(قال المؤلف) لم يغب بل سرق وستعرف سارقه فيما يأتي وقد نقل الابيات الكنجي الشافعي محمد ين يوسف بن محمد في كتابه كفاية الطالب (ص 260) طبع النجف الاشرف ، وفيها اختلاف في بعض الكلمات وهذا نص الفاظه :
أبو طالب (ع) حامي الرسول وناصره (ص)
![]() الحديث في الجزء الاول من كتابنا (محمد وعلي وبنوه الاوصياء) بطرق عديدة من كتب علماء أهل السنة . (ثم قال أعلى الله مقامه) فالولد الطاهر من النسل الطاهر ولد في الموضع الطاهر ، فاين توجد هذه الكرامة لغيره فاشرف البقاع الحرم ، واشرف بقاع المسجد الكعبة ، ولم يولد (قبله ولا بعده) فيه مولود سواه ، فالمولود فيه يكون في غاية الشرف ، فليس المولد في سيد الايام يوم الجمعة في الشهر الحرام في البيت الحرام سوى أمير المؤمنين (علي بن ابي طالب) عليهما السلام . (وفي المناقب ج 1 ص 358) عن يزيد بن قعنب وجابر الانصاري (قالا) إنه كان راهب يقال له المثرم بن دعيب قد عبد الله مائة وتسعين سنة ولم يسأله حاجة فسأل ربه ان يريه وليا له ، فبعث الله بابي طالب إليه فسأله عن مكانه وقبيلته ، فلما أجابه وثب إليه وقبل رأسه وقال : الحمد لله الذي لم أمت حتى أراني وليه ، ثم قال : ابشر يا هذا ان الله ألهمني أن ولدا يخرج من صلبك هو ولي الله ، اسمه علي ، فان أدركته فاقرأه مني السلام ، فقال ما برهانه ؟ قال : ما تريد قال : طعام من الجنة في وقتي هذا ، فدعا الراهب بذلك ، فما استتم دعاؤه حتى أتي بطبق عليه من فاكهة الجنة رطب وعنب ورمان ، فتناول رمانة فتحولت ماء في صلبه فجامع فاطمة فحملت بعلي وأرتجت الارض وزلزلت بهم أياما وعلت قريش بالاصنام إلى ذروة أبي قبيس ، فجعلت ترتج ارتجاجا تدكدكت بهم صم الصخور وتناثرت وتساقطت الآلهة على وجوهها فصعد أبو طالب الجبل وقال : أيها الناس ان الله قد أحدث في هذه الليلة حادثة وخلق فيها خلقا إن لم تطيعوه وتقروا بولايته وتشهدوا بامامته لم يسكن ما بكم فاقروا به فرفع يده وقال : آلهي وسيدي بالمحمدية المحمودة ، وبالعلوية أبو طالب (ع) حامي الرسول وناصره (ص) ![]() إلا أن تشهدي معي أن لا إله إلا الله ، وأني محمد رسول الله ، فشهدت الشهادتين فناولها (1) . فاكلت فازدادت رغبتها وطلبت أخرى لابي طالب (فاعطاها) فعاهدها أن لا تعطيه إلا بعد الشهادتين ، فلما جن عليها الليل اشتم أبو طالب نسما ما اشتم مثله قط فاظهرت ما معها فالتمسه منها ، فابت عليه إلا أن يشهد الشهادتين ، فلم يملك (أبو طالب) نفسه أن شهد الشهادتين ، غير أنه سألها أن تكتم عليه لئلا تعيره قريش فعاهدته على ذلك ، فاعطته ما معها (فاكله) وآوى إلى زوجته فعلقت بعلي عليه السلام في تلك الليلة ، ولما حملت بعلي عليه السلام ازداد حسنها فكان (الجنين الذي في بطنها) يتكلم (وهو) في بطنها فكانت (يوما) في الكعبة فتكلم علي (وهو في بطن أمه) مع جعفر (فاندهش) فغشي عليه فالتفتت (إلى) الاصنام (وقد) خرت على وجوهها (تعظيما له) فمسحت على بطنها وقالت : يا قرة العين سجدت لك الاصنام داخلا فكيف شأنك خارجا ، وذكرت لابي طالب ذلك فقال : هو الذي قال لي أسد في طريق الطائف (أي أخبره باحوال ابنه علي عليه السلام جده أسد عليه السلام . (قال المؤلف) فبالتأمل في كلام الراهب مثرم ، وفي حديث قاضي السنة ابي عمرو يثبت لك أن ابا طالب وزوجته فاطمة بنت اسد كانا داخلين في الشريعة المحمدية معترفين برسالته بعد أن كانا على الشريعة الابراهيمية ، وعندما اجتمع أبو طالب عليه السلام مع زوجته فاطمة بنت اسد فحملت بعلي عليه السلام كانا مؤمنين موحدين مسلمين وكان ذلك -------------------------------- (1) (قال المؤلف انما طلب النبي صلى الله عليه وآله الشهادتين الشهادة بالتوحيد والشهادة برسالته للدخول في الشريعة الاسلامية بعد ان كانت مؤمنة بشريعة ابيها ابراهيم عليه السلام) . [=] أبو طالب (ع) حامي الرسول وناصره (ص) ![]() من تربية أبي طالب وفاطمة بنت أسد ، فكان مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أن مضى (رسول الله صلى الله عليه وآله إلى دار البقاء) وبقي علي عليه السلام بعده حافظا للمسلمين واماما ومرشدا لهم . (وفيه ايضا ج 1 ص 363) قال : ذكر أبو القاسم في أخبار ابي رافع من ثلاثة طرق : أن النبي صلى الله عليه وآله حين تزوج خديجة قال لعمه (ابي طالب) : إني أحب أن تدفع إلي بعض ولدك يعينني على أمري ويكفيني وأشكر لك بلاءك عندي ، فقال أبو طالب خذ ايهم شئت فاخذ عليا (عليه السلام) . (وفي خطب نهج البلاغة) يشير إلى ما ذكرناه فيقول السيد الرضي رحمه الله قال عليه السلام : وقد علمتم موضعي من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالقرابة القريبة ، والمنزلة الخصيصة ، وضعني في حجره وانا وليد ، يضمني إلى صدره ، ويلفني في فراشه ، ويمسني جسده ، ويشمني عرقه ، وكان يمضغ الشئ ثم يلقمنيه ، وما وجد لي كذبة في قول ولا خطلة في فعل (الخ) . (قال المؤلف) تقدم نقلا من المناقب (ج 1 ص 358) رواية جابر بن عبد الله قضية مثرم بن دعيب الراهب وما فعله مع أبي طالب عليه السلام ، وهذه القضية ورواية جابر بن عبد الله رضي الله عنه خرجها الكنجي الشافعي في كفاية الطالب (ص 260) وفيه اختلاف ، وله مقدمة لم يذكرها في المناقب اليك نصها وقد تقدم . (عن جابر بن عبد الله) قال سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن ميلاد علي بن ابي طالب فقال : لقد سألتني عن خير مولود ولد في شبه المسيح (الحديث) وقد تقدم جميع ألفاظه والمقصود من ذكره أن ابا طالب عليه الكلام كان عالما باحوال ابن اخيه محمد صلى الله أبو طالب (ع) حامي الرسول وناصره (ص) ![]() ابو طالب وقال له : أخرج ابن ابي ، فانك الرفيع كعبا ، والمنيع حزبا والاعلى أبا ، والله لا يسلقك لسان إلا سلقته ألسن حداد ، واجتذبه سيوف حداد ، والله لتذلن لك العرب ذل البهم لحاضنها ، ولقد كان أبي (عبد المطلب شيبة الحمد عليه السلام) يقرأ الكتاب جميعا ، ولقد قال إن من صلبي لنبيا لوددت أني أدركت ذلك الزمان فآمنت به ، فمن ادركه من ولدي فليؤمن به . (قال المؤلف) خرج هذا الحديث الشريف العلامة الحجة الاميني في كتابه (الغدير ج 7 ص 348) ثم قال ادام الله بقاه : (أترى أن أبا طالب يروي عن ابيه مطمئنا به ، فلينشط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا التنشيط لاول يومه ، ويأمره باشهار أمره والاشادة بذكر الله وهو مخبت بانه هو ذلك النبي الموعود بلسان أبيه والكتب السالفة ، ويتكهن بخضوع العرب له ، أتراه سلام الله عليه يأتي بهذه كلها ثم لا يؤمن به إن هذا إلا اختلاق) (قال المؤلف) وممال يدل على أن ابا طالب كان عالما بنبوة ابن اخيه قبل بعثته ولما بعث صلى الله عليه وآله آمن به وصدقه وحماه وايده ونصره ، ما خرجه ابن عساكر الشافعي في تأريخه المختصر (ج 1 ص 267 طبع روضة الشام سنة (1329) ه) قال : إنه صلى الله عليه وآله قدم بصرى من نواحي دمشق قبل أن يوحى إليه وهو صغير (على قول كان له تسع سنين وعلى قول كان له اثنتا عشرة سنة) مع عمه أبي طالب وقدمها مرة ثانية في تجارة لخديجة مع غلامها ميسرة ، قال : روي عن أبي موسى قال : خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أشياخ من قريش ، فلما أشرفوا على الراهب (بحيرا) هبطوا وحلوا رحالهم فخرج إليهم الراهب ، وكانوا قبل ذلك يمرون به أبو طالب (ع) حامي الرسول وناصره (ص) ![]() ولكن نقل بالمعنى وزيد فيه ما ليس منه . (قال المؤلف) وقد أخرجنا حديثا نحوه مفصلا من الخصائص الكبرى للسيوطي الشافعي في هذا الختصر ، فيه دلالة واضحة على ما نحن بصدده ، وخرج في ذيل تاريخ ابن عساكر (ج 1 ص 268) أن الحديث المتقدم خرجه الترمذي في كتابه ، وذكره البزاز في مسنده مع اختلاف وذكر في التأريخ ايضا (ج 1 ص 268) بسنده عن ابي مجلز (انه قال) لما مات عبد الله (عليه السلام والد النبي صلى الله عليه وآله) عطف عبد المطلب أو أبو طالب على محمد (صلى الله عليه وآله) فكان لا يسافر سفرا إلا كان معه فيه ، فتوجه نحو الشام فنزل منزلا فاتاه فيه راهب فقال : إن فيكم رجلا صالحا فقال : إن فينا من يقري الضيف ، ويفك الاسير ، ويفعل المعروف ، فقال : أرجو أعلى من هذا ثم (أشار إلى النبي صلى الله عليه وآله وقال : أين أبو هذا الغلام ؟ فقيل له : هذا وليه ، فقال له : احتفظ به ولا تذهب به إلى الشام إن اليهود حساد ، وإني أخشاهم عليه ، قال ما أنت تقول ذلك ولكن الله يقوله ، فرده وقال : اللهم إني أستودعك محمدا ثم إن الراهب مات . (قال المؤلف) ثم إن ابن عساكر ذكر قضية بحيرا الراهب واطعامهم الطعام في (ج 1 ص 269 ص 271) وسيمر عليك تفصيل حديثه نقلا من الخصائص ، ولفظه يوافق لفظ السيوطي الشافعي في الخصائص ، غير أن السيوطي زاد كلمات في الحديث شرحا له ، وذكر أن أبا طالب عليه السلام قال في ذلك أبياتا ، منها : فما رجعوا حتى رأوا من محمد = أحاديث تجلو غم كل فؤاد فذكر ستة ابيات بعده تراها بعد الحديث فيما يأتي ، ولكن ابن عساكر لما ذكر القضية بكاملها ذكر لابي طالب عليه السلام ابياتا غير ما ذكره أبو طالب (ع) حامي الرسول وناصره (ص)
![]()
أبو طالب (ع) حامي الرسول وناصره (ص) ![]() الكهان ، وقد روينا في الاخبار ، انه سيظهر من تهامة نبي كريم ، وروي فيه علامات قد وجدتها فيه ، فأكرم مثواه ، واحفظه من اليهود ، فانهم أعداؤه ، فلم يزل أبو طالب لقول عبد المطلب له حافظا ، ولوصيته راعبا ومن هنا قال (فيما تقدم) (وحفظت فيه وصية الاجداد) ثم أنه اعلى الله مقامه ذكر بعض القصيدة الثانية إلى قوله (وليس نهار واضح كظلام) ثم قال ومن قصيدة (له) في ذلك .
(قال المؤلف) وهذا البيت من قصيدة ذكرها جلال الدين السيوطي الشافعي في الخصائص الكبرى (ج 1 ص 84 ص 85) وإليك نصها :
أبو طالب (ع) حامي الرسول وناصره (ص)
![]() (قال المؤلف) إن ابا طالب وعد أبا جهل هذا اليوم وقد رأى ما وعده عليه السلام . (قال المؤلف) من جملة أذايا أبي جهل ما ذكره جمع من المحدثين والمؤرخين ، منهم ابن ابي الحديد ، فقد خرج في شرحه على نهج البلاغة (ج 14 ص 74 ط 2) قال : وقد جاء في الخبر أن أبا جهل بن هشام جاء مرة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو ساجد وبيده حجر يريد أن يرضخ به رأسه صلى الله عليه وآله فلصق الحجر بكفه فلم يستطيع ما أراد ، فقال أبو طالب في ذلك من جملة أبيات :
-------------------------------- (1) في شرح نهج البلاغة ج 3 ص 314 ط 1 قال (بكف الذي قام من خبثه) . [=] أبو طالب (ع) حامي الرسول وناصره (ص)
![]() عن عبد الله المأمون انه كان يقول : اسلم أبو طالب والله بقوله :
-------------------------------- (1) عبد الله بن احمد المهزمي العبدي ابن حرب بن خالد اللغوي الشاعر المتوفي سنة خمس وتسعين ومائة ، كما في معجم الادباء ج 12 ص 54 طبع دار الامان ، وله ترجمة في تأريخ بغداد (ج 9 ص 370) . (2) (الخنفنيق) الداهية . أبو طالب (ع) حامي الرسول وناصره (ص)
![]() (ومنهم) العلامة الحلبي الشافعي في سيرته المعروفة بسيرة الحلبي (ج 1 ص 306 ط م سنة 1308) (ومنهم) العلامة السيد احمد زيني دحلان الشافعي في سيرته المعروفة (بالسيرة النبوية المطبوعة بهامش السيرة الحلبية (ج 1 ص 91) (ومنهم) ابن هشام في سيرته (ج 1 ص 246 طبع مصر سنة 1295) وذكر معها قصيدة لابي طالب عليه السلام ، اولها ، (الا قل لعمرو والوليد ابن مطعم ) الخ . وهي في احد عشر بيتا تأتي قريبا . (ومنهم) محمد الصبان الشافعي في اسعاف الراغبين (ص 16) ط م سنة 1328 ، المطبوع بهامش مشارق الانوار . (منهم) ابن سعد في الطبقات (ج 1 ص 134 ط ليدن سنة 1322) وذكرها غير هؤلاء أيضا . (منهم) ابن حجر العسقلاني في الاصابة (ج 7 ص 115 ط م سنة 1328) . (ومنهم) العلامة زيني دحلان الشافعي ايضا في أسنى المطالب (ص 6 طبع مصر وطبع طهران ص 9) . (وصية ابي طالب لاقربائه ان يطيعوا النبي صلى الله) (عليه وآله وسلم والخطبة التي خطبها في زواج) (خديجة عليها السلام) (قال المؤلف) ذكر زيني دحلان الشافعي قبل ذكره القضية في (ص 8) من أسنى المطالب طبع طهران ، وقال : قال أبو طالب ![]() |
ألـم تـرني مـن بعدهم هممته بـفرقة حـر الـوالدين بـاحمد لـما أن شددت مطيتي بـرحلي وقـد ودعـته بسلام بكى حزنا والعيس قد فصلت بنا وأخـذت بـالكفين فضل زمام ذكـرت اباه حين رقرق عبرة تـجود مـن العينين ذات سجام | حرام