiبـسبة تـجر عـلى أشياخنا في iiالمحافل لـكنا اتـبعناه عـلى كـل iiحـالة مـن الدهر جدا غير قول iiالتهازل لـقد عـلموا أن ابـننا لا iiمـكذب لـدينا ولا يـعني بـقول الا iiباطل فـاصبح فـينا أحـمد فـي iiأرومة تـقصر عـنها سـورة iiالمتطاول وجـدت بـنفسي دونـه iiوحـميته ودافـعت عـنه بالذرى iiوالكلاكل ولا شــك أن الله رافـع iiقـدره ومـعليه فـي الدنيا ويوم iiالتجادل كما قد رأى في اليوم والامس iiجده ووالــده رؤيـاهما غـير iiآفـل رجـال كـرام غـير مـيل iiنماهم إلـى الـخير آباء كرام iiالمحاصل فـان تـك كـعب من لؤي iiصقيبة فـلا بـد يـوما مـرة من iiتزايل
(قال المؤلف) انتهى ما عثرنا عليه في تاريخ ابن كثر ، وتاريخ ابن هشام وناسخ التواريخ والديوان .
(قال المؤلف) بعد ما ذكر ابن كثير القصيدة اللامية التي هي من انشاء أبي طالب عليه السلام قال ما هذا لفظه : هذه قصيدة عظيمة بليغة جدا لا يستطيع أن يقولها إلا من نسبت إليه ، وهي أفحل من المعلقات السبع
أبو طالب (ع) حامي الرسول وناصره (ص) _ 115 _
وأبلغ في تأدية المعنى فيها جميعها ، قال : وقد أوردها الاموي في مغازيه مطولة بزيادت أخر ، وقال المعلق على كلام ابن كثير في ذيل (البداية والنهاية ج 3 ص 57) ولهذه القصيدة نسخ مطبوعة على حدتها فليرجع إليها من أراد ذلك ، وقد طبعت في ديوان أبي هفان مشروحة وقد نقلنا منها في هذا المختصر .
وقال ابن هشام في السيرة (ج 1 ص 249) في بيان سبب انشاء هذه القصيدة : انه لما خشي أبو طالب دهماء العرب ان يركبوه مع قومه قال قصيدته التي تعوذ فبها بحرم مكة وبمكانه منها وتودد فيها أشراف قومه ، وهو على ذلك يخبرهم وغيرهم في ذلك من شعره انه غير مسلم رسول الله صلى الله عليه وآله ، ولا تاركه لشئ أبدا حتى يهلك دونه ، فقال أبو طالب (ثم ذكر القصيدة المتقدمة الذكر) .
وقال في المواهب اللدنية (ج 1 ص 48) : إن هذه القصيدة اكثر من ثمانين بيتا (ثم قال) قال ابن التين (وهو عبد الواحد السفاقسي وهو من شراح صحيح البخاري) عند ذكره أبياتا من القصيدة : ان في شعر أبي طالب هذا دليلا على انه كانه يعرف نبوة النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم قبل أن يبعث (وذلك) لما أخبره به (بحيرا الراهب وغيره) من شأنه مع ما شاهده من أحواله ، ومنها الاستسقاء به في صغره قال : ومعرفة أبي طالب بنبوته صلى الله عليه وآله جاءت في كثير من الاخبار زيادة على اخذها ، من شعره .
وقال العلامة السيد زيني دحلان الشافعي في أسنى المطالب (ص 18 طبع طهران) ومن شعره (أي من شعر أبي طالب عليه السلام قوله في النبي صلى الله عليه وآله :
يلوذ به الهلاك من آل iiهاشم فهم عنده في رحمة وفواضل
(ثم قال) وهذان البيتان من قصيدة طويلة لابي طالب ، قيل انها ثمانون بيتا ، (وقد) أفرد لها بعض العلماء شرحا مستقلا ، وقيل انها تزيد على مائة بيت ، قالها أبو طالب حين حصر قريش لهم في الشعب وأخبر قريشا أنه غير مسلم محمدا رسول الله لاحد أبدا حتى يهلك دونه ومدحه فيها مدحا بليغا ، وأتى فيها بكلام صريح في انه مصدق بنبوته مؤمن به فمنها البيتان السابقان ومنها قوله .
لعمري لقد كلفت وجدا iiباحمد وأحببته حب المحب المواصل وقـد علموا ان ابننا لا iiمكذب لدينا ولا يعزى لقول الا iiباطل فمن مثله في الناس أي مؤمل إذا قاسه الحكام عند iiالتفاضل حليم رشيد عاقل غير iiطائش يـوالي إلـها ليس عنه iiبغافل واصـبح فينا احمد في iiأرومة تـقصر عنها سورة iiالمتطاول حـدبت بنفسي دونه iiوحميته ودافعت عنه بالذرى iiوالكلاكل
(قال) : وفي القصيدة أبيات كثيرة مثل هذه في المعنى والبلاغة .
(قال المؤلف) ذكر الصدوق عليه الرحمة في (اماليه) ص 366 باسناده عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس انه سأله رجل فقال له يابن عم رسول الله أخبرني عن أبي طالب ، هل كان مسلما ؟ قال : وكيف لم يكن مسلما وهو القائل .
وقد علموا أن ابننا لا مكذب لدينا ولا يعبأ بقيل الا iiباطل
(ثم قال عليه الرحمة) إن ابا طالب كان مثله كمثل اصحاب الكهف حين أسروا الايمان ، واظهروا الشرك فآتاهم الله اجرهم مرتين .
(قال المؤلف) : وقال في أسنى المطالب ص 21 : قال القرافي (في شرح التنقيح) عند ذكره قول أبي طالب :
وقـد علموا أن اببنا لا iiمكذب لدينا ولا يعزى لقول الا باطل
أبو طالب (ع) حامي الرسول وناصره (ص) _ 117 _
إن هذا تصريح باللسان واعتقاد بالجنان وان ابا طالب ممن آمن بظاهره وباطنه غير انه كفر ظاهرا (أي اظهر ما اظهر تقية حفظا لمقامه لديهم ليتمكن من حفط النبي صلى الله عليه وآله وحفظ اتباعه إلى (ان يقول) : وكان يقول (أبو طالب عليه السلام) : اني لاعلم أن ما يقول ابن اخي حق ، ولو لا أني أخاف ان تعيرني نساء قريش لاتبعته (أي في الظاهر) .
(ثم قال) ابن دحلان : واجيب بانه لم يذعن ظاهرا (بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله) خوفا من أن قريشا لا تقبل حمايته (وقوله : لو لا أني أخاف ان تعيرني نساء قريش) انما قال ذلك ، تعمية على قريش ليوهم عليهم انه على دينهم ، وهذا عذر صحيح ، بلغ به تمكين النبي صلى الله عليه وآله في (إثبات) نبوته والدعوة إلى ربه .
بعض الاخبار الدالة على ايمان أبي طالب عليه السلام (قال المؤلف) : ومما يمكن الاستدلال به على علو مقام أبي طالب عليه السلام علاوة على اسلامه وايمانه بابن أخيه صلى الله عليه وآله الاخبار المروية في شأنه عليه السلام ، وهي كثيرة ، واليك بعضها . قال في أسنى المطالب (ص 24) طبع ثاني : أخرج ابن سعد وابن عساكر عن ابن عباس انه سأل رسول الله صلى الله عليه وآله ما ترجو لابي طالب ؟ قال : كل الخير أرجو من ربي (قال) : ولا يرجى كل الخير الا لمؤمن ، ولا يجوز أنه يراد بهذا تخفيف العذاب فانه ليس خيرا فضلا عن أن يكون كل الخير ، قال : والخير كل الخير دخول الجنة
أبو طالب (ع) حامي الرسول وناصره (ص) _ 118 _
(قال) : وأخرج تمام الرازي في فوائده بسند يعتد به في المناقب عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا كان يوم القيامة شفعت لابي وأمي وعمي أبي طالب واخ لي كان في الجاهلية .
(قال المؤلف) خرج هذا الحديث أو بمعناه جماعة من المؤرخين المشهورين منهم ، اليعقوبي في تاريخه المطبوع في النجف الاشرف سنة 1358 ه (ج 2 ص 26) وقال : توفي أبو طالب بعد خديجة بثلاثة أيام وله ست وثمانون سنة ، وقيل تسعون سنة .
ولما قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله : إن أبا طالب قد مات عظم ذلك في قلبه ، واشتد له جزعه ، ثم دخل (عليه) فمسح جبينه الايمن اربع مرات ، وجبينه الايسر ثلاث مرات ، ثم قال : يا عم ربيت صغيرا ، وكفلت يتيما ، ونصرت كبيرا ، فجزاك الله عني خيرا ومشى بين يدي سريره ، وجعل يعرضه ، ويقول ، وصلتك رحم وجزيت خيرا ، وقال صلى الله عليه وآله : اجتمعت على هذه الامة في هذه الايام مصيبتان لا أدري بايهما أنا اشد جزعا يعني مصيبة (موت) خديجة وأبي طالب عليهما السلام (قال) وروي عنه أنه قال : إن الله عزوجل وعدني في أربعة ، في أبي ، وأمي ، وعمي (أبي طالب) وأخ كان لي في الجاهلية .
أبو طالب (ع) حامي الرسول وناصره (ص) _ 119 _
بعض الاحاديث الدالة على أن النبي صلى الله عليه وآله دعا لابي طالب وأنه يشفع له حتى يرتفع مقامه في الجنة في الخصائص الكبرى لجلال الدين السيوطي الشافعي (ج 1 ص 87) خرج بسنده وقال : أخرج تمام في فوائده وابن عساكر عن ابن عمر قال : قال صلى الله عليه وآله : إذا كان يوم القيامة شفعت لابي ، وأمي وعمي أبي طالب ، وأخ لي كان في الجاهلية ، وقد تقدم الحديث من أسنى المطالب .
(وفيه أيضا) بسنده قال : أخرج الخطيب وابن عساكر عن ابن عباس (قال) سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول : شفعت في هؤلاء النفر ، في أبي ، وعمي أبي طالب ، وأخي من الرضاعة ، وخرج الحديث محب الدين الطبري الشافعي في ذخائر العقبي (ص 7) وقال خرجه تمام في فوائده عن ابن عمر .
(وفي السيرة الحلبية (ج 1 ص 382) قال : وفي لفظ عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا كان يوم القيامة شفعت لابي ، وأمي ، وعمي أبي طالب ، وأخ لي في الجاهلية (يعني أخاه من الرضاعة وهو ابن حليمة السعدية) .
(قال المؤلف) ثم خرج حديثا آخر ، وقال : وفي لفظ آخر شفعت في أبي وأمي وعمي ، أبي طالب ، وأخي من الرضاعة (يعني من حليمة السعدية) ولا يخفى أن الشفاعة تكون يوم القيامة لامور وليست مختصة لطلب المغفرة فقط بل تكون لرفع الدرجات ، ومقصود النبي صلى الله عليه وآله من الشفاعة لابيه وأمه وعمه لرفع الدرجات لا
أبو طالب (ع) حامي الرسول وناصره (ص) _ 120 _
لطلب المغفرة فانهم عليهم السلام كانوا مؤمنين موحدين وماتوا على ذلك وانما يشفع لهم ليكونوا معه وفي درجته ، وشفاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم مقبولة نافعة لمن شفع له سواء كان من أرحامه أو لبعيد منه ، وينال المقام الرفيع في الجنة بذلك . . .
(وفي ذخائر العقبي) لمحب الدين الطبري الشافعي (ص 6) قال روي عن جابر بن عبد الله قال : كان لآل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خادم تخدمهم يقال لها بريرة ، فلقيها رجل فقال لها : يا بريرة غطي شعيفاتك فان محمدا صلى الله عليه وآله وسلم لن يغني عنك من الله شيئا قالت : فاخبرت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فخرج يجر رداءه محمارة وجنتاه ، وكنا معشر الانصار نعرف غضبه بجر ردائه وحمرة وجنتيه ، فاخذنا السلاح ثم أتينا فقلنا : يارسول الله مرنا بما شئت ، والذي بعثك بالحق نبيا لو أمرتنا بآبائنا وأمهاتنا وأولادنا لمضينا لقولك فيهم ، ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : من أنا ؟ قالوا : أنت رسول الله ، قال نعم ، ولكن من أنا ؟ قلنا : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ابن عبد مناف ، قال صلى الله عليه وآله : أنا سيد ولد آدم ولا فخر ، وأول من ينفض التراب عن رأسه ولا فخر ، وأول داخل الجنة ولا فخر ، وصاحب لواء الحمد ولا فخر ، وفي ظل الرحمن يوم لا ظلا إلا ظله ولا فخر ، ما بال أقوام يزعمون أن رحمي لا تنفع ؟ بل تنفع حتى تبلغ حكم وحاء وهم إحدى قبيلتين من اليمين اني اشفع فاشفع حتى أن من اشفع له ليشفع فيشفع ، حتى ان إبليس ليتطاول طمعا في الشفاعة (أخرجه ابن البختري) .
(وخرج فيه ايضا ص 7) ما تقدم نقله عن ابن عمر من كتاب السيرة الحلبية (ج 1 ص 382) ولفظه يساوي لفظه ، وقال : اخرجه
أبو طالب (ع) حامي الرسول وناصره (ص) _ 121 _
تمام الرازي في فوائده (وهو قوله صلى الله عليه وآله) إذا كان يوم القيامة شفعت لابي وأمي وعمي أبي طالب .
وأخ لي في الجاهلية ، (وفيه ايضا) إن أبا هريرة قال : جاءت سبيعة بنت أبي لهب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالت : يارسول الله إن الناس يقولون انت بنت حطب النا ، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وهو مغضب فقال : ما بال أقوام يؤذوني في قرابتي ، من آذى قرابتي فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله .
(قال المؤلف) : وقال عز من قائل (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا) سورة (32) الاحزاب آية (57) ، (فنقول) : فهل يتصور أذية فوق ما نسبوا إلى أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وآله من أنه مات على غير إيمان ، وقد ثبت بامور عديدة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يحب عمه أبا طالب حبا شديدا ، وكان صلى الله عليه وآله يقول لعقيل ابن عمه عليه السلام : إني أحبك لامرين ، الاول إنك مؤمن والثاني لحب عمي اياك ، ولكثرة حبه له سمى العام الذي توفي فيه عمه بعام الحزن .
(في الاستيعاب ج 2 صفحة 509) وذخائر العقبي (ص 222) وتاريخ الخميس (ج 1 ص 163) ومجمع الزوائد (ج 9 ص 273) وشرح نهج البلاغة (ج 3 ص 312 طبع أول) ، واللفظ لمحب الدين الطبري الشافعي قال : روي أن النبي صلى الله عليه وآله قال له (أي لعقيل) : يا أبا يزيد إني أحبك حبين حبا لقرابتك مني ، وحبا لما كنت أعلم من حب عمي اياك (ثم قال) : خرجه أبو عمر ، والبغوي ، فهل يمكن أن نقول إن من نزل عليه قوله تعالى : (لا تجد قوما
أبو طالب (ع) حامي الرسول وناصره (ص) _ 122 _
يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم) سورة المجادلة آية (22) ومن نزل عليه قوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاء من الحق) ( سورة الممتحنة ) آية ( 60 ) ومن نزل عليه قوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الايمان ، ومن يتولهم منكم فاولئك هم الظالمون) سورة التوبة آية (23) ومن نزل عليه قوله تعالى (ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء) سورة المائدة آية (81) .
وهل يقبل عاقل أن النبي الاكرم صلى الله عليه وآله الذي نزلت عليه هذه الآيات المباركات وكان يأمر الناس بالعمل بها هو نفسه لا يعمل بها وكان عمله على خلافها ، فاحب عمه أبا طالب مع ما كان عليه على زعم أعدائه من عدم الايمان بابن أخيه صلى الله عليه وآله وسلم ، وعدم قبول ما جاء به ، ما كان ذلك أبدا ، بل كان صلى الله عليه وآله وسلم يحبه حبا شديدا حيث أنه عليه السلام كان يؤمن به ويعترف بان ما جاء به حق وصدق ، وفيه صلاح الدنيا والآخرة ، وقد صرح عليه السلام بذلك في أقواله نثرا وشعرا ، وقد مر عليك ذلك فتأمل في معاملات الرسول الاكرم ومعاملات وصيه علي بن أبي طالب مع شيخ الابطح ، مع ناصر الرسول وحاميه ، مع من لولاه لما انتصر الاسلام وعرفه من عرفه في حياته وبعد مماته ، وفي ما بينه لامته المرحومة في أحوال عمه أبي طالب عليه السلام .
قال ابن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة (ج 3 ص 311) طبع أول في (ج 14 ص 67) طبع ثاني : فاما الذين قالوا باسلام
أبو طالب (ع) حامي الرسول وناصره (ص) _ 123 _
أبي طالب أسندوا ذلك إلى خبر رواه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام وهو أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله : قال لي جبرئيل إن الله مشفعك في ستة ، بطن حملتك ، آمنة بنت وهب ، وصلب أنزلك ، عبد الله بن عبد المطلب ، وحجر كفلك ، أبي طالب ، وبيت آواك ، عبد المطلب ، وأخ كان لك في الجاهلية ، وثدي أرضعتك ، حليمة بنت أبي ذؤيب (انتهى باختصار) .
(وفيه ايضا) قال : قالوا المدعون لايمانه عليه السلام : قد نقل الناس كافة عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، انه قال : ( نقلنا (أي أنا ووصيي علي بن أبي طالب) من الاصلاب الطاهرة إلى الارحام الزكية ) فوجب بمنطوق هذا الحديث أن يكون آباؤه كلهم منزهين عن الشرك لانه لو كانوا عبدة الاصنام لما كانوا طاهرين (قال عز من قائل إنما المشركون نجس) انتهى نقلا بالمعنى .
بعض الاحاديث المروية في كتب علماء أهل السنة الدالة على طهارة أبي طالب من الشرك (قال المؤلف) : ذكرنا أحاديث عديدة في إثبات أن أهل البيت والنبي صلى الله عليه وآله خلقوا من نور واحد ، وأنهم انتقلوا من أصلاب طاهرة إلى أرحام مطهرة من لدن آدم إلى عبد الله وأبي طالب عليهم السلام ، راجع أول الجزء الثاني من كتابنا (محمد وعلي وبنوه الاوصياء) وكتابنا الآخر (علي والوصية) ص 177 ، واليك بعض تلك الاحاديث المستخرجة في الكتابين بحذف السند . (في ينابيع المودة ص 256 طبع اسلامبول سنة 1301 ه) قال :
أبو طالب (ع) حامي الرسول وناصره (ص) _ 124 _
في مودة القربى في المودة الثامنة بسنده عن علي عليه السلام ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي خلقني الله وخلقك من نوره فلما خلق آدم عليه السلام أودع ذلك في صلبه ، ثم نزل أنا وانت شيئا واحدا ، ثم افترقنا في صلب عبد المطلب ، ففي النبوة والرسالة ، وفيك الوصية والامامة (قال عزوجل ونرى تقلبك في الساجدين) فهل الذي يسجد لله تبارك وتعالى يكون مشركا) ياترى ؟ .
(وفيه ايضا ص 256) أخرج حديثا آخر عن عثمان رفعه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : خلقت أتا وعلي من نور واحد قبل أن يخلق آدم باربعة آلاف عام ، فلما خلق الله آدم ركب ذلك النور في صلبه ، فلم يزل شيئا واحدا حتى افترقنا في صلب عبد المطلب ففي النبوة وفي علي الوصية .
(وفي كتاب علي والوصية ص 186) نقلا عن أرجح المطالب ص 462 لعبيد الله الحنفي الهندي المعروف بآمر تسري ، خرجه من كتاب زين الفتى في شرح سورة هل أتى تأليف أبي حاتم أحمد بن علي العاصمي الشافعي ، فانه خرج بسنده عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : خلقت أنا وعلي من نور واحد يسبح الله عزوجل في ميمنة العرش قبل خلق الدنيا ، ولقد سكن آدم في الجنة ، ونحن في صلبه ، ولقد ركب نوح السفينة ونحن في صلبه ولقد فذف إبراهيم في النار ونحن في صلبه ، فلم يزل ينقلنا الله عزوجل من أصلاب طاهرة حتى إنتهى بنا إلى صلب عبد المطلب ، فجعل ذلك النور بنصفين فجعلني في صلب عبد الله ، وجعل عليا في صلب أبي طالب (الحديث) .
(وفي أرجح المطالب ايضا ص 459) قال ، في رواية أبي الفتح محمد بن علي بن إبراهيم النضيري ، في الخصائص العلوية ، خرج بسنده
أبو طالب (ع) حامي الرسول وناصره (ص) _ 125 _
عن سلمان قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله ، يقول : خلقت أنا وعلي من نور عن يمين العرش نسبح الله ونقدسه من قبل أن يخلق الله عزوجل آدم باربعة عشر ألف سنة ، فلما خلق الله آدم نقلنا إلى اصلاب الرجال وأرحام النساء الطاهرات ، ثم نقلنا إلى صلب عبد المطلب وقسمنا نصفين فجعل النصف في صلب عبد الله ، وجعل النصف الآخر في صلب أبي طالب ، فخلقت من ذلك النصف ، وخلق علي من النصف الآخر ، واشتق لنا من أسمائه ، فالله المحمود وانا محمد ، والله الاعلى وأخي علي ، والله فاطر وابنتي فاطمة ، والله محسن وابناي الحسن والحسين ، فكان اسمي في الرسالة ، وكان اسمه في الخلافة والشجاعة فانا رسول الله ، وعلي سيف الله ، (وفي أرجح المطالب ايضا ص 458) عن كتاب الشفاء وغيره من كتب علماء أهل السنة قال : روي عن علي (عليه السلام) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : خلقت أنا وعلي من نور واحد من قبل أن يخلق أبونا آدم بالفي عام فلما خلق آدم صرنا في صليه ، ثم نقلنا من كرام الاصلاب إلى مطهرات الارحام حتى صرنا في صلب عبد المطلب ثم انقسمنا نصفين فصرت في صلب عبد الله ، وصار علي في صلب أبي طالب ، واختارني بالنبوة ، واختار عليا بالشجاعة والعلم (الحديث) ، (قال المؤلف) هذه الاحاديث الثلاثة تثبت مطلوبنا وهو أن صلب أبي طالب كان طاهرا كما أن صلب عبد الله والد النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان طاهرا ، وبالتأمل في الاحاديث تعرف أن الاحاديث المذكورة حديث واحد ، وإن كان رواتها مختلفين ، ولكن يد التحريف والخيانة أثرت فيها فغير وبدل ونقص وزاد عليها ما ليس فيها ، هذا والمطلب المهم الذي نحن بصدد إثباته هو أن صلب والد النبي صلى الله